احصائيات

الردود
1

المشاهدات
4680
 
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي


طارق أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
261

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
الســـــــــــــــــــودان

رقم العضوية
9559
01-10-2011, 09:51 PM
المشاركة 1
01-10-2011, 09:51 PM
المشاركة 1
افتراضي مبارك الصادق و الرواية الموازية
مبارك الصادق والرواية الموازية
قراءة نقدية في رواية :( إختلاجات الشيخ الأخيرة )
طــارق أحمــد عبــد الله

m

التوازي في الرياضيات يعرف بأنه: الخطوط التي تكون موازية بعضها البعض دون أن تتقاطع أو تتماس..والأستاذ( مبارك الصادق) في روايته:(اختلاجات الشيخ الأخيرة ) جعل من الرواية الأولي موازيةً للرواية الثانية التي تمثلها مسرحية ( الشيخ الملك ) محاولاً بذلك إخفاء غرضه الأدبي كما في الأسلوب البلاغي..إذ يظن كل من قراء هذه الرواية أنها تدور حول ( سليمان ) المتقدم في السن و ( أماني ) التي في سن الشباب و زهوه ..
وليس هذا بكل شيئى حتي يظن القارئى أن بالكتاب روايتين منفصلتين .. فالرواية الثانية تصدر عن الأولي .. و تظل ضمن أحداثها .. و الأمر يحتاج لقارئى حصيف حتي يستجلي الأمور و يستبطن دواخلها ..
تشتمل الرواية علي سبعة أجزاء في الجزء الأول منها تتحدث عن الشاعر الذي تقدمت به السن و هو يتحسر علي شبابه الذي مضي إذ يقول : ( كنت أسمع هديل السنين و إنكسار دقاتها و مدية غدر الأحبة تغوص عميقاً لم يعد للأشياءِ طعمها السابق , حيث إنطفأ البريق , و خمدت جذوة الإشتعال .. فكان الهمود و التلاشي .. ) .
أما الجزء الثاني فيتحدث عن مسرحية ( الشيخ الملك ) و قد تحدثنا عنها في مقالنا السابق بالعدد( 8301 بتأريخ 17 / مايو / 2005 ) بالملف الثقافي لصحيفة الأيام بعنوان : ( قراءة نقدية في رواية إختلاجات الشيخ الأخيرة ) .. إذ كاد المؤلف أن يخفي عنَّا الحقائق لو لا بعض المؤشرات التي تدل علي الواقع الزماني و المكاني لأحداث الرواية .. مثل :( و إنَّ الجوع ما يني يفري الأكباد .. و يبري الأجساد .. و مع ذلك فالأنهار جارية .. و الأيام ماضية .. ) و مؤشر ثاني : ( إنَّ الرعية ضجت من كثرة المكوس .. و كثرة الجهات المتسلطة .. ) .. و مؤشر ثالث : ( إنَّ حياة الشعب يا مولاي قد تبولست بما فيه الكفاية .. ) .. أليس هذا بواقعنا الذي نحياه ؟؟
و مؤشر رابع : ( .. و أنت ها هنا تقول أنك تبسط العدل ؟؟ و أي عدلٍ ؟؟ و منذ عرفنا الممالك و الدويلات .. و أمراء الطوائف و المشيخات .. كنَّا قد عرفنا دور الأجناد .. إذ هم القوة الضاربة لمحاربة الأعداء .. و رد الغزاة .. وحراسة الثغور .. و بسط هيبة الدولة . لا لمحاربة الشعب و توجيه السلاح الي صدره ).. اليست هذه رساله الى الحكام ؟؟ ..
هذه رواية ثانيه موازيه للروايه الاولى وقضيتها لم تنتهى بعد .. فالشيخ الملك لم يمت كما اورده الكاتب بالمسرحيه التى بالروايه .. ولاغبار على الكاتب فيما ذهب اليه لان ابتعاد الشيخ الملك عن السلطه يعد نهاية له وانه – اي الشيخ الملك – كالحيتان لايحيا خارج البحر – اى السلطه – وانه اي الكاتب بشر لايعلم الغيب ولايدرى بأن الملك الشيخ برمائي يمكن ان يحيا خارج البحر ..
وفى الجزء الثالث من الروايه يواصل الكاتب الرواية الاولى متحدثا عن ( سليمان ) وقريبته ( فوزيه ) التى لايودها زوجةً له ثم يصور اصطدامها( باماني ) التى يريدها قلبه.. ثم يعرج على احداث المسرحيه محور الكتاب.. وعجبى ممن يقراء تعليق الكاتب الناقد فى نهاية المسرحيه ولايفهم مراده .. اذ يقول:(و رغم تهليل الحضور وهتافهم وتصفيقهم واعجابهم .. الا اننى كاتب هذه المسرحيه الفجه اجدها ردئية ورخيصه فى تهافتها المشين .. ومباشرتها وتقريريتها.. وخلوها من الرمز الخلاق وافتقادها للفن اذ تعمد الى واقعية مبتسره فى تجاوزها المد الحداثى .. وبالجمله فانها لاتلبي اشراط الفن ومقتضايته..)
هل سليمان الشاعر هو كاتب المسرحيه؟؟ ام هو الاستاذ مبارك الصادق؟؟.. اختر من شئت منهما فما هما الاشخصٌ واحد ..وبغض النظر عن وصف الكاتب للمسرحية بانها ردئيه- فذاك امرٌ قد نختلف فيه معه- يقر الكاتب بانها واقعيه.. نعم هي كذلك .. وليت كل من قراءها عرف انها تمثل واقعنا الذى نحياه .. عقب ذلك يقول الكاتب : ( واسال نفسى هل حقيقة انى عبرت عما اجد واعانى؟؟ ام انى عمدت لارضاء ذلك الزعيم فى تدخلاته غير المبرره فيما لايعلم ؟؟
واراءه القطعيه الاخلاقيه التى يبديها لايألو ؟؟ الذى طلب منَّا نحن جملة الاقلام .. الملتزمون جانب الشعب ان نغمسها فى الصدق .. ونترك لها العنان لتعبر عن الراهن.. وان نكف ونترك التهويم الرومانسي.. وقضايا الحب ونعبر عن قضايا الناس بشكل مباشر.. وبلغة سهله .. وان كتاباتنا لايجب ان تكون صفويه وان نرسلها الى عنوان واضح هو الشعب.. والا فما فائدة الادب؟؟) .. هذا القول بمثابة رساله للكتاب والشعراء يجب أن يعوها.. وهو يؤسس لما ذكرناه سالفا من قضية الشيخ الملك..
ثم يسترسل الكاتب ولكن .. لغته المتميزه تأبى علينا الا ان نقف عند هذا التعبير – على لسان سليمان – واصفا الوحده التى يحس بها وهو فى غرفته الخاصه به : ( تعضنى انثى الوحده النابحه تنهش اعضائي .. ترجنى .. اهرع الى اوراقى .. الوذ بيراعى.. فى محاولتى لان اعصر ذوب نفسى فى قصيده تحمل عنى بعض ما اجد.. لكنها تناى ..) ماابرع تصوير الكاتب للوحده باالانثى وفى مثل هذا الحال – حال سليمان الاعزب – لاغيره يصلح هذا التعبير .. ويمضى الكاتب مسترسلا فى بقية الاجزاء من الرواية الاولى – بلغة شيقه وجميله مضمنا بعض مفردات لغتنا القوميه- ممازجا بحيث لايشعرنا بغرابة او تنافر فى السرد بين اللغتين...
الآن الماده الروائيه متوفره وبطلها – الشيخ الملك – لم ينتهى دوره فى الحياة بعد ان عاد زعيما دينيا كما بدأ.. ونفسه- السلطويه – لاتقبل بان يحيا في الظل ولوكان ذلك على حساب عقيدته وامته.. والروايه الاولى الموازية قد وضعت لها نهاية مفتوحة.
الآن ..الآن.. وبعد كل هذا الكم من الادوات - استاذي مبارك الصادق - هلا تكرمت بصياغة الكتاب الثاني للرواية متضمنا احداث الواقع وغيرها.. ثم تتنبأ لنا بنهاية ( الشيخ الملك ) كيف تكون وحال الشعب من بعده .. فمن حق الكاتب ان يتنبأ بما سيحدث بعد قراءة الواقع الزماني و المكاني جيدا..
وفى الختام ربما كانت لنا عودة ثالثة لاختلاجات الشيخ الاخيرة .. فالرواية غنيةٌ بالواقع المرير الذى نحياه.. وربما كانت مؤشرا لتغييره فى مقبل الايام.


قديم 01-29-2011, 10:09 PM
المشاركة 2
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
العزيز طارق

بداية مرحبا بك بين رياض منابر الثقافية


وشكرا لك على هذا الطرح الادبي النقدي الطيب

كن بخير ونتمنى تواصلك معنا

لك التحية والود




لا سواكِ يكبلني بالحُب


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مبارك الصادق و الرواية الموازية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد مبارك إبراهيم عبدالله المقهى 1 06-15-2018 08:00 AM
رمضان مبارك تميم آل عبدالله المقهى 1 05-27-2017 12:32 AM
الرواية !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-09-2014 01:52 PM

الساعة الآن 05:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.