احصائيات

الردود
4

المشاهدات
5109
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
09-26-2010, 01:54 PM
المشاركة 1
09-26-2010, 01:54 PM
المشاركة 1
افتراضي المعادلة = سالب صفر
المعادلة = سالب صفر !!


التناقض .. هو سمة البشر الغالبة فى كل وقت وحين ,
وفى عصرنا الحالى , أصبح العامل المشترك الأعظم بين الناس فى أمة الإسلام وبالشكل يجعل الطفل الصغير لو وقف برهة وتأمل فى مظاهر ذلك التناقض لأخذته حمى الضحك إلى نهاية عمره !
ومع ذلك فالتناقض يسري مسري النار فى الهشيم وينتشر يوما بعد يوم , ودون أن يلتفت شخص واحد لما يحدث أو يفكر فيه ,
والسبب هو نفسه انعدام التفكير وانعدام الفارق بين الوسيلة والغاية
ولو أننا استشرنا خبيرا نفسيا لأخبرنا بشكل جازم أن التناقض هو السمة الرئيسية التى تجمع المرضي النفسيين وتظهر بأبشع صورها فى عقدتين نفسيتين لا تتوافر إحداهما فى شخص دون الأخرى وهما عقدتا العظمة والشعور بالاضطهاد ,
والاختلاف الحادث بينهما والتباين الرهيب بين من يشعر بالعظمة وبين من يشعر بالاضطهاد هو ذاته المظهر الأمثل لسمة التناقض فى هذا النوع من المرض النفسي ..
فعلى الرغم من أن المصاب بعقدة العظمة من المفروض أن تكون ثقته بنفسه ارتفعت لدرجة الحمى وبالتالى لا يمكن أن يؤثر فيه إهمال المجتمع له باعتبار أنه سيبرر ذلك الإهمال على أنه مظهر من مظاهر حقد المجتمع عليه ,
إلا أنه يصاب بعقدة الاضطهاد لأن عقدة العظمة عنده ليست منبعها ثقة واقعية يبررها تفوق عقلي أو ابداعى , بل منبعها رغبته الشديدة فى أن يكون عبقريا على غير أساس واقعى ولهذا فهو يحتاج دوما إلى اعتراف الناس به , وما داموا لم يعترفوا فهم أعداء ومضطهدون له ولإمكانياته ومترصدون لرسالته العالمية ودوره التاريخى
وقد ظهرت آفات الأمراض النفسية فى مجتمعاتنا منذ ذلك الوقت الذى غزتنا فيه الثقافات الغربية والتقليد الأعمى والإيمان التام بأن الأديان عبارة عن خرافة أو على الأقل مظهر من مظاهر الحياة لا تأثير حقيقي له ,
وبالتالى تألقت علوم الطب النفسي التى نشأت ـ ولا زالت ـ غربية ولم يكن العرب يعرفونها خلال حضارتهم قط , لأنهم لم يعانوا أبدا منها بسبب وجود الوازع الدينى الذى يبعث على الثقة بوجود خالق مدبر حكيم للكون يركن إليه المرء بهمومه فتنقلب سرورا
والوازع الدينى كان السبب الرئيسي فى درء خطورة الأمراض النفسية بسبب معالجته للدنيا على أنها مجرد مرحلة انتقالية حيث يجب أن يكون الطموح الحقيقي فى حياة الآخرة , وبالتالى فإن همومها لا ينظر إليها المؤمن إلا من خلال نافذتين
الأولى : لو كانت الهموم مسألة قدر وابتلاء فعلاجها الصبر والثبات طمعا فى الأجر الأخروى المتمثل فى جزاء ذلك عند الله وإيمانا واحتسابا بالقدر الذى يعتبر أحد ركائز الإيمان السبعة " الإيمان بالقدر خيره وشره "
الثانية : الهموم التى تمثل نوعا ايجابيا وتحتاج المقاومة والثورة والتغيير والقيام بالدور الذى يطلبه الدين لاعمار الدنيا وتحمل المسئولية وهى نوعية الهموم التى تبعثها أمانة كل فرد فى المجتمع تجاه نفسه وعمله وطموحه ومجتمعه
وعليه ..
فليس هناك منفذ واحد فى حياة مسلم الأمس يمكن للمرض النفسي أن يدخل منه بعد أن تكفل الإيمان بسد تلك الثغرات جميعا
ولهذا فإن المسلمين على مدار تاريخهم وخلال أحلك الظروف الشخصية والعامة لم تتطرق إليهم خلال أزماتهم العاصفة شبهة اكتئاب أو فصام أو ازدواج مثل تلك التى نألفها فى مسلم اليوم عندما يمر بأقل أزمة تهدد مسيرة حياته
والذى يتأمل المجتمع العربي على سبيل المثال قبل قرن مضي يجد أنهم مروا بحياة لا يمكن أن يطلق عليها وصف حياة إلا من باب الاصطلاح فقط فى ظل انعدام كامل لأسباب المعيشة وأسباب النهوض واستمرت إلى منتصف القرن العشرين بنفس المواصفات التى لا تبعث على التفاؤل بمقدار ذرة
فالأراضي محتلة والاقتصاد منعدم والظلم متفشي لأبعد الحدود ومع ذلك لم يتم تسجيل حالة انتحار واحدة أو حالة مرض نفسي من أى نوع لمواطن بسيط مات أخاه أو ابنه فى حفر قناة السويس أو مواطن آخر جلده الملتزم بالسياط حتى بري جلده أو مواطن ثالث فقد عائلته كلها فى وباء الكوليرا أو الطاعون " 1 "
كما أن نفس المجتمع ما استسلم أبدا ـ حتى فى ظل انعدام أسباب القوة ـ لمصير الظلم الذى كان يبعثه الإحتلال الأجنبي أو التجبر المحلى من الحكام فشاهدنا أمثلة المقاومة الغير تقليدية من الشعوب تجاه قوات نظامية لدول متطورة فى ذلك العصر مثلما حدث بين المصريين وجيش نابليون وكذلك فى ظل الاحتلال الانجليزى وهناك شعب الجزائر وبقية الشعوب العربية المحتلة " 2 " كان اليأس آخر ما يفكر فيه الشعب رغم تفاوت أسباب القوة وطول المدة المبالغ فيه
فقد احتلت انجلترا مصر والسودان زهاء ثمانين عاما واحتلت إيطاليا ليبيا لمدة مماثلة بينما ضربت الجزائر المثل الأعلى فى الصبر على الاحتلال الفرنسي مائة وأربعين عاما كاملة لم تخمد فيها جذوة لمقاومة لحظة واحدة ولم يتوانى الشهداء عن رسالتهم حتى تعدوا حاجز المليون
بينما عالمنا اليوم نسمع ـ وللعجب ـ عن طالب ثانوية عامة انتحر لأنه لم يوفق فى امتحان الفيزياء ! وآخر انتحر لعدم فوز الأهلى فى مسابقة رابطة الأبطال " 3 "
ويعود السبب الحقيقي أن مسلم اليوم مع التشويه الذى استمر لقرن كامل فى أعماقه ومبادئه وعقيدته نسي المبدأ الذهبي الذى عاش به أجداده أزماتهم وهو مبدأ القبول المتمثل فى " قدر الله وما شاء فعل " ومبدأ المقاومة المتمثل فى " علينا السعى وليس علينا إدراك النجاح "
وهناك حالة يأس عارمة متفشية فى عالمنا العربي تجاه قضية القدس التى سلمت الشعوب العربية بأن احتلالها أمر واقع ولم يعد الحديث أو الاهتمام بمبدأ المقاومة على اعتبار أنها أرض مغتصبة بل انسحب الطموح لمجرد اعتراف إسرائيل بالعرب على أرض ليست لها !
وهذا رغم أن فلسطين كقضية أرض محتلة لم يمر عليها بعد ستين عاما , وشعبها العربي والإسلامى لا يعانى ذات القهر وافتقاد الامكانيات حتى بحدها الأدنى لمقاومة مناسبة , كما أن عالم اليوم سياسيا أفضل حالا بكثير من عالم الأمس الذى كانت معادلة القوة تحكمه بنسبة مائة بالمائة بينما تمثل القوة الآن عاملا كبيرا لكنها ليست العامل الوحيد فى ظل تعدد مراكز القوى الدولية , والمتأمل بين حال فلسطين اليوم وردة الفعل تجاه قضيتها وبين حال قضية البلاد العربية قبل نصف قرن يجد أن التفاؤل كان قائما بالأمس رغم انعدام الأمل وأسبابه بينما مات أمل اليوم رغم وجود عوامل نهوضه " 4 "
ونسمع أيضا عن حالة يأس عارمة واستسلام غير طبيعى للتجبر وديكتاتورية الحكومات التى تعدت ما كان يفعله نظام الحكم الخديوى بل وتجاوز حتى تجبر سلطات الاحتلال الانجليزي بمصر مثلا , ويكفي أن أحد أسوأ من شغلوا منصب المعتمد البريطانى بمصر وهو اللورد كرومر نجح مصطفي كامل فى إقصائه عن منصبه وترحيله إلى بريطانيا عقب تفجيره لقضية دنشواى فى الصحف الأوربية , واستجابت الحكومة البريطانية للضغط الإعلامي رغم أن حادثة دنشواى بكل البشاعة التى حدثت بها وصورتها الصحف فى حينها على أنها قمة الوحشية لا تساوى ذرة فى ما ارتكبته أنظمة الحكم فيما بعد عهد الثورة أيام زوار الفجر " 5 "
بل إن الملك فاروق آخر ملوك مصر الحديثة ورغم أنه يجلس على عرش مصر فى مؤسسة ملكية عجز عن اتخاذ إجراء انتقامى ضد أحد ضباط الجيش كان له علاقة مع أخته , والسبب الخوف من ردة فعل الصحافة وقتها والتى كانت تمثل رعبا للقصر الملكى نفسه
ولم يقف الأمر عند حد الصحافة كسلطة رابعة مستقلة , بل تجاوزه فى ظل نظام ديمقراطى شامل إلى تحقيق مبدأ الفصل بين السلطات بالشكل الذى نص عليه خبراء القانون الدستورى لا بالشكل المشوه المطبق اليوم
فكان الملك لا يجرؤ على التدخل ـ بغير سلطات منصبه ـ فى شئون الوزارة وإلا تصدى له رئيسها بموجب صلاحياته القانونية , وكذلك هو الحال من باب أولى مع السلطة القضائية والبرلمانية المستقلتين استقلالا تاما عن السلطة التنفيذية " "
لهذا كان الملك إذا أراد أمرا لا تبيحه له القوانين يلجأ للتآمر وكذلك الحكومات على أن يظل التآمر بعيدا عن العيون فإذا انكشف يتم إحباط المؤامرة فضلا على الفضيحة
مثل مؤامرة اغتيال حسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان بواسطة تنظيم الحرس الحديدى ردا على اغتيال النقراشي باشا رئيس الوزارة
وكان الحرس الحديدى تابعا لمؤسسة القصر الملكى ويتحرك بأوامرها وبعد انكشاف المؤامرة سببت مأزقا سياسيا عنيفا للملك مما اضطره لمحاولة تلطيف الأجواء مع المرشد العام الجديد للإخوان المستشار الهضيبي
بينما فى العصر التالى له وحتى اليوم نرى ونسمع الصحف اليوم تعانى من قمع غير طبيعى وحتى إن تم تخفيف هذا القمع قليلا فكل ما تقوم به من حملات وفضائح كانت قديما كفيلة بأن تطيح بحكومات كاملة , لا نجد لها أدنى أثر يوم رغم وجود الفساد بشكل علنى بل ومقنن , والسبب يأس عارم واستسلام غير طبيعى وجهل يفوق هذا وذاك وإيمان الأنظمة القمعية إيمانا تاما بأن الشعوب لن تتحرك مهما كتبت الصحف وسجلت , طبقا للمعادلة العصرية
" الصحافة تتكلم زى ما هى عايزة .. إنما الحكومة تعمل اللى عايزاه "
وتحت تأثير هذه المعادلة سمعنا وقرأنا تعبيرات غريبة الوقع على الآذان وفيها من الاستسلام والخنوع ما فيها مثل
" يا عم البلد بلدهم ! " , " احنا بنأذن فى مالطة " , " يا عم وأنا مالى .. سيبنى فى حالى "
لذا أصبح هذا المسلم المشوه فكريا فى حاجة ماسة إلى من يصد عنه أثر أزماته , ولأن المصد غير متوافر فقد سمعنا وقرأنا عن حالات متعددة للمرض النفسي وصلت بالعشرات إلى حافة الانتحار أو الجنون المطبق فرارا من واقع مرير لا قدرة له على احتماله وفى غياب أى مبرر للمقاومة فى ظل انعدام الإحساس بالإيمان الذى يعتبر الحاجز الواقي الغير قابل للانهيار فى مواجهة أى أزمة أيا كانت بعد أن أصبحت الحياة الدنيا لمسلم اليوم ـ وإن قال أنه مؤمن باليوم الآخر ـ هى المحطة الأولى والأخيرة ولهذا فاليأس يسارع إلى العيون تلقاء أى أزمة تهدد استقراره فى هذه الدنيا
وظهرت بشدة علامات ودلائل عدم الإيمان فى تعبيرات العامة يرددونها ولا يدرون ما فيها من كفر بالله ـ والعياذ بالله ـ ونسيان تام لشهادة التوحيد وما يلزمها
مثل قول البعض
" لازم نؤمن مستقبل أولادنا " , " لازم نطمن على الأولاد قبل منموت , " احيينى انهارده وموتنى بكرة " , " ساعة الحظ ما تتعوضش " , " يا عم وأنا حعيش ازاى يعنى ؟! "
فهذا الذى يبحث عن مستقبل أولاده من أدراه أنه سيوصل أبنائه إلى حيث مستقرهم الأخير قبل أن يوصلوه ؟! وماذا ترك للخالق إذا ظن فى نفسه قدرة على تأمين المستقبل ؟! ومن ضمن له أن اتخاذه المال سببا للضمان لن يكون هذا المال هو نفسه سبب هلاك أولاده فيما بعد ؟!
وهذا الذى يريد أن يطمئن على أولاده سواء باتمام زواجهم أو بتعيينهم بوظائف مرموقة , من أدراه ـ فى غياب التوكل على الله تعالى ـ ألا يصبح ما يراه سببا للاستقرار سببا للانتحار ؟!
وأين هذا وذاك من سبيل الضمان الإلهى الذى نقرؤه كل يوم بالقرآن الكريم قراءة عين لا قراءة قلب , يقول تعالى
" وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم .. فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا "
وهذا الذى يريد استغلال المفاتن من حوله خوفا أن تذهب الحياة ويموت أو تذهب ساعة الحظ ولا تُعوض , لم يسأل نفسه سؤالا منطقيا ماذا ستقول لربك غدا بعد أن تمضي حياة اليوم وتذهب غدا ؟! أو بعد أن تذهب ساعة الحظ وتحين ساعة الحساب ؟!
وبعد هذا وذاك يتساءل هؤلاء فى براءة عن سبب ضياع أبنائهم أو تلاميذهم أو جحودهم الأيادى البيضاء صاحبة الفضل عليهم ؟
بينما الإجابة لا تحتاج سؤالا , لأنهم ببساطة لم يؤدوا ما عليهم من واجبات حتى يكون لهم الحق فى المطالبة بالحقوق , ولم يتذكر كل منهم ما كان عليه قبل أن يطالب بما له , لأن الأبوة وولاية التعليم وغيرها من الرتب المعنوية لا يتم اكتسابها بالمكان بل يتم اكتسابها بالتمكن
فالأب الذى يواجه نكران أبنائه لم يسأل نفسه ـ وهو يتحسر على الوفاء ـ كم مرة سمعوه يذكر أباه وجد أطفاله ويترحم عليه ويعدد مآثره , ولم يتذكر ساعة كفالة أبنائه بأى وجه كان يكفلهم وبأى منطق يربيهم , لم يكن يربيهم كأبناء بل كان يبذل جهده فيهم كأى مشروع تجارى حتى يلاقي نتائج تلك التربية وثمارها
وتربية الأولاد إذا خلت من مقاييس البذل بلا سبب وظهر فيها المقابل الدنيوى .. فشلت التربية ولو أنفق عليهم الأب أموال قارون
والمدرس الذى يتحسر على جيل التلاميذ الحاليين فى عدم احترامهم أو عرفانهم لمعلميهم لم يتذكر ـ قبل أن يتحسر ـ على أى صورة كان يمارس عمله معهم
هل بصورة المعلم القديم الذى كان يحترق لكى يوصل المعلومة لتلميذه ولا يعنيه فى سبيل ذلك شيئ ؟
أم بصورة التاجر الذى يعطى التلميذ حسب ما يستفيد من هذا التلميذ ماديا بمنطق " سلم واستلم "
ولم يتذكر صورة المدرس فى عهده القديم بكل ترفعه عن الصغائر وكبريائه أمام تلاميذه وتعليمهم الأخلاق قبل التعليم وتطبيق ذلك على نفسه قبل أن يطالبهم بتطبيقه , ويقارن هذا بحاله هو وأمثاله اليوم بعد أن صار تلامذة المدارس الإعدادية يتبادلون مع بعض مدرسيهم جلسات السمر وما يحيط بها من لذات حسية !
والناخبون الذين يعيبون على نوابهم أنهم لا يرونهم إلا ساعة الإنتخاب لم يسألوا أنفسهم أولا لماذا قبلوا من هؤلاء النواب رشاوى الانتخابات وشراء الأصوات وما الذى يتوقعونه من نائب اشترى العضوية بماله ودفع المقابل مقدما ؟!
هذا .. بشأن عامة الناس الذين اختار أغلبهم ـ على غير وعى ـ طريق الإتجاه المعاكس للمنطق تحت زعم المنطقية , أو اختاروا معادلة تعطى الصفر كنتيجة منطقية لعدم وجود معطيات ايجابية تثمر قيمة عددية فى الطرف الآخر من المعادلة
فكانت النتيجة أن مارس المعلم دوره بلا أداء حقيقي فلم يجد تلميذا , ومارس الأب دوره بالمكان فلم يجد ولدا ,
أى صارت المحصلة صفرا
وهم أخف ثقلا بكثير من أولئك الذين اتخذوا الاتجاه المعاكس ـ عن وعى ـ بل وصلوا لمنتهى التناقض عندما اتخذوا هذا الطريق تحت زعم الإصلاح !
وهؤلاء لم يصلوا بالنتيجة إلى القيمة الصفرية فحسب , بل تجاوزا ذلك لما هو أبعد حينما أعطت المعادلة نتيجة سالب صفر وهى النتيجة التى لم يعرفها عالم الرياضيات مطلقا لكن عرفها عالم التناقض كما سنرى
،،


قديم 09-26-2010, 01:56 PM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المعادلة = سالب صفر " 7 "


العامة عندما سلكوا الاتجاه المعاكس فقدوا النتيجة الإيجابية ولم يجدوا فى نهاية تجربة العمر مقابلا يُذكر
أما فئة العلماء والمفكرين الذين اختاروا هذا الاتجاه لم تقتصر خسارتهم على سلبية النتيجة فحسب بل اكتسبت القيمة الصفرية لمعادلتهم صفة السالب ـ المعادلة المستحيلة ـ عندما بذلوا قصاري الجهد فى العلوم والفكر ولم يطلبوا به الآخرة , كما خسروه فى الدنيا أيضا عندما انكشف عراهم فانقلب الأمر من خسارة واحدة إلى خسارة على طول الخط
لأنهم ـ وهذا هو المثير للحنق ـ بذلوا كل شيئ وخسروا كل شيئ , فقدوا العمر فى تحصيل العلم ولم يجنوا كسبا دنيويا يتناسب معه , ولم يستطيعوا تذوق المكسب المعنوى الطبيعى لأهل العلم لأنهم أنفسهم غير مؤهلة لذلك فهى تطلب المدح والإطراء والشهرة
طلبوا الدنيا بمقومات الآخرة وجاء المقابل ضعيفا على غير ما تمنوه لأن المجتمع حاليا لا يعرف للعلماء أقدارهم فاستمروا فى تقديم التنازلات شيئا فشيئا حتى ألقوا كل ما لديهم على مائدة المقامرة .. ولم يكسبوا الرهان
فمائدة الرهان لا تعرف إلا الأرقام الموجبة
ومثل هؤلاء كمثل الذى قضي عمره للحصول على دكتوراه فى العلوم وقدمها ليعمل مذيعا فى احدى فضائيات هذه الأيام فلا هو أصبح عالما فى مجاله ولا شهادته أغنت عنه شيئا فى عمل لا تمثل فيه الدرجات العلمية مقدارا يذكر بل تصبح من عوامل السخرية
وهذا يثبت مدى حماقته عندما بطلب الدنيا بغير عواملها و فلو أنه طلب العمل الإعلامى بما يطلبه هذا العمل من لوازم لوفر الجهد والوقت على نفسه
لهذا فإن طالب الدنيا بتجارة الآخرة وزره أشد من طالب الدنيا بعوامل الدنيا وحدها , ومكسبه أفضل فعلى الأقل تمتع بطيبات الدنيا قبل خسارة الآخرة أما العالم الذى طلب الدنيا ببضاعة العلم فقد وضع نفسه فى معادلة المحارب لله ورسوله عليه الصلاة والسلام فخرج من دائرة العصيان إلى دائرة النكران وخابت مقاصده الدنيوية التى لا تحتاج علما بل تحتاج مراسا ودربة على التجارة بكل شيئ
و من دواعى الأسي أننا عندما نعدد الأمثلة على غياب الوعى بين الناس لا نستطيع أن نحصر أوجه التناقض مهما أخذنا فى التمثيل بعد التأصيل
وبمثل هذا أيضا فى الخاصة ,
فى العلماء والمفكرين وأصحاب المواهب لا نستطيع بأى حال أن نحصر مجرد الأمثلة على تعدد وجوه التناقض ونكتفي ـ مضطرين ـ بأمثلة محدودة تؤدى الغرض وتعبر عن نفس القضية وهى التناقض الذى نشأ عن مرض عام اسمه غياب الإيمان التطبيقي بالإضافة إلى قضية أكثر خطورة وهى عدم الاكتراث نهائيا بالعقيدة والمغامرة بها فى صراعات دنيوية عن عمد وعن علم !
وللتوضيح .. فإن العامة ـ رغم فداحة ما يعانون منه ـ إلا أنه يظل تناقضا أو نسيانا عن جهل أو عن جهالة " 8 " والجهل يسقط المسئولية والجهالة تكفل التوبة
بينما الخاصة ذوى العقول العالمة العارفة المغطى على بصيرتهم يفعلون ما يفعلون من تغييب متعمد لأجل أسباب الدنيا وهم أدرى الناس بقيمة الدنيا , وأدرى الناس بفداحة ما يفعلونه بالعامة وكل هذا بسبب مكسب دنيوى معنوى أو مادى يعتبر ثمنا بخسا للغاية إزاء تضحيتهم بما أعد الله للعلماء الربانيين ولمواجهة السعير جزاء كل عالم أو مفكر فاسد
والأمثلة متنوعة فى هذا السبيل , ويجمعهم جميعا أن فرصة الاختيار كانت متاحة أمامهم بمنتهى الحرية فاستحبوا الضلالة على الهدى
ولأن رب العزة لا يظلم أحدا ,
فإنه يُجلّى الصورة أمام العالم الذى يسلك غير سبيل المؤمنين مرة وأخرى وثالثة .. ويكون واضحا أمامه أنه يتاجر بالدين بمقابل الدنيا
فإن أصر على غلوائه طمس الله على بصيرته فأغلقها فيصبح من المستحيل أن يرجع عن غلوائه ولو ناظره ملك من السماء وهذا وعد الله لمن استحب الضلالة على الهدى حيث يصبح عناده مماثلا لعناد إبليس ـ لعنه الله ـ وهو يخاطب الله عز وجل فى عليائه ويعلم مصيره تمام العلم ومع ذلك يصر !!
ولا يوازى غباء إبليس إلا غباء هؤلاء الذين سلكوا طريق العلم الشائك البالغ الصعوبة عبر سنوات طوال ليبيعوا كل هذا بالتراب

أما الأمثلة فهم على ثلاثة أقسام فئة علماء السلطة وفئة علماء الفتنة وفئة المدعين الذين يتنوعون بين مدعين ذوى مواهب وآخرين على مبدأ خالف تعرف

الأول : فئة علماء السوء أو علماء السلطة الذين اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا , وهم أولئك الذين باعوا أنفسهم وعلمهم طواعية لمن يدفع أكثر ومنحوا الشرعية المظهرية لأنظمة الاستبداد والفساد فى مقابل سيطرتهم على المؤسسة الدينية الرسمية التى انهارت الآن وفقدت ثقة الجماهير
وهناك العلماء الذين استجابوا لفتنة المال فدخلوا كشركاء مساندين لرجال المال والأعمال الذين دخلوا مجال الدين كتجار بطبيعتهم وعرضوا بضاعتهم فى سبيل الربح متخذين أسباب الانتشار والإعلان ومستخدمين أسماء العلماء الذين استجابوا لهم فى عملية الخداع المنظمة للجماهير ,
وليس المقصود هنا قطعا علماء ودعاة القنوات الفضائية فهؤلاء أغلبهم لا يتقاضي أجرا فيما يقدم , بل نعنى بذلك فئة العلماء والدعاة وحتى المدعين الذين اخترعوا لهم الأنشطة التجارية القائمة على برامج تفسير الأحلام وهواتف الفتاوى وبرامج الدعاية الدينية !! والتى تنافس إعلاناتها فى الشوارع والميادين إعلانات الأفلام السينمائية ولم يجد هؤلاء العلماء غضاضة فى أن يعملوا كواجهة إعلانية لدى قنوات تمارس فى نفس الوقت تجارة الغرائز بأغانى التلوث السمعى وأفلام التلوث البصري
ولم يجدوا تناقضا فى ذلك عندما تقدم نفس الشاشة برامج الفتاوى والأحكام فى وقت وبرامج الترفيه فى وقت آخر عملا بمبدأ " ساعة لربك وساعة لقلبك " !
ولم يجدوا حرجا أن يخلطوا بين الأمرين أيضا فى وقت ثالث عندما تقدم مذيعات الترفيه شيوخا أجلاء فى قضايا دينية و فتجد المذيعة من فريق الكاسيات العاريات والضيف الشيخ أمامها يتحدث عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , ولا بأس من تجاهل مظهر المذيعة ما دام المقابل يعادل خمسة أضعاف راتب الشيخ فى عمله

الثانى : أما الأمثلة الأكبر ضررا والأخطر أثرا , فليست فى هؤلاء ـ لأنهم مكشوفون للجماهير التى أسقطتهم من حسابها ـ إنما تكمن الخطورة الحقيقية فى أولئك العلماء الذين اكتسبوا ثقة الناس لعلمهم الغزير غير أن خواتيم أعمالهم دلت فى وضوح على أنهم طلبوا الدنيا بالآخرة ,
وليتهم طلبوها لقاء المال كأقرانهم من علماء السلطة مثلا بل طلبوها للشهرة فقط , وللبقاء تحت دائرة الضوء الإعلامى وحسب , وفى سبيل ذلك خرجوا على الناس ـ وهم أعلم الناس بالعامة ـ بقضايا فارغة المضمون خطيرة المحتوى وألفوا بها كتبا وألقوا فيها خطبا غير عابئين بعصر التغييب الذى نعيش فيه والجهل الذى أصبح العامل المشترك الأعظم بين الناس وغير آبهين بدورهم الواجب عليهم فى تناول القضايا المفصلية فى الشريعة وتوعية الناس بها وغير مهتمين بما للناس من ثقة فيهم على نحو يضاعف أثرهم وبالتالى عندما يلجئون للفتنة وفتح القضايا المتشابهة " 9 " فى القرآن والسنة ومناقشتها علنا تحت زعم البحث العلمى والاجتهاد فإنهم يمارسون دورا أخطر من دور العلمانيين والملحدين , لأن هؤلاء ـ على الأقل ـ معرفون للناس بإلحادهم أما العلماء فكلمتهم مسموعة وأثرهم أفدح لو قلبوا ظهر المجن
وأمرهم أشبه بأمر فريق الأطباء أمام مريض بمرض خطير .. لو أنهم ناقشوا اختلافاتهم حول تشخيص مرضه وعلاجه على مرأى ومسمع منه سيفقد الثقة فيهم جميعا ويكون أثر ذلك على حالته أخطر من أثر المرض ذاته , لأن الواجب أن المناقشات تتم بمعزل عن المريض
وكذلك قضايا المتشابه ـ لا سيما العقائد ـ فإن فتحها أمام العامة لا ينتهى إلا فتنة الناس فى دينهم فتنة لا شك فيها مع انعدام مقومات العلم لديهم
وآخر تطبيق لأمثال تلك الفتن شهدناه فى تجربة العالم اللغوى الكبير الذى أقحم نفسه بلا مبرر فى قضايا غيبية غيبا مطلقا وخارج نطاق تخصصه وهى قضية بدء الخلق والتى تعتبر قضية اجتهادية محضة لا يمكن أن يجزم فيها عالم يحترم نفسه بشيئ لقوله تعالى
" ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا "
فجاء هذا العالم ينافي كل ما هو ثابت فى القرآن والسنة من أن آدم عليه السلام هو أول البشر ليفتى بأن آدم مولود لأب وأم ! وأصدر كتابه بعنوان " أبي آدم "
وهو ما لم يقل به أحد من سلف أو خلف ودلت الأحاديث الصحيحة الثابتة على أن آدم أول الجنس البشري , فاضطر هذا العالم تحت تأثير وضوح هذه الأحاديث إلى إنكار الثقة بالتراث الإسلامى كله من أول الأحاديث النبوية حتى مرويات التاريخ والسير ليمكنه تكييف آيات القرآن حسب ما يريد
فانظروا كيف بلغت به هواه إلى التردى درجة .. درجة حتى وصل ـ وهو الداعية الإسلامي صاحب الباع فى محاربة العلمانيين ـ إلى القول بأبشع أقوال العلمانيين وهى اتهام التراث كله بأنه خرافة خلقتها الإسرائيليات ! وذلك فقط حتى يشق طريقا لبدعته تلك التى لا يري فيها عاقل قضية من الأصل تستحق النقاش أو تستحق أن نشكك الناس فى عقائدهم لأجلها
فما هى قيمة إثارة تلك القضية وما هى الإضافة التى تعود بالنفع على المسلمين من مناقشة ذلك سواء أدبيا أو علميا أو تاريخيا !
هذا بالإضافة للنتيجة الأكبر وهى أن هذا الداعية بما له من ثقل فى مجال الفكر الإسلامي أصبح صيدا ثمينا لدعاة الفتنة كى يتخذوا من كتابه شهادة واضحة بأن التراث الإسلامى الذى لم نصل بعد إلى عشر قيمته , إنما هو زخرف لا يستحق النظر
وهى نتيجة لو قال بها أحد دعاة العلمانية لجلدوه فى الطرقات لما فى كلماته من تعد على أعلام الأمة الذين صانوا بيضة الدين حتى أوصلوه لنا كاملا ودفعوا مقابل ذلك دماءهم وأموالهم وجهدهم وأعمارهم
وهو الذى يدفعنا إلى نتيجة أكثر سخرية ومرارة , وهى أن التراث الإسلامى لقي الحظوة والبحث والتحقيق والنشر بالغرب وقدموه فى جامعاتهم واتخذوا منه محاريب للعلوم والفقه والفلسفة بينما يأتى من علماء المسلمين من يشطب على كل هذا التراث بجرة قلم وكأنه الأخير زمانه الآتى بما لم تأت به الأوائل
وتلك هى قمة عقدة العظمة ,
لأن هذا العالم لو تأمل بإنصاف فيما تعلمه من سير هؤلاء الأعلام لعرف أنه بدرجة علمه تلك التى يباهى بها عالم اليوم لا يصلح أن يكون طالب علم فى حلقاتهم , ولما وجد نفسه عاجزا عن الإضافة فى ظل تألق علماء السلف فى جميع المجالات حتى ما تركوا شيئا لمن بعدهم ـ إلا القليل ـ مما لا يقوى على الوصول إليه إلا المخلصين من علماء زماننا , اضطر لطلب الشهرة من باب آخر يكفل له الأمرين معا
التشكيك فى عبقرية هؤلاء الذين مثلوا أمامه عقدة نفسية , وجلب الشهرة بشيء تصوره يسجل اسمه فى التاريخ كمن سبقوه
والسؤال هنا ,
مثل هذا العالم كيف لم ينتبه إلى مدى التناقض الذى وقع فيه حتى النخاع وهو يماثل العلمانيين قولا وفعلا بينما يدعى ليل نهار أنه ضدهم ؟! ويعاند ويعادى زملاء السلاح من علماء الإسلام الذين تصدوا لأقواله وبينوها له بالرفق واللين ثم بالشدة أملا فى أن يثوب إلى رشده .. بلا فائدة
كيف لم يتأمل للحظة واحدة أنه يقف حيث وقف أعداء الأمس , وكيف لم ينظر إلى خاتمة عمله تلك وهو الذى يقرأ ليل نهار مفسرا وعالما بالقرآن الكريم الذى ما فتئت آياته تحذر من سوء الخاتمة واتباع الهوى
فهذا هو الذى يُسمى طمس البصيرة , والعالم إذا زل وجب عليه أن ينتبه لزلته سريعا ويتخذ الإجراء المناسب لها كى لا تغلبه نفسه فإن استجاب لنفسه فإن الزلة تتضاعف شيئا فشيئا مع انتصاره لباطل نفسه حتى تصبح خطيئة غير قابلة للغفران
وتأملوا كيف بدأت فتنة النفس عند هذا العالم بزلة صغيرة , مجرد فتح قضية لا يجوز تفجيرها أمام العامة فى زمن تجهل فيه مبادئ الإسلام الصحيح
فأخذت زاوية الخطأ تزداد شيئا فشيئا من مسافة سنتيمتر إلى ملاين الكيلومترات بين طرفي الزاوية عندما وصل به الأمر أن أصبح معول هدم للتراث ـ وهو المطالب بإحيائه ـ فقط لينتصر لوجهة نظره تحت تأثير العزة بالإثم وحتى يظل تحت الأضواء عالما متفردا كما يتصور

قديم 09-26-2010, 02:00 PM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الثالث : فئة المدعين أصحاب عقدة العظمة ..


وهم مجموعة التقت على نفس الهدف مع العلمانيين وهو ضرب الفكر الإسلامى بأى شكل وكذلك عقيدته وتاريخه , وإن اختلفت فى المبررات
فبينما يفعل العلمانيون العرب ذلك لكسب مادى وعمالة صريحة أو حقدا خالصا على الدين ـ أى دين ـ تحت رغبة باطنية فى الانحلال يمنعها التشريع ويستهجنها المجتمع فيكون الحل أن يحاولوا إثبات إباحة الانحلال بالشرع عن طريق وصم علمائه الشارحون له بالتخلف , وهذا هو ديدن العلمانية
فأتى هؤلاء المدعين فقاموا بنفس الدور لمجرد الظهور وإثارة الجدل من حوله ـ وهؤلاء أكثر حماقة من أرباب العلمانية ـ لأنهم لا يفعلون ذلك عن اقتناع أو دفاع عن الأفكار وإنما فقط تحريا لقاعدة خالف تعرف وسعيا لوضع نفسه فى دور المفكر المعارض المعترض الذى يعانى من تسلط الجهلة ـ كما يظنهم ـ عليه وعلى فكره
فيقدم نفسه على أنه مدافع عن الإسلام حريص على تقدمه وتنقيته من التخلف المتمسك فى آثار السلف ,
ولا فارق بين هؤلاء وبين العلمانيين إطلاقا خاصة إذا علمنا أن أصحاب المظهر الأول ـ الإسلامى ـ لا يدافع عنهم إلا العلمانيون أنفسهم باعتبار هؤلاء أصحاب الفكر المستنير

ومن أصحاب المظهر الأول عدد من الكتاب والمفكرين بل والفقهاء الذين يدعون للتجديد ـ على نمط الحداثة ـ لا على نمطه المفروض وهو الاجتهاد فى القضايا المعاصرة , فخرج منهم علماء وفقهاء جعلوا همهم الوحيد مخالفة كل إجماع لعلماء السلف والقول بقول جديد مخالف لهذا الإجماع حتى لو كان إجماعا له دليله الصريح من القرآن والسنة , ومثال ذلك الفقيه الذى أفتى بجواز بقاء الزوجة المسلمة مع الزوج المرتد عن الإسلام المنتحل لملة أخرى !
وهؤلاء فهموا الإجتهاد فهما خاطئا ـ رغم أنهم علماء ـ فظنوا أن الاجتهاد معناه أن يأتى العالم بقول لا يستند فيه إلى دليل أو قياس بل ويخالف به نصوص قطعية وأمورا معلومة من الدين بالضرورة لم يجرؤ عالم فى تاريخ الأمة أن يمسها تعليقا أو نقضا وإلا كان هذا استدراكا على القرآن والسنة وغاب عنهم المبدأ الذهبي فى أن العصمة للأنبياء , أما العلماء فأقوالهم ليست أدلة بل تحتاج أقوالهم للأدلة لكى يعتد بها ويستدل بها
وهؤلاء العلماء لهم تلامذة تبعوهم فى مدرسة الافتتان بالذات لكنهم لم يتبعوا أساتذتهم فى طريق العلم الصعب ـ لاستحالته مع قدراتهم الضعيفة ـ فقرروا أن يقلدوا هؤلاء العلماء على غير أرضية علمية من أى نوع , وأيضا طلبا للشهرة من باب خالف تعرف
مثلهم فى ذلك مثل الذى رأى عالما جهبذا فى مكتبه الممتلئ بصفوف الكتب والمراجع , فقام بانشاء مكتبة أكبر منها وجلس أمامها مدعيا أنه أصبح عالما بهذا المظهر
وكما يقولون " إذا تكلم الإنسان فى غير شأنه أتى بالعجائب " رأينا هولا من هؤلاء المدعين الذين سلكوا طريقا من اثنين لمنافسة فقهاء الشهرة وهما
إما أنهم مشوا فى نفس طريق أساتذتهم فتصدوا بالنقد لأقوال علماء كالجبال , فجاءت محاولاتهم تلك تتناسب مع تواضع مستوى تفكيرهم وتصلح كسهرة ضاحكة تلتف حولها الأسر فى ليالى الشتاء الباردة , مثال ذلك ما يفعله جمال البنا الذى لا يعرف الفارق بين الرخصة والعزيمة ويعلن أن علماء السلف قد ضيعوا الإسلام
وما دام الإسلام قد ضاع فى عهد أولئك العلماء الذين أسسوا أركان الخلافة على أقطار الأرض , فلا شك أننا نستطيع أن نستنتج بسهولة لماذا وصلنا إلى حالنا هذا اليوم ما دام جمال البنا وأمثاله يجدون صحفا تفتح لهم أبوابها وقنوات فضائية تنشر جنونهم هذا

والنوع الثانى سلك السبيل الملتوى ليقدم نفسه على أنه مفكر عتيد مدافع عن الدين أمام طوفان الشبهات ! ,
ولما كان طريق رد الشبهات الحقيقية يستعصي على قدراته , فقد فضل أصحاب هذا اللون أن يتركوا الشبهات الثقيلة وصراع الديناصورات المتمثل فى المواجهة بين علماء الإسلام والمستشرقين الجدد والقدامى ولجئوا إلى اختراع خصوم من الهواء ومحاربتهم بعد ذلك
تماما كما كان يفعل مشركو مكة فى السابق عندما يعجز المرء منهم عن تدبير ثمن لشراء صنم يعبده كان يلجأ لأى قطعة تمر فيعجنها ويصنع منها إلها يعبده ولا يكلفه شيئا , بل يكون موفرا فى الأوقات الصعبة فإذا جاع أكله
وهؤلاء المراهقون فكريا لا يعلمون أنهم يثيرون إشفاق العقلاء وسخرية العامة بما يفعلون وهذا أمر طبيعى فالمتأمل فى عالم اليوم يجد أن المعارك الفكرية الحقيقية ضد الإسلام مفتوحة الجبهات أمام كل مقاتل ـ بشرط أن يكون مؤهلا ـ والمعارك تبلغ من كثرتها أنها تستوعب جهد عشرات الآلاف من حملة الأقلام والباحثين والعلماء الحقيقيين للعمل على رد الشبهات المؤثرة فى العامة ,
أما المراهقون الذين نحن بصددهم الآن فهم لا طاقة لهم بتلك المعارك وبالتالى يلتمسون الشهرة عن طريق مقارعة الكتب التافهة وصبيان العلمانية وحمقي الغرب الذين يسطرون الصفحات بحقد على هيئة حبر لا جدوى منه ولا فائدة ,
وأمثال هذه الكتابات يكون الرد عليها مضيعة للوقت فضلا على أن تناولها بالنقاش محرم قطعيا فى الدين لأنها ليست شبهات بل ترهات
فالشبهة هى القول الذى ينقض ثابتا من ثوابت الدين ظاهريا , ولا يعرف عواره إلا العلماء المتخصصون , فيكون دور العلماء هنا أن يبسطوا الأمر للعامة ويكشفوا صياغة الشبهة وبالتالى تسقط فتنتها ولا يضل بها أحد

أما أمثال تلك الكتابات فإنها لا تحتوى فكرا بل تحتوى كفرا بواحا , ولا تحتوى ذرة من القيمة يستحق عناء الرد العلمى أمام العامة الذين لا يتأثروا بتلك الأقوال من أى وجه بل يستقبلونها بالإستهجان والاحتقار وهو أقصي ما يستحقه أصحاب تلك الكتابات , وتلك لا يُرد عليها أو يتناولها العلماء والمفكرون بل إنها تكون مهمة أهل الاختصاص والسلطة لتطبيق حد الله تعالى عليه , أما العلماء والمفكرين وتلاميذهم فممنوع عليهم أن يفتحوا مجالا لهؤلاء بينهم نظرا لأن مرتكب هذه الأقوال كافر داع لكفره لا يستقبله أهل ملة الإسلام فى مجلس أو حوار
ولو أن المجال مفتوح للحوار مع هؤلاء سيكون الأمر أشبه بالحمار الذى رفس صاحبه فحاول هذا الأخير أن يقنعه بالحوار بأن فعله خاطئ حتى يرده عنه !

لذا فمراهقو الفكر عندما يرون فى تلك الأقوال المارقة ,, شبهات يظنونها تضل أحدا فإنهم يعبرون عن مستوى تفكيرهم الحقيقي
لقد حاول مشركو مكة أن يفعلوا ذلك قبل أربعة عشر قرنا من الزمان فلم يرد عليهم الوحى الشريف إلا بالسخرية , فقالوا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه مجنون وقالوا أنه ساحر وقالوا بأنه قصاص فما نزلت آية واحدة تفند تلك الأقوال والشتائم بل نزلت الآيات تردها على أصحابها بالسخرية والوعيد , أما الردود فكانت على أصحاب الشبهات الحقيقيين من اليهود والنصاري وخبثاء العرب فرد القرآن الكريم يضرب الأمثلة للناس لعلهم يتفكرون ويفند شبهاتهم واحدة تلو الأخرى
بأمثلة مناظرة ابراهيم عليه السلام للنمروذ , ومناظرة موسي وهارون لفرعون , وقصة عيسي عليه السلام واثبات أنه عبد لله تعالى
ولم يحتو القرآن ردا مفصلا على سب أو شتم بل اكتفي الله عز وجل أن خاطب نبيه قائلا " والله يعصمك من الناس " واكتفي بوعيد الآخرة
وإلا كيف يمكن أن يتخيل عاقل أن العامة من الممكن أن تتبلبل أفكارها لأن أحد الملحدين أصدر كتابا يسب فيه النبي عليه الصلاة والسلام أو أمام آخر يقول بأن الإسلام ليس رسالة سماوية , أو ثالث يقول بأن الصلاة ليست فرضا ؟!!
وهى مجردة أقوال مرسلة ما دعمها صاحبها بشبهة دليل عقلي أو نقلي , وإذا كان العالم لا يقبل منه قول حتى يدلل عليه , فهل نقبل قول الجاهل الغير مدلل عليه ؟!
هل هذه الأقوال من الممكن أن نعتبرها شبهات مضللة فنطرحها للنقاش , وهل هذه الأقوال من الممكن أن يستقبلها فلاح أمى فيضل بها حتى يرفع أولئك المراهقون سيف الرد ويعلنون عن أنفسهم باعتبارهم الواقفون على حدود الإسلام ؟!
وترى عينة الردود فيأخذك العجب ,
ملحد أو مارق يقول أن الإسلام دين أرضي فيأتى الذى يرد عليه فيقول " لا الإسلام دين سماوى " فلا الذى تهجم على الدين أتى بما يبرر قوله ولا الذى رد عليه تمكن من أن يدلل على ما يدافع عنه لافتقاده مؤهلات الحوار وأصبح الأمر أشبه بساحات مشجعى كرة القدم , تثور بينهم الصراعات ويؤيد كل منهم ناديا معينا دون أن يتوقف أحدهم فيسأل نفسه لماذا تؤيد هذا أو تترك ذاك ؟!

وليت أن ساحة المعارك لا يحتدم فيها الصراع , بل إن الحروب الفكرية تمتلئ بما يستحق الرد " 10 " ولا تجد من القادرين ما يناسب كثرة المحاربين , وهؤلاء فى غفلة طبيعية عنها لأنهم لا يريدون العلم بل يريدون مظهره فقط , ولو أنهم دخلوا صراعا حقيقيا مع مستشرق لتلاعب بهم كيف شاء
وتستقبل الجماهير أقوالهم بمزيج من السخرية والإشفاق كما سبق القول فيكون ردة الفعل الطبيعى منهم الإصرار على نشر ترهاتهم واختلاق الجدل حولها بأى صورة لعل وعسي أن يلتفت أحد لأصواتهم التى بحّت وهى تحاول أن تخلق لنفسها مكانة ومكان بين أساطين العلم والبيان

فإذا عجزوا يكون الحل الأخير فى أن يتعرضوا بالتهوين والاتهام لعلماء السلف والعلماء المعاصرين الذين يقفون كحجر عثرة أمام طموحهم المريض تماما كما فعل علماء الفتنة ـ أساتذتهم فى هذا الاتجاه ـ فى عالم اليوم عندما عجزوا عن محاكاة قدرات السابقين من العلماء لجئوا للتقليل من شأنهم واتهامهم فى علمهم !
ومثلهم كمثل الثعلب الذى عجز عن إدراك عنقود العنب فوق شجرة فقال لنفسه مواسيا أنه حصرم !

ومن الجدير بالذكر أن ننوه هنا على أن تلك المظاهر المعروضة فى الموضوع كلها جاءت على لسان المعصوم عليه الصلاة والسلام فى أحاديث الفتن وأشراط الساعة فسماهم النبي عليه الصلاة والسلام بالرويبضة وبالدعاة على أبواب جهنم كما تحدث عنهم بالوصف فقال فيهم أنهم رءوس الجهل الذين يظهرون فى زمان قبض العلم بقبض العلماء , وليس هناك علاج لظاهرتهم سواء علماء الفتنة أو المدعين
فعلماء الفتنة ـ الدعاة على أبواب جهنم والعياذ بالله ـ نالوا وعد الله فمدهم فى ظغيانهم يعمهون , فكل مفاتيح الهداية لا تفيد مع أقفال مصمتة لا مكان فيها لمفتاح
والمدعون مرضي ولا يعترفون لأنفسهم أنهم مرضي فمن المستحيل أن يقبلوا العلاج , فكيف تقنع مجنونا بأنه مجنون
وحل هذه الظاهرة مستحيل ,
لأنها لا تساوى صفرا بل تساوى سالب صفر !


الهوامش

[1]ـ كانت المعيشة الريفية فى ذلك الزمان تقوم على منتوج الأرض من الفلاحة قمحا وشعيرا وفى ظل ظروف لو عاشها شباب اليوم لانتحروا من الكآبة

[2]ـ راجع تاريخ عبد الرحمن الرافعى ـ الجزء الأول " الحركة القومية وتطور نظام الحكم "

[3]ـ وقائع حقيقية للأسف الشديد نشرتها الصحف فى نهاية التسعينات وبداية القرن الحادى والعشرين

[4] ـ لمزيد من التفصيل يرجى مراجعة موضوعنا تعلم كيف تثور

[5]ـ تعبير زوار الفجر هو تعبير صاغه محمد حسنين هيكل للتعبير عن ديكتاتورية الأمن فى الاعتقال فى فترة الستينات

[6] ـ مبادئ القانون الدستورى ـ د. وهيب عياد سلامة

[7] ـ لا تعرف الرياضيات قيمة سالبة للصفر , وكذلك فإن الصفر يعتبر قيمة رياضية وليس خواء أو عدما ويمثل منتصف الزاوية فى الأعداد الطبيعية, أما القيمة الفارغة فهى " فاى "
والأعداد الطبيعية هى الأعداد الصحيحة والكسور والجذور وغيرها التى يعبر من صفر إلى 1 , 2 صعودا ومن صفر إلى 1ـ , 2 ـ نزولا , وهناك قيم أخرى ابتكرها أحد علماء الرياضيات هى الأعداد التخيلية التى لا تستند إلى اثبات رياضي ولكن تم وضعها كفرضية علمية فقط وسميت الأعداد التخيلية " ت " أو الجذور السالبة لأنها مستحيلة التطبيق عمليا وذلك لحل مشكلة التوفيق بين المعادلات عقب ظهور النظرية النسبية

[8]ـ الجهل بمعنى المعرفة الخاطئة التى تؤدى لتطبيق خاطئ بينما الجهالة هى فعل السوء تحت تأثير فتنة وفاعله يدرك أن ما يفعله حراما أو ممنوعا
والجهل يمثل عذرا شرعيا معتبرا للعبد عند الله لأن العبد يفعل الذنب وهو غير مدرك أنه ذنب , بينما الجهالة يلزم لها التوبة لكون العبد استجاب لوسواس نفسه وشيطانه فى لحظة ضعف وفى هذا يقول تعالى
" إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب "

[9] ـ يخلط البعض بين مفهوم متشابه القرآن الذى حذر التشريع من فتح الجدل فيه كأسماء وصفات الله عز وجل وكصفة الآخرة والبهث والحساب , وبين قضايا العلم المكنون فى القرآن والاتى تعد فى الدين من أسمى القربات لأننا مطالبون بتحريها مثل قضايا الخلق والكون وفضايا الإعجاز التشرعي واللغوى .. ألخ
فليس الإعجاز العلمى واللغوى متشابها ممنوعا بل هو علم له قواعده التى يتيحها الله سبحانه وتعالى لمن يتحراها

[10] ـ يكفي فقط على سبيل المثال الفتاوى السياسية التى يصدرها علماء السلطة ويزينونها بما يضلل العامة من أدلة مغلوطة , وأيضا الشبهات التى تملأ شاشات الفضائيات من أصحاب الفرق المختلفة كفرق الشيعة والعصرانيين الجدد والاستشراق الأمريكى المعاصر وكل هؤلاء يأتون بشبهات محبوكة صنعتها أيدى خبيرة بالفكر الإسلامى

قديم 09-26-2010, 07:19 PM
المشاركة 4
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحيتي واحترامي لك أستاذ محمد جاد الزغبي..
موضوعك جميل وشيق وان كنت قد أستوعبته قرآة إلا أنه سيعجزني على المداخلة بما يفي بحقه

في هذا العصر الجميع مطالبوم ومحاسبون بأن يكونوا سواسية في كل شيئ

حتى العقل والتفكير والقدرات وهم يفعلون هذا بالتبادل

الكل يسمح لنفسه بتقويم الأخر من باب انه بلغ الكمال

الى جانب أصحاب الثقة الزائدة في النفس نجد الكثير من المحبطين

والحياة اصبحت كلعبة المرايا!

أما الدين فحدث ولا حرج هناك الكثير ممن يتوهمون أنهم الفئة الناجية

والبقية فئات ضالة

كان الناس قديما كلهم يحظون بما يناسب قدراتهم

حتى الأدب حفظ لهم فهناك شعر المجانين

وهناك أخبار الحمقى والمغفلين

والطفيليين أيضا لهم نوادرهم

والنساء أيضا كان لهن الحيز الذي يوائم قدراتهن وظروفهن ,

كل هذا عائد الى تفهم المجتمع في ذلك الوقت

لحكمة كل ميسر لما خلق له

أنظروا الأن المرأة تعمل أحيانا لتعيل عدد من الرجال

وقد بدت تتفشى في المجتمعات تشغيل الأطفال

في مهن قاسية على بنيتهم الضعيفة

و ما إن يصل هاؤلاء الصغار الى سن الشباب

الا والكهولة في إنتظارهم..

أستاذ محمد

حين راجعت ردي وجدت انه يبعد عن صلب الموضع نوعا ما

ولكني حاولت ان أكون على الخط..

كل الشكر لك







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 10-05-2010, 11:24 AM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بك سارة
بالعكس ردك أضاف للموضوع بعدا جديدا أشاركك فيه الرأى ,
والتفسخ المجتمعى لا شك أنه ظاهرة قائمة بسبب ظواهر غياب العلماء بشتى المؤثرات وانهيار مكانتهم ,
نسأل الله أن نتفكر قليلا قبل أن نخطو خطواتنا وألا نمضي هكذا حيث ألقت الريح

بوركت


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المعادلة = سالب صفر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة (ذهول صامت) ازهار الانصاري منبر القصص والروايات والمسرح . 14 12-02-2015 09:44 PM
االرواية السعودية … أما زالت في الهامش!؟ بقلم : محمد العباس ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-09-2014 06:29 AM
حتى~ حين ... سأنتظر في صالة القادمين شيخه المرضي منبر البوح الهادئ 12 05-11-2014 10:16 PM
ارجوكم انتقدوني لان اوراقي ما زالت حبيسة في خزائني ديمة زيدان منبر القصص والروايات والمسرح . 6 01-02-2012 09:25 PM
حنين صامت سليمان المهدي منبر البوح الهادئ 18 12-11-2010 09:32 PM

الساعة الآن 12:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.