احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2574
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
11-18-2011, 04:52 PM
المشاركة 1
11-18-2011, 04:52 PM
المشاركة 1
Angry السّلاح
( السّلاح )
[justify]كان السّلاح ، ولا زال ، التحفة الوحيدة التي لا نقتنيها لمجرّد الزّينة ، ولكننا نقتنيها بنيّة مسبقة ؛ بل ( ومبيّتة ) للاستخدام ، إنها دمية من طراز خاص تستهوي كما تستهوى الحسناء بفضول الإغواء ، بحجّة مريبة هي : الرّغبة في الدّفاع عن النفس !
وبما أنّ الحدود بين الدّفاع عن النّفس ونقيضه العدوان مجبولة بالميوعة بطبيعتها فإنّه من اليسير أن نجد أنفسنا بالمغالاة في الدّفاع عن النّفس ؛ أهل عدوان ، كما من اليسير أيضا أن نجد أنفسنا بالتقاعس عن الدّفاع عن النفس ، ضحايا !
في هذا البرزخ المائع تكمن خطورة امتلاك السّلاح ، فهو من جانب ضرورة ، وهو من جانب مقابل لعنة لا تقارن إلاّ بامتلاك السلطة أو قرينها المال ! .. ولهذا إنّ صخب هذه البدعة ( كما يقال ) لا يمتلك القدرة على حجب صوت القوانين فحسب عندما يطغى ، ولكنه داهية في خنق روح الشّعر أيضا ، بل وفي إماتة الأحلام !
إنه في حقيقته الأنموذج الأكثر أحقيّة في التعبير عن جدل المبدأ القدسي في صراعه الخالد مع نقيضه المجبول بالدنس ، أفلا يبدو السّلاح أداة منزّلة تنزيلا إذا استعملت دفاعا عن قضية ذات طبيعة ألوهية مثل الحريّة ؟ أفلا يبدو هبة ألوهية إذا رفع انتصارا لحقيقة ودحرا لهيمنة بهتان ؟ ولكن بالمقابل هل تستطيع اليد التي استمرأت استعمال السّلاح أن تتنازل بيسر فتتخلى عن السّلاح عندما تتحقق الغاية ويفقد السٍّلاح مبرر طغيان السّلاح بعد الانتهاء مما أصطلح على تسميته بالجهاد الأصغر في مقابل روح الانضباط المتمثلة في الجهاد الأكبر ؟ اليقين أنّ تجربة الإنسان في تاريخ صراعه ضدّ أخيه الإنسان برهنت على التحلّي بروح دموية تبدو فضيلة أخلاقية ( كالتسامح ) إلى جانبها خرافة لا تصدّق ، فالإحساس بالتفوّق الذي يغذّيه امتلاك السّلاح يؤجّج الشهوة للمضي إلى الأمام حتى بعد سحق العدوّ ليبدأ البحث عن عدو آخر يبرّر الاستمرار في استخدام السّلاح ، والتاريخ يحدثنا عن مراحل ترجمت هذه النزعة في حروب كثيرة ، سيّما تلك التي دامت طويلا فاستعمل فيها السٍلاح زمنا أطول كالثورة الجزائرية ( على سبيل المثال ) التي ما لبثت أن أستخدمت السّلاح ضدّ جارتها المغرب عقب الإستقلال مباشرة ، كأنّ روح الشّر الكامنة في فوهة السّلاح تخشى على الجذوة أن تنطفئ ! وحدث هذا في حروب الهند الصينية أيضا عندما هاجمت فيتنام حليفتها الصين ما إن تحققت غلبة ( الفييت كونج ) على أمريكا ثم على فيتنام الجنوب ، كما حدث مع ( الخمير روج ) في كمبوديا الذين دخلوا في حرب مع فيتنام عندما انتصروا !
السّلاح يحمل جرثومة مريبة ، لا أخلاقية ، عمياء ، لها القدرة على قتل الحلفاء والأصدقاء ، وحتى الأشقاء ، عندما تعدم عدوّا يستوجب القتل ! بل الأسوأ من هذه السليقة الخبيثة لهذا اللغز المميت المسمى سلاحا هو قدرته على توجيه الفوهة لصدغ صاحبه نفسه فيما إذا عدم وجود الأعداء ، أو الحلفاء ، أو الأخلاء ، أو الأشقاء ! .. وعلّ الأسوأ من كل هذا هو قدرته اللئيمة على قتل الذّات أيضا فيما إذا انعدم وجود صاحبها أيضا ، لأنها الآلة الوحيدة القادرة على الانتحار ؛ والأسوأ من كل هذا وذاك هو قدرتها على نحر كل ما استطاعت لنحره سبيلا عندما تنتحر ! .. والدليل أن البارود أو ( الديناميت ) عندما ينفجر لا ينسف نفسه وحده ولكنه لابد أن يلقم في طريقه القرابين أيضا ، وما يقال عن البارود أو ( الديناميت ) يقال عن فوهة أيّ سلاح آخر .
وتشيخوف لم يكن قاصّا عبقريا فحسب عندما نوّه بضرورة أن تُطلق البندقية في نهاية السيرة إذا قال الرّاوي في البداية أنّها معلقة على الجدار ، بل كان عبقرية في علم النفس أيضا لأن حضور السّلاح في أيّ محفل يستدعي حضور فجيعة ما لا في قانون القصّ وحده ، ولكن في العرف الدنيوي أيضا .. وهو ما يعني أن وجود السّلاح رهين بحضور المأساة ، لماذا ؟ ليس لأنّ الإرادة التي تستطيع أن تستخدمه أداة لمحو الحياة في حال أصيبت بلوثة جنون ، ولكن السرّ يكمن في الرّوح الرسالية لحضور الأشياء في نطاق الوجود ، فالقاعدة تقول : لا شئ يوجد عبثا إذا وجد ، وهو ما يعني أنّ لكل شئ احتلّ حيّزا في رحاب الطبيعة وظيفة مهما بدا تافها ، فكيف بسلاح كان منذ البدء مكيدة اشتركت في صنعها خلطة من عناصر الطبيعة الأربعة ؟ ألا يصير حضور السّلاح بعدها حضور لرسول الموت ، أو فلنقل أنّ رسالته التعجيل بحضور ذلك الشّبح الذي نخافه كما لا نخاف في الدّنيا شيئا برغم علمنا بأنّه سوف يأتي آجلا إن لم يأتي عاجلا ؟ في حضور السّلاح إذا حضور للموت ، وكلّما كان حضور هذا التنين أكبر قدرة على الفتك ، كلما نال الموت في حضوره فرصة أكبر ، أمّا إذا بلغ في وحشيته حدوده القصوى ( كأن يستعير خصال الانقسام اللانهائي ) فإنّ فرصة تحوّل الموت إلى العدم الفلكي تصبح يقينا ! .. وعلّ قيام الأمم بسنّ القوانين القاضية بتحريم امتلاك السّلاح كان وعيا بطبيعة المخلوق البشري الذي أعيته الوسيلة في ترويض النّفس الأمّارة بالسوء ، فكيف بترويض المارد اللعين القابع في قمقم كل قطعة سلاح ؟ ولم يكن الأوائل ليطلقوا مصطلح ( سلاح ذو حدّين ) على هذه الدّمية لو لم يلبوا نداء معبود مزدوج الهويّة تتجلى قيمته القدسية في القدرة على تحقيق الخلاص بقدر ما ينقلب شؤما بتلبيته لمشيئة أنفس تتلاعب بها أهواء أو جنون أو نوايا سوء .[/justify]

( إبراهيم الكوني / ليبيا )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 11-23-2011, 09:36 PM
المشاركة 2
إلهام مصباح
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
فالإحساس بالتفوّق الذي يغذّيه امتلاك السّلاح يؤجّج الشهوة للمضي إلى الأمام حتى بعد سحق العدوّ ليبدأ البحث عن عدو آخر يبرّر الاستمرار في استخدام السّلاح.
كلمة في محلها
السلاح عند بعض الناس كالإدمان،مرة بمرة لاتستطيع أن توقف نفسك عن استخدامه لأبسط شيء،بل وتفاجأ أنه من يتحكم فيك بعكس الحال المفترضه ويقودك بدل أن تقوده ولاتدري لأين!
السلاح وسيلة للدفاع عن النفس هذا صحيح ولكن يجب أن يعطى للعاقل.

تحياتي لك ولأبداعاتك ولهذا القلم السامي

قديم 11-24-2011, 12:53 AM
المشاركة 3
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
فالإحساس بالتفوّق الذي يغذّيه امتلاك السّلاح يؤجّج الشهوة للمضي إلى الأمام حتى بعد سحق العدوّ ليبدأ البحث عن عدو آخر يبرّر الاستمرار في استخدام السّلاح.
كلمة في محلها
السلاح عند بعض الناس كالإدمان،مرة بمرة لاتستطيع أن توقف نفسك عن استخدامه لأبسط شيء،بل وتفاجأ أنه من يتحكم فيك بعكس الحال المفترضه ويقودك بدل أن تقوده ولاتدري لأين!
السلاح وسيلة للدفاع عن النفس هذا صحيح ولكن يجب أن يعطى للعاقل.

تحياتي لك ولأبداعاتك ولهذا القلم السامي
* إلهام .. هي مقالة فلسفية قويّة عن السّلاح تهدف لدفع كل مسؤول للتبصر والحكمة بالتعامل معه حتى لا ينقلب لمعول هدم .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.