هامان .. والوجه الآخر للقمر

( للقمر وجهان .. وجه مضيئ هو ما نراه دائما , ووجه آخر شديد السواد

لم يقع عليه البصر أو وطأت عليه قدم بشر

وكذلك هو محمد حسنين هيكل .. أستاذ الأجيال .. وجه مضيئ ,

ووجه آخر أعاد للذاكرة شخصية هامان ! )

ما زلت يا هامان تعبث في العقولْ !

وتبيع أوهام الصمود المستحيلْ ..

وتقود تاريخا ذليلا ..

واصفا إياه بالمجد الطويلْ ..

وكأننا في ظل فرعون الغريق ..

توحدت أمصارنا ..

وتوالدت فينا الفحولْ !

أترى نسيت العار.. أم

عاد الزمان ..

وعاش فرعون القتيلْ ؟!!

لو كنت تفقه ما تقولْ ..

لقتلت نفسك بعد أن ضيّعت خلفك ألف جيلْ

ما زلتَ تحسب أن موسي ساحرا ..

وهو الذى يدعوك أن تهدى الورى ..

فأدرت وجهك للهداية .. ناسيا

يوم الحقيقة .. يوم أن يُطوى الثري

ما زلت تـُــنكر ما جرى ..

وترى الهزيمة طارئا

والغدر شيئا عابرا

ودمُ الضحايا لم يجفْ ..

لم يأتهم سيف العدو .. محاربا

لكنكم أسلمتموهم للفنا .. صفا بصفْ ..

وتقول أخطأنا الحسابَ ..

وغاب عنا ألف بابْ ..

وتآمرت كتل الضبابِ

فمن تُخادع ..

هل ستخدع ألف جيشٍ ..

هام ما بين الشعابْ ؟!

وكأن آلاف الضحايا .. بعض أسراب الذبابِ !

فأى بأس أن تموت جموعهمْ

ما دام ظل زعيمهم ْ

في الحكم .. يسقينا السرابْ ؟

ما زلت تهتف للزعيمْ ..

وتريد غوغاء الكنانة أن تسبّح باسم شيطان رجيمْ !

نزع الشتات عن اليهودْ

وأعادهم في مصر كى يتسيدوا ..

من بعد أن كانوا عبيدا للعبيدْ ..

وأفاض من بركاتهِ ..

فأقام من ذَهَبِ الكنانة ..

عجْل معبودٍ جديدْ ..

وأعاد عهد السامرى ..

وسلم الطُـور الشريف إلى بـَغـِـيْ ..

أَوَ بعد هذا ..

جئت تطمح للمزيدْ ..

بالله قل لى صادقا ..

ماذا تريدْ ؟!