الاختيار بين الواقع و الفعل( جزئية 1)

[محمد عبد الحفيظ القصاب]

الاختيار بين الواقع و الفعل( جزئية 1)
==============
كيف يمكن للواقع والفعل أن يجتمعا كذاتين مختلفين وهما وجهة واحدة ؟
يجتمعان عندما يفرض عليك الاختيار , والأخير إنما ماديته (الوجود) تكون في الواقع وأنت مجبر أن توشيه بالفعل .
حينها ستقع حتما ً بازدواجية يائسة بين إجبارية الواقع واختيارية الفعل.
ربما أتساءل ..وهل لي أن أجرُّ إلى فعل من صنع الواقع وأنا أملك ألا أفعل ؟؟هذا يدعو إلى وصفي بإنسان ٍ حر ٍّ.
ولكن هل أنا كذلك مع ازدواجية جبرية ؟؟
نعم , ولست مع هذا الجواب بمراء ٍ أو مغال ٍ في استجادتي لقيود الحرية الكاذبة .
سأسمح لنفسي بمناقشة أمر ٍ هام يقع حصرا ً فيا جاء آنفا ً : ألا وهو عملية الارتباط بالجنس الآخر .
هنا لا وقت لدي لوضع استراتيجيات شأنها كشف الستار عن خبايا الجنس الآخر في نفسي ومعالجة ذلك عن طريق الفلسفة الجزئية.
عندما أقف وقفتي هذه بين نعم أو لا ,بين هذه أو تلك , بين الطبيعي والأفضل , لابد من الاستنجاد بثقافات العصور جميعها . ولست بفاعل هذا الآن ولكن سآخذ بالنتائج لتقرير موقف في نفسي سأكون مسؤولا ً عنه في ذاتي قبل الغير.
إذا كنت أعرف إلى قدر ما محاسن فتاة ؛مشاهدة ً أو سبرا ً ,بإجمالها , أكون حينها مسؤولا ً عن كشف قبح الصفات فيها .
وبالتالي أكون على معرفة واسعة بسيئاتها بالقدر ذاته.
وهذه الحالة ستخضع لتسلسل ٍ واسع ومتدرج لن أتعقبه الآن.
حالة أخرى :أرتبط بفتاة لا أعرف عنها شيئا ً سوى المشاهدة الخاطفة , تقليديا ً؛ وأكون عندها مسؤولا ً عن قرار ٍ مزدوج بين الواقع والفعل .
إجبارية الواقع , موقعي التقليدي, واختيارية الفعل ,بين نعم ولا .
وقتها لن يكون الأمر مصيريا ً لدرجة كبيرة بالقدر الذي يكون بالفعل وقع موقعا ً .
لست أمني النفس بنتائج مرضية من وراء ذلك ولكن لا سبيل إلا للمتابعة.
هاتان الحالتان نمطيان عصريا ً ,أي أنهما حصرا ً ستكون إحداهما واقعة في عصرنا هذا ,والبحث وراء سلسلة نهائية لمقدمات سريعة هذا كفيلٌ بوجود نتائج متعددة .
وإلى هنا سأكتفي بما جاء مع تقرير وجهتي الايجابية للحالة الثانية لسلامة العاقبة.
==========
25-1-1993

[ناريمان الشريف]

حضور أول
وقراءة سريعة ،، استوضحت منها شيئاً يشبه إلى حد ما ( الجبرية والقدرية )
موضوع كبير كبير
لا يكفيه كل الصفحات للحديث عنه ،، والإشكاليات التي تحوم حوله
هل نحن مجبرون أو مخيّرون .؟
جزئية أولى على حد قولك
وسأعود بالجزئية الثانية للإجابة على السؤال المطروح
دمت بألف خير
تحية ... ناريمان

[ناريمان الشريف]

عند قراءتي مقالتك للمرة الثانية ،
وجدت فيها أمرين :
الأول : استخدمت مفاهيم ربما أنت لا تعنيها
والثاني : أنك وضعت الخيارين ، وقررت واحداً رغم اقتناعك بالآخر
بالنسبة للأول : عندما قلت ( حينها ستقع حتما ً بازدواجية يائسة بين إجبارية الواقع واختيارية الفعل.)
والأصل أن ترمز إلى الواقع ب ( المفروض )، وترمز إلى الفعل ب ( العقل )
وهنا تصبح الجملة كالتالي (( حينها ستقع حتماً بازدواجية يائسة بين إجبارية المفروض واختيارية العقل )
فالإجبار على اختيار شي بين أمرين ، من المؤكد أنه خطأ في حد ذاته ، فطالما وُضع أمامك بابين وعليك أن تدق أحدهما ، هذا بحد ذاته اختياراً وليس إجباراً
من هنا الانسان مسيّر بما يختار ، وليس مجبراً على ما هو سائر .
أما في إشارتك على سبيل المثال مايحدث مع الجنس الآخر ، فأنت تفترض أنك إذا تعرفت على فتاة ستعرف حسناتها وبالتالي ستكشف سيئاتها بنفس الطريقة
وأعتقد أن هذا يعتمد على ذكائها أكثر من حذاقتك ، ذلك أن الجنس الآخر يتميز بمقدرة عالية على ستر العيوب ، ومن المفترض أن يكون لدى الطرف الآخر ذكاء أحدّ للكشف عن السئيات ..
هكذا استوضحت من مقالتك خاصة في السطور الأخيرة منها
وهذا بصراحة - من عيوب المقالات الفلسفية التي تحتمل أكثر من تأويل ، وربما القارئ يبتعد كثيراً في تأويله عما أراد الكاتب أصلاً
أشكرك ..
كنت هنا ,, مع التحية
ناريمان

[نورة الحسن]

مسألة الاختيار بين أفعال متنوعة وبديلة هو مجال اهتمام الباحثين في علم السلوك الحيواني، علم النفس، العلوم ...

ولكن إذا مررنا بتجربة كان مطلوبا منا فيها فعل المستحيل ... وهو ما من شأنه أن يُجبرنا على الاختيار بين بديلين ...