احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3368
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,312

+التقييم
0.69

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
04-06-2015, 08:08 PM
المشاركة 1
04-06-2015, 08:08 PM
المشاركة 1
افتراضي عبد الرحمن الغافقي





بسم الله الرحمن الرحيم













نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي العكي والي الأندلس لمرتين. الأولى قدمه أهل الأندلس واليًا عليهم بعد مقتل الوالي السمح بن مالك الخولاني إلى أن حضر الوالي المعين من قبل الدولة الأموية عنبسة بن سحيم الكلبي في عام 103 هـ، والثانية بتكليف من والي أفريقية عبيد الله بن الحبحاب عام 113 هـ


نشأته

نشأ عبد الرحمن الغافقي نشأة مباركة، فصحب كرام الصحابة، وتلقى الفقه والحديث عن عبد الله بن عمر، ففاضت نفسه حماسة للإسلام وشغفًا بانتصاره، نزح إلى الأندلس مجاهدًا في سبيل دينه، ثم تألق نجمه فيما اشترك فيه من الغزوات والحروب، فعرف بالشجاعة والمروءة، وتقدم الصفوف قائدًا ممتازًا يرسم الخطط ويدير المعارك.


ولاية الأندلس

فتح المسلمون الأندلس سنة 91: 92هـ/ 710: 711م على يد الفاتحين العظيمين طارق بن زياد وموسى بن نصير في عهد الوليد بن عبد الملك، وأصبحت الأندلس من ذلك التاريخ ولاية إسلامية تعاقب عليها الولاة من قبل الخلافة الأموية ينظمون شئونها، ولكن الأندلس في عهدها الأول قد وليها بعد موسى بن نصير أناس لم يثبتوا للحوادث، فأصبحت مرتعًا للفتن والثورات ومسرحًا للخلاف القبلي، حتى رأسها السمح بن مالك الخولاني، فأعاد إليها النظام والاستقرار وكان بطلاً مقدامًا رأى أن يستأنف الغزو ويرفع راية الجهاد، وشاء الله أن يسقط شهيدًا أثناء اكتساحه للولايات الأسبانية.

وقطعت الأندلس بعد ذلك عشرة أعوام من الاضطراب والفوضى وشغل الولاة بالمنازعات الداخلية، وكان الغافقي أحد جنود السمح بن مالك، فأجمع الجيش على اختيار عبد الرحمن الغافقي لقيادة الجيش، ولكن الوالي الإفريقي لم يرض عن اختيار الغافقي للقيادة، وكانت الأندلس تابعة للشمال الإفريقي في توالي ولاية الأندلس، ولكن اضطراب الأوضاع قد أجبرت على تعيين عبد الرحمن الغافقي واليًا للأندلس في صفر سنة 113هـ/ أبريل سنة 731م، فعاد الأسد إلى عرينه يتقدم الصفوف ويجهز الكتائب للجهاد والنضال.


صفاته وعدله

يذكر الأستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام أن عبد الرحمن الغافقي كان جنديًّا عظيمًا ظهرت مواهبه الحربية، وحاكمًا قديرًا، بارعًا في شئون الحكم والإدارة، ومصلحًا مستنيرًا، وكان الغافقي بطلاً بعيد الهمة حازم الإرادة، وتجمع الرواية الإسلامية على تقديره والإشادة بعدله ورفقه ولينه، فلا يحابي أحدًا في سبيل الحق والعدالة، بل إن أخلاق الإسلام التي سرت في عروقه واختلطت بدمائه ألهمته سبيل الرشاد، وذلك يدل دلالة ساطعة على إيمان القائد وورعه وتخلقه بالخلال الإسلامية الواضحة الشفافة، فهو لا يعبأ بكبير في الحق، ولا يدخر لنفسه شيئًا دون جنوده، وبهذه الشمائل العالية نال ثواب الله واحتل شغاف القلوب.

يعد الغافقي من التابعين فقد روي عن عبد الله بن عمر وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعبد الله بن عياض. وقد وصفه الحميدي في كتابه "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" قائلاً: «كان رجلاً صالحًا، جميل السيرة في ولايته، عدل القسمة في الغنائم.

» وقد كان عبد الرحمن قائد بارع، ظهرت قدراته العسكرية في نجاحه في الانسحاب بجيش المسلمين المهزوم في طولوشة، كما أجمعت النصوص اللاتينية عن قدراته الحربية وكانت له أيضًا مهاراته الإدارية، فنجح في إعادة الوئام بين العرب المضرية واليمانية وجمع كلمتهم، حتى عده المؤرخون أعظم ولاة الأندلس.


المشروع الحضاري لعبد الرحمن الغافقي

كان هذا البطل الباسل يعزم عزمًا أكيدًا على تحقيق أمنية القائد المجاهد موسى بن نصير في الفتح الإسلامي، فهو يريد أن يوغل في أرض الإفرنج حاملاً مدنية الإسلام وحضارته إلى شعوب غرقت في الظلام والضلال، ثم يعطف على الشرق فينفذ من القسطنطينية إلى دمشق، وبذلك يعم الإسلام القارة الأوروبية، وينقذ شعوبها من الظلمات ويخرجهم إلى النور، هذا هو المشروع الضخم الذي رصد حياته لتنفيذه.


وسائل التمكين عند الغافقي

بدأ عبد الرحمن الغافقي بإصلاح داخلي يقوم على العدالة والمساواة، وقام بزيارة الأقاليم المختلفة فنظم شئونها، وقمع الفتن والمظالم ما استطاع، كما عدل نظام الضرائب وفرضها على الجميع بالعدل والمساواة، وعزل من العمال من حامت حوله الريب والظنون، وأظهر تسامح الإسلام في معاملة النصارى واليهود فرد كنائسهم وأملاكهم المغصوبة، وفرح الأندلسيون بولايته فرحًا شديدًا، وعلى مستوى الجيش عني بإصلاحه وتنظيمه عناية خاصة، فقد أخذ يدرب الجيوش ويحشد الذخائر، ويضع كل جندي في موضعه اللائق بكفايته، وانتخب فرقًا جديدةً مختارةً من فرسان البربر وعهد بقيادتها إلى أبطال من العرب، فأحسنوا تدريبها الحربي وأضافوا إلى الجيش الإسلامي قوة عظيمة، كما قام الغافقي بتطهير الجبهة الداخلية قبل أن يشتبك مع أعداء الإسلام، وحصن الثغور الشمالية، وتأهب لإخماد كل نزعة إلى الخروج والثورة.


عبد الرحمن الغافقي.. رحلة جهاد

عبأ الغافقي جنوده واستأنف الغزو فاقتحم الجبال ووطئ السهول بسيطها ووعرها، وتوغل مثخنًا في بلاد الفرنج فاكتسح المدن الواقعة على نهر الرون، ثم هجم على ولاية "أكوتين" وحالفه النصر فمزق جيوشها وطارد فلولها، ثم تابع زحفه منتصرًا في جميع خطواته حتى افتتح نصف فرنسا الجنوبي من الشرق إلى الغرب في بضعة أشهر، فانزعجت أوروبا انزعاجًا صارخًا لتقدم الجيوش الإسلامية، فأرسلوا صيحاتهم الصليبية في آفاق أوروبا، وبذلوا أقصى ما يقدرون عليه في إشعال الكراهية للإسلام، وتولى "شارل مارتل" فتجمع حوله الصليبيون وقدموه قائدًا للكفاح النصراني، واستطاع أن يحشد طوفانًا مرعبًا من الآدميين المتوحشين.

أما عن الجانب الإسلامي فأخذ القائد عبد الرحمن الغافقي وكان من فرسان المنابر يخطب في جنوده ويحثهم على الثبات والصبر، فأفرغ في خطبه كثيرًا مما تزخر به نفسه المتوثبة، ثم تقدم بجنوده يحدوه الأمل المشرق، ويدفعه اليقين الراسخ في نصر الله.


موقعة بلاط الشهداء (114هـ/ 732م)

في رحاب إسبانيا الشاسعة الأطراف بين بواتيه وتور التقى جيشان يختلفان عددًا ولغة ودينًا، وبدأ القتال في 13 أكتوبر سنة 732م/ أوائل شهر رمضان سنة 114هـ، فنشبت بين الجيشين معارك جزئية مدة ثمانية أيام، وفي اليوم التاسع نشبت بينهما المعركة، وعلى مقربة من نهر اللوار هجمت فرسان المسلمين على صفوف الفرنجة حتى بدا الإعياء على الفرنج ولاح النصر في جانب المسلمين، وتكدست جثث القتلى من الجانبين طيلة النهار حتى فصل الظلام بينهما، وكان الجنود المسلمون أُسدًا مغاوير، فقد اخترقوا الصفوف وراء قائدهم الباسل.

ولاحت لشارل مارتل فكرة داهية، فهو يعلم أن المسلمين مثقلون بغنائمهم الثمينة وكثيرًا منهم من البربر الذين يحرصون على نفائسهم الغالية، فما عليه حين يتلاحم الجيشان حتى ارتفعت صيحة مجهول في المراكز الإسلامية بأن معسكر الغنائم يكاد يقع في يد العدو فارتدت قوة كبيرة من الفرسان من قلب المعركة إلى ما وراء الصفوف لحماية الغنائم، وترك الكثيرون ميدان القتال واندفعوا إلى الخيام مذعورين، فدب الخلل في صفوف المسلمين، وطار الصراخ في كل مكان وارتفع البكاء على النفائس، فصح ما توقعه شارل مارتل.

وهال القائد عبد الرحمن الغافقي الموقف الرهيب وأفزعه فطفق يعدو بجواده ويصرخ في جنوده الذين وقعوا في حب المال، ويحاول عبثًا أن يعيد النظام وأن يهدئ من روع الجند، ولكن خابت صرخاته اليائسة وترك الطامعين من المرتدين، واندفع مع خيرة جنوده ليقف بهم أمام الطوفان المتوحش الرهيب، واستبسلت كتيبة القائد الغافقي استبسالاً ينحني له التاريخ إجلالاً وإكبارًا فأطاحت بصفوف هائلة من الجحافل المتراصة المترامية، ولكن بينما هو يتنقل بين الصفوف يقودها ويجمع شتاتها إذ أصابه من جانب الأعداء سهم أودى بحياته فسقط البطل الغافقي صريعًا شهيدًا من فوق جواده،

وعم الذعر والاضطراب في الجيش الإسلامي، إذ وقع استشهاد عبد الرحمن الغافقي موقعًا مؤلمًا، وأمعن العدو في المسلمين تقتيلاً وإهلاكًا، فطارت نفوس كثيرة، وسقطت جثث لا تخضع لحصر، وتمادى شارل مارتل مع جيشه حصدًا واستئصالاً، فلم يعبأ بجريح يئن أو شهيد يحتضر، حتى أتى الظلام الأسود فطوي الستار على أشأم يوم لم يسمع المسلمون بمثله في الأندلس، وعرفت هذه المعركة في التاريخ الإسلامي بمعركة بلاط الشهداء نظرًا لكثرة من سقط في ميدانها الرهيب من شهداء الجهاد الإسلامي من أكابر المسلمين والتابعين.

استشهد عبد الرحمن الغافقي بعد أن أبلى أحسن البلاء، وبذل أقصى ما يبذله قائد باسل في الذود عن حياضه، ولكن مأساة غزوة أحد تكررت في سهول فرنسا مرة ثانية، إذ تكالب المسلمون على الغنائم وتركوا الجهاد، وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ليبرز للمسلمين شتى العبر وأبلغ العظات، ولكن أين من يعقل ويتدبر.


معركة بلاط الشهداء بعيون غربية

لقد فرحت النصرانية بهذه النتيجة فرحًا شديدًا، وما زال أكثر كتاب الغرب إلى اليوم ينظمون قصائد المديح لشارل مارتل واعتباره بطل النصرانية الذي أوقف امتداد الإسلام، وثبت أركان المسيحية.

- يقول إدوارد جيبون إن حوادث هذه المعركة أنقذت آباءنا البريطانيين وجيراننا الفرنسيين من نير القرآن المدني والديني وحفظت جلال روما وأخرت استعباد القسطنطينية، وشدت أزر النصرانية.

- ويقول السير إدوارد كريزي: "إن النصر العظيم الذي حققه شارل مارتل على العرب سنة 732م وضع حدًّا حاسمًا لفتوح العرب في غرب أوروبا، وأنقذ النصرانية من الإسلام.

- ويقول فون شليجل: "إن النصر الساحق الذي غنمه شارل مارتل بين تور وبواتييه وضع لتقدمهم حدًّا وسقط قائدهم عبد الرحمن في الميدان مع زهرة جنده، وأنقذ مارتل بسيفه أمم الغرب النصرانية من قبضة الإسلام، ويذكر رانكه: "إن فاتحة القرن الثامن من أهم عصور التاريخ، ففيها كان دين محمد ينذر بامتلاك إيطاليا.

رحم الله الشهيد عبد الرحمن الغافقي فلم تطفئ هذه المعركة بريقًا من مجده، فقد أجمع المؤرخون على تقديره وإكباره، وسجلت فدائيته العجيبة بسطور من ضياء، فقد قاتل قتالاً مستميتًا، وتقدم إلى الموت وهو لا يشك لحظة في استشهاده.












منقول


قديم 06-22-2019, 02:30 PM
المشاركة 2
زمزم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: عبد الرحمن الغافقي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 06-22-2019, 07:01 PM
المشاركة 3
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: عبد الرحمن الغافقي



كل الشكر و التقدير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عبد الرحمن الغافقي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 1 06-22-2019 05:54 PM
عبد الرحمن بن ملجم أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 05-06-2016 08:32 PM
عبد الرحمن الأوسط أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 01-28-2016 08:06 PM
محمد بن عبد الرحمن أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 01-03-2016 07:58 PM
عبد الرحمن الأوسط أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 06-24-2015 11:28 PM

الساعة الآن 08:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.