احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3366
 
غزلان هاشمي
أديبـة وأستاذة جامعية جزائرية

غزلان هاشمي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
20

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10517
11-27-2011, 10:30 PM
المشاركة 1
11-27-2011, 10:30 PM
المشاركة 1
افتراضي بيننا…….وبينهم
يكثر التساؤل اليوم حول مصير العالم والإنسانية في ظل نظام عالمي شمولي سياسته الإقصاء والإلغاء ،حيث تقصى الذات الفاعلة وتحل محلها ذات تسكنها الهواجس تفتقد التحديد،بل ويختمر القلق ليصبح لازمة كونية تغذيها كل مظاهر العدمية واندثار المعقولية،فينتج هذا الوضع أفقا متجاوزا يغفله التاريخ والواقع وتكون ديمومته مركزة على كل ما يغذي هذه المشاعر ،انه زمن اللامنتمي على حد تعبير ألبير كامي أين تخرج الايديولوجيا من قناعها المضروب ويحل محلها قناع الكونية ،أي خلق إنسان صفته عديم الجنسية أو متعددها وان كنت لا اقصد من هذه المصطلحات معناها المقابل في علم القانون إلا أن معناها يقترب من المعنى الفكري ويكاد يطابقه ،فالمعنى الأول تخلقه مراكز قانونية محددة أما المعنى الثاني ـ واقصد ما يندرج وفق الوضع الفكري ـ يخلقه الانخراط ضمن مخطط العولمة مما يخلق نوعين من الذات :ذات ترفض التاطير وفق أي مسمى فتكون كينونتها هاربة يصعب القبض عليها إذ هي في تواجد دائم داخل دائرة اللاانتماء واللامعقول واللاوجود،أي تعيش على هامش التجربة التاريخية تتعامل بسلبية مع الوجود وتحاول أن تسيره وفق أيديولوجيا الفراغ إن صح تسمية هذا الوضع بهذا المسمى . الذات الثانية هي ذات متعددة الأبعاد خصبة التوجهات والرؤى ،إذ تسهم في خلق جو يختلط فيه الخاص مع العام فتنتج ذات مشوهة تسير وفق تجربة فسيفسائية تحاول أن تحتضن الواقع بتناقضاته وإذ بها تمثل الواقع/اللاواقع الزمن/اللازمن المكان/اللامكان في الوقت ذاته.

من هنا انتقل الخيار من إيديولوجيا الفكر إلى إيديولوجيا الوسيلة أو السلعة ،وان افترضنا مع ميشال فوكو أن المعارضة ما هي إلا وسيلة تصنعها السلطة لتقوي بها وجودها ،فان الصرخات اليوم من داخل العالم المتقدم والهيئات العالمية ما هي إلا وسيلة تعزز بها هذه الدول وجودها ،أي تثبت بها العولمة اناها المتعالية وقدرتها على امتلاك الوجود بل واصطناع الحقيقة وفق منظور أصحاب القرار لا منظور الشعوب المخذولة دائما.أذن ساهم الوضع الموجود في هذه الدول بخلق الذات الأولى حيث في دعوتها انتصار للديمقراطية بينما تتخفى في باطنها فاشية التكنولوجيا المعاصرة ،همها الأوحد هو الإشباع مما يلغي الرسالة ـ رسالة الفرد في الكون ـ وتحل محلها المصلحة .

إن كانت الذات الأولى تمثل الغرب فان الذات الثانية تمثل الذات العربية،فبعد فشل المشروع القومي العربي أسفرت الأزمة عن وجود نوع من الأفراد حاولوا أن يموضعوا الذات داخل مشروع حضاري ادعى الكونية أو الالتفاف برداء الإنسانية والعالمية ،وكأنه الهروب من حالة الانتماء والارتماء في جو تتكاثر فيه الأبعاد استشرافا للامحدود وتطلعا إلى المحبة والمساواة والسلام العالمي على حد تعبيرهم ،لذلك لا نعجب اليوم إن وجدنا الإنسان العربي يحاول واثبات هويته بالمفهوم العكسي أي بمنطق الإلصاق والتمزيق :إلصاق الهوية بالمكان المحدود والذي يستحضر مفهوم التجنس وتمزيقها بل واستئصالها من الأنا الجمعية العربية.وحتى هذه الهوية تنقسم إلى هويات كل هوية تتبعها ثنائية الإلصاق والتمزيق ،أي كل شخص يحدد وجوده وفق منظور مكاني معين تربطه سلطة الزمان [عاش فيه فترة ]أو سلطة المكان [التواجد الفعلي ]فيحاول التنصل من الهوية المشتركة ليغذي هذا الوضع الحروب والتطاحن وكل أشكال العداء ،هذا معناه انه بالرغم من أن أصحاب هذا التوجه يدعون الكونية فهم يتمسكون بهوية محددة رغما عنهم هي هوية المكان كما قلنا أو الزمان ،وما التماهي أو المساواة أو الندية والمماثلة إلا ضرب من ضروب الخيال ،لأننا لو افترضنا ذلك فسيكون في الأمر خراب ودمار الإنسانية ككل إذ سيؤدي هذا الأمر إلى القضاء على الخصوصية ويدعو إلى النمطية الثابتة على حد تعبير انجلز،فالكون يرتكز إلى اللاتساوي والى التميز والخصوصية التي تضمن التنافس والإبداع وبالتالي استمرار الوجود.

وقد يقول القائل ما علاقة الهوية بالمساواة وأنا اقو ل أن افتراض اختلاف الهويات يستوجب التنافس من اجل إبراز الأفضل والأحسن ،وفي هذا دفع للحياة نحو التطور والتجدد بينما القضاء على الخصوصية ينبئ عن حالة العدمية والفناء ،إذ المنتج هنا يصبح لأجل المصلحة الآنية وما كان حاله هذا سارع إليه الاندثار والزوال عاجلا أو آجلا.

وهنا في الأخير اطرح تساؤلا أدعو فيه الجميع للإجابة عنه :أين سيتجلى الزمن العربي مستقبلا في الهوية أو اللاهوية ؟.


قديم 11-28-2011, 12:38 PM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أختي الكريمة / غزلان هاشمي

هي حالة من الفصام .. على المستويين الداخلي / والخارجي ...

وهو نكوص وارتداد لجذور قطعت ...

وهو انهزام على مستوى الشخصية .. وتمييع على مستوى الهوية ...


وفي النهاية هو بحث عن لونٍ واحد بين عدة ألوان مُزجت واختلطت ... فأنّى لنا إيجاد ذلك

اللون

هذا احترامي وتقديري

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 11-28-2011, 08:19 PM
المشاركة 3
غزلان هاشمي
أديبـة وأستاذة جامعية جزائرية
  • غير موجود
افتراضي تحيز الخطاب الاعلامي
الأستاذ عمر جميل الامتنان لمرورك الكريم ...ما نتمناه هو التعامل بحذر مع كل الخطابات ومنها الاعلامية والتي تحمل في طياتها منظورا أيديولوجيا وتوجها كولونياليا والرد عليها بمنجزات الذات لأنه لا حدود للتحيز ولن نسلم من تبعاته إلا إذا كنا في مستوى المواجهة...تحياتي الخالصة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بيننا…….وبينهم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوجد رجل بيننا! عبد الرزاق مربح منبر القصص والروايات والمسرح . 0 12-31-2020 01:25 PM
جميل وبثينة بيننا مصطفى الطاهري منبر القصص والروايات والمسرح . 8 01-10-2015 07:29 PM
جميل ما بيننا ندى يزوغ منبر البوح الهادئ 5 11-27-2010 04:22 PM

الساعة الآن 06:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.