احصائيات

الردود
15

المشاهدات
6175
 
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي


راما فهد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,398

+التقييم
0.30

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة
الاردن_عمان

رقم العضوية
10318
10-01-2011, 05:32 PM
المشاركة 1
10-01-2011, 05:32 PM
المشاركة 1
افتراضي حب وغصة
كعادتها كل صباح باكر؛ نهضت من فراشها بخفة ومرح ونشاط؛ فهي ابنة العشرين عاما؛ تختال في غرفتها بزهو وفرح؛ تطير من هنا إلى هناك كفراشة رشيقة تلاعب أكمام الزهر في الصباحات الندية؛ تطربها أصوات العصافير على نافذتها التي تستطيع من خلالها رؤية الآخرين في صباح كل يوم وهم يذهبون إلى أعمالهم جنبا إلى جنب مع خيوط أشعة شمس كل صباح؛ تكاد تميزهم دون أن تعرف أحدا منهم؛ فهي تراهم يوميا على هذا النحو وبنفس التوقيتات.

اليوم قد يكون هو الأكثر إشراقا وفرحا في حياتها وربما سيكون نقطة انطلاقها وتحولها لعالم أجمل؛ هو اليوم الذي حلمت به طويلا وحدّثت نفسها وصديقاتها عنه وبأنه سيأتي لا محالة وفق اختيارها ورغباتها؛ فالحب لا يمكن أن يكون في حياتها مجرد دمية تتلهى بها؛ سيكون حياتها التي ستجابه به كل الدنيا وستقف صامدة كقلعة حصينة أمام كل ما من شأنه أن ينغّص عليها لحظة جميلة من حبها وعشقها لهذا الذي رسمته في أحلامها فتبسمت الأيام لتراه ماثلا أمامها حقيقة لا خيالا.

اليوم قررت أن تضع حدا جميلا لهذا الانتظار الممل الذي لا ينذر بفرج قريب؛ فعقدت العزم على أن تكون هي البادئة فيما ترنو له نفسها وبأن تكون شجاعة لتضع النقاط الصحيحة فوق الحروف المتخمة بيأس الانتظار؛ وهل في هذا خروج على المألوف؟ إذن فليكن فسأمارس قناعاتي بمحض إرادتي؛ أأكبت حبي وألوذ محتمية بصمتي لأنني مثلما يقولون مجرد أنثى؟

التقته دون تخطيط أو سابق إنذار ؛ أثناء تسوقها في أحد المحلات التجارية ؛ أدركت أنه مهتم بها ويلاحقها بنظراته وهي تحاول القفز فوق رغباتها بألا تعطيه إشارة أو اهتماما قد يفهمه بطريقة أخرى؛ كانت تنظر إليه خلسة كلما أمكنها ذلك؛ فلقد شعرت بأنها تعرفه منذ زمن ؛ ملامحه مطابقة لكل ما رسمته في عقلها في كل أيامها وسنواتها الماضية؛ أخذت تفكر باسمه وبمكان سكنه وباقي تفصيلات حياته ؛ أنهت تسوقها وخرجت؛ نظرت إلى الخلف خلسة فرأته يتابعها بنظراته وبابتسامة تعلو محياه.

مضت أيام وهي تذهب إلى نفس مكان التسوق فتراه وكأنها على موعد مع الحلم الجميل الذي قد يصبح حقيقة في يوم ما؛ لم يكن يتكلم معها سوى أن نظراته المتلاحقة تتابعها في كل تحركاتها ونفس الابتسامة في اللقيا والوداع.

كان في غاية الجمال والروعة وكل ما فيه جميل سيما عيناه؛ طوله وشكله وهندامه؛ يهتم بمنظره وأناقته كأروع وأجمل ما يكون ؛ يبدو أنه لا يكبرها إلا ببضعة أعوام وأنه في غاية الوداعة واللطف؛لكن المشكلة الكبرى هو هذا السؤال الذي يكاد يقتلها ويميتها ويمزّق أحشاءها ولا تجد له جوابا: لماذا يصر على السكوت ولا يكلف نفسه عناء التفوه بكلمة أو حرف؛ لماذا لم يحاول أن يتكلم معي؛ يسألني أي سؤال؛ يسألني عن اسمي؛ رقم هاتفي..الخ.

حسنا؛ الساعة ما زالت السابعة صباحا وسأذهب ‘إلى مكان التسوق في الرابعة مساء؛ أخشى أن أذهب قبل ذلك فلا أجده ؛ قررت أن أعلن عليه الحب وليكن ما يكون؛ أليس من حقي أن أبوح بالحب لمن أحب أو أن ألمّح له بذلك بإشارات خاطفة؛ أم أترك الحب وشأنه هكذا لرياح الأيام ؛ بلى سأكلمه أنا.

تمضي الساعات متثاقلة كعجوز انتابته الأمراض أو كغيمة سوداء مثقلة بالبرد؛ تحاول مع كل هذا الوقت الممل أن تلهو بشيء فلا تستطيع؛ فهذا الحب يأخذ منها كل تفكيرها وكيانها؛ تقف ثم تنهض وما تلبث أن تطل برأسها من النافذة ثم تعود إلى أريكتها أو سريرها؛ تذهب إلى المطبخ وتعاود المجيء إلى غرفتها.

ساعات لا تكاد تنقضي إلا بشق الأنفس ولا ينفع معها كل محاولات التلهي عنها؛ وعقارب الساعة تتجه بكل تثاقل إلى الثالثة عصرا؛ لبست أجمل ثيابها واستجمعت كل مخزونها من الجرأة والشجاعة؛ وصممت على أن يكون هذا اليوم مفصليا نحو غد مشرق؛ سأقول له: هنا ترتبك قليلا: ماذا سأقول له: أحبك.. لا ... مستحيل هذا كثير ومن المستحيل أن أقدم نفسي بهذه الطريقة الساذجة التي سيفهمها بطريقة سيئة.

أذن سأطلب منه معرفة اسمه ورقم هاتفه ؛ فالكلام على الهاتف سيكون أسهل بكثير؛ استقر رأيها على طلب رقم هاتفه؛ وسيأتي الله بالفرج بعدها.

الساعة الرابعة تماما بتوقيت حب جديد يخيم على كيانها ويأخذ كل تفكيرها؛ تدخل المكان؛ ها هو يستقبلها بنظراته الساحرة وابتسامته الجميلة المعهودة؛ لم تدع مجالا للخوف والارتباك ومزيد من الحيرة ؛ ذهبت إليه مباشرة؛ وقفت أمامه : مساء الخير.

لم يرد بشيء؛ أعادت تحيتها فابتسم محركا يديه وشفتيه دون صوت مفهوم لها؛ تقدم منها صاحب المحل: عفوا آنستي .. هل من خدمة ؛ أنت تتكلمين مع هذا الشاب .. هو ابني ولكنه أخرس ؛ هل أستطيع أن أقدم لك ما تريدين؟

لم تستطع أن تتلفظ بحرف واحد؛ وجوم وصمت وحيرة وارتباك؛ تلعثم في الكلمات القليلة للرجل: شكرا ..

غصة في الحلق وحب في الخيال يتحول بلمح البصر إلى سكين في الخاصرة؛ ودمعة تتلجلج في العيون ما تلبث أن تتهادى بحرارة؛ وسؤال يتحول إلى سائل يطرق أبواب القلوب تارة فتصده ليذهب إلى أبوب العقول: هل عندك استعداد للحب أو للارتباط بشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وهل كل ما ندّعيه في الحب وبأنه فوق الحسابات والشروط وخارج حسابات المنطق والممكن ما هو إلا محض افتراء وادّعاء؟


قديم 10-01-2011, 06:48 PM
المشاركة 2
مطر ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الحبكة رائعة جداً، انتظر القارئ في نهاية هذا المشهد المشوّق نهايةً تراجيدية كما اعتاد عليها، إلا أن الكاتبة حملته من غيبوبة الحبّ وسكّر الشبق إلى معاناة طبقة مهملة من البشر، يحملون أحاسيساً كما نحمل ولهم قلوبٌ قد تكونُ أكثر رهفةً من قلوبنا .. حملتنا الكاتبة المبدعة إلى الفكرة .. فقطفنها وتذوّقنا واستمتعنا ..
الأديبة الأريبة راما الفهد
من أروع ما قرأت هذا الأسبوع
مودتي وبالتوفيق
مطر

أمّي داليةٌ كلّما أتعبها الصيفُ .. كبُرَ الوَطنْ!
قديم 10-01-2011, 07:41 PM
المشاركة 3
سعد الشهراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
رائعــة تلك القصة ... ورائعة تلك الحكمــة ..

قرأتها كذا مرة .. ولكن لم يجد الملل الى نفسي مكانا من قراءتها مرات ومرات ..

كل الشكر لك

قديم 10-08-2011, 05:34 PM
المشاركة 4
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ مطر ابراهيم
ممتنة جداً لحضور حرفك السخي
واعذر تأخري بالشكر

هم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون الكثير منا لكن لا نقدم لهم سوى الشفقة والعطف

باقات جوري لــــ روحك

قديم 10-08-2011, 05:35 PM
المشاركة 5
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ سعد الشهراني
مرورك اسعدني جداً
شكراً واحدة لا تكفي
باقات من الياسمين لـــــ قلبك

قديم 10-09-2011, 11:51 PM
المشاركة 6
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة راما فهد المحترمة

لقد ضربت على وتر حساس . . يهرب منه الكثيرون . .
أصحاب الإحساس السوي يوقنون بأن الابتلاء هو من الله . .
وأن صاحب الاحتياجات الخاصة قد خلقه الله هكذا . . فلم الاستغراب ولم الهروب . .
أنت تشعر بالإحراج منهم لأنك مقصر معهم . .
إعرف حقهم . . ساعدهم . . واسيهم . . إدع لهم بالتوفيق . . إعمل أي شيء ينفعهم . .
الأهم أن تشعرهم أنهم مثلك أناس يعيشون معك على نفس الأرض وبنفس الحقوق . .

ما أعجبني هنا بعد إعجابي بالموضوع . . هو الأسلوب والحبكة . .
فقد صغت لنا قصة متكاملة غير متوقعة . .
وقفلة النهاية جاءت مناسبة وفي مكانها . .

عزيزتي . .
تقبلي تقديري واحترامي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 10-10-2011, 04:48 PM
المشاركة 7
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ الراقي احمد فؤاد صوفي

اشكر حضورك
ان سمحت لي بتعقيب بسيط
نحن يا استاذي نساعدهم ونقدم لهم العون وكل ما نستطيع فعله لهم
لا نبخل عليهم بشيء
الا مسألة الارتباط والزواج اجد الأمر جداً صعب

الف باقة ورد لـــ روحك
الوصول الى رضاكم هو اقصى امنياتي
مودتي واحترامي

قديم 09-23-2013, 05:48 PM
المشاركة 8
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

الأديبة راما
شرف كبير لي دعوتك ل اكون هنا وصدقا لأول مرة أقرأ هذه القصة
فما بين الحدث والسرد روح تتسامي وهي تكتب الحرف باتقان ومهارة
ولكنني أتسأل هل الحب كان كافيا للأرتباط بهذا الشخص
هل من الممكن ان يكون شريك حياتها..!!
هل من الممكن ان تقبل العائلة تحت ما يسمى العادات والتقاليد..!!
هل
وهل
وهل
والف سؤال يدور في الرأس ونجد أنفسنا عاجزين عن الرد
هل يتقزم الحب وينتهي عند كلمات مفقودة
هل تستطيع أن تقاوم كل الرغبات التي تجتاحها
هل تحول الحب الى شفقة
هل تستطيع ان تقول للأهل أريد ولإن كان لا ينطق

..!!!!

قصة القت الكثير من الأضواء على واقع معاش
وبدوري سوف أطرح قصة كنت قد كتبتها ذات مساء بعيد


واخيرا
القصة من حيث الشخوص والحدث والسرد والحبكة متقنة بدرجة امتياز

محبتي لك
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 09-23-2013, 07:16 PM
المشاركة 9
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

الأديبة راما
شرف كبير لي دعوتك ل اكون هنا وصدقا لأول مرة أقرأ هذه القصة
فما بين الحدث والسرد روح تتسامي وهي تكتب الحرف باتقان ومهارة
ولكنني أتسأل هل الحب كان كافيا للأرتباط بهذا الشخص
هل من الممكن ان يكون شريك حياتها..!!
هل من الممكن ان تقبل العائلة تحت ما يسمى العادات والتقاليد..!!
هل
وهل
وهل
والف سؤال يدور في الرأس ونجد أنفسنا عاجزين عن الرد
هل يتقزم الحب وينتهي عند كلمات مفقودة
هل تستطيع أن تقاوم كل الرغبات التي تجتاحها
هل تحول الحب الى شفقة
هل تستطيع ان تقول للأهل أريد ولإن كان لا ينطق

..!!!!

قصة القت الكثير من الأضواء على واقع معاش
وبدوري سوف أطرح قصة كنت قد كتبتها ذات مساء بعيد


واخيرا
القصة من حيث الشخوص والحدث والسرد والحبكة متقنة بدرجة امتياز

محبتي لك
[/tabletext]
سيدتي
المشاعر في مثل هذه الحالة يجب أن توضع في ثلاجة
لن تنفعها إذا إرتبطت به
لو كنت مكانها سأكون مع اهلي ولن أقف ضد رأيهم ...هم الأدرى والأعلم
يوما ما ستنقشع الغمامة وتظهر المشاعر الحقيقة اتجاه الشخص (المتحدي)
قد نعطيهم من المال والوقت العطف والحنان لكن شريك حياة لا أعتقد
ممكن يكون كلامي صعب لكن واقعي
علاقة مبنية على الشفقة حتما لن تدوووم
تحياتي لك واهلا بك هنا الف الف مرة
مودتي

قديم 09-23-2013, 11:20 PM
المشاركة 10
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
لا أريد أن أتطرق للبناء والوحدات وما إلى ذلك
لأني بصدد كتابة قراءة نقدية، عن بوحك أيتها الندية، ضمن نصوص أخرى من أهل منابر الأكارم.
لكني وددت أن أقف على الخاتمة / الضربة، وعلى اللغة الشعرية التي رُسِم بها النص.
فكلنا يدري أن القفلة أو الصعقة، هي من أسباب نجاح القصة القصيرة جداً.. لكنها أيضا هي دعامة مهمة من دعامات رصانة القصة القصيرة.
وهنا فوجئت بخاتمة، لايجيدها إلا محترف.. حيث أحبطت توقعاتي الأولى التي تكونت أثناء القراءة.. إذ توقعت أن تكون الخاتمة، أنه (البطل) شاب لعوب أو شيء من هذا القبيل.
أما اللغة، وهي من أهم أدوات الكاتب، وأقصد باللغة هنا، ألإنشاء، والتكثيف، والشاعرية.
فالنص حافل بلغة تضمنت كل هذا، وأكثر.
ولي عودة في القراءة الدراسية، وسأتناولكِ أنموذجاً للكتابة الحديثة، المنضوية تحت لواء الواقعية.
محبتي واحترامي.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حب وغصة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذكرى وعزة حرب غزة في عيدها الثاني آمنة محمود منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 01-14-2011 06:54 PM

الساعة الآن 05:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.