احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7070
 
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية

احمد ماضي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
528

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Oct 2008

الاقامة

رقم العضوية
5701
08-07-2010, 10:10 AM
المشاركة 1
08-07-2010, 10:10 AM
المشاركة 1
افتراضي قـلادة من شعر الحبيب ... !

رغم شدة البرد .. وحدة النسيم .. لكنه كان يفتح نافذة غرفته المجاورة لغرفتها .. ويتكئ بيده على دكة النافذة ليظهر رأسه والجزء الأكبر من جذعه .. وهو يمسك بسجارته وينفث الدخان بقلق بدى واضحا بطريقة تدخينه وحتى في حركة الدخان .. يتشظى بنظره نحو السماء .. صافية .. والنجوم ساطعة .. وينظر إلى حديقة المشفى التي كانت تضج بالمصابيح الملونة المنتشرة بين الواح الزهور المحيطة بالمدخل .. وكأنه يناجي الرب وينحني خجلا مرة وخوفا مرة أخرى .. ويعود وهو ينفخ زفيره بين كفيه بحثا عن الدفء وكأنه شعر الآن بشدة البرد خارج المكان بعد أن يرمي عقب سجارته من النافذة بطريقة لم يعتاد عليها من قبل .. يعود ويفتح باب غرفته .. ويقترب من باب غرفتها ويهم بالدخول ويحاول أن يفتح الباب بهدوء وتفاجئه الممرضة الخاصة عند الباب وتمنعه من الدخول ويرجع وهو يشبك أصابع يديه على رأسه ألما وشوقا وندما قاتل على ما قاله لها فيتكئ بظهره إلى الجدار ويخر كالماء المنساب من أعلى ليقرفص على الأرض ويشعل سجارة أخرى .. وتمنعه الممرضة بعد عودتها وهي تركض طالبة منه أن لا يدخن في الممر فيهز رأسه أعتذارا وموافقة على ذلك .. يعود إلى نافذة غرفته ويلتحف البرد ليشبع رغبته من الدخان معاتب نفسه ولكن بصوت عالي بعض الشيء .. ما الذي فعلته كيف قلت لها ذلك وأنا أعي مدى رقتها وبياض قلبها الطفولي ..؟؟ بماذا أعتذر لها ؟ هل أقول لها أني كنت مخمور ؟ لا لا لأني وعدتها أن لا أشرب الخمر ثانية .. نعم أقول لها أني كنت أختبرها .. وووووآآآآآه .. ما أغباني اليوم .. أختبر من أنجحتني بكل أختبارات الحياة والحب والجوع .. لالا .. أقول لها أني كنت أمزح معها ولم أكن أتصور أن يحدث هذا .. لا أدري .. وبصوت أعلى لا أدري .. وأعلى .. ويده ترتجف ليضرب بها زجاج النافذة .. صوته .. صراخه .. دعا بعض العاملين إلى الدخول عليه منهم من أمسك به والأخر يمسح الدم عن يده وينادي للممرضة القريبة أن تأتي بسرعة لضماده .. وينشغلون بضماد يده أصابة عميقة ربما تحتاج الى زرار أو أكثر .. وهو يرفض وبكاءه يشتد .. فيدخل الطبيب ويقوله أهدء رجاءا ما هكذا تعالج الأمور يجب أن تكون صبورا أنت رجل ومؤمن .. ويلتفت الطبيب بغضب الى الممرضة والعاملين ويصرخ بوجوههم بنبرة العتب وعدم الرضى .. من قال له .. ؟ من نقل له الخبر بهذه السرعة ..؟ الممرضة تحاول أن تصدر أي صوت أو تتكلم بأي كلام مع الدكتور حتى لا يكمل جملته وتريد أن تفهمه أنه لا يعلم بأي خبر .. ولكنه أنتبه لكل ما قاله الطبيب .. فتحدث مع نفسه .. أنا قتلتها ولا بد أن أعتذر لها لا بد أن أخبرها حقيقة الأمر كيف أتركها تذهب وهي غاضبة مني غاضبة عليّ .. كيف ..؟ لا .. لا .. أتبعها .. اتبعها حيث هي الآن .. وسأقسم لها ببسمتها الربيعة المورقة سأقسم لها بنعاس عينينها وهي تغفو على كتفي سأقسم لها بغصنية أصابعها النرجسية البضة .. سأذكرها بذلك الكأس الذي جمعنا به قطرات المطر وبكينا سوية عليه وأنزلنا دموعنا فيه وارتشفناه عند أول فجر ليلة لقاءنا .. نعم أتبعها .. وينهض ويـُخرج من محفظته قلادة منسوجة من خصلة شعر ٍ أسود حريري ملتفتا لمن حوله .. هل شاهدتم من قبل قلادة من شعر أنثى .. ؟ ها هي .. ! قلادتي نسجتها .. وهو يشير لغرفتها .. نسجتها لي من شعرها سأعلقها على عنقي وأدخل غيابها عني من باب لن تـُسد بوجهي .. الكل في ذهول لا يعون ما يقصد ولا يدركون ما ينوي ويقترب من النافذة ويصرخ بسمها بصوت تقشعر منه أوراق الشجر كخريف شرس يدب بربيع بهي .. وصل لإذن الحبيبة الراقدة في الغرفة المجاورة لغرفته ودخل صوته جوف مسامعها .. شعر الطبيب به أكثر وأدرك نيته وصاح بمن حوله أنه يريد أن ينتحر أمسكوه .. وتعلقوا به .. الكل أتجه مسرعا عليه فوضى الغرفة التي سببها هو حين ضرب زجاجة نافذة أعاقتهم بعض الشيء وقربه من النافذة منحه فرصة كان يعتبرها أمله الوحيد كي يكون مع من يحب .. يرمي بنفسه ليسقط من نافذة المشفى العالية .. الضجة تملئ المكان البعض يطيل النظر بالآخر والطبيب يعصر يمناه بقوة ويعض شفته ندما على ما حصل والآخر ينظر من النافذة له وهو لا زال يمسك قلادة الشعر المعلقة بعنقه وعينه تنزف أكثر من فمه .. والممرضة بين صراخ مخنوق وبكاء متقطع وذهول من المنظر تتجه نحو باب الغرفة مسرعة لتخرج من هذا المكان المرعب .. ويركض معها أحد العاملين يهم وهو يصرخ بوجه الباقين أن أنزلو له لنراه للنقذه بسرعة فتحت الممرضة الباب .. وإذا بحبيبته تخرج من غرفتها .. بألمها وبقايا غيبوبتها التي أنقطعت حين سماع صوته وهو يصرخ بسمها .. دفعها حبها له وخوفها عليه أن تخرج هي له .. كانت تريد أن تعتذر منه وتعاتب الطبيب والممرضة لأنهم قالو له بأنها لا ترغب بلقاءك ولن تسمح لك بالدخول عليها .. الدهشة تسمر الممرضة .. وتنشر الصمت بالمكان .. وهي تسألهم أين هو ؟ لماذا أخبرتموه بما قلته لكم ..؟ لماذا .. ؟ تبكي تتلفت بحثا عنه وألم صدرها يشتد وأزمتها القلبية تتفاقم .. تلتف تصرخ بوجه الجميع أين هو ..؟ خذوني أليه .. يموت أن لم ألتقيه الآن الكل في حيرة .. ماذا يقولن لها ..؟ هل يخبروها أن الطبيب .. عاتبهم بشدة حين شاهده بأزمة عصبية حادة ويمينه تنزف دما لأنه ضرب زجاج النافذ لأننا أخبرناه أنك لا تريدين لقاءه مثلما تصور الطبيب .. فتقترب الممرضة من الطبيب وهي ترتجف وتبلع ريقها مختنقة بعبرة البكاء لتهمس في أذن الطبيب .. لا سواي وأنت يعرف ما قالته لنا وأنا لم أخبره ولا أنت .. العاملون دخلوا عليه بعد أن سمعوا صراخه وصوت الزجاج المتكسر .. وسقوطه وأسقاطه لكل ما حوله من أغراض .. دخول عليه وهو يضرب كل ما حوله وكما تشاهد هذه الفوضى لا حاجة في مكانها .. أنت تصورت أننا أخبرناه ويبدو أنه سمع ما قلت .. بل سمع .. تصور أنها ماتت .. ألم تنتبه لما قاله .. سأعلق قلادة شعرها على عنقي وأدخل الى غيابها .. وهنا أرتفع صوت الممرضة بعض الشيء كي تـُسمع الطبيب بوضوح ما تنطق به ممتزجا ببكاءه المتقطع وحشرجة صدرها وأنينه .. لاسيما .. وصرخة أين هو خذوني اليه ؟ أرتفعت أكثر .. وكثر الحاضرون في غرفة المأساة .. فبدت الحيرة صفراء عاصفة بوجه الجميع .. ماذا يقولون لها ؟ وكيف يخبرونها بذلك .. فيشتد ألمها .. ويعلو النداء منها اليه .. حتى سقطت كنيزك أحمر ينزل من السماء غاضبا على من في الأرض وما يصنعون .. مغشية عليها .. وقوة سقوطها وما أحدثه من صوت .. أيقضه من نومته اللذيذة التي كان ينعم بها .. بعد سهرته الطويلة التي جمعته بها بعيد ميلاد لقاءهما الأول .. ينهض مرعوبا مرتبكا .. يقفز من السرير كالضوء ليحملها برقتها المعهودة له وخفتها الزهرية الغضة .. ويمسح عرق وجهها بخديه بلسانه كما عودها أن يسمح دموعها من شدة الشوق له حين كانت تلتقيه .. فتستنشق زفيره .. وتنتبه أنها بين أحضانه .. وهو يبتسم بوجهها الباسم ويمرر أبهامه بشفتيها .. كمرور الندى بالورد .. ويقول لها .. أكابوس حب ثاني .. أي قلب تملكين وأي قلب تشغلين ..


محبتي لها ... من ثم لكم

بقلمي أحمد ماضي القلعاوي


قديم 08-09-2010, 01:22 AM
المشاركة 2
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !
ابتسمت ُ إعجابـًا بما قرأت ُ هـُنا يا أحمد

وحمدت ُ الله أنه كان حـُلـُمـًا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تسلسل ٌ رائع

ووصف ٌ يشد ّ الانتباه ولا يتركنا لحظة ً نهدأ

وخاتمة ٌ رقيقة ٌ كـ نسمة الفجر ِ بل أرق ّ

أ. أحمد القلعاوي

لك َ ولها جوريـّتان ~


//


همســة بكل ّ ود ّ :

في قولك :

وسأقسم لها ببسمتها الربيعة المورقة سأقسم لها بنعاس عينينها وهي تغفو على كتفي سأقسم لها بغصنية أصابعها النرجسية البضة
حسبما تناهى لـ علمي القاصر أنه لا يجوز أن نقسم بغير الله الواحد ..

تقبـّلني بكل ود ّ ..

قديم 08-10-2010, 06:15 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !
جميلة المفاجأة بعد ان امسكت شهقة الفزع حتى النهاية
نص قصصي جميل
همسة : حبذا لو راجعته لغويا
تحيتي لك

قديم 08-10-2010, 06:37 PM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !

رغم شدة البرد .. وحدة النسيم .. لكنه كان يفتح نافذة غرفته المجاورة لغرفتها .. ويتكئ بيده على دكة النافذة ليظهر رأسه والجزء الأكبر من جذعه .. وهو يمسك بسجارته وينفث الدخان بقلق بدى واضحا بطريقة تدخينه وحتى في حركة الدخان .. يتشظى بنظره نحو السماء .. صافية .. والنجوم ساطعة .. وينظر إلى حديقة المشفى التي كانت تضج بالمصابيح الملونة المنتشرة بين الواح الزهور المحيطة بالمدخل .. وكأنه يناجي الرب وينحني خجلا مرة وخوفا مرة أخرى .. ويعود وهو ينفخ زفيره بين كفيه بحثا عن الدفء وكأنه شعر الآن بشدة البرد خارج المكان بعد أن يرمي عقب سجارته من النافذة بطريقة لم يعتد عليها من قبل .. يعود ويفتح باب غرفته .. ويقترب من باب غرفتها ويهم بالدخول ويحاول أن يفتح الباب بهدوء وتفاجئه الممرضة الخاصة عند الباب وتمنعه من الدخول ويرجع وهو يشبك أصابع يديه على رأسه ألما وشوقا وندما قاتلاً على ما قاله لها فيتكئ بظهره إلى الجدار ويخر كالماء المنساب من أعلى ليقرفص على الأرض ويشعل سجارة أخرى .. وتمنعه الممرضة بعد عودتها وهي تركض طالبة منه أن لا يدخن في الممر فيهز رأسه أعتذارا وموافقة على ذلك .. يعود إلى نافذة غرفته ويلتحف البرد ليشبع رغبته من الدخان معاتباً نفسه ولكن بصوت عال ٍ بعض الشيء .. ما الذي فعلته كيف قلت لها ذلك وأنا أعي مدى رقتها وبياض قلبها الطفولي ..؟؟ بماذا أعتذر لها ؟ هل أقول لها أني كنت مخموراً ؟ لا لا لأني وعدتها أن لا أشرب الخمر ثانية .. نعم أقول لها أني كنت أختبرها .. وووووآآآآآه .. ما أغباني اليوم .. أختبر من أنجحتني بكل اختبارات الحياة والحب والجوع .. لالا .. أقول لها أني كنت أمزح معها ولم أكن أتصور أن يحدث هذا .. لا أدري .. وبصوت أعلى لا أدري .. وأعلى .. ويده ترتجف ليضرب بها زجاج النافذة .. صوته .. صراخه .. دعا بعض العاملين إلى الدخول عليه منهم من أمسك به والآخر يمسح الدم عن يده وينادي للممرضة القريبة أن تأتي بسرعة لضماده .. وينشغلون بضماد يده إصابة عميقة ربما تحتاج الى زرار أو أكثر .. وهو يرفض وبكاؤه يشتد .. فيدخل الطبيب ويقوله إهدأ رجاءً ما هكذا تعالج الأمور يجب أن تكون صبورا أنت رجل ومؤمن .. ويلتفت الطبيب بغضب الى الممرضة والعاملين ويصرخ بوجوههم بنبرة العتب وعدم الرضى .. من قال له .. ؟ من نقل له الخبر بهذه السرعة ..؟ الممرضة تحاول أن تصدر أي صوت أو تتكلم بأي كلام مع الدكتور حتى لا يكمل جملته وتريد أن تفهمه أنه لا يعلم بأي خبر .. ولكنه أنتبه لكل ما قاله الطبيب .. فتحدث مع نفسه .. أنا قتلتها ولا بد أن أعتذر لها لا بد أن أخبرها حقيقة الأمر كيف أتركها تذهب وهي غاضبة مني غاضبة عليّ .. كيف ..؟ لا .. لا .. أتبعها .. اتبعها حيث هي الآن .. وسأقسم لها ببسمتها الربيعة المورقة سأقسم لها بنعاس عينيها وهي تغفو على كتفي سأقسم لها بغصنية أصابعها النرجسية البضة .. سأذكرها بذلك الكأس الذي جمعنا به قطرات المطر وبكينا سوية عليه وأنزلنا دموعنا فيه وارتشفناه عند أول فجر ليلة لقائنا .. نعم أتبعها .. وينهض ويـُخرج من محفظته قلادة منسوجة من خصلة شعر ٍ أسود حريري ملتفتا لمن حوله .. هل شاهدتم من قبل قلادة من شعر أنثى .. ؟ ها هي .. ! قلادتي نسجتها .. وهو يشير لغرفتها .. نسجتها لي من شعرها سأعلقها على عنقي وأدخل غيابها عني من باب لن تـُسد بوجهي .. الكل في ذهول لا يعون ما يقصد ولا يدركون ما ينوي ويقترب من النافذة ويصرخ باسمها بصوت تقشعر منه أوراق الشجر كخريف شرس يدب بربيع بهي .. وصل لإذن الحبيبة الراقدة في الغرفة المجاورة لغرفته ودخل صوته جوف مسامعها .. شعر الطبيب به أكثر وأدرك نيته وصاح بمن حوله أنه يريد أن ينتحر أمسكوه .. وتعلقوا به .. الكل اتجه مسرعا عليه فوضى الغرفة التي سببها هو حين ضرب زجاجة نافذة أعاقتهم بعض الشيء وقربه من النافذة منحه فرصة كان يعتبرها أمله الوحيد كي يكون مع من يحب .. يرمي بنفسه ليسقط من نافذة المشفى العالية .. الضجة تملأ المكان البعض يطيل النظر بالآخر والطبيب يعصر يمناه بقوة ويعض شفته ندما على ما حصل والآخر ينظر من النافذة له وهو لا زال يمسك قلادة الشعر المعلقة بعنقه وعينه تنزف أكثر من فمه .. والممرضة بين صراخ مخنوق وبكاء متقطع وذهول من المنظر تتجه نحو باب الغرفة مسرعة لتخرج من هذا المكان المرعب .. ويركض معها أحد العاملين يهم وهو يصرخ بوجه الباقين أن انزلوا له لنراه لننقذه بسرعة فتحت الممرضة الباب .. وإذا بحبيبته تخرج من غرفتها .. بألمها وبقايا غيبوبتها التي انقطعت حين سماع صوته وهو يصرخ باسمها .. دفعها حبها له وخوفها عليه أن تخرج هي له .. كانت تريد أن تعتذر منه وتعاتب الطبيب والممرضة لأنهم قالو له بأنها لا ترغب بلقائك ولن تسمح لك بالدخول عليها .. الدهشة تسمر الممرضة .. وتنشر الصمت بالمكان .. وهي تسألهم أين هو ؟ لماذا أخبرتموه بما قلته لكم ..؟ لماذا .. ؟ تبكي تتلفت بحثا عنه وألم صدرها يشتد وأزمتها القلبية تتفاقم .. تلتف تصرخ بوجه الجميع أين هو ..؟ خذوني اليه .. يموت إن لم ألتقيه الآن الكل في حيرة .. ماذا يقولون لها ..؟ هل يخبرونها أن الطبيب .. عاتبهم بشدة حين شاهده بأزمة عصبية حادة ويمينه تنزف دما لأنه ضرب زجاج النافذة لأننا أخبرناه أنك لا تريدين لقاءه مثلما تصور الطبيب .. فتقترب الممرضة من الطبيب وهي ترتجف وتبلع ريقها مختنقة بعبرة البكاء لتهمس في أذن الطبيب .. لا سواي وأنت يعرف ما قالته لنا وأنا لم أخبره ولا أنت .. العاملون دخلوا عليه بعد أن سمعوا صراخه وصوت الزجاج المتكسر .. وسقوطه واسقاطه لكل ما حوله من أغراض .. دخول عليه وهو يضرب كل ما حوله وكما تشاهد هذه الفوضى لا حاجة في مكانها .. أنت تصورت أننا أخبرناه ويبدو أنه سمع ما قلت .. بل سمع .. تصور أنها ماتت .. ألم تنتبه لما قاله .. سأعلق قلادة شعرها على عنقي وأدخل الى غيابها .. وهنا أرتفع صوت الممرضة بعض الشيء كي تـُسمع الطبيب بوضوح ما تنطق به ممتزجا ببكاءه المتقطع وحشرجة صدرها وأنينه .. لاسيما .. وصرخة أين هو خذوني اليه ؟ أرتفعت أكثر .. وكثر الحاضرون في غرفة المأساة .. فبدت الحيرة صفراء عاصفة بوجه الجميع .. ماذا يقولون لها ؟ وكيف يخبرونها بذلك .. فيشتد ألمها .. ويعلو النداء منها اليه .. حتى سقطت كنيزك أحمر ينزل من السماء غاضبا على من في الأرض وما يصنعون .. مغشية عليها .. وقوة سقوطها وما أحدثه من صوت .. أيقظه من نومته اللذيذة التي كان ينعم بها .. بعد سهرته الطويلة التي جمعته بها بعيد ميلاد لقائهما الأول .. ينهض مرعوبا مرتبكا .. يقفز من السرير كالضوء ليحملها برقتها المعهودة له وخفتها الزهرية الغضة .. ويمسح عرق وجهها بخديه بلسانه كما عودها أن يسمح دموعها من شدة الشوق له حين كانت تلتقيه .. فتستنشق زفيره .. وتنتبه أنها بين أحضانه .. وهو يبتسم بوجهها الباسم ويمرر إبهامه بشفتيها .. كمرور الندى بالورد .. ويقول لها .. أكابوس حب ثاني .. أي قلب تملكين وأي قلب تشغلين ..



أخي أحمد
سلام الله عليك
عايشت قصتك لحظة بلحظة
جميلة فوق العادة .. دقة الوصف جعلتني أعيض المواقف وأتفاعل مع كل الشخوص
ولكن أرجو المعذرة فقد سمحت لنفسي أن أصحح ما ورد فيها من خطأ ...
تقبلني ولك فائق احترامي




..... ناريمان

قديم 08-10-2010, 08:30 PM
المشاركة 5
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !
ابتسمت ُ إعجابـًا بما قرأت ُ هـُنا يا أحمد

وحمدت ُ الله أنه كان حـُلـُمـًا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تسلسل ٌ رائع

ووصف ٌ يشد ّ الانتباه ولا يتركنا لحظة ً نهدأ

وخاتمة ٌ رقيقة ٌ كـ نسمة الفجر ِ بل أرق ّ

أ. أحمد القلعاوي

لك َ ولها جوريـّتان ~


//


همســة بكل ّ ود ّ :

في قولك :

حسبما تناهى لـ علمي القاصر أنه لا يجوز أن نقسم بغير الله الواحد ..

تقبـّلني بكل ود ّ ..
الرقيقة الراقية

الاستاذة امل

شكرا من القلب لك

على المرور

وما ذهبتي له من ملاحظة

صحيحة لو كنت اعني هنا القسم الشرعي

ولكنه قسم بين الاحبة

من دواعي الخيال

كما نقول في المعتاد

مثلا

وحياة ابوي ... وعيونك .. وما شابه

جاءت الجملة من هذا الجانب

دمتِ بالف خير

قديم 08-10-2010, 08:31 PM
المشاركة 6
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !
جميلة المفاجأة بعد ان امسكت شهقة الفزع حتى النهاية
نص قصصي جميل
همسة : حبذا لو راجعته لغويا
تحيتي لك
الاستاذة ريم

شكرا لمرورك وتعليقك

ونعم طكما قلتِ

هو يحتاج لذلك

لكِ التحية والود

بعطر الورد

قديم 08-10-2010, 08:33 PM
المشاركة 7
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !

رغم شدة البرد .. وحدة النسيم .. لكنه كان يفتح نافذة غرفته المجاورة لغرفتها .. ويتكئ بيده على دكة النافذة ليظهر رأسه والجزء الأكبر من جذعه .. وهو يمسك بسجارته وينفث الدخان بقلق بدى واضحا بطريقة تدخينه وحتى في حركة الدخان .. يتشظى بنظره نحو السماء .. صافية .. والنجوم ساطعة .. وينظر إلى حديقة المشفى التي كانت تضج بالمصابيح الملونة المنتشرة بين الواح الزهور المحيطة بالمدخل .. وكأنه يناجي الرب وينحني خجلا مرة وخوفا مرة أخرى .. ويعود وهو ينفخ زفيره بين كفيه بحثا عن الدفء وكأنه شعر الآن بشدة البرد خارج المكان بعد أن يرمي عقب سجارته من النافذة بطريقة لم يعتد عليها من قبل .. يعود ويفتح باب غرفته .. ويقترب من باب غرفتها ويهم بالدخول ويحاول أن يفتح الباب بهدوء وتفاجئه الممرضة الخاصة عند الباب وتمنعه من الدخول ويرجع وهو يشبك أصابع يديه على رأسه ألما وشوقا وندما قاتلاً على ما قاله لها فيتكئ بظهره إلى الجدار ويخر كالماء المنساب من أعلى ليقرفص على الأرض ويشعل سجارة أخرى .. وتمنعه الممرضة بعد عودتها وهي تركض طالبة منه أن لا يدخن في الممر فيهز رأسه أعتذارا وموافقة على ذلك .. يعود إلى نافذة غرفته ويلتحف البرد ليشبع رغبته من الدخان معاتباً نفسه ولكن بصوت عال ٍ بعض الشيء .. ما الذي فعلته كيف قلت لها ذلك وأنا أعي مدى رقتها وبياض قلبها الطفولي ..؟؟ بماذا أعتذر لها ؟ هل أقول لها أني كنت مخموراً ؟ لا لا لأني وعدتها أن لا أشرب الخمر ثانية .. نعم أقول لها أني كنت أختبرها .. وووووآآآآآه .. ما أغباني اليوم .. أختبر من أنجحتني بكل اختبارات الحياة والحب والجوع .. لالا .. أقول لها أني كنت أمزح معها ولم أكن أتصور أن يحدث هذا .. لا أدري .. وبصوت أعلى لا أدري .. وأعلى .. ويده ترتجف ليضرب بها زجاج النافذة .. صوته .. صراخه .. دعا بعض العاملين إلى الدخول عليه منهم من أمسك به والآخر يمسح الدم عن يده وينادي للممرضة القريبة أن تأتي بسرعة لضماده .. وينشغلون بضماد يده إصابة عميقة ربما تحتاج الى زرار أو أكثر .. وهو يرفض وبكاؤه يشتد .. فيدخل الطبيب ويقوله إهدأ رجاءً ما هكذا تعالج الأمور يجب أن تكون صبورا أنت رجل ومؤمن .. ويلتفت الطبيب بغضب الى الممرضة والعاملين ويصرخ بوجوههم بنبرة العتب وعدم الرضى .. من قال له .. ؟ من نقل له الخبر بهذه السرعة ..؟ الممرضة تحاول أن تصدر أي صوت أو تتكلم بأي كلام مع الدكتور حتى لا يكمل جملته وتريد أن تفهمه أنه لا يعلم بأي خبر .. ولكنه أنتبه لكل ما قاله الطبيب .. فتحدث مع نفسه .. أنا قتلتها ولا بد أن أعتذر لها لا بد أن أخبرها حقيقة الأمر كيف أتركها تذهب وهي غاضبة مني غاضبة عليّ .. كيف ..؟ لا .. لا .. أتبعها .. اتبعها حيث هي الآن .. وسأقسم لها ببسمتها الربيعة المورقة سأقسم لها بنعاس عينيها وهي تغفو على كتفي سأقسم لها بغصنية أصابعها النرجسية البضة .. سأذكرها بذلك الكأس الذي جمعنا به قطرات المطر وبكينا سوية عليه وأنزلنا دموعنا فيه وارتشفناه عند أول فجر ليلة لقائنا .. نعم أتبعها .. وينهض ويـُخرج من محفظته قلادة منسوجة من خصلة شعر ٍ أسود حريري ملتفتا لمن حوله .. هل شاهدتم من قبل قلادة من شعر أنثى .. ؟ ها هي .. ! قلادتي نسجتها .. وهو يشير لغرفتها .. نسجتها لي من شعرها سأعلقها على عنقي وأدخل غيابها عني من باب لن تـُسد بوجهي .. الكل في ذهول لا يعون ما يقصد ولا يدركون ما ينوي ويقترب من النافذة ويصرخ باسمها بصوت تقشعر منه أوراق الشجر كخريف شرس يدب بربيع بهي .. وصل لإذن الحبيبة الراقدة في الغرفة المجاورة لغرفته ودخل صوته جوف مسامعها .. شعر الطبيب به أكثر وأدرك نيته وصاح بمن حوله أنه يريد أن ينتحر أمسكوه .. وتعلقوا به .. الكل اتجه مسرعا عليه فوضى الغرفة التي سببها هو حين ضرب زجاجة نافذة أعاقتهم بعض الشيء وقربه من النافذة منحه فرصة كان يعتبرها أمله الوحيد كي يكون مع من يحب .. يرمي بنفسه ليسقط من نافذة المشفى العالية .. الضجة تملأ المكان البعض يطيل النظر بالآخر والطبيب يعصر يمناه بقوة ويعض شفته ندما على ما حصل والآخر ينظر من النافذة له وهو لا زال يمسك قلادة الشعر المعلقة بعنقه وعينه تنزف أكثر من فمه .. والممرضة بين صراخ مخنوق وبكاء متقطع وذهول من المنظر تتجه نحو باب الغرفة مسرعة لتخرج من هذا المكان المرعب .. ويركض معها أحد العاملين يهم وهو يصرخ بوجه الباقين أن انزلوا له لنراه لننقذه بسرعة فتحت الممرضة الباب .. وإذا بحبيبته تخرج من غرفتها .. بألمها وبقايا غيبوبتها التي انقطعت حين سماع صوته وهو يصرخ باسمها .. دفعها حبها له وخوفها عليه أن تخرج هي له .. كانت تريد أن تعتذر منه وتعاتب الطبيب والممرضة لأنهم قالو له بأنها لا ترغب بلقائك ولن تسمح لك بالدخول عليها .. الدهشة تسمر الممرضة .. وتنشر الصمت بالمكان .. وهي تسألهم أين هو ؟ لماذا أخبرتموه بما قلته لكم ..؟ لماذا .. ؟ تبكي تتلفت بحثا عنه وألم صدرها يشتد وأزمتها القلبية تتفاقم .. تلتف تصرخ بوجه الجميع أين هو ..؟ خذوني اليه .. يموت إن لم ألتقيه الآن الكل في حيرة .. ماذا يقولون لها ..؟ هل يخبرونها أن الطبيب .. عاتبهم بشدة حين شاهده بأزمة عصبية حادة ويمينه تنزف دما لأنه ضرب زجاج النافذة لأننا أخبرناه أنك لا تريدين لقاءه مثلما تصور الطبيب .. فتقترب الممرضة من الطبيب وهي ترتجف وتبلع ريقها مختنقة بعبرة البكاء لتهمس في أذن الطبيب .. لا سواي وأنت يعرف ما قالته لنا وأنا لم أخبره ولا أنت .. العاملون دخلوا عليه بعد أن سمعوا صراخه وصوت الزجاج المتكسر .. وسقوطه واسقاطه لكل ما حوله من أغراض .. دخول عليه وهو يضرب كل ما حوله وكما تشاهد هذه الفوضى لا حاجة في مكانها .. أنت تصورت أننا أخبرناه ويبدو أنه سمع ما قلت .. بل سمع .. تصور أنها ماتت .. ألم تنتبه لما قاله .. سأعلق قلادة شعرها على عنقي وأدخل الى غيابها .. وهنا أرتفع صوت الممرضة بعض الشيء كي تـُسمع الطبيب بوضوح ما تنطق به ممتزجا ببكاءه المتقطع وحشرجة صدرها وأنينه .. لاسيما .. وصرخة أين هو خذوني اليه ؟ أرتفعت أكثر .. وكثر الحاضرون في غرفة المأساة .. فبدت الحيرة صفراء عاصفة بوجه الجميع .. ماذا يقولون لها ؟ وكيف يخبرونها بذلك .. فيشتد ألمها .. ويعلو النداء منها اليه .. حتى سقطت كنيزك أحمر ينزل من السماء غاضبا على من في الأرض وما يصنعون .. مغشية عليها .. وقوة سقوطها وما أحدثه من صوت .. أيقظه من نومته اللذيذة التي كان ينعم بها .. بعد سهرته الطويلة التي جمعته بها بعيد ميلاد لقائهما الأول .. ينهض مرعوبا مرتبكا .. يقفز من السرير كالضوء ليحملها برقتها المعهودة له وخفتها الزهرية الغضة .. ويمسح عرق وجهها بخديه بلسانه كما عودها أن يسمح دموعها من شدة الشوق له حين كانت تلتقيه .. فتستنشق زفيره .. وتنتبه أنها بين أحضانه .. وهو يبتسم بوجهها الباسم ويمرر إبهامه بشفتيها .. كمرور الندى بالورد .. ويقول لها .. أكابوس حب ثاني .. أي قلب تملكين وأي قلب تشغلين ..



أخي أحمد
سلام الله عليك
عايشت قصتك لحظة بلحظة
جميلة فوق العادة .. دقة الوصف جعلتني أعيض المواقف وأتفاعل مع كل الشخوص
ولكن أرجو المعذرة فقد سمحت لنفسي أن أصحح ما ورد فيها من خطأ ...
تقبلني ولك فائق احترامي




..... ناريمان
سيدتي الجميلة

الاستاذة ناريمان

كما تعلمين

انه من دواعي سروري

ان اجد لقلمك بصمة حيث حرفي

وهنا من دواعي غبطتي وشرف لي

ما قمت به من تعديل لغوي على النص

شكرا لك ِ على الجهد المبذول

ودمت ِ كما تحبين

قديم 08-10-2010, 08:37 PM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: قـلادة من شعر الحبيب ... !
ما أروعك يا أحمد !!!
أشكر سعة صدرك ... ورقة ردك

وللعلم فقط ( أنا لا أصحح إلا النصوص الرائعة التي تستحق التعب والجهد )



من القلب تحية ... ناريمان

قديم 08-13-2010, 03:21 PM
المشاركة 9
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذنا القلعاوي المحترم

قصة فوق العادة . . شدتني منذ الحرف الأول . .
تسلسل رائع . . وتداخل في الأحداث موفق . .

أبارك لك وأحييك . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 08-13-2010, 05:37 PM
المشاركة 10
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذنا القلعاوي المحترم

قصة فوق العادة . . شدتني منذ الحرف الأول . .
تسلسل رائع . . وتداخل في الأحداث موفق . .

أبارك لك وأحييك . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **
الاستاذ الرائع الصوفي

اسعدني مرورك وتعليقك

الذي كللني بالشرف

وكلل النص بالجمال

محبتي لك حيث انت




لا سواكِ يكبلني بالحُب


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قـلادة من شعر الحبيب ... !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نداء الحبيب محمود العالم منبر البوح الهادئ 2 11-25-2018 04:19 PM
شمس الحبيب بوشعيب الدكالي منبر الشعر العمودي 0 12-29-2014 02:48 PM
ضاع الحبيب اسامه الحجاوي منبر الشعر العمودي 2 11-08-2014 08:32 PM
نبض الحبيب عمران العميري منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 24 01-05-2012 11:12 PM
ليل الحبيب جميل عبدالغني منبر البوح الهادئ 6 02-28-2011 11:06 PM

الساعة الآن 06:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.