احصائيات

الردود
7

المشاهدات
20571
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-18-2011, 12:10 AM
المشاركة 1
02-18-2011, 12:10 AM
المشاركة 1
افتراضي (3) قصائد .. ألفونس دي لامارتين






ألفونس دي لامارتين

Alphonse de Lamartine



نبذة حول الشاعر: الفونس دي لامارتين Alphonse de Lamartine - 21 أكتوبر 1790 – 28 فبراير 1869


كاتب وشاعر وسياسي فرنسي كان كثير السفر وأقام مدة في أزمير في تركيا.


لامارتين كان ينتمي إلى طبقة النبلاء الفرنسيين، وهي أعلى طبقة في ذلك الزمان. ولذلك نشأ وترعرع في قصر «ميلي» تحت إشراف أمه الحنون التي لم تكن تطلب منه أكثر من أن يكون إنساناً حقيقياً وطيباً، لما يقول هو حرفياً.


وبعد أن أكمل دراساته في أحد المعاهد اليسوعية، أي التابعة للإخوان المسيحيين، راح يسافر في البلدان لكي يروّح عن نفسه كما يفعل معظم أولاد الأغنياء. وهكذا سافر إلى إيطاليا عام (1811) وبقي فيها حتى عام 1814: أي حتى سقوط النظام الإمبراطوري بقيادة نابليون بو نابرت وعودة الملك لويس الثامن عشر إلى الحكم ثم راح يهتم بالأدب والشعر وينشر أولى مجموعاته الشعرية عام 1820 تحت عنوان: «تأملات شعرية». وكان عمره آنذاك واحداً وثلاثين عاماً.


والشيء العجيب الغريب هو أن هذا الديوان الأول جعل منه بين عشيةٍ وضحاها شاعراً مشهوراً يشار إليه بالبنان. وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ أصدر لامارتين مجموعة شعرية ثانية تحت عنوان: تأملات شعرية جديدة. ثم نشر بعدئذٍ عدة كتب من بينها: موت سقراط، وآخر أنشودة جحيم للطفل هارولد.


وبعد أن سافر إلى الشرق وتعرف على القدس في فلسطين حيث يوجد مهد المسيح ومقدسات المسيحية عاد إلى أوروبا وأصبح موظفاً في السفارة الفرنسية بمدينة فلورنسا الإيطالية. ثم تزوج من فتاة إنجليزية بعد عدة قصص حب فاشلة من بينها تلك القصة التي ألهمته قصيدة (البحيرةَ) الشهيرة.


ثم نشر لامارتين بعد ذلك عدة كتب مهمة نذكر من بينها: رحلة إلى الشرق (1835)
جوسلين (1836)
سقوط ملاك (1838)
خشوع شعري (1839).. الخ

كما نشر كتاباً جميلاً عن تاريخ الثورة الفرنسية التي كانت لا تزال حديثة العهد. والغريب في الأمر أن لامارتين ذا الأصل النبيل والارستقراطي أصبح من كبار مؤيدي الثورة الفرنسية التي أطاحت بطبقة النبلاء الارستقراطيين وامتيازاتهم الضخمة! وقد عارض بشدة الحكم الرجعي للملك لويس فيليب وكان أحد قادة الثورة الشعبية الشهيرة عام 1848.


ثم أصبح عضواً في الحكومة المؤقتة لفرنسا بل وزيراً لخارجيتها، ولكن لفترة قصيرة. وكان من أكبر الداعين إلى إلغاء قانون الرقّ أو العبودية الذي يصيب السود.


ولكن صعود نابليون الثالث على سدة الحكم عام 1852 عن طريق انقلاب عسكري وضع حداً لحياته السياسية. فبعد أن أصبح اليمين الرجعي الكاثوليكي في السلطة لم يعد له محل.
وهكذا انطوى على نفسه وراح يكرِّس جلّ وقته للأدب والكتابة، ولكنه لم يواجه السلطة الديكتاتورية مباشرة كما فعل فيكتور هيغو لأن ذلك كان سيؤدي به إلى القتل أو إلى السجن أو إلى النفي، ولذلك فضّل الصمت والمعارضة السرية غيرالناشطة.

وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته بشكل تعيس وحزين، فقد كان مضطراً للعمل ليلاً نهاراً لكي يستطيع أن يعيش ويأكل الخبز.


عدد القصائد (2)





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-18-2011, 12:17 AM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
البحيرة



عندما كتب لامارتين "البحيرة"، كانت حبيبته جولي لا تزال على قيد الحياة، وإنّما أجبرها مرضها القاتل على ملازمة باريس.


كان الشاعر إذًا وحيداً، في مكان لقائهما المفضّل وكان مشهد "بحيرة البورجيه" يبعث في نفسه شعوراً بالحنين وكذلك صوراً من ذكريات سعادته المهدّدة.


-----------------------





هكذا، يُلقى بنا دوما نحو سواحل جديدة


وفي الليل الأزليّ نُؤخذ بدون رجعة


فهل بمقدورنا يوماً، على سطح محيط الدهور


إلقاء المرساة ولو ليوم؟



....



ألا يا بحيرة.. ها هو الحول قد دار


وعند الأمواج الحبيبة التيّ كانت من جديد ستراها


أُنظري.. ها أنا اليوم جئتُ وحيداً، لأجلس على تلك الصّخرة


الّتي طالما رأيتِها جالسة عليها



....



كنتِ تهدرين هكذا تحت هذي الصخور الغائرة


هكذا كنتِ تتحطّمين على جُنوبها الممزّقة


هكذا كانت الريح تلقي بزبد أمواجك


على ساقيها المحبوبتين



....



هل تذكرين ذات مساء؟ كان قاربنا يجري بصمت


ولم يكن يصلنا من هناك.. من بعيد.. فوق الموج وتحت السماوات


غير صخب المجدّفين، وهم يضربون بإيقاع


أمواجك المتناغمة



....



ومن الساحل المفتون، علت فجأة بالأصداء


نَبَرات، لا عهد للأرض بها


فأنصت الموج، ومن الصوت الحبيب


تناثرت الكلمات:



....



أيا دهر، رويدك! وأنتنّ، أيّتها الساعات الخليلة


قفن


لكي ننعم بأجمل أيّامنا


والنّعيم محكوم دوما بالزّوال



....



كم من البؤساء في هذي الأرض يستجدونك


أطلق عنانك من أجلهم


خذ مع أيّامهم مآسيهم التي باتت تنهشهم


وانسَ السعداء



....



لكن، عبثا أسأل، من الوقت المزيد


يفلت الزمن منّي.. يفرّ


أقول لهذه اللّيلة: "تمهّلي!" والفجر


سوف يبدّد الدّجى



....



فلنعشق إذًا! فلنعشق! وبالسّاعة الهاربة


هيّا بنا ننعم


ليس للإنسان مرفأ، ولا للزّمان ساحل


فعجلة الزمان تدور ونحن نمضي



....



ألا أيّها الدهر الحاسد، هل لساعات النشوة


عندما يسقينا الحب السعادةَ بدون حساب


أن تَطيرَ بعيدا عنّا، بسرعةِ


أيّام الشّقاء؟



....



ماذا! ألن يكون بمقدورنا أن نستبقي منها الأثر؟


ماذا! ولّت إلى الأبد؟ ماذا! ضاعت كلّ تلك السّاعات؟


هذا الدهر الّذي أوجدها، هذا الدّهر الّذي يمحيها


أفَلن يعيدها لنا من جديد؟



....



أيّها الأزل، أيّها العدم، أيّها الماضي، أيّتها اللّجج السّحيقة


ماذا ستفعلون بالأيّام التي قد ابتلعتُم؟


تكلّموا! هل ستعيدون لنا تلك النّشَوَات الكبرى


الّتي قد خطفتم؟



....



أيتها البحيرة! أيّتها الصّخور الصمّاء! أيّتها الكهوف! أيّتها الغابات الحالكات


أنتنّ يا من يرعاكنّ الزمان.. بل قد يبعث فيكنّ الشباب


احفظن من هذي اللّيلة.. احفظي أيّتها الطبيعة الغنّاء


على الأقلّ، الذكرى



....



لِتكن في سكونكِ، لِتكن في عواصفكِ


أيّتها البحيرة الجميلة! وفي منظر تلاّتك الضاحكات


وفي صنوبركِ الدَّجِيّ، وفي صخورك المتوحّشات


المعلّقات فوق مياهك



....



لتكن في هبّات نسماتك المرتعشة


في لغط ضفافكِ وهي تردّده بالأصداء


في ذاك النّجم، الفضيّ جبينه، ينشر ضياءه على سطحك


بلألئه الرّخو



....



ولتقلِ الريح المتأوّهة، وليقل القصب المتنهّد


وليقل شذى أريجكِ


وليقل كلّ ما نسمع، وكلّ ما نرى، وكلّ ما نتنفّس


ليقل كلّ الوجود: " لقد أحبّا!"




ترجمة: سعيد محمد الجندوبي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-18-2011, 12:22 AM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





البحيرة: ترجمة أخرى


عندما كان الشاعر الفرنسي الرومانسي لامارتين يستجمُّ في بحيرة - بورجيه- المعروفة بمياهها المعدنية خارج باريس لمعالجة مرض ألمَّ به عام 1816، تعرّف على فتاة جميلة اسمها جولييت جاءت للغرض ذاته، فكانت علاقة بينهما. وبعد انتهاء مدة الاستجمام، ذهب كُلُّ منهما.

- - - - - - -


وهكذا في عباب البحر قد مَخرتْ

بنا السفينة نأياً عنْ مراسيها

في ظلمةٍ طوّقتنا غيرِ زائلةٍ

فلا صباحٌ يُرَجّى من حواشيها

يجري بها البحر قُدْماً لا رجوعَ لها

ولا استراحةَ يوم راح يُسديها

تمرّ حيرى بشُطآنٍ بلا عدد

لكنهّا لا ترى مرفأ فيُؤويها


....


أيا بحيرةُ هلاّ تنظرين إلى

عَوْدي وحيداً وذكرى منْ لياليها

من بعد عام مضى قد عُدتُ ثانية

أعلّل النفسَ لا شيءٌ يُسلّيها

كانت على الصَّخرة الصّماء جالسةً

والموج يرقص مختالاً حوالِِيها

ويقذف الرّغوةَ النّعسى على قَدمَيْ

جوليا حُنُوّاً فتشدو في أغانيها

والآنَ أجلس وحدي فوق صخرتها

والنفسُ في شَجنٍ مَنْ ذا يواسيها


....


تذكّري ليلة والأنسُ يغمرُنا

ولا نرى غيرَ دنيا الحبِّ نَرويها

جرى بنا القاربُ السّهمان في مرح

تحت السّماء وفوق الماء ساريها

وكلّ ما حولَنا صمتُ ولا صَخَبٌ

إلاّ المجاديفَ تشدو في مساعيها

لكنّ صوتاً له سحرٌ وهيمنة

أصغتْ له النفسُ فانزاحتْ غواشيها


....


يا أرضُ رفقاً بنا لا تُسرِعي أبداً

وطَوِّلي ليلةً رقَّتْ معانيها

وأنتِ، أيتها الساعات، لا تَثِبي

دعي الصّبابةَ ترعى مَنْ يُداريها

وخليانا نعُبُّ الحبَّ في رغَدٍ

وأسرعا معْ كئيب النفس داميها

وقصِّرا ليلةً طالت على نَكِدٍ

مُسهَّدٍ راح بالأشجان يقضيها


....


لم يسمعِ الدهرُ صوتَ الحبِّ عن عَمَدٍ

إذ يكره الحبَّ والأزهارُ يُذويها

فالصّبح قد هَتَكَ الليلَ البهيَّ بلا

عطفٍ ففارقتْ الأفراحُ راعيها

بحرُ الزمان ضنينٌ كلّه ضِغَنٌ

يمزّق العمرَ والأيّامُ يَطويها


....


إنَّ الزمان ليجري في تدفّقِهِ

وإنَّ أمواجَه لا رحمةٌ فيها

فلنغتنمْ فرصةً عَنّتْ على عجلٍ

من لم يُبادرْ إليها ليس يَجنيها

و لنُتْرعِ الكأسَ أفراحاً مُشَعشِعةً

فإنَّ جذوتَنا الأقدارُ تُطفيها

فليس للمرء مرفا يستجيرُ بهِ

وليس للنفس شُطآنٌ فتَحميها

تجري بنا لُججُ الأهوال مُسرعةً

نحو النهاية لا شيءٌ سيَثنيها


....


فيا بحيرةُ يا ما ليلةٌ شهدتْ

حبّاً تقضّى سريعاً في دياجيها

ويا صخوراً على الشاطي تداعبها

الأمواجُ في جذلٍ والماءُ يُرويها

وأنتِ يا غابةً سوداءَ مظلمةً

تُجدّد العمرَ دوماً في مراعيها

لكم خلودٌ فلا دهرٌ يُحطِّمُكمْ

ولا الرياحُ أو النَّسْماتُ يُفنيها

تذكَّروا اثنين عاشا في ربوعِكمُ

تساقيا الحب صَفواً في أعاليها



ترجمة: د. بهجت عباس




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-18-2011, 12:25 AM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



خــريـف




تحيّاتٌ، أيتها الغاباتُ المكسوّةُ بالأخضر المستديم

الأوراقِ المُصفَرّةِ على العشب المتناثر

تحيّاتٌ، أيتها الأيام الأخيرة الرائعة .. حِدادُ الطبيعة

يُثيرُ ألمي ويُمَتِّعُ عينيَّ

أسير بخطواتٍ حالمة في طريق مهجور

وأريد أن أرى ثانية، ولآخرِ مرةٍ

هذه الشمسَ المتضائلةَ والشّاحبةَ والتي لا ينفذ

نورُها الواهنُ إلى ظلام الغابات عند قدمي إلاّ بجهد



....



أجلْ، في أيام الخريف هذه، عندما تموت الطّبيعة

أجد إغراءً عظيماً في نظراتها المتستِّرة

وَداعَ صديق، والبسمةَ الأخيرة

من الشِّفاه التي سيغلقها الموتُ إلى الأبد



....



هكذا أتهيّأ لأغادر أمدَ عمري

أندب الأملَ المُحتضَر لأيامي الطَّوال

وأنظر إلى الوراء مرة أخرى، وبأعين حاسدة

أفكر مَليّاً بعطاياها التي لم أنعُمْ بها قطّ



....



يا أرضُ، يا شمسُ، يا وديانُ، ويا طبيعةً رائعةً جميلة

أنا مدين لكم بدموع على حافّة قبري

يُشَمُّ الهواء عذباً! الضياءُ جِدُّ نقيٍّ

والشمسُ جميلة للمُحتضَر



....



الآن أريد أن أشربَ حتى آخرَ قطرةٍ

من كأس الزَّهرة التي تمزج الرّحيق بالصّفراء

عند قعر كأس الحياة التي شربتُ

ربما تكون ثمة قطرة من عسل رائق



....



ربما يدّخر لي المستقبل في مستودعه

قبضةً من سعادة، أملاً بائساً

ربما تكون بين الحشد روح أُهملتْ

تتفهّم روحي فتتجاوب معها



....



تسقط الزَّهرةُ فتمنحُ الريحَ عِطرَها

إلى الحياة، إلى الشّمس ناطقةً وداعَها الأخير

سأموت؛ وروحي في لحظة انتهائها

ستعطي صوتَ حِدادٍ هادئاً وقَرعَ ناقوسِ موتٍ شجيّاً




ترجمة : د. بهجت عباس






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-18-2011, 12:28 AM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



خريف: ترجمة أخرى




سلاماً


لغابةٍ يُكلِّلُها وميضُ الاخضرار


لشحوبِ الأوراقِ على عشبٍ تبعثَر


سلاماً


لأيامٍ جميلةٍ آخر الحياة


للطبيعة التي أحبها


حتى في الحَدادِ


خطوةٌ حلمٍ


أُصبحُ بعدها معبراً وحيداً


وللمرةُ الأخيرةُ


أحبُّ رؤية الشمس الشاحبة


ضياءها الناحل


وهو يكشفُ عتمة الغابة بصعوبة


ثمة أكثر من فتنة


في احتضار الطبيعة أيام الخريف


ربما وداع صديق


أو ابتسامة أخيرة من شفاهٍ


لابدَّ يُغلِقُها الموتُ للأبد


كذلك.. أهيِّئُني لمغادرة عشب الحياة


طويلاً أبكي الأملَ ـ الوهم


وكثيراً


أرغبُ تأمُّلَ الأشياءِ الجميلة التي


فاتني أن أستمتع بها


أرضٌ.. شمسٌ.. وأودية


إنها الجميلة الناعمة


ودمعةٌ على ضفة موتي


فالأكثر من عطرٍ هو الهواءُ


الأكثر من نقاء هو الضياءُ


والأكثر من جمال هي الشمس


لكنه الوداع الأخير


سأحتملُ حتى النهاية


سأجرعُ حتى الثمالة


هذي الكأسُ الممزوجة بالرحيق والألم


ربَّ قطرة من العسل


في قعرِ تلك الحياة


قد يُبقيني الغد فأعود للسعادة


حيث الأمل الذي ضيَّعَتْه الأيام


حيث روح أجهلها وسط الزحام


والزهرةُ.. حين تودع الحياة والشمس


يمتزجُ عطرها بالنسيم العليل


أما أنا


ففي لحظة الاحتضار


روحي كما النغمُ الحزينُ الرخيم




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-18-2011, 12:32 AM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصيدة (23) / مجموعة (تأملات شعرية) لامارتين 1819



Les grands auteurs du XIX e siecle





Lamartine



Autumn






Greetings, forests crowned with remaining green



Yellowing foliage on the sparse grass



Greetings, last gorgeous days! nature's mourning



Evokes my pain and gratifies my eyes



I walk the lonely path in dreamy steps



And want to see again, for the last time



This waning sun and pale whose feeble light



Barely pierces the woods' dark at my feet



Yes, in these autumn days when nature dies



In her veiled looks I find a great allure



A friend's farewell, and the very last smile



From the lips that death will forever close



Thus ready to leave the span of my life



I mourn of my long days the dying hope



And look back once more and with envious eyes



I mull over its blessings ne'er enjoyed



Earth, sun, valleys, and fair and sweet nature



I owe you tears at the edge of my tomb



The air smells so sweet! The light is so pure



To the dying the sun is beautiful



Now I want to drink until the last drop



This chalice that mixes nectar and bile



At the bottom of life's cup that I drank



Perhaps there was a drop of honey mild



The future may well hold for me in store



A return of happiness, forlorn hope?



Perhaps among the crowd one soul ignored



Would understand my soul and would respond



The flower falls and yields its perfume to the wind



To life, and to the sun, saying its last farewell



I'll die; and my soul at the moment it expires



Will sound a quite mournful and melodious death knell







المصدر: الموسوعة الشعرية للآداب العالمية

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-26-2011, 12:38 PM
المشاركة 7
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هكذا، يُلقى بنا دوما نحو سواحل جديدة

وفي الليل الأزليّ نُؤخذ بدون رجعة

فهل بمقدورنا يوماً، على سطح محيط الدهور

إلقاء المرساة ولو ليوم؟

الأديبة الراقية رقية صالح المحترمة


كم نحتاج من تعمق وتفرغ لقراءة هذا الأديب العظيم . .
إن كم المحتوى الثقافي لأشعاره كبير للغاية . . ومتابعته ممتعة فعلاً . .
وسأعود أكثر من مرة لأنهل من بحر الثقافة المتجمع هنا . .

تقبلي مني كامل المنى . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-27-2011, 11:06 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هكذا، يُلقى بنا دوما نحو سواحل جديدة




وفي الليل الأزليّ نُؤخذ بدون رجعة

فهل بمقدورنا يوماً، على سطح محيط الدهور

إلقاء المرساة ولو ليوم؟


الأديبة الراقية رقية صالح المحترمة


كم نحتاج من تعمق وتفرغ لقراءة هذا الأديب العظيم . .
إن كم المحتوى الثقافي لأشعاره كبير للغاية . . ومتابعته ممتعة فعلاً . .
وسأعود أكثر من مرة لأنهل من بحر الثقافة المتجمع هنا . .

تقبلي مني كامل المنى . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **





أخي الغالي الأديب
أ. أحمد صوفي

شرفت متصفحي ونورته بمرورك الماتع
سعيدة جداً والله بتواجدك الدائم
ومتابعتك الحثيثة لي
الذي يشيع في صدري الزهو
ولا ننكر جهدك المضني
والدؤوب في منابر الخير
دمت متألقاً
خالص التحية والتقدير
مودتي وامتناني المعطر بالياسمين


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: (3) قصائد .. ألفونس دي لامارتين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيل نوت: قصائد عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 2 02-20-2020 08:12 PM
قصائد في مدح الحبيب عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 08-14-2011 05:47 AM
قصائد هاربة ..قصائد أرهقتني . ديوان جديد للشاعر صلاح داود صلاح داود منبر الشعر العمودي 8 06-03-2011 04:29 AM
قصائد هاربة ..قصائد أرهقتني . ديوان جديد للشاعر صلاح داود صلاح داود منبر رواق الكُتب. 0 05-31-2011 07:20 PM
ألفونس دي لامارتين Alphonse de Lamartine رقية صالح منبر الآداب العالمية. 9 01-03-2011 09:01 PM

الساعة الآن 06:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.