![]() |
مولده ونشأته
ولد مالك بن أنس في ربيع الأول سنة 93 هـالموافق 712م بذي المروة نزل أولا بالعقيق ثم نزل المدينة المنورة. نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم الحديث. وكان أكثرهم عناية عمه نافع المكنى بـ "أبي سهيل", ولذا عد من شيوخ ابن شهاب. وكان أخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى أن مالك كان يكنى بأخي النضر لشهرة أخيه. بدأ مالك يطلب العلم صغيرا تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له، فقد حكي أنه كان يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم، قالت له: "ان الناس ينظرون في غناء ذي الوجه الحسن ويتركون ذي الوجه القبيح"، وفي ذلك انها لا تريد تشبيهه بالقبيح ولكن ليترك الغناء. ولولعه بالعلم نقض سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء. يقول الإمام مالك: "حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت: إذهب فاكتب (تريد الحديث)". حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ الحديث وكان لابد من كل طالب علم من ملازمة عالم من بين العلماء، فلازم في البداية ابن هرمز المتوفى سنة 148 هـ سبع سنين لم يخلطه بغيره حتى كان يقول مالك: "كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل". وبعد ذلك اتجه مالك إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح الأحاديث هي المروية عن مالك عن نافع عن ابن عمر. كما أخذ مالك عن ابن شهاب الزهري وهو أول من دون الحديث ومن أشهر شيوخ المدينة المنورة، وقد روى عنه مالك في موطئه 132 حديثا بعضها مرسل. كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل البيت وأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل هو حديث جاير في الحج والأربعة منقطعة. كذلك روى عن هشام بن عروة بن الزبير، ومحمد بن المنكدر، ويحي بن سعيد القطان الأنصاري، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، ومن أقرانه الأوزاعي والثوري والليث. وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعنبي. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من التابعين و600 من أتباع التابعين. |
جلوسه للفتوى
تحلق الناس عنده لطلب العلم وهو ابن سبع عشرة سنة ولم يفتي إلا بعدما استشارة سبعين عالما من علماء المدينة وهو ابن اربعين سنة. |
تحريه في العلم والفتوى
يروى عن النبي من حديث أبي هريرة أنه قال: "ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة" وقال غير واحد بأنه مالك بن أنس. ذكر لمالك لما أنه ذكرت أمامه الموطآت، وأن غير واحد من العلماء قد صنع موطئا كموطئه، قال: "دعوهم، فلن يبقى إلا ما أريد به وجه الله". ولهذا كان يتحرى تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل وعند الأداء فكان يسأل في العدد الكثير من المسائل ولا يجيب إلا في القليل وكان يفكر في المسألة سنين فما يتفق فيها رأي. وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين (سورة الجاثية 32). وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث طرحه... |
توقيره للعلم وللأحاديث النبوية
كان من توقيره للعلم لا يحدث إلا على طهارة ولا يحدث أو يكتب حديثا واقفا وكان لا يفضل على المدينة بقعة سواها. |
مواهبه وصفاته
حبا الله مالكا بمواهب شتى حتى أصبح الإمام الذي لا يفتي معه أحدا منها: الحفظ: عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد. الصبر والجلد. الإخلاص في طلب العلم قربة خالصة لله عز وجل. وجيد التحري في رواية الحديث مدققا في ذلك كل التدقيق، لا ينقل الا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته. قال الإمام مالك: "لقد أدركت في هذا المسجد (المسجد النبوي) سبعين ممن يقول: قال فلان قال رسول الله فما أخذت عنهم شيئا، وأن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه إلا ظانهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن". قوة الفراسة والنفاذ إلى بواطن الأمور وإلى نفوس الأشخاص. |
شهادة أهل العلم له بالإمامة وثناؤهم عليه
ابن هرمز: "ادعيه, فإنه عالم النّاس". ابن شهاب: "أنت من أوعية العلم". قيل لأبي الاسود: من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: "الغلام الأصبحي (مالك)". سفيان بن عيينة: "ما نحن عند مالك؟ إنما نحن نتبع آثار مالك". وقال: "ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد مالك". وقال: "مالك سيد أهل المدينة". وقال: "مالك سيد المسلمين". الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك النجم". وقال: "مالك بن أنس معلمي وما أحد أمنّ عليّ من مالك, وعنه أخذنا العلم وإنما أنا غلام من غلمان مالك". وقال: "مالك وسفيان قرينان، ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق". الأوزاعي: "رأيت رجلا عالما (يقصد مالك)". أبو يوسف: "ما رأيت أعلم من ثلاثة: مالك وأبي ليلى وأبي حنيفة". الليث: "علم مالك تقي, علم مالك نقي, مالك أمان لمن أخذ عنه من الأنام". ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للأمة إماما, لأخترت مالكا". ابن المهدي: "مالك أفقه من الحكم وحماد" وقال: "أئمة الحديث الذين يقتدى بهم أربعة: سفيان بالكوفة, ومالك بالحجاز, والأوزاعي بالشام, وحماد بن يزيد بالبصرة". يحيى بن سعيد: "مالك أمير المؤمنين في الحديث". وقال: "مالك هو أعلى أصحاب الزهري, وأوثقهم وأثبت الناس في كل شيء". وقال: "مالك نجم الحديث المتوقف عن الضعفاء, الناقل عن أولاد المهاجرين والأنصار". النسائي: "أمناء الله على وحيه: شعبة, ومالك, ويحيى بن سعيد القطان, ما أحد عندي أفضل بعد التابعين من مالك ولا أجل منه ولا أحد آمن على الحديث منه". أحمد بن حنبل: "مالك أحسن حديثا عن الزهري من ابن عيينة, ومالك أثبت الناس في الزهري". |
شيوخه
أخذ عن خلق كثير وهم في الموطأ وكان أهمهم: ابن هرمز. أبو زناد. نافع. ربيعة محسن. ابن شهاب. الأنصاري. يحي بن سعيد. سعيد المقبري. عامر بن عبد الله بن زبير. ابن المنكدر. عبد الله بن دينار. |
تلاميذه
كان أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له، وقد كان تلاميذه من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم، فمنهم من كان يطول به المقام عنده ومنهم من كان يقصر به المقام. والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام مالك كثيرين أن مالكاً كان معمراً فلقد عاش تسعين عاماً. وأحصى الذهبي ما يزيد عن ألف وأربعمائة تلميذا، منهم: محمد بن إدريس الشافعي، صاحب المذهب الشافعي. عبد الرحمن بن القاسم. عبد الله بن وهب. أشهب بن عبد العزيز القيسي. أسد بن الفرات. عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون. أبو الحسن ابن ابي اياس الخرساني. ابن الوليد أبو يحمد الحميري. ابن خداش أبو الهيثم المهلبي. أبو عبد الله اللخمي. أبو عثمان سعيد ابن شعبة الخرساني. أبو داوود سليمان بن جارود الطياليسي. أبو عبد الله ابن ذكوان الترميذي. أبو يحي بن حماد النرسي. بن جبلة عبدان المروزي. عبد الله بن نافع الزبيري. أبو عامر بن عمرو القيسي العقدي. أبو سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي. |
مؤلفاته
الموطأ، وهو أهم مؤلفاته وأجل آثاره الذي كتبه بيده حيث اشتغل في تاليفه ما يقرب من 40 سنة. وهو الكتاب الذي طبقت شهرته الآفاق واعترف الأئمة له بالسبق على كل كتب الحديث في عهده وبعد عهده إلى عهد الإمام البخاري. قال الإمام الشافعي: "ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك"، وفي رواية: "أكثر صوابا" وفي رواية: "أنفع". وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري. قال البخاري: "أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر"، وكان البخاري يسمي هذا الإسناد بسلسلة الذهب، وكثيرا ما ورد هذا الإسناد في الموطأ. قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: "الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب، وعليهما بنى الجميع كمسلم والترمذي". الرد على القدرية. رسالة في القدر. كتاب النجوم والحساب مدار الزمن. رسالة في الأقضية، في 10 أجزاء. تفسير غريب القران. المدونة الكبرى وهي مجموعة رسائل فقهية رويت عنه بلغت نحو 36 ألف مسألة. |
منهجية العمل على الموطأ
التزم مالك شروطا في كتابه من أوثَق الشروط وأشدِّها، فقد كان يسلك منهج التحري والتوخي وانتقاء الصحيح. كما اتبع فيه طريقة المؤلفين في عصره، فمزج الحديث بأقوال الصحابة والتابعين والآراء الفقهية، حتى بلغت آثار الصحابة 613 أثرا، وأقوال التابعين 285 قولا، فيقدم في الباب الحديث المرفوع ثم يُتْبعه بالآثار، وأحيانا يذكر عمل أهل المدينة... فكتابه كتاب فقه وحديث في وقت واحد، وليس كتاب جمع للروايات فقط، لذلك تجد بعض الأبواب تخلو من المرويات. |
سبب اختلاف الموطأ
يتكون كتاب «الموطأ» من 16 فصلا سمّاها مالك بالكتاب، يبدأ بكتاب وقوت الصلاة وينتهي بكتاب أسماء النبي صلى الله وعليه وسلم، وهو واحد من دواوين الإسلام العظيمة وكتبه الجليلة، يشتمل على جملة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة من كلام الصحابة والتابعين ومن بعدهم، كما يتضمن أيضا جملة من اجتهادات المصنف وفتاواه. وقد سمي «الموطأ» بهذا الاسم لأن مؤلفه وطَّأَهُ للناس، بمعنى أنه هذَّبَه ومهَّدَه لهم. ونُقِل عن مالك أنه قال: «عرضت كتابي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة، فكلهم واطَأَنِي عليه، فسميته الموطأ». مكث الإمام مالك أربعين سنة يقرأ «الموطَّأَ» على الناس، فيزيد فيه وينقص ويُهذِّب، فكان التلاميذ يسمعونه منه أو يقرؤونه عليه خلال ذلك، فتعددت روايات «الموطأ» واختلفت، بسبب ما قام به الإمام من تعديل على كتابه، فبعض تلاميذه رواه عنه قبل التعديل، وبعضهم أثناءه، وبعضهم رواه في آخر عمره، وبعضهم رواه كاملا، وآخرون رووه ناقصا، فاشتهرت عدة روايات لـ«الموطأ» أهمها: رواية يحيى بن يحيى المصمودي الليثي (234 هـ): وهي أشهر رواية عن الإمام مالك، وعليها بنى أغلب العلماء شروحاتهم. رواية أبي مصعب الزهري: وتمتاز بما فيها من الزيادات، وبأنها آخر رواية نقلت عن مالك، وهي متداولة بين أهل العلم. رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي (221 هـ): وهي أكبر روايات «الموطأ»، وعبد الله بن مسلمة القعنبي من أثبت الناس في «الموطأ»، عند ابن معين والنسائي وابن المديني. |
من شروح الموطأ
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس، تأليف: أبو بكر بن العربي المالكي للتحميل. الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار، وشرح ذلك كله بالإيجاز والاختصار: ابن عبد البر . تفسير غريب الموطأ، تأليف: السلمي . أوجز المسالك إلى موطأ مالك، الكاندهلوي . شرح الزرقاني على الموطأ . |
وفاته
بعد حياة عريضة حافلة توفي مالك بن أنس في ربيع الأول عام 179 هـ الموافق 795م عن عمر يناهز ستة وثمانين سنة، حيث صلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم العباسي وشيع جنازته واشترك في حمل نعشه ودفن في البقيع. قال الشافعي: «قالت لي عمتي ونحن بمكة: رأيت في هذه الليلة عجبًا، فقلت لها: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قائلاً يقول: مات الليلة أعلم أهل الأرض. قال الشافعي: فحسبنا ذلك، فإذا هو يوم مات مالك بن أنس» |
انتشار المذهب المالكي
يعتبر المذهب المالكي هو الغالب في بلاد المغرب العربي والإمارات والبحرين، والأردن، والكويت، والسودان وصعيد مصر، والمنطقة الجنوبية من إيران ووسط وغرب أفريقيا ويبلغ عدد أتباعه في العالم أكثر من 150 مليون مسلم. |
بإذن الله لنا لقاء مع : الإمام محمد بن إدريس الشافعي ~
|
الاسم بالكامل محمد بن إدريس الشافعيّ القرشي الحقبة 150 هـ - 204 هـ المولد 150 هـ الموافق 766م غزة في فلسطين الوفاة 30 رجب سنة 204 هـ الموافق 820م القاهرة في مصر المذهب شافعي العقيدة أهل السنة والجماعة الأفكار الفقه الحديث النبوي علوم اللغة العربية أفكار مميزة مؤسس المذهب الشافعي الفقهي مؤسس علم أصول الفقه تأثر بـ مالك بن أنس تأثر به أحمد بن حنبل البويطي المزني ~ |
اسمه ونسبه وعائلته
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن سائب بن عبد الله بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الشافعي المطّلبي القرشي [5]. يلتقي في نسبه مع النبي محمد في عبد مناف بن قصي. وأما نسبه من جهة أمه، ففيه قولان: الأول فأن اسمها "فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب" كما جزم به سليمان الجمل[6]، بينما اعتبر الرازي والبيهقي وغيرهما أن هذا القول ضعيف وأن الصواب والأشهر هو القول الثاني وهو أنها امرأة أزدية من الأزد من اليمن [6][7]. أما زوجته فهي "حميدة بنت نافع بن عبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان" ومن أولاده منها أبو عثمان عبدالله بن محمد بن إدريس، وهو الأكبر من ولده وكان قاضيًا بمدينة حلب |
مولده ونشأته
ولد الشافعي سنة 150 هـ (وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة) في حيّ اليمن في غزة في فلسطين[5][8]، وقيل في عسقلان[9]. مات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين لئلا يضيع نسبه، فنشأ بها وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين وأقبل على الرمي حتى فاق فيه الأقران وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة، ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم، ثم حُبب إليه الفقه[5]، فحفظ الموطأ وهو ابن عشر، وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة[4]، يقول عن نفسه: «كنت أنا في الكتاب أسمع المعلّم يلقن الصبي الآية فأحفظها أنا، ولقد كان الصبيان يكتبون ما يُملى عليهم فإلى أن يفرغ المعلّم من الإملاء عليهم قد حفظت جميع ما أملى، فقال لي ذات يوم: ما يحل لي أن آخذ منك شيءً |
طلبه للعلم وأسفاره
كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ولزم قبيلة هذيل في البادية يتعلم كلامها ويأخذ طبعها، وكانت أفصح العرب، فبقي فيهم سبع عشرة سنة يرحل برحيلهم وينزل بنزولهم ويحفظ أشعارهم[10] حتى قال الأصمعي عنه: «صحّحتُ أشعار هُذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس»[8]، فلما رجع إلى مكة جعل الشافعي ينشد الأشعار ويذكر الآداب والأخبار وأيام العرب، فمرّ به رجل من بني عثمان من الزبيريين فقال: «يا أبا عبد الله، عزّ عليّ أن لا يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه، فتكون قد سدت أهل زمانك»[10]، فتأثر الشافعي بكلامه وعزم على التوجه لتعلم الفقه فقرأ على ابن عيينة، ثم جالس مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة (والذي أخذ عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس وعبد الله بن الزبير وغيرهما، عن جماعة من الصحابة، منهم: عمرو بن علي، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وغيرهم[4])، فأخذ عنه الفقه، حتى أذن له بالإفتاء وهو في سن العشرين[8]. كما وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، عن شبل، عن ابن كثير، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول الله [4]. يقول الشافعي عن نفسه: «أقمت في بطون العرب عشرين سنة أخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مرّ بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد» |
رحلته إلى المدينة المنورة
اشتهر اسم مالك بن أنس في زمن الشافعي وتناقل الناس كتابه الموطأ[11]، فأراد الشافعي أن يرحل إلى المدينة المنورة للأخذ عن مالك العلم، فكان أول ما فعله قبل سفره هو حفظ الموطأ، فحفظه في تسع ليالٍ[10]، ثم قصد بعدها المدينة المنورة وهو يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة[9] وقيل: عشرين سنة[8]، فقدم على مالك ومعه توصية من والي مكة إليه، فلما لقيه قال له مالك: «يا محمد، اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن»[10]، ثم قرأ عليه الموطأ، فأعجب به وبقراءته فلازمه الشافعي حتى وفاة مالك سنة 179 هـ. قال عنه الشافعي: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، وما أحد أمنّ عليّ من مالك بن أنس. مالك بن أنس معلمي وعنه أخذت العلم"[12]. وفي الوقت نفسه أخذ عن إبراهيم بن سعد الأنصاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك وغيرهم[11]. |
رحلته إلى اليمن
بعد وفاة مالك بن أنس عاد الشافعي إلى مكة، وصادف قدوم والي اليمن إلى مكة، فطلب من الشافعي أن يذهب معه للعمل في نجران في اليمن، فذهب معه وأصبح والي نجران، فحكم فيهم بالعدل، فوجد معارضة من الناس حتى وشوا به ظلمًا إلى الخليفة هارون الرشيد أنه يريد الخلافة[4]، فأرسل في استدعائه سنة 184 هـ، لكنه لما حضر بين يدي الخليفة في بغدادأحسن الدفاع عن نفسه بلسان عربي مبين، وبحجة ناصعة قوية؛ فأعجب به الخليفة، وأطلق سراحه[11]. |
رحلته إلى بغداد
بقي الشافعي في بغداد، والتقى بمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة فاستفاد منه وأخذ عنه العلم حتى قال: «حملت عن محمد بن الحسن وَقر بعير، ليس فيه إلا سماعي منه»[8]. وقد بقي في ضيافة محمد بن الحسن مدة من الزمن نحو سنتين عاد بعدها إلى مكة[4]. انتقل بعدها الشافعي إلى بغداد وقدمها للمرة الثانية سنة 195 هـ حاملاً كتبًا حاويةً للمناهج والقروع التي استنبطها[8]، فاجتمع به جماعة من العلماء منهم: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والحسين بن علي الكرابيسي، والحارث بن شريح البقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، والزعفراني، وغيرهم[4]. وأخذ يملي هذه الكتب على تلاميذه، فدوّنوا "الرسالة" و"الأمّ"، وقد كتبها تلميذه الزعفراني. وبقي ينشر العلم مدة سنتين، حتى شاع ذكره فسمي بـ "ناصر الحديث"[5]. عاد بعدها إلى مكة، ثم رجع إلى بغداد للمرة الثالثة سنة 198 هـ مكث فيها عدة أشهر. |
رحلته إلى مصر
خرج الشافعي من بغداد قاصدا مصر سنة 199 هـ وحين خروجه قيل له: "أتذهب إلى مصر وتتركنا؟" فقال لهم: "هناك الممات". وحينما دخل مصر أقام في الفسطاط واشتغل في طلب العلم وتدريسه، وفي تلك المدة غيّر الشافعي الكثير من اجتهاداته وأملى من جديدٍ كتبه على تلاميذه في الفسطاط مجدِّدًا لآرائه، وقد خالف بعضها وأقرّ أكثرها[8]. وكان رَاويته لهذه الكتب الجديدة هو الربيع بن سليمان المرادي. وصار للشافعي بهذا نوعان من الكتب؛ أحدهما: كتبه التي بالعراق، وهي القديمة، والأخرى بمصر وهي الجديدة. ولهذا قال بعضهم: إنّ له مذهبين: أحدهما قديم، والآخر جديد. |
صفة مجالسه
حدث الربيع بن سليمان قال: «كان الشافعي يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا إرتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا إرتفع الضحى تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار، ثم ينصرف، ». وحدث محمد بن عبد الحكم قال: «ما رأيت مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا وهم مذعنون له، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه». ويقول الربيع: «قال أصحاب مالك كانوا يفخرون فيقولون إنه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمّمًا، والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاث مئة معمّم سوى من شذ عني |
مصنفاته
كتاب الأم. الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه. اختلاف الحديث. مسند الشافعي، مسنده في الحديث. كتاب أحكام القرآن. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب القسامة. كتاب الجزية. كتاب قتال أهل البغي. كتاب سبيل النجاة. ديوان الشافعي، ديوان شعر طبع العديد من الطبعات، منها طبعة بعناية عبد الرحمن المصطاوي، وطبعة بعناية إميل بديع يعقوب، وطبعة بعناية صالح الشاعر. |
تلاميذه
تلاميذه كثر، ونذكر منهم الأبرز والأشهر: من تلاميذه في الحجاز محمد بن إدريس. إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع المطلبي. موسى بن أبي الجارود المكي المشهور بأبي الوليد. عبد العزيز الكناني المكي. أبو بكر الحميدي. |
من تلاميذه في العراق
أحمد بن حنبل. إبرهيم بن خالد الكلبي أبو ثور. أبوعلي الحسين بن على بن يزيد الكرابيسي. محمد بن الحسن بن الصباح الزعفراني أبو علي. أبو عبد الرحمن احمد بن محمد بن يحيى الأشعري البصري. |
من تلاميذه في مصر
أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني الربيع بن سليمان المرادي. الربيع بن سليمان الجيزي. يونس بن عبد الأعلى الصدفي. حرملة بن يحيى بن حرملة التجيبي. محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. |
فصاحته وشعره
كان الشافعي فصيح اللسان بليغاً، حجّة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، وبما أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة وإطلاعه الواسع حتى أضحى يُرجع إليه في اللغة والنحو. وممن شهد له بذلك: قال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة. قال أيوب بن سويد: خذوا عن الشافعي اللغة. قال الأصمعي: صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس. قال أحمد بن حنبل: كان الشافعي من أفصح الناس، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحاً. حدث أبو نعيم الإستراباذي، سمعت الربيع يقول: لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألّف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام. |
من أشعاره
أأنـثـر درا بيـن سـارحـة الـبـهـم وأنـظـم مـنـثـوراً لراعيـة الغـنـم لعمري لئن ضيعـت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيـهـم غـرر الكـلـم لـئـن سـهـل الله العزيـــز بلطـفه وصادفـت أهــلاً للعلـوم وللحـكـم بثثت مفيــداً واستــفدت ودادهــم وإلا فـمـكـنــون لـدى ومـكـتـتــم ومـن منح الجهـال علما أضـاعه ومـن منـع المستوجبيـن فقد ظلـم |
وله أيضا:
إذا المـرء لا يـرعـــاك إلا تكـلـفـا فـدعـه ولا تـكـثــر عـلـيــه الـتـأسـفـا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفـي القلب صـبـر للحبيـب ولو جفـا فـمــا كـل من تهـواه يهـواك قلبـه ولا كـل مـن صـافـيـتـه لـك قـد صفـا إذا لـم يـكن صفـو الـوداد طبيــعة فـلا خــيــر فـــي ودٍّ يــجــئ تـكـلُّـفـا ولا خيـر في خـلٍّ يخــون خليــلـه ويــلـقــاه مـن بـعــد الـمـودة بـالجـفـا ويـنـكـر عـيـشـا قـد تـقـادم عـهـده ويظهر سراً كـان بالأمس قـد خفـا سلام علـى الدنـيـا إذا لم يـكن بهـا صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعد منصفـا |
وله أيضاً :
نعيـب زمانـنــا والعيب فيـنـا وما لزمــاننــا عيب سـوانـا ونهجو ذا الزمان بغيـر ذنب ولو نطق الزمـــان لهجـانـا وليس الذئب يأكل لحـم ذئب ويأكل بعضنا بعضآً عيـانـا |
كما أن له في ذكر آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا آل بيت رســول الله حبـكـم فرض مـن الله فـي القران أنزلـه يكفيكم من عظيم الشأن أنـكـم من لم يصلي عليكم لا صلاة لـه وأيضا في حب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: لو فتشوا قلبـي لألفـوا بــه سطــرين قد خُطّا بلا كـاتبِ العدل والتوحيد في جـانبٍ وحب أهل البيت في جـانبِ |
وأيضا من أشعاره في فضل العلم
شكوت الي وكيع سوء حفظي فأرشدني الي ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم فضل وفضل الله لا تؤتاه عاصي |
تواضعه وورعه وعبادته
كان الشافعي مشهوراً بتواضعه، تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس. وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره استاذا كان أو تلميذا، أو جارا، أو صديقا. ويدل على أنه كان عابداً وروي أنه كان يقسم الليل ثلاثة أجزاء: ثلث للعلم، وثلث للعبادة, وثلث للنوم. قال الربيع: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في الصلاة. وكان البويطي أحد أصحابه يختم القرآن في رمضان في كل يوم مرة. وقال الحسن الكرابيسي: بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحواً من ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه ولجميع المسلمين والمؤمنين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ فيها وسأل النجاة لنفسه وللمؤمنين، وكأنما جمع له الرجاء والخوف معاً. |
قال أحمد بن يحيى بن الوزير: خرج الشافعي يوماً من سوق القناديل فتبعناه فإذا رجل يسفه على رجل من أهل العلم، فالتفت الشافعي إلينا وقال: "نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به، فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه لينظر إلى أخبث شيء في إنائه فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم ولو ردت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها".
|
قال الحميدي: خرج الشافعي إلى اليمن مع بعض الولاة فانصرف إلى مكة بعشرة آلاف درهم فضرب له خباء في موضع خارجاً عن مكة فكان الناس يأتونه، فما برح من موضعه ذلك حتى فرقها كلها. وخرج من الحمام مرة فأعطى الحمامي مالاً كثيراً. وسقط سوطه من يده مرة فرفعه إنسان إليه فأعطاه جزاء عليه خمسين ديناراً.
|
ويدل على قوة زهده وشدة خوفه من الله واشتغال همته بالآخرة ما روي أنه روى سفيان بن عيينة حديثاً في الرقائق فغشي على الشافعي فقيل له: قد مات، فقال: إن مات فقد مات أفضل زمانه. وروى عبد الله بن محمد البلوي قال: كنت أنا وعمر بن نباتة جلوساً نتذاكر العباد والزهاد فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي : خرجت أنا وهو والحارث بن لبيد إلى الصفا وكان الحارث تلميذ الصالح المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه " هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون " فرأيت الشافعي وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخر مغشياً عليه فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبين وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين، إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك. قال: ثم مشى وانصرفنا فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مر بي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة، فالتفت فإذا أنا برجل يتبعه جماعة، فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره، فالتفت إلي فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم، تعلمني مما علمك الله شيئاً، فقال لي اعلم أن من صدق الله نجا، ومن أشفق على دينه سلم من الردى، ومن زهد في الدنيا قرت عيناه مما يراه من ثواب الله غداً، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر ونهى عن المنكر وانتهى،، وحافظ على حدود الله، ألا أزيدك؟ قلت بلى، فقال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً واصدق الله في جميع أمورك تنج مع الناجين، ثم مضى، فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي فانظر إلى سقوطه مغشياً عليه ثم إلى وعظه كيف يدل ذلك على زهده وغاية خوفه! ولا يحصل هذا الخوف والزهد إلا من معرفة الله عز وجل فإنه " إنما يخشى الله من عباده العلماء ".
|
وحدث محمد بن عبد الله المصري قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد. قال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي: أفلست في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري، حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط. قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمرّ وجهه حياء من السائل، ويبادر بإعطائه.
|
من أقواله
* حبب إليّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف[13]. * ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي. * كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق. * والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة. * ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته وإعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني. * أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف. * والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة. * ما رأيت سميناً أفلح قط. * ما حلفت بالله لا صادقاً ولا كاذباً قط. (فانظر إلى حرمته وتوقيره لله تعالى، ودلالة ذلك على علمه بجلال الله سبحانه). * سئل الشافعي عن مسألة فسكت، فقيل له: ألا تجيب رحمك الله؟ فقال: حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي. * كتب حكيم إلى حكيم: قد أوتيت علماً فلا تدنس علمك بظلمة الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم. * من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها في قلبه فقد كذب. * الرياء فتنة عقدها الهوى حيال أبصار قلوب العلماء فنظروا إليها بسوء اختيار النفوس فأحبطت أعمالهم. * شكوت الي وكيع سوء حفظي فأرشدني الي ترك المعاصي....و اخبرني بأن العلم نور. ونور الله لا يهدى لعاصي. * قال الربيع: اشتريتُ للشافعي طيبًا بدينار، فقال: ممن اشتريتَ؟ قلتُ: من ذاك الأشقر الأزرق، قال: أشقر أزرق! رُدّه، رُدّه، ما جاءني خيرٌ قط من أشقر ~ |
الساعة الآن 08:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.