بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ------------------------- إدمان السجود .................... إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن ، سواء كان في المسجد أو كان في المنزل .. فمن يقدم على هذه الخطوة ، يصبح مدمنا عليها ، مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض ، وتفرز مادة حمضية .. فإن تناولها لمرة واحدة ، لا يستطيع تركها .. فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة ، لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي : أي الإدمان الروحي ، والإدمان التكاملي ، في حركة من الحركات ؟.. إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ، ليست مجرد دقائق وسويعات ، بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود .. حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان ، هو الذكر في حال السجود .. وهو مقتضى قول النبي (صلى اللهُ عليهِ و أله ) : ( أقرب ما يكون العبد من ربه ، وهو ساجد ) .. فالسجود هو أشرف حركة بدنية ، وذلك لأسباب منها: أولا : لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض .. فالواقف شامخ بأنفه ، والراكع نصف التكبر خلق منه .. أما عندما يسجد فإنه يتكور ، ولعل أصغر حجم ٍ لبني آدمَ يكونُ أثناءَ السجود .. ثانيا : إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة ، والتكبر ، والكبرياء ، والعلو ، وهو في البدن يمثل القيادة .. فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود ، يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداً .. وكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس -وهو الموضع الذي يحاذي المخ ، وهو مكان التفكير - ألا وهي الجبهة - وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق ، وهو المخ المفكر- يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ، ألا وهو التراب .. يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم ، والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس ، يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض . فإذن ، إن الحركة هي بنفسها تواضعية .. بعض الناس يصلي صلاة الليل ، وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده ، فيكون جسمه في الأرض ، وروحه في السماء .. هذا العبد يباهي الله - تعالى - به الملائكة ، لأنه لم يلزمه بشيء ، بل هو ألزم نفسه .. عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) : ( يا أبا ذر !.. إنّ ربك - عزَّ وجلَّ - يباهي الملائكة بثلاثة نفر ـ إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجل قام من الليل فصلّى وحده ، فسجد ونام وهو ساجد ، فيقول الله تعالى : اُنظروا إلى عبدي !.. روحه عندي وجسده في طاعتي ) . إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها .. وعليه ، فإن السجود عملية مبارك ة.. ولكن ماذا نقول في السجود ؟.. إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي ، الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } .. هذا الذكر عجيب ، جامع لمعانٍ عظيمة ، منها : أولا : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } ، هو سيد الأذكار .. لم يقل : ( لا إله إلا الله ) ؛ لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب ، يخاطبه مباشرة ، يقول : يا رب ، أنا أخاطبك أنت مباشرة . ثانيا : { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ تنزيه .. أي أن ما حصل ، لم يكن جزافا!.. بل أنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي ببطن الحوت .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنة .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فكتبت عاقبتي .. وعليه ، فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !.. إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة ، لعله ذكره مرة واحدة ، ولكن بحالة يونسية .. فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ، ولو مرة واحدة في عمره ؛ عندها يرى الأعاجيب !.. منقول 27 / 8 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ----------------------------- ( الذكر الدائم ) .................... إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل .. فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان . كيف يذكر الإنسان ربه ؟.. هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم : أولا : المصيبة والبلاء .. إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة .. ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف ، فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان ، يذكر الله عز وجل ، يقول تعالى في كتابه الكريم : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } .. فإذن ، إن المصيبة تذكّر ، ولكن مادامت قائمة .. ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي، فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء . ثانيا: النعمة.. إن النعمة هي أيضا تذكر ، حيث يكون الإنسان في غفلة ، فيأتيه خبر مفرح مثلا : جاءه صبي ، أو مال ، أو فرج .. فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد !.. ثالثا : الاستفتاح بالتسمية .. إن الإنسان ليس دائما في مصيبة ، وليس دائما في نعمة .. لذا علينا أن نجعل الأعمال لله - عز وجل - دائما، مثلا : عندما يريد أن يذهب الرجل إلى المنزل ، فإن أول خطوة يقوم بها ، هي ركوب السيارة .. فبإمكانه أن يقرأ هذه الآية : { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } .. هذه الآية البعض يقرأها في الطائرة ، ولكن أيضا يمكن أن يقرأ هذا الدعاء عند الركوب في السيارة .. وعندما يدخل المنزل ، فليقل : بسم الله أدخل هذا البيت .. وهناك دعاء عند الخروج من المنزل : ورد أن الإنسان إذا خرج من منزله ، قال حين يريد أن يخرج : " الله أكبر ، الله أكبر ثلاثا " بالله أخرج ، وبالله أدخل، وعلى الله أتوكل " ثلاث مرات " اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير ، واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيته ا، إن ربي على صراط مستقيم " لم يزل في ضمان الله - عز وجل - حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه .. وعندما يريد أن يتناول الطعام ، يبدأ بالبسملة ، وينتهي بالحمد .. وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة .. وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، عن الله عز وجل : ( كل أمرٍ ذي بال ، لم يُذكر فيه بسم الله ؛ فهو أبتر ) .. فإذن ، إن كل الأمور الهامة ، هي من موجبات ذكر الله كثيرا . إن من آثار ذكر الله عز وجل ، غير إخراج العمل عن كونه أبتر ، أنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي .. مثلا : عندما يركب الإنسان الطائر ة، ويقول: بسم الله أفتتح سفري هذا ، سوف لن يعصي الله .. فالذي يلتفت إلى مضمون التسمية ، قهريا لا شعوريا ، لا يمكن أن يكون هذا العمل الذي باركه ببسم الله ، مقدمة لحرام يرتكبه . ما معنى بسم الله ؟.. في اللغة العربية : كل جار ومجرور ، لا بد أن يكون متعلقا بشيء .. مثلا : إذا قلنا : في الدار .. فإن هذه الجملة ناقصة ، ولا بد أن تقدر تقديرا بـ: مررت أو دخلت .. وهنا { بسم الله } جار ومجرور ، و{ الرحمن الرحيم } صفة للفظ الجلالة .. فالجملة ناقصة جدا ، ولابد أن نقدر ، والتقدير المعروف : أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم . منقول 28 / 8 / 2010 |
[بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ------------------------- ( تشتت الفكر ) ------------------ --- ن المصلين يشتكون من تشتت الفكر في الصلاة ، ولعل الخواص من الناس ، مبتلون بهذه المسألة .. وهناك شيء عجيب !.. أن الإنسان قادر على ضبط فكره في غير الصلاة ، كأن يقرأ دعاء طويلا وهو مقبل ، فإذا وقف للصلاة بين يدي الله - عز وجل - يذهب فكره يمينا وشمالا .. فما هو تفسير هذه الظاهرة ؟.. والأعجب من ذلك ليالي القدر، حيث أن المؤمنين من أذان المغرب إلى طلوع الفجر ، يتقلبون من إحياء إلى إحياء ، ولكن مجرد أن يدخل موعد صلاة الفجر، ويقف الإنسان ليصلي ركعتين ، يصعب عليه الالتفات ولا يضبطهما . أسباب تشتت الفكر : أولا : إن الله - عز وجل - لا يُدخل في دائرته الخاصة ، إلا من ارتضاه .. فالصلاة لقاء مع رب العالمين ، وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان .. في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة ، أما الصلاة فهي معراج المؤمن ؛ أي اللقاء الخاص .. ولهذا القرآن الكريم يقول : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } ، ومنها صلاة الفجر التي هي ركعتان ، ولكنها كبيرة على النفس ؛ إلا على الخاشعين .. وأما غير الخاشع - وهو أغلبنا - فهي كبيرة عليه .. كأن الله - عز وجل - لا يسمح لكل أحد أن يقبل في صلاته إقبالا خاصا. ثانيا : إن الشياطين تكثف جهودها على بني آدم حسب حجم العمل ؛ كلما كان حجم العمل كبيرا ويعتد به ، كلما كانت الجهود كبيرة .. مثلا : إنسان يريد أن يقرأ القرآن الكريم ، يأتيه الأمر : استعذ { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } هناك أمر بالاستعاذة .. والصلاة فيها قرآن ، وفيها ركوع ، وفيها سجود ، وفيها قنوت ، وفيها دعاء .. فالصلاة معجون متكامل ، والذي نفهمه أن المصلي لا يصل إلى الصلاة الخاشعة ، إلا بشق الأنفس .. عن النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) : ( فإذا أحرم العبد بالصلاة ، جاءه الشيطان فيقول له : اذكر كذا ، اذكر كذا !.. حتى يضل الرجل ، فلا يدري كم صلى) !.. فإذن ، إن هناك جوا شيطانيا يحيط بالقلب .. ولهذا أمرنا بالاستعاذة قبل قراءة الحمد في الصلاة ، والمؤمن قبل أن يكبر يستغيث بالله أن يعينه .. ومن أفضل ما يقرأ قبل الصلاة الواجبة : { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } .. وكذلك : ( اللهم ... اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين ) .. فالاستنجاد بالله وأوليائه قبل الصلاة ، من موجبات الإقبال فيها . منقول 29 / 8 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ------------------------- تعويض التقصير ------------------ إن الإنسان - بعض الأوقات - يخجل من صلاته ، إلى درجة أنه يقف بين يدي الله مستغفرا من صلاته .. مع العلم أن بعض الصلوات ليس فقط لا ترفع درجة ، وإنما قد توجب له إيلاما ، كما ورد في الروايات: ( بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ ، فَقَامَ ـ الرجلُ ـ يُصَلِّي ، فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ .. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : " نَقَرَ كَنَقْرِ الْغُرَابِ ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَهَكَذَا صَلَاتُهُ ، لَيَمُوتَنَّ عَلَى غَيْرِ دِينِي ) .. هو كان يصلي في مسجد النبي ، ولكن كيفية صلاته توجب التشبيه بنقر الغراب .. ما العمل ، فنحن صلاتنا - إلا من عصمه الله - فيها كل شيء ، إلا ذكر الله !!! .. إن هناك حلين كي يعوض هذا التقصير : أولا : التعقيب .. لعل هذا التعقيب اليومي من أجمل صور التعقيب : ( إلهي !.. هذه صلاتي صليتها ، لا لحاجة منك إليها ، ولا رغبة منك فيها ؛ إلا تعظيما وطاعة وإجابة لك إلى ما أمرتني .. إلهي !.. إن كان فيها خلل ، أو نقص من ركوعها أو سجودها ، فلا تؤاخذني ، وتفضل على بالقبول والغفران ، برحمتك يا أرحم الراحمين ) ؛ أي أنا يا رب لا أطمع في القبول ، ولكن لا تؤدبني بصلاتي هذه . ثانيا : السجود .. نعم الفرصة كي يعوض المصلي الركعات الثلاث أو الأربع ، تكون في اللحظات الأخيرة من مفارقة الصلاة ؛ أي في السجدة الأخيرة .. وبالتالي ، تتم المصالحة عند المغارة ، فإذا بلحظات من المصالحة أذهبت الضغائن .. إذن ، اغتنموا السجدة الأخيرة في الصلاة الواجبة .. فإذا أدركت الإنسان الرقة ، فليطيل في سجدته الأخيرة أكثر من الركعات الثلاث والأربع .. عندئذ تحقق الغرض ، فهو لعدة دقائق في سجدته الأخيرة يناجي ربه مستغفرا .. فلعل الله يقول لملائكته : عبدي هذ ا، عوض تقصيره في صلاته .. فالإنسان المشرف على النهاية معنوياته عالية .. فليكن السجود بعد الصلاة الواجبة أيضا ، سجود اعتذار بين يدي الله .. إذ أنه بالإمكان من خلال هذه السجدة أن ينفخ الروح والحياة في الصلاة الميتة ..... منقول 30 / 8 / 2010 |
أبدعت أخي حميد في نقل هذا الزاد زاد مبارك .. قرأت بعضاً منه .. وأعدك سأعود لأقرأ ما تبقى بوركت وسلمت يداك ..... ناريمان |
اقتباس:
طريقُ الآخرة ِ .. طريقٌ طويلٌ .. و طويل و هو جِدُ بعيد و مهما تزودنا بزاد التقوى لا يكفينا لقطع ِ هذا الطريق فلنُكثِر من هذا الزاد بكل ما أوتينا من قدرة ٍ بإذن ِالله ِ سبحانه فإنه ُ هو الغفورُ الرحيم باركَ اللهُ تعالى فيك أختي و جزاكِ خيراً و لنستمر بالتزود ِ من زادِ التقوى و اللهُ هو المعين تقبلي شكري حميد 31 / 8 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ------------------------- مقدمات الصلاة : ..................... فهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال ، لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة .. فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه ؛ من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب .. إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام ، يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية .. فكيف بلقاء جبار السموات والأرض ؟.. إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب : المقدمة الأولى : الإتيان إلى المساجد قبل الأذان ، ولو بفترة قصيرة .. وهذه الحركة هي علامة الشوق .. مثلا : إنسان يدعوك لبيته ، فتذهب مبكرا .. فهذا الذهاب المبكر ، دليل على أن هناك شوقا في البين . المقدمة الثانية : الإتيان ببعض المستحبات .. هناك فرق بين الواجب والمستحب : فالإنسان يقوم بالواجب ؛ خوفا من غضب الله ، أو طمعا في جنته .. ولكن الذي يأتي بالمستحب ، لا يأتيه بداعي الخوف .. فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب ، وإذا ما قام به لا يعاقب .. إذن ، ليس فيه خوف ، نعم فيه طمع .. وعليه ، فإن التقرب بالمستحبات ، من الممكن أن تكون من هذه الزاوية ، أقوى من التقرب بالواجبات . المقدمة الثالثة : الإتيان بركعتين بعنوان : تحية المسجد .. قد يقول قائل : كيف نحيي المسجد ، وهل هو موجود حي ؟.. هناك عدة أجوبة ، منها : أولا : إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد .. فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة ، وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة .. فإن بيت الله - عز وجل - أولى بهذه الملائكة .. قال رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ وسلم ) : ( إذا كان يوم الجمعة ، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة ، يكتبون الأول فالأول .. فإذا جلس الإمام ، طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ) . ثانيا : ما المانع أن نحيّي المسجد ، قال تعالى في كتابه الكريم : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } .. هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها .. هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح : فالكعبة لها روح ، ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول : ( الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك ، وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً ، وهدىً للعالمين ) . فإذن ، ركعتان قبل الصلاة الواجبة ، من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء . 31 / 8 / 2010 |
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
-------------------------------------- قال النبي محمد ( صلى الله عليهَِ و آله ِ و سلم ) : قال موسى : إلهي !.. أريد قربك ، قال : قربي لمن استيقظ ليلة القدر . قال : إلهي !.. أريد رحمتك ، قال : رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر . قال : إلهي !.. أريد الجواز على الصراط ، قال : ذلك لمن تصدّق بصدقةٍ في ليلة القدر قال : إلهي !.. أريد من أشجار الجنة وثمارها ، قال : ذلك لمن سبّح تسبيحةً في ليلة القدر . قال : إلهي !.. أريد النجاة من النار ، قال : ذلك لمن استغفر في ليلة القدر . قال : إلهي !.. أريد رضاك ، قال : رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر . 2 / 9 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ------------------------- العدالة الجوانحية ......................... إن المؤمن بين وقت وآخر يتفقد قلبه ، حيث أن هناك معاصي تصدر من الجوارح : معاصي النظر ، النظر إلى الأجنبية .. ومعاصي السمع ، الغيبة .. ومعاصي اللسان ، الفحش في القول .. فالمؤمن بعد فترة من المجاهدة ، - ولا أعتقد أنها مجاهدة مرهقة جدا - يصل إلى مرحلة العدالة الجوانحية ، بحيث يصح الإئتمام خلفه .. ولطالما قلنا لإخواننا المؤمنين : لا تفوتوا على أنفسكم ثواب صلاة الجماعة في المنزل .. حيث هناك الزوجة والأولاد ، والبعض له أحفاد يجتمعون عنده في الأسبوع مرة ، فلماذا لا يلتفت إلى هذه النقطة ؟.. إن ضبط الجوارح ليس بالصعب جدا ، ولكن المشكلة الأرقى - ونحن غير مكلفين بها شرعا - هي السيطرة على المعاصي الجوانحية .. فالجوارح تحت السيطرة : لك جفنان ، تغمضهما عند النظر إلى أجنبية .. عندك شفتان ، تطبقهما عند الغيبة .. لك أذنان ، صحيح لا تغلقان ؛ ولكن بإمكانك السماع لا الاستماع .. فإذن ، البصر واللسان والسمع ، بإمكان الإنسان أن يحترز بها عن المحرمات . ولكن المهم هو معاقبة الجوانح ، على تلك الحركات السلبية التي في أعماق القلب .. هذه الحركات غير محرمة ، من يقول : بأن الإنسان إذا تخيل الحرام أو الباطل ، بأنه يعاقب ؟.. ولكن هناك عبارة عن روح الله ( عليه ِ السلام ) ، بأنها كالدخان الذي يسود المكان ، فيزيل بهاءه .. إن من هذه الأدخنة التي تسود القلب، احتقار الآخرين .. على الإنسان أن لا يحتقر أحدا .. بل كل ما رأى أحدا يقول : هذا خير مني .. قد يقول قائل : هذه مبالغة !.. الأمر ليس فيه مبالغة ، عندما أقول : فلان خير مني .. لا باعتبار حاضره ، وإنما باعتبار خواتيم عمله .. فلماذا أجعل خاتمتي خيرا من خاتمة فلان ، مادامت الخواتيم مبهمة ؟!.. 2 / 9 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] : ------------------------- ( التعامل مع الدنيا ) ......................... إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا، على نوعين : هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل .. وبتعبير القرآن : { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } .. وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة ، وأهملوا الدنيا ؛ أي لا يشتغلون للدنيا ، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا ، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم .. وهذه أيضا حالة مرفوضة. إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) : ( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) .. إنه تعبير رائع جدا !.. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية .. والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفيرا ، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة .. ( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) .. من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟.. هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير : رأس ماله الدعاء ، والصبر .. أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام . فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة .. في عالم الزراعة : كلما اتسعت رقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول .. وكلما زاد المحصول ، زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .. وبالتالي ، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان ، تصبح نعم العون على الآخرة !.. إن الإمام علي ( عليهِ السلام ) يقول : ( واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً ) .. إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر ؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي .. أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة .. وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله - تعالى - يقول في كتابه الكريم : { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } ؛ فالموت والنوم أخوان قريبان .. من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟.. ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني ، وإليه النشور ) .. فالعبارة حقيقية !.. إن بعض الحجاج - مع الأسف - يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !.. من قال أنه سيوفق لذلك ؟.. لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع .. ومعنى قول الإمام علي ( عليهِ السلام ) : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) بعبارة أخرى : ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا ، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) .. مثلا : هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا .. وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا . 3 / 9 / 2010 |
الساعة الآن 10:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.