احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3426
 
أنس بن سليم الرشيد
من آل منابر ثقافية

أنس بن سليم الرشيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة

رقم العضوية
9807
09-27-2011, 09:18 PM
المشاركة 1
09-27-2011, 09:18 PM
المشاركة 1
افتراضي المنعطف الشكلي في الدراما السورية هل يُوقـِفُ قلم التاريخ عنده ؟
المنعطف الشكلي في الدراما السورية هل يُوقـِفُ قلم التاريخ عنده ؟
(بعد السقوط وتوظيف السخرية الأدبية )

ثمة منعطفات توقفت عندها عجلة الناقد لتاريخ الدراما السورية حينما يريد استعراض التاريخ استعراض المتعجل أو استعراض المتريث. فنجد أن الأحداث الفاصلة بالنوع استوقفت النقاد كثيرا غير عابئين بالأحداث الفاصلة شكلا فحسب.
فعند استعراض تاريخ الدراما عبر مراحله سيكون التوثيق بأهم حدث صنع تلك المرحلة النوعية ولا يُعبأ بما خرج من عباءته , وقد يكون الصانع أكثر من عمل .
فعمل مثل “ليس سرابا” لفادي قوشقجي يعد نقلة نوعية لاقتحام مرحلة التصارع الفكري داخل الحياة المجتمعية وتفاصيلها الدقيقة ناقلا الدراما إلى مرحلة متطورة , مرحلة الخوض في عوالم النفس التي تعج بالأفكار وتصارعها.
وعمل مثل ” فنجان الدم” يعتبر نقلة نوعية ومعرفية في الدراما البدوية.
لكن ماذا عن المنعطف الشكلي ؟
فمنذ أيام نهاد قلعي ودريد لحام … وحتى المرحلة المعاصرة هناك مشاريع درامية سنوية لم تصل إلى تأسيس نوعي بل هي منعطفات صغيرة , لكنها في رأيي تستحق أن توثق في المسيرة التاريخية وخصوصا حينما تكون الفكرة الشكلية الجديدة معضودة بشكل تكاملي من الفكرة مرورا بالسيناريو وانتهاء بالإبداع الإخراجي ..
طرحي هنا عن عمل درامي سوري بعنوان ( بعد السقوط ) انتاج 2010م وهو من تأليف غسان زكريا ، وسيناريو وحوار مجموعة من الكتاب، هم: عروة المقداد، وبلال شحادات، والدكتورة مي الرحبي، وشادي دويعر، وطلال مارديني، وعدنان الزراعي، ومن إخراج سامر برقاوي .
في رأيي أن هذا العمل قد أسس انتقالا شكليا ملحوظا في مسيرة الدراما من خلال توظيفه لظاهرة السخرية توظيفا لم يسبق إليه من خلال استخدام ( سقوط البناء) مسرحا للأحداث ..

ولهذا وأنا أتابع ( بعد السقوط ) تساءلت : (هل “بعد السقوط” أسقط ضوء التاريخ الدرامي عليه ؟ )
طَرحَ “بعد السقوط” مشكلة البنايات العشوائية بشكل مسرحي !
يعني أن الأحداث أخذت منحى الشرط المسرحي بثبات المكان فكان المسلسل مُعدا للتوظيف الساخر الذي اعتدناه على خشبة المسرح ؛ ولهذا فإن هذا العمل يُعد – في حدود علمي – أول من وظف “السُخرية” – وهو فن أدبي قديم - في مسرح الأحداث الدرامية التراجيدية وذلك من خلال
ثلاث مسارات :
المسار الأول :
السخرية بتوجيه الرأي العام وتهييجه, ضد من يقف وراء جُرم العشوائيات, وكل ذلك بصناعة درامية عالية.
المسار الثاني :
السخرية بالمفارقة بين الحياتين : حياة مَنْ هم أسفل البناء وحياة مَنْ هم أعلى البناء.
المسار الثالث :
السخرية من خلال استعراض حيوات – (جمع حياة) – الأشخاص ما قبل السقوط وحالهم بعد السقوط ( بتقنية الفلاش باك ) وشمل :
أ / السخرية من الموت .
ب / السخرية من تغير القدر الذي نستسلم له (في لحظات) .
أما المسار الأول وهو السخرية بتوجيه الرأي العام وتهييجه, ضد من يقف وراء جُرم العشوائيات: فيتضح المراد من خلال ما سأذكره عن محاورات الفيلسوف سُقراط لأفلاطون , فقد كان سُقراط يُخفي الذكاء ويتظاهر بالغباء وهو يحاور أفلاطون بغية الوصول إلى البرهنة على بطلان آراء الخصم بقصد جعل الطرف الآخر في المحاورة يُدلي برأي خاطئ يُضطر إلى تصحيحه بنفسه .
وبلاغة السُخرية هنا : أنه يسعى إلى نزع الثقة من الخصم وتنقيصه أمام الأشهاد.
وهذا ما حصل في ” بعد السقوط ” فإنه نزع الثقة من المسؤولين واحدا واحدا , وتنقصهم أمام الملأ في الإعلام .. دون أن يتفوه بكلمة .
بدأ العمل بانهيار بناء مؤلف من ستة طوابق، في كل طابق شقة. فبقيت مجموعة ممن كانت في البناء لحظة انهياره تحت الأنقاض هرعت قوات الدفاع المدني .. لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى البناء بسبب العشوائيات المبنية على غير هدى .. فهرع الضباط ابتداء من النقيب ( قاسم ملحو ) ثم تلاه العميد ( عبدالحكيم قطيفان ) ثم تلاه اللواء ( علي كريم ) ثم تلاه الوزير ( مظهر الحكيم ) .. !! وتصاعدت السخرية حينما فَضَّل هؤلاء المسؤولون أن يبقوا في أحد البيوت المجاورة للاستراحة , بينما أحد شباب الحارة يدعى مازن(شادي مقرش) كان في همّ مستمر باحثا عن حلول لمشكلة المفقودين تحت البناء … في مفارقة إنسانية واضحة .
وأما المسار الثاني وهو “السخرية بالمفارقة بين الحياتين : حياة مَنْ هم أسفل البناء وحياة مَنْ هم أعلى البناء” فذلك حين وصلت السخرية أقصاها حينما وجِهَت إلى هؤلاء المسؤولين أصغر المَطالب وهي أن يعلموا ماذا يكون في الأسفل؟ كيف التخطيط للبناء ؟ وكيف الوصول إلى المناطق التي يمكن أن يكون فيها أحياء ؟ وماذا ؟
وماذا ؟؟ ..

لكن الكاميرا تنقل لنا أن من تحت الأنقاض هم من يعلم
ماذا يحصل في الأعلى من خلال سماع المذياع ( الراديو )!!
فأصبحت القضية معكوسة ( وهذا هو عين السخرية المسرحية حينما تمضي الأحداث على عكس التوقعات )
وأما المسار الثالث :
فالسخرية من الموت حينما تُلم بالمرء مصائب فكيف تصح نظرته إلى الأمور .. فكانت السخرية إلى حد أن تتمناه سمية ( صفاء سلطان ) وتعتبره لذيذا . وكأن “سمية” هنا تسخر من الذين قتلوها بالفعل بسبب إهمالهم لهذه العشوائيات لتذكرنا بذلك الرجل الذي شارك في الثورة الفرنسية حين قال قبل إطلاق الرصاص عليه ساخرا من خصومه : (رصاصة واحدة تكفيني ودع الباقي لبريء آخر).
والسخرية من تغير القدر الذي نستسلم له (في لحظات)
فذلك من خلال ذكريات من هم تحت الأنقاض، حدثت قبل سقوط هذا البناء. وترتبط تلك المشاهد بما يجري تحت الأنقاض ..
وهي إشارة إلى أن الأمور الغيبية لا تصنع نفسها بدون أسباب تتقدم بين يديها … فالمستقبل نحن من نصنعه .. فكأن “سقوط البناء” رمزا للطموح الذي يجب أن يكون في النفس الإنسانية حينما تريد أن تغير وتصلح الأمور.. كبيرة كانت أم صغيرة فإنه لابد من أن يسعى في تغيير القدر الموجود في مخيلتنا من أنهُ قدرنا الأخير؛ ولهذا رأينا أن الانهيار أنقذ بعض الشخصيات من مشاكلها ما قبل السقوط .
ولا شك أن السخرية هنا تصدر عن نفس تجاوزت مرحلة الحقد إلى التفكير وإعمال العقل لهدف التقويم والإصلاح .


قديم 09-27-2011, 11:04 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قلما نجد اعمال نقدية جادة تعالج الانواع الادبية ولكننا نادرا جدا ما نجد اعمال نقدية تعالج الاعمال الدرامية من سينما وتلفزيون ومسرح وتتطرق الى عناصر الدراما وتارخيها وتطورها... لكل ذلك تكتسب هذه الدراسات التي تقدمها هنا اهمية استثنائية...

ارجو ان تستمر في هذا العطاء الجميل،،،

قديم 09-28-2011, 06:51 AM
المشاركة 3
أنس بن سليم الرشيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قلما نجد اعمال نقدية جادة تعالج الانواع الادبية ولكننا نادرا جدا ما نجد اعمال نقدية تعالج الاعمال الدرامية من سينما وتلفزيون ومسرح وتتطرق الى عناصر الدراما وتارخيها وتطورها... لكل ذلك تكتسب هذه الدراسات التي تقدمها هنا اهمية استثنائية...

ارجو ان تستمر في هذا العطاء الجميل،،،
أشكرك من الأعماق يا سيدي الكريم على هذا الإطراء . وأتمنى أن نكون عند حسن الظن .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المنعطف الشكلي في الدراما السورية هل يُوقـِفُ قلم التاريخ عنده ؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عوده الروح / بقلمي اسامه الحجاوي منبر القصص والروايات والمسرح . 6 02-20-2016 02:22 PM
أنت ((عوده)) رؤوف بركات منبر شعر التفعيلة 1 05-31-2015 03:57 PM
عند المنعطف ( ق ق ج ) حسام الدين بهي الدين ريشو منبر القصص والروايات والمسرح . 12 12-14-2014 03:11 PM
التعبيرية في الدراما - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-25-2014 06:21 PM

الساعة الآن 09:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.