قضبان الحرّيّة - منتديات منابر ثقافية

ابراهيم امين مؤمن is on a distinguished road



المشاركات
107



+التقييم
0.04



تاريخ التسجيل
May 2017



الاقامة



رقم العضوية
15233

05-11-2019, 12:17 PM

المشاركة 1

05-11-2019, 12:17 PM

المشاركة 1

قضبان الحرّيّة

قضبان الحرية
أنا سلمى …
وجدنى رجل شحّاذ على باب مسجد أصرخ من الجوع والعطش ،
فذهبَ بى إلى ملجأٍ وتركنى مودعًا دامِعاً .
قال لى مدير الملجأ الذى أعيش فيه نقلاً عن الشحّاذ :
خذْ هذا المولود يا “بيه”، إرعه واعتنِ به فإنى رجلٌ لا أكاد أحمل نفسى.
فإنى أجوع أكثر مما أشبع.
وأتعرّى أكثر مما أكتسى.
ولا أبيتُ إلا على جوانب الطُرقات.
وها أنتَ ترى عاهتتى .
وولّى بوجهٍ ممتقع .
ولّى يضرب كفيّه ويغمغم بعبارات التوجع والتشرّد.

نشأتُ فى الملجأ
الملجأ أرضه سلاسل فى الأقدام.
وسقفه أغلال فى الأعناق.
وهواؤه يحبس أنفاسى كأنما أصّعد فى السماء.
وما كتمَ أنفاسى واختلجتْ فيه جوارحى وتململتْ فيه روحى أكثر من تردد سؤال يجلدنى فى كل ذرة من كيانى كله
لماذا رمانى أهلى ؟
وتأتينى الإجابة بدمع وصراخ حتى أسقط متضعضعة وكأنّ صرعنى شيطان.
وأتساءل..
هل أنا بشرٌمن طين غير طين آدم؟
لعلنى خُلقتُ من رحم شيطان فطردتُ فى يباب العذابات؟
ويكأنّ نفسي عفّتْ عنها الأرض والسماء.
هل لُعنتُ بصرخة البراءة وعيناى لم تتفتح بعد ؟
ولم ألتقم ثدى أمى بعد .
تالله ما شممتُ من فمى رائحة اللبن ولا ذقته بلسانى.
يجب أن تكون الإجابة على كل سؤالاتى أن…………
أُوجد كيانى الذى يمثل فخرى وفخر مجتمعى الذى آوانى ، فليس كل الناس رؤوس شياطين.
أكسررُغام اليأس والتشاؤم وأُعلو راية الأمل والتفاؤل.
لابد أن يكون اسمى أنا هو “بسمة وأمل وطموح وإنتصار”.
وحضارة تنبعث من نفسى إلى مجتمعى مزدهرة ، هذا هو إسمى.
أعيش بخلقٍ واسع.
وأتعلم العلم النافع.
وأدعو من معى أنّ غدهنّ زواج وإنجاب فى وطن يحتضنهنّ.
كما احتضنهنّ فى هذا الملجأ .

رشدتُ رشد أُولى الألباب وأنا فى العشرين.
أُوتيتُ الرشدُ صبية ، فرغم الضربات المتتابعة إلا أنّ راية الإنتصار كانتْ غالبة عليّة.
وخرجتُ من الملجأ إلى المجتمع .
فضاءٌ فسيح به الحرية والأمل ومرتع الطموح والنجاح والإنطلاق .
أريد الأسرة الطيبة التى تمثل لبنة أبْنيها فى صرح حضارتنا المتهالكة أو بذرة أنثرها فى أرضنا البورالقاحلة.
أُريد إنجاب أولادٍ يكونون براعم صالحين .
أرعاهم وترعاهم رُعاتهم من حكام ومسئولين.
وقابلتُ الحلم .
ثروت.
تبدو عليه وسامة الخلق والحكمة ورجاحة العقل وأصل الدين.
..تبادلنا الحديث بعد لقاءات عديدة.
فكان نِعمَ الإنسان والحبيب والأهل وقال لى إنى كذلك له.
وجاءتْ اللحظة الفارقة وسألته عن نفسي فقلت
أتعرف مَن أنا ؟
فقال لى أنتِ قلبى الذى حيا بعد الموات.
و عمرى الذى أتى بعد الفوات.
ودمى الذى جرى بعد الثبات.
ومائى الذى أنهرَ بعد النفاد.
وسماء أستظل بها.
وأرض تقلّنى من الإنهيار.
وفضاء أسبح فيه طائراً كفراشات الأزهار،أستنشق الرحيق والعطر وأتمتع بالجنان .
وعمرى الذى مضى ومستقبلى الآت .
فأدهشتنى عجلته ولم يمهلنِِِِ الردّ وتركنى ثم عاد ليقُل..
مفاجأة سلمى مفاجأة حبيبتى.
أبى وأمى وافقا على الزواج .
وأُعلمكِ أنّ أبى من الأثرياء و من ذوى القوة والسلطان .
وإسمه ثروة ، كما جدى إسمه ثروات.
فهلّا قابلتُ والدانكِ
أُريد أن أرى قبس هذا النور الربّانى الأخّاذ.
أين هما؟؟؟
فتكلمتْ دموعى وخير الكلام كلام الدموع الساخنة.
وتكلمتْ قطراتها لتقول يا ليت اسمكَ فقرٌ وأبوك اسمه فقريْن.
ورويتُ له قصتى ودموعى تنهمر ، لو انهمرتْ على حجر للان .
فامتعض وقطّبَ جبينه.
ورفع رأسه مستنكفاً.
وفغر فاه وأطلق قذيفته العمياء الحمقاء.
قذيفة الغاب.
آفة القرن وكل القرون.
هى التقاليد التى يسبّحون بحمدها ليل نهار.
تقاليد توارثها الأبناء عن الأجداد .
التقاليد التى جسّدناها تماثيل فى نفوسنا فذلتْ لها الأعناق ، كل الأعناق.
وكنتُ أنا سلمى قُربان من القرابين التى ترضى تماثيلهم.
وياويل أمثالى من هؤلاء المكفوفىّ البصر والبصيرة.
وقذيفته قوله
“آه يا بنت الملاجئ يا حمقاء يا أهل السوابق إمضى إلى بنات الشوارع
أنا أنا أنا وأنتِ أنتِ أنتِ أنا ابن الناس وأنتِ بنت الملاجئ .
إنى من عائلات أصل وثروات، وأنتِ ما وجدتيهم إلا عدماً يا بنت العدم والزوانى.

عدوتُ من أمامه صارخةً باكيةً أرى من حولى… من حولى يحبون
الجمال وإنْ كان زائفًا.
والمظاهر ولو كانتْ كاذبة.
والمناصب ولو كانتْ طاغية.
والعائلات ولو كانوا جبابرة.
والأبنية العالية ولو كانتْ هاوية .
كانتْ حياتهم كلها “هذا “
تعبد كل هذا فأُصبح “هذا” أصناما تُعبد وتحكم وتشرّع وتحدد مصائرهم.
ألتهمتنى تماثلهم.
وستظلُّ تلتهم إن لمْ تستيقظ ضمائرنا.
أو تستيقظ ضمائر رُعاتنا ومسئولينا.
نسوا أن الله الذى خلق سلمى بنت الملاجئ ، هو من خلق الأميرة.
وأنّ الرحِم واحد والإطعام واحد من ثدى واحد .
والدم واحد ، كما أنّ الشمس تشرق للكل لا تفرق بين الأميرة والذليلة.
مازلتُ أُعدو عدو الفارّين وكأنّ أشباح تعدو خلفى.
أهرب بعيداً بعيداً أنتظر محطة أقف فيها وما أجد .حيث كل ما أراه فى سابلتى
أشباح الإنسانيّة.
وظلام النفوس الساديّة.
وضحكات السخرية ذات الأصوات الساخرة الفاترة المتأفّفة.
وحضارات من خيوط العنكبوت تسكن الحدائق قبل اليباب.
وسمعتُ أقبح عواء.
وفزعتُ من زمرة أسود ملكية.
وتصافّتْ الأفاعى لتفحّ فى فمى سُمّاً ناقعاً.
وفجأة وجدتُ نفسى بين ذئاب بشرية.
فاغتصبونى واحداً واحداً ثُمّ ضربونى وأطلقونى ولا غيّاث يُغيث.
أطلقونى بجسد عارٍ وملابس ممزقة.
وما جرأهم إلا أننى لم يكنْ لى درعاً أو حِمىً أو ظهراً .
ظللتُ أسير زاحفةً منَ الإعياء حتى بلغتُ الملجأ.
قابلنى المدير فزعاً وقال ..مالك يا سلمى ؟
فأجبته قائلة ” ألان علمتُ لِمَ رمانى أهلى “
الأن آمنت أن الفقراء يعيشون أموات ، وأن الضعفاء يعيشون أرقّاء ، وأن الحقّ يتزىّ بألف وجه ، وأن العدل لا يخرج إلا من أفواه ذوى القوة والسلطان.
وأن الميزان المقلوب لديهم هو الميزان القسطاس.
وأشرتُ له أن يحملنى بالداخل.
ولا أدرى أأشير له أن يحمل سلمى أم يحمل سلميْين أو ثلاث سُلميات.
لعلهنّ الأن يتبلورنّ فى بطنى ، بطن الظليم والمظلومة.
بطون شوادن الغزلان التى لم تبلغ الحُلم وإنما بلغتْ حُلوق الذئاب.
أشرتُ إلى حجرتى القديمة.
لأنتظر لعل شيطان من الجآن يحنو فيحملنى لأنبتُ مرة أُخرى.
إمضاء .. سلمى بنت الملاجئ

بقلمى .. ابراهيم امين مؤمن

05-11-2019, 10:39 PM

المشاركة 2

حسام الدين بهي الدين ريشو

مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

مجموع الاوسمة: 5



رد: قضبان الحرّيّة

سرد جميل
تألق في قصة
دام لك التألق والابداع
مع تحياتي

https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater

05-11-2019, 11:07 PM

المشاركة 3

ابراهيم امين مؤمن

من آل منابر ثقافية



رد: قضبان الحرّيّة

استاذ حسام الدين ريشو ..
تقبل منى تحياتى على كل متابعاتك لى ... شكرا جزيلا ..

05-12-2019, 12:40 PM

المشاركة 4

بتول الدخيل

من آل منابر ثقافية



رد: قضبان الحرّيّة

قصه جميلة ومتابعه لقصصك

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

05-13-2019, 03:13 AM

المشاركة 5

ابراهيم امين مؤمن

من آل منابر ثقافية

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بتول الدخيل



رد: قضبان الحرّيّة

قصه جميلة ومتابعه لقصصك

باقة ود

بتول الدخيل ..
هل انتِ قارئة ام كاتبة ؟
هل قراتِ لاحدٍ غيرى ؟
ان كنتِ ضليعة فى القراءة فارجو استخراج جوانب الضعف فى كتاباتى ..
ولكم جزيل الشكر

05-15-2019, 11:36 AM

المشاركة 6

بتول الدخيل

من آل منابر ثقافية

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم امين مؤمن



رد: قضبان الحرّيّة

ابراهيم بصراحه قصتك جميلة واستاذنا حسام
يعرف اكثر مني في نقد القصص وانا قارئه
ومتذوقه للقصص والادب فقط

باقة ود

05-16-2019, 04:39 AM

المشاركة 7

صفاء الأحمد

من آل منابر ثقافية

مجموع الاوسمة: 2



رد: قضبان الحرّيّة

السلام عليكم ورحمة الله

اهلا بك استاذ ابراهيم في عائلة منابر ثقافية ،

في النص صور فنية جميلة و عبارات منمقة، لكن برأيي المتواضع كثرة الصور الفنية تُفسد جمالية النص، كما أن اسلوب السجع لا يتناسب مع كون النص أدرج في هذا المنبر ،

في القصة الجيدة التركيز غالبا على سرد الأحداث بطريقة سلسة تشدّ القارئ منذ البدء حتى الخاتمة دون المبالغة او التكلف في استخدام المصطلحات الصعبة و القوية..

لم أشعر برغبة في إكمال قراءة النص .. لكنني بإنتظار المزيد ..

إلى الأمام ان شاء الله

أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!

05-16-2019, 06:18 AM

المشاركة 8

ابراهيم امين مؤمن

من آل منابر ثقافية



رد: قضبان الحرّيّة

لم أشعر برغبة في إكمال قراءة النص .. لكنني بإنتظار المزيد ..
هذه العبارة بصرف النظر عن وجهة نظرك فهى عبارة غير مناسبة تماما .
اما وجهة نظرك فقد تكون صائبة وقد تكون خاطئة .
لعلها صائبة اذا ما قارناها باسلوب السرد الروائى المسهب ، او خاطئة اذا ما قارناها باسلوب سرد القصص القصيرة .
وان كانت هناك عبارات سجعية كثيرة فهى فى الواقع لم توضع لذلك وانما وضعت لتعبر عن حال مجتمع سلمى .
==================
لعل وجهة نظرك خاطئة لو افترضنا افتراضا عجيبا الى حد ما الا وهو ان هذه القصة تم نشرها فى اكثر من 70 موقع ، وقد لا يكون هذا هاما ، لكن الاهم اكثر بكثير انها تصدرت صفحات جوجل لاكثر من 4 ايام فى اهم الاخبار وهذا من النادر ان ترسل المواقع الى جوجل بتصدر قصة كاهم اخبار ..
هذه المواقع هى
بانوراما panet
كتابات
صوت العراق
الديرة نيوز المغربي
سواليف
امد .. وهذا الموقع جدده ثلاث مرات اى استمر اكثر من ثلاث ايام.

والان اسالك سؤالا ردا على هذه الجملة (لم أشعر برغبة في إكمال قراءة النص .. لكنني بإنتظار المزيد .. )
ان كانت المواقع التى ارسلت الى جوجل لوضع النص فى اهم الاخبار كانت لديهم رغبات جامحة افلا يسعك منهم رغبة ولو على استحياء.

05-17-2019, 01:48 PM

المشاركة 9

صفاء الأحمد

من آل منابر ثقافية

مجموع الاوسمة: 2



رد: قضبان الحرّيّة

احترم ذلك جدا لكن بغض النظر عن كون النص تصدر صفحات عدة مواقع،
أنا عند رأيي ..
انا كمتلقية لفت انتباهي كثرة الصور الفنية و المصطلحات الصعبة و السجع، وهذا ما جعلني لا التفت كثيرا للنص كقصة تحمل بداخلها قيمة جميلة جدا و نبيلة ..

قد اتممت القراءة رغم عدم رغبتي في ذلك احتراما للنص،
لكل امرئ ذائقة تختلف عن الآخر ..
هذه ذائقتي الخاصة و لكل منا حرية خالصة في تذوّق ما يشاء بطريقته،
و ليس لأحدنا حق مصادرة رأي او ذائقة الآخر ..

رغم أن رواية الفراشة لهنري شاريير كما يقال ألغت حكم الاعدام في فرنسا لقوة تأثيرها في المجتمع المحلي الا انني لم استمتع بقراءتها و لم أكملها و هذا بالطبع لا يقلل من شأنها كرواية لمجرد انها لم تستهو قاريء ما ، أليس كذلك؟

رغم أن النص غني بالعبارات القوية و الصور الجميلة المحبوكة باحتراف إلا أنني عند رأيي إذ يجب أن يوازن النص بين القيمة الشعورية الفنية و القيمة المعرفية و السرد ففي القصة لا ابحث كمتلقية عن تشكيل لغوي فريد او صعب يستخدم الكثير من الصور و العديد من المصطلحات الصعبة غير المستساغة في نص قصصي ، بل ابحث عن جمل سلسة و مفردات بسيطة و لا ضرر في ان يكون في النص بعض المفردات الصعبة لتزيد من جماليته و قوة تأثيره، لكن ليس ان يُعجن نص قصصي كامل بالصور الفنية و السجع و المفردات التي تقود القاريء العادي إلى المعجم مرات كثيرة.
القصة تستهدف كل الفئات من شخص لم يتم المرحلة الإعدادية إلى آخر اتمّ مرحلة الدكتوراه !!

شكرا لك مرة أخرى استاذ ابراهيم ، وسّع صدرك لرأيي ..

رمضان مبارك

أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!

05-17-2019, 02:21 PM

المشاركة 10

إيلي عماد

من آل منابر ثقافية



رد: قضبان الحرّيّة

سيدي .... الجميل

لاتأخذك ثورة الإعجاب بنصك عن نقد مشرفة القسم...

سرحت بي الحيرة من تناقضك في نفس الصفحة!!

..تطلب نقداً من عضوة ...

ثم جاءك النقد من مشرفة فرفضته ....!!

قليل الصادقون في عالم الويب ... فأغلبهم مجاملون مطبلون

فمن يكون مكانك ..

يجب أن يشكر الرب أن وهب له من يصدق معه ليصحح عيوب نصه

...نصك ممتع ....

ولكنك طلبت النقد فاصبر على كأس مرارته ياسيدي