احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2449
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
01-27-2012, 09:28 PM
المشاركة 1
01-27-2012, 09:28 PM
المشاركة 1
Lightbulb نيكيفوروس فريتاكوس
( نيكيفوروس فريتاكوس )


( لولاك )

لولاك ما وجد الحمام ماء ليرتوي
لولاك لما فجّر الله النور في الينابيع
تتناثر الكلمات في مهبّ الرّيح
زهورا ورياحين
وفي حجرك من السماوات ماء تجلبين
ويتقاطر الضياء
ويجلّل هامتك قمر من العصافير
( عطاء الشعر )

لو لم تعطني الشعر، سيدي
لما أصبح لي شئ أحيا من أجله
هذه الحقول ما كانت ستصير ملكي
أمّا الآن ، فأنا سعيد بشجر الزيتون
وبالأغصان تنبثق من حجري
وتمتلئ راحتاي شمسا
وصحرائي أهلا
وبساتيني عصافير مغرّدة
***
الآن ، خبّرني كيف يبدو لك كل هذا ؟
أرأيت سنابلي ، يا سيدي ؟
أرأيت كرومي ؟
أرأيت كم هو جميل الضوء الساقط على ودياني
ولا زال لديّ من الوقت متسع !
لم أستصلح بعد يا سيدي كلّ أراضيّ
يحفر الألم بداخلي ، ويتعاظم قدري
أوزّع ضحكاتي مثل كسرة من الخبز
ومع ذلك أبدّد شمسك هباء
لا ألقى مما تعطيني أيّ فتات مهما ضؤل
لأنني أفكر في عزلة الشتاء القادم وبرده
لأنّ ليلي سيجيء ، لأنّه أضحى وشيكا ، يا سيدي
ويجب أن أكون قد أعددت كوخي
قبل أن أرحل معبّدا لرعاة الحبّ
( الفتات المتساقط )

خذ أيّ طريق تشاء
أصعد إلى أيّة قمة
أسأل أيّة شجرة تحلو لك
أتسمعني ؟ كل دروب الأرض توصل إلى قلبي
لا يبهرنّك النور فتنسى نفسك
هل تسمع ؟ تعال !
أجمع الفتات المتساقط
كي أرسل إليك كساء
علمت أنّك تشكو من البرد
أرتد يوم الفصح ثوبك الأخضر
سوف يجري الأطفال حاملين زهورا
ويطلع الحمام

( مرثية شجرة عجوز )
( 1 )

[justify]تارة بطيبة قلب ، وتارة بحماقة ، وتارة أخرى بذكاء ولباقة ، معتمدا على الكلمات أحيانا ، وأحيانا علـــــى الأحلام ، جرّب كل أوجه النشاط في عصره تقريبا .
كان شجرة عجوزا ، ورأى أنّ الكثير مما جرّبه سيدينه الزّمان ، لو أنّ الأمطار المفاجئة جاءت هادئة ، هكذا كانت الشجرة تقول ، بينما هي نفسها لم تكن تعرف أيّ الأغصان من أعماقها ستتجدد ، وتعدّ زهرا وأوراق .
على أنّ الشيء الذي لم يفهمه قط ، أنّه مضت تتكون بداخله طبقة صلبة من الآلام ، راحت تتساقط ألما ، ألما ، وتتراكم رويدا ، رويدا ، وبلا انقطاع .. شيء يشبه منجما من فحم الخشب سيذوب مثل الجليد يوما ، وعندئذ سوف تنبت بداخله ، وتغطي كل الأرجاء ، زهور سوداء .[/justify]

( 2 )

[justify]خطرت بباله أكثر من مرّة ، أن ينهض من كرسيّه ، ويهوي بقبضته على المنضدة ليحطمها بكل قوّة ، لكنه يعود هو ( الشجرة العجوز ) ويفكر .. لماذا يفسد هذه التحفة البديعة الصغيرة ؟ ، ما ذنبها إن كانت قد ولدت ضعيفة لا تقوى أن تفعل الكثير ؟ مثلا ، لِمَ لمْ تصنع كي تصبح خزّانا عند مسقط من مساقط عمرها ؟ غلاّ أنّها على الدوام ستظلّ في دنيا الله المخلوق الصغير ، ستظلّ على أيّة حالة تحفة من تحفه البديعة .[/justify]
( 3 )
[justify]كان يقول أنّه سيصلح البستان ، وكم من كلام فارغ قال ! .. كانت يداه معولين يهويان بإصرار على ورق كسفوح الجرانيت ، يزرع شجرا من أجل الأطيار ، وزهورا من أجل النّحل .. كان يعرف أنّ البرقوق يروق للأطفال ، والبرتقال للملائكة العابرة في الصباح .. كان يعرف ذلك .. ولكن من أين له الماء والشمس والخزّانات ؟[/justify]
( 4 )

[justify]يريد أن يتخيّل العالم ، كما كان آنذاك ، عندما كان يجري في الغرف الفسيحة ، ذات النوافذ التي تجعلك تظنّ أنّها الأفق ، متعقبا فراشة رقيقة ملوّنة ، تحسّ بدورها في ذلك البيت بالسماء ، أو مقتفيا أحد الأطيار كان يزوره ( ليس في وقت محدّد ، بل حينما يشاء ) يطوف مثل ملاك صغير في الغرف ( جبال عالية متناسقة في الأعماق ، وأدغال خضراء ، لا بيوت على الإطلاق ، غربان أو سحب صغيرة عابرة ، وأجراس ترن من قطيع جديان يرعى هنا وهناك ، ولا شئ غير ذلك ) .
هذا العالم تماما ، كما كان آنذاك ، يريد أن يتخيّله ، ممسكا رأسه بين يديه ، مملوء بالذكريات والشمس والنغمات ، مطلا على حيث تصطخب وتمور الهاوية الهاوية المظلمة .[/justify]

( 5 )
[justify]بعد ذلك بكثير ، أدرك أنّ روحه مفرق طريق غريب ، وطأته آلاف الأقدام ، وطبعت عليه آثارها مسامير أحذية ثقال وحفرت شتّى أنواع العربات بعجلاتها الضخام على أديمه الأخاديد .
مفرق طرق مليء بالطين المقيت ، معجون ببصاق خطباء ، ونفايات لاجئين عابرين ، ودموع شحّاذين ، يقفون طوال النّهار جامدين ، عميان يمدّون صفائحهم الصدئة مستجدين ، والسماء تهيل عليهم أمطارها ، فيذوبون بعد ذلك بكثير ، أدرك أنّه بحاجة إلى هذا الطين ، وأن كل ما يحدث كان حسنا أن حدث ، وأنّه ( حمدا لله ) عاش من العمر ستين ، وفعل أفضل ما بالإمكان أن يفعل : أحبّ النّاس حبّا شديدا .
ولا يهم إن أخفق بسبب هذا الطين ، الطين الذي أنعم به عليه ، كي يعجنه بضياء شمسه ، ويصنع نوعا جديدا من الإنسان ، على قمّة جبل الأحزان .[/justify]

( 6 )

[justify]كتب حياته ، وسلّم أوراقه للديّان ، لا يرفض الزّمان ( كما ترون ) ، يتلقى من أحد أوراق على أنّ الكثير مما يتلقاه ينبذه ، وإن كان بالبعض يحتفظ .. يدرسه باهتمام ، ويغربله ، ثم يدلي بحكمه ، لا يعرف أحد ابتداء بـأيّ صفة سيستقبله ( وذلك أنّ استقباله ) متهما ، أم شاهدا ، أم مدعيا .. وعلى أيّ حال ، فهو قد فرغ ، كتب حياته على الورق ، ووقّع على ما كتب ثم نظر إلى البحر وإلى الجبال ، وأنصرف يبحث عن مكان هادئ ينام فيه .[/justify]
( 7 )
مثل موجة تمزّق قلبها عند صخرة عالية ، لمع لحظة ثمّ حلّ الليل محلّه .

( نيكيفوروس فريتاكوس / اليونان )

[justify]• ولد الشاعر اليوناني المعاصر ( نيكيفوروس فريتاكوس ) عام 1911 في قرية ( اسبرطة ) من أسرة ريفية فقيرة ، نشر أوّل دواوينه عام 1929 ، يعتبر من جيل الثلاثينيات في الشعر اليوناني الحديث الذي قاده الشاعر اليوناني الكبير ( سيفيري ) ، لكنه لم يتأثر به ، ولم يأخذ بإتجاهه في الشعر ، إذ كان ( سيفيري ) ينحو إلى التجريبية ، بينما إلتصق ( فريتاكوس ) بالإنسان ونضاله من أجل الحياة ، كان واحدا من ثلاثة شعراء عارضوا النزعة غير الإنسانية ، الشاعران الآخران هما : ( رينسوس ) ، ( وتيميليس ) ؛ من دواوينه الشعرية : النزول إلى صمت الأزمان 1933 ـ الحرب 1936 ـ رحلة كبير الملائكة 1939 ـ مارغريتا 1939 ـ ثم طبعت أعماله الشعرية الكاملة في مجلدين : المجلد الأوّل تضمن قصائده حتى سنة 1951 ، وتضمن المجلد الثاني قصائده التي كتبت بعد ذلك التاريخ .[/justify]


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.