منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   نسمات إيمانية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=93)
-   -   مواقف إيمانية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28609)

عبد الكريم الزين 05-25-2021 02:08 AM

رد: مواقف إيمانية
 
تواضع عمر بن الخطاب

قدم على عمر بن الخطاب وفد من العراق فيهم الأحنف بن قيس(سيد قبيلة بني تميم) في يوم صائف شديد الحر، وعمر معتجر (معمم بعباءة)، يهنأ بعيرًا من إبل الصدقة (أي يطليه بالقطران) فقال:
"يا أحنف ضع ثيابك، وهلم، فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة، فيه حق اليتيم، والأرملة، والمسكين"
فقال رجل من القوم:
" يغفر الله لك يا أمير المؤمنين، فهلا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة فيكفيك؟"
فقال عمر:
" وأي عبد هو أعبد مني، ومن الأحنف؟ إنه من ولي أمر المسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده في النصيحة، وأداء الأمانة".


ناريمان الشريف 05-25-2021 03:56 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 298372)
عدالة المأمون

جلس المأمون يوما للمظالم، فكان آخر من تقدم إليه وقد هم بالقيام امرأة عليها هيئة السفر وعليها ثياب رثة، فوقفت بين يديه فقالت:
"السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته"
فنظر المأمون إلى يحيى بن أكثم، فقال لها يحيى:
"وعليك السلام يا أمة الله تكلمي في حاجتك"
فقالت:
"يا خيرَ مُنتَصِفٍ يُهدى له الرَّشَدُ

ويا إماماً به قد أشرَقَ البَلدُ

تشكو إليكَ عميدَ القوم أرمَلَةٌ

عُدِّي عليها فلم يُترك لها سَبَدُ

وابتُزَّ منِّي ضياعي بَعدَ مَنعَتِها

ظُلماً وفُرِّقَ منِّي الأهلُ والولدُ"
فأطرق المأمون حيناً ثم رفع رأسه إليها وهو يقول:
"في دون ما قلت زال الصبر والجلد
عني وقرع مني القلب والكبد
هذا أذان الصلاة العصر فانصرفي
وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد
والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا
ننصفك منه وإلا المجلس الأحد"
فلما كان اليوم الأحد جلس، فكان أول من تقدم إليه تلك المرأة فقالت:
"السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته"
فقال:
"وعليك السلام أين الخصم؟"
فقالت:
"الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين"
وأومأت إلى العباس ابنه، فقال:
"يا أحمد بن أبي خالد خذ بيده وأجلسه معها"
فجلس الخصوم، فجعل كلامها يعلو كلام العباس، فقال لها أحمد بن أبي خالد:
"يا أمة الله إنك بين يدي أمير المؤمنين، وإنك تكلمين الأمير فاخفضي من صوتك"
فقال المأمون:
"دعها يا أحمد فإن الحق أنطقها وأخرسه"
ثم قضي لها برد ضيعتها إليها، وأمر بالكتاب لها إلى العامل ببلدها أن يوفر لها ضيعتها ويحسن معاونتها، وأمر لها بنفقةٍ.


الله أكبر
ما أروع العدل !!
أين نحن منه الآن
بوركت

وهذه حكاية أخرى ..
يروى أن امرأة عجوز كانت تسكن في كوخ قريب من قصر أحد الحكام
فأمر الحاكم أن يُهدم الكوخ
وكانت حينها غائبة ترعى أغنامها
فلما عادت ولم تجد كوخها سألت : من فعل هذا ؟
فقالوا لها : إنه الحاكم . وأنت لم تكوني موجودة هنا
فرفعت رأسها إلى السماء وقالت : يا رب ، إن لم أكن أنا موجودة فأين أنت؟
وتقول الحكاية أن القصر أصبح حطاماً بعد دعائها
فسبحان الله .. والله أعلم طبعاً


- ملاحظة : قرأتها منذ زمن بعيد ولا أذكر أين ، فصغتها هنا بلغتي


عبد الكريم الزين 05-25-2021 09:31 PM

رد: مواقف إيمانية
 
صلاةُ الصَّحابَة

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ فَأُصِيبَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا، وَجَاءَ زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَنْتَهِيَ حَتَّى يُهْرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَقَالَ:
مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ؟
فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَا:
نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ:
فَكُونُوا بِفَمِ الشِّعْبِ.
قَالَ وَكَانُوا نَزَلُوا إِلَى شِعْبٍ مِنْ الْوَادِي، فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ:
أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ؟
قَالَ:
اكْفِنِي أَوَّلَهُ.
فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ فَنَامَ وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، وَأَتَى الرَّجُلُ فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا، ثُمَّ عَادَ لَهُ بِثَالِثٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ فَقَالَ:
اجْلِسْ فَقَدْ أُوتِيتَ.
فَوَثَبَ فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنْ قَدْ نَذَرُوا بِهِ، فَهَرَبَ فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنْ الدِّمَاءِ قَالَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَا أَهْبَبْتَنِي.
قَالَ:
كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَأُرِيتُكَ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا.

عبد الكريم الزين 05-27-2021 08:40 PM

رد: مواقف إيمانية
 
ورع أبي حنيفة

كان لأبي حنيفة رحمه الله شريك في التجارة، يقال له بِشْر، فخرج بِشر في تجارته بمصر، فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوبًا من ثياب خَزّ، وكتب إليه: إن في الثياب ثوب خَزّ معيبًا بعلامة كذا، فإذا بعته فبيِّن للمشتري العيب، فباع بِشر الثياب كلها، ورجع إلى الكوفة، فقال أبو حنيفة:
"هل بيَّنت ذلك العيب الذي في الثوب الخزّ؟"
فقال بِشر:" نسيت ذلك العيب"
فتصدق أبو حنيفة بجميع ما أصابه من تلك التجارة الأصل، والفرع جميعًا، وكان نصيبه من ذلك ألف درهم، وقال:
"مالٌ قد دخلت فيه الشبهة، فلا حاجة لي به".

عبد الكريم الزين 05-28-2021 02:35 AM

رد: مواقف إيمانية
 
إجلال الإمام مالك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال عبد الله بن المبارك: كنت عند مالك وهو يحدثنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلدغته عقرب بست عشرة مرة ومالك يتغير لونه ويصفر ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس قلت:
«يا أبا عبد الله، لقد رأيت اليوم منك عجباً؟»
فقال:
«نعم، إنما صبرت إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم».

ثريا نبوي 05-28-2021 04:06 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 299357)
ورع أبي حنيفة

كان لأبي حنيفة رحمه الله شريك في التجارة، يقال له بِشْر، فخرج بِشر في تجارته بمصر، فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوبًا من ثياب خَزّ، وكتب إليه: إن في الثياب ثوب خَزّ معيبًا بعلامة كذا، فإذا بعته فبيِّن للمشتري العيب، فباع بِشر الثياب كلها، ورجع إلى الكوفة، فقال أبو حنيفة:
"هل بيَّنت ذلك العيب الذي في الثوب الخزّ؟"
فقال بِشر:" نسيت ذلك العيب"
فتصدق أبو حنيفة بجميع ما أصابه من تلك التجارة الأصل، والفرع جميعًا، وكان نصيبه من ذلك ألف درهم، وقال:
"مالٌ قد دخلت فيه الشبهة، فلا حاجة لي به".

ما أروع أن نسيرَ على دربِهم وأن يكون لنا قبسٌ من أنوارِهم
بُورِكتَ أستاذنا الزين ونتابعُكَ بكل اهتمامٍ على طريقِ النور
تحياتي و

:45:

ناريمان الشريف 05-29-2021 12:44 AM

رد: مواقف إيمانية
 
قصة التمرات السبع


روى الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعيد، عن عرباض بن سارية قال: كنت ألزم باب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر، فرأيتنا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجةٍ، فرجعنا إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تعشى ومن عنده من أضيافه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل في قبته ومعه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية، فلما طلعت عليه قال: أين كنت منذ الليلة ؟ فأخبرته، فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني، فكنا ثلاثة، كلنا جائع، إنما نعيش بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فطلب شيئاً نأكله فلم يجده، فخرج إلينا فنادى بلالاً: يا بلال، هل من عشاء لهؤلاء النفر ؟ قال: لا والذي بعثك بالحق، لقد نفضنا جربنا وحمتنا. قال: انظر، عسى أن تجد شيئاً فأخذ الجرب ينفضها جراباً جراباً، فتقع التمرة والتمرتان، حتى رأيت بين يديه سبع تمرات، ثم دعا بصحفةٍ فوضع فيها التمر، ثم وضع يده على التمرات وسمى الله وقال: كلوا بسم الله. فأكلنا فأحصيت أربعة وخمسين تمرة أكلتها، أعدها ونواها في يدي الأخرى، وصاحباي يصنعان ما أصنع، وشبعنا وأكل كل واحدٍ منا خمسين تمرة، ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي، فقال: يا بلال، ارفعها في جرابك، فإنه لا يأكل منها أحد إلا نهل شبعاً. قال: فبينا نحن حول قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يتهجد من الليل، فقام تلك الليلة يصلي، فلما طلع الفجر ركع ركعتي الفجر، وأذن بلال وأقام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، ثم انصرف إلى فناء قبته، فجلس وجلسنا حوله فقرأ من ' المؤمنين ' عشراً، فقال: هل لكم في الغداء ؟ قال عرباض: فجعلت أقول في نفسي: أي غداء ؟ فدعا بلال بالتمر، فوضع يده عليه في الصحفة ثم قال: كلوا بسم الله. فأكلنا - والذي بعثه بالحق - حتى شبعنا وإنا لعشرة، ثم رفعوا أيديهم منها شبعاً وإذا التمرات كما هي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أني أستحيي من ربي لأكلنا من هذا التمر حتى نرد المدينة عن آخرنا. وطلع غليم من أهل البلد، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم التمرات بيده فدفعها إليه ؛ فولى الغلام يلوكهن.

عبد الكريم الزين 05-29-2021 10:36 PM

رد: مواقف إيمانية
 
حِلم عمر بن عبد العزيز
دخل الخليفة عمر بن عبد العزيز المسجد، وكان مظلما وفيه رجل نائم فلمسه عمر برجله لأنه لم يره في الظلام.
فقال الرجل :
"ماهذا أأنت حمار !؟"
فقال له :
"لا بل أنا عمر"
فقال مرافق عمر :
"يا أمير المؤمنين قال لك يا حمار!"
فقال عمر :
" لم يقل ياحمار، بل سألني فأجبته "

عبد الكريم الزين 05-31-2021 10:12 PM

رد: مواقف إيمانية
 
خوف الحسن البصري

قال التابعي حميد بن أبي حميد الطويل : "خطب رجل إلى الحسن فكنت أنا السفير بينهما قال: فكأن قد رضيه، فذهبت يوما أثني عليه بين يديه فقلت: يا أبا سعيد، وأزيدك أن له خمسين ألف درهم قال: له خمسون ألفًا ما اجتمعت من حلال، قلت: يا أبا سعيد إنه ما علمت لورع مسلم، قال: إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق، لا والله لا يجري بيننا وبينه صهر أبدا".

ثريا نبوي 05-31-2021 10:57 PM

رد: مواقف إيمانية
 
وَرَعُ أخت بِشر الحافي

جاءت امرأة إلى الإمام أحمد بن حنبل، فقالت: يا أبا عبدالله، إني إمرأة أغزل في ضوء السراج،
فيمر بنا العسس بالليل يحملون مشاعل السلطان، أيحل لي أن أغزل على ضوء مشاعلِهم؟
فبكى الإمام أحمد وسألها: من أنت؟ فقالت: أخت بشر الحافي
فقال لها : من بيتكم يخرج الورع الصادق؛ لا تغزلي علي شعاعها.

بكى الإمام أحمد بن حنبل لهذا السؤال الدقيق جدا، وخوف هذه المرأة من أن تقع في شبهة الحرام ،
وعندما علم أن مثل هذه المرأة لا يمكن أن تكون نشأتها إلّا في بيت إيماني،
أجابها بقدر مقامها - وإن كان الأمر يجوز- بألا تغزل!

أي إيمان كانوا يحملون، وأي غيبوبة نعيش فيها نحن؟
اللهم ارزقنا قلوبا كلما نبضت ارتقت.

ثريا نبوي 06-01-2021 03:52 AM

رد: مواقف إيمانية
 
عبد الرحمن الداخِل - صقر الأندلُس

من الجوانب الإنسانية في حياة الصقرعبد الرحمن الداخل ما يروى أنه مرة أسر واحدا من الذين ثاروا عليه من قبل،
وأركبه بغلا وهو مقيد بالسلاسل،
ولحق البغل وراكبه بعبد الرحمن وهو يمتطي حصانا فارها، فالتفت عبد الرحمن إلى الأسير وقال:
يا بغل، ماذا تحمل من النفاق والشقاق ؟
فقال الأسير: يا فرس عبد الرحمن، ماذا تحمل من العفو والرحمة ؟
فاهتز عبد الرحمن وعفا عنه .....
ومن جوانبه الإنسانية رحمته بأفراد من أسرة " غيطشة" فقد وفد عليه أخو "غيطشة" فرآه عبد الرحمن في حالة تدعو للرثاء ، فسأله عبد الرحمن عن أسباب مظهره المتدهور، فأجاب بأن رجال عبد الرحمن سلبوا ضياعه وثراءه ، وتذكر عبد الرحمن على الفور أفضال أسرة غيطشة على الفتوح الإسلامية في الأندلس ، ولولا عونهم ( بعد فضل الله ) لتعثر هذا الزحف
فتأثر عبد الرحمن لذلك وأمر بأن: يرد إلى أخي غيطشة ما سلب منه من مال وضياع.
وكان رحمه الله يقعد للمظالم وينصف من له حق دون تردد أو تهاون ويرد المعتدي أيا كان المعتدي ومكانته منه.

وكان فيه جانب من التواضع والارتباط بشعبه فكان يجالس الناس ويتحبب إليهم في أوقات يسره ولا يبعده عنهم إلا طغيان الحروب التي التهمت أكثر وقته .
ومن هذا الجانب كذلك ما يروى أنه كان يزور المرضى ويشيع الجنازات ويواسي الحزين
ومما ذكر عنه أنه استُشهد أحد جنوده وكان معيلا لأمه وإخوته الصغار فقالت الأم حين علمت بموت ولدها سامحك الله يا عبد الرحمن لأنك لم تسأل جنودك قبل خروجهم معك: هل لكم أمهات وإخوة صغار يحتاجونكم أم لا ؟
وعلم عبد الرحمن بقول المرأة الفقيرة الثكلى فذهب إليها بنفسه يستسمحها ويطلب العفو منها فأبت المرأة، فجلس على باب بيتها وصرف جنوده إلا صاحبا له حتى جاء الليل وازداد البرد والمطر فرقت لحاله وفتحت له الباب وأدخلت الصقر إلى بيتها هو وصاحبه القاضي وقالت له: أردت أن أؤدبك يا عبد الرحمن حتى لا تكرر هذا مع غيري، فقال لها:
وقد تأدبت يا أمي ولن أعود لهذا وصرف لها معونة وخادما وضيعة لإخوة الشهيد الصغار فأغناهم من فوره حتى رضيت المرأة وابتسمت ودعت له.
رحم الله الصقر البطل المتواضع الخلوق ......
.
كتب بتصرف يسير .
.
المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب .
المصدر : موسوعة التاريخ ج 4 - د. أحمد شلبي .


ياسَمِين الْحُمود 06-01-2021 09:28 AM

رد: مواقف إيمانية
 
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي،
ولكن ما وقر في القلب وأخلص العمل،
كمال الطاعة لله رب العالمين
وشعلة الإيمان وجذوة الحق تنير قلوب المؤمنين والمؤمنات،
فيعيش الجميع للإسلام،
مواقف إيمانية رائعة بروعة قائلها وناقلها
جزيل الشكر والامتنان للأخ عبد الكريم
ولكل من وضع بصمته وأثرى الموضوع:31:

عبد الكريم الزين 06-02-2021 11:53 PM

رد: مواقف إيمانية
 
صبر عروة بن الزبير

عن هشام بن عروة بن الزبير، أن أباه خرج إلى الوليد بن عبد الملك، حتى إذا كان بوادي القرى وجد في رجله شيئاً، فظهرت به قرحة، ثم ترقّى به الوجع، وقدم على الوليد وهو في محمل، فقال:
"يا أبا عبد الله! اقطعها"
قال:
"دونك"
فدعا له الطبيب، وقال:
"اشرب شيئاً كي لا تشعر بالوجع"
فلم يفعل، فقطعها من نصف الساق، فما زاد أن يقول: حس حس. فقال الوليد:
"ما رأيت شيخاً قط أصبر من هذا"

وأصيب عروة بابنه محمد في ذلك السفر، إذ ركضته بغلة في اصطبل، فلم يسمع منه في ذلك كلمة، فلما كان بوادي القرى قال:
"{لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} (الكهف:62)، اللهم كان لي بنون سبعة، فأخذتَ واحداً، وأبقيت لي ستة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذتَ طرفاً، وأبقيت ثلاثة، ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت".

عبد الكريم الزين 06-03-2021 10:02 PM

رد: مواقف إيمانية
 
أبَرُّ البِرِّ

كَانَ عبد الله بن عمر بن الخطاب إِذا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، يَتَروَّحُ على حمار له إِذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلَةِ، وكانت له عِمَامةٌ يشُدُّ بِها رأْسَهُ، فَبَيْنَا هُو يوْمًا عَلَى ذلِكَ الحِمَارِ إذْ مَرَّ بِهِ أَعْرَابيٌّ، فَقَالَ:
" أَلَسْتَ ابنَ فُلان بْن فُلانٍ؟"
قَالَ:
"بلَى"
فَأَعْطَاهُ الحِمَارَ، فَقَالَ:
"ارْكَبْ هَذَا"
وأَعْطاهُ العِمامةَ وَقالَ:
" اشْدُدْ بِهَا رأْسَكَ" فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحابِهِ:
"غَفَر اللَّه لَكَ! أَعْطَيْتَ هذَا الأَعْرابيَّ حِمارًا كنْتَ تَرَوَّحُ عليْهِ، وعِمامَةً كُنْتَ تشُدُّ بِهَا رأْسَكَ!"
فَقَالَ:
" إِنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْد أَنْ يُوَلِّي، وإِنَّ أَبَاهُ كَانَ صَدِيقًا لِعُمر"

عبد الكريم الزين 06-06-2021 12:53 AM

رد: مواقف إيمانية
 
مقام العلماء الربانيين

قدم هارون الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك، وتقطعتْ النعال، وارتفعتْ الغبرة، فأشرفتْ أم ولد أمير المؤمنين في برج الخشب، فلما رأت الناس قالت:
"ما هذا؟"
قالوا لها:
"عالم خراسان قدم الرقة، يُقَالُ له: عبد الله بن المبارك"
قالت:
"هذا والله الملك، لا ملك هارون الرشيد، الذي لا يجمع الناس إلا بالشرد والأعوان".

عبد الكريم الزين 06-10-2021 12:20 AM

رد: مواقف إيمانية
 
عمر بن عبد العزيز والهدية

اشتهى عمر بن عبد العزيز تفَّاحًا، فأهدى له رجل من أهل بيته تفَّاحًا، فقال:
"ما أطيب ريحه وأحسنه! ارفعه يا غلام للذي أتى به، وأقرئ فلانًا السَّلام، وقل له: إنَّ هديَّتك وقعت عندنا بحيث نُحِبُّ"
فقال له عمرو بن مهاجر صاحب شرطته:
" يا أمير المؤمنين، ابن عمك، ورجل من أهل بيتك، وقد بلغك أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهديَّة"
فقال:
"ويحك! إنَّ الهديَّة كانت للنَّبي صلى الله عليه وسلم هديَّة، وهذه لنا رشوة".

عبد الكريم الزين 06-11-2021 05:40 PM

رد: مواقف إيمانية
 
رَبِحَ الْبَيْعُ


روى الإمام أحمد عَنْ أَنَسٍ : " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً ، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا ، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ) .
فَأَبَى .
فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي .
فَفَعَلَ .
فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ) قَالَهَا مِرَارًا.
فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ .
فَقَالَتْ : رَبِحَ الْبَيْعُ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا " .

عبد الكريم الزين 06-14-2021 06:56 PM

رد: مواقف إيمانية
 
قوة الدعاء

روى الدكتور والكاتب مصطفى محمود، بإحدى حلقات برنامجه العلمي الشهير "العلم والإيمان"، أنه تعرض ذات يوم في عام 1969، لألم شديد في ظهره لم يستطع تحمله، وبعد خضوعه للكشف والفحوصات، أوضح له الطبيب المعالج أنه مُصاب بحصوة كبيرة في الكلية، ولا يمكن ذوبانها بالعلاج، وأشار عليه بضرورة إجراء عملية جراحية لإزالتها.
شعر الدكتور محمود بالخوف الشديد من إجراء العملية الخطيرة، وبعد ذهابه إلى منزله، بدأ يصلي ويناجي ربه بخشوع وبكاء شديد طالبا الشفاء.
وبعد مرور نصف ساعة، أحس بألم، فذهب إلى الحمام، وفوجئ بنزول حوالي لتر من جسده من سائل يشبه "الطحين"، وأدرك بعد ذلك أن الحصوة تفتتت في لحظات بشكل كامل، واختفى الألم بعد ذلك بشكل نهائي، بفضل الإلحاح في الدعاء لله عز وجل بخشوع ويقين .

عبد الكريم الزين 06-19-2021 08:27 PM

رد: مواقف إيمانية
 
الإنصاف حلة الأشراف

قال ابن حزم :( ناظرتُ رجلاً من أصحابنا في مسألةٍ فعلوته فيها لِبُكُوْءٍ ( عيبٍ ) كان في لسانه، وانفصل المجلسُ على أني ظاهرٌ، فلما أتيت منزلي، حَاكَ في نفسي منها شيء، فتطلبتها في بعض الكتب، فوجدت برهانًا صحيحًا يُبيِّن بُطلان قولي وصحةَ قولِ خصمي، وكان معي أحدُ أصحابنا ممن شهد ذلك المجلس فعرّفته بذلك، ثم رآني قد علّمتُ على المكان من الكتاب، فقال لي:
" ما تريد؟"
فقلت:
"أريد حمل هذا الكتاب وعرضه على فلان، وإعلامه بأنه المُحِق وأني كنتُ المُبْطِل، وأني راجع إلى قوله"
فهجم عليه من ذلك أمرٌ مبهِت، وقال لي:
" وتسمح نفسك بهذا ؟!"
فقلتُ له:
"نعم، ولو أمكنني ذلك في وقتي هذا لما أخّرته إلى غد").

عبد الكريم الزين 07-04-2021 12:09 AM

رد: مواقف إيمانية
 
حلم زين العابدين

روي أن غلاماً لزين العابدين بن الحسين كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من خزف، فوقع الإبريق على رجل زين العابدين فانكسر، وجرحت رجله، فغضب وتغير وجهه.
فقال الغلام على الفور:
"يا سيدي يقول الله تعالى {والكاظمين الغيظ}"
فقال زين العابدين:
"لقد كظمت غيظي"
قال الغلام:
"ويقول {والعافين عن الناس}"
فقال زين العابدين:
"لقد عفوت عنك"
قال الغلام:
"ويقول: {والله يحب المحسنين}"
فقال زين العابدين:
"أنت حرّ لوجه الله".

ثريا نبوي 07-11-2021 07:44 PM

رد: مواقف إيمانية
 
ما شاء الله كان ..ثراءٌ في ثراءٍ في ثراء
جزاكَ اللهُ خيرًا أيها المِعطاء
ودُمتَ كريمًا كما عهدُنا بك
مُتعةٌ شاسعة
هي قراءةُ ما تكتُبُ لنا

بُستانُ وردٍ يليق

عبد الكريم الزين 07-14-2021 01:57 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 305089)
ما شاء الله كان ..ثراءٌ في ثراءٍ في ثراء
جزاكَ اللهُ خيرًا أيها المِعطاء
ودُمتَ كريمًا كما عهدُنا بك
مُتعةٌ شاسعة
هي قراءةُ ما تكتُبُ لنا

بُستانُ وردٍ يليق

أستاذتنا وشاعرتنا الكريمة
جزيل الشكر لمرورك الطيب

تحياتي وودي:31:

عبد الكريم الزين 07-18-2021 01:41 AM

رد: مواقف إيمانية
 
إن تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ

عَنْ شَدَّادٍ بن الْهَادِيِّ ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ، فَقَالَ : أُهَاجِرُ مَعَكَ ، وَأَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ بَعْضَ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ خَيْبَرَ أَوْ حُنَيْنٍ غَنِمَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : قَسْمٌ قَسَمَهُ اللَّهُ لَكَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : " قَسْمٌ قَسَمْتُهُ لَكَ " قَالَ : مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ ، فَأَدْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ : إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ قَالَ :
فَلَبِثُوا قَلِيلًا ، ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ ، فَأُتِيَ بِهِ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَهُوَ هُوَ صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ " فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَدَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ، فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ : " اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ ، فَقُتِلَ شَهِيدًا ، وَأَنَا عَلَيْهِ شَهِيدٌ "

عبد الكريم الزين 07-20-2021 03:11 AM

رد: مواقف إيمانية
 
أحياني أحياه الله

أخرج الحاكم في المستدرك وغيره: (أن معاوية صعد المنبر يوم الجمعة فقال في خطبته: أيها الناس، إن المال مالنا، والفيء فيؤنا، من شئنا أعطينا، ومن شئنا منعنا. فلم يجبه أحد. فلما كان في الجمعة الثانية قال كذلك، فلم يجبه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال كذلك، فقام إليه رجل فقال: كلا يا معاوية، ألا إن المال مالنا، والفيء فيؤنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله تعالى بسيوفنا. فنزل معاوية، وأرسل إلى الرجل، فأدخله عليه، فقال القوم: هلك الرجل، ثمَّ فتح معاوية الأبواب، فدخل عليه الناس، فوجدوا الرجل معه على السرير، فقال معاوية: أيها الناس إنَّ هذا الرجل أحياني أحياه الله. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستكون أئمة من بعدي يقولون، فلا يُرَد عليهم، يتفاحمون في النار كما تتفاحم القردة، وإني تكلمت أول جمعة فلم يرد عليَّ أحد شيئاً، فخشيت أن أكون منهم، ثمَّ تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد عليَّ أحد شيئاً، فقلت في نفسي: أنت من القوم، فتكلمت في الجمعة الثالثة، فقام إليَّ هذا الرجل، فردَّ عليَّ فأحياني أحياه الله، فرجوت أن يخرجني الله منهم، ثمَّ أعطاه وأجازه)

عبد الكريم الزين 07-27-2021 07:12 PM

رد: مواقف إيمانية
 
ورع عبد الرحمن الجشمي

كان عبد الرحمن بن أبي عمار الجشمي من أعْبَد أهل مكة، وكان يشبَّه بعطاء بن أبي رباح، وأنه سمع غناء سلامة على غير تعمّد منه لذلك، فبلغ غناؤها منه كل مبلغ، فرآه مولاها، فقال له:

"هل لك أن أخرجها إليك؟ أو تدخل فتسمع؟" فأبى.

فقال مولاها: "أنا أقعِدها في موضع تسمع غناءها ولا تراها" فأبى.

فلم يزل به حتى دخل فأسمعه غناءها، فأعجبه.

فقال له: "هل لك في أن أخرجها إليك؟" فأبى.

فلم يزل به حتى أخرجها، فأقعدها بين يديه، فتغنت، فشُغف بها وشُغفت به.

وعرف ذلك أهل مكة، فقالت له يومًا: "أنا والله أحبك"

قال: "وأنا والله أحبك"

قالت: "وأحب أن أضع فمي على فمك"

قال: "وأنا والله أحب ذلك"

قالت: "فما يمنعك؟ فوالله إن الموضع لخال"

قال:" إني سمعت الله عز و جل يقول {الأخلاء يومئذ بعضُهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتقين }-الزخرف، 67- وأنا أكره أن تكون خُلَّة ما بيني وبينك تؤول إلى عداوة"

ثم قام وانصرف، وعاد إلى ما كان عليه من النسك، وقال من فوره فيها:

إنّ التي طَرَقَتْكَ بين ركائبٍ

تَمْشي بمِزْهَرِها وأنتَ حَرَامُ

لَتَصِيد قلبَك أو جزاءَ مودَّةٍ

إنّ الرفيق له عليك ذِمامُ

باتت تعلّلنا وتحسب أنَّنا

في ذاك أيقاظٌ ونحن نِيامُ

حتى إذا سطَع الضّياءُ لناظرٍ

فإذا وذلك بيننا أحلامُ

عبد الكريم الزين 08-11-2021 08:43 PM

رد: مواقف إيمانية
 
استشهاد أبي عبيدة بالطاعون

حين نزل طاعون عمواس بالشام، كان أبو عبيدة بن الجراح، أمين الأمة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، واليًا على الشام، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سمع بما حل بها، فخشي أن يصيب أبا عبيدة ما أصاب القوم من الطاعون، فحاول رضي الله عنه أن يخرجه من الشام، فكتب إليه قائلًا: أن سلام عليك، أما بعد: فإنه قد عرضت لي إليك حاجة، أريد أن أشافهك بها، فعزمت عليك إذا نظرت في كتابي هذا أن لا تضعه من يدك حتى تقبل إلي.
فعرف أبو عبيدة أنه إنما أراد أن يستخرجه من الوباء، فقال: يغفر الله لأمير المؤمنين، ثم كتب إليه يا أمير المؤمنين إني قد عرفت حاجتك إلي، وإني في جند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبة عنهم، فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه، فخلني من عزمتك يا أمير المؤمنين، ودعني في جندي.
فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقال الناس: يا أمير المؤمنين أمات أبو عبيدة؟
قال: لا، وكأن قد، أي كأنه سوف يموت.
ولم يكن أبو عبيدة قد أصيب بالطاعون بعد، ولا أحد من أهله، لكنه دعا قائلًا: اللهم نصيبك في آل أبي عبيدة . فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة ، فجعل ينظر إليها ، فقيل له : إنها ليست بشيء . فقال : أرجو أن يبارك الله فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا. وقام في الناس وقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم لأبي عبيدة منه حظه، فطعن، فمات.

عبد الكريم الزين 08-12-2021 08:55 PM

رد: مواقف إيمانية
 
الصبر عند الصدمة الأولى


قال أنس بنِ مالكٍ لامرأةٍ من أهلِه:

تعرفين فلانة؟

قالت: نعم.

قال: فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ بها وهي تبكي عند قبرٍ،

فقال: (اتقي الله واصبري)

فقالت: إليك عني، فإنك خِلْوٌ من مصيبتي.

قال: فجاوزها ومضى، فمرَّ بها رجلٌ فقال:

ما قال لك رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

قالت: ما عرفتُه.

قال: إنّه لرسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قال: فجاءت إلى بابِه فلم تجد عليه بوابًا، فقالت:

يا رسول اللهِ! واللهِ ما عرفتُك.

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ الصبرَ عند أول صدمةٍ)

عبد الكريم الزين 09-02-2021 01:39 AM

رد: مواقف إيمانية
 
زهد أبي الحسين النوري

يروى أن أبا الحسين النوري أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري، كان يخرج كلَّ يوم من داره، ويحمل الخبز معه، ثم يتصدق به في الطريق، ويدخل مسجدًا يصلي فيه إلى قريب من الظهر، ثم يخرج منه ويفتح باب حانوته، ويصوم، فكان أهله يتوهمون أنه يأكل في السوق، وأهل السوق يتوهمون أنه يأكل في بيته، وبقي على هذا في ابتدائه عشرين سنة.

ثريا نبوي 09-02-2021 02:15 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 309066)
الصبر عند الصدمة الأولى


قال أنس بنِ مالكٍ لامرأةٍ من أهلِه:

تعرفين فلانة؟

قالت: نعم.

قال: فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ بها وهي تبكي عند قبرٍ،

فقال: (اتقي الله واصبري)

فقالت: إليك عني، فإنك خِلْوٌ من مصيبتي.

قال: فجاوزها ومضى، فمرَّ بها رجلٌ فقال:

ما قال لك رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

قالت: ما عرفتُه.

قال: إنّه لرسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قال: فجاءت إلى بابِه فلم تجد عليه بوابًا، فقالت:

يا رسول اللهِ! واللهِ ما عرفتُك.

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ الصبرَ عند أول صدمةٍ)

نعم ما أشد حاجتَنا إلى الصبر عند الصدمة الأولى
جزاك الله خيرًا على التذكرة؛ فأنا أولُ المحتاجين،
وقد خبِرتُ هشاشةَ قلبي عند الصدمات.
:
قال: إنّه لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
لرسولُ: لأنها خبر إنّ، فليست هذه لام الجر
هذا ما تأكدتُ منه فأحببتُ إفادتكم
(صوبتُها في المنشور)

وبقيتْ خِلْوٌ أرجو أن تؤكد لي صحتها لأستفيد منك
هل هي بكسر الخاء، أم فتحِها مثل الخَليّ؟
تحياتي وتقديري


عبد الكريم الزين 09-02-2021 03:12 AM

رد: مواقف إيمانية
 
جزاك الله خيرا على تصويبك أستاذتنا العزيزة

"لرسولِ" خطأ رقن تسلل في غفلة مني، وأحسنت بتصحيحه

أما الحديث فقد ورد في صحيح البخاري تحت رقم 7154، بلفظ خِلْو
والخِلْو كما جاء في معجم المعاني : الفارغ البال من الهموم (يقال للذكر والأُنثى والمثنى والجمع)
فلان خِلْوٌ من هذا الأمر: خالٍ

تحياتي وودي:31:

ثريا نبوي 09-02-2021 03:50 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 311835)
جزاك الله خيرا على تصويبك أستاذتنا العزيزة

"لرسولِ" خطأ رقن تسلل في غفلة مني، وأحسنتِ بتصحيحه

أما الحديث فقد ورد في صحيح البخاري تحت رقم 7154، بلفظ خِلْو
والخِلْو كما جاء في معجم المعاني : الفارغ البال من الهموم (يقال للذكر والأُنثى والمثنى والجمع)
فلان خِلْوٌ من هذا الأمر: خالٍ

تحياتي وودي:31:

جزاك الله خيرًا على الإفادة الثرية
على الخير نلتقي دومًا

:43:

ناريمان الشريف 09-17-2021 11:38 PM

رد: مواقف إيمانية
 
رفع عامر بن ثابت بن الزبير يديه بعد الصلاة وقال :
رب أسألك ميتة حسنة
فقال له أبناؤه : وما الميتة الحسنة ؟
قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد ..
فلما حضرته سكرات الموت ,, وقد صدق الله في دعائه قبضت روحه
وهو في السجدة الأخيرة في صلاة المغرب .

اللهم إنا نسألك ميتة حسنة
آمين يا رب .. لي ولكم

عبد الكريم الزين 09-23-2021 09:37 PM

رد: مواقف إيمانية
 
جار أبي دلف

يروى أن رجلاً كان جاراً لأبي دلف ببغداد. فأدركته حاجة وركبه دين فادح حتى احتاج إلى بيع داره. فساوموه فيها فسمى لهم ألف دينار.
فقالوا له: إن دارك تساوي خمسمائة دينار.
فقال: أبيع داري بخمسمائة وجوار أبي دلف بخمسمائة.
فبلغ أبا دلف الخبر فأمر بقضاء دينه ووصله وقال: لا تنتقل من جوارنا.

وفي ذلك قال الشاعر:
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ... ولم يعلموا جاراً هناك ينغص
فقلت لهم كفوا الملام فإنما ... بجيرانها تغلو الدار وترخص

عبد الكريم الزين 10-02-2021 11:47 AM

رد: مواقف إيمانية
 
الميزان

رأى الفضيلُ بن عياض حمه اللّه ولده وهو يمسح كفة الميزان بطرف ثوبه، فسألهُ لماذا؟

فقال: حتى لا أزن للمسلمين غبار الطريق.

فَبكى الفضيل وقال: إن عملك هذا يا بني عندي أفضل مِن حجتين وعشرين عمرة.

عبد الكريم الزين 10-02-2021 11:17 PM

رد: مواقف إيمانية
 
توبة سائل

أتى رجل إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى فقال: يا أبا إسحاق، إنـي مـسرفٌ على نفسي، فاعرضْ عليَّ ما يكون به زجرٌ ووعظٌ لها!
فقال: إن قبلتَ مني خمسَ خصال وقَدِرْتَ عليها لم تضرَّكَ المعصيةُ ما حييت.
قال الرجل: هاتِ يا أبا إسحاق.
قال: أما الأولى: فإذا أردتَ أن تعصيَ الله تعالى، فلا تأكلْ مِن رزقه!
قال الرجل: فمن أين آكلُ إذاً، وكلُّ ما على الأرض مِن رزقِ الله تعالى؟
قال: يا هذا، أفيحسنُ بك أن تأكلَ مِن رزقهِ وتعصِيَهُ أيضاً!
قال الرجل: لا والله. هاتِ الثانية.
قال: وإذا أردتَ أن تعصِيَهُ على أرض، فلا تسكنْ شيئاً مِن بلاده.
قال الرجل: هذه أعظم، فأينَ أسكُن، والأرضُ والبلادُ كلُّها لله تعالى!
قال: يا هذا، أفيحسُنُ بك أن تأكلَ مِن رزقهِ، وتسكن أرضَهُ، ثم أنت بعد ذلك تعصيه!
قال الرجل: لا والله. هاتِ الثالثة.
قال: وإذا أردتَ أن تعصيهُ وأنت تأكلُ مِن رزقهِ، وتسكنُ بلادَهُ، فانظر مكاناً لا يراك فيه، فاعصِه فيه؟!
قال الرجل: يا إبراهيم! ما هذا، وكيف يكونُ ذلك والله مطلعٌ على السرائرِ، ولا تخفى عليه خافية!
قال: يا هذا، أفيحسنُ بكَ أن تأكلَ مِن رزقهِ، وتسكنَ أرضهُ، ثم أنتَ تعصيهُ وهو يراك، ويعلمُ ما تجاهرُ به!
قال الرجل: لا والله. هاتِ الرابعةَ.
قال: فإذا جاء ملك الموت ليقبض روحكَ وأنتَ على غير ما يرضى الله تعالى، فقلْ له: أخِّرني حتّى أتوبَ إلى الله تعالى توبةً نصوحاً، وأعملَ صالحاً.
قال الرجل: إنّ مَلَكَ الموتِ إن جاءني ليقبضَ رُوحي لا يقبلُ مني ما تقول!
قال: يا هذا، إنك إذا لم تقدر أن تدفعَ عنك الموتَ لتتوبَ، وتعلمُ أنه إذا جاء لم يكن له تأخير، فكيف تتجرّأُ على الله بأنواعِ المعاصي، ولا تكون على استعدادٍ دائمٍ للرحيل!
قال الرجل: هاتِ الخامسة.
قال: إذا قُبِضْتَ على المعصية، وأمر الله تعالى بك إلى النار، وجاء الزبانية ليأخذوك إلى النار، فلا تذهبْ معهم!
قال الرجل: إنهم ملائكة أقوياء أشداء، ولن يَدَعُوني أو يَقْبلوا مني!
قال إبراهيم: فكيف ترجو النجاة إذاً وأنت على هذه الحال من المعاصي والغفلة؟!
قال الرجل: يا إبراهيم حسبي.. حسبي.. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه..
ثُمَّ تابَ الرجلُ من بعدِ هذا اللقاء توبةً نصوحاً، فلزمَ العبادةَ والاستقامةَ حتى فارقَ الدنيا.



عبد الكريم الزين 10-10-2021 03:35 AM

رد: مواقف إيمانية
 
الصدقة

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

رأيت ابنتي البارحة قد أخذت شيئاً من الفاصولياء وشيئاً من الأرز .. ووضعتهما في طبق كبير من النحاس.. ووضعت عليهما قليلاً من الباذنجان.. ووضعت في الطبق حبة من الخيار وحبات من المشمش وذهبت بها ..

سألتها : لمن هذا يا ابنتي ؟

قالت: هذا للحارس .. فقد أمرتني جدتي أن أدفعه إليه ..

قلت لها : هاتِ صينية ، وأربعة صحون صغيرة ، و ملعقة، وكأس ماء ، وضعي كل نوع من الطعام في صحن صغير ونظيف ..

فوضعت ذلك كله في الصينية مع ملعقة سكين وكأس ..

قلت لها : الآن اذهبي به إليه ..

وعند عودتها سألتُها : هل خسرتِ شيئاً ؟!

إن هذا الترتيب أفضل من الطعام!

لأن الطعام صدقة بالمال..

وهذا الترتيب صدقة بالعاطفة..

وذاك يملأ البطن..

وهذا يملأ القلب ..

وذاك يذل الحارس ويشعره أنه شحاذ متسول مُنّ عليه ببقايا الطعام..

وهذا يشعره أنه صديق عزيز أو ضيف كريم ..

وتلك الصدقة بالمادة..

وهذه الصدقة بالروح ..

وهذه أعظم عند الله..

وأكبر عند الفقير ..

عبد الكريم الزين 10-21-2021 11:27 PM

رد: مواقف إيمانية
 
عمر بن الخطاب وإبل ابنه

قال عبد الله بن عمر: اشتريت إبلا وارتجعتها إلى الحمى، فلما سمنت قدمت بها، فدخل عمر بن الخطاب السوق، فرأى إبلا سمانا، فقال: لمن هذه الإبل؟ قيل: لعبد الله بن عمر. فجعل يقول: يا عبد الله بن عمر، بخ بخ ابن أمير المؤمنين. فجئته أسعى، فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما هذه الإبل؟ قلت: إبل أنضاء اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغى ما يبتغى المسلمون. فقال: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبد الله بن عمر، اغد على رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين.

عبد الكريم الزين 10-23-2021 06:24 PM

رد: مواقف إيمانية
 
قبول المال بدون مسألة

حج الخليفة هارون الرشيد، فأرسل إلى الإمام سفيان بن عيينة، فأمره أن يحدث بنيه، فقال :
"يا أمير المؤمنين قد سألني الناس فامتنعت عليهم، ولكني أجلس لبنيك وللناس"
فقال: "نعم"
فلما جلس صاح به الناس:
"سألناك الجلوس لنا فأبيت علينا، فلما جاءك المال والجائزة جلست"
فقال للمستملي:
أنصتهم لي"
فصاح المستملي:
"اصمتوا واستمعوا"
فسكت الناس، وأخرج سفيان بن عيينة رأسه إليهم، وقال:
"حدثني الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شيء أحلّ وأطيب من ثلاثة: (صداق الزوجة، والميراث، وما أتاك الله به من غير مسألة، فإنه رزق ساقه الله إليك ).
والله ما جئت هذا الرجل ولا سألته شيئا من ماله، ولو وجه إلي شطر ماله لقبلته"
ثم أدخل رأسه ولم يحدثهم في ذلك الموسم بشيء.



عبد الكريم الزين 01-14-2022 09:43 PM

رد: مواقف إيمانية
 
شريح القاضي وعمر بن الخطاب

اشترى عمر رضي الله عنه فرسا من رجل من الأعراب وأعطاه ثمنه وعندما ركب عمر صهوة الفرس ومشى به إذا بالفرس لا يستطيع أن يسير لوجود عيب فيه فرجع عمر إلى الرجل وقال له: خذ فرسك فإنه معطوب أي فيه عيب.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين لا آخذه لأنني بعته لك وهو سليم. فقال عمر: اجعل بيني وبينك حكما.
فالتفت الرجل وقال: يحكم بيننا شريح بن الحارث الكندي. فقال عمر: رضيت به.
فذهب عمر مع صاحب الفرس إلى شريح ولما سمع شريح مقالة الأعرابي التفت إلى عمر وقال له: هل أخذت الفرس سليما يا أمير المؤمنين؟
فقال عمر: نعم. فقال شريح: احتفظ بما اشتريت أو رد كما أخذت.
وبعد أن سمع عمر هذا الكلام نسي قضية الفرس وقال متعجبا: وهل القضاء إلا هكذا، قول فصل وحكم عدل، ثم قال: سر إلى الكوفة فقد وليتك قضاءها.


ناريمان الشريف 01-15-2022 10:55 PM

رد: مواقف إيمانية
 
يحكى أن الحسن البصري تحدث في عهد الحجاج كلاما اغضبه كثيرا فقال لمن استمع اليه: (يا جبناء، والله لأسقينَّكم من دمه، و طلب السياف ليقطع رأسه, ثم قال: ائتوني به) .
دخل الإمام الحسن البصري رأى الحجاج غاضباً، والسياف جاهز والنطع على الارض(النطع فرش يوضع تحت المقتول لكي لا يسيل دمه على الارض), تمتم الحسن البصري بكلمات ما فهمها أحد، ثم وقف الحجاج، واستقبله، وقال له: أهلاً بأبي سعيد، وأدناه من مجلسه، ثم أجلسه على سريره، وما زال يدنيه منه، ويثني عليه, حتى قال له: يا أبا سعيد! أنت سيد العلماء، ثم عطره، واستفتاه، وأكرمه، وضيفه، وشيعه .
نظر السياف، -لماذا أحضرتموني إذًا؟- فلحقه الحاجب، وقال له: يا أبا سعيد, لقد جيء بك لغير ما فعل فيك، فماذا قلت لربك؟ قال له: قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً, كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم، فاستجاب الله له، وألقى في قلب الحجاج هيبته وتعظيمه))
(اذا كان الله معك فمن عليك,واذا كان الله عليك فمن معك)
اللهم كن معنا ولا تكن علينا... ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا يا الله


الساعة الآن 03:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team