منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   نسمات إيمانية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=93)
-   -   رحلـــــة إلى المقابــــر ....مـن يشارك ؟؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=159)

ناريمان الشريف 09-01-2010 02:41 PM


ألا تذكرون الموت ؟؟!!

يا سبحان الله



......

ناريمان الشريف 09-03-2010 12:15 AM

المشهد السادس عشر من مشاهد الرحلة الى المقابر
( صفة الموت)






= أنت الآن مسجى على فراش الموت تنتظر ملك الموت
يدخل عليك – اما يبشرك بالجنة أو بالنار -
الان سأترك وصف خروج الروح لمن وصفوها
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لو أن ألم شعرة من شعر الميت
وضع على أهل السموات والأرض لماتوا أجمعين
لأن في كل شعرة ألم الموت ولا يقع الموت ولا يحل في شيء
إلا مات
= وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال :
لو أن قطرة وضعت على جبال الدنيا كلها لزالت .

= وروي أيضا – أن النبي ذكر الموت وغصته وألمه
فقال : هو قدر ثلاثمئة ضربة بالسيف .

= وقال شداد بن أوس يصف الموت :
الموت أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلي في القدور – ولو أخبر أهل الدنيا بالموت
لما انتفعوا بعيش ولا تلذذوا بنوم –

= وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار :
حدثنا عن الموت ؟؟
فقال : هو كغصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل
فأخذت كل شوكة بعرق
ثم جذبه رجل شديد الجذب فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى

= هل لك أخي المستمع بعد كل ما استمعت اليه
من وصف الموت أن تعيش المشهد بكل ما فيه بدقة
تخيل ألم ثلاثمئة ضربة بالسيف
تخيل أنك تنشر بالمناشير وتقرض بالمقاريض ؟
وكأنك بداخل قدر تغلي فوق النار ؟


= وروي عن الحسن رحمه الله أنه قال :
لما مات خليل الرحمن اجتمعت اليه أرواح الأنبياء
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقالوا :
إن الله تعالى اتخذك خليلا من بين سائر الأنبياء والرسل
فان كان الموت خفف عن واحد فأنت هو
فأخبرنا كيف وجدت طعم الموت ؟
فقال : أواه – وجدته والله شديدا – والذي لا اله غيره –
هو أشد من الطبخ في القدور – والقطع بالمناشير-
أقبل ملك الموت نحوي بكلوب من حديد –
فأدخله في كل عضو مني – ثم استل الروح من كل عضو
حتى جعلها في القلب -
ثم طعن في القلب طعنة بحربته المسمومة بسم الموت
فلو أني طبخت في القدور سبعين مرة
لكان أهون علي
فقالوا : يا ابراهيم – لقد هون الله عليك الموت –
فاذا كان هذا حال الأنبياء فما يصنع بالمخطئين ؟
كفى بالموت طامة
واذ بجبريل عليه الصلاة والسلام عندهم يسمعهم فقال لهم :
يا أرواح الطيبين ما بعد الموت أشد وأطم وأعظم من الموت .

= وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
الموت غصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل
أخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب
فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى .
= وذكر في بعض الأخبار أن داود عليه السلام
كان في محرابه فاذا بدودة كالذرة – فقال في نفسه :
ما يعبأ الله بهذه الدودة ؟
فأنطقها الله سبحانه وتعالى وقالت :
والله يا داود اني أعبد الله سبحانه وأخافه وأسأله
أن يهون علي الموت

= وروي أيضا أن موسى عليه السلام لما صارت روحه الى الله سبحانه وتعالى قال :
يا موسى كيف وجدت الموت ؟
قال موسى : وجدت نفسي كالعصفور حين يقلى على المقلاة
لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير.

= وفي رواية أخرى – قال موسى :
وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد القصاب .

= وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال لابنه عند الموت :
ليتني ألقى رجلا عاقلا عند نزول الموت يخبرني بما يجد
فقال له ابنه : قد نزل بك الموت فصف لي الذي تجد ؟
فقال لي : يا بني كأن جنبي في تخت
وكأن غصن شوك يخرج من قدمي الى هامتي
وكأني أتنفس من سم إبرة( ثقب ‘برة)
ثم مد يده وقال : اللهم لا قوي فأنتصر
ولا بريء فأعتذر – اللهم اني مقر مذنب مستغفر
ثم مات رضي الله عنه -

= وجاء أيضا : ‘ن الله سبحانه وتعالى قال لابراهيم صلى الله عليه وسلم لما مات :
يا خليلي مت – قال : يا إلهي مت
قالها ورددها عليه ثلاثا – قال الله تعالى :
يا خليلي كيف وجدت طعم الموت ؟
قال ابراهيم صلى الله عليه : كسفود
( والسفود عود من حديد يوضع فيه اللحم ليشوى )
محمي جعل في صوف رطب ثم جذب –
قال الله سبحانه : أما أنا قد هونا عليك الموت

= هذا أهون الموت – عود من حديد محمي جعل في صوف رطب ثم جذب من الجسم
يا الهي – رحماك يارب هون علينا الموت
اذا كان هذا أهون الموت عند خليل الله ابراهيم
فكيف يكون الموت علينا
بل كيف يكون الموت على الظالمين ؟
يقول الله جل وعلا
( ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم ..) الآية 93 الأنعام

= هذا حال الظالمين – فما هو حال المؤمنين –
ومع أن للموت كربة شديدة إلا أن رحمة الله تعالى بالمؤمنين تخفف هذه الكربة عنهم ويتلقاهم بفضله
فقد روي أنه لما مات عبد العزيزبن سليمان العابد
رآه بعض أصحابه وعليه ثياب خضر
وعلى رأسه اكليل من لؤلؤ
فقال : كيف كنت بعدنا وكيف وجدت طعم الموت ؟
وكيف رأيت الأمر هناك ؟
قال : أما الموت فلا تسأل عن شدة كربه وغمه
إلا أن رحمة الله وارت عنا كل عيب وما تلقانا إلا بفضله .

= ويروى انه لما احتضر صخر بن الحارث
قيل له : كأنك تحب الحياة؟ قال : القدوم على الله شديد .

= الموت من الأشياء المخيفة ومن الحقائق المكروهة
ولكن ليس الكل يكره فهناك يرجو لقاء الله
ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

= ويروى أن الخليفة سليمان بن عبد الملك
قصد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد منصرفه من الحج وكان معه من ذوي خاصته
ابن شهاب الزهري ورجاء بن حيوة وغيرهما فسأل :
أما ههنا رجل ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقيل له : بلى ههنا أبو حازم أدرك منهم من أدرك
وأخذ عنهم فقهه وعلمه
ولو أرسلت اليه يا أمير المؤمنين أتاك
فبعث اليه فجاءه وجلس ثم سأله :
ما لنا نكره الموت يا أبا حازم ؟
قال : لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم
فأنتم تكرهون النقلة من العمران الى الخراب
قال سليمان : صدقت يا أبا حازم
فكيف القدوم على الآخرة ؟
قال : أما المحسن فانه يقدم على الآخرة كالغائب يقدم على أهله من السفر
وأما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتفاه
فإن شاء عفا وان شاء عذب
فاستعبر سليمان وبكى بكاء شديدا
وبكى من حوله

= فاللهم هون علينا الموت وسكراته
والسلام عليكم دار قوم مؤمنين -
لا تنسوني من الدعاء ..
ألقاكم بإذن الله تعالى في المشهد القادم.
هذا إن عشنا ليوم الغد


........ يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-04-2010 02:45 AM

المشهد السابع عشر من مشاهد الرحلة الى المقابر
(خروج الروح المؤمنة )




السلام عليكم أيها الأحياء الميتون عما قريب
وأهلا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر
والآن تعالوا بنا الى مشهد خروج الروح ولكن سنبدأ بالروح المؤمنة
والنفس الراضية المرضية
يقول الله تبارك وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
خرجنا مع النبي في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا الى القبر
ولما يلحد .. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله
كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض
فرفع رأسه , فقال : أستعيذ بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا
ثم قال : العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا
وإقبال من الآخرة نزل عليه ملآئكة من السماء بيض الوجوه
كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة
وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول : أيتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان
قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء
فيأخذها فاذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها
فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض
قال : فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا
ما هذا الروح الطيب ؟
فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا
حتى ينتهوا بها الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم
فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها
حتى ينتهي به إلى السماء السابعة
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين
وأعيدوه الى لأرض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى
قال : فتعاد روحه في جسده
فيأتيه ملكان ملكان فيجلسانه فيقولان له :
من ربك فيقول : ربي الله
فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : ديني الاسلام
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله
فيقولان : ما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت
فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة
وألبسوه من الجنة .. افتحوا له بابا الى الجنة ..
قال : فيأتيه من روحها وطيبها فيفسح له في قبره مد بصره
قال : ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح
فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير
فيقول : أنا عملك الصالح
فيقول : رب أقم الساعة حتى أرجع الى أهلي ومالي )

هذا الانسان ود لو أن الساعة تقوم حتى يجازى على عمله الصالح
ويدخل الجنة التي أعدها الله له ولأمثاله من المؤمنين الصالحين
= وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
أن الله تعالى اذا أراد أن يقبض روح عبده الكريم دعا بملك الموت
فقال : اذهب يا ملك الموت الى عبدي فلان فأتني بروحه ليرتاح عندي
فحسبي من عمله أني قد بلوته في السراء والضراء
فوجدته حيث أحب.. فيذهب ملك الموت ..
فيأخذ من مسك الجنة الأذفر وحريرها الأبيض
فيهبط به
ويهبط في إثره خمسمئة ملك ليس منهم ملك
إلا ومعه بشارة من الله تعالى إلى ذلك الولي
وليس منهم ملك يدري ما مع صاحبه من البشارة
وليس منهم ملك إلا ومعه ضبائر من ريحان الجنة
فاذا هبطوا أحدقوا بولي الله
وجلس ملك الموت عند رأسه ونفث في وجهه سم الموت فصرعه
ويقول له : يا ولي الله ارتحل من الدنيا فليست لك دار
والأبد لك أن تذوق كما ذاق اخوانك من قبلك
قال : فملك الموت ألطف باستخراج نفسه من الولدة بولدها
فاذا أذنت نفسه بالخروج وكانت عند ذقنه
أكب عليه الذين جاؤوا مع ملك الموت يخبرونه بالبشارة
التي أرسلهم الله تعالى بها اليه
وليس منهم ملك إلا وهو يضع على كل طائفة من جسده
من حزم الريحان الذي جاؤوا به
فاذا خرجت نفسه لفها ملك الموت في ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر
ثم يعرج بها الى السماء وتثبت الملائكة الذين بشروه عند جسده عند أهله
فاذا دنا من السماء تلقاه جبريل عليه السلام
في سبعين ألف موكب من الملائكة
فأخذ الروح منه جبريل عليه السلام فعرج به
حتى يضعه بين يدي الجبار تبارك وتعالى
فيقول جل جلاله لجبريل عليه السلام :
اذهب وضع ولي الله في سدر مخضود وطلح منضود
فاذا حمل الرجل الى سريره هبط خمسمئة ملك آخرون
سوى الذين جاؤوا مع ملك الموت
فيجلسون صفين ما بين منزله الى قبره يستقبلون جنازته بالاستغفار
واذا أدلي في قبره وحثى عليه التراب وولى القوم
جاءته الصلاة فكانت عن يمينه
وجاء الصوم فكان عن شماله وجاءه ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن
فكانا عند رأسه .. وجاءه مشيه الى الجمع والى مجالس العلم
وعيادة المرضى واتباع الجنائز والصدقة فكانوا عند رجليه
وجاءه الصبر على ما يكره وعلى ما يحب فلم يجد مجلسا
فيجلس في ناحية من نواحي قبره
فيخرج له من قبره عنق من العذاب فيأتي عن يمينه
فتقول له الصلاة : اليك عني لا سبيل لك عليه
إنما استراح ولي الله من الإقبال والإدبار هذه الساعة
ثم يأتي عن شماله فيقول الصيام : اليك عني لا سبيل لك اليه
انما استراح ولي الله من الإقبال والإدبار هذه الساعة
ثم يأتي عند رجليه فيقول مشيه الى الجمع والى مجالس العلماء وعيادة المرضى وإتباع الجنائز والصدقة : اليك عنا لا سبيل لك عليه
انما استراح ولي الله من الإقبال والإدبار هذه الساعة
قال : فلما لم ير شيئا انقمع
ودخل في الموضع الذي خرج منه فيقول الصبر لهؤلاء :
أم اذا كفيتموني عذاب القبر
فسأكفيكموه عند الميزان إذا نصب.

الموت بحر طامح موجه *** تذهب فيه حيلة السابـح
يا نفس اني قائل فاسمعي *** مقالة من مشفق ناصح
ما يصلح المرء في قبره مثل *** التقى والعمـل الصالـح

= وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
اذا قبض الله روح عبده المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا :
ربنا وكلتنا بعبدك المؤمن فلان نكتب عمله وقد قبضته ‘ليك
فاذن لما أن نصعد الى السماء
فيقول الله عز وجل : سمائي مملوءة بملائكتي يسبحوني
فيقولان : فأذن لنا أن نسكن الأرض
فيقول الله عز وجل : أرضي مملوءة من خلقي
فيقولان : يا ربنا أين نكون ؟
فيقول الله عز وجل : قوما عند قبر عبدي فسبحاني واحمداني وهللا ني واكتبا ثواب ذلك لعبدي الى يوم القيامة )
روي أن بعض الصالحين قال :
كان لي ابن استشهد فلم أره في المنام إلا ليلة
توفي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
اذ تراءى لي تلك الليلة فقلت يا بني ألم تك ميتا فقال :
لا ولكني استشهدت وأنا حي عند الله تعالى أرزق
فقلت : ما جاء بك ؟
فقال : نودي في أهل السموات أن لا يبقى نبي ولا صديق ولا شهيد إلا وحضر الصلاة على عمر بن عبد العزيز
فجئت لأشهد الصلاة ثم جئتكم لأسلم عليكم .
= فالقبر على المؤمن روضة من رياض الجنة
فقد روي أن رجلا من آل عصم الجحدري قال :
رأيت عاصماً في منامي بعد موته بسنتين
فقلت : ألست قد مت ؟ قال : بلى
قلت : فأين أنت ؟
قال : أنا ولله في روضة من رياض الجنة
أنا ونفر من أصحابي مجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها
الى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى الأخبار
قلت : أبأجسادك أم بأرواحكم ؟ قال : هيهات بليت أجسادنا وانما تتلاقى الأرواح
قلت : فهل تعلمون بزيارتنا اياكم ؟ قال : نعم
نعلم بها عشية الجمعة كلها ويوم السبت الى طلوع الشمس
قلت : فكيف ذلك دون الأيام كلها ؟ قال : لفضل يوم الجمعة وعظمته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انتهى المشهد

ألقاكم غداً بإذن الله تعالى في مشهد آخر هذا إن عشنا ليوم الغد
لا تنسوني من الدعاء



.......يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-04-2010 10:33 PM


المشهد ( الثامن عشرة ) خروج الروح الكافرة **



= السلام عليكم أيها الأحياء الميتون عما قريب =
في هذا المشهد قول الله تبارك وتعالى
( ولكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) (34) الأعراف

نعم اذا جاءت ساعة الوفاة فلا تتأخر ولا تتقدم
– فالأجل والرزق–
أمران لم يختلف عليهما العلماء على أنهما مكتوبان ومحددان لا يتغيران أبدا-
فعندما يحين الأجل لا يستأخر ساعة ولا يستقدم ساعة – وقد أوضحنا في الأمس مشهد قبض روح المؤمن – كيف ينسل عزرائيل روحه من جسده كما يسل الشعرة من العجين
– وفي مشهد اليوم سنحدثكم كيف يسلخ عزرائيل روح الكافر من جسده –
وستلحظون الفرق بين خروج روح المؤمن – وخروج روح الكافر -

= فقال عليه الصلاة والسلام : إن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر
ثم يجيء ملك لموت حتى يجلس عند رأسه فيقول :
أيتها النفس الخبيثة أخرجي الى سخط من الله –
قال :فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح
ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث؟
فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا –
حتى ينتهي به الى السماء الدنيا فيستقتح له فلا يفتح له –
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى
فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له : من ربك فيقول هاه هاه لا أدري –
فيقولان : ما دينك فيقول : هاه هاه لا أدري
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم
فيقول : هاه هاه لا أدري –
فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وهمومها ويضيق عليه قبره حتى يختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول :
من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث – فيقول رب لا تقم الساعة


= وفي رواية أبي داود وغيره ثم يقبض له يعني للكافر أعمى أصم ومعه مرزبة من حديد
لو ضرب بها الجبال لصارت ترابا فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب
إلا الثقلين فيصير ترابا ثم يعاد فيه الروح

= ها قد رأيتم كيف يقبض عزرائيل روح الكافر-

= وبهذا المشهد تنتهي حياة الآنسان - ويسجل في سجل الوفيات وينتهي أمره ككائن حي
ويسارع أهله في تجهيزه لدفنه فيغسل ويكفن – ويحتفر له قبره –
وينزل فيه – ويسوى فوقه التراب ويملأ عينيه وفمه وأذنيه وكأن شيئا لم يكن
وهنا يأتي الامتحان الصعب ! هذا الامتحان هو آخرالامتحانات بل وأصعبها وأشقها -
ولا مجال لاعادته فاذا كان الميت مؤمنا بالله حق الايمان لم يتتعتع ولم يتردد
وأجاب عن أسئلة الملكين بيسر وسهولة واتسع عليه قبره وكان روضة من رياض الجنة
واذا كان فاجرا من الأشقياء اشتعل عليه القبر نارا وأقعده الملكان
فتانا القبر وهما منكر ونكير- وهما ملكان موكلان بسؤال الميت في قبره
وهذان الملكان أزرقان أفرقان لهما أنياب وأشكال مفزعة وأصوات مزعجة وحان موعد السؤال من ربك ومن نبيك وما دينك ؟
فتراه يتتعتع في الكلام ويتردد ولا يفقه ما يقول
فيقول كالأبله ( ها ها ) – فتراه يضيق عليه قبره ويشتعل عليه نارا - فلا صلاة تقف عن يمينه – ولا صيام يقف على شماله ولا قرآن ينير ظلمة قبره

= فاكثر من قراءة القرآن الكريم – وتحديدا سورة يسن التي تسمى قلب القرآن
فقد ورد أنه ضرب بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر
وهو لا يحسب أنه قبر.. فاذا قبر انسان يقرأ فيه ( سورة الملك ) حتى ختمها
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله
ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر- فاذا قبر انسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها – فقال النبي (صلى الله عليه وسلم هي المانعة.. وهي المنجية .. تنجيه من عذاب القبر) .

ها قد رأيت كيف أن قراءة سورة الملك تنجيك من عذاب القبر-
والقرآن بشكل عام يكون شفيعا للإنسان
ولكن هناك بعض السور لها خصوصية ومكانة خاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم
منها سورة الملك والإخلاص والحشر والرحمن وفصلت والكهف وفاتحة الكتاب ويسن

فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم قال :
إن في القرآن لسورة تشفع لقارئها ويغفر لمستمعها
ألا وهي سورة يسن تدعى في التوراة المعمة
قيل : يا رسول الله وما المعمة ؟ قال: تعم صاحبها بخير الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة
وتدعى الدافعة القاضية
قيل : يا رسول الله وكيف ذلك ؟
قال : تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة
ومن قرأها عدلت له عشرين حجة
ومن سمعها كانت له كألف دينار تصدق بها في سبيل الله
ومن كتبها وشربها أدخلت في جوفه ألف دواء
وألف نور وألف يقين وألف رحمة وألف رأفة وألف هدى ونزع عنه كل غل

= والانسان العاصي ا ذا خرجت روحه من بدنه وكفنه أهله ودفن تحت التراب وسوي عليه التراب وعاد أهله من المقبرة
يدرك أنه في القبر فيحاول اللحوق بهم لكنه لا يستطيع فتبدأ رحلة العذاب داخل القبر عندها
يسأل الله الرجعة – أي الرجوع الى الدنيا – حتى يعمل صالحا ولا يكون بهذا الحال –

= فكان الربيع رحمه الله قد احتفر قبرا في بيته – وكان يأوي اليه ويغطيه بخشبة- ويجلس فيه على هيئة الميت- يفكر في حاله ويتذكر فتنة القبر- وسؤال منكر ونكير فاذا اشتد به الحر وقرب الظلام نادى بأعلى صوته ( رب ارجعون- لعلي أعمل صالحا ) 99 المؤمنون
ثم يرفع الخشبة ويقول : يا نفس ها أنت قد عدت فاعملي ما قلت .
= فاقرأ المعمة –واقرأ المانعة والمنجية – لتدافع عنك في قبرك -


لا تنسوني من الدعاء ..
ألقاكم في الغد القريب بإذن الله تعالى .. هذا إن عشت ليوم الغد

..... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-05-2010 01:28 PM

بعد السلام عليكم

هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إلغاء التثبيت ..
انتظروا على الأقل حتى تنتهي الرحلة

أشكركم



...... ناريمان

ناريمان الشريف 09-05-2010 01:31 PM

المشهد التاسع عشر

(على المغتسل)



قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) الأنعام 94
= ها أنت على المغتسل – عاريا كما ولدتك أمك وقد جهز الماء الطاهر لغسلك-
فيضغط المغسل بيديه على بطنك– ويخرج من بطنك ما اختزن في أمعائك من ريح وغير ذلك
– يا الهي – عفوك ورحمتك
- البارحة فقط كنت تغتسل وحدك وتتوضأ وحدك- وتقلم أظافرك وحدك -
واليوم جاء من يوضؤك ويغسلك ويقلم أظافرك ويطهرك – ما أضعفك – ما أقل حيلتك – أين هديرك وصياحك – أين وأين وأين
= ذكر في بعض الأخبار أن الميت ينادى اذا وضع على المغتسل : أين لسانك الفصيح ما أسكتك ؟ أين صوتك الشجي ما أخرسك ؟ أين ريحك العطر ما أنتنك ؟
أين حركاتك ما أسكنك ؟ أين أموالك الكثيرة ما أفقرك ؟ الويل لك إن كنت عاصياً والبشرى لك إن كنت طائعاً –

*أخال بكاء القوم حولي يقولون ألا أزف الرحيل
وما يغني البكاء إذا انقضى عمري وان كثر العويل
فخذ للموت أهبته فإما نجاة بعد أو هول طويل
= روي أن عبد الملك بن مروان قيل له في مرضه الذي مات به – كيف تجدك يا أمير المؤمنين ؟
قال أجدني كما قال الله تعالى
( ولقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم به وراء ظهوركم )
= الان وقد خرجت روحك وسجاك أهلك على خشبة أمام أعينهم يابسا مصفر الوجه عيناك مطبقتان –
لالقاء نظرة الوداع قبل وضعك في النعش ومغادرتك البيت الى الأبد - فيودعك المودعون ويبكي عليك الباكون
فلا البكاء ينفع ولا العويل لك يرجع
تركت ما خلفت وراء ظهرك – ولا من شيء أمامك ومعك ينتظرك حتى يخرج معك الى قبرك إلا عملك

= عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس مرات
فاذا وجد الانسان قد نفد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غمرات الموت فغشيتعه كرباته وغمراته
فمن أهل بيته الناشرة شعرها والضاربه وجهها والباكية لشجوها والصارخة بويلها
فيقول ملك الموت عليه السلام : ويلكم مم الفزع وفيم الجزع ما أذهبت لواحد منكم رزقا ولا قربت له أجلا
ولا أتيته حتى أمرت ولا قبضت روحه حتى استؤمرت وان لي فيكم عودة ثم عودة حتى لا أبقي منك أحدا-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(والذي نفسي بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على نفوسهم
حتى اذا حمل الميت على نعشه زفرت روحه فوق النعش
وهو ينادي يا أهلي ويا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا
كما لعبت بي
جمعت المال من حله ومن غير حله ثم خلفته لغيري
فالمهناة له والتبعة علي فاحذروا مثل ما حل بي) -

أرى الأزواج تنكح ان هلكت ويقسم وارثي ما قد تركت
ولا يبقى الوداد بقلب خل اذا انقطع الرجا مني ومت
وينساني الصديق فما يبالي أمر به ويعرض ان ذكرت
ويشمت بي رجال من سفاه وما قد كنت قط بهم شمت
ولست بحاصل إلا على ما من الأعمال في الدنيا عملت
فياذا العرش عفوا عن ذنوبي وعن زللي وما كنت اجترمت
وشفع في نبيك حين أدعى غداة العرض ان تفعل نجوت

= والآن وأنت على فراشك تودع أهل الدنيا ويودعونك
يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حزناً عليك وكل هذا حرام ومن أعمال الجاهلية.
فعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية .
= وقال : النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب

= فالنياحة واللطم وشق الملابس عن الجسم
وشد الشعر حتى رفع الصوت بالبكاء على الميت حرام
ويلحق الميت من ذلك عذاب .
فقد ورد عن رسول الله أنه قال :
لعن النائحة والمستمعة – أما دمع العين وحزن القلب على الميت فمعفو عنه

= انتهى كل شيء – البكاء والصراخ والندب واللطم –
الآن ينادي الرجال بصوت مرتفع هيا -
فلقد اقترب موعد الصلاة على الميت – فيلفك أهلك بأغلى بطانية لديهم فهذا ما يستطيعون أن يقدموا لك
وأنت تروح عنهم- فلم ينفعك بكاؤهم ان بكوك-
ولم ينفعك حزنهم – تذكر يوم ولدت كان مسرورين لبكائك واليوم هاهم حزانى لفراقك
– وحتى ولو –
فلا شيء من هذا ينفعك ويخفف عنك ما سيأتيك من عذاب في قبرك
غير الذي حملت معك من صالح العمل
ولدتك أمك باكيا مستصرخا **والناس حولك يضحكون سرورا
فاحرص لنفسك أن تكون اذا بكوا**في يوم موتك ضاحكا مسرورا
والآن
رحلت الروح الى باريها - ولم يبق إلا الجسد
ها قد جاء موعد رحيل جسدك أيضا
ولكن قبل أن توضع في النعش يأتيك المغسل فيخلع عنك ملآبسك الأنيقة وتوضع فوق المغتسل
وذلك ليطهرك من كل ما حملت معك من الدنيا من أردان وأوساخ – فيضغط على بطنك ليخرج من أمعائك فضلات آخر طعام لذيذ أكلته في حياتك الدنيا
ثم يقوم بتقليبك على المغتسل ويوضؤك ويقلم أظافرك – ويغسل أعضاءك عضواً عضواً
ثم يجفف جسدك ويحشو القطن في أذنيك - ويقوم بلفك في القماش الأبيض وهو لباس خاص بأهل المقابر
فلم تعد من أهل الدنيا لترتدي غير الكفن – هنا تذكروا أيها الغني البخيل – الكفن ليس له جيوب - ثم توضع الأربطة وتحكم عليك – ها أنت جاهز الآن للرحيل الى مثواك الأخير ( القبر )
هذا سكنك الجديد – تحت التراب – فتؤخذ من غرفة نومك المكسوة بأفخر أنواع الموكيت والسجاد –
وتلقى على التراب عاريا لا يحجبك عنها سوى الكفن – ومن غرفتك الفاخرة المزينة بالعطور
ها أنت تخرج من البيت بالحناء – انتهى الأمر – حان وقت الذهاب – قم اذا استطعت

ولا أظنك تستطيع فأنت جثة هامدة لا تقوى على الحراك ولا على الحديث - نت أفها أنت تحمل بين الأيادي وتوضع في نعشك - تلك واسطة النقل الوحيدة –
البارحة فقط كنت تركب آخر موديل من السيارات الفارهة والمكيفة والمكسوة بالفرش الغالية –
والآن توضع في نعش خشبي– تسير تحت حر الشمس –
أو في البرد القارص -
لن تسير في النعش وحدك بل محمولا على الأكتاف وتسير جنازتك مخترقة الشوارع والأزقة
والمشيعون يكبرون ويهللون -
ريثما يصلون الى المسجد ليصلى عليك
ها أنت تمر بفلان كنت قد ظلمته وهضمت حقه – فالله وحده أعلم ماذا يقول في نفسه – هل يسامحك ؟؟
ويطلب لك الرحمة ؟ أم ألله أعلم
وقد تمر بفلان عطفت عليه ذات يوم وفرجت عنه كربة من كرب الدنيا - فيطلب لك الرحمة ويدعو لك –
أنظر لنفسك ما صنعت ؟
ها أنت تلقى الرد على أفعالك اما بالدعاء لك أو بالدعاء عليك فانظر أيهما تختار لنفسك ؟؟
ها أنت قد وصلت الى المسجد- وتوضع أمام المصلين
فيكبر الامام ويصلى عليك – ولا ينساك الامام من الدعاء لك بالرحمة -
والمصلون يقولون آمين يا رب العالمين -
= فاللهم ارحمنا وارحم موتانا وموتى المسلمين واغفر لهم خطاياهم واغسلهم بالثلج والبرد ونقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
آمين يا رب العالمين


ألقاكم في المشهد التالي في الغد القريب بإذن الله تعالى
هذا إن عشنا ليوم الغد



..... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-08-2010 03:36 PM

أحبتي في منابر

سلام الله عليكم .. المشهد العشرون قريباً ..
أشكركم على المتابعة



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-10-2010 08:13 PM

المشهد العشرون
( محمولا في النعش )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها السادة الميتون عما قريب
ومرحبا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر

لقد تم تجهيزك بأسرع ما يمكن فالاستعجال في تجهيز الميت من السنة
حيث تم في المشهد السابق غسلك وتطهيرك وتكفينك ووضع الأربطة عليك خوفا من أن يفك الكفن عنك -
والآن ستذهب الى القبر وحدك
ولكن لن تذهب الى القبر ماشيا على أقدامك
بل محمولا في نعشك على الأكتاف
والكل حولك يهلل ويكبر والناس تقول مات فلان بن فلان وهذا يقول : مسكين كيف مات ؟ البارحة فقط كان هنا وكنت اكلمه البارحة قال لي كذا وكذا
رحمة الله عليه
المسكين نام ولم يصح من نومه وكان يعد اليوم أن يفعل كذا وكذا
أذكر أنه قال لي : أريد أن أكمل تعمير الشقة لأتزوج
المسكين كان يحلم بعروسه
كيف ستزف اليه وفي أي صالة سيقيم عرسه - لقد كان صحيح الجسم مفتول العضلات شاباً في ريعان الشباب
لا يعيبه شيء -
فسبحان من قال ( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون )
**تؤمل في الدنيا طويلا ولا تدري ** اذا جن الليل هل تعيش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ** وكم من عليل عاش دهرا بعد دهر
وكم من فتى صحيح يصبح آمنا ** وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

= روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
إذا تقارب الزمان انتقى الموت خيار أمتي كما ينتقي أحدكم خيار الرطب من الطبق )
= فإنا لله وانا اليه راجعون .
إنا لله الذي أذهب عنا الأخيار وبقينا في غمار مع الأشرار
فلا للموت نعمل قبل اتيانه .. ولا أحد منا يقطع عن عصيانه-

= معاشر الموتى وأبناء الموتى أنتم موتى لا محالة وإنما سبقكم إخوانكم الى مناخ القبور-
فاذا استكمل ولد آدم من أولهم وآخرهم قام الكل للعرض والنشور على الملك شديد العقاب
على الملك الغفور- فهيا بنا نستعد جميعا لذلك المقام ونجتنب الأوزار والآثام ولنبادر بالتوبة قبل نزول الحمام
قبل أن نحمل الى القبور فهذا الذي تأخذه الدنيا بغرورها ينسى أنه ميت بعد حين
بعدها لا يبقى أي وقت لتصحيح ما مضى ..
يدفن أمه وأباه ويواري أخته وأخاه - ويحملهم بيده الى السكن الجديد-
ويلقي بهم تحت التراب ويعود
يا مـن سينأى مسرعـاً كمـا نأى عنه أبـوه
مثل بقلبك قولهــــم جــاء اليقين فلقنــــوه
وتحللــوا من ظلمـة قبـل الفـراق وودعــوه
وينسى المسكين أن غداً قريب
سيأتي اليوم الذي يكون هو الميت وينتظرمن يلقنه الشهادتين ويغسله ويكفنه
وينسى المسكين أن قيامته تقوم عند وفاته
فيتركه الأهل والخلان والأحبة والجيران وما أن يلفظ أنفاسه حتى يسارع الكل في دفنه ومواراته تحت التراب .
حكي عن بعض الصالحين رحمة الله عليه أنه قال :
دخلت على مريض
وهو في شدة سكرات الموت فقلت له :
كيف تجدك؟ فبكى بكاء مرّاً ثم قال يرثي
نفسه متأسفا على ما مضى :
رحلت عن الدنيا وقامت قيامتي ** عداة أقل الحاملـون جنازتــي
وعجـّل أهلي حفر قبري وصيّروا ** خروجي وتعجيلي اليه كرامتي
كأنهم لم يعرفوا قط صورتي ** غداة أتــى يومي علـيّ وساعتي

= فالله الله عباد الله عظوا أنفسكم بآباكم وأحبابكم وجيرانكم وإخوانكم فان ذلك
بلاغاً لمن تذكر وعبرة لمن تفطر إخوانكم كانوا بالأمس معكم هنا كانوا يجلسون
وكذا وكذا كانوا يحبون بالأمس فقط كانوا يأكلون مما تأكلون ويلبسون مما تلبسون-
فأصبحوا اليوم وقد صارت القبور لهم بيوتاً وصاروا بين أطباق الثرى
خفوتا قد قسم الوارث أموالهم وبكاهم الناس وتذكروا أحوالهم
وما هي إلا أيام ونسوهم وتركوهم في وحشة القبور وحدهم لا أنيس ولا جليس-
تحوم حولهم حيات وزنابير عقارب وصراصير
صاروا طعاماً لدود الأرض
رأيت الموتى لا يبقي خليلاً ** على خل وإن عاش زمانا
فكن منه على حذر فإنـــي ** رأيـت الموت لا يعطي أمانا
أنسـنا غـُرّة منـه كأنــّـا ** بمـا نعنـي به يعنـي سوانــا
وكـم للمـوت من دار ودار ** أبـان عميرها عنا فبانـا
فكـم ذي نخـوة وعزيـز قـوم** أذل الموت عزته فهانـا
كأنـّا قد نظرنـا عن قريب ** إلى ما قـد وعدناه عيانـا

= وذكر أن شيخا من تيماء كان يجلس إليه أصحابه وهو في أشد حالات المرض
وكأنه يودّع الدنيا فلما همّوا بالقيام من عنده قال لهم : قوموا قيام من يئسوا من المعاودة حذراً من القاطف للنفس ( ملك الموت ) ثم بكى وبكوا معه أصحابه .

= غدا سيشيع جثمان فلان إلى مثواه الأخير ما رأيك أن ترافقه الى المقابر
وترى ما يفعل به عند إنزاله القبر وتتخيل أنك أنت المكفن المحترم وأنت الذي
سيلقى على وجهك التراب لا تغتر بصحتك وشبابك
ستغادر المقبرة وريقك
قد جف من هول ما رأيت فتسرع الى كوب من الماء البارد تلقيه في جوفك تخفف به عن نفسك وجع ما رأيت

= روى أيو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول ما يحاسب بها العبد
يوم القيامة أن يقال له : ألم أصحّ جسمك وأرو ِك من الماء البارد ؟
فلا تغترّ بصحتك واحمد الله عليها وعلى هذا الماء البارد الذي سكن خوفك
غدا تموت
وكأنك لم تذق لقمة هنيئة في حياتك
وكأنك لم تشرب الماءالبارد قط
سلام على أهل القبور الدوارس ** كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ** ولم يأكلوا من خير رطب ويابس
ألا خبروني أين قبر ذليلكم ** وقبر العزيز الباذخ المتنافس

فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
الصحة والفراغ )
= وحكي عن ابن السماك :
أنه حضر يوما جنازة .. فلما نظر الى القبور بكى
وقال لأصحابه : معشر الاخوان ألا متأهبّ لموت يوصف له ويراه أمامه ؟
ألا مستعد ليوم فقره ونزوله الى حفرته وقبره ؟
ألا شاب حازم قد بارز لمنيته وما اغتر بقوته ؟
ألا شيخ قد بادر لانقضاء مدته فشمر السير فيما بقي من رمقه؟
ماذا ينتظر من دفن أباه وقبر أمه وأخاه ؟؟
ألا انما الدنيا بلاء وفتنة ** وبينا الفتى فيها مهاب مسود
إذا انقلبت عنه وزال نعيمها ** فأصبح من ترب القبور يمهد
فكن خائفاً للموت والقبر بعده **ولا تك ممن غره اليوم أو غد

قال الفضيل بن عياض :
تلقى الوالدة ولدها يوم القيامة فتقول له يا بني :
ألم يكن بطني لك وعاء ؟ ألم يكن ثديي لك سقاء ؟
ألم يكن حجري لك وطاء ؟
فيقول بلى يا أماه .. فتقول يا بني قد أثقلتني ذنوبي فتحمل عني منها ذنبا واحداً
فيقول : اليك عني فأنا مشغول بنفسي عنك يا أمي
أتركيني وحـِملي .

هذا هو حالي وحالكم فالسلام عليكم أهل مضايق اللحود
سلام عليكم أيها الميتون عما قريب
انتهى المشهد
ألقاكم غداً بإذن الله تعالى .. هذا إن عشت ليوم الغد
لا تنسوني من الدعاء


....... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

عبدالسلام حمزة 09-11-2010 04:58 PM



أختي ناريمان

الحقيقة مجهودك رائع وتسلم أيديك على المجهود الطيب الذي تبذليه , وجعله الله في ميزان حسناتك

لا بد لنا من هذا الموقف , نسأل الله الثبات بقوله الثابت في الدنيا والآخرة .

ناريمان الشريف 09-12-2010 12:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 19210)


أختي ناريمان

الحقيقة مجهودك رائع وتسلم أيديك على المجهود الطيب الذي تبذليه , وجعله الله في ميزان حسناتك

لا بد لنا من هذا الموقف , نسأل الله الثبات بقوله الثابت في الدنيا والآخرة .

بعد السلام عليك
أشكرك جزيلاً عل متابعتك
وبارك الله فيك .. وأين أنا من جهودك المبذولة ؟!



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-12-2010 12:46 PM

المشهدالحادي والعشرون
( القبر)



في هذا المشهد نستعرض قوله تعالى:
( قتل الانسان ما أكفره .. من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره
ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم اذا شاء أنشره )

= وروي أنه بعد خروج الروح من الجسد ووضع الميت في قبره
يخرج الله اليه منكراً ونكيراً وهما ملكا القبر أسودان ازرقان يبحثان القبور بأنيابهما
ويطآن في أشعارهما
كلآمهما مثل الرعد القاصف وأبصارهما مثل البرق الخاطف
وأنفاسهما مثل لهب النار
وألوانهما مثل الليل المظلم فيقولان :
من ربك ؟ - وما دينك ؟ - ومن نبيك ؟
فيقول : الله ربي وديني الاسلام ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام –
وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له – وأن محمدا عبده ورسوله
فيقولان له : قد علمنا أنك ستكون مؤمنا فيفتحان له بابا الى النار
فينظر ما أعد الله فيها لأهل المعصية من النقمة والعذاب
فيرفعان ذلك الباب دونه
ثم يقولان له (اذا كان مؤمنا ) :
لا تخف يا ولي الله من هذا الباب أبدا –ثم يفتحان له بابا الى الجنة –
فينظر ما أعد الله لأهل طاعته من الخير الدائم المقيم – الذي لا زوال له ولا انقطاع –فيقولان له :يا ولي الله هذا دارك وقرارك ومنزلك .

= عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مصلاه فرأى ناسا..
فقال لهم : أما أنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى الموت
فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت – فانه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه يقول :
أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة أنا بيت التراب أنا بيت الدود والهوام
فاذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا
أما ان كنت لمن أحب من يمشي على ظهري الي
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك - قال :
فيتسع له القبر مد بصره ويفتح له باب من الجنة
واذا دفن العبد الفاجر أو الكافر
يقول القبر: لا مرحبا ولا أهلا
أما ان كنت لمن أبغض من يمشي على ظهري
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك –
فيلتئم عليه القبر حتى يلتقي ويختلف أضلاعه –
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم باصابع يديه فشبكها
ثم يقيض له تسعون تنينا أو قال تسعة وتسعون
لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا
فينهشه ويخدشه حتى يقضى به الى الحساب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( انما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )

= ويروى عن عثمان بن عفان كان اذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له :
تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي –
فقال : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
القبر أول منزل من منازل الآخرة فان نجا منه فما أيسر منه
وإن لم ينج فما بعده أشد منه – وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه
فان تنج منها تنج من ذي عظيمة ***** وإلا فاني لا أخالك ناجيا

= وقال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه :
يا فلان لقد أرقت الليلة أتفكر في القبور وساكنيها
إنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به
ولو رأيت بيتا تجول فيه الهوام ويجري فيه الصديد وتخرقه الديدان مع تغير الريح
وبلى الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب
ثم شهق شهقة خر مغشياً عليه .

= ذكر في بعض الأخبار إن الانسان إذا وضع في قبره تناديه الملائكة :
يا عبد الله أنت تركت الدنيا أم الدنيا تركتك ؟
أنت جمعت الدنيا أم الدنيا جمعتك ؟
أنت استعددت للمنية أم المنية غافصتك
خلقت من التراب وأعدت للتراب

خلقت من التراب بغير ذنب*** وعدت الى التراب ولي ذنوب
فما لي لا أجاهد في خلاصي *** بعزم للمعاصي لا أتــــــوب
ومالي أثقلــت ظهـري ذنوب *** ومنـــها لا أمــل ولا أنيـــب
ومالي لا أرق لسوء حالـــي ***ومن نفسي علي غدا رقيب
ومالي مبعـد مقصى طريـــــد *** وفي كل القبائح لي ضروب
فيا من ليس لي رب ســــواه *** عليــم بالذي أدعــو يجيــب
تجاوز يا إلهي عن ضعيــــف *** بغفــران لعلي عسى أتـوب

= وحكي عن بعض العارفين أنه قال :
إن الله سبحانه وتعالى يسر الى عبده سرين يخبره بذلك بالهام يلهمه
أحدهما اذا ولد وخرج من ظلمة بطن أمه يقول له :
عبدي قد أخرجتك الى الدنيا طاهراً نقياً نظيفاً
وسر عند خروج روحه يقول له :
عبدي ما صنعت في أمانتي عندك
هل حفظتها حتى تلقاني على الوفاء والعهد والرعاية فألقاك بالوفاء والجزاء
أو ضيعتها فألقاك بالمطالبة والعذاب

= قيل : كان الحسين رضي الله عنه اذا رأى القبور قال :
ما أحسن ظواهرها .. وانما الدواهي في بطونها .

أنا لكم اخوتي نذير*** من هول ماضمّت القبور
عاينت ما لم تعاينوه ***وانما يبتلـى الخبيــــــر
ان الذي حل بي جليل***جدا فقد أعـذر النذيـــر
فانما أنت في غرور *** فلا يغـرنــك الغـــرور
فان قدامــك المنايا *** والقبـر والبعث والنشور
إما إلى جنة وإمـــا *** إلـى جحيـم لهـا وسعير

= والقبور تنتظر أصحابها
والأرض قد ترحب بالميت وقد تلفظه - فان كان مؤمناً صادقاً
أسرعت الجنازة بصاحبها
حتى أنه يقال ان جنازة فلان من الناس كانت خفيفة الحمل على الأكتاف
وكانت تطير طيرانا

وقال سنيد بن داود : كنا بعبادان- فقدم علينا شاب من أهل الكوفة متعبداً
فمات بها من شدة الحر
فقلت : نبرد ثم نأخذ في جهازه –أي نجهزه للدفن
فنمت فرأيت كأني في المقابر فاذا بقبة جوهر تتلألأ حسناً
وأنا أنظر اليها اذا انفلقت فأشرقت فيها جارية ما رأيت مثل حسنها فأقبلت علي فقالت:
بالله لا تحبسه عنا إلى الظهر
قال : فانتبهت فزعاً وأخذت في جهازه
وحفرت له قبراً في الموضع الذي رأيت فيه القبة فدفنته فيها

( قصة عزاء عمر لأهل ميت )
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
القبر روضة من رياض الجنة – أو حفرة من حفر النار
ألا وانه ليتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول أنا بيت الظلمة
أنا بيت الوحشة – أنا بيت الدود )

انتهى المشهد
ألقاكم في الغد القريب .. هذا إن عشنا ليوم الغد .. لا تنسوني من الدعاء



..... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 12:54 PM



اللهم لكل تلك المواقف حسبي الله ونعم الوكيل

أختي ناريمان جزاك الله خيرا ً

متابع ما تبدعيه ... سلمت يداك

ناريمان الشريف 09-13-2010 12:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 19420)


اللهم لكل تلك المواقف حسبي الله ونعم الوكيل

أختي ناريمان جزاك الله خيرا ً

متابع ما تبدعيه ... سلمت يداك

أخي عبد السلام
سلام الله عليك
مرورك يسعدني .. ومتابعتك تشرفني
أشكرك



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-13-2010 11:16 PM

اللهم هون علينا سكرات الموت
وثبتنا بالقول الثابت
ونور ووسع علينا قبورنا واجعلها روضة من رياض الجنة
اللهم هون علينا سؤال الملكين
واسترنا تحت الأرض يا أرحم الراحمين
وارحمنا يوم لقائك .. وحين الحشر ويوم الموقف وساعة الحساب وعند الصراط
وثقل موازيننا .. واجعل كتابنا في أيماننا يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين
وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد والحمد لله رب العالمين

أذكروا الموت يرحمكم الله ...
.........

ناريمان الشريف 09-14-2010 06:14 PM

سبحانك ربي ...
ألا تذكرون الموت كما تذكرون الأكل والشرب ؟!
ألا تحضرون لرحلة الموت التي لا بد منها إلى القبر كما تحضرون أنفسكم لأي رحلة برية
للاستجمام والاستمتاع ؟؟!

أذكروا الموت يرحمكم الله

.......

ناريمان الشريف 09-15-2010 07:53 PM

المشهد الثاني والعشرون من مشاهد الرحلة
( أول ليلة في القبر )


السلام عليكم أيها السادة الأحياء الميتون عما قريب وأهلا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر

الآن وصلنا الى المقابر.. واقتربت من مثواك الأخير
أنت الآن على شفا حفرة القبر وقد جهزه لك الأهل واحتفروه لك منذ الصباح
ونظفوه منذ الصباح استعدادا لهذه اللحظة
وأزالوا منه بقايا عظام لأناس ماتوا قبلك وصارت عظامهم بالية
ها هو الملحد ينزع الغطاء عنك الذي غطوك به وأنت في النعش وتحمل بين أيديهم ليلقوك في القبر
فيفك الأربطة ويوجه وجهك الى القبلة
ونذكرك اذا كنت من المؤمنين حمل الملائكة روحك حتى يصلوا بها الى السماء السابعة
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين
فيكتب كتابك في عليين ثم يقول الله عز وجل :
أعيدوه الى الأرض .. فاني وعدتهم أني منها خلقتهم
وفيها أعيدهم - ومنها أخرجهم تارة أخرى.
قال عليه السلام : فيرد الى الأرض وتعاد روحه في جسده ثم قال : فانه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولـّوا عنه مدبرين )

الآن هيل عليك التراب وسُدّت المنافذ عليك وقد يقفون
بعد ذلك للحظات يقرؤون على روحك الفاتحة
ويستغفرون لك - وبعد ذلك سيغادرونك .
تذكر ليس كلهم يقفون بقربك فهناك الكثيرون يقفون من بعيد ولا يرون ما يصنع بالميت لأنهم يخافون من منظرك ويرتعدون من رؤية القبر ولا يحبون مثل هذه المشاهد
وقد يتلهون بأحاديث جانبية ليس لها علآقة بك
وقد يذكرونك بخير
وقد يعددون مناقبك ومحاسنك
وقد يستذكرون مواقفك السيئة
بكل الأحوال الجميع يتركون المقبرة ويبتعدون وينشغلون ويغادرك أهلك أصحابك ولم يتركوا لك سوى وقع نعالهم ولا تدري بعد أن يتركوك هل يذكرونك ؟
هل يزورونك ؟
هل يجفونك ؟؟
ويذكر أن الميت اذا وضع في قبره – وسُوي عليه التراب
لسان حالك في هذه الأثناء يتساءل ويقول :

كأني باخواني على حافة قبري **يهيلونه فوقي وأدمعهم تجري
عفا الله عني حين أترك ثاويا **أزار فلا أدري وأجفى فلا أدري


= ها قد هيل عليك التراب وسدت الثقوب كلها عليك من كل الجوانب -

وقرأ المشيعون الفاتحة على روحك ودعوا لك بالرحمة ها هم يغادرونك يقول المشيعون : انصرفوا آجركم الله
ويقال .. يقول الميت ( اذا كان من أهل الشقاء ) :
يا ليتني مع من انصرف - فأعود معهم الى بيتي وأصلح عملي لعظم ما يعاين من هول المطلع

= ويقال : ان أصحاب المرء ثلاثة : ماله وأهله وعمله - أما الصاحب الأول وهو ماله يصحبه معه في الدنيا ويتركه خلفه عندما يدفن في قبره
والثاني وهو أهله يصحبه في الدنيا ويوصله الى القبر ويتركه ويعود من دونه
والثالث وهو عمله يصحبه في الدنيا ويبقى معه في قبره

= فماذا ترى مَنْ مِنْ هؤلاء الأصحاب تحبه وتخلص له أكثر الذي يصحبك في الدنيا ويتركك عند دفنك ؟
أم الذي يصحبك في الدنيا ويوصلك الى القبر فيدفنك ويعود ؟
أم الذي يصحبك في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة ؟
بالتأكيد ان أعز الأصحاب هو عملك
فلا مالك تصدق في صحبته لأنك تتركه خلفك
ولا أهلك يصدقون في صحبتك لأنهم يودعونك القبر وينصرفون عنك ولا يبقى واحد منهم معك مهما كان محبا لك
فقط هو عملك الذي يصدقك فيبقى معك في الدنيا ويرافقك ويجلس معك ولا يغادرك .

ألهى جهولا أمله يموت من جا أجله
ومن دنا من حتفه لم تغن عنه حيله
وكيف يبقى آخر من مات عنه أوله
والمرء لا يصحبه في القبر إلا عمله

= وجاء الليل بسكونه يا سبحان الله ليلة البارحة كنت تنام بحضن زوجتك
وتستدفيء بحنانها
واليوم أنت تحضن التراب أو التراب يحتضنك
تنام وحيدا في قبرك
البارحة كنت تنام على فراش وثير وصوت الموسيقى الهادئة واليوم تنام على التراب والحصى وأصوات صراصيرالليل وأطيط هوام الأرض وهي تحوم حولك تستعد لوجبة دسمة

الهي رحمتك بالميت ما أوحش هذه الليلة وما أشد قسوتها

= قيل انه لا يأتي على الميت في قبره أشد وأصعب من أول ليلة يبيت فيه
فمن تفقد ميته في أول ليلة بشيء من الصدقة
والا فليصل ركعتين وليهد ثوابهما لميته
يرفع الله عن ميته ما يجد من الغم والوحشة في تلك الليلةويكتب الله للمصلين عبادة ستين سنة بقيامها وصيامه


والله لو عاش الفتى من دهره ألفا من الأعوام مالك أمره
متلذذا فيه بكل هنية ومبلغا كل المنى من دهره
لا يعرف الالام فيها مرة كلا ولا جرت الهموم بفكره
ما كان ذاك يفيده من عظم ما يلقى بأول ليلة في قبره
= وتغيب شمس الدنيا ويجن الليل فتظهر حيوانات الليلفالذئاب تعوي والكلاب تنبح والقطط تموء
وتنتشر صراصير الليل والميت لا يقدر على الحراك
موسد في قبره ينتظر ما يلقاه تحت الأرض في حياة البرزخ الى أن تقوم الساعة للقاء ربه-
لا يبيت بالقرب منه إلا عمله
ان كان خير فخير وان كان شرا فلا يلومن إلا نفسه
وليس له في هذه الأوقات القاسية إلا رحمة الله تعالى
ولسان حاله يقول :

أنا في القبر رهين قد تبرأ الأهل مني
أسلموني لذنوبي حيث ان لم تعف عني
فارحم اليوم مشيبي وارحم اللهم سني
وارحم اللهم ضعفي لا تخيب اليوم ظني

= وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ويمثل له رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح
فيقول : أبشر بالذي يسوءك - هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : وأنت فبشرك الله بالشر من أنت ؟
فوجهك الوجه يجيء بالشر- فيقول أنا عملك الخبيث-
فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئا عن طاعة الله
سريعا الى معصية الله فجزاك الله شرا
ثم يقيض له أعمى أصم أبكم - في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا -
ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له باب من النار ويمهد له فراش من النار )
أما اذا كان من المؤمنين الصالحين فحاله نقيض ذلك تماما

= وعن عثمان بن عفان قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :
استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فانه الآن يسأل )


والتثبيت من الله تعالى لمن يشاء من عباده بالقول الثابت عند سؤال الملكين منكر ونكير له ..
فاللهم نسألك القول الثابت في القبور عند السؤال وعند الاجابة

انتهى المشهد
غداً ألقاكم .. بإذن الله .. هذا إن عشت ليوم الغد
لا تنسوني من الدعاء
والسلام عليكم


...... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

الجيلالي محمد 09-15-2010 09:02 PM



اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة

ناريمان الشريف 09-16-2010 02:45 PM

اللهم آمين يا رب العالمين
أشكرك أخي الجيلالي
مع أطيب تحية


.... ناريمان

صادق فريد 09-16-2010 03:04 PM

جميل جدا اختي
شكرا لك وجزاك الله خير جزاء المحسنين


ناريمان الشريف 09-16-2010 06:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صادق المسعودي (المشاركة 20941)
جميل جدا اختي
شكرا لك وجزاك الله خير جزاء المحسنين


أخي صادق
سلام الله عليك ..
أهلاً بك في منابر .. وأشكرك على قراءتك


تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-16-2010 06:12 PM

معلومات الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 9 (1 من الأعضاء و 8 زائر)

سلام عليكم أيها الزائرين الكرام
أرجو أن يطيب لكم المقام هنا
كما أرجو لكم الفائدة


..... ناريمان

ناريمان الشريف 09-17-2010 01:31 PM


اللهم أحسن خاتمتنا ..
اللهم اختم لنا بخير
اللهم اجعل أحسن أعمالنا خواتيمها
وأحسن أيامنا آخر آيامنا في الدنيا

اللهم آمين يا رب العالمين
وصلى الله على محمد والحمد لله رب العاملين


.........

عبدالسلام حمزة 09-17-2010 03:10 PM



الأخت الكريمة ناريمان

جزاك الله خيرا ً على ما تبذليه من جهد , ورد ضمن سياق الحديث : ( فمن تفقد ميته في أول ليلة بشيء من الصدقة

والا فليصل ركعتين وليهد ثوابهما لميته , يرفع الله عن ميته ما يجد من الغم والوحشة في تلك الليلةويكتب الله للمصلين عبادة ستين سنة بقيامها وصيامه ) .


هذا الكلام يحتاج إلى دليل أختي , فلم يرد في السنة ما ذكر

من المعلوم أختي الفاضلة بأن القصاصين , أضافوا للدين ما ليس منه , ظنا ً منهم بأنهم يقدمون خدمة للدين

ولم يعلموا بأنهم ابتدعوا بدعا ً ما أنزل الله بها من سلطان

مهما كان الموضوع يجب أن يبنى على دليل إما من كتاب الله وإما من السنة الصحيحية

وكل ما سوى ذلك مردود على صاحبه , وهو آثم وليس مأجور , فقد شرع وأضاف لدين الله بعدما اكتمل .

لك شكري على جهودك , وأثابك الله على حسن العمل والنية .

ناريمان الشريف 09-17-2010 07:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 21446)

الأخت الكريمة ناريمان

جزاك الله خيرا ً على ما تبذليه من جهد , ورد ضمن سياق الحديث : ( فمن تفقد ميته في أول ليلة بشيء من الصدقة

والا فليصل ركعتين وليهد ثوابهما لميته , يرفع الله عن ميته ما يجد من الغم والوحشة في تلك الليلةويكتب الله للمصلين عبادة ستين سنة بقيامها وصيامه ) .


هذا الكلام يحتاج إلى دليل أختي , فلم يرد في السنة ما ذكر

من المعلوم أختي الفاضلة بأن القصاصين , أضافوا للدين ما ليس منه , ظنا ً منهم بأنهم يقدمون خدمة لللدين

ولم يعلموا بأنهم ابتدعوا بدعا ً ما أنزل الله بها من سلطان

مهما كان الموضوع يجب أن يبنى على دليل إما من كتاب الله وإما من السنة الصحيحية

وكل ما سوى ذلك مردود على صاحبه , وهو آثم وليس مأجور , فقد شرع وأضاف لدين الله بعدما اكتمل .

لك شكري على جهودك , وأثابك الله على حسن العمل والنية .


أخي عبد السلام
سلام الله عليك

سرتني ملاحظتك .. سأحاول البحث عن مصدر هذا الحديث
وأرجو مساعدتي في ذلك ..وإن شاء الله تعالى سأعود باليقين
علماً بأن المراجع التي اعتمدت عليها في تحضير هذه الحلقات ليست أية مراجع
ومع ذلك جل من لا يسهو
أشكرك


.... ناريمان

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:54 AM

اللهم إني أسألك حسن القول وحسن العمل وحسن الخاتمة
اللهم ارحمنا واسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا كريم
اللهم هون علينا سكرات الموت واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة

اللهم آمين يا رب العالمين
وصلى الله على محمد
والحمد لله رب العالمين


.......

عبدالسلام حمزة 09-18-2010 04:30 PM



الأخت الكريمة ناريمان , هذا ليس بحديث

وأليك بعض العنواين التي ربما تلزمك في تحضير المواضيع :

http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=007

http://www.dorar.net/enc/hadith

http://al-islam.com/Default.aspx?PageID=590

وتقبلي سلامي

ناريمان الشريف 09-18-2010 04:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 21950)


الأخت الكريمة ناريمان , هذا ليس بحديث

وأليك بعض العنواين التي ربما تلزمك في تحضير المواضيع :

http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=007

http://www.dorar.net/enc/hadith

http://al-islam.com/Default.aspx?PageID=590

وتقبلي سلامي

أخي عبد السلام
وعليك السلام والرحمة

الموضوع أصلاً جاهز ومحضر وسبق أن أذيع ..
والحقيقة أنا لا أستعين بما جاء على الشبكة العنكبوتية
فلدي من المراجع ما يكفي ...
ومع هذا سأعود إلى الروابط المرفقة

أشكر اهتمامك ...


احترامي وتقديري
....ناريمان

عبدالسلام حمزة 09-20-2010 02:42 PM


وينك ناريمان عم نستنى

سلامي لك والتقدير

ناريمان الشريف 09-20-2010 05:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 23065)

وينك ناريمان عم نستنى

سلامي لك والتقدير

أخي عبد السلام
وعليك السلام ...
لن تطيل الانتظار


بعد قليل المشهد التالي



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-20-2010 05:47 PM

المشهد الثالث والعشرون ( القبر)

السلام عليكم أيها السادة الأحياء الميتون عما قريب
وأهلا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر

البارحة دفن الميت في قبره.. ومضت أول ليلة من لياليه في القبر وهي أوحش الليالي وأقساها على الميت
فها قد سكنت القبر تجاور الأموات منتظراً النفخة الأولى يوم البعث والنشور

*حكي عن بعض الصالحين رحمه الله تعالى حضر جنازة
فلما وضعوها في قبرها وانصرفوا عنها -
وقف على قبر صديق له فناداه يا حبيب-
يا فلان الصديق – فلم يجبه أحد – فقال :
أحبيبي مالك لا تجيب مناديا أنسيت بعدي جملة الأحباب
فأجابه مجيب يسمع صوته ولا يرى شخصه يقول :
قل للحبيب وكيف لي بجوابكم وأنا رهين جنادل وتراب
أكل التراب محاسني ونسيتكم وحجبت عن أهلي وعن أحبابي
فعليكم مني السلام تقطعت مني ومنكم عقدة الأنساب

= روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
أرحم ما يكون المولى عز وجل بعبده اذا دخل قبره -
وتفرق الناس وأهله – فمن أكثر من ذكره وجده روضة من رياض الجنة ,.
وما من يوم إلا والأرض تنادي بخمس كلمات :
يا ابن آدم تمشي على ظهري ومصيرك الى بطني –
يا ابن آدم تضحك على ظهري وسوف تبكي في بطني
يا ابن آدم تفرح على ظهري وسوف تحزن في بطني –
يا ابن آدم تذنب على ظهري وسوف تعذب في بطني – يا ابن آدم تأكل الحرام على ظهري وسوف يأكلك الدود في بطني –
يا ابن آدم كم من محسود في حياته يود إذ نزل في حفرته لو كان كل ما جمعه وخلفه لأعدائه وحساده؟
فكم من تارك لعياله ما يصلحهم لمعادهم ويكون هو في قبره أو رمسه مثبورا -

أخي الميت عما قريب..
تفكر في تلك الأكفان وتغير الروائح وصولة الديدان ونهش العقارب والحيات
وجسدك تحت أطباق الثرى وفي الظلمات
وانظروا الى أحبابكم كيف بسطوا في الأرماس
وكيف عدموا الأناس والحراس
وكيف سكنت حركاتهم وانقطعت منهم الأنفاس .

= وتبدأ ديدان الأرض بالزحف على جسد الميت
وكأنها مدعوة على وليمة

فيروى أن أول ما تبدأ الديدان بأكله من جسد الميت الحدقتين وما هي إلا أيام حتى يصبح الميت جيفة ذا رائحة نتنة
تشمئز منها النفوس – وتأنف منها الأنوف –
ويمتلىء البطن بالهواء وينتفخ وينتفخ حتى ينفجر فتخرج امعاؤه وأحشاؤه ويجتمع هوام الأرض حوله ليأكلوا هذا الجسد المسجى في قبره
حتى لا يبقوا من جسده لقمة ويتحلل الجسم .

= ويروى عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه قال مرة لبعض جلسائه : لقد أرقت الليلة مفكراً
قال : وفيم يا أمير المؤمنين ؟
قال : في القبر وساكنه .. إنك لو رأيت الميت بعد ثلاث في قبره وما صار إليه
لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس بناحيته ولو رأيت بيتاً تحوم فيه الهوام وتخترقه الديدان ويجري فيه الصديد
مع تغير الريح وبلي الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب
قيل : ثم شهق شهقة خر مغشياً عليه

يا رب جد لي اذا ما ضمني جدثي** برحمة منك تنجيني من النار
أحسن جواري اذا أمسيت جارك **بلحدي فانك قد أوصيت بالجار

= ثم يذوب العظم في التراب – إلا عظمة واحدة هي عجب الذنب وهي عظمة العصعص –
حيث منها يعاد خلق الانسان وتكوينه من جديد يوم البعث حيث تعود كل روح للجسد التي كانت فيه قبل الممات
ويعود حيا من جديد للوقوف بين يدي الله تعالى يوم الحشر

فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
إن في الانسان عظما لا تأكله الأرض أبدا – فيه يركب يوم القيامة
قالوا : أي عظم هو يا رسول الله ؟
قال : عجب الذنب
- وعجب الذنب هي عظمة العصعص -
منها يعود الانسان يوم القيامة .

أخلق الموت جدتي ومحاسني البلى
صرت بين النعيم في منزل البعد والقلى
وجفاني أحبتي حين غيبت في الفلا

= وفي ذلك روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه خرج يوماً في جنازة
فلما دفنت قال لأصحابه : قفوا
حتى أتى على قبور الأحبة – فأتاهم فجعل يبكي ويدعو
اذ هتف به التراب فقال :
يا عمر ألا تسألني ما فعلت في الأحبة ؟
قال : وما فعلت بهم ؟
قال التراب : مزقت الأكفان وأكلت اللحوم وشدخت المقلتين – وأكلت الحدقتين – ونزعت الكفين من الساعدين – والساعدين من العضدين – والعضدين من المنكبين – والمنكبين من الصلب- والقدمين من الساقين – والساقين من الفخدين – والفخدين من الورك والورك من الصلب – فلما أراد أن يذهب – قال له التراب : يا عمر – أدلك على أكفان لا تبلى ؟
قال: وما هي ؟ قال : تقوى الله والعمل الصالح .

= نعم هكذا يفعل التراب بابن آدم –
يمزق الأكفان ويأكل اللحوم ويشدخ المقلتين ويلتهم الحدقتين وينزع الكفين من الساعدين حتى يصل الى الصلب –
ثم ينزع القدمين من الفخدين وهكذا حتى يصل الى الصلب –

= أيها المسكين – هكذا يفعل بك في قبرك -
فكيف تتمسك بالدنيا وتفخر على الناس بنفسك وما لديك وأنت في نهايتك جيفة ولا تملك لنفسك شيئاً
عجبت للإنسان في فخره ***وهو غداً في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة ***وجيفة آخره كيف يفخر
أصبح لا يملك تقديم ما*** يرجو ولا تأخير ما يحذر
وأصبح الأمر الى غيره ***في كل ما يقضى ويقدر

= الكل يأكله الدود ويتعفن ويصبح أنتن من جيفة
إلا البعض القليل فالصالح منا
لا تأكلهم ديدان الأرض ولا تمزق أكفانهم عنهم
وحكايات كثيرة تروى في ذلك بأنه عندما جيء بفلان الى قبره ليدفن مع فلان الميت منذ عشرات السنين –
واذ بالميت كما هو لم تقترب منه الديدان ولم تأكل منه شيئا

* وقال ميمون بن مهران :
خرجت مع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الى القبور
فقال لي : يا أبا أيوب – هذه قبور أبائي من بني أمية
كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في لذتهم وعيشهم
أما تراهم صرعى قد خلت بهم المثلات -
واستحكم فيهم البلاء
ثم بكى وبكى حتى غشي عليه
ثم أفاق فقال : انطلقوا بنا – فوالله لا أعلم أحد أنعم ممن صار الى هذه القبور –
وقد أمن من عذاب الله – ينتظر ثواب الله –

= هذا هو حال الآنسان كأن لم يكن شيئاً – عاش في الدنيا وكأنه لم يلبث فيها إلا ساعة ليس أكثر – يقول الله تبارك وتعالى في كتابه ( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم ) صدق الله العظيم
= نعم كأنها ساعة من النهار تعارفنا على بعضنا البعض ثم افترقنا وفرقنا الموت وشتت شملنا وهدم جمعنا فسبحان الذي قهر عباده بالموت

انتهى المشهد
ألقاكم غداً .. هذا إن عشنا ليوم الغد
لا تنسوني من الدعاء





...... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:22 AM

أذكروا هازم اللذات يرحمكم الله


.........

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:23 AM

اللهم نور علينا قبورنا واجعلها روضة من رياض الجنة
اللهم وسعها علينا
اللهم هون علينا سكرات الموت وخروج الروح

اللهم آمين يا رحمن يا رحيم
وصلى الله على محمد



......

عبدالسلام حمزة 09-21-2010 04:58 PM


الأخت الكريمة ناريمان , جزاك الله خيرا ً , والله نعم الموضوع موضوعك

ذكر الموت يسكن النفس الجموحة , وتهدأ من لهاثها خلف الدنيا وطول أملها

عسى ربي يا أختي أن يرحمنا في تلك الساعة , ويجعل آخر كلامنا من الدنيا , لا إله إلا الله

فالكل صائرون إلى ذلك الموقف , شاؤوا أم أبو , كرهوا أم أحبوا

حسبي الله ونعم الوكيل لذلك الموقف , حسبي الله ونعم الوكيل عند سكرات الموت , حسبي الله عند تنزيلي للقبر , حسبي الله عند نزول الملكين , حسبي الله عند السؤال

اللهم إني أستودعك على هذه الصفحة شهادة ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا ً رسول الله )

اللهم ارحم ضعفنا وعجزنا , فأنت أرحم الراحمين وأنت الغفار لمن تاب إليك , اللهم إني استغفرك وأتوب إليك ولا حول ولا قوة إلا بالله

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً

أختي ناريمان , بارك الله فيك ورزقك توبة قبل الممات وجعل خير أعمالك خواتيمها وخيرأعمالك يوم تلقين الله , الرحمن الرحيم

وأملي بربي أن يقول لك : يا أمتي يا ناريمان , أبشري , قد غفرت لك , وأحللت عليك رضواني ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً *

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي * ) اللهـــــــــــــــــــــــــــم آمين .

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 24018)
الأخت الكريمة ناريمان , جزاك الله خيرا ً , والله نعم الموضوع موضوعك

ذكر الموت يسكن النفس الجموحة , وتهدأ من لهاثها خلف الدنيا وطول أملها

عسى ربي يا أختي أن يرحمنا في تلك الساعة , ويجعل آخر كلامنا من الدنيا , لا إله إلا الله

فالكل صائرون إلى ذلك الموقف , شاؤوا أم أبو , كرهوا أم أحبوا

حسبي الله ونعم الوكيل لذلك الموقف , حسبي الله ونعم الوكيل عند سكرات الموت , حسبي الله عند تنزيلي للقبر , حسبي الله عند نزول الملكين , حسبي الله عند السؤال

اللهم إني أستودعك على هذه الصفحة شهادة ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا ً رسول الله )

اللهم ارحم ضعفنا وعجزنا , فأنت أرحم الراحمين وأنت الغفار لمن تاب إليك , اللهم إني استغفرك وأتوب إليك ولا حول ولا قوة إلا بالله

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً

أختي ناريمان , بارك الله فيك ورزقك توبة قبل الممات وجعل خير أعمالك خواتيمها وخيرأعمالك يوم تلقين الله , الرحمن الرحيم

وأملي بربي أن يقول لك : يا أمتي يا ناريمان , أبشري , قد غفرت لك , وأحللت عليك رضواني ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً *

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي * ) اللهـــــــــــــــــــــــــــم آمين .


الله الله الله !!!
اللهم اجعل كل ما دعوت به إلي عائد عليك
يا الهي ما أروع دعاءك ..و ما أجمل كلامك !
أقسم أنه أجمل كلام تلقيته منذ أن شاركت في المنتديات كلها حتى الآن
الله لا يحرمني من دعائك الطيب


تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 09-24-2010 10:23 AM


المشهد الرابع والعشرون (عذاب القبر)








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها السادة الميتون عما قريب
وأهلا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر-
وفي مشهد اليوم ستشاهدون عن بعد عذاب الميت في قبره القبر

= المؤمن بالله تعالى عليه أن يؤمن بأن عذاب القبر حق – هذا ما اتفق عليه أهل السنة – فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار- فانتهينا الى القبر ولما يلحد-
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة
وجلسنا حوله وكأن على رءوسنا الطير-
وفي يده عود ينكت في الأرض- فجعل ينظر الى السماء وينظر الى الأرض- وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثا
فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر – قالها مرتين أو ثلاثا – ثم قال: اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر ثلاثا

= قال المروزي : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل :
عذاب القبر حق لا ينكره إلا ضال أو مضل.
وقال حنبل : قلت لأبي عبد الله في عذاب القبر-
فقال: هذه أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر بها –كلما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اسناد جيد أقررنا به -
اذ لم نقر بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودفعناه ورددناه رددنا على الله أمره –
قال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه)-
قلت له : وعذاب القبر حق ؟ قال : حق- يعذبون في القبور

= قال وسمعت أبا عبد الله يقول : نؤمن بعذاب القبر وبمنكر ونكير وأن العبد يسأل في قبره –
قال تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) أي في القبر

= وعن ابن عباس رضي الله عنهما مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال :
انهما يعذبان وما يعذبان في كبير – أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة –
ثم أخذ جريدة فشقها بنصفين ثم غرز في كل قبر واحدة فقال لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا .

= ويروى أن أحد النباشين للقبور – نبش ذات ليلة قبرا فلما كشف عن الميت اذا بنار تحرق الميت فأهوت منها شرارة فهرب وتاب الى الله تعالى

= وروي عن هشام بن حسان أنه قال : مات لي ابن حدث فرأيته في النوم فاذا شيب في رأسه فقلت : يا بني ما هذا الشيب قال:
لما قدم علينا فلان زفرت جهنم لقدومه زفرة لم يبق أحد منا إلا شاب .
= مر عيسى عليه السلام بمقبرة فنادى رجلا فأحياه الله تعالى فقال عيسى : ما كنت تعمل في دار الدنيا –
فقال : كنت حمالا أحمل على رأسي وأتقوت فحملت ذات يوم لانسان حطبا فكسرت منه خلالا فتخللت به فلما مت أوقفني ربي بين يديه
وقال : يا عبدي أما علمت أن فلان اشترى الحطب بماله وأعطاك الكراء لتؤديه الى منزله فأخذت منه شظية لا تملكها استهونت بأمري -
قال الرجل :فسألتك بالله يا روح الله أن تشفع لي عند الله فانني في الحساب منذ أربعين سنة .

= وعن ابن مسعود رضي اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
أمر بعبد من عباد الله عز وجل أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة –
فامتلأ قبره عليه نارا – فلما ارتفع عنه أفاق – فقال : علام جلدتموني – قالوا : انك صليت صلاة بغير طهور – ومررت على مظلوم فلم تنصره .
= وصح في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أن الميت يعذب ببكاء – أو نواح أهله عليه -

= ويروى أن حسان بن أبي سنان كان لا ينام بالليل ولا يأكل سمينا ولا يشرب باردا- لأنه دائم التفكر في عذاب القبر -
فلما مات رؤي في النوم فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال: أنا محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردها لصاحبها .

= فاذا كان هذا يعذب بابرة استعارها من أحد أصحابه ولم يردها وهو من الورعين الأتقياء فما بالنا نحن – نأكل أموال الناس بالباطل –
ومنا من يأكل الربا وباله مطمئن وهو لا يدري أنه سيحشر في نهر من الدم ويلقم بالحجارة في فمه –
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث سمرة بن جندب في رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم واذا في النهر رجل سابح يسبح واذا على شط النهر رجل جمع عنده حجارة كثيرة واذا ذلك السابح يسبح ما يسبح
ثم يأتي ذلك الرجل الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر فاه فيلقمه حجرا فيسبح ثم يرجع اليه فغر فاه فألقمه حجرا –
ولما سأل رسول الله عليه السلام الملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام عنه قالا :
فأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة فانه آكل الربا –
= هذا حال آكل الربا يوم القيامة كما وصفه رسول الله عليه الصلاة والسلام في الرؤيا التي
رأها وحدث بها أصحابه – هذا غير العذاب الذي يناله في قبره

= روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال لجبريل عليه السلام ليلة الاسراء :
كفى بالموت طامة
فقال جبريل عليه السلام : ما بعد الموت أطم منه وأعظم-
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا يا جبريل ؟
قال : الملكان الأزرقان والأسودان يطآن
في شعورهما ويخرقان بأنيابهما بيد كل واحد منهما عود لو ضرب به الجبال لقلعها
من أصولها- أعينهما كالبرق الخاطف-
وأصواتهما كالرعد القاصف –
يبتلى بهما كل مؤمن وكافر فيأتيانه في قبره فيروعانه ويقعدانه ويعرضان عليه عمله –
ويريانه مقعده من الجنة او النار-
فقال عليه الصلاة والسلام : أما الكافر لهما أن يروعانه ويفعلان به ذلك – وأما المؤمن فكيف ؟
قال جبريل عليه السلام :
كذلك أمر ربك يامحمد – فأما الكافر فلا يجد من عذاب الله فترة ( لحظة راحة )
من حين يدخل قبره – وأما المؤمن فتكون له تلك الروع
(الخوف ) كفارة لما مضى من ذنوبه في الدنيا فاذا خرج من قبره خرج مغفورا له
ثم لا يرى روعة بعدها أبدا )

= وحكى ابن أبي الدنيا فقال : بينما راكب يسير بين مكة والمدينة اذ مر بمقبرة فاذا برجل قد خرج من قبر يلتهب نارا مصفدا في الحديد فقال :
يا عبد الله لا تنضح – يا عبد الله لا تنضح – قال وغشي على الراكب وعدلت به راحلته الى العرج- قال : فأصبح وقد ابيض شعره

= حكي عن الحجاج بن الأسود أنه قال : رأيت في المنام كأني دخلت المقابر فاذا أهلها نيام في قبورهم وقد تشققت الأرض عنهم-
فمنهم النائم على التراب ومنهم النائم على السندس –ومنهم النائم على الاستبرق - ومنهم النائم على الحرير-
ومنهم النائم على الديباج- ومنهم النائم على الياسمين والريحان-ومنهم النائم كالمبتسم في نومه – ومنهم حائل اللون –
ومنهم من قد أشرق نوره – ومنهم من اشتد كربه- ومنهم من اغتم في ضيق القبر ووحشته- فبكيت في منامي مما رأيت
وقلت : يا رب لو شئت لسويت بينهم في الكرامة –
فناداني مناد من بينهم – يا حجاج – هذا الذي تراه من تفاضل الأحوال إنما هي منازل الأعمال – ولكل امريء منهم ما قدم – فاستيقظ فزعا مرعوبا

تحرك إن قدرت وقم طويلا **فسوف يطول نومك في التراب
وحقق ما تقول فأنت عبد ** تساءل ثم تطلب بالجواب
وكفر ما عملت وكن مجدا ** وتب لله تسعد بالمتاب

ألقاكم في مشهد آخر
غداً بإذن الله هذا إن عشنا ليوم الغد والسلام عليكم




....يتبع
تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-25-2010 03:29 PM

اللهم نور علينا قبورنا واجعلها روضة من رياض الجنة
اللهم وسعها علينا
اللهم هون علينا سكرات الموت وخروج الروح
اللهم ثبتنا بالقول الثابت وألهمنا قول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
اللهم آمين يا رحمن يا رحيم
وصلى الله على محمد
والحمد لله رب العالمين


.............

ناريمان الشريف 09-25-2010 03:31 PM

أذكروا الموت في كل حين
وتذكروا أن الرحلة إلى المقابر .. كل منا سيشارك فيها يوماً ما
فلنستعد بزاد القبور

يرحمني ويرحمكم الله


........

حميد درويش عطية 09-25-2010 03:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 26371)
أذكروا الموت في كل حين
وتذكروا أن الرحلة إلى المقابر .. كل منا سيشارك فيها يوماً ما
فلنستعد بزاد القبور

يرحمني ويرحمكم الله


........

أختي ناريمان
هل يُمكن لكلمات الشكر ؟
أن تفيك ِ حقك ِ
و أنتِ تسجلين هذه الرواية
أو بالأصح هذهِ الملحمة
التي لا بدَ و أن نشاركَ فيها
يوما ًما
شئنا أم أبينا
كلا .. حتى لو أتينا معها بعبارات التقدير أيضا ً
و إني أتساءل
هل أستطيع الحصول على هذه الملحمة
عندما تكتمل فصولها ؟؟؟؟
و كيف ؟؟؟
تقبلي شكري و امتناني وتقديري

25 / 9 / 2010

ناريمان الشريف 09-26-2010 03:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 26385)
أختي ناريمان
هل يُمكن لكلمات الشكر ؟
أن تفيك ِ حقك ِ
و أنتِ تسجلين هذه الرواية
أو بالأصح هذهِ الملحمة
التي لا بدَ و أن نشاركَ فيها
يوما ًما
شئنا أم أبينا
كلا .. حتى لو أتينا معها بعبارات التقدير أيضا ً
و إني أتساءل
هل أستطيع الحصول على هذه الملحمة
عندما تكتمل فصولها ؟؟؟؟
و كيف ؟؟؟
تقبلي شكري و امتناني وتقديري

25 / 9 / 2010


أخي حميد
سلام الله عليك
وباركك ربي ..
كما أسلفت هذه المشاهد هي عبارة عن برنامج إذاعي أعددته وقدمته قبل عدة سنوات وأذيع أكثر من مرة عبر أثير إذاعة الخليل المحلية
وفي نيتي طباعته مرفقاً ب ( سي . دي ) بصوتي
وحالياً هو معروض طباعة في أكثر من منتدى
وعندما أقوم بطباعته سأخبرك .. وإن شاء الله يكون لك نصيب في نسخة
هذا إذا تلاشت الحدود وشاء الله أن ينشر في بلادكم

فائق التقدير لاهتمامك



تحية ... ناريمان

عبدالسلام حمزة 09-26-2010 08:21 PM


الأخت الكريمة ناريمان

جزاك الله خيرا ً , على ما بذلتيه من جهد في هذا الموضوع

سألت ربي أن يثبتني وإياك بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة .

حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم لك الحمد وإليك المشتكى , وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله

بتعرفي يا ناريمان , أحسن شيء أني أبدأ المنتدى بقراءة موضوعك , تهدأ نفسي وترتاح

عسى ربي يحسن الخاتمة ويجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله

وعسى ربي أن يعاملنا برحمته فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة

إنا لله وإنا إليه راجعون , وصل وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .


الساعة الآن 01:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team