عيناهُ
عيناك محيطان من خمر معتق
فأترع أقداحي وأطمئن
فلن أرتوي أبداً
وأنا أحترق ظمأً لأنسى
وسأنسى إلا أنت
عيناك جنتا حبق وفل (تسهرانِ بأهدابهما)
على راحة المعذبين في الأرض
(فأحتمي) بآفاقهما
ففي عينيك انطفأ عصر الرقيق
عيناك موج بالجمال البديع
ماتت فيه كل
الفوارس والجبابرة
لما يحاصرني الضجر وتفترسني الوحشة
ويضيع الحب (النَّقِيّ) البريء
في أزقة المدينة المظلمة
ويلف الضياع مشنقته حول رقبتي
حينها ألوذ بعينيك (أسألهما) حق
اللجوء الإنساني لمتيمة هجرت الانتماء الأسود
وركضت بكلها نحو الفضاء الأبيض الأرحب
عيناك ضياع رهيب رحيب
وهوايتي الضياع في الضياع
عساني يوما ما، ساعة ما
لحظة ما، ألاقي نفسي
كلما نظرت بمرآتي أحطمها شظايا
لأني أرى فيها (أنايَ التي) أريد
إن المرايا لتكذب أحيانا
فأرجع إلى عينيك لأرى صورتي الحقيقية
عيناك إنعاش لحنان أمي الذي احتُضِر
ودعاء أبي الذي (أتمنى ألَّا يندثِر)
وعناق غريب عجيب بين الشمس والقمر
عيناك جوازا مرور إلى (كل أرضٍ ينمو فيها)
الجمال والخير
تطعمني وتسقيني..تسكنني
وأسكنها .. تميتني وتحييني
تجعلني فرصة عمل هاربةً
تطاردها لتعمل بي و أعمل بها
طوال الوقت
فالله الله لعينين ترعى حقا جوهريا
في دستور الهوى
عيناك أعظم بلسم لمداواة جراحي الثخينة
النازفة سرمداً كعادتها
فاهتم بعلاجي -طبيبي-
دعني أهمس بيني وبينك
(دون سائرِ البشر)
تاريخي مع عينيك لا تحتويه سطور
ولا روايات ولا آفاق
لأن عينيك أنبل وأجمل من كل هذا (وذاك)…
التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 04-06-2021 الساعة 11:27 PM
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
