احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1301
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
09-01-2020, 03:35 PM
المشاركة 1
09-01-2020, 03:35 PM
المشاركة 1
افتراضي الأدرى
تحية تقدير لمنابر التي غبت عنها لمشاكل في حاسوبي..حاولت منذ قليل نشر نص في منبر القصة..بعد نجاحي في الدخول عن طريق الموبايل ولم يظهر لي..
..................................................
إعادة نشر:
فراشة جميلة وقفت على زهرة ..غمر الفخر الزهرة..
وتمايلت طرباً ..وأصبح لحياتها معنى..وكذلك الفراشة..
وبدا لهما أنّ العمر لن ينفد وأنّ صداقتهما لن تذبل ..إلى أن جاء يوم
أطلّت فيه الفراشة بوجه متعب وبجسد منتفخ..وحطّت فوق ساق الزهرة ..
..وانزلق جسد ها قليلاً قليلاً حتى أصبحت تقف
أسفل الساق ولم تعد الزهرة قادرة على رؤيتها ولكنها أحست بوخزة
مؤلمة دبّت إليها من الساق المتعبة ..قالت للفراشة:
ماذا تفعلين ؟ أنت تؤلمينني ..قالت الفراشة: إنها قبلة محبّة ..لم أشعر
يوماً بأنني أحبك إلى هذا الحدّ..قالت الزهرة :ولكنّك كنت تقبلينني هنا فوق
حيث الرحيق فما بالك اليوم؟ قالت الفراشة : أنا نفسي لا أعلم.. ربّما هي
مجرّد رغبة جامحة .. لست أدري ..قالت الزهرة:
أنا لم أجد الأمر ممتعاً ولامسليّاً ..وإنني لأشعر بالقلق ..لم تجب الفراشة
والتصقت بالأرض وهي غاضبة ..فالصداقة في نظرها عطاء بلاحدود
والزهرة تحتج للمرّة الأولى ..صحيح أنها فعلت ماهو غير معتاد ولكنّها لم
تكن تتوقع أيّ احتجاج من المخلوق الذي أحبته أكثر من أيّ شيء اخر ..
وبعد أيّام ..اطلت ديدان صغيرة ذات أسنان حادة من الثقب الذي أحدثته
قبلة الفراشة وراحت تقضم جسد الزهرة ..صرخت الزهرة مستنجدة ..
ورنت الفراشة بيأس إلى صديقتها ..فأجنحتها لم تقدر على حملها
وحتى لو فعلت فلا فكرة لديها حول الطريقة لمنع مايحدث ..
وفجأة حطّ فوق الديدان يعسوب بديع الألوان وراح يأكلها واحدة إثر أخرى ..
وسالت دمعة الفراشة وهي ترى نفسها ممزّقة القلب بين خوفها على صديقتها
الزهرة وبين شعور جارف بالحب والشفقة على تلك الديدان الصغيرة التي
بدت لها الان في غاية الضعف فرفت بأجنحتها بقوّة محاولة فعل شيء ما ..
وانتبه اليعسوب الجائع إليها فترك ماتبقى من الديدان وانقض على الفراشة يمزّقها
إرباً ويلتهمها قطعاً والزهرة تتساءل : من يشرح لي مايحدث ؟ أرجوكم ..
لماذا تذبح البراءة هكذا وتموت الصداقة ..؟ هل يقول لي أحد لماذا ؟
وابتسم اليعسوب الذي شبع تماماً بعدما فرغ من التهام الفراشة وقال:
صديقتك الفراشة رحلت في موعدها تماماً ..أنت فقط من تأخّر..
انظري إلى الزهور من حولك لقد يبست من زمان وبذورها الناضجة
ستنبت زهوراً جميلة وستكون الصديقة الصدوقة للديدان التي تزحف صوبك
وماهذه الديدان إلا يرقات فراشات ..لقد تأخرت في إعطاء ماكان يجب
عليك إعطاؤه للحياة لكي تستمر ..والحياة لن تقف عندك ..
إنهاتحتاج إلى جسدك الطري لكي تتدفق في السهول وتزحف صاعدة
فوق التلال..قالت الزهرة:وهي تشعر بالمرارة ..لن أفعل ..
لن أسمح لمخلوق بسلبي حياتي لكي يعيش..ولأول مرّة تدفق من
مسامها سائل أبيض غريب نفرت منه الديدان وراحت تقفز صوب الأرض ..
همس اليعسوب متعجّباً:هذه معجزة ..لم أر من قبل زهرة تستطيع
فعل ذلك .. قالت الزهرة : ليس حبّ الحياة ما أعطاني هذه الطاقة ..
بل شعوري بالظلم وظمئي للعدالة ..من حقي أنا أيضاً أن يكون لي بذور ..
و لعنة سمّي ستصيب كلّ من سيحاول حرماني من الحياة ..
لقد منحت الفراشة كلّ الحبّ وماخطر لي أبداً أنّ الفراشة لايهمّها إلا
بقاء نسلها واستمراره ناسية مابيننا من مودّة .. ضحك اليعسوب
وقال : صديقتك الفراشة كانت محكومة بغرائزها ..أحبتك بها ..
ووخزتك بها ..ولم يكن لديها الخيار .. وأجمل مافي الكون أن يكون
لأصدقاءنا خيار عدم إيذائنا وألّا تكون حياتهم تعتمد على موتنا ..
ولكنك أيتها الزهرة أذهلتني حقّاً بهذا السمّ الذي ابتكرته ..
همست الزهرة : ربّما لوكانت الفراشة هي من سيأكلني لتركتها تفعل
وأنا راضية سعيدة ..ولكنني رأيت نفسي فريسة محتملة لمخلوقات
أنانية عمياء ..وكونها نزلت من مكان ما يخصّ
جسد صديقتي ليس سبباً مقنعاً لأسمح لها بافتراسي ..
وماسمّي الذي رأيته سوى تجسّد مادي لمشاعري المعنويّة وهذا ما يحدث
عندما تكون المشاعر المعنويّة والأفكار المجرّدة شديدة التوقّد وبالغة الكثافة ..
بصق اليعسوب في الهواء وقال شاتماً: أيتها المشعوذة المتبجّحة ..
ما إن تنجح واحدة منكن في الإفلات من خطر سخيف لسبب تجهله هي
نفسها حتى تبدأ في اختلاق الأكاذيب والتفلسف دون دليل.. لقد تجولّت كثيراً
ورأيت مئات الزهور تؤكل بكلّ سهولة ..والفراشات تفقس متدلية من
عيدانها اليابسة ..وقد كانت كلّها مملوءة مرارة ومشتعلة خيبة قبل أن تؤكل..
فاحمدي الله على عطائه ولاتنسبي لنفسك فعله الكريم ..
قالت الفراشة :يالك من مسطّح التفكير ..إنّما قصدت أن أقول :
إنّ من سننه سبحانه أنّه يستجيب لدعوة المظلوم الصادق فيعطيه مالا يخطر
في البال وماليس له سابقة ..ولأنّ النوايا تختلف يختلف الجزاء ..
فلا تدّعي العلم الكامل لأنّك رأيت الكثير ..فالقليل الذي لم تره لأنّه
قليل لايعني أنّه غير موجود ..وها أنت ذا قد رأيته ..فما بالك ترفض
تفسير من هو أدرى ومن جرّب وعاين وتركن لجهلك وعنادك ..
قال اليعسوب: مجادلة الدجّالين المجانين هدر للوقت وتخريب للعقل ..
اذهبي عنّي وضمّدي جراحك ..وما أحسبك ستجدين من يصغي إليك
بعد اليوم .. وطار اليعسوب بعيداً وقد ظفر باللحم الطري وبالتسلية
وترك الزهرة تتأمل وتنتظر المجهول المعلوم ...


عبدالحكيم ياسين



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 10-02-2020 الساعة 08:55 AM
قديم 09-02-2020, 01:21 AM
المشاركة 2
محمد عبد الحفيظ القصاب
الشعراء العرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الأدرى
نجحت َ حقا ً في جعلي أقرؤها لآخر نقطة فوق النون
جميل وممتع بين دفتيّ الحياة والموت
وهذا التحدّي والرسائل الكثيرة المعبرة
هناك خلط بسيط ربما السبب الموبايل
(قالت الفراشة:يالك من مسطح التفكير ) قالت الزهرة ....الصحيح

ممتعٌ أخي عبد الحكيم ياسين

تحياتي والمحبة

قديم 09-02-2020, 10:15 PM
المشاركة 3
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الأدرى
بارك الله فيك أخي محمد..سرني حضورك الكريم ..وأسعدني تعقيبك العاطر ..فعلا قصدت الزهرة لاالفراشة..وهو خطأ في النص الأصلي يجب إصلاحه..بارك الله فيك وجزاك كل خير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأدرى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المخرج الثاني عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر القصص والروايات والمسرح . 3 07-27-2023 09:57 PM
الصوم والديانات الأخرى عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 3 05-21-2021 11:00 PM
الحياة في المجرات الأخرى: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 3 01-13-2012 02:49 PM
الضفة الأخرى..........محمد محضار محمد محضار منبر القصص والروايات والمسرح . 0 01-11-2012 01:27 PM
الأدب المجري رقية صالح منبر الآداب العالمية. 17 02-15-2011 08:54 PM

الساعة الآن 06:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.