احصائيات

الردود
1

المشاهدات
7226
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
08-05-2011, 11:24 AM
المشاركة 1
08-05-2011, 11:24 AM
المشاركة 1
افتراضي طرفة بن العبد
عبدالله علي باسودان


طرفة بن العبد.

هو عمرو بن العبد بن سفيان شاعر من فحول الشعراء، وقد جعله محمد بن سلام من الطبقة الثانية في كتابه "طبقات فحول الشعراء" يمتاز شعره بالبلاغة وسهولة الفهم وجمال تصويرالواقع بالرغم من صغر سنه. كان طرفة هجاءً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه، ولد في البحرين وتنقّل في بادية نجد و اسمه الحقيقي عمرو وطرفة لقب غلب عليه لبيت قاله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا
ولا أمير بالدار إذ وقـفــا

عاش طرفة يتيماً حيث فقد حنان الأبوة، إذ مات أبوه وهو صغير السن فكفله أعمامه إلاّ أنهم أساؤوا تربيته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه وإخوته فقال مقطوعته الشعريه الرائعة في سن مبكرة:

ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ
صَغُرَ البَنونَ، ورَهطُ وردة َ غُيّبُ

قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ
حتى تظلّ له الدماءُ تَصَبَّبُ

والظُّلْمُ فَرّقَ بينَ حَبّيْ وَائِلٍ
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلبُ

قد يُوردُ الظُّلمُ المبَيِّنُ آجناً
مِلْحاً، يُخالَطُ بالذعافِ، ويُقشَبُ

وقِرافُ منْ لا يستفيقُ دعارة ً
يُعدي كما يُعدي الصّحيحَ الأجْربُ

والإثُم داءٌ ليسَ يُرجى بُرؤُهُ
والبُّر بُرءٌ ليسَ فيه مَعْطَبُ

والصّدقُ يألفُهُ الكريمُ المرتجى
والكذبُ يألفه الدَّنئُ الأَخيَبُ

ولَقد بدا لي أَنَّه سيَغُولُني
ما غالَ"عاداً"والقُرونَ فاشعبَوا

أدُّوا الحُقوق تَفِرْ لكم أعراضُكم
إِنّ الكريم إذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ

يُعبّر طرفة كثيراً في شعره عن ظلم أقاربه وسوء معاملتهم له فظهر ذلك جلياً في شعره وفي ذلك يقول:

وظلم ذوي القرباء اشّد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنَّد

ويقول في تخلي رفاقه عنه:

كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلبٍ ما أشبه الليلة بالبارحة

هذه المعاملة من أقربائه جعلته متفرداً منكفئاً على ذاته متحللا من التقاليد الاجتماعية مندفعاً منذ شبابه الباكر في حياة الفروسية واللهو والمتعة.

ولد طرفه والشعر يجري في دمه، فهو لأب بكري وأم تغلبيه، فقد عاش في أسرة شاع فيها الشعر وقوله بين أفرادها مما يسّر له قول الشعر وهو صغير فقد كان والده العبد بن سفيان شاعراً وأخاً للمرقش الأصغر وابن أخ للمرقش الأكبر، وكانت أمه وردة أختاً للشاعر المتلمس جرير بن عبد المسيح كما كانت أخته الخرنق شاعرة أيضاً، وجده لأمه عمرو بن قميئة وهو الشاعر المشهور. قال الشعر منذ حداثة سنه وذلك أن عمه حمله معه في بعض أسفاره فنزل على ماء وكان عليه قنابر فنصب لها فخاً وقعد يومه لم يصد شيئاً ونفرت القنابر فقال:

قاتلكن الله من قنابر
مهتديات بالفلا نوافر
فلا سقين معين الماطر

ثم نزع فخه من التراب ورجع إلى عمه، فلما أرادوا الرجوع نظر طرفة إلى القنابرتلتقط حباً كان قد القاه لهن فقال:

يالك من قنبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي وأصفري
ونقري ما شئت أن تُنقِري
قد رحل الصياد عنك فابشري
ورفع الفخ فماذا تحذري
لا بد من صيدك يوماً فا صبري

وهذا يدل على موهبته المبكرة ونضجه الفكري، وقد برزت عنده ملكة النقد في سن مبكرة، وذلك أن المتلمس وقف ذات يوم على مجلس لبني قيس بن ثعلبة وطرفة يلعب مع الغلمان، فأنشد المتلمس هذا البيت:

وقد تناسى الهم عند احتضارها
بناج عليه الصيعرية مكرم

فصرخ طرفة منتقداً خاله المتلمس وقال جملته المشهورة "استنوق الجمل" أي خلط بين الناقة والجمل لأن الصيعرية توضع على عنق الناقة لا على عنق الجمل، فذهبت هذه المقولة مثلاً بين خلط الشيئين.
كان طرفة بن العبد معتزاً بنفسه مما جعله يتجرأ على أهله وذويه بعد أن حاولوا منعه من إسرافه في الشهوات، فلم تجد قبيلته وأهله سبيلاً إلى ذلك إلا الابتعاد و التخلي عنه فأحسّ بذلك وآلمه. هذا الانعزال والفردية من أقاربه وهي فردية كانت القبائل تنكرها وترى فيها إخلالاً بالعقد الاجتماعي القائم بينه وبين أبنائها والذي كان يفرض على شعرائها ذلك العقد الاجتماعي، عند ذلك ترك قومه وظل هائماً في الصحراء كما في قوله:

ولا غروإلا جارتي وسؤالها
ألا لنا أهل سئلت كذلك
تعيرني طوف البلاد ورحلتي
ألارب دار سوى حر دارك
وليس امرؤ أفنى الشباب مجاوراً
سوى حيِه إلا كآخرهالك

هذا الانعزال جعل ناقته هي الأنيس والملازم له في انطلاقه عبر الصحراء فكانت رفيقه الأمين وكان هوالآخرأميناً لها حيث صورها بصورة حية مطيلاً في وصفها لما وجد فيها من الأنس والعون، فكان بفضل ناقته أن طاف أرجاء الصحراء التي قذفته إلى بلاد اليمن وتجاوز ذلك إلى أن وصل إلى الحبشة، ثم مالبث أن عاد إلى قومه بعد أن فشل في تحقيق أحلامه في تحسين وضعه وإيجاد عالم مثالي غيرعالمه القاسي مع عشيرته، فلم يجد بداً من العودة إلى قومه وعشيرته فكان مما قاله:
ولقد كنت عليكم عا تباً
فعقبتم بذنوب غيرمر
كانت فيكم كالمغطي رأسه
فانجلى اليوم قناعي وخمر
سادراً أحسب غيِِّي رشداً
فتناهيت وقد صابت بقر

إلا أن طرفة لم يطب له العيش بين أهله وعشيرته الذين لم يبالوا برجوعه ولا بهجره فلجأ إلى الحيرة، وكانت الحيرة أيام عمرو بن هند منزلاً لكثير من الشعراء لما كان يغدقه من عطيات وهبات جزيلة مقابل أن يرفع الشعراء من شأنه وقد أراد طرفة كغيره من الشعراء أن يجرّب حظه مع عمرو بن هند، ولكن نفسه الأبية لم تصبر على تصرفات عمرو بن هند الذي كان شديداً صارماً في حكمه وبعد أن رأى طرفة ما ساءه من عمرو بن هند فاضت قريحته فهجا عمرو بن هند وأخاه قابوس وكان هجاؤه سبباً في موته.

نهاية طرفة كانت مأساوية وقد تعددت الروايات بشأن نهايته، فقد قُتِل في سن مبكرة فلقب "بالغلام القتيل" وذلك كونه قتل وهو لم يتجاوزسن السادسة والعشرين فقد رثته أخته الخرنق بقولها:

عددنا ستاً وعشرين حجة
فلما توفاها استوى سيداً ضخما

فُجعنا به لما رجونا إيابه
على خير حال لا وليداً ولا قمحا

فمن الروايات أن عمرو بن هند أمر عامله بالبحرين "المكعبر" بقتل طرفة لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها وذلك أن الخرنق أخت طرفة شكت شيئاً من أمر زوجها عبد عمرو بن مرثد إلى طرفة فهجاه قائلاً:
ولا خير غير أن له غنىً
وأن له كشحاً إذا قام أهضمضما

تظل نساء الحي يعكفن حوله
يقلن عسيب من سرارة ملهما

فبلغ عمرو بن هند فخرج يتصيد ومعه عبد عمرو، فرمى حماراً فعقره فقال لعبد عمرو: انزل واذبحه فعالجه فأعياه فضحك الملك وقال: لقد أبصرك طرفة حيث يقول وأنشد الأبيات فقال: عبد عمرو أبيت اللعن، ما قال فيك أشد مما قال فيّ فأنشده الأبيات التي هجاه بها طرفة:

فليت لنا مكان الملك عمرو
رغوثاً حول قبتنا تخور

من الزمرات أسبل قادماها
وضرتها مركنةً درور

لعمرك أن قابوس بن هند
ليخلط ملكه نوك كثير

قسمت الدهر في زمن رخيِ
كذلك الحكم يقصد أو يجور

فقال عمرو بن هند ما أصدّقك عليه وقد صدقه ولكنه خاف أن ينذره وتدركه الرحم فمكث غير كثير ثم دعا طرفة والمتلمس. وهناك رواية تقول أن طرفة بينما كان يجالس الملك مرت أخت الملك رأى طرفة بالرغم من عدم نظره إليها، إذا عكس وجهها في قدح فضي كان يمسك به فقال:

ألا يا ثاني الظبي
الذي يبرق شنفاه

ولولا الملك القاعد
قد الثمني فاه

عندما نمى هذا إلي مسامع عمرو لم يسره ذلك، إلى جانب أن طرفة لم تعد له حظوة عند الملك فهجاه وأتم بذلك إساءته فأرسل الملك إلى طرفة وخاله المتلمس الذي كان بدوره قد أساء إليه، وأغدق عليهم العطايا وطلب منهم الذهاب إلى البحرين التي كانت تحت حكمه، وأعطى كل منهما رسالة، ذهب طرفة والمتلمس حتى إذا هبطا بذي الركاب من النجف إذا بشيخ يتبرزومعه كسرة يأكلها وهو يقصع القمل فقال المتلمس: تالله ما رأيت شيخاً أحمق وأضعف وأقل عقلاً منك قال: وما تنكر ؟ قلت: تتبرز وتأكل وتقصع القمل، قال: أدخل طيباً وأخرج خبيثاً وأقتل عدواً، وأحمق مني الذي يحمل حتفه بيمينه لا يدري ما فيه، قال المتلمس: فنبهني كأنما كنت نائماً، فإذا غلام من أهل الحيرة فقلت: يا غلام أتقرأ ؟ قال: نعم قلت: اقرأه فإذا فيه: من عمرو بن هند إلى المكعبر، إذا جاءك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً، فقال لطرفة ادفع إليه صحيفتك ففيها ما في صحيفتي، فقال طرفة: كلا لم يكن ليجترأ علي في عقر داري، وأبى أن يطيعه، فألقى المتلمس الصحيفة في النهر وقال:

وألقيتها بالتي من جنب كافر
كذلك أقنو كل قط مضلِّلِ

رضيت لها بالماء لما رأيتها
يجول بها التيار في كل جدول

سار المتلمس من فوره حتى أتى الشام فقال في ذلك:

من مبلغ الشعراء عن أخوانهم
نبأ فتصد قهم بذاك الأنفسُ

أودى الذي علق الصحيفة منهما
نجا حذار حبائه المتلمس

الق الصحيفه لا أبا لك إنه
يخشى عليك من الحباء النقرس

ألقى صحيفته ونجت كوره
وجناء مجمرة الفراسن عرمس

عيرانة طبخ الهواجر لحمها
فكأن نقبتها أديم أملس

أجد إذا ضمرت تعزز لحمها
وإذا تشد بنسعها لا تنبس

تكاد من جزع يطير فؤادها
إن صاح مكَاءُ الضحا متنكس

غير أن طرفة من شدة ثقته بنفسه وظنه أن ابن هند لا يجرؤ على معاملته بالعنف لأنه من عشيرة قوية، فقد أكمل مسيره إلى البحرين وقدم الرسالة إلى الوالي، وهو من أقرباء طرفة فحاول إنقاذه وتوسل إليه الهرب ليلاً قبل أن يعلم أحد بمجيئه، لكن طرفة رفض، وقال له حين أراد أن يقتله أنظرني شهراً فقال: ولات حين مناص، فقال أنظرني عشرة أيام، فقال: ما أمرت بذلك، فقال طرفة شعراً وأرسل به إلى أخويه خالد ومعبد يقول فيه:

ألا أيها الغادي تحمَل رسالة
إلى خالد مني وأن كان نائياً
وصية من يهدي السلام تحية
ويخبر أهل الود أن لا تلاقيا
خرجنا وداعي الموت فينا يقودنا
وكان لنا النعمان بالسيف حاديا

خُِيِّر طرفة في قتله فاختار أن يسقى الخمر ويفصد أكحله ففعل به ذلك حتى مات نزفاً ودفن بهجر.

الحكمة في شعر طرفة:

إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ

وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا
فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ

وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى
فشاوِرْ لبيباً ولاتعصهِ

وَذو الحَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّهُ
فَإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصِهِ

ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ،
حديثاً إذا أنتَ لم تُحصهِ

ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ،
فإن الوثيقة َ في نصهِ

ولاتحرصَنّ فرُبَّ امرئٍ
حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ

وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُهُ،
وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ

وآخرَ تحسبهُ أنوكاً
ويأتِيكَ بالأمرِ مِنْ فَصّهِ

لبِسْتُ اللّيالي، فأفْنَيْنَني،
وسربلَني الدهرُ في قُمصهِ

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتمثل بقول بيت طرفة التالي ولا يقيم بوزنه:

ستبدي لك الأيام ما كنت جا هلا ويأ تيك با لأ خبار من لم تزود

ومعلقته التالية فيها من الحكم والمواعظ والتي تعتبر من روائع الشعر العربي:

ِلخوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ
يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً
خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ
يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي

يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا
كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ
مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ
تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ
أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ

ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا
عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ

وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ
بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي

جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا
سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ

تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ
وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ

تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي
حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ

تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي
بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ

كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا
حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ

فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً
عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا
كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ

وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ
وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ

كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا
وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ

لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا
تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ

كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا
لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ

صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا
بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ

أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ
لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ

جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ
لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ

كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا
مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ

تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا
بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ

وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ
كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ

وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا
وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ
كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ

وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا
بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ

طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا
كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ

وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى
لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ

مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا
كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ

وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ
كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ

وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ
عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ

وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ
مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ

وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا
وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ

عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي
ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي

وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ
مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ

إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ

أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ
وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ

فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ
تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ

فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي
وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ

وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي
إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ

نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ
تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ

رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ
بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ

إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا
عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ

إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا
تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ

وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي
وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي

إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا
وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ

أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى
وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي

فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي
فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي

وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى
وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي

فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ
كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ

وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً
كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ

وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ
بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ

كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ
عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ

كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ
سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي

أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ
كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ

تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا
صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي
عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ

أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ
وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى
لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ

فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً
مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ

يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي
كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ

وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ
كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ

عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي
نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ

وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي
مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ

وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا
وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ

وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ
بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ

بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ
هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي

فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ
لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي

ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي
عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةٍ
عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ
وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ

فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ

فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي
بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ

أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ
خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ

فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً
لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ

حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ
كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ

أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ
إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي

إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي
مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي

وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي
بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ
عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ

يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا
أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ

وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ
شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ

وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ
وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ

َفظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا
ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ

فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ
وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ

ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ
كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي

بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى
ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ

فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي
عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ

وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي
عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي

لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ
نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ

ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ
حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ

عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ

وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ
عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً
ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ
بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ

وعن ابن قتيبة قال أبوعبيدة: مرّ لبيد بمجلس لنَهد بالكوفة و هو يتوكأ على عصا، فلما جاوز أمروا فتى منهم أن يلحقه فيسأل من أشعر العرب ؟ ففعل فقال له لبيد: الملك الضليل يعني أمرؤ القيس. فرجع فأخبرهم قالوا ألاسألته ثم من ؟ فرجع فسأله فقال: ابن العشرين، يعني طرفة فلما رجع قالوا : ليتك سألته ثم من ؟ فرجع فسأله فقال: صاحب المِحجَن يعني نفسه .

قال أبوعبيدة: طرفة أجودهم وأجِدهُ لا يلحق بالبحور يعني امرئ القيس و زهيراً والنابغة ولكنه يوضع مع أصحابه الحارث بن حلّزة وعمرو بن كلثوم وسويد بن أبي كاهل.[/size]

بتصرف من كتاب " موسوعة فرسان الشعرالعربي" للمشارك.


قديم 08-05-2011, 11:55 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عاش طرفة يتيماً حيث فقد حنان الأبوة، إذ مات أبوه وهو صغير السن فكفله أعمامه إلاّ أنهم أساؤوا تربيته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه وإخوته فقال مقطوعته الشعريه الرائعة في سن مبكرة:

ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ
صَغُرَ البَنونَ، ورَهطُ وردة َ غُيّبُ

قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ
حتى تظلّ له الدماءُ تَصَبَّبُ

والظُّلْمُ فَرّقَ بينَ حَبّيْ وَائِلٍ
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلبُ

قد يُوردُ الظُّلمُ المبَيِّنُ آجناً
مِلْحاً، يُخالَطُ بالذعافِ، ويُقشَبُ

وقِرافُ منْ لا يستفيقُ دعارة ً
يُعدي كما يُعدي الصّحيحَ الأجْربُ

والإثُم داءٌ ليسَ يُرجى بُرؤُهُ
والبُّر بُرءٌ ليسَ فيه مَعْطَبُ

والصّدقُ يألفُهُ الكريمُ المرتجى
والكذبُ يألفه الدَّنئُ الأَخيَبُ

ولَقد بدا لي أَنَّه سيَغُولُني
ما غالَ"عاداً"والقُرونَ فاشعبَوا

أدُّوا الحُقوق تَفِرْ لكم أعراضُكم
إِنّ الكريم إذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ

يُعبّر طرفة كثيراً في شعره عن ظلم أقاربه وسوء معاملتهم له فظهر ذلك جلياً في شعره وفي ذلك يقول:

وظلم ذوي القرباء اشّد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنَّد

ويقول في تخلي رفاقه عنه:

كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلبٍ ما أشبه الليلة بالبارحة

هذه المعاملة من أقربائه جعلته متفرداً منكفئاً على ذاته متحللا من التقاليد الاجتماعية مندفعاً منذ شبابه الباكر في حياة الفروسية واللهو والمتعة.



استاذ عبدالله علي باسودان

شكرا لك على اهتمامك بتاريخ الادب وهي قضية غاية في الاهمية وشكرا لك على اهتمامك بطرفة بن العبد اليتيم. لا شك ان عبقرية طرفة جاءت من يتمه وما تبع ذلك من الم اصابه وليس في عروقه شعر كما هو مدون هنا... فالشعر ترجمة لينابيع من الطاقة تفجرت في الذهن كنتيجة لزيادة حادة في نسبة الالم الذي يصيب الشخص واعظم مصادر الالم على الاطلاق اليتم.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: طرفة بن العبد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغبي الأسعد حظا! عبد الكريم الزين منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 11-08-2022 12:54 PM
طرفة وقعت لي محمد الغنامي المقهى 0 02-04-2022 09:13 PM
حظ العبد من اسم السميع: ناصر عبد الغفور منبر الحوارات الثقافية العامة 0 08-17-2015 01:47 AM
ديوان طرفة بن العبد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 08:37 PM
من شعراء الجاهلية .. ( طرفة بن العبد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 10 09-02-2011 11:07 AM

الساعة الآن 11:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.