احصائيات

الردود
15

المشاهدات
6162
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
01-01-2011, 01:04 AM
المشاركة 1
01-01-2011, 01:04 AM
المشاركة 1
افتراضي سَقَطَ القِنَاع
كتبت هذه القصيدة بعد شهرين تقريباً من الحرب على غزّة ولم يُتح لي نشرها إلا في بعض المواقع الإلكترونية في الذكرى الأولى للحرب وها أنا أنشرها مرة ثانية في الذكرى الثانية للحرب التي مرت من قبل ثلاثة أيام للتذكير بما عاناه أهلنا في غزة أثناء الحرب وبالصمود الأسطوري الذي رد الغـزاة ولكنه لم يستطع أن يرفع الحصار لضعف الموقف العربي وتخاذل الكثير منهم.


ســقـط الـقـناع


د. طاهر عبد المجيد



ســــقط القنـــاع وآن أن نتحــررا
من زيف من جعلوا السلام مقدَّرا

ومضـــوا به حتـــى بدت عوراتنا
والتـــوت ضـــاق بعرينا وتذمَّـــرا

سقط القنـــاع وبان كــــل مشاركٍ
بالصمت أو بالفعل فيما قد جــرى

واسترجعت كـــل الحروف نقاطها
والظـــل عـــاد وكــل شيءٍ أَسفرا

فالبعض أوثقهـــا بقَفل حصارهـــا
وبمنطـــق التبرير سنَّ الخنجــــرا

والبعض كممَّهـــا وشـــدَّ وثاقهـــا
وبعصــب عينيها اكتفى أنْ يُسترا

والخنجـــر المسموم يلعق سمَّـــه
جـــوعاً وينهش لحمهـــا متوتّــرا

وســــواه ممـــن سالمـــوه تقيّـــةً
يستعجلـون المـــوت كي لا تشعرا

لكــــنّ غــــزَّة رغـــم هذا لم تمتْ
بل مــات غيظاً مــــنْ أَعان ودبَّرا

فالموت كان علـى الدوام صديقها
يأتي إليهـــا فـــي المساء ليسهرا

يتبـــادلان الـذكــــريات وحينمــــا
تنــــوي صيام غـدٍ يجيء مسحِّرا

وإذا جفاهــــا النـــوم سار أمامها
فـــي الليــــل قنديلاً لكــي لا تعثرا

يا أيُّهــــا النازي الجديـــد ألم تزلْ
ترجــــو بصنع المـوت أن تتجذَّرا

وتصـــرّ أن تسقـي بذورك ههنـــا
بـدمــوعنا ودمائنـــا كـــي تثمـــرا

دمِّــــر بحقـــدك مــا تشــــاء فإنّنا
كصخور هذي الأرض لن نتقهقرا

واحـرق من الأشجار كل جذوعها
لــن تمنع الأغصان من أن تزهرا

جفِّف ميـــاه البحـــــر من شطآننا
فلسوف نصنع من دموعك أبحـرا

اهـــدم مساجــدنا فمــــن أنقاضها
سيصيح طفـــــل بالأذان مكبّـــــِرا

واقصف أمانينـــا التـــي لم تكتملْ
بقنابل الفسفـــور كــــي تتبخَّــــرا

وتغيب فــــي الأُفـــق البعيد فإننــا
سنعيدهـــا يومـــاً سحابـاً ممطــرا

أُقتــل إذا مــا شئت كـــــل نسائنـا
واشرب دم الأطفال حتـــى تسكرا

مهمــا فعلــــت فلــــن تكون بقادرٍ
إلاّ عـــلــــى أشــلائـنا أنْ تعـبـــرا

وستلتقـــي جيـــلاً يسابـــق عمره
نحــــو البنادق مقسمـــاً أن يثـأرا

وهنـــاك من أطفالنا من لــم يطق
مـــن عزمـــه صبراً إلى أن يكبرا

فمضــى ليزرع نفسـه في أرضــه
لَغَمَاً يعـــدُّ الوقــت كــــي يتفجَّــرا

وبــودِّه لــــو راح يزرع حولهــــا
بالتيــن والزيتـــون سوراً أخضرا

مارسْ بأقصـــى العنف كل هواية
مادمت بـ «الفيتو» الكبير مسوَّرا

ولســوف لــن تلقـــى لعنفك لائماً
إلا علــــى أن كنــت فيــــه مبـذرا

فاهنأ بحـــق لــــن يدوم زمانـــــه
وبمنطـــــــقٍ لا بــدَّ أن يتغيَّــــــرا

فلكل شيء فــــــي الحياة نهايـــة
يسعـــى إليهـــا طائعـــاً أو مجبرا

هـــي سنـــة الأشياء تفعل فعلهــا
بالرغـــم ممــن يشتهي أن تُكسرا

أرأيت إلا ههنــــا مــــن يشتهـــي
بالأرض كالشهـــداء أن يتدثّـــــرا

أرأيت طفـــلاً وهــو يسلم روحــه
لله يخشــــى أن يكــــون مقصــرا

أرأيت تلميــذاً تفيض جراحـــــــه
إلا هنـــا حبــــراً إذا ما فكَّــــــــرا

ويلملــم الأوراق عــــن أغصانها
بيد الخريف لكــــي يصنِّــع دفتـرا

أرأيت بيتاً وهـــــو يصنـــع شارةً
للنصــــــر إلا ههنــــــا إنْ دُمِّـــرا

أَوَ بعــــد هــــذا كلِّــــه لم تكتشفْ
مــن كـــان ممن لم يكن متحضِّرا

مـــن يسكـن الإنسان فيــه حقيقةً
أو من بصورتــــــه يُرى متنكِّــرا

وتعدُّ نفسك مــــن بلادٍ أنجـــــزت
أحلامهــــا حرّيــــــــة وتطـــــوُّرا

* * *


يا أيهـــــا الغـازي هـنــــا آباؤنـــا
ولدوا وماتوا قابضين على الثرى

وهنا التراب يفـــوح مــن ذرّاتـــه
عطـر الشهادة حيث رحتَ لتحفرا

مهـد المسيح هنـــــا وأوّل قبلــــةٍ
وإلــــى هنــا خير البريّة قد سرى

بعنا علـــى أرض الربــاط نفوسنا
لله أعطاهـــــا لنــــا ثمّ اشتـــــرى

ولســـوف نبقى حارسين لطهرها
ونحارب الباغـــي إلـى أنْ نُحشرا

قــــدرٌ علينــــا أن تظــــل جراحنا
مفتوحـــــةً وسلاحـــنا مُستَنفَـــرا

وتظـــل هذي الأرض تنتظر الذي
يأتي ولا يأتي عســـــى أن يظهرا

وتقوم تسرج فـــي الليالـــي قلبها
ليظل ليــــل العائديـــــن منـــــوَّرا

وبدمعها المحبوس تعجــن قمحها
وتعــــدُّ خبــــزاً بالحنيـــن معطَّـرا

ودماؤنا تجـــري علــــى أطرافهـا
جيـــلاً فجيـــلاً دون أن تتخثـــــرا

كــــم حملـــــةٍ ممن أتاهــــا فاتحاً
باســـم الصليب تحطَّمت وتكسَّــرا

كـــم طامــعٍ غدرت بـــه أطماعُـه
فيهـــا وولّــــَى بالهــوانِ مزنَّـــرا

وبودِّه لـــو لـــم يعشْ من عمــرهِ
حتـــى يَرى فــي أمسهِ ما يزدرى

أَسَرَتْكَ أشبـاه النصـــوص بعقــدةٍ
نفسيّــةٍ جعلتـــك أقبــــحَ منظــــرا

وتشربتهــــا فيــــك كــــل خليــــةٍ
فظهـــرت فــي كلّ العصور مكرَّرا

لــو كنت تنظـــر فــي المرايا ربَّما
أدركـــت ســرَّ القبــح فيك مبكِّـــرا

وخرجت إنساناً من «الغيتو» الذي
أبقاك وحشــــاً نافــــراً ومنفَّـــــرا

سنن الحيـــاة عنيـــدة بحيادهـــــا
فاخضع لها إن شئت أن تتحـــرَّرا

واخرج من الماضي ففي توراتكم
ما يحجب الألــــوان إلا الأحمــــرا

واقــرأ مــن التاريخ ما لا يشتهي
تلمـــــودكم .. فعساك أن تتذكّـــرا

أنَّا هنــــا أحفـــــاد جيش محمــــدٍ
واســـأل إذا ما شئت عنّا خيبــــرا

ما دمـــت تلبس منهمـــا نظّــــارةً
سترى الوجــــود مشوهاً ومكبَّــرا

وتظل تستجدي السراب لترتـــوي
ويظل وجهك في الشعوب مبعثــرا

ويظـــلّ هيكلك الـــذي شيدّتـــــــه
بعظـــام قتلانـــا كأمسـك مفتـــرى

ومتى استجــاب المستحيل لحالــمٍ
يرجــو الزمان بأن يعود القهقرى

إنّ الحقيقـــة لا تموت وإن سهـــا
عـــن ذكرهـا التاريخ أو هو زوِّرا

خــذ ما تبقى منك وارحـل من هنا
هـــي فرصــــة لك قــلَّ أن تتكررا

الآن قد نعفو وننسى ما مضــــى
من أجل ما يأتي عسى أن نُؤجـرا

ومن الذي يدري فقــد يأتي غـــداً
جيل يصّـــر علـى القصاص ليثأرا

يا مـــن يعـــدُّ لنفســـه وبنفســــه
«هلكوسته» الثاني هنا والأخطرا

وبدون أن يدري يقــــوم بفعلــــه
هـــذا بردِّ الاعتبـــار لـ «هتلــرا»

* * *



ما بالكـــم يا إخــوتي لــم تغضبوا
وأنا أســـاق أمامكـــم كــي أُقبــرا

لــمَ لـــمْ أجد رغم انتظاري واحداً
منكـــم تملمـــل أو بكـــى متأثّـــرا

دمكـــم دمـــي يجري أمام عيونكم
وعلـــى الهــواء مفصلاً ومصوّرا

فحش الجريمـــة لـــم يدع لمحايدٍ
عــذراً ليبقـــى بالحيـــاد مسمَّـــرا

هـذي شعوب الأرض هبَّت نصرةً
لدمي المبعثر في المدائن والقرى

وهــي التـي لا شيء يجمعني بها
إلا الشعــور بأننـــي بعض الورى

حتى وحوش الغاب لـو رأت الذي
يجــري لثارت أو أبت أن تنظـــرا

ماذا جنيت لكـــي أعيش بلا غـــدٍ
وبنصف قلـــبٍ عاريـــاً ومهجَّــرا

مـاذا جنيت لتبحثـــوا فـــي لقمتي
عـــن ذرّة البارود بحثــاً مُضجـرا

فإذا خلــت منهــا بحثتم فــي فمي
أو فـــي دمي مستخدمين المجهرا

ثم انتزعتم كـــــل شــيء أخضــرٍ
ليظلَّ وجهــي فـــي المرايا أصفرا

رئتي الوحيدة فــي الجنوب فماله
يأتي الهــواء من الجنــوب مقتَّرا

وإذا أنا من ضيق صدري خِلســةً
هرَّبتُ مــن نفقٍ هـــواءً صُــودرا

وإذا فتحت فمي لأطلــق صرخـــةً
منـزوعة الكلمات سُدَّ وحُوصـــرا

شكراً لكـــم ولمـــن أطال أظافري
بحصاره إن كان لــي أن أشكـــرا

شكـــراً لمن سلبوا عظامي ماءها
فغدت بمــا فقدت أقــــلَّ تكســـــرا

شكراً لمن بحصارهم قد أضرمـوا
غضبي فصار الليل حولي مُقمــرا

إذْ لــم أعـــد في حاجـــة لأشعـــةٍ
حمــــراء أو ما تحتها كي أبصـرا

شكراً لكــم يا إخوتي فحصاركــــم
جعل الطريق إلى الرجولـة أقصرا

وبـــه الطفولـــة غــادرت أطفالنـا
قبل الأوان فأصبحـوا أسد الشرى

وإذا الحصار أصابنـــي فلقد محــا
مــن فــــوق عينــي نقطة لا أكثرا

فلتطمئنــوا لـــم يــزل فـي جعبتي
ما قالــــه أيــوب لـــي كـي أصبرا

إن كان لـــي ذنب فذنبـــي أننـــي
واجهت موتــــي مقبــلاً لا مُدبــرا

ولأننـــي ذو قامــــة لا تنحنــــــي
أو تستطيب العيش إلا فــــي الذرا

أَوَليس فيكـــــم مـــن تأبـــط شرَّه
ومضـــى ليأخــذ ثأره أو شنفـرى

أَوَليس فيكــــم مــن يحدِّث نفســه
فـي أن يكـــون ولـو ليومٍ قيصـرا

أَوْ مـــن تدغدغ روحـــه أمنيّـــــةٌ
فـي أن يجوب الأرض كالإسكندرا

أَوَليس فيكـــم مــــن يجيد بفعلـــه
قول الحقيقـــة حيث يلقــى منبــرا

أَوْ مــن يحاول أن يذَّكـــر خصمنا
هــذا ببابل أو نَبوخـــذْ نصَّــــــــرا

لا تهدروا دمكـــم بســـوء خياركم
إن لـــم يـــزل فيكــم دم كي يُهدرا

لا ترهنـــوا غدكـــم بشيءٍ خاسـرٍ
سلفاً وتنتظروا إلــــى أن يخســرا

طال الحــــوار وكــــل يــــوم حقنا
كشموعِ هـــذا الليل يُصبح أصغرا

ومتى البلاغة فــي الحوار لأعزلٍ
حقنت دماً أو أخرجت مُستعمــــرا

للبندقيـــة فـــي الحــــوار مواهبٌ
قد جُرِّبت مــن قبـــل فيــه فأَثـمَرا

هي وحـــدها من يستطيعُ بجملــةٍ
شطب الذي قــد قيــــل أو ما قرِّرا

ما خاب في طلب الحقوق محـاورٌ
جعل الرصاص عن الحقوق معبِّرا

كونـــوا رجالاً وامنحـونا فرصـــة
لنـــرى السماء مقوِّمين الأَظْهُــرا

وخــذوا أمانينــــا وكــــل متاعنــا
لا تتركـــــوا شيئاً يبــاع ويشترى

فقط اثأروا أو حاولـــوا أن تثأروا
ممــــن يجاهــــــر أنـــه لن يُقهرا

أو حاولـوا أن تمسحوا بشموعكم
وجهـــــاً حزينــــاً بالظــلام معفَّرا

أو كفكفــــوا بعبــــارةٍ ممزوجـــةٍ
بحنـــــان أمٍ دمعَـــــه المتحـــــدِّرا

فلربمّــــا انحسرت غمامــة حزنه
عن بسمـــة في وجهه واستبشرا

لا تجعلـــوا التاريخ حيــن يزورنا
يرنـــــو إلــــى أسلافنا متحيّــــَرا

أو تحرجــــوه إذا أتــــى أحفادنـــا
يومــــاً إليــــه ليقرؤوا ما سَطَّــرا

ماذا يقــــول لهــم وليس بوسعــه
أن يدعـــي النسيان أو أن يُنكـــرا

أيفـــر مـــن حرج السؤال بكذبـــةٍ
بيضاء أو يعطـــي الجواب مُشفَّرا

* * *




ماذا أقـــول لكــــم لأقتـــل خوفكـم
يا إخوتــي بـــل يا شقيقـي الأكبرا

هـــل هــذه مصـــر التــي أحببتها
يومـــاً وعشتُ بحبهــــا مُستَعْمَرا

مصــر التـي ما إن نطقتُ بإِسمها
إلا وجــدت علـــى لسانــي سُكَّــرا

بردى ودجلـــة والفــــرات ونيلها
هي مــن شراييني وليست أنهــرا

يروي الثلاثـــة في فؤادي نبضــه
والنيـــل كان ولا يـــزال الأبهـــرا

مصـــر التــي وقف الزمان ببابها
يشكــــو إليها حظـــــه المتعثــــرا

وبلحظــــةٍ هُرعــت تصـــدُّ تتــاره
لمـــــا أتاهــــا خائفــــاً مستنْفِـــرا

هــل أضعف الإيمان صار شعارها
فأبت بغيــــر القلــــب أن تستنكرا

أم أن هــــذا الليل خــــاط شفاهها
وجفونها بالصمت قبـــلُ وبالكرى

ما بالهــــا والنـــار فــــي أذيالهــا
شبَّت وترفض أن تحـــرك خنصرا

جمـــدت ملامحها كمــــا لـــو أنَّها
شربت علــــى ذكـــر العدو مخدِّرا

مصــــر العبـــور بقدرها وجلالها
الآن تخشــــى أن تفكّــــك مَعبــرا

وتقول «للكوْبوي» لا حتـــى ولو
بعيونهــــــا أو أن تــــراه مكشِّرا

صَغُرت إلى أن أصبحــت بهوانها
شيئاً على ورق الخريطــة لا يرى

لبست عهـــوداً أُلزمـــت بمقاسها
كي لا يكــــون بوسعها فكّ العُرى

فإذا بهـــــا وهــــي العزيزة جثّــةٌ
يمشـــي الهـــوان أمامها مُتبخترا

ولطالمـــا وفَّـــت لمـــن لم يكترثْ
بوفائهـــا بـــل داســــه مستهتــرا

حتى اشتكــــى منها الوفاء وليتها
قتلتـــــه واصطنعــــت لذاك مبرِّرا

* * *



لله أشكـــــو مـــن تخلوا عن دمي
ورأى جهـــادي بالسلاح تهــــوّرا

وأباح قتلـــــي حيـــــن أغلق بابه
دوني وإن لــــم يستطع أن يجهرا

يا من وأدتم صرختي في صمتكـم
من غيـــر ذنب وانتظرتم أشهـــرا

ولكي تثـــور عليّ بعض مفاصلي
لم تسمحوا لدمي يعوِّض ما جرى

هــــذا يعــــدُّ جنازتــــي متعجــــلاً
من قبــــل أن يأتي البشير مخبِّـرا

وســـــواه منشغل بنظـــــم قصائدٍ
أُرثــــى بها في الأربعين مذكِّــــرا

والبعض يســــأل كيف نبتر ظلَّـــه
إن لــــم يمتْ ليعيش فينـــا أبتــرا

حتــــى إذا ما اليأس أعلن يأســه
منــــي وولــــى راجيـــاً أن يُعذرا

جئتــــم إلــــيَّ لتغسلــوا بدموعكم
عتب الجراح مشفعين «الأخضرا»

خنتــــم عروبتكـــم وهـــذا شأنكم
لكننـــــــي بعروبتــــي لــــن أكفرا

هــــي لون جلدي كيف أنزع لونه
والله شــــاء بأن يرانــــي أسمــرا

واختار حرف الضاد لي واختارني
لكتابـــــه فـــــي العالمين مفسِّــرا

كونــــوا كمـــا شئتم فلست بلائــمٍ
أحــــداً أراد لنفســــه أن تَصغُـــرا

ويرى الحديث عن الجهاد وأهلــه
ترفـــاً وعنفاً ينبغــــــي أن يُحظرا

ولــــم العتاب وليس فيكــــم واحد
أدمـــــى أصابعـــــه علــيَّ تحسُّرا

وإلهكــــم خلف المحيط يســــــرُّه
ما قـــد رأى منكــــم ويطلب أكثرا

أنا يوسفيّ القلب قدســــيّ الهوى
ماذا سأنزف حين أُجـــرح يا ترى

وإذا سُئلت فسوف أكتم صرختــي
في دمعتـــي وكفـــى بحالي مُخبِرا

سأخوض معركتي التي ما اخترتها
وحـــدي وإنْ قــلَّ السلاح وقصَّرا

إن لــــم أعش حــراً عزيزاً فلأكن
لسواي فــــي الظلماء نجمـــاً نَيِّرا

لـــن أترك الأشياء تنســـى لونهـا
فــــي الليل أو للفجـــر أن يتأخـرا

أعددت أقصى المستطاع ولم أدع
أبداً لحظـــي أن يُشير بما يــــرى

وأظــــن أن الله ليـــس بخــــــاذلٍ
أحـــــداً أتـــاه بنصـــره مستنصرا

ولقـــــد رآني الله حيث أرادنـــــي
وأكاد أسمعــــــه يقـــــول مبشِّــرا

ما بعد غــــزَّة لـــــن يكون كقبْلها
وعلــــى الجميع الآن أن يتخيّـــَرا

بيــــن الخنــــادق والفنــادق هوّة
هيهات إلا بالمنـــــى أن تجســــرا

وعلــــى الذي جعل العدو شريكـه
في الحرب أو في السلم أن يتطهرا

ويجــــدَّد العهــــد القديـــــم بطلقةٍ
صـــوب العــــدو مكفِّراً عما جرى

وبصـــدر غزَّة رغــم كـلِّ جراحها
قلــــب يعـــزُّ عليـــه أن لا يَغـفِــرا

هذا الصـراع على البقاء سينتهـي
يوماً ويبقـــى مـــن يكون الأجـدرا






د. طاهر عبد المجيد


قديم 01-01-2011, 01:20 AM
المشاركة 2
نبيل أحمد زيدان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ الفاضل د.طاهر عبد المجيد الموقر
مبارك لك الفوز
وكل عام وأنت بخير
فعلا قصيدة رائعة
بس تعبتنا بقراءتها الخط صغير
دمت بحفظ الله ورعايته

قديم 01-01-2011, 11:46 AM
المشاركة 3
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سقطت أقنعة وسقطت وجوه

وتدنست اكف بدم الأبرياء


الأستاذ الشاعر طاهر عبد المجيد

لقد أرتقيت بذائقتنا بهذه التحفة من الشعر

فــــــ صح قلبك







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 01-01-2011, 12:01 PM
المشاركة 4
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليك
الأخ الشاعر د.طاهر عبد المجيد
كل عامٍ وأنت والأمة العربية
والإسلامية بألف خير
رغم الألم نفحة تفاؤل واضحة نبدأ
بها عامنا الجديد
وبسعادة

أ ث ب ت

أول نص في الساعات
الأولى من هذا العام
......................
في هذا البيت صورة رأيناها
رأي العين.... هي ملخص الصراع
وأسبابه وأطرافه ومآله


اهـــدم مساجــدنا فمــــن أنقاضها
سيصيح طفـــــل بالأذان مكبّـــــِرا


تقديري واحترامي

قديم 01-01-2011, 09:04 PM
المشاركة 5
علي أحمد الحوراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

د. طاهر عبدالمجيد

قصيدة معبرة

نيارك لكم الفوز بالمسابقة


دمت مبدعا على الدوام

قديم 01-01-2011, 11:06 PM
المشاركة 6
بهيجة رحال
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لطاما كـــان الأديب الحق
يتميز عن بقيــة الخلق
بموهبة يدرك بها الحق
ماليست تدركه عامة الناس
فقلمك أستاذي يستحق التقدير والإحترام

تحية صادقة

دمت متألقا..

ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين.
قديم 01-14-2011, 03:54 PM
المشاركة 7
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي العزيز الشاعر نبيل أحمد زيدان:
أعتذر عن التأخر في الرد عليك وأشكرك على إعجابك بالقصيدة وأعتذر أيضاً عن الإرهاق الذي سببه لك طول القصيدة إذ لم أستطع أن أختصر منها شيء لأنني وجدت أن الموضوع الذي تعالجه هذه القصيدة هام لا بد من معالجته من جميع جوانبه وأي اختصار مهما كان بسيطاً سوف يشوه الموضوع ويضعف القصيدة.
دمت بألف خير

قديم 01-14-2011, 03:58 PM
المشاركة 8
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي العزيزة سارة الودعاني:
أعتذر عن التأخر في الرد عليك وأشكرك على مرورك بالقصيدة وإعجابك بها.
دمت بألف خير

قديم 01-15-2011, 09:12 PM
المشاركة 9
سلطان الركيبات
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما شاء الله أخي طاهر
لديك نفس شعري طوووووووووووويل
وحقيقة أنا أكررها دائما لا نشعر بالإطالة مع الأصالة
اعتقد اغلب الشعراء كتبوا يوم أحداث غزة
وجميل أن تذكرنا بجراح الأمة وما أكثرها
لا سيما وإن هناك بوادر حرب يلوح بها الكيان الصهيوني على أهلنا في غزة ولبنان
حقيقة أنت شاعر ويعجبني اسلوبك في الطرح
خفيف لطيف عميق
مودتي أخي الغالي
وأبقَ متواصلا مع الزملاء في المنابر

الشعر ما أوجع وأمتع
قديم 01-18-2011, 07:58 PM
المشاركة 10
هشام الصباح
( الصاحب هشام )

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ طاهر
سلام الله عليك
قصيدة جميلة المبنى شريفة المعنى
صغتها باقتدار فكانت بالغة الأثر
لك مني كل حب وتقدير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سَقَطَ القِنَاع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الماء، لقد سَقَطَ العقربْ ماجد جابر منبر ديوان العرب 8 07-02-2019 03:32 AM

الساعة الآن 07:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.