احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3026
 
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي


عبدالسلام حمزة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,945

+التقييم
0.57

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8997
10-28-2010, 11:22 AM
المشاركة 1
10-28-2010, 11:22 AM
المشاركة 1
افتراضي المحاولات المقالية قبل مونتين


أخوتي في منبر المقالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , منذ زمن وأنا أتحين

الفرصة لإثراء هذا القسم ببعض المواضيع التي تبحث في فن المقالة , عسى أن نستفاد منها لكي نوظفها لترقى مواهبنا في هذا الفن الجميل .

لعل انصراف النقد العربي عن هذا الموضوع هو جزء من انصرافه العام عن العناية بفنون الأدب الحديثة , من قصة وأقصوصة ومسرحية , وإيثار الترجمة على التأليف .

أما النقد الغربي فلم تصدر فيه في السنوات الأخيرة , فيما أعلم , دراسة بوسعها أن تصحح راياً أو تصنف جديدا ً . وأكثر عناية مدرسي الأدب وفنونه في الجامعات الغربية ,

وخاصة الأمريكية , منصبّة على قراءة النصوص وتحليلها واستخراج القيم الفنية منها .

يضاف على هذا كله أن المقالة لم تعد في هذا القرن فنَّا ً من الفنون الأدبية التي تتجلى فيها قدرة الأديب على الإبداع , إذ تحولت إلى إداة سريعة في يد الصحافة ,

أو غدت وسيلة من وسائل الباحث ؛ يعرض فيها رأيا ً في موضوعه , أو يبسط نتيجة من النتائج التي توصل إليهاخلال دراساته , مما لا يمتد ويتفرع ليشغل كتابا ً بكامكله ,

لذا أصبح البحث في فن المقالة اليوم , لا يدخل في نطاق دراسة النثر الفني بل أصبحت قواعده وشروطه داخلة في قواعد المباحث العلمية .

ونحن نرى العديد من الكتب يصدر ليعالج وسائل الباحث الحديث ومناهجه , والباحث هنا هو مؤلف الكتاب أو الدراسة المطولة ,

ومؤلف المقالة العلمية أيضا ً على ما فيها من إيجاز واحتجاز , لذا بقيت دراسة المقالة , باعتبارها فنا ً أدبيا ً مقصورة على دراسة أعلامها السابقين ,

ابتداء ً من مونتين , و مرورا ً بكتّاب مقالة المجلات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر , ومثل هذه الدراسات وإن كانت تجلو جوانب كانت خفية

في ذلك التاريخ أو تبسط أمورا ً ًكانت موجزة فيه , فإنها لا تضيف على دراسة هذا الفن إلا القليل .

وللحديث بقية إن شاء الله ...


قديم 10-28-2010, 11:40 AM
المشاركة 2
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


تجمع مراجع التاريخ الأدبي على أن الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتين , هو رائد المقالة الحديثة في الآداب الأوربية .

ولهذا يقسم مؤرخو الأدب تاريخ المقالة إلى طورين متباينين , يقف مونتين حدا ً فاصلا ً بينهما . والطور الأول هو الذي ظهرت فيه المحاولات المقالية

في صورتها البدائية الفجة , حين كانت تجارب مضطربة لا يحكمها ضابط ولا يحدها قانون , وذلك قبل أن تتطور إلى صورتها الحديثة

حين أخذت طريقها نحو النضج والتكامل , واتخذت لها قالبا ً اضحى مقررا ً معروفا ً فغدت فنا ً من فنون الأدب المعترف بها ,

كالملحمة والقصيدة الغنائية والمسرحية والقصة والسيرة وما إلى ذلك .

ولما كانت غايتنا أن نؤرخ بإيجاز لتطور هذا الفن الكتابي , رأينا أن نلم بتاريخ المحاولات البدائية التي تمت في الطور الأول ,

ثم نتقدم إلى تأريخ أدب المقالة في طورها الحديث , الطور المونتيني , لكي يلمس القارئ بنفسه مدى التطور الذي لحق هذا الفن الأدبي في الطورين السابقين .

يتبع ... إن شاء الله .

قديم 10-28-2010, 05:21 PM
المشاركة 3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بذور المقالة في الآداب الشرقية القديمة :

ظهرت بذور الأدب المقالي , بأنواعه المختلفة , في الآداب القديمة قبل القرن السادس عشر , وهذا الأمر ليس مظنة الاستغراب , فالمقالة في حقيقتها ,

شأن سائر فنون الأدب الأخرى , تقوم على ملاحظة الحياة وتدبر ظواهرها وتأمل معانيها , وهذه ظاهرة نفسية رافقت الإنسان منذظهوره على وجه الأرض ,

إذ هي مركبة في طبيعته , بل هي جوهر جبلّته التي فُطر عليها .

وقد عبر عنها منذ فجر التاريخ في تهاويل السحر ورسوم الكهوف , ووجدت في أحاديثه ومسامراته قبل عهد التدوين متنفسا ً ومراحا ً .

وأصبح من عادة هذا الإنسان المتأمل فيما بعد , أن يدون نتيجة تأملاته وخاطراته على صورة ساذجة تتسم بالبساطة والعفوية دون أن يشق على نفسه

في خلق قالب فني محدد , أو لعله لم يكن من الفطنة والحذق بحيث يتيسر له ذلك .

وهذا ما نجده في أمثال الأمم وجوامع كلمها , وللعرب حظ عظيم منها يرجع إلى عهود موغلة في القدم وعليها يعتمد الباحثون في دراسة تطورهم العقلي ,

والمرتبة التي بلغوها في تمرسهم بالحياة واختبارهم لها وتأملهم معانيها . ثم إن لها فائدة أخرى في نظر الباحثين ,

فهي تختلف عن الشعر بصدورها في الأكثر عن عامة أبناء الشعب وأوباشهم , بينما يصدر الشعر عن طبقة ترتفع بعقليتها عن متسوى العوام ,

وتلتمس لفنها ألوانا ً من الصقل والتهذيب , لا يأبه لها أصحاب الأمثال الذين اعتادوا أن يلقو بها في المناسبات التي تعرض لهم ,

تعبيرا ً ساذجا ً سريعا ً عن إحساس فطري تلقائي . وهذا هو شأن الأمم جمعاء في أطوار بداوتها .

والمثل قريب بطبيعة وضعه وصياغته من فن المقالة , التي أراد لها مونتين أن تكون صورة صادقة عن أحساسه بالحياة وتأمله لها , لا يلحقها أن تشذيب أو تصنع .

وخير صورة نقع عليها لمثل هذه الحكم الشعبية , ما نجده في بعض أسفار العهد القديم , وخاصة في أسفار الحكمة وهي :

( الأمثال ) و( الجامعة ) و( سفر يشوع بن سيراخ ) فهذه الأسفار الثلاثة , توضح لنا المراحل الثلاث , التي تجتازها الملاحظات العابرة ,

حتى تغدو نوعا ً من الأدب المقالي .

ففي المرحلة الأولى تظهر على صورة الأمثال والأقوال السائرة , وجوامع الكلم التي لا تنتظمها وحدة شاملة , وفي المرحلة الثانية تستقطب هذه الأمثال والحكم ,

حول فكرة واحدة , هي فكرة الملك والجاهل , وهذه الفكرة الموحدة أو الموضوع العام , هي البداية الحقيقية لفكرة وضع عنوان لكل مقالة .

وفي المرحلة الثالثة , نجد أن هذه الأمثال التي دارت حول فكرة واحدة , قد اتسع نطاقها حتى شملت مجموعة من الأفكار التي تنتظمها وحدة موضوعية ,

فأصبح المثل الموجز المركز موضوعا ً عاما ً يتيح للكاتب أن يجيل قلمه في حديث مسهب , وأن يفيض في عرض أفكاره وبسط نظراته ,

وهنا نقع على الصورة الموجزة للمقالة الحديثة .

ويعكس لنا الأدب الصيني القديم الذي يدور حول الموضوعات الدينية والفلفسية مثل هذه المراحل أيضا ًوخاصة في الأقوال المأثورة التي تُنسب إلى كونفوشيوش

( حوالي 500 ق . م ) وكذلك آثار تسي زي في ذلك العهد ثم كتابات منشيوس ( حوالي 300 ق . م ) أكبر أتباع كونفوشيوس ,

وخاصة في تلك الفصول التي كتبها عن الحب الكوني . ثم في تعاليم لا ووتس , في أوائل القرن السابع بعد الميلاد التي ضمنها كتابه ( الطريق ) .

وللحديث بقية إن شاء الله ...


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.