احصائيات

الردود
0

المشاهدات
5773
 
محمد الشهري
كاتب وأديـب سعـودي

محمد الشهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
297

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة

رقم العضوية
7474
05-19-2011, 12:56 AM
المشاركة 1
05-19-2011, 12:56 AM
المشاركة 1
افتراضي المسرح الأدبي ومعطف التاريخ.
المسرح الأدبي ومعطف التاريخ


منذ أن بدأ الحراك الثقافي الفكري بتناول المسرحية كفن إنساني يسمو بذائقة المتلقي ويقدّم نتاجاً أدبياً ثرّا وتلك البواكير الأولى للمسرح تستلهم من تاريخ الأمة صوراً حيةً لنقل تفاصيلها بين يدي المتلقي في قوالب تنبض بالحياة وتشع بالجمال رغم بساطة أخشاب المسرح آنذاك, فالتاريخ كان وجهة رئيسة للقائمين على شأن هذا الفن الجديد فقدّموا الشعر المسرحي من خلال رائده (أحمد شوقي) الذي أوجد نماذج تاريخية للعمل الشعري المسرحي كانت كفيلة بأن تحرّض أدباء آخرين بعد شوقي على خوض غمار الشعر المسرحي فانهالت الأعمال الأدبية المسرحية محمّلة برائحة التاريخ ونقائه فكان المتلقي يجد رابطاً فكرياً بين ما يشاهده وما يقرأه في شخوص نابضة بالحركة تعتمد على جمال اللغة وفصاحتها في تقديم تلك الأعمال الأدبية الخالدة .

وما أن حضرت السنوات بزهو الحضارة المدنية القادمة بريح التمازج الفكري بين الشعوب إلا ولاح من جسد تلك الريح الثقافية وعلى يد ( حسين عبد الله سراج) بداية نشوء المسرح لدينا في المملكة العربية السعودية في منتصف الثلاثينات الميلادية , وبما أن الثقافة المسرحية السائدة آنذاك هو تصفح أوراق التاريخ الأدبي والاجتماعي لاستحضار شخصيات خالدة لتمثيلها على أخشاب المسرح , كان أول الأعمال الأدبية المسرحية _ كما تذكر المصادر _ هو ( جميل بثينة) لحسين سراج , فالتاريخ الأدبي ظل حاضراً على المسرح ولم يغب يوماً عن تفاصيل المشهد الثقافي المسرحي, فكان المتلقي للنص المسرحي الشعري يحضر بكثافة لوجود حدث تاريخي تنطقه شخصيات نابضة بتفاصيل الحياة الأدبية الخالدة.

ومع تعاقب العقود الزمنية بدأ الأدب المسرحي بالغياب عن الساحة الثقافية وكأن قدره أن يحجب أما عنوة أو غفلة ! فاختلف التوجه المسرحي والذي بدأ يحيك ستائره تحت أفياء المادة ليتجه صنّاع المسرحية نحو الربحية من خلال أعمالٍ تُحاكي حياة الناس وطرْقِ هموهم المعيشية أو حتى تفاصيل ترفل بالترف وطفرة النمو الاقتصادي المتنامي, في صورة ملبّدة بالهجر والبعد عن التاريخ الأدبي المليء بالشخصيات التاريخية الماثلة بأعجوبة الخلود.

خلف ذاك الركام لفظ الأدب المسرحي أنفاسه وتوارى عن المشهد الثقافي ولم يعد يربطه بالحراك الفكري سوى التاريخ.بل أن اللغة العربية ذاتها غُيّبت عن الأعمال المسرحية الحالية في عمومها ولم تعد الشخصيات تؤدي أدوارها المسرحية إلا بألسن لا تلوك إلا اللهجات العامية, ومن أراد أن يزرع على شفاه الناس ابتسامة تملأ الأمكنة عليه أن يخرج عن النص المسرحي ويظهر موهبته بتطعيم دوره بألفاظ عربية فصيحة في صورة توحي للمتلقي النخبوي أن العربية أصبحت في ذاتها للتفكّه والتندّر. وكأن قدر المسرح أن يقتل مرتين, مرة حين ترهل وجه الأدب المسرحي فتلاشى, وأخرى حين خلع صنّاع الفكر المسرحي الجديد بُردَة العربية وأبدلوا جسد المسرحية لهجات عامية محليّة !

محمد الشهري
أديب وناقد



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المسرح الأدبي ومعطف التاريخ.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
،، من أنتِ! // أحلام المصري ،، أحلام المصري منبر قصيدة النثر 7 06-28-2022 04:21 AM
،، درس! // أحلام المصري ،، أحلام المصري منبر القصص والروايات والمسرح . 11 02-20-2022 04:35 AM
المحمل المصري أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 04-11-2017 09:22 PM
المسرح أحمد سليم بكر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 07-08-2015 02:29 AM
المشهد المصري أحمد إبراهيم عبد العظيم منبر مختارات من الشتات. 60 11-08-2013 12:52 AM

الساعة الآن 10:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.