احصائيات

الردود
1

المشاهدات
864
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
12-15-2020, 08:59 PM
المشاركة 1
12-15-2020, 08:59 PM
المشاركة 1
افتراضي لون رمادي
ما زلت أتذكر صورة جاري وهو يحرك يده متباهيا بخواتمه الفضة الثمان والتي تُوجت بأحجار كريمة مختلفة الالوان ما زال صوته يدوي في أذني : وهو يردد انظر انني اُزين اصابع يدي باللون الوردي والاحمر والبرتقالي والاصفر والاخضر والبني والبنفسجي ها هي اصابعي تبرق وتشع منها الالوان ما زال لدي اصبعين وما زال هنالك لونين من المؤكد انك تعرفهما بالطبع الاسود والابيض ،ها ها اتعلم انهما محرمان علي بل في حقيقة الامر انني اكرههما فهاذين اللونيين سببا لي الشقاء زمنا طويلا كان ذلك خطئي الوحيد ،نعم هنالك الكثير من نقاط التلاقِي بيننا كبشر ،ولكن يبدو أن شيئاً واحداً يجعل معيشة الانسان بشكل طبيعي مستحيلة ،اتعلم ما هو ؟! انه الاختيار المناسب عندما نقف عند مفترق الطرق
انه كلام جاري الذي عاد الى رشده بعد ان ظل زمنا طويلا متمردا على مجتمعه وذلك بعد حادثة للأسف اسعدت جميع من كان حوله، فقد كان الجميع وانا واحدا منهم نتعامل معه بحرص شديد ،رغم انه رجل شهم ذو مكارم اخلاق كانت مشكلته الوحيدة انه امرؤ يعيش على فطرته معياره في التعامل مع الاخرين لونان لا ثالث لهما وهما الاسود و الابيض لا يوجد لديه لون رمادي لذا كان كثير الصدام مع الآخرين
لقد تزوج ثلاث مرات على فترات متقطعة جميع زوجاته الثلاث طلقهن قبل ان يتموا معه الشهر الخامس
كان يردد لناصحيه والذين يعرف معدن قلوبهم : لا يعجبني الانسان المتلون كن صريحا صادقا وسأقدم اليك عيني بنفس راضية
هذا السلوك لم يعجب من حوله من اقارب وجيران لكن عدم الاعجاب هذا لم يمنعهم من التعامل معه عند الاحتياج له فهم يعلمون انه ناصح امين ،واستاذ في مهنته لا يشق له غبار
شخص واحد غريب عن مدينتنا قدم له جاري عينيه وقلبه معا بنفس راضيه، هذا الغريب اصبح نديمه الذي لا يفارقه كان هذا الرجل شعلة من الحيوية والنشاط ، وكان يتميز بطيبة ممزوجة بذكاء فطري
فقام جاري محبة في هذا الرجل بفتح محل وتجهيزه بمعدات السباكة والكهرباء ،كان نصيبه من دخل المحل هو الثلث والذي بالكاد كان يكفي لإيجار المحل اما الباقي فكان يذهب حلالاً بلالاً بنفس راضية لصديقه

استطاع هذا الغريب وخلال عام واحد فقط ان يوسع نشاطه اكثر فأكثر حتى اصبح الثلث الذي كان نصيب جاري يعادل ما يكسبه في عام من مهنته ،عندها اعتزل جاري مهنته واصبح يجلس في المحل معززا مكرما لا يرفع ابرة من على الارض
وفي احد الايام تلقى الغريب اتصال من احد اقاربه يخبره ان والدته في حالة سيئة ، فقام جاري كعادته كرجل شهم بمد يد العون له وبمرافقته ولم يتركه حتى ادخله صالة المسافرين
وبعد مضى شهرين جاء لجاري اتصال من صديقه يخبره بأن والدته توفت وانه لن يستطيع العودة وعند سؤاله عن السبب اخبره ان لديه اخت من والدته مطلقة من الصعب تركها خلفه وحيدة فهو كل من بقي لها في هذه الدنيا
فسأله جاري: هل لديك عمل يوفر لك مستلزمات الحياة
فقال: لا يوجد سوى ما ادخرت من مال وبالكاد سوف يكفيني
فقال جاري بكرمه المعهود : حسنا سأقوم بتقبيل المحل واحول لك نصيبك
فرد عليه صديقه بحزم : لا، لا تفعل ذلك ،لا تقبله استفد انت منه فأنت الآن بدون عمل
عندها قام جاري بتسعير المحل بدون ان يتواصل معه واشتراه لنفسه وحول له نصيبه وجلس هو في المحل لم ينجح جاري في ادارة المحل بسبب معاييره المتصلبة فأقفل المحل ودخل في الديون ليعود مرة اخرى الى مهنته
علم صديقه بما حل بصاحبه ،فاتصل به وسأله عن حاله فقال له جاري : لقد عدت الى مهنتي ولكني اشعر انني فقدت الكثير من نشاطي ، في حقيقة الامر انا مشتاق لك
فأجابه الغريب : وانا كذلك
فسأله جاري : ماذا تعمل الان ؟
فأجابه : اقتات على الفتات
فساله : اذن لماذا لا تعود ؟!
فرد عليه : وماذا عن اختي ؟
فكر جاري لثوان وقال : اذن احضرها معك فلدي شقة بجواري غير مؤهولة
فوافق صديقه على العودة
وفي اليوم الموعود وصل صديقه وخلفه اخته ، صُدم جاري من جمالها فتلعثم وعجز عن الكلام وبالكاد استطاع بعد جهد ان ينطق بكلمة واحدة هي مرحبا ،وحمل حقائبهما بدون ان يلتفت اليهما خوفا من ان يرى صديقه انعكاس هذا الاعجاب في عينيه ويفهمه خطأ ،وصعدا السيارة واخذهما الى الشقة التي أثثها جاري بجميع المستلزمات وغادر
انشغل صديقه عنه لمدة اسبوع كامل لإيجاد مهنة لأخته واخيرا حصل له ما اراد فقد وجد لأخته عملا في محل نسائي لخياطة فساتين الافراح وتطريزها لدى امرأة محترمة تشجع المواهب
بعدها عاد الغريب وفتح المحل الذي اغلقه جاري لتدب فيه الحياة من جديد ويعود الخير بقدومه، لكن جاري لم يعد يهمه شيء سوى تلك الفتاة اخت صديقه كان مشغولا يحدث نفسه صباحا ومساء : هل اتقدم لخطبتها ؟!
ولكنه وجد صعوبة في فعل ذلك منعه حيائه بسبب خوفه من ان يتسبب هذا الطلب في احراج صديقه
اخذ يردد في نفسه هذا السؤال ليل نهار بدون توقف ويزداد كلما جال في خاطره انه قد يأتي شخص غير كفء ويخطفها منه فيجن جنونه
لاحظ صديقه انشغال صاحبه فقال له ذات مرة اراك مشغول البال
فندفع جاري ورمى بسؤاله المتصلب والذي عجز عن نطقه زمنا طويلا وبدون مقدمات قال : اريد اختك زوجة لي
اصفر وجه صديقه وتلعثم ....
شعر جاري انه وضع صديقه في موقف محرج فقال : استمع الي جيدا الزواج قسمة ونصيب صدقني ستبقى علاقتنا كما هي بإمكانك ان ترفض انت تعلم انني رجل احب الوضوح قلها ولا تتردد
نظر اليه صديقه وقال : لن اجد رجل شهما اصلح لأختي منك لكن هي صاحبة الشأن وتوتري والذي رأيته باديا على وجهي هو الخوف ان تكون اجابتها خلاف ما نرغب ، على كل حال اعطني اسبوع كي احادثها بالأمر
مر الاسبوع كعام على جاري وخلال هذه المدة ابتعد جاري ولم يعد يذهب الى المحل كي لا يسبب لصديقه أي ضغوط وفي نهاية الاسبوع جاء اليه صديقه مطأطأ الرأس فشعر جاري بالخوف وغطت وجهه سحابة من الحزن
اقترب صديقه وقال لقد وافقت ولكن ......
فرد جاري بفرح ممزوج بتوتر ماذا تقصد ولكن ماذا ؟!
فرد صديقه بخجل اقصد بشروط ومثلك لا يشترط عليه
لقد طلبت ان لا تمنعها من مواصلة عملها فهي تحب هذي المهنة ولا تريد ان تغامر وتعيش هكذا بدون نشاط ينفعها في مستقبلها ،وهذا الشرط يشمل عدم الانجاب فلا تريد ان تنشغل عن عملها بشيء اخر خلال مدة تدريبها
استبشر جاري وقال انها فطنة ،نعم ان الانسان الذكي يجب ان تكون له صنعه انا موافق لا عليك ......
تنهد صديقه وقال بعد تردد هنالك شرط اخر لا اعلم كيف اصيغه لك خاصة انني في حقيقة الامر غير مقتنع به ورغم جدالي معها لم احصل على اجابة شافية
فقال جاري متعجبا وما هو
تلعثم صديقه وقال بدون ان ينظر اليه : تريد ان يكون الزواج سرا وعدم السؤال عن السبب منع للأحراج
فقال جاري باندهاش ماذا ؟! يظل سراً ؟! ثم صمت واخذ يقلب يده ، تجول هذا الطلب الغريب في رأسه حاول ان يجد له تعليل فلم يجد واصبح موقفه صعبا فهو رجل يحب الوضوح ولأول مرة في حياته يجد مشقة في الاجابة فلتفت الى صديقه وقال في سرحان : تقول زواج بسر
فقال له صديقه بانكسار نعم هذا هو شرطها لقد حاولت صرخت في وجهها بل حتى مددت يدي عليها كي تتنازل عنه لكنها رفضت ولم تبدي لي أي سبب رغم محاولاتي المستميتة لم احصل على اجابة شافية سوى البكاء
فجأة نهض الغريب مسرعا من مكانه ،وقال بغضب : لا عليك سأرغمها وسأزوجها لك صاغرة نعم انه شرط غير مقبول وغير مقنع
فاستوقفه جاري وقال: لا عليك ليكن الامر سراً في البداية ولنصبر لُيغير الله من حال الى حال
وافق صديقي مرغما فلا يريد ان يخسر هذه الفتاة الجميلة ولا يريد لوجهها الملائكي ان يهان

وتزوج بها حسب شروطها وانتقلت تلك الفتاة الجميلة الى منزله وكذلك سكن اخيها معها بإلحاح من جاري فهما حبه الكبير
عاش جاري في نعيم مع تلك الفتاة كان لا يراها الا في اجمل صورة كانت زهرة يفوح العبير منها كانت تمتلك عينان يرى فيها الرضى وشفتان لا تفارقهما الابتسامة ولسان ينطق بأجمل الكلام ،واذان صاغيه تطرب لسماع كلام زوجها وفوق كل هذا كانت طباخه بارعة تدير شئون منزلها بهمة ونشاط
كل شيء كان فيها مثالي ولم يكدر هذه العشرة سوى غيرة جاري التي ظهرت فجأة وسببها حب زوجته الشديد لأخيها ومرافقته لها الى مقر عملها واحضارها منه بسبب ذلك الشرط اللعين "زواج السر " كان يتمنى هو ان يرافقها في ذهابها وايابها لم يكن يرغب ان يشاركه احد في حبها حتى اقرب الناس إليها ، ورغم ذلك ظل يحارب هذه الغيرة بكل وسيلة .
مرة الايام وزاد حبه لها يوما بعد يوم خلاف للحب المعهود والذي يبدأ متوهجا ثم ينطفئ شيء فشيء حتى يخمد
وفي احد الايام وبعد عامين ونيف من زواجهما تأخرت زوجته واخيها عن موعد وصولهما المعتاد شعر بالخوف والتوتر اتصل بأخيها كان هاتفه المحمول مغلق اتصل بها ايضا كان هاتفها المحمول مغلق فزاد قلقه انتظر ساعة واخرى ويده لم تتوقف عن الاتصال بهما ما زالت هواتفهم المحمولة مغلقة جن جنونه فخرج يهيم على وجهه في المدينة لا يعرف الى اين يتجه زار المستشفيات واقسام الشرطة فلم يجد لهما اثر اخيرا لجئا لبعض معارفه لمن لهم سلطة ونفوذ فأخبروه انهما محتجزين في احد اقسام الشرطة ولم يخبروه عن السبب وبمجرد وصوله علم من الشرطي ان صديقه خطف امرأة متزوجة منذ عامين واربعة اشهر وهي موقفة معه لم يصدق جاري ما سمع وطلب ان يراهما ولكنه مُنع في بداية الامر ولكن بسبب اصراره الذي بدا غريبا لرجال الشرطة تعاطفوا معه فادخلوه عليهما فرآهما
عندها تأكد له ان صديقه الذي احبه ووثق فيه هو من اختطف المرأة من منزل زوجها وان المرأة المخطوفة او الهاربة من زوجها هي زوجته التي احبها من اعماق قلبه!
فشعر بغثيان ودوار وسمع صدى ضحكات مجلجلة يتردد صداها في القسم الشرطة شقت طبلت اذنه واحس ان الارض تهتز تحت قدميه فترنح وسقط مغشيا عليه !

النهاية


قديم 12-15-2020, 10:50 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: لون رمادي


أخي عبد العزيز
بارك الله في جهدك
لقصصك هوية أميّزها عن غيرها
وقبل هذه المرة قلت لك أن لا تسهب كثيراً وتبتعد عن فكرة القصة الأصلية
حاول عندما تكتب قصة أن تركز على الحدث الرئيس في القصة ، وإن شئت أن تخرج عن موضوعها فلا تُسهب حتى لا يتشتت القارئ
وهذه السطور تحوي في مضمونها حكمة جيدة وهي :
((ولكن يبدو أن شيئاً واحداً يجعل معيشة الانسان بشكل طبيعي مستحيلة ،اتعلم ما هو ؟! انه الاختيار المناسب عندما نقف عند مفترق الطرق))
تقبلني مع الاحترام
تحية ... ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: لون رمادي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كـــــفينيق ســــ أنبعث من رمادي... ريم بدر الدين منبر البوح الهادئ 2 06-19-2011 12:40 AM

الساعة الآن 02:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.