احصائيات

الردود
12

المشاهدات
6871
 
عبد اللطيف غسري
شاعر ومترجـم مغـربي

عبد اللطيف غسري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
322

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة

رقم العضوية
7368
11-12-2011, 12:48 PM
المشاركة 1
11-12-2011, 12:48 PM
المشاركة 1
افتراضي قصيدة (الجرَسُ الخفي) تفوز بالمركز الأول
--------------------------------------------------------------------------------

فازت قصيدة (الجرَسُ الخفي) للشاعر المغربي عبد اللطيف غسري بالمركز الأول في مسابقة "ذهبيات أدبية 4" التي نظمها ملتقى الأدباء والمبدعين العرب.. إليكم نص الإعلان عن نتائج المسابقة:

الأخوة الأدباء ... الأخوات الأديبات

الآن يعلن نادي الأصالة للإبداع الأدبي انتهاء مسابقة ذهبيات أدبية 4 والتي بدأت فعالياتها من 22 أكتوبر وانتهت يوم 12 نوفمبر بفضل الله



النتيجة


نتيجة الشعر --- ذهبيات أدبية 4--- في الفترة ( 22 أكتوبر – 12 نوفمبر 2011 ):

درجات المتسابقين بعد الجمع والقسمة بالترتيب :

1- " الجرس الخفي " --- أ / عبد اللطيف غسري : 8.8
2- " عيون المها " --- أ / ثروت سليم : 8.25
3- " صبرت على هجرانك " --- أ / هيثم ملحم : 8.02
4- " هكذا تكلم زرادشت عند مقصلة الحب" --- أ / مهند التكريتي : 7.97
5- " عتاب واعتذار " --- أ / منتظر السوّادي : 7.7
6- " أحببت فيكِ صراحة الصّبار " --- أ / خالد شوملي : 7.37
7- " رسول البريّة " --- أ / محمود جودة : 7.3
8- " حدثيني " --- أ / مخلوفي أبو بكر : 7
9- " ستعرفين حين يفضحك الجواب " --- أ / محمد نجيب صهيوني : 6.95
10- " مشهد في عينيك " --- أ / عبد الناصر النادي : 6.72
11- " هذيان " --- أ / محمد جمال هنداوي : 6.12
12- "الربيع العربي " --- أ / محمد فهمي يوسف : 5.87
13- " مطر أزرق " --- أ / يحيى الحسن الطاهر : 5.5
14- " زمن الانتظار " --- أ / عبد الله السلمان : 5.12
15- " من داخل شباك التموين " --- أ / محمد قديح : 5.12

*** وبهذا يكون أ / عبد اللطيف غسري هو الفائز بالمركز الأول في قسم الشعر لهذه الفعاليات من ذهبيات أدبية 4 عن نصه " الجرس الخفي "



مبارك للفائز .. وتمنياتي بالتوفيق لبقية الأخوة في المرات القادمة
لكم مني فائق التقدير
.. والاحترام
تحياتي ..
نادي الأصالة فلإبداع الأدبي


إليكم رابط المسابقة:
http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...174#post747174

وإليكم القصيدة:

الجَرَسُ الخَفِيُّ
عبد اللطيف غسري


بِدَاخِلِي مِنْ كِنايَاتِ الأنَا جَرَسُ = مَعْنَى السُّكونِ بِهِ نَاءٍ وَمُلْتَبِسُ
يُدَقُّ حِينَ يَصُبُّ الغَيْمُ أحْرُفَهُ = رَذاذَ حَشْرَجَةٍ يَهْمِي بهِ الهَوَسُ
أيْنَ الوَمِيضُ وَهَذا الصَّدْرُ بَوْثَقَةٌ = حَمْرَاءُ مِنْ كُلِّ إحْسَاسٍ بهَا قَبَسُ
أيْنَ السَّبيلُ... مَسِيرُ الذاتِ هَرْوَلَةٌ = فِي مَهْمَهِ الليْلِ لَمْ يَفْطِنْ لَهَا العَسَسُ
إنَّ المَسَافاتِ فِي دَرْبِي مُجَنَّحَةٌ = يَكْبو على إِثْرِهَا البِرْذوْنُ والفَرَسُ
شَوْطًا قَطعْتُ وَشَوْطٌ كادَ يَقْطعُنِي = وَمُمْسِكٌ بِتلابِيبِ المَدَى النَّفَسُ
فَهَلْ أضَعْتُ بِجَيْبِ الوَقْتِ بَوْصَلَتِي = إنِّي لَأطلُبُ آثَارِي وألْتَمِسُ
وَما بَرِحْتُ مَكانِي قَيْدَ أُنْمُلَةٍ = وَما شَهِدْتُ زَمَانِي وَهْوَ يَنْتَكِسُ
أنا المَشُوقُ إلى ما فاتَ مِنْ زَمَنٍ = أطْلالُ قَلْعَتِهِ تَهْوِي فَتَنْدَرِسُ
هَذِي نسَائِمُهُ حَمَّلْتُهَا كُتُبِي = وكُلُّ حَرْفٍ بِها فِيهِنَّ مُنْطَمِسُ
لَكِنَّمَا الجَرَسُ المَخْبُوءُ فِي جِهَةٍ = مِنْ مَوْطِنِ الرُّوحِ يُغْرينِي بهِ الأنَسُ
يَهُزُّنِي كُلَّما أغْفَيْتُ عَنْ هَدَفِي = وَالكَوْنُ فَوْقَ مَرَايَا النَّفسِ يَنْعَكِسُ
وَلَسْتُ آنَفُ إنْ أسْرَجْتُ قافِيَتِي = إلى المُنَى، حَوْلَهَا مِنْ أدْمُعِي حَرَسُ
مِنْ أنْ أنامَ على أسْمالِ خاطِرَةٍ = أوْ أنْ يَكونَ طعَامِي التَّمْرُ والعَدَسُ
إذا يَضُخُّ المَدى فَوقِي غَمَائِمَهُ = مَاءُ التَّفَكُّرِ مِنْ عَيْنَيَّ يَنْبَجِسُ
أُجَالِسُ النَّهْرَ مَفْتونًا بِجِدَّتِهِ = لا يَسْتَحِلُّ خُدُودَ الضِّفَّةِ الدَّنَسُ
أُلْقِي بهِ زَوْرَقِي المَشْبُوبَ عَاطِفَةً = لعَلَّهُ عَنْ لِقائِي لَيْسَ يَرْتَكِسُ
لعَلَّ أشْرِعةَ الآتِي تَجُوبُ بهِ = أعْمَاقََ رُوحِي فَيَبْلوهَا وَيَنْغَمِسُ
تَمُرُّ بِي كَلِماتُ النَّهْرِ صَامِتَةً = صَوْتُ التأمُّلِ مَحْفُوفٌ بِهِ الخَرَسُ
[/CENTER]


قديم 11-12-2011, 01:14 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكيف لا تفوز قصيدتك وانت متنبي العصر الحاضر؟

مبروك

قديم 11-12-2011, 01:22 PM
المشاركة 3
عبد اللطيف غسري
شاعر ومترجـم مغـربي
  • غير موجود
افتراضي
وكيف لا تفوز قصيدتك وانت متنبي العصر الحاضر؟

مبروك
شكرا لك أخي الحبيب الأستاذ المبجل أيوب صابر.. هذِا من كرمك ونبل شيمك وحسن تقديرك للأدب والأدباء..
بوركت أخي وبورك قلمك..
كل عام وأنت بألف خير.

قديم 11-20-2011, 09:50 AM
المشاركة 4
منتظر السوادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قراءة في نص
الجرس الخفي
العنوان يحمل تناقضاً ظاهراً ، وإِنَّ هذا التناقض يؤجج الفجوة لدى المتلقي ، فيعْمل فكره وخياله باحثاً عن تأويلٍ مقنعٍ لكيفية التوافق بينهما ، لِأنَّ المتلقي يعلم أَنَّ الجرس يهزّ الجدران لا الآذان ، لكنّه في هذا النصّ خفيّ لا يسمعه الآخرون ، فهو جرس من غير صوت ، على الرغم من عمق رناته الاهتزازية لكنه يعمل بخفاء وصمت ، يبدو أنَّ العنوان موفق إلى حدٍّ بعيد حتى مع النغمة الموسيقية في القصيدة وسيطرة حرف السين الصفيري المهموس ، الذي يلاءم خفاء الجرس فكأن الجرس يهمس همساً ، أضف إِلى ذلك أنَّ العنوان يوافق المضمون بصورة تامة ، رغم هذا التوافق ألا إنَّ للقارئ وجهة نظر حول العنوان ، باعتبار العنوان هو العتبة الأولى التي منها نلجّ إلى عالم الشعر أو القصيدة فينبغي أن يحمل عنصرَ تشويقٍ يشدّ انتباه القارئ ويجعله مأسوراً حتَّى نهاية النص ، ومن ثمَّ لو كان العنوان " جرس خفي " لكان أكثر تشويقاً للقارئ لأنه نكرة مجهولة ، والتنكير يحتمل معنى التشويق ، لِيبحث القارئ عن معنى هذا الجرس ومدلولاته في النص ، وعندها يكسب المؤلف أول جولة له من الحرب ، على اعتبار القراءة حرب ، ساحتها النص ، وطرفيها القارئ والمؤلف .
مدلول النص أو الفكرة التي يريدها النص هي الحديث مع الذات وحديث النفس معه ، واتسمت النفس بالإيمان أو كان الطابع صوفي في اغلبه ، يلاحظ القارئ ألفاظا صوفية ؛ ( الخفي ، وميض ، السبيل ، الذات ، النفس ، المشوق ، الروح ، أسرجت ، التفكير ، التأمل ) هذه الألفاظ كست النص حلية أو لنقل نغمة عرفانية صوفية ، ومن ثم فالنص عميق الدلالة صعب المراس .
بؤرة النص هي حديث الذات ، وظهر ذلك جلياً في قول الشاعر : ( كنايات الأنا ، الجرس المخبوء في موطن الروح ، يهزني كلما أغفيت ) فالجرس هو حديث من أعماق الروح يهزُّ الكيان هزّاً ، ويرن كلما غفل البطل عن هدفه ، يعلو منه عتاب وتأبين إن أغمض عينه ، أو وضع آماله في غير موضعها ، فقال :( أسرجت قافيتي إلى المنى ) ، ويبدو أنَّ هدفه العودة تائباً إلى الله ، بدلالة الدمع ، فالدمع يرافق التائب في توبته ، وكذا يُلاحظ أَنَّ البطل في البيت السابق قال : ( أنا المشوق إلى ما فات من زمن ) فالندم يصحب البطل ، والتوبة أولها ندم ثم تسرج القافلة في الرحلة إلى الله تعالى ، ويمسك التائب وهو على ناقة التوبة بزمام الدموع ؛ دموع الندم على التفريط .
أيْنَ الوَمِيضُ وَهَذا الصَّدْرُ بَوْتَقَةٌ = حَمْرَاءُ مِنْ كُلِّ إحْسَاسٍ بهَا قَبَسُ
أيْنَ السَّبيلُ... مَسِيرُ الذاتِ هَرْوَلَةٌ = فِي مَهْمَهِ الليْلِ لَمْ يَفْطِنْ لَهَا العَسَسُ
نجد البطل يناجي نفسه ، يقارن حاله المتعب المهرول نحو الفناء المستعر بأحاسيس غريبة كثيرة من كل نوع ، والتي أرهقت القلب وجعلت منه بوتقة مستعرة حمراء تصهر الروح مرات تلو المرات ، وبما يرغبه من طمأنينة بيضاء مستقرة وتوقف تلك الهرولة في عتمات المجهول ، فهو يريد الوميض الذي يشق القلب ويغرس فيه النور وينزل فيه الغيث ويطفئ النار الهائجة بالأحاسيس المختلفة ، بعد هذا الوميض يريد الدرب الصحيح ليسلكه بصمت وتأمل ويترك الهرولة في العتمة ، ومن ثمَّ فيلاحظ القارئ أنّ النص موفق في تلازم الوميض مع السبيل فالنور هو الذي ينير الطرقات بل النور هو يغرس الاطمئنان في الفؤاد ومن ثم يسلك الدرب الصحيح ، يقول الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( النوم على يقين خير من عبادة على شك ) فالنور يغمر النفس ثم تسلك طريق العبادة مع تأمل كما جاء في آخر النص :
( تمر بي كلمات النهر صامتة ***** صوت التأمل محفوف به الخرس )
فعودة البطل مفكراً في عجائب خلق الله ، وصامتاً بأفضل أنواع الصمت إنّه التأمل ، والتفكير في الخلق خير من عبادة عمياء ، لذا فيُلاحظ أنّ البطل لما رأى العالم غائراً في الضبابية وعدم لوضوح ، بعد أن تغيرت الأَشياء رنَّ الجرس في أعماق الروح ليعود إلى نفسه باكياً ومفكراً على هذه الحال التي تعيشها الأمة .
أُجَالِسُ النَّهْرَ مَفْتونًا بِجِدَّتِهِ = لا يَسْتَحِلُّ خُدُودَ الضِّفَّةِ الدَّنَسُ
أُلْقِي بهِ زَوْرَقِي المَشْبُوبَ عَاطِفَةً = لعَلَّهُ عَنْ لِقائِي لَيْسَ يَرْتَكِسُ
لعَلَّ أشْرِعةَ الآتِي تَجُوبُ بهِ = أعْمَاقَ رُوحِي فَيَبْلوهَا وَيَنْغَمِسُ
الأبيات هذه تروي حال البطل ،لا بل هو يروي حاله ، ربما يرمز النهر إلى الحياة المتجددة والعلاقة بين الماء والحياة جلية ، وربما النهر رمز على الدنيا ، وتتجدد الحياة في الدنيا يوما بعد يوم ، ويبقى الإنسان مفتوناً فيها ، حتى حين . وقد رمز البطل إلى عيشه في هذه الحياة بـــ( زورقي ) انه سائر في الدنيا / الحياة ( النهر ) حتّى الموت ولقاء الله تعالى ، ويختم هذه الرحلة بترجٍ لتكون أعماق الروح مؤمنة ببلاء الله .
وهناك معنى آخر للنهر يبدو أَقرب للتأويل لدى المتلقي المسلم وهو أَنَّ النهر يراد به ( القرآن الكريم ) فالقرآن الكريم نهر تغرف منه البشرية العلوم النافعة والشفاء والأمن والطمأنينة ، أضف أن القرآن لا ينضب أشبه بالأنهار – إن جاز لنا التشبيه بل إنَّ النهر ينضب وكلام الله لا ينضب - والبطل في النصّ متعجب من تجدد القرآن عند كل قراءة ، ثم يلقي بنفسه بين آياته بعاطفة الحب والتلذذ ، عسى أن يكون اللقاء غير خاسر ، ثم يردف بـــ عَلَّ آيات القران تدخل أعماق الروح وتُغرس هناك ، وتنفعه يوم تبلى السرائر ، ويختم القول بأنَّ كلمات القران تمرّ على قلبي فيصمت متأملاً خاشعاً خرساً لله تبارك وتعالى ، لأَنَّه يطبق قوله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
في الختام أهمسُ لصاحب النص بأنَّ لديه عيوب في القافية

منتظر السوادي 25/10/ 11

قديم 11-20-2011, 10:11 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ منتظر السوادي

جميلة هذه القراءة النقدية والمهم انها نافذة وقد تمكنت فيها من النفاذ الى اعماق المعنى المقصود على ما يبدو. لكن شعر الاستاذ عبد اللطيف غسري يظل عميق ويحتمل اكثر من معنى في آن واحد.

قديم 11-20-2011, 11:13 AM
المشاركة 6
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مبارك لك أ. عبد اللطيف غسري هذا التميز
و نشكرك لأنك أعلمتنا بهذا
و نسخة من الخبر توضع في أخبار أعضاء منابر ثقافية في المجلة
كل التقدير
تحيتي

قديم 11-20-2011, 12:55 PM
المشاركة 7
منتظر السوادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بالتأكيد النص يحتمل أكثر من دلالة ، وهو نص غني ، واعطينا وجهة نظرنا من غير جزم ومن غير قطع ، وان الناقد الجيد من يتعامل مع النص كبنية لغوية لا على اعتبار صاحبه .
في الحقيقة رحلتي مع النص كانت ممتعة
لكم تحيتي

قديم 11-20-2011, 03:48 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ منتظر السوادي

انا طبعا لم اقصد التقليل من شأن قراءتك ولكنني قصدت عمق ما يقاله الاستاذ غسري.

لقد حاولت تقديم قراءة لها كما يظهر على الرابط ادناه لكنني توقفت في منتصف الطريق لانني لم اكن اعرف ان كنت على الدرب الصحيح ام لا. هنا القراءة التي قدمتها. سأحاول اكمال هذه القراءة في ظل نقاط الضوء التي اضفتها مشكورا:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread....5282#post95282

قديم 11-21-2011, 12:28 PM
المشاركة 9
عبد اللطيف غسري
شاعر ومترجـم مغـربي
  • غير موجود
افتراضي
قراءة في نص
الجرس الخفي
العنوان يحمل تناقضاً ظاهراً ، وإِنَّ هذا التناقض يؤجج الفجوة لدى المتلقي ، فيعْمل فكره وخياله باحثاً عن تأويلٍ مقنعٍ لكيفية التوافق بينهما ، لِأنَّ المتلقي يعلم أَنَّ الجرس يهزّ الجدران لا الآذان ، لكنّه في هذا النصّ خفيّ لا يسمعه الآخرون ، فهو جرس من غير صوت ، على الرغم من عمق رناته الاهتزازية لكنه يعمل بخفاء وصمت ، يبدو أنَّ العنوان موفق إلى حدٍّ بعيد حتى مع النغمة الموسيقية في القصيدة وسيطرة حرف السين الصفيري المهموس ، الذي يلاءم خفاء الجرس فكأن الجرس يهمس همساً ، أضف إِلى ذلك أنَّ العنوان يوافق المضمون بصورة تامة ، رغم هذا التوافق ألا إنَّ للقارئ وجهة نظر حول العنوان ، باعتبار العنوان هو العتبة الأولى التي منها نلجّ إلى عالم الشعر أو القصيدة فينبغي أن يحمل عنصرَ تشويقٍ يشدّ انتباه القارئ ويجعله مأسوراً حتَّى نهاية النص ، ومن ثمَّ لو كان العنوان " جرس خفي " لكان أكثر تشويقاً للقارئ لأنه نكرة مجهولة ، والتنكير يحتمل معنى التشويق ، لِيبحث القارئ عن معنى هذا الجرس ومدلولاته في النص ، وعندها يكسب المؤلف أول جولة له من الحرب ، على اعتبار القراءة حرب ، ساحتها النص ، وطرفيها القارئ والمؤلف .
مدلول النص أو الفكرة التي يريدها النص هي الحديث مع الذات وحديث النفس معه ، واتسمت النفس بالإيمان أو كان الطابع صوفي في اغلبه ، يلاحظ القارئ ألفاظا صوفية ؛ ( الخفي ، وميض ، السبيل ، الذات ، النفس ، المشوق ، الروح ، أسرجت ، التفكير ، التأمل ) هذه الألفاظ كست النص حلية أو لنقل نغمة عرفانية صوفية ، ومن ثم فالنص عميق الدلالة صعب المراس .
بؤرة النص هي حديث الذات ، وظهر ذلك جلياً في قول الشاعر : ( كنايات الأنا ، الجرس المخبوء في موطن الروح ، يهزني كلما أغفيت ) فالجرس هو حديث من أعماق الروح يهزُّ الكيان هزّاً ، ويرن كلما غفل البطل عن هدفه ، يعلو منه عتاب وتأبين إن أغمض عينه ، أو وضع آماله في غير موضعها ، فقال :( أسرجت قافيتي إلى المنى ) ، ويبدو أنَّ هدفه العودة تائباً إلى الله ، بدلالة الدمع ، فالدمع يرافق التائب في توبته ، وكذا يُلاحظ أَنَّ البطل في البيت السابق قال : ( أنا المشوق إلى ما فات من زمن ) فالندم يصحب البطل ، والتوبة أولها ندم ثم تسرج القافلة في الرحلة إلى الله تعالى ، ويمسك التائب وهو على ناقة التوبة بزمام الدموع ؛ دموع الندم على التفريط .
أيْنَ الوَمِيضُ وَهَذا الصَّدْرُ بَوْتَقَةٌ = حَمْرَاءُ مِنْ كُلِّ إحْسَاسٍ بهَا قَبَسُ
أيْنَ السَّبيلُ... مَسِيرُ الذاتِ هَرْوَلَةٌ = فِي مَهْمَهِ الليْلِ لَمْ يَفْطِنْ لَهَا العَسَسُ
نجد البطل يناجي نفسه ، يقارن حاله المتعب المهرول نحو الفناء المستعر بأحاسيس غريبة كثيرة من كل نوع ، والتي أرهقت القلب وجعلت منه بوتقة مستعرة حمراء تصهر الروح مرات تلو المرات ، وبما يرغبه من طمأنينة بيضاء مستقرة وتوقف تلك الهرولة في عتمات المجهول ، فهو يريد الوميض الذي يشق القلب ويغرس فيه النور وينزل فيه الغيث ويطفئ النار الهائجة بالأحاسيس المختلفة ، بعد هذا الوميض يريد الدرب الصحيح ليسلكه بصمت وتأمل ويترك الهرولة في العتمة ، ومن ثمَّ فيلاحظ القارئ أنّ النص موفق في تلازم الوميض مع السبيل فالنور هو الذي ينير الطرقات بل النور هو يغرس الاطمئنان في الفؤاد ومن ثم يسلك الدرب الصحيح ، يقول الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( النوم على يقين خير من عبادة على شك ) فالنور يغمر النفس ثم تسلك طريق العبادة مع تأمل كما جاء في آخر النص :
( تمر بي كلمات النهر صامتة ***** صوت التأمل محفوف به الخرس )
فعودة البطل مفكراً في عجائب خلق الله ، وصامتاً بأفضل أنواع الصمت إنّه التأمل ، والتفكير في الخلق خير من عبادة عمياء ، لذا فيُلاحظ أنّ البطل لما رأى العالم غائراً في الضبابية وعدم لوضوح ، بعد أن تغيرت الأَشياء رنَّ الجرس في أعماق الروح ليعود إلى نفسه باكياً ومفكراً على هذه الحال التي تعيشها الأمة .
أُجَالِسُ النَّهْرَ مَفْتونًا بِجِدَّتِهِ = لا يَسْتَحِلُّ خُدُودَ الضِّفَّةِ الدَّنَسُ
أُلْقِي بهِ زَوْرَقِي المَشْبُوبَ عَاطِفَةً = لعَلَّهُ عَنْ لِقائِي لَيْسَ يَرْتَكِسُ
لعَلَّ أشْرِعةَ الآتِي تَجُوبُ بهِ = أعْمَاقَ رُوحِي فَيَبْلوهَا وَيَنْغَمِسُ
الأبيات هذه تروي حال البطل ،لا بل هو يروي حاله ، ربما يرمز النهر إلى الحياة المتجددة والعلاقة بين الماء والحياة جلية ، وربما النهر رمز على الدنيا ، وتتجدد الحياة في الدنيا يوما بعد يوم ، ويبقى الإنسان مفتوناً فيها ، حتى حين . وقد رمز البطل إلى عيشه في هذه الحياة بـــ( زورقي ) انه سائر في الدنيا / الحياة ( النهر ) حتّى الموت ولقاء الله تعالى ، ويختم هذه الرحلة بترجٍ لتكون أعماق الروح مؤمنة ببلاء الله .
وهناك معنى آخر للنهر يبدو أَقرب للتأويل لدى المتلقي المسلم وهو أَنَّ النهر يراد به ( القرآن الكريم ) فالقرآن الكريم نهر تغرف منه البشرية العلوم النافعة والشفاء والأمن والطمأنينة ، أضف أن القرآن لا ينضب أشبه بالأنهار – إن جاز لنا التشبيه بل إنَّ النهر ينضب وكلام الله لا ينضب - والبطل في النصّ متعجب من تجدد القرآن عند كل قراءة ، ثم يلقي بنفسه بين آياته بعاطفة الحب والتلذذ ، عسى أن يكون اللقاء غير خاسر ، ثم يردف بـــ عَلَّ آيات القران تدخل أعماق الروح وتُغرس هناك ، وتنفعه يوم تبلى السرائر ، ويختم القول بأنَّ كلمات القران تمرّ على قلبي فيصمت متأملاً خاشعاً خرساً لله تبارك وتعالى ، لأَنَّه يطبق قوله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
في الختام أهمسُ لصاحب النص بأنَّ لديه عيوب في القافية

منتظر السوادي 25/10/ 11
شكرا لك أخي منتظر االسوادي على قراءتك واجتهادك المحترم في تأويل النص حتى ولو ابتعدت قليلا عن ما يرمي إليه الشاعر.. ولكنني أرى أن تعدد القراءات والتأويلات لأي نص يُعد إثراءً له ولا ريب..
غير أني لم أفهم قولك إن لدي عيوبا في القافية.. أنت ترى أن القافية سليمة والحمد لله ولا تكرار في مفرداتها ولا تنافر في ألفاظها.. رأيك يُحترم بطبيعة الحال.
إليك مني أجمل التحيات وأعطرها.

قديم 11-21-2011, 12:32 PM
المشاركة 10
عبد اللطيف غسري
شاعر ومترجـم مغـربي
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ منتظر السوادي

جميلة هذه القراءة النقدية والمهم انها نافذة وقد تمكنت فيها من النفاذ الى اعماق المعنى المقصود على ما يبدو. لكن شعر الاستاذ عبد اللطيف غسري يظل عميق ويحتمل اكثر من معنى في آن واحد.
أخي العزيز الناقد الأريب أيوب صابر..
أشكرك على متابعاتك القيمة وتعقيباتك الهادفة التي تهدف إلى العمل على سبر أغوار النصوص والوقوف على أسرارها وخباياها.. أشكرك أيضا على رأيك الجميل في شعري..
مودتي الدائمة التي لا تريم.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصيدة (الجرَسُ الخفي) تفوز بالمركز الأول
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020 ياسَمِين الْحُمود منبر القصص والروايات والمسرح . 43 01-30-2021 03:52 PM
القصيدة الفائزة بالمركز الأول ياسَمِين الْحُمود منبر الشعر العمودي 38 01-01-2021 08:38 PM
الشوق الخفي !! حامد أبوطلعة منبر الشعر العمودي 4 04-27-2019 04:02 PM

الساعة الآن 06:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.