لغتي عربية

لغتي وهلْ في القولِ منها أجملُ = أو في الكتابةِ والمعاني أفضلُ

للشعرِ بحرٌ لا يُحدُّ مدادُه = وإلى البلاغةِ موردٌ لا يبخلُ

للعاشقين جمالها متجدّدٌ= للظامئين إلى الفصاحةِ منهلُ

نوتاتها للسمعِ أروعُ نغمةٍ = وإلى اللسانِ هي الحلا والمعْسلُ

طلقاً سما وَترُ اللسانِ بنطقِها = وبها الخطابةُ كالغمائمِ تسبلُ

وإذا اللغاتُ كما النجوم تلألأتْ = فلنورِها هيَ والكواكبُ تأفلُ

كالتاجِ أحرفها زهتْ ونقاطُها = دررٌ لأركانِ الحروفِ تُجمّلُ

العزّ فيها للنفوسِ وجاهة = والفخرُ فيها سؤددٌ ومكلّلُ

عند الخيالِ إذا التصوّرُ مبهمٌ = توحي إليه في الرؤى ما يمثلُ

رِتلَ الكلامُ تناسقاً فتناغمتْ = فيها المغازي كالحبائلِ تجدلُ

تلنُ المشاعرُ لو تُصاغُ بحرفها = مثلُ المشاتلِ بالندى تتبلّلُ

وسعتْ بأحرفهِا الكتابَ قراءةً = ومعانياً ومعاجزاً لا تُعدلُ

وسعتْ كتابةَ آيةٍ فسمتْ بها = وبها احتوتْ لبلاغةٍ لا تُعقلُ

رمزُ الشعوبِ لغاتهم وحياتهم = ماضيهمُ والآن والمستقبلُ

كالماءِ للشجرِ اللغاتُ لأهلهِا = من دونه رغم الخصوبةِ تذبلُ

كالأمِ تبقى للشعوبِ لغاتهم = فإنْ تمتْ ماتوا كانْ لم يقبلوا

بثّي على العربيّ يتركُ أمَّه = عجباً! أمنْ لغة العروبةِ يخجلُ

من بدلّ الضادَ الجليل بلكنةٍ = فكمنْ شرى العالي بمنْ هو أنزَلُ

أيّ اللغاتِ جاوزت لغة السما = وسعاً وأيٌّ في الفصاحة أجزلُ

محظوظُ منْ لغةِ السماء لسانه = فهي الوسامُ على الرؤوسِ ومشعلُ

حُفظتْ بقرآنِ العليمِ ولم تزلْ= لغةَ التقاةِ وفي الجنانِ ترتّلُ

عربيةٌ لغتي وفخري أنّني = مَنْ ينطقُ الضادَ العظيمَ ويحملُ