احصائيات

الردود
5

المشاهدات
4350
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
01-12-2011, 09:55 PM
المشاركة 1
01-12-2011, 09:55 PM
المشاركة 1
افتراضي الملحمة
الملحمة εποσ باليونانية .. وepicum باللاتينية .. وepic بالإنكليزية .. وépopée بالفرنسية .. وEpos بالألمانية، عمل أدبي سردي طويل منظوم شعراً، عُرف منذ القدم لدى معظم شعوب العالم، وأسس بتطور سماته المشتركة ما عُرف لاحقاً بالجنس الملحمي في الأدب إلى جانب جنسي الشعر والمسرح.


تسرد الملحمة مآثر بطولية مهمة في حياة شعب بعينه، مثل حرب حاسمة وأبطالها وأماكنها وتفصيلاتها، كما في ملحمة «مهابهاراتا» و«الإلياذة»، أو سيرة ملك بطل مثل «غلغامش» وراما في ملحمة «رامايانا» وأوليس في ملحمة «الأوديسة»، أو نشوء أمة كما في «الإنيادة». وهي تستخدم في متنها الأساطير والحكايات البطولية وقصص الآلهة وخرافات الحيوانات؛ لتقدم صورة شبه متكاملة عن عالم ما، تفترض أنه حقيقي، كما تتضمن تعليمات وشروحات دينية بقصد الإرشاد والتعليم.


كانت الملحمة قديماً تُتناقل شفاهة من جيل إلى جيل، ولاسيما في بلاطات الملوك وقصور الأمراء، مع مرافقة موسيقية غالباً، وترية أو نفخية، أو كليهما معاً، بما ينسجم مع إيقاعات السرد الحكائي من ناحية، وبما يوحي بالمشهد المصوَّر ومزاجه من ناحية أخرى: معركة، عرس، حفلة، احتفال، مناجاة فردية. ولاشك في أن رواة الملاحم في مختلف الحضارات كانوا يتمتعون بمواهب استثنائية على صعيد الحفظ وامتلاك ناصية اللغة والتعبير الحركي المرافِق بالوجه mimic وبالأطراف gestic وبطبقات الصوت vocalization، فيأسر الراوي مستمعيه بشخصه ويشدهم إليه بموضوعه.

وقد أدت تقاليد الرواة في أحايين كثيرة إلى تغييرات وإضافات أو اختصارات أو تأويلات نتج منها ظهور صياغات متعددة للملحمة نفسها، في العصر نفسه، أو بين عصر وآخر. وقد توافرت إشارات صريحة إلى ما سبق ذكره، سواء في الملحمتين الهنديتين «مهابهاراتا» و«رامايانا»، أو الإغريقيتين «الإلياذة» و«الأوديسّة».



وقد ظهرت أولى الملاحم في المجتمعات البشرية القديمة في مرحلة انتقالية بين النظام المشاعي والنظام الإقطاعي المبكر؛ ويرى هيغل في كتابه «علم الجمال» أن مؤلفي الشعر الملحمي حينذاك لم يمتلكوا تصوراً فردياً وحساً داخلياً منفصلاً عن وجود الجماعة (القوم) كلياً، ولهذا صارت أشعارهم ملكية عامة يتم تداولها وتناقلها من دون ذكر أسماء مؤلفيها، ولذا عُدت هذه الأشعار زمناً طويلاً نتاجَ الخيال الشعبي، ولاسيما عند شعراء الرومنسية (الإبداعية)، أو نتاجَ عدد من الشعراء ثم صاغها شاعر موهوب في زمن لاحق بأسلوبه الخاص فنسبت إليه، كحال هوميروس مثلاً، بحسب رأي كثير من الباحثين الذين ناقشوا ما سُميّ بالمشكلة الهوميرية. ويرى بعض المستشرقين من المختصين في الأدب السنسكريتي أن نسبة «المهابهاراتا» إلى ڤياسا Viasa و«الرامايانا» إلى ڤالميكي Valmiki ما هي إلا من قبيل إسباغ نوع من القدسية على النصين، لما تتضمنانه من مسائل وشخصيات دينية ذات أهمية بالغة عند الهندوس. وبما أنه صار مؤكداً علمياً أن نصوص معظم الملاحم القديمة قد استغرقت قروناً عدة حتى اكتملت صياغاتها المتداولة حالياً فلا يمكن نسبتها إلى مؤلف وحيد. وقد اقترح باحثون آخرون أن الشعر الملحمي يظهر عادة في أزمان أطلقوا عليها اسم «عصور البطولة» heroic ages التي مرت بها أمم متعددة في مرحلة اضطرارها إلى الدفاع عن هويتها الوطنية في وجه خطر ما. وإذا كانت هذه الأمم تمتلك ثروات طبيعية وافرة واقتصاداً نشيطاً فإنها تنتج عادة أرستقراطية قوية حاكمة ذات طابع عسكري يبحث قادتها عن تخليد أسمائهم باجتراح البطولات في المعارك، وبحفظ مآثرهم للمستقبل في الأشعار الملحمية. ومن ثم يبدو أن الوظيفة الأساسية للشعر الملحمي في عصور البطولة هي تحفيز الروح القتالية عند المحاربين وتشجيعهم على الإقدام والتضحية بتمجيد أفعال آبائهم وأجدادهم نماذج للبطولة الوطنية.


وكانت هذه الأشعار تُغنّى من قِبل رواة محترفين، قبل المعارك وبعدها وبمشاركة المحاربين أنفسهم، لخلق الروح الجماعية. وما يُستنتج من ذلك هو أن التقاليد الملحمية في الواقع هي تقاليد العائلات الأرستقراطية الحاكمة وأنسابها وبطولاتها، التي تؤهلها للاستئثار بالحكم وإدارة شؤون الرعية. وطالما بقيت الأمة أميةً استمرت شفاهية التقاليد الملحمية، التي لا تأفل مع زوال العصر البطولي واندثار العائلة الأرستقراطية، بل إنها تأخذ طريق النضج والصقل الفني، مع تحول وظيفتها لتصير نوعاً من التسلية الشعبية وصورة من ماضٍ تليد، حافل بالمغامرات والتضحيات والبطولات.



يدل البحث في أهداف الشعر الملحمي الشفاهي في عصور البطولة ما قبل تدوينه - بما فيها عصر الجاهلية عند العرب - على أن هذا الشعر كان يصور عادة الأفعال البارزة للملوك والأمراء وكبار المحاربين الذين ظهروا في تلك العصور في هذه الأمة أو تلك. ولما كانت وظيفة هذا الشعر في المقام الأول تمجيد هذه الأفعال وأصحابها، لا تسجيلها وحسب، فقد كان الشعراء، المجهولون غالباً، يبالغون في تصويرهم ويحيطونهم بهالة خارقة من العظمة والبطولة، تقارب النماذج الأسطورية المتخيلة التي يمتلك بعضها صفات عامة، وبعضها الآخر صفات خاصة بمكان بعينه وبخصوصية هذه الحضارة أو تلك.


لكن أبطال معظم الملاحم ولدوا نتيجة اتحاد غير شرعي أو غير طبيعي بين امرأة بشرية وكائن إلهي أو خارق، فيُهْجرون حال الولادة، وتُرضِعهم ذئبة أو لبوءة، ثم تتبناهم عائلة بسيطة متواضعة في بيئة ريفية، وينمون بسرعة مذهلة، وتكون أولى معاركهم مع وحش خارق، كالتنين مثلاً، من أجل فتاة بشرية يتزوجونها، ويموتون باكراً، غالباً، في ظروفٍ عجيبة غريبة كتلك التي أحاطت بولادتهم. وفي تقاليد الشعوب الهندية الأوربية يولد البطل، غالباً، توأماً يحوز عقب ولادته الخارقة مناعة ضد الموت، سوى في نقطة ضعف في جسمه، مثل كاحله (آخيليوس في «الإلياذة» تكون السبب في مقتله.



وفي معظم الأحيان يكون مربّيه حداداً، وقد يحدث أن يتنكر البطل في إحدى مراحل شبابه في زي امرأة، وقد يقهر تنيناً بثلاثة رؤوس، وسرعان ما ينجب ولداً من امرأة أجنبية أو غير بشرية تُنشئه في موطنها ويصير محارباً بقوة أبيه الذي لا يعرفه. وعندما يلتقيان يقتل الأبُ ابنَه في معركة ثنائية شرسة وطويلة. وسرعان ما يموت البطل نتيجة ارتكابه الخطأ تلو الآخر، وغالباً ما تكون أخطاؤه بمنزلة آثام لا تغتفر.


وهناك في اليابان مثلاً نموذج مغاير من أبطال الملاحم، فبعض المحاربين من الأرستقراطية الحاكمة ممن حازوا صفة بطل شعبي، يزوَّدون في حالات كثيرة- في قصصهم البطولية- بأربعة أتباع فائقي الشجاعة والإخلاص يُسمون حراس النقاط الأساسية الأربع، وهم أقرب الناس إلى سيدهم الذي يوصف عادة بكونه قائداً ألمعياً ممتازاً تعوزه القوة الجسدية، فيحمونه من أي خطر كان. وهم في وظيفتهم هذه بمنزلة نموذج أسطوري مأخوذ عن البوذية يمثل ملوك ديڤا Deva الأربعة الذين كانوا يحافظون على تعاليم بوذا من أخطار الشياطين.



أما عنترة العبسي فيمثل نموذجاً مختلفاً تماماً، من حيث كونه عبداً مرذولاً من جهة وبطلاً مدافعاً عن الحمى من جهة أخرى. وعلى الرغم من كونه ابن سيد القبيلة من جاريته الزنجية، لكن عليه كسب حريته (إعتاقه من العبودية) ليكون أهلاً لحبيبته وابنة عمه عبلة؛ ومن ثم يجوز تأويل بطولاته المختلفة والخارقة على أنها وليدة دافع شخصي.



كما يمكن النظر إلى الزير سالم بصفته نموذجاً مختلفاً أيضاً للبطل الملحمي إذ تكمن مأساة هذا الزير الشاعر المهلهِل في مطالبته أعداءه بتحقيق المستحيل على صعيد الممكن البشري: «أريد أخي كليب حياً». وفي أثناء أربعين عاماً من الإصرار الأعمى على هذا المطلب، كان لابد من سقوط آلاف الضحايا من أبناء العمومة، وتشرد آلاف آخرين من غير طائل.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-12-2011, 10:02 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وثمة نموذج بارز في التقاليد الملحمية الهندية الأوربية يطلق عليه اسم «العقيدة الثلاثية» tripartite ideology أو «النظام ذو الوظائف الثلاث» tri functional system .



وقد توصل الباحثون إلى اكتشاف هذه العقيدة الثلاثية لدى أمة هندية أوربية من مرحلة ما قبل التاريخ، استمر تأثير تفكيرها في الحضارات اللاحقة، بل حتى في لاوعي بعض الناطقين المعاصرين بلغات هندية أوربية. ترى العقيدة الثلاثية في الكون وجود ثلاثة مبادئ أساسية تتحقق بوساطة ثلاثة أنواع من البشر، هم: الكهنة والمحاربون ومنتجو الثروة. وانسجاماً مع هذه العقيدة (الفلسفة) وجد الباحثون في عدد من الملاحم الهندية الأوربية تفاعلات بين هذه الأنواع الثلاثة في إطار موضوعاتها المركزية، أي بين: الدين، المَلكية، القوة الجسدية، الخصوبة، الصحة، الثروة والجمال.


وخير مثال على ذلك هو ملحمة «المهابهاراتا» الهندية، ولاسيما منها جماعة البانداڤا من حيث تكوين بنيتها وتفاعلاتها عبر تجاربها المختلفة. وتعد هذه الملحمة تجسيداً للصراع الأسطوري بين الآلهة والشياطين، ينتهي بتدمير بعضهما بعضاً، تمهيداً لعالم جديد طاهر يقوده بعض الأخيار الناجين من الكارثة. والمثال الساطع الآخر على هذا النموذج هو القسم الأول من ملحمة الفردوسي «الشاهنامة» الذي يعتمد على العقيدة الزردشتية، أي على الصراع بين الخير والشر أو النور والظلمة.



أما ملحمة «غلغامش» الرافدية التي جمع أشلاءها وأعاد صياغتها الشاعر سين - لِقِه- أونيني نحو 1200 ق.م فتعالج موضوعات الصداقة والبطولة والمآثر المجيدة والموت المرير والبحث اليائس عن الخلود، وكذلك موضوع العلاقة الوثيقة بين وجود الإنسان وقدره المحتوم والغامض.



ينطوي التراث الأدبي العربي على كثير من الإبداعات الشفاهية التي تكاملت عبر العصور إلى أن دُونت فثبتت صيغتها المعروفة والمتداولة، وهناك منها ما يحمل سمات ملحمية واضحة من حيث المبنى والمعنى، مع اختلاف في لغة السرد، إذ إنها تجمع بين النثر والشعر معاً، لكنه نثر إيقاعي يكاد يقارب الشعر. ومن هذه الأعمال «السيرة الهلالية» و«سيرة الأميرة ذات الهمة» و«سيرة الملك سيف بن ذي يزن» و«سيرة شيبان مع كسرى أنوشروان» على سبيل الذكر لا الحصر. وقد كان الهدف منها تصوير مناقب الجاهلية كالحماسة والوفاء والجوار والشجاعة والعصبية والثأر، ولم تدوَّن هذه القصص الملحمية إلا ما بعد الإسلام، ولاسيما في أواخر العصر العباسي.




وبعد مدة طويلة من الكمون الملحوظ عادت الملحمة إلى الظهور في العصور الوسطى في أوربا، وترافق نموها لاحقاً مع بدايات ظهور الفن الروائي [الرواية] . منها ما بقي مجهول المؤلف، ومنها ما ينسب إلى أدباء مشاهير. وأشهر هذه الملاحم «بيوولف» Beowulf الأنغلو- سكسونية (ق 8م) و«نشيد هيلدِبراندا» Hildebrandslied (ق 9م) و«نشيد النيبلونْغِن» Nibelungenlied الألمانيان (ق 12م)، و«نشيد رولاند» Chanson de Roland الفرنسي (ق 12م) و«نشيد إيغور» Slovo o Polku Igoreve الروسي (ق 12م)، و«كالِڤلا» Kalevala الفنلندية (ق 19م)، و«إدَّا» Edda الإيسلندية (ق 12م)، ثم هناك «الكوميديا الإلهية» لدانتي و«رولاند الغاضب» لأريوستو و«الفردوس الضائع» لمِلتون و«القدس المحررة» لتاسو، و«المسيح المخلص» لكلوبشتوك و«أوبيرون» لڤيلاند و«هرمَن ودوروتيا» لغوته و«بان تاديوش» لميتسكييڤيتش، وهذا أيضاً على سبيل الذكر لا الحصر.




وهناك من الشرق ملحمة «مناس» Manas القرقيزية لرادلوڤ (ق 19م) وملحمة «مِمْ وزين» Mem û Zîn الكردية لأحمد خاني وملحمة «روعة الملوك» الحبشية (ق 13م) وملحمة «الملك غيسر» Gesser Chan التبتية (ق 11م) وملحمة «راماكين» Ramakien التايلندية (ق 18م) وغيرها كثير.




ترجمة نبيل الحفار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-12-2011, 11:13 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

والله إنها لمعلومات ممتعة . .
بدأت بها أمسية جميلة . .

وقد خطر على بالي خاطر . .
أما يوجد في منتدانا من يكتب قصة تحوي مع السرد نثراً وشعراً . .
أظنها ستكون جميلة . . وجديدة . .
وخصوصاً إذا وجد فيها التوازن اللازم بين الأنواع الثلاثة . .
وكانت بنيتها الأساسية بنية قصة متكاملة . .

عزيزتي . .
دمت بود وخير وعزة . .
تقبلي احترامي وتقديري . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 01-13-2011, 01:47 PM
المشاركة 4
طارق الأندلسي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

موضوعك قمة في الرقي ولنا أن نتعرف هنا على عالم الملحمة وتقاليدها وكماليتها
تفصيلات مهمة مررت عليها واسمحي لي بالحديث عن واحدة من الملاحم الهامة في تاريخ الشرق القديم ..

ملحمة جلجامش :

ملحمة گلگامش (أو ملحمة جلجامش ) هي ملحمة سومرية مكتوبة بخط مسماري على 11 لوحاً طينياً اكتشفت لأول مرة عام 1853 م في موقع أثري اكتشف بالصدفة وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشور بانيبال في نينوى في العراق ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني. الألواح مكتوبة باللغة الأكادية ويحمل في نهايته توقيعا لشخص اسمه شين ئيقي ئونيني الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة التي يعتبرها البعض أقدم قصة كتبها الإنسان.

بداية الملحمة :

تبدأ الملحمة بالحديث عن گلگامش ملك أورك الذي كانت والدته إله خالد ووالده بشراً فانياً ولهذا قيل بأن ثلثاه إله والثلث الباقى بشر وبسبب الجزء الفاني منه يبدأ بإدراك حقيقة أنه لن يكون خالداً. تجعل الملحمة گلگامش ملكاً محبوباً من قبل سكان أورك حيث تنسب له ممارسات سيئة منها ممارسة الجنس مع كل عروس جديدة وأيضاً تسخير الناس في بناء سور ضخم حول أورك العظيمة.

ابتهل سكان أورك للآلهة بأن تجد لهم مخرجا من ظلم گلگامش فاستجابت الآلهة وقامت إحدى الآلهات واسمها أرورو بخلق رجل وحشي كان الشعر الكثيف يغطي جسده ويعيش في البرية يأكل الأعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات أي أنه كان على النقيض تماماً من شخصية گلگامش ويرى بعض المحللين أن هناك رموزاً إلى الصراع بين المدنية وحياة المدن الذي بدأ السومريون بالتعود عليه تدريجيا بعد أن غادروا حياة البساطة والزراعة المتمثلة في شخصية أنكيدو.

كان أنكيدو يخلص الحيوانات من مصيدة الصيادين الذي كانوا يقتاتون على الصيد فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك گلگامش الذي أمر إحدى خادمات المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها وبهذه الطريقة سوف يبتعد الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضاً ومدنياً. حالف النجاح خطة الملك گلگامش وبدأت خادمة المعبد وكان اسمها شامات وتعمل خادمة في معبد الآلهة عشتار بتعليم أنكيدو الحياة المدنية من كيفية الأكل واللبس وشرب النبيذ ثم تبدأ بإخبار أنكيدو عن قوة جلجامش وكيف أنه يدخل بالعروسات قبل أن يدخل بهن أزواجهن وعندما يسمع أنكيدو هذا الشيئ يستشيط غضباً ويقرر أن يتحدى گلگامش في مصارعة كي يجبره على ترك تلك العادة. يتصارع الإثنان بشراسة حيث أن الإثنان متقاربان في القوة ولكن في النهاية تكون الغلبة لگلگامش ويعترف أنكيدو بقوة گلگامش وبعد هذه الحادثة يصبح الإثنان صديقين حميمين.

يحاول گلگامش دائماً القيام بأعمال عظيمة لكي يبقى اسمه خالداً فيقرر في يوم من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار الأرز ويقطع جميع أشجارها ولكي يحقق هذا يجب عليه القضاء على حارس الغابة الذي هو مخلوق ضخم وقبيح واسمه خومبابا. ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي يعيش فيه الآلهة ويعتقد أن المكان المقصود يقع الآن في منطقة بين إيران والبحرين.


الصراع في غابة الأرز :

گلگامش وأنكيدو وهما يصارعان الثور المقدس يبدأ گلگامش وأنكيدو رحلتهما نحو غابات أشجار الأرز بعد حصولهما على مباركة شمش إله الشمس الذي كان أيضا إله الحكمة عند البابليين والسومريين وهو نفس الإله الذي نشاهده في مسلة حمورابي المشهورة وهو يناول الشرائع إلى الملك حمورابي وأثناء الرحلة يرى گلگامش سلسلة من الكوابيس والأحلام لكن أنكيدو الذي كان في قرارة نفسه متخوفا من فكرة قتل حارس الغابة يطمأن گلگامش بصورة مستمرة على أن أحلامه تحمل معاني النصر والغلبة.

عند وصولهما الغابة يبدآن بقطع أشجارها فيقترب منهما حارس الغابة هومبابا ويبدأ قتال عنيف ولكن الغلبة تكون لگلگامش وأنكيدو حيث يقع هومبابا على الأرض ويبدأ بالتوسل منهما كي لا يقتلاه ولكن توسله لم يكن مجديا حيث أجهز الإثنان على هومبابا وأردياه قتيلا. أثار قتل حارس الغابة غضب آلهة الماء أنليل حيث كانت أنليل هي الآلهة التي أناطت مسؤولية حراسة الغابة بهومبابا.
بعد مصرع حارس الغابة الذي كان يعتبر وحشاً مخيفاً يبدأ اسم گلگامش بالانتشار ويطبق شهرته الآفاق فتحاول الآلهة عشتار التقرب منه بغرض الزواج من جلجامش ولكن گلگامش يرفض العرض فتشعر عشتار بالإهانة وتغضب غضبا شديداً فتطلب من والدها آنو، إله السماء، أن ينتقم لكبرياءها فيقوم آنو بإرسال ثور مقدس من السماء لكن أنكيدو يتمكن من الامساك بقرن الثور ويقوم گلگامش بالإجهاز عليه وقتله.

بعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلهة اجتماعاً للنظر في كيفية معاقبة جلجامش وأنكيدو لقتلهما مخلوقا مقدسا فيقرر الآلهة على قتل أنكيدو لأنه كان من البشر أما گلگامش فكان يسري في عروقه دم الآلهة من جانب والده التي كانت آلهة فيبدأ المرض المنزل من الآلهة بإصابة أنكيدو الصديق الحميم لجلجامش فيموت بعد فترة.

رحلة گلگامش في بحثه عن الخلود :

بعد موت أنكيدو يصاب گلگامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم گلگامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شارداً في البرية خارج أورك وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات. بالإضافة إلى حزن گلگامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوماً لأنه بشر والبشر فانٍ ولا خلود إلا للآلهة. بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية. لكي يجد جلجامش سر الخلود عليه أن يجد الانسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابهاً جداً أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام. وأثناء بحث گلگامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الآلهات واسمها سيدوري التي كانت آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى گلگامش والتي تتلخص بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المؤكولات ويلبس أحسن الثياب ويحاول أن يكون سعيداً بما يملك لكن گلگامش كان مصراً على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال گلگامش إلى المعداوي، أورشنبي، ليساعده في عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود.
عندما يجد گلگامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح, وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود. بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار گلگامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على گلگامش ليصبح خالداً, إذا تمكن گلگامش من البقاء متيقظاً دون أن يغلبه النوم لمدة 6 أيام و 9 ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا الإختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إبجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود. تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على گلگامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى گلگامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود, يغوص گلگامش في أعماق البحر ويتمكن من اقتلاع العشب السحري.

عودة گلگامش إلى أورك :

بعد حصول گلگامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع گلگامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخماً كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث الملحمة عن موت گلگامش وحزن أورك على وفاته.

دمت بكل الخير يا رقية


فوق عرش الرب
تشتعل المحبة
كالأنجم الزهر
وتحت قناطر السماء
يتمايل شعاع من نور
قديم 01-13-2011, 10:34 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والله إنها لمعلومات ممتعة . .
بدأت بها أمسية جميلة . .

وقد خطر على بالي خاطر . .
أما يوجد في منتدانا من يكتب قصة تحوي مع السرد نثراً وشعراً . .
أظنها ستكون جميلة . . وجديدة . .
وخصوصاً إذا وجد فيها التوازن اللازم بين الأنواع الثلاثة . .
وكانت بنيتها الأساسية بنية قصة متكاملة . .

عزيزتي . .
دمت بود وخير وعزة . .
تقبلي احترامي وتقديري . .


** أحمد فؤاد صوفي **


سلام الله عليك .. العزيز أحمد
بارك الله بك وهنيئاً لنا بتواجد قلب كبير ناصع
وفكر يستحق الإنحناء والإحترام كقلبك

أجل أخي العزيز أتساءل بيني وبين نفسي
أنت كاتب وتمتلك قدرة وخيال واسع ومتميز وملتزم
ولديك موهبة فذة يفتقدها الكثيرين تستطيع كتابة قصة
مع السرد والنثر .. متسلسلة ومتكاملة
أظنها ستكون من أروع ما يمكن
والله يا صديقي أمسيتي دائماً تبدأ بالجمال بحضورك
بمجرّد تواجدك في منابر أشعر أن منابرنا بخير
يسرني دوماً مرورك وتعليقك
فائق التقدير والاحترام .. وود لا ينتهي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-13-2011, 10:36 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمات من ملحمة ذهبية في مساحات أفق الآداب العالمية
سطعت من مدار نورك على مشارف الألق

الأديب الأندلسي .. طيار منابر
طارق الأندلسي

دائماً تتحفني بالجمال وحضورك أجمل من الجمال
دمت اسماً وكوكباً يشع في منابرنا ومنبر الآداب العالمية
خالص الشكر والتقدير .. دمت بخير
الجوري والياسمين الدمشقي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.