احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3203
 
هدير زهدي
من آل منابر ثقافية

هدير زهدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
27

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10589
11-28-2011, 10:39 PM
المشاركة 1
11-28-2011, 10:39 PM
المشاركة 1
افتراضي // انتقـــام القـــدر //
لم يكن صغيرا بالدرجة التي لا تعينه على إدراك الحب الحقيقي ، ولا كبيراً بالدرجة التي تشين به إذا أحب ..
ولكنه في كثير من الأحيان يعجز عن تحديد مشاعره وتفسيرها بدقة. كثر ما كان بعيدا كل البعد عن رؤية ملامحها بوضوح .. أو أنه كان يتعمد ذلك! ولكنه على كل حال لم يكن ينوي إيذاء أي شخص. ولكن كم أسقط من ضحايا في سبيل البحث عن الحب الذي يغنيه عن كل البشر .. كما يبرر!
فيجلس في نهاية كل قصة أمام محبته، دامع العينين، خافت الصوت، واضعاً رأسه بين كفيه .. وتجلس هي رابطة الجأش، متماسكة، محاولة منها أن تخفي ما يشتعل داخلها من لهيب يبدد كل أثر للأمــان، ويحطم كل أحلام اليقظة والمنـــام. ويهشم آخر ما تبق من القلب الجريح حين يقول :
"لم أجد فيك المعشوقة التي طالما حلمت بها!"
وتختلف ردود الأفعال من قصة لأخرى باختلاف البطلة .. فتبكي حيناً .. وتتذمر وتغادره أخرى .. وثالثة توبخه بألذع الكلمات .. ورابعة تلومه وتعاتبه ...
ولا مانع من بعض الأرق في تلك الليالي التي تتكرر مراراً بسبب بعض اللوم من المعاتب الخفي الذي يسمى "الضمير"! .. حتى يجد فريسة جديدة تدخل حقل تجاربه، وتأخذ ترتيبها الرقمي في مسلسل حياته .. وينسى كل ما مضى حين يفتن بجمالها، أو رقتها، أو لباقتها .. فيزعم أنه قد وجد مأمله .. ثم لا يلبث أن يكتشف أن عواطفه لم تخرج قط عن محيط الإعجاب! بينما تقع الفتيات في غرامه لكلماته المعسولة، واهتمامه البالغ الذي لا يدوم طويلا .. فتنكسر آمالهن الوردية!
وترددت كثيرا أصداء تلك الجملة، التي قد سمعها للوهلة الأولى من إحداهن اللاتي قد فهمنه حق الفهم :
"ستجد ضالتك يوماً فيمن تعذبك بجفائها"
فاضطرب لتلك الكلمات، وازداد الأرق ليلتها .. فلم تعد حينئذ مبرراته مقنعة، فعليه البحث عمن هي أكثر اقناعاً لفتياته، وأقل تأنيبا لضميره الذي يعكر عليه أحيانا صفو لياليه.
كان يخشى أن تتحقق تلك النبوءة، فيقرر ذات يوم أن يتوخى الحذر في علاقاته واختياراته .. ولا يلبث أن ينسى ذاك الأمر حين يتعثر في أحد الجميلات!
ولكن اختار له القدر ما هو أسوأ من ذلك وأعظم ألما .. وألقاه ذات يوم عصيب منهاراً بجوار جثة مضرجة بالدماء!
وكنت أنا ممن أفزعهم بكاؤه وحرقة نواحه .. فأسرعت وأمثالي من المارين نصنع – من دون اتفاق- حلقة دائرية عريضة حول ذاك المشهد المأساوي!
كان يدرك أنها قد لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن نطقت بالكلمة التي قد طال انتظارها – للمرة الأولى- من أول فتاة قد خفق لها قلبه حقا!
فأخذ يحيطها بذراعيه صارخاً عله يستطيع أن يحميها من صفعات الموت التي اصطفت روحها الطاهرة! وترسل يداه على جبينها أجمل عبارات الغزل والعشق، وتُوْدِع قبلاته على جبهتها روحه المهزومة لتسافر معها إلى حيث لا ألم ولا شقاء .. فالسماء رحبة بالقدر الذي يتسع لقلبيهما، وبيضاء بالقدر الذي لن يمزق نسيج سعادتهما!
ولكن اختارتها السماء من دونه لتتركه معذباً إلى جوار محبوبته الأولى، وقد أسلمت الروح ..
هكذا قص لي الشاب كيف ألقته آثامه إلى تلك المأساة ..
وقد اصطحبته إلى منزلي بعد أن فقد صوابه، وشرد في الضواحي بخطوات السكير. فكان يضرب الأرض عبثاً لا يدري لأي اتجاه يسير!
ارتعشت شفتاه وتلعثم لسانه حين مضى يصف براءة الأطفال التي لم تتوارى عن وجهها لحظة منذ شجار أول لقاء في أحد مراكز التسوق. لم يكن يتصور أن ينبض قلبه بالحب بعد مشاحنة مع إحداهن، ثم تصبح تلك التي أثارت غضبه .. معشوقته!
باغته الحب، وأخذ يشتعل بدرجات سريعة. وأفصحت عيناها عن الاستجابة لنداءات العاطفة. وكم تمنعت الشفتان عن كلماتٍ كادت ضربات قلبها الصاخبة أن تجهر بها! ولم تنكسر كل تلك الموانع والأسوار حتى سالت الدماء وأوشكت الروح على الصعود! فحررت جناحي حبها وأطلقته يغرد في عنان السماء بلا قيود، ونطقت بها في وهَن .. فلم تخفق شفتاه في الابتسام وسط انهمار الدموع، مودعاً قبلاته على كفيها، فبادلته الابتسامات .. حتى جمدت الأطراف بلا حراك، بلا نفس، فقط عينان مغلقتان، وجسد شاحب تناثرت على أطرافه البقع الحمراء!
وكثر ما سمعته وسط جموع المشاهدين من عبارات الشفقة والأسف .. وبعض الصياح الذي يتباعد حتى يختفي مناديا "الإسعــاف"..
ثم تضرب الكفوف بالكفوف في أسى، ويصيح آخر بعد أن سكن الجسد إلى الأبد : "المشرحة"
وها قد مرت ثلاثة أيام على الحادثة .. ومازلت أستضيفه في منزلي، ولا أجده مستيقظا بقدر ما أجده نائما! ..
أدركت أن ذلك الفتى طيب القلب، ويحمل بين ثنايا قلبه أحاسيس بيضاء .. ولكن عجزت الفتيات عن استفزاز هذه المشاعر النائمة للنهوض .. سوى المتوفــاة.
حاولت أن أوقظه منذ قليل خشية لأجله من طول ساعات نومه، فما قوبلت سوى بعينين حمراوين، وجملة تدعو للأسى :
"فضلا، لا تزعجني أثناء الجلوس معها"

هدير زهدي


بتاريخ :
26/9/2011



صرخاتك الصامتة .. لا يسمعها سواي .. تدوي في أذني .. أن خذيني بين أصابعك، وكفى بعدا !
تعثرت في طريقي بين حروف تخشى النور .. وأفكار متهتكة .. مبعثرة .. مفككة .. تهدي اللسان إلى شواطئ الصمت .. الصخبة !
ضجيج عالي .. يكتم الأفواه ويعقد الألسنة !
فنبذتني ... وهجرتني !
ماذا أصابك ؟! لم ينته مدادك بعد !
وماذا أصابني ؟! صمت افترش العقل فالقلب فاللسان !
اشتقت لصريرك بين النثر، وأنغام قوافيك بين مصاريع الأشعار
اشتقت اليك .... يا قلمي !

"هدير زهدي"

فريق القلم الحر "هنا"


قديم 11-29-2011, 01:50 AM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
لا تزعجيه أثناء الجلوس معها , فإني أسمعه يردد مع الشاعر
" أُعللُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ ولكنَ حالي عن هَوايَ يُترجمُ "

"وكنتُ خَلياً لستُ أَعرفُ ما الهوى فأصبحتُ حَياً والفؤادُ متيمُ . "

لا تزعجيه فقد انقطع حبل الأمل الذي كان يشده إلى مرح الحياة وصخب المسير من قلب إلى قلب ..

لا تزعجيه فقد بتر وريد الحياة منه وجف نبضه ..
لا تزعجيه ...
فكوابيس اللاتي أزعجهن تسكن روحه وتشد أذينة قلبه وتدق على بطينه نواقيس الألم والوحدة والفراق ... وربما التشفي ..
إنه يعاني الآن ..
قلبه الذي ضاعت في صحاريه الكثير من الأماني يكتشف أن بين كثبانه واحة نسي أن يحميها من عواصف القدر ..
قلبه الذي تحطم على صخور شواطئه أكثر من حلم يفتته اليوم موج الحقيقة ..
إنه يتعذب اليوم ..
سياط الألم تحرق مفاصل الذكرى فيه .. تؤلمها وتؤرقها ..
نار الأخريات تأتي على أخضر قلبه ويابس عمره وترميه إلى تنور العذاب ..
قد صدقت النبوؤة يا صديقنا وها أنت تنوء تحت العذاب الأبدي .
سيزيف أنت اليوم ..
ستحمل صخرة أوجاعك ولن تجد لك مستقرا ..
قد أحرقت صفحة أحلامك وذرتها رياح الموت ولم يبق منك إلا بقية من سطر تناثرت كلماته بين الألم والأمل .. بين الندم والوهن .. بين الأمس المشرق واليوم المظلم ..
قد تصدعت عرصات روحك الآن .. فمن يرممها ؟
من يقدر على حملها معك ؟ من يمسح جرحك ؟ من يواسي وحدتك ؟
هل تعود ذليلا للتي لم تجد فيها معشوقتك التي طالما حلمت بها؟
أتسلم قلبك للتي لم تقدر على فتح بوابات قلبك وبقيت تتخبط في محيط الإعجاب؟
أين ستوجه قلبك الجريح ؟
قد سكنك الوجع وغلّقت من حولك الأبواب وتحطم مفتاح قلبك على رصيف الأماني ..
فكيف نزعجك وأنت تسكن جثة خاوية إلا من ذكراها ؟
كيف نزعجك وقلبك يشكو النوى بين أضلع حطمها الفراق ؟

المبدعة : هدير زهدي
لله درك .. أثرت في قلمي الألم وأسلت مداده فألفيته ينعي هذا المفجوع بروحه التي سافرت وتركته جثة خاوية إلا من ندم ..
سلم مدادك أختي الفاضلة واعذري حرفي الذي تمرد وثرثر كثيرا ..
ودمت بود .







قديم 12-09-2011, 10:06 AM
المشاركة 3
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
روعة الاستاذة هدير زهدي

شاركته مصابه وتحسست ألمه,

نص ماتع قوي الصياغة والحبكة وأعجبتني القفلة,

بمختصر العبارة استمتعت هاهنا.

يسلموا الايادي.

مودتي وتقديري.

تحياااتي.

قديم 12-16-2011, 04:28 PM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة هدير زهدي المحترمة

تمكن كبير وتحكم في توجيه السرد بذائقة عالية . .
قد يكون الموضوع ليس بجديد . .
ولكنني وجدت المعالجة جديدة جداً علي . .

هذا العشق . . ذلك الشيء الغامض الذي يصيب في مقتل . .
لا ندري السبب . .
لماذا هذه الفتاة دون غيرها . .
قد لاتكون أجمل . .
وقد لاتكون مناسبة من نواح أخرى . .
ولكن العشق حين يأمر الروح فتطيعه دون أدنى اعتراض . .

عزيزتي . .
كتبت فأجدت وأمتعتنا . .
تقبلي تحيتي وتقديري . .
دام يومك هانئاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.