.... إنَّهُ لَأَخْيَلُ مِنْ مُذَالَةٍ .... أخْيَلُ : أَفْعَلُ من خَالَ يَخَالُ خَالاً إذا اختال ، ومنه : * وإنْ كُنْتَ لِلخَالِ فَاذْهَبْ فَخَلْ * والمُذَالة : المُهَانة . يضرب للمختال مهاناً . |
..... إنِّي لآكُلُ الرَّأْسَ وأنا أَعْلَمُ ما فِيْهِ .... يضرب للأمر تأتيه وأنت تعلم ما فيه مما تكره . |
..... إذَا جَاءَ الحَيْنُ حَارَتِ العَيْنُ ..... قال أبو عبيد : وقد روي نحو هذا عن ابن عباس ، وذلك أن نَجْدَةَ الحَرُورِيّ أو نافَعاً الأزرقَ قال له : إنك تقول إن الهدهد إذا نَقَر الأرض عرف مسافة ما بينه وبين الماء وهو لا يبصر شعيرة الفَخِّ ، فقال : إذا جاء القَدَرُ عميَ البصر . |
.... إنَّهُ لشَدِيْدُ جَفْنِ العَيْنِ .... يضرب لمن يَقْدر أن يصبر على السهر . |
.... أَنْفٌ في السَّماءِ واسْتٌ فِي الماءِ .... يضرب للمتكبر الصغير الشأن . |
.... أَنْفُكَ مِنْكَ وإنْ كانَ أَذَنَّ .... الذَّنين : ما يسيل من الأنف من المُخَاط وقد ذَنَّ الرجلُ يَذِنُّ ذَنِيناً فهو أَذَنّ ، والمرأة ذَنَّاء . وهذا المثل مثلُ قولهم : أنفُكَ منك وإن كان أَجْدَعَ . |
.... إنَّهُ لَخَفِيفُ الشُّقَّةِ .... يريدون إنه قليلُ المسألة للناس تعفُّفَاً . |
.... إذَا ارْجَعَنَّ شاصِياً فَارْفَعْ يَدَا .... وروى أبو عبيد " ارْجَحَنْ " وهما بمعنى مال ، ويروى " اجرعن " وهو قلب ارجعن وشاصياً : من شَصَا يَشْصُو شُصُوَّاً إذا ارتفع . يقول : إذا سقط الرجل وارتفعت رجلُه فاكْفُفْ عنه ، يريدون : إذا خَضَع لك فكُفَّ عنه . |
.... إنَّ الذَّلِيلَ الَّذي لَيْستْ لَهُ عَضُدُ .... أي : أنصار وأعوان ، ومنه قوله تعالى : " وما كُنْتَ مُتَّخذَ المُضلِّين عَضُدَاً " . وفتَّ في عضده : أي كسر من قوته . يضرب لمن يَخْذُلُهُ ناصِرُهُ . |
.... إنْ كُنْتَ بي تَشُدُّ أزْرَكَ فَأَرْخِهِ .... أي أن تَتَّكل عليَّ في حاجتك فقد حُرِمْتَها . |
.... إنْ يَدْمَ أظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّي .... الأظَلُّ : ما تحت مَنْسِمِ البعير . والخفُّ : واحد الأخفاف ، وهي قوائمه . يضربه المشكوّ إليه للشاكي : أي أنا منه في مثل ما تشكوه . |
.... أَتَتْكَ بِحَائِنٍ رِجْلَاهُ .... كان المفضَّل يخبر بقائل هذا المثل فيقول : إنه الحارثُ بن جَبَلَة الغَسَّاني ، قاله للحارث ابن عيف العبدي ، وكان ابن العيف قد هَجَاه فلما غزا الحارث بن جبلة المنذرَ بن ماء السماء كان ابن العيف معه ، فقُتِل المنذر ، وتفرقت جموعُه ، وأُسِرَ ابنُ العيف ، فأتى به إلى الحارث بن جبلة فعندها قال : أتتك بحائن رجلاه ، يعني مسيرَه مع المنذر إليه ، ثم أمر الحارث سيافه الدلامص فضربه ضربةً دقت منكبه ثم برأ منها وبه خَبَل . وقيل : أول مَنْ قاله عَبيدُ بن الأبْرَصِ حين عَرضَ للنعمان ابن المنذر في يوم بؤسه ، وكان قصدَهُ ليمدحه ، ولم يعرف أنه يومُ بؤسه ، فلما انتهى إليه قال له النعمان : ما جاء بك يا عبيد ؟ قال : أتتك بحائن رجلاه ، فقال النعمان : هلا كان هذا غَيْرَك ؟ قال : البَلايَا على الحَوايَا ، فذهبت كلمتاه مثلاً . وستأتي القصة بتمامها في موضع آخر من الكتاب إن شاء الله تعالى . |
.... إيَّاكَ وأَهْلَبَ العَضْرَطِ .... الأَهْلبُ : الكثيرُ الشعر . والعَضْرَط : ما بين السَّهِ* والمذاكير ، ويقال له العِجَان ، وأصل المثل أن امرأة قال لها ابنها : ما أجِدُ أحداً إلا قهرْتُه وغلبته ، فقالت : يا بني إياك وأهْلَبَ العَضْرَطِ ، قال فصرعه رجل مرة ، فرأى في استه شعراً ، فقال : هذا الذي كانت أمي تحذرني منه . يضرب في التحذير للمُعْجَب بنفسه . * السَّه : فتحة الدُّبُر |
.... أَنْتَ كالمُصْطادِ بِاسْتِهِ .... هذا مثل يضرب لمن يطلب أمراً فيناله من قرب . |
.... أنا ابْنُ بَجْدَتِهَا .... أي أنا عالم بها ، والهاء راجعة إلى الأرض ، يقال : عنده بَجْدَةُ ذاك ، أي علم ذاك ، ويقال أيضاً : هو ابن مدينتها ، وابن بجدتها ، من ( مَدَنَ بالمكان ) و ( بَجَدَ ) إذا أقام به ، ومن أقام بموضع علم ذلك الموضع ، ويقال : البَجْدَةُ الترابُ ، فكأن قولَهم ( أنا ابن بجدتها ) أنا مخلوق من ترابها ، قال كعب بن زهير : فيها ابنُ بَجدَتِها يكــاد يُذِيبُه وَقْدُ النَّهارِ إذا اسْتَنَارَ الصَّيْخَدُ يعني بابن بدجتها الحِرْبَاء ، والهاء في قوله " فيها " ترجع إلى الفَلاةِ التي يصفها . |
.... إلَى أُمِّهِ يَلْهَفُ الَّلهْفَانُ .... يضرب في استعانة الرجل بأهله وأخوانه واللهفانُ : المتحسر على الشيء ، والَّلهِيفُ : المضطر ؛ فوضع اللهفان موضع اللهيف ، ولَهِفَ معناه تلهَّفَ أي تحسَّر ، وإنما وصَل بإلى على معنى يلجأ ويفرُّ ، وفي هذا المعنى قال القُطَامي : وإذا يُصيبك والحوادثُ جَمَّةٌ حَدَثٌ حَدَاكَ إلى أخيكَ الأَوْثَقِ |
.... أُمٌّ فَرَشَتْ فَأَنَامَتْ .... يضرب في بر الرجل بصاحبه ، قال قُرَاد : وكنت له عَمَّاً لطيفاً ، ووالداً رَؤوفاً ، وأمَّاً مَهَّدَتْ فأنامَتِ |
.... إذا عَزَّ أَخُوْكَ فَهُنْ .... قال أبو عبيد : معناه مُيَاسَرَتُك صديقَك ليست بضَيْمٍ يركبك منه فتدخلك الحميَّة به ، إنما هو حسن خلُق وتفضُّل ، فإذا عاسَرَكَ فياسِره . وكان المفضّل يقول : إن المثل لهُذَيل بن هُبَيْرة التَّغلبي ، وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم ، فقال له أصحابه : اقْسِمْهَا بيننا ، فقال : إني أخاف إنْ تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب ، فأبوا ، فعندها قال : إذا عزَّ أخوك فهُنْ ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم ، وينشد لابن أحمر : دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ : أبْقَى إذا عَزَّ ابْنُ عمـكَ أنْ تَهُوْنَا |
.... أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لا أخَا لَهُ كَسَاعٍ إلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلَاحِ .... نصب قوله " أخاك " بإضمار فعل : أي الزم أخاك ، أو أكرم أخاك ، وقوله : " إن من لا أخا له " أراد لا أخَ له ، فزاد ألِفاً لأن في قوله " له " معنى الإضافة ، ويجوز أن يحمل على الأصل أي أنه في الأصل أخَوٌ فلما صار أخا كعَصَاً ورحىً ترك ههنا على أصله . |
.... أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ .... أول من قاله النابغةُ حيث قال : ولَسْـتَ بِمُسْـتَبْقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ على شَعَثٍ ، أيُّ الرِّجالِ المُهذَّبُ ؟ |
.... أنا عُذَلَةٌ وأَخِي خُذَلَة وكلَانا لَيْسَ بِابْنِ أمه .... يضرب لمن يَخْذُلُكَ وتَعْذِلُه . |
.... إنَّهُ لَحَثِيثُ التَّوالِي .... ويقال : لَسَرِيعُ التوالي ، يقال ذلك للفرس ، وتواليه : مآخيرُهُ رِجْلاه وذَنَبُه ، وتَوَالي كلّ شيء : أواخره . يضرب للرجل الجادِّ المسرع . |
.... أَخُوكَ مَنْ صَدَقَكَ النَّصِيحَةَ .... يعني النصيحة في أمر الدين والدنيا ، أي صدقك في النصيحة ؛ فحذف " في " وأوصل الفعل ، وفي بعض الحديث " الرجُلُ مِرْآة أخيه " يعني إذا رأى منه ما يكره أخْبَره به ونهاه عنه ، ولا يوطئه العَشْوَة . |
.... إنْ تَسْلَمِ الجِلَّةُ فَالنِّيبُ هَدَر .... الجِلَّة : جمع جَليل ، يعني العظامَ من الإبل ؛ والنِّيبُ : جمع نَابٍ ، وهي الناقة المسنَّة ، يعني إذا سلم ما يُنتفع به هان ما لا ينتفع به . |
.... إذَا تَرَضَّيْتَ أخَاكَ فَلَا أَخَا لَكَ .... الترضِّي : الإرضاء بجَهْدٍ ومشقة . يقول : إذا ألجأك أخوك إلى أن تترضَّاه وتداريه فليس هو بأخ لك . |
.... إنَّ أخَاكَ لَيُسَرُّ بِأَنْ يَعتقلَ .... قاله رجل لرجلٍ قُتل له قَتيل فعُرِض عليه العَقْل فقال : لا آخذه ، فحدَّثَ بذلك رجلٌ فقال : بل والله أن أخاك ليُسَرُّ بأن يعتقل ، أي يأخذ العَقْل ، يريد أنه في امتناعه من أخذ الدية غير صادق . يضرب في موضع الذم للكذب . |
... أَصُوصٌ عَلَيْهَا صُوصٌ .... الأَصُوص : الناقة الحائلُ السمينة ، والصُّوص : اللئيم ، قال الشاعر : فألفيتكمْ صُوصاً لُصُوصاً إذا دجا الـ ـظلامُ وهَيَّابِينَ عند البَوَارِقِ يضرب للأصل الكريم يظهر منه فرع لئيم ، ويستوي في الصُّوص الواحدُ والجمع . |
.... أَخَذَتِ الإبِلُ أَسْلِحَتَها .... ويروى " رِمَاحَهَا " وذلك أن تسمن فلا يجدُ صاحبها من قلبه أن يَنْحَرها . |
.... إنَّهُ يَحْمِي الحِقيقَةَ ، ويَنْسِلُ الوَدِيْقَةَ ، ويَسُوقُ الوَسِيقَةَ .... أي يحمي ما تحقُّ عليه حمايتُه ، وينسل : أي يُسْرِعُ العَدْوَ في شدة الحر ، وإذا أخذ إبلاً من قومٍ أغار عليهم لم يَطْرُدْهَا طَرْداً شديداً خوفاً من أن يُلْحق ، بل يسُوقها سَوْقاً على تُؤَدةٍ ثقةً بما عنده من القوة . |
.... إنْ ضَجَّ فَزِدْهُ وِقْراً .... ويروى " إن جَرْجَرَ فزده ثقلاً " أصلُ هذا في الإبل ، ثم صار مثلاً لأن تُكَلِّفَ الرجلَ الحاجةَ فلا يضبطها بل يَضْجَرُ منها فيطلب أن تخفف عنه فتزيده أخرى ، كما يقال : زيادة الإبرام ، تُدْنيك من نيل المرام . ومثلُه : |
.... إنْ أَعْيَا فَزِدْهُ نَوْطاً .... النَّوْطُ : العِلَاوة بين الجُوَالَقَيْنِ . يضرب في سؤال البخيل وإن كرهه . |
.... إنَّما يَجْزِي الفَتى لَيْسَ الجَمَلُ .... يريد " لا الجمل " يضرب في المكافأة ، أي إنما يَجْزِيك مَنْ فيه إنسانية لا من فيه بهيمية ، ويروى " الفتى يجزيك لا الجمل " يعني الفتى الكَيِّس لا الأحمق . |
.... إنَّما القَرْمُ مِنَ الأَفِيلِ .... القرمُ : الفحل ؛ والأفِيل : الفَصِيْلُ يضرب لمن يعظم بعد صغره . |
.... إذَا زَحَفَ البَعيرُ أَعْيَتْهُ أُذُناهُ .... يقال : زَحَف البعير ، إذا أعيا فَجَرَّ فِرْسِنَهُ عَياءً ، قاله الخليل . يضرب لمن يثقل عليه حمله فيضيق به ذَرْعاً . |
.... إحْدَى نَوَادِهِ البَكْرِ .... وروى أبو عمرو " إحدى نواده النكر " النَّدْهُ : الزجر ، والنواده : الزواجر . يضرب مثلاً للمرأة الجريئة السَّلِيطة وللرجل الشَّغِب . |
.... إنَّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ .... يروى أن أمير المؤمنين علياً رضي الله تعالى عنه قال : إنما مَثَلي ومثلُ عثمان كمثل أثوار ثلاثة كنَّ في أَجَمَةٍ أبيضَ وأسودَ وأحمرَ ، ومعهن فيها أسد ، فكان لا يقدِرُ منهن على شيء لاجتماعهن عليه ، فقال للثور الأسود والثور الأحمر: لا يُدِلُّ علينا في أجَمتنا إلا الثورُ الأبيضُ فإن لونه مشهور ولوني على لونكما ، فلو تركتماني آكُلُه صَفَتْ لنا الأجَمة ، فقالا : دونَكَ فكله ، فأكله ، ثم قال للأحمر : لوني على لونك ، فَدَعْنِي آكل الأسود لتصفو لنا الأجَمة ، فقال : دونك فكله ، فأكله ، ثم قال للأحمر : إني آكِلُكَ لا مَحَالة ، فقال : دعني أنادي ثلاثاً ، فقال : افْعَلْ ، فنادى ألَا إني أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيضُ ، ثم قال علي رضي الله تعالى عنه : إلا إني هُنْتُ ويروى " وَهَنْتُ " يوم قتل عثمان ، يرفع بها صوته . يضربه الرجل يُرْزَأُ بأخيه . |
.... إنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعَيْرٌ في الرِّبَاطِ .... الرِّباط : ما تشدُّ به الدابة ، يقال : قَطع الظبيُ رِباطَه ، أي حِبالته . يقال للصائد : إن ذهب عَيْر فلم يَعْلَقْ في الحِبالة فاقتصر على ما علق . يضرب في الرضا بالحاضر وترك الغائب . |
.... إنَّما فُلَان عَنْزٌ عَزُوزٌ لها دَرٌّ جَمٌّ .... العَزُوز : الضيقة الإحليل . يضرب للبخيل الموسِرِ . |
.... إنَّما هُوَ كَبَارِحِ الأَرْوَى ، قَليلاً ما يُرَى .... وذلك أن الأرْوَى مساكنُها الجبالُ فلا يكاد الناس يرونها سانحةً ولا بارحةً إلا في الدهر مرة . يضرب لمن يرى منه الإحسان في الأحايين . وقوله " هو " كناية عما يبذل ويعطى ، هذا الذي يضرب به المثل . |
.... أَوَّلُ الصَّيْدِ فَرَعٌ .... الفَرَعُ : أول وَلَدٍ تنتجه الناقة ، كانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك ، وكان الرجل يقول : إذا تمت إبلي كذا نَحَرْتُ أول نتيج منها ، وكانوا إذا أرادوا نحره زَيَّنُوه وألبسوه ، ولذلك قال أوس يذكر أزمة في شدة البرد : وَشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الـ ـأَقْوَامِ سَقْبَاً مُجَلِّلاً فَرَعَا قال أبو عمر : ويضرب عند أول ما يرى من خير في زَرْعٍ أو ضَرْعٍ وفي جميع المنافع . ويروى : أول الصيد فَرَعٌ ونِصَابٌ ؛ وذلك أنهم يُرْسِلون أول شيء يصيدونه يتيمنون به ، ويروى : أولُ صيدٍ فَرَعَهُ* يضرب لمن لم ير منه خير قبل فعلته هذه . * فرعه في هذا التفسير : فعل ماضٍ معناه أراقَ دمَه |
الساعة الآن 03:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.