احصائيات

الردود
9

المشاهدات
5271
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
11-23-2010, 12:41 AM
المشاركة 1
11-23-2010, 12:41 AM
المشاركة 1
افتراضي نَسْرُ الجَليل
كتبت هذه القصيدة قبل سنوات طويلة في ذكرى عملية «قبية» الفدائية وهي العملية التي نفذها الشهيد البطل «خالد أكر» في 25/11/1987 بطائرة شراعية هبط فيها على أحد معسكرات العدو الصهيوني في الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة وبعدها بأسابيع اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى.


نسر الجليل


د. طاهر عبد المجيد


ما كنت أعلم أنني بك مغرمُ
حـتى أتيتك مطرقاً أتلعثــمُ

وعرفت أن فمي أقل مساحةً
مما ينوء بــه الفؤادُ ويكتمُ

فتركتُ جرحي عنه ينطقُ بالهوى
شعراً ويعتصرُ الفؤادَ وينظـــــــمُ

أيقظتَ يا نسر الجليل جذورنا
والريحُ من فوق الجذور تحوِّمُ

وسكبتَ في فمها الهوى حتى ارتوت
ونما على الأرض الخراب البُرعـــــمُ

وفتحتَ أعيننا التي ما أغمضت
يوماً فبان لنا البعيدُ المبهــــــمُ

وزرعتَ فينا الكبرياء فأثمرت
وغدا لها في كل يومٍ موسـمُ

إن الطفولـةَ والبطولةَ ها هما
يتفاعلان كما الحجارةُ والدمُ

لله جنــــــــدٌ قائمون بأمــــــرهِ
والعلمُ عنـــد الله أنك منهــــــمُ

أُرْسِلتَ في جنحِ الظلام ولمْ تسلْ
حتى علــــى أيِّ المواقع تهجــمُ

والريح تفتحُ في الظلامِ مسالكاً
أُخرى أمامك والمدى مستسلمُ

القلبُ بوصلةٌ فسرْ من خلفهِ
إنَّ الطريق بنبضه يتحكَّـــــمُ

فاجأتَ هذا الليل قرب فراشه
والصبح نحــو جفونه يتقدَّمُ

حين ارتميتَ من السماءِ معانقاً
أرضَ الجليل بلهفـةٍ لا تُلجَــــمُ

وطبعتَ قُبلتكَ الأخيرة فوقـها
بشفاه جرحك بعدَ ما تعبَ الفمُ

فصحا على وقْعِ الخُطا متوتراً
وجثا أمامكَ كالصغير يُتمتــــمُ

ويقولُ والكلماتُ تسبقُ صوته
دعـنــــــي أغادرْ لا أظنُّك تَندمُ

وادخل إلى وكر اللصوص فإنهم
سَكروا بوهمهمِ القديمِ وأُتخِموا

ولكي تراهم سوف أُبعدُ خطوة
أو خطوتين أُزيحُ ثوبي عنهـمُ

يا نسرنا العربي دعْهُ وشأنــهُ
واستجمعْ الحقدَ الذي لا يَرحمُ

تركَ الثلاثةُ* من رفاقك خلفهم
درساً يُعلِّمهمْ فلـــــــم يَتعلَّمــوا

وبنوا من الأسوار حول قلوبهم
ما يَبعثُ الأمنَ المزيَّفَ فيهـمُ

فأتيتَهم من فوقهم من حيث لم
يتوقعوا فانظر إليهم ها هــــــمُ

يتساقطون على الطريقِ وليس في
أجسادهــم خدشٌ ولا مــا يؤلـــــمُ

ماتوا قبيل الموت وهـــــــو مقدَّرٌ
واستعجلوه بفعل ما هــــــو أعظمُ

وتسلَّقوا حبلَ الحياة ففوجِئــــــوا
بالموت يدعوهم: إليَّ تقدَّمــــــوا

أين المفرُّ وكلُّ بابٍ موصــــــــدٌ
حاقَ العذابُ بهم فمــــن ذا يسلمُ

سدِّد إلى «التُّلْمودِ» بين عيونهم
واضغط بقوة ألفِ طفلٍ يُتِّمـــــوا

وابدأ بمن لبسوا الدروع ولُقِّحوا
بالوهم ضدَّ الموت حتى سُمِّموا

واجمع إليك التائبين لحقنهـــــم
بالرعبِ ممن بَعْدُ لم يَطَّعمــــوا

حَصِّنْ بهم من أن يُصاب بوهمهم
مَنْ خَلفهم فالوهم قد يَستحكـــــمُ

فيمن يُصدِّر بالجريمةِ خوفَــــــهُ
وبوجـــــه كـــلِّ ضحيَّـــــةٍ يَتلثَّمُ

واصبرْ علــــى ألمَِ الجراح فإنهـا
إن شئتَ أن ترقـــــى عليها سُلَّمُ

واضممْ إليك البندقيَّة بُرهـــــــةً
كــــي تستريح لعلَّها تتألَّـــــــمُ

إن البنادقَ فـــــي هواها تكتوي
بالحب كالعشَّاق حيـــن يُتَرجَمُ

أنتَ القصاص لهم فخذْ أعمارهم
وابدأ بقسمتها على من أقسموا

أن يحرسوا النار التي أضرمتها
فـــــي ليلنا هــــذا الذي لا يَسأمُ

وعلى الذين سَعتْ إليك قلوبُهم
كـــي يَرفدوك بهـا إذا نَفَـدَ الدَّمُ

هــذي ولادتكَ الجديدةُ فاحتمـلْ
آلامهــا إن المخـاضَ لمــؤلـــمُ

الحرُّ يُولدُ مرَّتين فإن يمــــتْ
فولادةٌ أُخــــرى وقيدٌ يُهـــزمُ

من لا يرى في معصميه قيودَهُ
حـــــرٌ كأي مُغفَّـــلٍ يَتوهَّـــــمُ

تَبلى الحياةُ كأيِّ ثوبٍ آخــــــرٍ
فاخترْ من الأثوابِ ما هو أنعمُ

واختـرْ لنا حُلَلاً تليقُ بأمسِنا
أو بالذي مــن أمسِنا يُستلهَمُ

واعبر بنا بحرَ الهزيمــة رائداً
فلعلَّ مُشكلة المشاكلِ تُحسمُ

ويعود كلُّ مشرَّدٍ عن ذاتـــه
لدياره حراً يُحبُّ ويَحلـــــــمُ

يا سيِّدَ العشَّاقِ أنتَ دليلُنا
في ليلِ غربتنا وأنتَ المُلهمُ

الليل بين يديك لوحٌ أســـــودٌ
وسَناكَ يَكتبُ ما تَشاءُ ويَرسمُ

كيف استجاب الموت حين اخترته
بالرُّغم منـه ومثلــــــهُ لا يُرغَـــمُ

وجعلتَ منه إلى السماءِ مطيَّـــةً
لتكون نجماً تفتديـــــه الأنجـــمُ

ما سرُّ هذا العشــق إني لا أرى
من أهلــــهِ أحداً يَشيبُ ويَهــرمُ

تعدو بهــــم أشواقُهم حــتى إذا
عزَّ اللقاء على الشهادة أَقسموا

عِشقٌ يحولُ الموت دون وصوله
لبدايـةٍ أُخـــــرى وطفلٍ يُفطَــــمُ

دوَّنتَ في سِفْرِ البطولة صفحةً
وختمتها بعبــارةٍ لا تُفهَــــــمُ

ولسوف يأتي مَنْ يَفكُّ رموزها
يوماً ويبدأ صفحــــةً لا تُختَـمُ

فاقرأ علينا مــــا كتبتَ بنبرةٍ
تُحيي القلـــــوب لعلنا نتعلَّمُ

إقرأ ففي زمن الهزيمة لَمْ يَعُدْ
كالعلمِ يهدي للتي هي أقــــوَمُ


د. طاهر عبد المجيد


* الثلاثة: هم الفدائيون الذين نفذوا عملية «الخالصة» في شمال فلسطين قبل عشر سنوات من عملية «قبية»



قديم 11-23-2010, 02:53 AM
المشاركة 2
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني
  • غير موجود
افتراضي
الشاعر الكبير طاهر عبد المجيد
قصيدة خالدة في بطل خالد والدليل أنها بعد ربع قرن من كتابتها ما زالت تتوهج بالحدث وتنضح من دم الشهادة وتستثير الكوامن والحماسة في النفوس
احترت أي أبياتها أقتبس فكلها قبسات ولكنني طربت من البيت التالي لبساطة التعبير الآسرة فيه
لله جنــــــــدٌ قائمون بأمــــــرهِ
والعلمُ عنـــد الله أنك منهــــــمُ

كل عام وأنت بخير يا سيدي
مودتي وإعجابي

قديم 11-23-2010, 09:11 AM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لو أتيت بعد مئة عام و قرأت هذه القصيدة ستبعث في روحي تلك الجذوة حتى و إن كادت تخمد، ليس أنا فقط و إنما كل من تنبض فيه دماء العروبة و كل من تعني له فلسطيننا
عنوان لافت يلامس أدق الأماكن طهرا في أرواحنا و التي نشترك بها جميعا الى اللغة العالية و التميز في الاداء الشعري
سعيدة انني من اول من حضروا
أ. طاهر عبد المجيد
تحيتي لك وتقديري العميق

نسخة من القصيدة إلى مجلة منابر ثقافية مع الشكر
http://www.mnaabr.com/articles.php?action=show&id=224

قديم 11-23-2010, 11:23 AM
المشاركة 4
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليك
الأخ الشاعر طاهر عبد المجيد
ماذا أقول وقد سبقني كبيران !!!
لا يزال للقصيدة بريقها ... جلال موسيقاها
أقلامٌ تتفتح براعمَ شعرٍ لها ألوانها المتجددة
وأريجها الفريد .. أخشى أن أتجرأ على بعض
أشكال الحداثة فتتناوشني ألسنُ من لا
يبصرون قيودهم ... وأنت يا شاعري الكريم
ما عليك إلا أن تطاردني بقيودك من قصيدةٍ
لقصيدة ...
ميمية فاخرة .. لقلم متألق ..
لموضوع ربما مجرد الحديث
عنه يكسر بعض قيودنا !!

ت ث ب ي ت

تقديري واحترامي ومحبتي


قديم 11-23-2010, 10:03 PM
المشاركة 5
عبدالعليم زيدان
أديـب وشاعـر
  • غير موجود
افتراضي
أخي الشاعر الدكتور طاهر
أحييك أولاً على هذا النفس الطويل في الكتابه
ورغم طول القصيده لم أجد حشواً أوشيء غير لازم
لقد انسابت كانسياب روح صاحبها الذي فاجأ الأعداد
فهي بكل المقاييس قصيده رائعه
عبدالعليم

قديم 11-23-2010, 11:26 PM
المشاركة 6
الحسين الحازمي
شاعر وأديب سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا زلت تبرهن أن الشعر العربي
ما يزال ديوان العرب الذي لا ينضب ..

تحياتي بطول قامتك أيها القدير




قديم 11-24-2010, 04:44 PM
المشاركة 7
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أحييك أولاً على هذا النفس الطويل في الكتابه
ورغم طول القصيده لم أجد حشواً أوشيء غير لازم
لقد انسابت كانسياب روح صاحبها الذي فاجأ الأعداد
فهي بكل المقاييس قصيده رائعه
عبدالعليم


الشاعر طاهر عبد المجيد

قصيدة لكل زمان ومكان ولكل نفس عزيزة..

بعد اذنك أخي الشاعر بعد العليم زيدان

وجدت ردك ينوب أفضل مني..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 11-26-2010, 12:52 PM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أديبنا الدكتور طاهر عبد المجيد المحترم

لله ما أجملك أيها الشاعر . .
لقد مست قصيدتك القلوب . .
فأحيت فيها روح الأمل . .
الذي نجده يتفلت منا يوماً بعد يوم . .
القصيدة بطولها جميلة متكاملة . . تمنيت لو تطول أكثر . .

بورك القلم وصاحبه . .
تقبل مني الود والتقدير . .
دمت ودام يومك معطراً بالإيمان . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 12-06-2010, 11:39 PM
المشاركة 9
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في البداية أعتذر من الأخوة الزملاء والزميلات عن تأخري في الرد على المداخلات بسبب حدوث خلل في جهاز الحاسوب حال دون دخولي إلى شبكة الإنترنت لأكثر من أسبوع.

أخي العزيز الشاعر عبد العليم زيدان:
أشكر لك اهتمامك بالقصيدة وسعدت برأيك فيها وإعجابك بها.
دمت بألف خير.

أخي الشاعر العزيز الحسن الحازمي:
أشكرك على مرورك بالقصيدة وليتني أستطيع أن أدافع عن ديوان العرب خصوصاً على جبهة الشعر العمودي الذي يتعرض هذه الأيام لهجوم شرس من كتاب ما يسمى «بقصيدة النثر» خصوصاً ممن لم يجربوا كتابته ولم يتذوقوا حلاوته وربما حاولوا ولم يفلحوا.
دمت بألف خير وتقبل مني كل المحبة والتقدير.

أختي الكاتبة العزيزة سارة الودعاني:
أشكرك على مداخلتك اللطيفة التي اتكأت بها على مداخلة الأخ العزيز الشاعر عبد العليم زيدان وكنت أتمنى أن تتكئي على كلماتك الجميلة وأسلوبك الرفيع في الكتابة فكلامك كله شعر لا ينقصه إلا الوزن.
دمت بألف خير.

أخي العزيز الأديب أحمد صوفي:
لا أدري كيف أعبر لك عن شكري وامتناني لمرورك بقصيتي واهتمامك بها... لقد أخجلتني بهذه الكلمات الرقيقة والتي أرجو أن أكون جديراً بها وتستحقها قصيدتي التي سُعدت بها حتماً.
كل المحبة والتقدير لك أخي أحمد وأتمنى أن لا أخذلك في المرات القادمة.

أخي الشاعر القدير عمر أبو غريبة:
لقد أسعدني مرور شاعر كبير مثلك بقصيدتي وتزكيتها بهذا الرأي الذي أعتز به.
دمت بألف خير.

أختي العزيزة ريم بدر الدين.
أشكرك على اهتمامك بالقصيدة كل هذا الاهتمام وتشريفها بالنقل إلى مجلة منابر ثقافية. لقد سعدت جداً بمرورك بالقصيدة وبهذا الرأي القيم الذي أضاف بهاءً جديداً إلى قصيدتي وجعلها تتباهى بنفسها بين القصائد التي كتبتها.
دمت بألف خير.

أخي الشعر المبدع عبد السلام زريق:
ماذا أقول لك وبماذا أرد على مداخلتك الشاعرية وكلامك أكبر أن أستطيع الرد عليه فما قلته لو أعدت تشكيله لكان قصيدة لا تقل جمالاً عن قصيدتي المتواضعة. لقد أسعدتني مداخلتك كما هي في كل مرة.
دمت بألف خير.

قديم 12-07-2010, 03:48 PM
المشاركة 10
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي الكاتبة العزيزة سارة الودعاني:
أشكرك على مداخلتك اللطيفة التي اتكأت بها على مداخلة الأخ العزيز الشاعر عبد العليم زيدان وكنت أتمنى أن تتكئي على كلماتك الجميلة وأسلوبك الرفيع في الكتابة فكلامك كله شعر لا ينقصه إلا الوزن.
دمت بألف خير.




مرحبا بك اخي الشاعر طاهر عبد المجيد..

ها قد عدت لتكأ على حسن ظنك بكلامي وبمداخلتي

في مداخلة لي مع الأستاذ الشاعر علي الحوراني قلت له :

أن الشعر غريزة تقوى بالتجارب وليست موهبة تصقل بالممارسة .

وقد وافقني في رأيي

وها أنا أرى مثل حي على أن الشعر غريزة ,فهذ القصيدة كما أسلفت أنت عمرها [ 25 ]

ولو لم تذكر لنا متى قلتها لم يسعني ان أفرقها عن جديدك !

أخي طاهر

أبقاك الله مع إخوة لك يحرسون الشعر واللغة برقي شعرهم

برقي نتاجهم..

لك تحياتي وتقديري..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.