احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3162
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
05-14-2017, 11:15 PM
المشاركة 1
05-14-2017, 11:15 PM
المشاركة 1
افتراضي كلمات! / ريما ريماوي.
كلمـــــــات






- حبيبتي، اقتربي أكثر، دعيني أهمس لك أجمل الألحان، يا روض من ورد وريحان،
" أ ح ب ك " يا ملهمة أشعاري ونور أيّامي، أمطرك بنديّ القبلات، أنت لي دعينا نتماهى ونلتحم، تلتصقين بي ونرقص نحلّق في الفضاء تطيّرنا النسمات.


تصغي له في الخلفية صوت المغنيّة تصدح بصوتها الجميل:


*يُســــمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليســــت كالكلمــــات
يأخذني من تحـــــتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمـات
وأنا.. كالطفلــــةِ في يـــــدهِ
يروي أشـــيـاءَ تدوخـنــــي
تجعلني امرأةً في لحظــــات
...


عشقت كلماته حد الذوبان وسحرتها أشعاره حتى الغرق فيها، في البدء كان هدفها نسيان حزنها على وفاة أمها، وخصوصا لم تك ترتاح عند التعامل مع الشباب على أرض الواقع، إذ ترى الطمع يشع من نظراتهم إليها لكونها الوارثة الوحيدة.

من خلال حنكته في اصطياد قلوب العذارى، ومهارته في فنون الإغواء، تمكن من اجتياح عواطفها وأوقد نيران أشواقها. استمر على هذا فترة الزمن يغازلها ويهديها أجمل الأغنيات.



وقعت خلال أسابيع قليلة في حبّه، وأحكم قبضته عليها عجينة طريّة بين يديه، قال ملحّا في طلبه:
- يا معبودتي، يجب أن أراك شخصيّا، لم أعد أحتمل.


شعرت بقلبها يرفرف كالطير، وشتّى عواطف الرفض والقبول تتنازعها، أردف قائلا:


- تعالي لملاقاتي في المقهى الكائن على ناصية الشارع الرئيس في المدينة، ســـأعطيك مهلة أسبوع أنتظرك فيها في الخامسة بعد الظهر، إن لم تأتِ ستصبح علاقتنا بحكم المنهيّة، لا أود أن تستمر من خلال الشاشة هي هكذا باردة وغير مجدية، أريد أن ألمسك وأشعر بحرارة أنفاسك، ودفء جسدك، وافقي حبيبتي كي تكتمل سعادتنا معا.


نامت ليلتئذ تتقلّب في فراشها لا تقر على قرار:
"هل ترضخ وتذهب ترتمي في أحضانه؟ أم تقاوم جنونها وضعفها أمامه؟!"


دخلت في عراك طويل طيلة أيام المهلة، تنتظره على الشاشة، دون فائدة، حتى اليوم الأخير.

أسقط في يدها، قامت مسيّرة لا مخيّرة بارتداء أجمل ثوب عندها، أحمر مرصع عاري الكتف، ضيّق يشدّ جسدها ويظهر جمال نحرها، هنالك شقّ في جانبه يصل إلى منتصف الفخذ.

لم تضع العطر نزولا عند رغبته في الاستمتاع برائحة جسدها الطبيعية، مكتفية بتلوين عينيها بالكحل، ووضعت لمسات خفيفة من المكياج. غادرت البيت دون أن تخبر أحداً عن وجهتها، نزولا على رغبته بإبقاء الأمر سريّا بينهما.


قادت سيّارتها حيث مكان اللقاء، ولجت المقهى تبحث عنه، هاهو هناك على طاولة صغيرة أعدت لشخصين، يداعب وردة ملقاة قرب كتاب يحتوي قصائد شعريّة، وصلت، حيّتْهُ بهدوء، تفحصّها بتمعن، ثم قام باسما وسحب الكرسي الآخر كي تجلس عليه. وقدّم لها الوردة.


كادت تذوب خجلا من نظراته الوقحة المنصبّة عليها، لم يحاول إخفاء إعجابه،وكال لها المديح بخصوص جمالها. ألقى بضعة دولارات على الطاولة وقال بلهجة آمرة:
- هيا بنا...


انصاعت وقادت سيارتها وراءه منوّمة مغناطيسيا...


وصلا كوخا بعيدا في القفر، أوقف سيارته داخل ساحة البيت ونزل ينتظرها حتى ركنت سيارتها، أمسك يدها يساعدها، وسحبها سحبا إلى بيته الصغير، لم تابه برائحة العفونة المنبعثة منه.


اشتعل جسدها وابتدأ قلبها يخفق بقوّة وهو يقترب منها، يرفع شعرها بيديه فتلفحها أنفاســه الحارة، يدنو منها أكثر فأكثر ويمطرها بقبلاته،أجلسها على الكنبة الكبيرة،
أغمضت عينيها فليفعل بها ما يشاء.


وقف فوق رأسها وبدأ يجدّل شعرها الطويل المنساب في جديلة واحدة، استسلمت لأنامله تداعبها، على حين غرّة سحب خنجرا حادا من غمده، ملقى على طاولة مستديرة قرب الطاولة، وبلحظة اجتزّ جديلتها كاملة من الأعلى.


أطبق يده على فمها يكتم صرخة الرعب الصّادرة عنها.. يسكتها بواسطة نصل الخنجر البارد يشدّه على جيدها.. هتف بصوت كريه:

- كلكن هكذا تضيّعكن كلمة، لكم أحببت جديلة أمي، كانت تتركني في الظلام لتنصرف إلى عشيقها.

توسّعت حدقتاها تنظر مشدوهة إلى ملامح وجهه المشوّهة المغرقة في ساديّته الوحشية بعدما ظهر على حقيقته، متمثّلا كالشيطان الرجيم... اغرورقت عيناها بمطر أسود ينسال مدرارا.


.................


بعدها، في مخفر الشرطة؛ على لوحة المفقودين صورة جديدة لشابة مفقودة في العشرين من عمرها.


في القفر؛ داخل بئر في ساحة الكوخ الصغير، جثّة شابّة عارية تشوّهها طعنات خنجر،
وقد انتهك جسدها، ملقاة فوق هياكل عظميّة وجثث أخرى متحللة مجزوزة الشعر أيضا.


في وسط الكوخ؛ شاب يداعب بأصابعه جدائل شعر، من جميع الألوان والأصناف محفوظة في درج المكتب، وباليد الأخرى ينقل من كتاب مفتوح بعض أبيات الشعر ويطبعها على لوحة مفاتيح جهازه.


- حبيبتي الصهباء، ما أجمل شعرك الناريّ الطويل، وياللمصادفة البديعة، أنتِ تعيشين قريبة في نفس مدينتي!


تكمل المغنية:


والمطـرُ الأســودُ في عيني
يتســـــاقـطُ زخاتٍ.. زخات
يبني لي قصـــراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتــي
لا شيءَ معي إلا كلمـات..
....


بل لن تعود!




انتهت مع تحيات: ريما ريماوي.
* كاتب الأغنية الشاعر نزار قباني غناء
المطربة ماجدة الرومي.


أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 08-27-2017, 12:58 AM
المشاركة 2
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة ريما ريماوي
رغم اكتمال جمال قصتك من شتى الوجوه
أنا متأكد آن هذه القصة لم تكتب للمتعة
بل كان همها اكبر وأعظم
فقد احتوت على المواعظ والدروس
كم نحن في حاجة لمثل هذه القصص التي
تظهر ما تخفيه علب الهدايا المغلقة
لتوقف أقداما بريئة تجري متلهفة
خلف البهرجة
يسوقها الجهل والهوى

قديم 02-11-2018, 07:41 PM
المشاركة 3
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة ريما ريماوي
رغم اكتمال جمال قصتك من شتى الوجوه
أنا متأكد آن هذه القصة لم تكتب للمتعة
بل كان همها اكبر وأعظم
فقد احتوت على المواعظ والدروس
كم نحن في حاجة لمثل هذه القصص التي
تظهر ما تخفيه علب الهدايا المغلقة
لتوقف أقداما بريئة تجري متلهفة
خلف البهرجة
يسوقها الجهل والهوى
أهلا وسهلا الاستاذ عبد العزيز..
وما ذهبت إليه هو هدفي من هذا النص،
ما الفائدة من تسلية القارئ فقط، دون إيجاد
العبرة وهدف سام لخوض مثل هذا الموضوع.

سعيدة بحضورك وردك الجميل.

مودتي والتقدير.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كلمات! / ريما ريماوي.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شغف... / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 8 05-29-2021 06:26 PM
فكرة... (ق ق ج) / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 6 11-05-2012 01:05 PM
قارورة عطر ( ق ق ج )_ ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 9 09-26-2012 01:45 PM
** بين يديّ الرحمن ** - ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 8 09-11-2012 07:25 PM
في السجن .. ! / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 1 02-28-2012 10:29 PM

الساعة الآن 10:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.