احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3766
 
سهام البيايضة
من آل منابر ثقافية

سهام البيايضة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
10

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2009

الاقامة

رقم العضوية
7275
09-27-2010, 04:01 PM
المشاركة 1
09-27-2010, 04:01 PM
المشاركة 1
افتراضي ركلة افتراضية
ركله افتراضية


بقلم سهام البيايضة



أستاذ الرياضيات المتخصص في الإحصاء ..الذي يرى العالم بمنخفضات السالب ..معادلاته طرح وحذف فقط ..أعلى مستوى لنقاط منحنى اعتداله لا يقارب الصفر المعنوي.. عمل معلماً خصوصياً لطلاب القرية وما حولها..نبذه طلابه والأهالي ،عندما رسب طلاب التوجيهي بامتياز بمادة الرياضيات .و.اكتشف الأهالي والطلاب أن المعلومات التي كان يدرسها، مغلوطة وتشتت فكر الطالب.والسبب في ذلك انه شحيح ولئيم في تقديم المعلومة..أنانيته لا تسمح له بالعطاء وبأمانة رسالة التعليم.. فهذا لا يوافق طبعة المتشائم الانتهازي


حمادة الشاب الذي تجاوز الثلاثين وهو غارق في حياته وعدم اكتراثه.. حتى أطلقت عليه القرية " أبو ملاّهي"(بسكون الميم ) إمعانا في تأكيد شخصيته المازحة والعبثية..رسب أخوه المتفوق في التوجيهي..بسبب ثلاث علامات في الرياضيات.


كتم حمادة غضبه وغيضه الشديد على المعلم البائس خشيةً، إغضاب كبيرهم "أبو عاصم" الشيخ الجليل المحترم الذي كان يوصيهم بالجيران والغرباء ممن سكنوا قريتهم ويؤكد حرصه على واجب الجيرة والاحترام



كثيرة هي المرات التي كان فيها، المعلم الإحصائي المتمرس بالغرور والتعالي، يقفز أمام المصلين في مسجد القرية لإقامة الصلاة وأحيانا كان يتربع لخطبة الجمعة، عندما يغيب شيخ الجامع لأمر ما..من حسن حظه أن حمادة لا يكون موجودا بين المصليين،غالباً، لغيابه في عمله خارج القرية..في العيد الماضي حضر وإخوته صلاة العيد . .وعندما هم المعلم تصدر الصف الاول ،تقدم حمادة لاقتلاع أثره من أمام المنبر..لكنه لم يستطع ذلك عندما تشبث به شقيقاه وثبتاه مكانه قبل أن يصل الى المعلم ،و نظرات أبو عاصم المحذرة من بعيد، التي أشارت عليه بالهدوء والتروي ..مما اضطر حمادة للخروج غاضباً من المسجد.


جلس حمادة يرتجف عصبيةً. على سور المسجد.. كعادته وهو مراهق، ينتظر خروج المعلم وهو ينفث دخان سجائره واحدةً تلوى الأخرى


لحسن حظ المعلم أن أبو عاصم كان أول من ظهر من باب الخارجي ، متوجهاً إليه، معاتباً ، عصبيته يوم العيد مؤنبا إياه على الخروج بهذه الطريقة، حجته أن الرجل مريض نفسي ،وان المسكين عنده نقص ما يحتاج لعلاج وان من واجبهم مراعاته ، وله عليهم حق الجيرة ولا يجوز الاقتراب منه حتى لا يقول الناس وأنهم ضربوا "قصيرهم "في عقر دارهم!!


صمت حمادة مختزلا الحديث بصمته واحترامه لكبيرهم، متوعداً بسريرته إن ينال منه وينتقم لجميع الطلاب الراسبين وليكون عبره لمن اعتبر .


مرت أيام على تلك الحادثة العيدية، وكاد الناس أن ينسوها تماما ..تمادى المعلم حتى عين نفسه مراقبا على قريتهم معتبرا نفسه معلماً على أخلاقهم وتصرفاتهم وقد ألبس نفسه عباءة التقوى معتبرا نفسه عين الله على الأرض ،ينتقد تصرفاتهم ويتدخل في شؤونهم ، وأخيرا انضم الى جمعية القرية واستلم صندوقها واخذ يرافق لجانها في جمع التبرعات والسعي باسم القرية لأهل الخير..احياناً ،كان يعود بمبالغ بسيطة لا يعلم احد من أين جاء بها مستغلاً جملة "فاعل خير" متجاوزين عنه السؤال ومكان تحصيلها، متغاضين عن اقتطاع قيمة خدماته ووقود سيارته ، وهو العالم بالطرح والجمع والإحصاء وقادر على التحليل والتفسير والإثبات بالبراهين والوصول الى النتائج!


لحسن حظ الجميع ..ولسوء حظه!! غاب أبو عاصم عن القرية في زيارة لابنه عاصم في العاصمة من اجل فحوصات طبية ألزمته المشفى هناك.


اليوم هو الجمعة المنتظرة !! استفاق حمادة كغير عادته منذ الصباح الباكر، ليأخذ زينته الى المسجد ، لبس ثوبه الأبيض المنسدل فوق طوله والشاف لعضلاته التي بدت تقاسيمها تحت أكتافه العريضة ،نظيفاً معطراً،يسير خفيفاً، متوجها الى المسجد ..وقبل أن يأخذ المعلم موقعه على المنبر انقض عليه، ممسكاً بياقة ثوبه الخلفية رافعا ً ثوبه حتى وصل ركبتيه..حتى كادت أطراف أزار الثوب أن تخترق لحيته.. وحمادة لا يزال يضغط بشده حتى جحظت عيناه في محجرهما وقد أوشك نفسه على الانحباس ..جاراً..إياه الى الخارج .


البعض أصابه ذهول!!...البعض الآخر التزم الصمت مفسحاً المجال أمام حمادة لجره خارجاً.


لا يزال حمادة ممسكاً بتلابيبه، مقربا وجهه لوجهه محذراً:"اسمع أيها النذل يا من عافتك النذالة ورجولة الرجال، إياك والاقتراب من هؤلاء الناس الطيبون الذين منعتهم أخلاقهم من لفظك خارج قريتهم وخارج عقولهم..عد لأهلك الذين عافوك حتى طردوك لنحتويك نحن بأدبنا وأخلاقنا..ورغم ذلك تحشر أنفك في شؤونهم.. تخيف الأطفال وتلوث أفكار الشباب، بكذبك...هيا انصرف من هنا وأصلح شأنك ولمَ عرضك وانته عن أعراض الناس. .تثير الرجال على النساء، وتثبط العزائم وتكسر أجنحة الأمل في الحياة..تكفر من تشاء وترفع من تشاء ..إياك والاقتراب من هؤلاء الناس..انظر كم أنت محبط متشائم .. قتلت آمالهم وأفقدتهم الشعور بالرحمة والمغفرة..اخرج ولا تعد الى هنا ابدآ" ..وبحركة قوية بقدمه ركله في مؤخرته حتى كاد أن يقع على وجهه.



عندما عاد أبو عاصم من استراحته، لاحظ بفراسته وحسه أن هناك سكون يخيم على المكان..و هدوء غير عادي! ..اخبره أهل القرية ما حصل مع حمادة وما فعله بالمعلم..في البداية، ظهرت على وجهه علامات الامتعاض مؤنباً الرجال لعدم وقوفهم لمنع ما حدث..لم يتلقى أي جواب من احد ..الجميع كان صامتا منتظرا ردة فعله ..وبعد برهة في التفكير وإعادة المشهد..انفجر أبو عاصم ضاحكا، لينطلق مرح الحاضرين وقد استراحت ملامح وجوههم وظهرت عليهم بوادر الرضي وإقرار الفعل!


استدعى أبو عاصم "حمادة " ليؤنبه ،لاجماً ابتسامته،التي لا تلبث وتظهر وهو يكابد الجد والكياسة أثناء معاتبته محذراً إياه من تكرارها، مذكرا بسمعة أهله ومنزلة والده بين الناس ووجوب ترفعه عن صغائر الأمور ..وحمادة صامتاً.. لا يرد احتراماً وإجلالاً لمنزلته..وعندما انتهى من تأنيبه، سألهم عن المعلم ولماذا لا يراه كالسابق، اخبروه انه يلتزم بيته ولم يروه منذ أسبوعين..اخبرهم احد الشباب الحاضرين انه رآه وقد اشترى جهاز حاسوب وشبكة انترنت وانه قابع ليل نهار يتابع الأخبار ومقالات ..وانه وجد عالمه الجديد بعيدا عن أهل القرية الذين عرفوه واكتشفوا سمومه في معادلات الطرح والحذف والاشتقاق الذاتي..وبتكامل تشاؤمه ولؤمه على عباد الله وقد توسع نشاطه على مستوى الوطن والعالم يزور المواقع التي أصبحت له قرى يمارس فوقها وظيفته التي خص نفسه بها في مراقبة الناس ونشر اللؤم وتفريغ الحقد وأساليبه التي برع بها على ارض الواقع.


استمع حمادة الى ما يقوله أهل القرية عن نشاطات المراقب على الشبكة ألعنكبوتيه ..مستوعبا الأذى الذي ينشره كباقي المتنمرين أصحاب الألقاب، وفي خاطره ركلة افتراضيه على مؤخرته.. تكبه على وجهه.. تفضحه وتخلص العالم من شره!!!


قديم 09-28-2010, 07:57 AM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بعد الصمت الطويل لا بد من أحد يفعل ما فعله حمادة فهؤلاء كالسرطان لا ينفع معهم المسكنات لكن أن ينقل المعلم نشاطه الى الشبكة العنكبوتية فهذا إسقاط جميل و خطير
أ. سهام البيايضة
سرد جميل و معنى رائع
تحيتي لك

قديم 09-28-2010, 03:32 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة سهام البيايضة المحترمة

راقتني جداً هذه القصة الجميلة . .
تهنئة قلبية على السرد المريح المتكامل من ناحية . .
وعلى ندرة الأخطاء من ناحية ثانية . .
وعلى جودة عرض القصة في المتصفح . .

تقبلي تحيتي واحترامي

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 09-28-2010, 10:09 PM
المشاركة 4
سهام البيايضة
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاخت الكريمة ريم بدر الدين ..تحية واحترام
شكرا جزيلا اختي الفاضلة ..تكرمك بالمبادره والدخول على المتصفح ..كما اوافقك الراي في اننا نحتاج في بعض الاوقات الى من هم مثل حماده ليكون لهم القرار مع هذه النماذج الاجتماعية التي لا تشعر بسوء طبعها ولا بثقل ظلها
سعيده جدا بك وبمرورك العذب ..لك احترامي ..وياااهلااااا

قديم 09-28-2010, 10:13 PM
المشاركة 5
سهام البيايضة
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذي الكريم احمد فؤاد الصوفي ..تحية وتقدير
اسعدني جدا ان النص قد راق لك واسعدني اكثر ان نصائحك وارشادتك قد اثمرت في نصي هذا
شاكرة لك اهتمامك ووقتك للتوقيع على متصفحي
دمت بخير وصحة وكل عام وانت بالف خير ..وياااهلااااا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.