احصائيات

الردود
22

المشاهدات
13904
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-15-2011, 09:07 PM
المشاركة 1
02-15-2011, 09:07 PM
المشاركة 1
افتراضي قصائد من الأدب الفنلندي
قصائد من الأدب الفنلندي (1)


قحطان بيرقدار



الشاعر الفنلندي (بوكاربلان)[1]

(1926م)



فنلندا البلد الإسكندنافي الأبعد عن بريطانيا، يمتلك مثل كندا ثقافةً ثنائية اللغة. فاللغة الفنلندية تنتمي إلى عائلة اللغات الفنلندية الأوغرية التي تشمل الفنلندية والهنغارية وقرابة عشر لغات أخرى محكية في دول الاتحاد السوفيتي السابق.



وهذه بدورها مختلفة كلياً عن اللغات الاسكندنافية. لكنْ نظراً لأن فنلندا ظلت جزءاً من السويد طوال ستة قرون، فإن السويدية كانت اللغة الرسمية، ولغة معظم الأدب المكتوب حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبالتالي فإن التنوع المحكي والمكتوب في فنلندا يُصْطَلَحُ عليهِ الآنَ بالفنلندي السويدي.



وعلاوة على الشعر الشعبي في فنلندا والذي انبثقت منه ملحمة (كالفالا) فإن الأدب قد تنامى وازدهر خلال القرن الماضي بالفنلندية السويدية؛ إذ شهدت نهاية القرن العشرين ازدهاراً في كل أجناسه.



وفي شهر أكتوبر من عام 1985م شارك عدد من الشعراء الفنلنديين في مهرجان فنلندي للمجتمع الشعري بلندن وكان من بينهم (بوكاربلان) الذي سنعرض له في هذا المقال، مُصَنَّفاً كأعظم شاعر يكتب في فنلندا حالياً.



يكتب (بوكاربلان) عن جوهر التجربة الإنسانية بجمالية غنائية مرهفة. وهو مقروء بنجاح كبير في أمريكا. وقد نشر منذ مجلده الأول عام 1946م، وعلى مدار ثلاثين عاماً، ما يزيد على اثنتي عشرة مجموعة ومختارات شعرية. كما كتب قصصاً قصيرة وروايات وتمثيلية وكتب أطفال، علاوة على أعمال كثيرة قدمها إلى الإذاعة والتلفزيون.



ورغم اعتراف (كاربلان) بالتأثيرات الأولى لـ (جورج تراكل) والكاتبين الفرنسيين (جاكوب) و(إلوار)، وبالدرجة الأولى (والاس ستيفنسن)، إلاَّ أن شعره يظل ذا أصالة فريدة. وكما يفعل الشاعر الفاروري[2] (ويليم هانيسن)، فإن (كاربلان) يستمد الكثير من إلهامه من الطبيعة، من حضور شتائها الشمالي القاسي، ومن سمات ربيعها وصيفها اللطيفين. إن الطبيعة بالنسبة إليه هي مجاز اللغة، وبالتالي فهي لغة بذاتها.





(بوكاربلان):


واحد من شعراء فنلندا الرواد، يكتب بالفنلندية السويدية، ولد عام 1926م. ظهر أول كتاب أشعار له في عام 1946م. ونال درجة الدكتوراه عام 1960م.



كتب منذ ذلك الوقت أربعة عشر مجلداً شعرياً، علاوة على كونه روائياً ومسرحياً وكاتب مقالة وناقداً.


وقد ترجمت أعماله إلى الفنلندية والدانماركية والنرويجية والألمانية والإنكليزية والبولونية والسلوفاكية والفرنسية. وفي عام 1980م مُنح (كاربلان) مع بعض المميزين الآخرين، درجة الأستاذية لخمس سنوات من قبل لجنة الدولة الفنلندية للآداب.






- - - - - - - - -



[1] مجلة الآداب العالمية، العدد: 125، شتاء 2002م، السنة: 31، اتحاد الكتاب العرب بدمشق. (بتصرف)




[2]نسبة إلى أرخبيل فارو Faero الدانماركي في المحيط الأطلسي شمالي اسكتلندا.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:11 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



غريب[3]



شَخْصٌ آخَرُ أنتَ في هذهِ المدينة


جادَّاتٌ بأوراقٍ منَ الصقيعِ


والوقت


بعيدٌ خلفَ الشوارعِ الحجريةِ للحياة


شبابُك، خُطاك


تراها جميعاً في الذاكرة


كأنَّها بَهائِمُ تَرْنُو إلى الربيع


تحتَ تِيجانِ الخريف




- - - - - -


[3] المقاطع الشعرية في هذا المقال ترجمها عن الإنكليزية عز الدين محمود، والترجمة الإنكليزية للشاعرة (آن بورن).


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:14 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




مُكتَملْ



ضوءُ نهارٍ ساطعٌ يَجِيءُ


مِنْ خِلالِ النافذةِ، خريفٌ


يُحَفِّزُ القِيعانَ الشاسِعةَ


وحِينَها، وفي إشراقةِ السُّكونِ


حُقُولُنا تزخرُ


تُحلِّقُ الطُّيورُ، ومِثْلَ ماءِ النَّبْعِ


تَنْهَمِرُ الأصواتُ مِنْ خِلالِ القُبَّةِ شَفَّافةِ الوَمِيض


وفي الخِتامِ، اللقاءُ معَ الصَّمْتِ


نصبٌ بلا حراكٍ، كَشَجَرَة



= = = =







مشوار خريفي




رَجُلٌ يَسِيرُ خِلالَ الغابةِ


في يومٍ مُتَبدِّلِ الضِّياء


يَلْتَقِي القليل منَ النَّاس


يَقِفُ


يَرْقُبُ السماءَ الخريفيَّة


إنهُ مُتَّجِهٌ إلى الْمَقابِرِ


ولا أحَدَ يَسِيرُ خَلْفَه





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:16 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


باكورة الصباح



باكُورَةُ الصَّباحِ، بَاكُورَةُ الأعْشاب


هَدْأةُ الدُّروبِ


مَزارِعُ واسعةٌ


مُروجٌ


مَسالِكُ أليفةُ الظِّلالِ


ومِزَقٌ مِنْ ضوءٍ


ونحنُ نَتقاسَمُ السُّكُونَ

والخَاطِرَ العالِقَ في المكان




= = = =




في حجراتٍ مضاءة




مِنْ فوقِ تَلَّةٍ أرى بَحْراً فَسِيحاً


تحتَ ضِفافِ الغَيْمَةِ الظَّلْماء


سَطْحاً دائمَ التَّبدُّلِ


مُتَحرِّكاً رغمَ الثَّبات


السَّطْحُ كامِلُ الصفاءِ


مُقابِلَ الظلامِ


وتَمْتَمَاتُ الموجِ في تَتابُعٍ رَتِيبٍ


وتحتَ هذا الفَيْضِ ظُلْمَة


بُرُودة.. وصَمْت






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:18 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مدار




ويَنْهَضُونَ تارِكِينَ المائِدَة


ويَخْرُجُونَ عَبرَنا بعيداً


ويَتْرُكُونَ فوقَ المائدةِ السِّراجَ


لنا.. لِنَنْحَنِيَ.. ونُطْفِئَهُ


لكي – فقط - يظلّ ضوءٌ باهتٌ مِنْ ثَلْجٍ


وراءَ النَّوافِذِ الفارِغَة



= = = =





المدينة



المدينةُ شَبَحٌ يَكبرُ فوقَ السَّهْلِ المُشْمِس


وعبرَ السِّنِينَ دُروبٌ تَتلوَّى وأقواسٌ


ساحاتٌ تَهْجَعُ في القيلولةِ وتَتضرَّمُ في الصَّباحات


غلالاتُ أنهارٍ تُجاوِزُ أسواراً خَرْساءَ


وجُسورٌ تَسْوَدُّ بالعابِرِين


ومِنَ الداخلِ شَوارِعُ تزخرُ وبُيوتٌ تضطربُ


وليلٌ مُقْمِرٌ وصَمْتٌ





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:21 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



رعدةٌ



وامتدادُ الشاطئِ الْمُوْحِلِ الذي يَغُوصُ


في الأبْخِرَةِ الْمُتَماوِجَةِ



وفي الصَّباحِ


يَلْعَبُ الأطفالُ ثانيةً في الهواءِ الْمُنْعِشِ الوَضَّاء


أمَّا في وَضَحِ النَّهارِ فالهَمْهَماتُ البشريةُ تَعْلُو


على أجْنِحَةٍ سعيدةٍ بِضَرَباتِها السوداء


ومعَ ذاكَ، أحياناً، وعِندَ الْجُسورِ


تَتَّسِعُ الفَجَواتُ


مفتوحةً إلى الأعماقِ


وفي المساءِ يَظلُّ الهواءُ


مُعَبَّأً بِعِطْرِ الوَرْدِ


وفي الصباحِ


بِنَكْهَةِ الخُبْزِ الطازجِ


وأُولئِكَ الذينَ مازالُوا يَرَوْنَ ويَسْمَعُون الجَمالَ


لِبُرْهَةٍ يَتمسَّكُونَ بالمدينةِ والسَّهْلِ والسماءِ





وفي الصَّمْتِ



صوتُ طفلٍ يَعْلُو كَوَرْدَةٍ خارِجَ الضَّوْء




= = = = = =

= =





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:27 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصائد من الأدب الفنلندي(2)


بعد أن عرضنا في المقال السابق للشاعر الفنلندي (بوكاربلان) سنعرض في هذا المقال لأربعة من شعراء فنلندا ذوي تأثير واضح في الأدب الفنلندي، وقد تركوا آثاراً كان لها صدًى كبيرٌ في الساحة الشعرية الاسكندنافية. وهم:

1- الشاعرة إديت سوذيكرين.

2- الشاعر أونو كيلاس.

3- الشاعر فيليو كايافا.

4- الشاعر بانتي هولابا.






إديت سوذيكرين[1]

(1892 – 1923م)


ولدت (إديت سوذيكرين) شاعرة الشمال الأولى في (سان بطرسبورغ) وسط عائلة بورجوازية ما لبثت أن غادرت إلى (فنلندا) بسبب الثورة الروسية، واستقرت في منطقة قريبة من الحدود الروسية الفنلندية.



توفي والدها بمرض السلّ عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، ثم انتقل إليها المرض وبقيت تعانيه حتى قضى عليها في سن الحادية والثلاثين.


دارت الأم مع (إديت) بلدان أوروبا على أمل أن تتعافى الإبنة لكن من دون نتيجة، حتى عادت واستقرت في (رايفولا) وهي منطقة فنلندية نائية، إذ اضطرتها حالتها الصحية إلى أن تعيش هناك حياةً شبه منعزلة.



لقد توفيت (سوذيكرين) وهي في الحادية والثلاثين من عمرها، لكنها استطاعت أن تترك أثراً كبيراً في الأدب الإسكندنافي. ولم يدرك أحد في ذلك الحين، أي في العشرينيات من القرن الماضي، أنَّ مؤلفاتها الشعرية الصغيرة التي خلّفتها ستجعلها في قائمة أهمّ المحدثين في التجربة الشعرية الإسكندنافية.



والبعض يقرن ذِكْرَها بالشاعرة الأمريكية (إميلي ديكنسن)، وقد يعزى ذلك إلى عزلة الشاعرتين وانصرافهما إلى الكتابة وما نجم عن ذلك من شعرٍ طابعه التأمل والتعمق في الدواخل الإنسانية، عدا الموهبة الشعرية المتفردة التي امتلكتها.



تلقت (إديت سوذيكرين) تحصيلاً دراسياً جيداً وكانت تتقن الأسوجية، والروسية، والفنلندية، والألمانية، والإنكليزية والفرنسية، كما درست الإيطالية.



وأصدرت أربعة دواوين: (شعر) 1916م، (وتريات أيلول) 1918م، (معبد الوردة) 1919م، (مستقبل الظل) 1920م. وفي عام 1925م، أي بعد وفاتها بعامين، نشرت لها صديقتها ديوان (البلاد التي لا وجود لها).


رأى النقاد أن ما كتبته (سوذيكرين) في مطلع العشرينيات ينتمي إلى الحداثة المجددة، فقد انطبعت كتاباتها بالمستقبلية الروسية، والانطباعية الألمانية، والرمزية الفرنسية. ذلك أنها عرفت في مواضع عديدة من شعرها كيف توظّف عاطفتها والعمق الداخلي لمشاعرها ومن ثم تحافظ في الوقت نفسه على شعر في غاية التكثيف واللامباشرة، وكثيراً ما يحرك اللواعج ويبعث على الحزن.






- - - - - -


[1]عن صحيفة (النهار): 9/3/2006م (بتصرف).

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:30 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أنا غريبة




أنا غريبةٌ في هذا البَلَدِ


الذي يَقَعُ عميقاً تحتَ البَحْرِ الثَّقِيل

تُطِلُّ الشمسُ بأشِعَّةٍ مُتَمَوِّجَة

ويَنْسابُ الهواءُ بينَ يَدَيّ

أخْبَرُوني بأنِّي وُلِدْتُ في الحَبْس

لا وَجْهَ يَبْدُو أليفاً ليْ هُنا

هل كُنتُ حَصاةً رَمَوْها في القاع

هل كُنتُ ثَمَرةً ثَقُلَتْ على غُصْنِها

أسْتَلْقِي غافِيَةً عِنْدَ قَدَمِ شَجَرَةٍ

كيفَ سأتَسلَّقُ تِلكَ الْجُذُوعَ الْمَلْسَاء

في الأعالي تَلْتَقِي القِمَمُ الْمُتَأرْجِحَة

لو أجْلِسُ هُناك


لأرْنُوَ إلى الدُّخانِ يَتصاعَدُ مِنْ مَداخِنِ بِلادِيْ...[2]




• • •

[2]ترجمة: دنى غالي.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:34 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أونو كيلاس[3]

(1901 – 1933م)



أونو كيلاس شاعر وكاتب فنلندي. حين توفيت والدته وهو صغير، نشأ على يد جدته نشأة دينية. ثم درس في جامعة (هلسنكي). بدأ حياته الأدبية و هو صحفي عام 1922م، ونشر أول أعماله الشعرية عام 1922م، ثم التحق بالجيش الفنلندي من عام 1923م إلى عام 1925م، وبعد حياة أدبية قصيرة وكثيفة أصيب بالسل وتوفي في مدينة (نيس) الفرنسية، ودُفن في (هلسنكي).



الغريب




كنتُ غريباً في كُلِّ مكانٍ وَطِئَتْهُ قَدَماي



وكانُوا يَرْشُقُونَني بِنَظَراتٍ طويلة



وكنتُ أبتغي الفِرارَ دَوْماً



مِنَ المكانِ الذي أكونُ فيه



وحينَ يُمْسِي ليْ مأوى



فهُناكَ أيضاً أغْدُو غريباً



ليسَ ليْ ثَمَّةَ أيُّ مكانٍ



في العالمِ أرْتاحُ فيه



ويَتلوَّى في أعماقي



رَجُلٌ كُنتُ أجْهَلُه





• •


[3] شعراء فنلنديون: ترجمة سعيد صائب، دار الثقافة (دمشق).

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-15-2011, 09:35 PM
المشاركة 10
عبد المجيد عامر محمد جابر
عضو
  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذة رقيّة صالح على هذا الاختيار الموفّق من الشعر العالمي .
بوركتِ، وبورك يراعك الفاتن. قلم منساب انسياب الماء الدفّاق العذب.
وفّقك الله مع خالص ودّي وتقديري....

وإن احتجت إلى نقد أي عمل أدبي فأنا جاهز.
http://odaba2.blogspot.com


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصائد من الأدب الفنلندي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أرقى كتب الأدب والبلاغة الإنشاء ( جواهر الأدب ) ناريمان الشريف منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 54 01-19-2021 11:23 PM
بيل نوت: قصائد عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 2 02-20-2020 08:12 PM
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
قصائد هاربة ..قصائد أرهقتني . ديوان جديد للشاعر صلاح داود صلاح داود منبر الشعر العمودي 8 06-03-2011 04:29 AM
قصائد هاربة ..قصائد أرهقتني . ديوان جديد للشاعر صلاح داود صلاح داود منبر رواق الكُتب. 0 05-31-2011 07:20 PM

الساعة الآن 06:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.