احصائيات

الردود
0

المشاهدات
3748
 
أنس بن سليم الرشيد
من آل منابر ثقافية

أنس بن سليم الرشيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة

رقم العضوية
9807
09-24-2011, 11:09 PM
المشاركة 1
09-24-2011, 11:09 PM
المشاركة 1
افتراضي الولادة من الخاصرة تلد رواية تلفزيونية ليست من الخاصرة .. 1/2
عندما تريد أن تَـنـْقـُد عملا دراميا ستبحث – أولا – عن النص الذي هو اللبنة الأساسية لقيام العمل .. فإن كان ثمة نص فسيبدأ التشريح النقدي وإن لم يكن فاعلم أنه أقل من أن يُنقد نقدا مؤصّلا ! فما بُني على هشاشة سيكون هشّاً .. وليس بإمكان المخرج مهما كان مبدعا أن يصنع عملا خلاقا من خلال نص مهترئ .!
فعملية النقد الأدبي والثقافي تعني أن العمل بالضرورة وصل إلى أدنى درجات الإتقان .
في رأيي أن كل النصوص المُتقنة جيدا وعُرضت دراميا كان العرض الدرامي خيارا آخر كمن يأخذ رواية أدبية مكتوبة بإتقان فيقدمها للمشاهدين فهو هنا قدم النص عن طريق وسيلة أخرى .
لكن السؤال هنا .. هل حاول الناقد أن يتأمل في اللفظة المركبة ( رواية تلفزيونية )


في رأيي أن الأعمال الدرامية السابقة تفتقر لنص حقيقي تستطيع أن تطلق عليه رواية تلفزيونية .. بمفهومها المركب ..
نعم قد تكون رواية لكن ليست تلفزيونية ! إنما عُرضت تلفزيونيا .


في رمضان 2011م وقفت معجبا وأنا أرى ما قدمه الكاتب المميز سامر رضوان بعنوان " الولادة من الخاصرة " فقلت : الآن صار لدينا رواية تلفزيونية ..


فهي (رواية) ؛ لأنها احتفظت بعمق النص الأدبي متمثلا في الحكاية والشخصية والحبكة والخيال المبدع والإيقاع المتنوع بين السرعة والإبطاء.. وكلها بطول نَفَس تساوى أول الرواية مع آخرها .
وهي (تلفزيونية) ؛ لأن النص له إيقاع الصورة , فكان التعامل مع النص سجالا مرة بشكل فني ومرة بتعمق المضمون الأدبي .. فكانت الصورة تتبادل الخطاب مع النص حتى لكأنك في الحدث المصوّر من دون حواجز.


كما أن الولادة من الخاصرة هي تلاحم الرواية الأدبية مع الصناعة الإخراجية التي كانت مرآة دقيقة عكست الرواية كما هي بتخيلاتها .
لأن الذي سيفرق بين المكتوب والمُشَاهد هو الإبداع البصري . فوجدنا كيف ترْجمت الرواية بصريا .. وجدنا مخرجا (رشا شربتجي ) لديه ثقافة في الإبداع الأدبي فاستوعب المادة الثقافية فأخرجها كما هي ولم يشوهها لحساب الإخراج بل جانس بينهما فصار عملا استثنائيا .


قد يُسأل هنا : فالرواية الأدبية التي نقلت إلى التلفزيون لِمَ لا تكون رواية تلفزيونية؟
فبرأيي لأن العمل الدرامي الذي أصله رواية أدبية يعتبر مشوهاً لأن هناك شيئا مفقودا بينهما (بين العمل والرواية ) ! الرواية الأدبية لم تكتب لتصور تلفزيونيا ؛ ولهذا هي ممتلئة بالصور الأدبية التي تحاول أن تقرب الصورة للقارئ .
فلو أراد العمل التلفزيوني أن يأخذ رواية كُتبت للقارئ لا للرائي فإنه ( أي العمل التلفزيوني ) لابد أن يُخرج الرواية من عباءتها اللغوية ووصفها الأدبي إلى عباءة فنّية درامية ، ولكن لن يستطيع ذلك إلا إذا تم تجريد الرواية من أدواتها اللغوية ووضعهِا في إطار سردي يُناسب الصورة في فن الدراما .. وهنا يكمن الشيء المفقود ومهما حاولت سيضل العمل ممسوخا كما رأينا في (ذاكرة الجسد ) على سبيل المثال , كما أنه لابد من وسيط ثقافي يفهم المخزون الثقافي الذي كُتبت به الرواية لينقله للشاشة .


نأتي إلى نموذجنا ( الولادة من الخاصرة ) مما هو واضح أن العمل ينتمي إلى المدرسة الواقعية ..
الواقع في المسلسل هو من عدة زوايا .. كل ما نظر إنسان لزاويةٍ ما وجد واقعه . فقد تجد واقعك من زاوية ولا تراه من زاوية أخرى .
مهمة النص هنا أن يعجن هذه الوقائع ليخرج عملا دراميا فنيا يمثل الجميع, بتكثيف فني يفسر هذا التسارع في الأحداث فهذا واقع يتحدث عن حقبة مدتها طويلة وقد عُرضت في ٣٠ حلقة . كما ضمّ كتابُ "البداية والنهاية" التاريخَ .


لا نستطيع في عمل ( الولادة) أن نشير إلى شخصية معينة ونقول: إنها الشخصية الرئيسية التي حولها تدور معظم الأحداث ويتشكل العمل . فرواية الولادة من الخاصرة تحوي على عدد كبير من الشخصيات، منها المهمة التي تأخذ دورا مهما في الأحداث، ومنها الثانوية التي تلعب دورا اقل أهمية، أو دورا هامشيا. ولكن كل هذه الشخصيات معا تشكل هذا العالم الواسع الذي يرسمه العمل , بواقعية احترافية ,وروح الواقع في النص هو الوصف التحليلي لظواهر يراها المؤلف أساس المشكلات في المجتمع من خلال شخوص أبدع الكاتب بوصف ملامحها ونفسياتها بشكل عميق ، واضعا لكل شخصية من تلك الشخصيات نمطا واضحا تستطيع من خلاله تفسير المواقف الاجتماعية والانفعالية والعاطفية التي تجري عليهم .

سؤالي / بعد أن أُقِـر أن النص كان متقنا فنيا ,هل كان النص مخلصا لتفاصيل الأحداث في الواقع ؟
سيتبادر إلى الذهن مباشرة بأن نهاية( رؤوف ) كانت معبرة عن انتصار الجانب الأمني في الوطن العربي وهذا ما لا يتناسق مع الواقع الخارجي
والعبرة بالخواتيم التي قد نعبر عنها بالرؤية النهائية .. لا العبرة بما تم تناوله في أحداث العمل , إنما العبرة بماهية النهاية ؟


لا شك أن أمامنا في العمل ( واقع فني ) فليس بالضروري أن يكون حقيقياً تماماً فالواقع "الفني" يرتكز على رسم إبداعي لواقع مأخوذة سماته من الواقع الخارجي .


سيأتي سؤال / هل الواقع الفني المُستلهم من الواقع الخارجي من الممكن أن تكون نتائجه فنية من وحي خيال الكاتب فيعيد بناء العالم حسب الواقع المفترض أن يكون ؟

أم لابد أن يلتزم الكاتب بالنهايات الحقيقية المستلهمة من الواقع الخارجي ؟

طبعا رأينا أن الكاتب المميز سامر رضوان يرى أن الواقع الفني لابد أن تكون نتائجه كذلك فنية .. فيما يتعلق بالجناية القانونية التي تحكم البلد العربي ..
ومثال ذلك في معاقبة المقدم رؤوف وتطهير البلد منه ((فنيا)) أما في الواقع المرير فهو حر طليق يعبث في أوطاننا العربية .. ففي كل بلد عربي ( رؤوف ) .


ولكنه لم يُجْرِ النهايات الفنية في غير ذلك فها نحن نرى نهايات الشخوص الأخرى كم هي مأساوية ومتناسقة مع أحداث الواقع وبناء الشخصية في أول الرواية
فمثلا ( جابر ) شخصية تكونت وتصاعدت في مجتمع ليس فيه مقومات الحياة السعيدة للشخص المعدم فكانت نهايتها متناسقة مع عدمية المقومات.
و( أبو الزين ) انتهت به الحالة إلى سارق كي يبني بيته الذي أخذ منه .
و ( واصل ) إلى الانتحار .
و (سناء ) إلى السجن . وووو ...إلخ
فيعني أن الكاتب لا يتبنى النهاية الفنية على طول الخط .. فيجدر بالناقد أن يبحث عن مفاتيح لاختلاف النهايات ..


فيأتي هنا سؤال : هل هذه المحاكمة الأمنية التي رأيناها تخلو من تفسيرات ضمنية ؟


برأيي أن الكاتب رأى أن يُظهر المحاكمة ويخفي قراءات مفتوحة للنص تعبر عن الواقع ..


فمحاكمة( رؤوف ) كانت – برأيي - لسببين :
أولا / أن الإبداع الفني نتاج عقول متمردة ترفض التكيف مع عدم عقلانية الواقع وعدم عدالته الظاهرية . فكيف للعسكري الجاهل أن ينتصر على المثقف الواعي ؟!
ثانيا / تجاوز الرقيب الذي هو رؤوف نفسه ؛ ولهذا حين النقد لابد من التساؤل :هل كتبت الرواية في مناخ حرّ فرداني ؟ أم أنها كتبت في فضاء قمعي جمعي ؟

وهذا المناخ اتضح جليّا في آخر مشهد في المسلسل عندما ألقت (سماهر ) بسيناريو الولادة من الخاصرة ؛ لأن الرقابة رفضت قصة رؤوف العسكري الذي دمر وأهلك ..!!


وهذا يضع مهمة أمام الكاتب والناقد لابد أن يتفقان عليها فلا يلزم من الناقد أن يؤمن بما يؤمن به الكاتب .. لكن يلزمه أن يُحلل هذه النهايات إن كان لها دلالاتها الخفيّة المُشعرة بنهاية تختلف اختلافا تاما عمّا جرى في العمل ؟
برأيي أن النهايات الفنية استخدمها سامر بطريقة ذكية جَعل للتأويل مَطْرح ..
طَرَق الكاتب القضية السياسية محاولا وضع يده على الجرح ومن أين يأتي الخلل ؟
شخصية ( رؤوف ) استخدمت نفوذها السياسي - من جرّاء الحالة النفسية التي يعيشها- للوصول إلى مآربه كلها ولو كان على حساب الوطن .
فوضع الكاتب أمام المشاهد سؤالا مفاده :

كيف استطاع رؤوف أن يخترق القوانين دون أن يعلم عنه حتى رئيسه المباشر العميد مروان(رئيس الفرع) ؟


شخصية (سماهر ) = تمثل الجانب الثقافي الذي تسلط عليه ذلك السياسي.
فنحن هنا أمام صراع بين عسكري وشاعر ؟
النتيجة في الواقع العربي هي انتصار العسكري بلا شك .


هنا تظهر شخصية (المقدم فائز ) كرمز لنظرية التدافع .. فوجود رجل كالمقدم فائز في إشارة لنظرية التدافع , دفع الشر عن البلد بالخيرين .. وفي إشارة إلى أن يأخذ الخيرين بأيدي السفهاء .
لكن في زمن المجتمع المدني من هو ( المقدم فائز ) ؟ ليس شخصا بل هو القانون الذي لا يستطيع أن يخرقه رؤوف مهما كانت الوسائل .
ولهذا سنسأل : كيف تم فضح ملف المقدم (رؤوف) ؟


هل لأن النظام العربي متماسك بقانون لا يمكن أن تنفذ منه ممارسة شخصية لم تقع بالظروف التي وقعت بها شخصية رؤوف والظروف هي :
1/ وجود شخص نزيه مقابل لرؤوف وهو المقدم فائز ويرمز إلى قانون (التدافع ) أي لولا وجود فائز لدفع شر رؤوف لحصلت كارثة في المجتمع كبنية . = يعني المجتمع المدني يحتاج إلى قانون صارم لدفع الشر عن الأوطان .
2/ تضارب مشاعر رؤوف نحو سماهر فأطلق سراحها دون مراقبتها فقامت باستغلال منبرها (الشعري) لتفضحه على الملأ في الأمسية .
2/ أجرى اتصالا - ليخطط لعمل شبكة تهدد أمن البلد - من هاتف الجندي الذي يعمل عنده .
3/ وفاة والد سماهر بشكل غير متوقع .
4/ كُره العاملين في القطاع لرؤوف .
فهل نكبة رؤوف جاءت من تماسك النظام كبنية؟ أو من تصارع وتحاقد داخل النظام العسكري ؟! وأخطاء وقع فيها رؤوف كانت سببا في فضحه؟


كيف وصلت المعلومات إلى المقدم فائز؟
عن طريق العسكري الذي سجّل مكالمة رؤوف وكان يكرهه كرها شديدا.


لماذا استُنفر الفرع بأكمله لحل قضية سماهر وقيام اللواء للتحقيق بنفسه ؟
لأن سماهر لو أعلنت للإعلام قصتها ستعتبر إساءة للقطاع الأمني بأكمله ..


ليس من حقنا أن نقول (بثقة) : لأن من عاقبه كان نزيها لماذا ؟
لسببين :
الأول : لأن الشخصيات الأمنية الأخرى : ( العميد مروان ... اللواء ..)
لم تبنَ بناء متكاملا له ارتباط عميق في بناء الرواية فتلك الشخصيات باهتة . ارتباطها المهم في علاقتها مع الشخصية الأمنية الرئيسة (رؤوف) ولم يوضع لها خطا خاصا . كما أن هناك ما يُشعر بالذهنية الأمنية والمخابراتية لدى من عاقب رؤوف كقول مروان :
بس هذا ضابط !!
حتى المقدم فائز الذي اتضحت شخصيته أكثر نزاهةً يقول لسماهر يوم الأمسية : انت بتتكلمي عن ضابط ... إلخ .


الثاني : هناك إشارات تبين أن اللواء والعميد ليس لديهما همّ عام ..
فمثلا في الاجتماع للمجلس برئاسة اللواء .. قال المقدم فائز : لازم نخفف من الإجراءات التي كانت ناتجة عن بعض أعمال الشغب ؛ لأنه بتعرقل كثير من المعاملات بالبلد مثل تصاريح السفر , استدعاء بعض المسافرين لبلدان ثانية بعد ما يرجعوا للتحقيق معهم .. أنا أشوف أنه لازم تتخفف !
قال اللواء : ( هذي من شو زاعجتك ) !!!
لنتأمل لم يلتفت إلى الهم العام والرجل الأهم وهو المواطن .. بل قال : من شو زاعجتك أنت أيها العسكري .
ولهذا جاء رد المقدم فائز : لا . مو زاعجتني أنا شخصيا ! زاعجت المواطن .


فيعني أن هناك دافعا قويا لأن يُعاقب رؤوف .. لأنه لو لم يُعاقب لكانت إساءة للقطاع كله .


ماذا لو كان رؤوف محتاطا ولم يخطئ ؟
ماذا لو كان بدل (منصور عبود) جابر الضعيف المنكسر الذي ليس خلفه من يسنده كنقابة أطباء أو مسؤولين ؟
وبدل ( سماهر) زوجته الأخرى " كندا علوش" المستسلمة وليس خلفها منبر إعلامي ؟
كيف استطاع رؤوف أن يعمل كل هذه المخالفات التي اكتشفت من جراء التحقيق دون أن يعلم رئيس الفرع على أقل تقدير ؟ ولو لم تكن هناك مشكلة لما تم كشفه !!

هل للناقد أن يطرح هذا التساؤلات ليعطي مساحة لتفكير المشاهد في تخيل النهاية المفتوحة ؟ المفجعة التي تُظهر عالمنا العربي (بلا استثناء) بأنه ساحة يحكمها العسكري فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ؟!


فبطل الحكاية في الجانب السياسي هو الرمز المفقود ( القانون المدني الذي لا مذهب له ولا توجه )


للكلام بقية ولكن في جانب آخر في الرواية التلفزيونية ....


كتبها / أنس بن سليم الرشيد
أبو دريد



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الولادة من الخاصرة تلد رواية تلفزيونية ليست من الخاصرة .. 1/2
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محادثة في غرفة الولادة نهـاد الـرجوب منبر القصص والروايات والمسرح . 6 01-20-2021 08:33 PM
غرفة الولادة هي التي تقرر مصير القدس وليس ترامب عبدالحليم الطيطي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 03-23-2019 06:08 PM
غرفة الولادة هي التي تقرر مصير القدس وليس ترامب عبدالحليم الطيطي منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-08-2017 03:01 PM
سمات الأيتام قبل الولادة وخصائص مخرجاتهم الابداعية: دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 28 11-25-2015 03:12 PM

الساعة الآن 06:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.