احصائيات

الردود
78

المشاهدات
21864
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.40

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
08-06-2010, 05:13 PM
المشاركة 1
08-06-2010, 05:13 PM
المشاركة 1
افتراضي فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين



مقالات ساخنة




و


مقولات أشد سخونة




أيوب صابر

إصدار 2010


قديم 08-06-2010, 05:15 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
الإهداء

إلى كل الأيتام في كل زمان ومكان ...مع حبي

قديم 08-06-2010, 05:18 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
أوراق ساخنة (1): رحلة العقل في البحث عن الحقيقة


كانت الأسطورة التي هي عبارة عن قصص خيالية mythology وسيلة البشر لتقديم إجابات لكل الأسئلة التي طرحها الإنسان على نفسه. وكان موضوع الأسطورة الأساس هو الإله. وكان تركيز الأسطورة ينصب على تفسير الظواهر الطبيعية والإنسانية. لكن العقل الإنساني الذي طور الأسطورة للضرورة، ومن خلال تطورالوعي القائم على الاحتكاك مع البيئة، رفض التسليم باستمرار هيمنة التفكير الأسطوري على حياة الناس. ولذلك جاء من قرر تفحص الأساطير عن قرب، وذلك باستخدام العقل والتجربة الحسية، وهو ما أدى إلى ولادة الفلسفة.

وقد انتقد الفلاسفة الأوائل الذين ظهروا حوالي (سنة 750 قبل الميلاد)، عالم الآلهة الأسطوري، لأنه في نظرهم يشبه عالم البشر. والمعروف أن أول نظرة ناقدة للأسطورة معروفة عند الفيلسوف (كزينوفان) الذي عاش نحو 750 ق.م. والذي قال "لقد خلق الناس الآلهة على صورتهم". ودليله على ذلك أن الأساطير الإفريقية كانت تصور الآلهة بلون اسمر، وأنف أفطس، بينما يقول الأوروبيون بأن آلهتهم زرقاء العيون حمراء الشعر. لذلك شكلت الفلسفة أسلوباً جديداً في التفكير، كنتيجة مباشرة للتقدم الحضاري الذي شهدته المرحلة المذكورة، حيث ازدهرت المدن الإغريقية تحديداً، مكان ولادة المناهج الفلسفية الأولى.

ويمثل هذا النمط من التفكير عبوراً من نمط التفكير المبني على الأسطورة إلى نمط التفكيرالمبني على التجربة والعقل، حيث كان هدف الفلاسفة الإغريق إيجاد أسباب طبيعية للظواهر الطبيعية.
من هنا ولد ما يعرف بفلاسفة الطبيعية، والذين يمثلون المرحلة الثانية من تطور الفكر بعد الأسطورة. وقد أطلق عليهم اسم فلاسفة الطبيعة،لأنهم كانوا يهتمون بالطبيعة وظواهرها. وكانوا في مجملهم يحاولون فهم الأحداث التي تحصل في الطبيعة دون العودة إلى الأساطير. ويمكن القول إن أفكارهم تمحورت حول"المبدأ الأول" وتحولاته في الطبيعة.

طاليس مثلا، وهو من أوائل الفلاسفةالمعروفين، كان يعتقد أن الماء أساس كل الكائنات. وينسب له أن كل شيء مليء بـإله،رغم أن قصده عن الإله ظل غير مفهوم. كذلك كان يعتقد أن الأرض مليئة ببذور الحياة صغيرة غير مرئية، ولكنه لم يرجعها إلى آلهة الأسطورة طبعاً. فيلسوف آخر اسمه اناكسيماندر كان يعتقد بأن كل شيء يخلق يختلف عن خالقه، ولذلك لا يمكن أن يكون المبدأ الأول ماء، بل شيء يصعب تحديده. أما أناكسيمانس فكان يعتقد أن الهواء والضباب هما أصل الأشياء، والماء بالنسبة له هو هواء مركز، وعليه اعتقد أن الماء والتراب والنار لها أصل واحد هو الهواء وهو أساس خلق الأشياء.

أماالفيلسوف بارمينيدس فكان يرى أن كل ما هو موجود قد وجد من الأبد، وأن الأشياء تتغير بطبيعتها، ورغم أن أحاسيسه كانت تلحظ تغير الأشياء، لكن عقله كان يقدم تفسيراً آخر، فغلب العقل على الحواس، فالحواس بالنسبة له تعطي صورة كاذبة للعالم، وهي صورة لاتتفق مع ما يقوله العقل. لذلك خون الحواس، وآمن بالعقل، وقد أطلق على هذا المذهب العقلانية، والعقلاني هو الذي يؤمن بأن العقل هو مصدر كل معرفة في العالم.

هيراقليطس كان يقول إن كل شيء يجري، أي أن كل شيء متحرك، وركز على التناقضات المتلازمة في العالم، بمعنى إذا لم نصب بالمرض لا نعرف معنى الصحة. والوجود محكوم بهذه اللعبة الإلزامية بين الأضداد، وهذه الأضداد تمثل العقل الكوني، أو القانون الكوني (لوغوس)، وعليه فقد كان يرى أن وراء كل هذه التحولات والتناقضات في الطبيعة، ذلك الشيء الذي يقع في أصل جميع الأشياء، وهو الله، أولوغوس، أو العقل الكوني.

أما أمفيدوكليس فقد اعتقد أن الطبيعة تمتلك أربعة عناصر أساسية، يطلق عليها مصطلح الجذور، وهي التراب، والماء، والهواء، والنار. وكلما يتحرك في الأرض يعود إلى امتزاج أو انفصال هذه العناصر الأربعة، وكان يرى أنقوتين مختلفتين تعملان في الطبيعة لتوحيد العناصر، وهما الحب والكره، وما يوحدالأشياء هو الحب وما يفرقها هو الكره.

جاء بعده فيلسوف اسمه انكزاغوراس، الذي كان يعتقد أن الطبيعة مكونة من جزيئات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، وكان يطلق على هذه الأشياء البذور أو الحبوب، واعتقد بوجود نوع من القوة التي تشكلا لأشياء وتعطيها شكلها، وكان يسمي هذه القوة "القوة العاقلة" أو الذكاء، وقد اتهم هذا الفيلسوف بالإلحاد بالإلهة الأسطورية في أثينا، وأجبر على ترك المدينة، ذلك أنه تجرأ في أشياء كثيرة، منها القول بأن الشمس ليست إلهاً وإنما حجر محمى حتى البياض، وحجمه بحجم إحدى الجزر اليونانية، وكان قد توصل إلى ذلك الاستنتاج بعد فحص حجر نيزكي.

أما ديمقريطس، ويعرف بأنه آخر فلاسفة الطبيعة، فقد افترض بأنه لا بدأن يكون كل شيء مركبا من عناصر صغيرة جداً، وكل عنصر بمفرده دائم وأبدي. وكان يسمي هذه الأجزاء البالغة الدقة (ذرات) بمعنى أنها غير قابلة للتجزئة، وهي غيرمتماثلة، ويوجد منها عدد غير متناهٍ، وهي تستطيع أن تتجمع في كيانات مختلفة لا حدلها.

ويمكن التأكيد اليوم على أن نظرية ديمقريطس حول الذرة كانت صحيحة، وقد كانت أداة ديمقريطس في التوصل إلى تلك النظرية هي العقل فقط، وبدون استخدام أدوات العصرالحديث، وهو لم يلجأ إلى أية قوة أو روح لتفسير الظواهر الطبيعية. فكل ما يعمل هوالذرة، والفراغ، ولم يؤمن إلا بكل ما هو مادي، وعليه فإن كل ما في الطبيعة يتم بطريقة ميكانيكية، ولكن الأمور لا تحدث مصادفه، وانما تتبع قانون الحتمية في الطبيعة، لذلك فإنه يرى بأن وراء كل هذه الظواهر سبباً طبيعياً، كامناً في الأشياء نفسها.

وقد تزامنت ولادة فلاسفة الطبيعة، مع ولادة الفلاسفة السفسطائيين، واستبدل هؤلاء دراسة الطبيعة بدراسة الإنسان وموقعه في المجتمع، وكانوا يسعون لجعل الشعب مستنيراً. وهم يشتركون مع فلاسفة الطبيعة في نقدهم للأسطورة، ولكنهم كانوايرفضون موضوع التأمل بدون موضوع محسوس، وكانوا يعتقدون أنه حتى لو وجدت إجابات عن الأسئلة الفلسفية، فإن الإنسان لا يستطيع الوصول إلى يقين فيما يخص ألغاز الطبيعية والكون، وهذا ما يسمى في الفلسفة بالارتيابية، أو اللا أدرية.

سقراط، وهو واحد من أهم ثلاثة فلاسفة جاءوا بعد فلاسفة الطبيعة، يرى أن المعرفة الحقيقة هي التي تأتي من الداخل، وقد مثلت فلسفته تحولاً جذرياً في المشروع الفلسفي،وهو يعتبر الشخصية الأكثر إشكالية في تاريخ الفلسفة، وكان سقراط يمتلك قدرة البقاء لساعات طوال غارقاً في تفكيره، واعتبر واحداً من أكثر الأشخاص غموضاً، وعنده أن عمل الفيلسوف مثل عمل القابلة، فهي لا تضع المولود، ولكنها تساعد في إخراجه إلى الحياة، وهكذا الفيلسوف، ومهمة الفيلسوف عنده توليد العقول أفكارًا صحيحة، وهو يرى أن بإمكان الإنسان التوصل إلى الحقائق الفلسفية إذا قبل أن يستعمل عقله، فعندما يبدأ الإنسان بالتفكير يجد أجوبته داخل نفسه، وكان يؤكد أنه يسمع صوتاً إلهيًّا داخله، وقد اتهم في العام (399 ق.م.) بأنه أدخل آلهة جديدة، وعليه حكم عليه بالإعدام بالسم، وأعدم فعلاً.
كذلك كان سقراط يعتبر أن الفيلسوف الحقيقي، هو الذي يعي بأنه لا يعرف إلا القليل، ولهذا السبب يحاول باستمرار أن يبلغ الحقيقة، وقد تجرأ وأعلن كم هي ضئيلة معرفة البشر للأشياء، لذلك اعتمد في منهجه على البحث وطرح الأسئلة، حتى يصل إلى الحقيقة، وكان يهمه إيجاد قاعدة صلبة للمعرفة، وبرأيه أن هذه القاعدة تكمن في عقلالإنسان، وعليه فقد اعتبر فيلسوفًا عقلانيًّا.

أما أفلاطون، وهو أحد تلاميذ سقراط، فقد طرح عدة أسئلة فلسفية في الإنسان والطبيعة، وظن أن الكون يشكل معجزة خارقه. ولقد بحث في النفس البشرية، وسأل إن كان للإنسان نفس خالدة، وقد كان لقتل أستاذه(سقراط) أثر كبير في نفسه، وكان عنده التعبير الأكثر حدة عن التناقض بين الظروف الموجودة واقعيًّا في المجتمع، وما هو حقيقي ومثالي.

أما منهاج أفلاطون الفلسفي، فقد كان يدور حول اكتشاف العلاقة بين ما هو أزلي وغير فان من جهة، وما هوآني وزائل من جهة أخرى. وكان أفلاطون يرى أن كل ما هو محسوس في الطبيعة قابل للتحول، خاضع لتأثير الزمن ومصيره للتراجع والزوال، لكن كل شيء مخلوق في قالب غيرآني غير قابل للفناء وأزلي، فعلى الرغم من أن الحصان يفنى، لكن يظل قالب الحصان أبديًّا وغير زائل، وعليه فإن الأزلي وغير الزائل عنده إذن ليس مادة فيزيائية، وإنما مبادئ ذات صفه روحية، وبالتالي مجردة. واعتقد أنه لا بد من وجود عدد لا محدود من القوالب هي فوق أو وراء كل ما يحيط بنا، وهذه القوالب هي ما أسماه الأفكار. فوراء كل الأشياء، توجد فكرة هذه الأشياء.
ويمكن القول بأن أفلاطون كان يرى أن هناك حقيقة أخرى وراء عالم الحواس، هذه الحقيقة هي ما أسماه الأفكار، وهناك توجد المثل الأبدية والثابتة القائمة على أساس الظواهرالطبيعية، ويشكل هذا المفهوم الخصوصي نظرية الأفكار عنده.

وعند أفلاطون وحده العقل، الذي يعمل على ما يراه هو، يمكننا من المعرفة الحقيقية، ولا يمكن الوثوق بالحواس، لأن عملية الرؤية تختلف من إنسان إلى آخر، في حين نستطيع أن نثق بعقلنا لأنه هو، هو عند جميع البشر، ويمكن عنده التأكيد على أن العقل أزلي وكوني، لأنه يعمل على أشياء أزليه، وكونية، ولذلك فإن ما نراه من داخلنا بفضل العقل يقودنا إلى المعرفة الحقيقية.

وقسم أفلاطون الواقع إلى قسمين: الأول مشكل من عالم الحواس، وهو الذي يعطينا معرفة تقريبية وغير كاملة باستخدامنا الحواس الخمس، وهو عالم في تحول دائم. وعالم الأفكار الذي يسمح لنا بالوصول إلى المعرفة الحقيقية، عن طريق استعمال العقل. وعالم الأفكار هذا مستعص على الحواس، وبالتالي فإن الأفكار أو المثل أزلية وثابتة، وهو يرى بأنه لا يمكن الوثوق بحواسنا لأنها مربوطة بالجسد، ولكن النفس الخالدة والتي مقرها العقل تستطيع أن ترى عالم الأفكار، لأنها ليست مادية، وهو بذلك يرى بأن النفس كانت موجودة قبل أن تأتي لتسكن جسداً، حيث كانت سابقًا في عالم الأفكار، هناك في الأعلى، ولكنها عندما تجد نفسها في جسد بشري، تنسى الأفكار الكاملة، وتبدأ مسيرةغريبة تتمثل في البحث عن الحقيقة، فكلما أخذ الإنسان يدرك بوساطة حسه الأشياء المختلفة المحيطة به تنبعث في النفس ذكرى غريبة، فعندما يرى الإنسان حصاناً، يتذكر فكرة الحصان الكامل التي عرفتها النفس في عالم الأفكار، وعليه فهو يرى بأن كل الظواهر الطبيعية ما هي إلا ظلال الأشكال أو الأفكار الأبدية في عالم الأفكار.

واعتمادًا على نظرية الأفكار الأزلية، نادى أفلاطون بالجمهورية المثلى، واعتقد أنه لا بد أن يحكمها الفلاسفة، لأنهم الأقدر على رؤية الأشياء على حقيقتها، ويرون ما وراء الظلال، وتقع فلسفة أفلاطون ككل تحت عنوان الفلسفة (العقلانية)،فالمهم في المدينة الفاضلة أن يحكمها العقل كما يحكم الرأس الجسد.

ورأى أفلاطون أن تربية الأطفال، شيء أخطر من أن يترك لتقدير كل أسرة بمفردها، وعليه كان أول فيلسوف طالب بإنشاء رياض الأطفال والمدارس المشتركة، ذلك لأن المدرسة يمكنها أن تنتج فلاسفة يرون الحقيقة، بينما الأسرة لا ضمانة أن تنتج تربيتها فلاسفة جديرين بالجمهورية الفاضلة.

أما أرسطو وهو تلميذ من تلامذة أفلاطون فقد اعتبر رجلاً موسوسًا في التفاصيل. وقد اعترض على نظرية أستاذه أفلاطون، وركز في مشروعه الفلسفي على الطبيعة الحية، وبهذا لم يكن فقط فيلسوفًا، وإنما كان أول عالم أحياء عرفه التاريخ.
وقد فعل أرسطو عكس أفلاطون الذي أدار ظهره لعالم الحواس، ليذهب إلى ما وراء كل ما يحيط بنا، فقد انحنى على يديه ورجليه ليدرس الأسماك والضفادع والورد والبنفسج، وعليه فقد استخدم حواسه، واعتمد على الأبحاث الميدانية، والعالم مدين له ببلورة لغة علمية خاصة بكل علم، فقد كان المنهجي الكبير، الذي أسس ونظم مختلف العلوم، ولذلك ينظر إلى منهجه الفلسفي، ونقده لنظرية الأفكار الأزلية على أنها لحظة تاريخية.

وعلى عكس أفلاطون، يرى أرسطو أن ما ندركه في حواسنا يشكل أعلى درجات الواقع، وليس ما نفكر فيه في عقولنا كما يقول أفلاطون، فأرسطو لا يؤمن بأن فكرة الدجاجة تسبق الدجاجة، وعنده أن شكل الدجاجة موجود في كل دجاجة، وليس في الفكرة.

وحسب أرسطو فإن ما من شيء يمكن أن يوجد في الوعي دون أن يدرك في الحواس، وعليه فإن كل أفكارنا تجد أصلها فيما نرى أو نسمع، ويقول أرسطو، إننا نولد وفينا عقل، لكن لايكون لدينا أفكار فطرية بالمعنى الذي قصده أفلاطون، ولكن يكون لدينا قدرة فطرية على تصنيف انطباعات الحواس في فصائل مختلفة تكون موجودة دون شك، وهكذا تنبثق مفاهيمالأشياء: حجر، حيوان، رجل، حصان .
ولا ينكر أرسطو أن الإنسان يولد ومعه العقل، بل يعتبر أن العقل هو ما يميز الإنسان، لكنه يرى بأن العقل يكون فارغًا قبل أنتبدأ الحواس بإدراك الأشياء، وبالتالي فإنه لا أفكار فطرية لدى الكائن البشري عند أرسطو، وما شكل الحصان عنده إلا مجموع خصائصه المميزة.

لذلك فإن الحقيقة عند أرسطو، مكونة من أشياء مختلفة، والشيء عنده مكون من شكل ومادة، والكل هو مجموع ميزات الشيء الخاصة، أما المادة فهي ما يتكون منه الشيء، فعند الموت يتوقف الشكل، وتظل المادة، بمعنى أن الدجاجة لا تظل دجاجة بكل معنى الكلمة، وعليه فهو يرى أن الدجاجة تأتي من البيضة، لأنها تحمل في داخلها شكل الدجاجة، فلا يمكن أن تتكون إوزة من بيضة دجاجة. والأشياء عند أرسطو تحدت بسبب العلة السببية والغائية وهي القوة التي تعطي الأشياء شكلها، وقد أسس أرسطو علم المنطق بهدف جعل الاستنتاجات مقبولة منطقيًا.

أما حياة الإنسان عند أرسطو فتختصر حياة الطبيعة كلها، فالإنسان يكبر ويتغذى كالنبات، ويمتلك القدرة على إدراك العالم والتحرك فيه كحيوان، إضافة إلى كونه الوحيد الذي يمتلك قدرة استثنائية هي القدرة على التفكير العقلاني، وهويعتقد أن الإنسان يمتلك جزءًا من العقل الإلهي، وهو يرى أنه لا بد من وجود إله، أومحرك أول يسيطر على حركة كل الأشياء، والله عنده إذًا، يقع في أعلى سلم الطبيعة.

في الفترة الهللينية التي تلت موت أرسطو في العام (322 ق.م.) واستمرت (300عام) تقريبَّا كان التشاؤم يسود الناس، وقد سعت الديانات التي ظهرت في العصر الهلليني، من أجل معرفة تعليم يحرر البشر من الموت، والبحث عن خلود الروح والحياة الأبدية. كذلك كان هناك سعي لامتلاك معرفة حسية بالطبيعة الحقيقية للكون، وكذلك سعت الفلسفة من أجل تحرير الإنسان من قلق الموت والتشاؤم، وبذلك أصبحت الحدود بين الدين والفلسفة رقيقة جدًّا.

وفي هذه الفترة بدأت العلوم تسير بخط موازٍ مع الفلسفة والفكر، وقد سعت الفلسفة في هذه المرحلة إلى معرفة أين تكمن السعادة الحقيقية، وكيف نبلغها. وقد ظهر في هذه الفترة مجموعات من المذاهب الفلسفية المميزة مثل: الكلبيون ،والرواقيون، والأبيقوريون، والأفلاطونية الجديدة والتصوف.

كان الكلبيون يمثلون إحدى هذه التيارات الفلسفية التي جاءت في هذه المرحلة، وكانوا يعتقدون أن السعادة تأتي من الاستقلال عن الظروف المادية الخارجية العابرة والمتقلبة.

أما الرواقيون فكانوا يعتقدون أن كل البشر يشكلون جزءًاً من العقل الكوني، وأن كل فرد هو عالم مصغر، ويشكل انعكاسًا للعالم الكبير، وهو الكون، وعليه يرون أنه يمكن إقامة قانون يصلح لكل الكون، هو القانون الطبيعي المبني على العقل الأزلي للإنسان وللكون الذي لا يتغير بحسب الزمان والمكان. وكانوا يعتقدون أن الظواهر الطبيعية كالمرض والموت تتبع القوانين الدائمة للطبيعة، لذا على الإنسان أن يتصالح مع قدره، فكل ما يحصل هو ثمرة الضرورة، ولا فائدة من التذمر والشكوى عندما يدق القدر الباب.

أماالأبيقوريون فقد رأوا أن هدف الحياة لا بد أن يكون تحقيق أكبر قدر من المتعة، فالخير المطلق في المتعة، والشر المطلق في الألم. وفي رأيهم لا بد من التغلب على الخوف من الموت لنعيش حياة سعيدة. وعند الأبيقوريين أن الموت لا يعنينا لأنه طالما نحن أحياء فإن الموت لا يأتينا، وعندما نموت لا نعود موجودين .

أما الأفلاطونية الجديدة، فقد كانت الخط الفكري الأكثر بروزًا في العصور القديمة المتأخرة، وكان هذا الخط متأثرًا بأفلاطون، ولذلك أطلق عليه اسم الأفلاطونية الجديدة. وأبرز فلاسفة هذه المدرسة هو أفلوطين. الذي درس الفلسفة في الإسكندرية، ملتقى الفلسفة الغربية والروحانية الشرقية، وقد وضع أفلوطين نظرية شكلت المنافس الأقوى للمسيحية في بداياتها، ثم تركت تأثيرها على اللاهوت المسيحي نفسه.
وبينما كانت نظرية أفلاطون تميز بين عالم الأفكار وعالم الحواس، وتفصل بين الروح والجسد،وعليه تكون الروح في الكيان الإنساني، كأنها قنديل صغير، كلما ابتعدنا عنه أكثر، فإن النور يختفي عنا، وعندما يصبح حولنا ظلام دامس لا يعود بإمكاننا أن نرى شيئًا لا ظلال ولا خيالات. أما عند الأفلاطونية الجديدة فالذي يشتعل ويضيء هو الله، أما الظلام فهو المادة التي يتكون منها البشر والحيوانات، وعندهم تتوزع حول الله الأفكار الأزلية، التي تشكل رحم أو قالب كل ما هو مخلوق، وأن روح الإنسان هي قبل كل شيء قبس من النار، ومع ذلك فإن كل الطبيعة تتلقى قليلاً من الفيض الإلهي. وعندهم يكفي أن ننظر إلى كل الكائنات الحية لنرى أن شيئًا من النور الإلهي ينبعث منها. وكلما هو موجود يشترك في السر الإلهي، وكثيرًا ما نحس بهذا السر الخفي عند مشاهدة فراشة تطير من زهرة إلى أخرى مثلاَ. ونستطيع بفضل روحنا أن نقترب ما أمكن من الله، وعندها نتوحد مع سر الحياة الكبير، وقد يحصل أحياًنا أن نشعر بأننا نحن هذا السر الإلهي ذاته.
وبينما يقسم أفلاطون الواقع إلى قسمين مختلفين، يرى أفلوطين أن الواقع يقع تحتتجربة كلية، وأن كل شيء واحد لأن كل شيء هو الله، وحتى الظلال التي تحدث عنها أفلاطون تتلقى انعكاسًا من الواحد. وأحيانًا كان أفلوطين يحس أن روحه تذوب في روح الله، وهذا ما يطلق عليه تجربة صوفية.

والتجربة الصوفية تعني الإحساس بالتوحد مع الله، أو مع روح الكون، وبينما تركز بعض الديانات على الفجوة بين الله والخلق ترى الصوفية أن هذه الفجوة غير موجودة حيث يتوحد الشخص في الله أي يذوب فيه. وطريق الإشراق عند الصوفية هو نمط من الحياة القاسية، وعدة ممارسات تأملية إلى أن يأتي يوم يستطيع فيه الصوفي أن يصرخ (أنا الله) أو أنا أنت.

وتوجد التوجهات الصوفية في كل الديانات. وفي التصوف الغربي المتأثر بالديانات التوحيدية الثلاث يشير الصوفي إلى أنه يخوض تجربة لقاء مع إله شخصي. فحتى لو كان الله موجودًا في طبيعة كل إنسان وروحه إلا أنه يظل حائمًا فوق العالم. أما في التصوف الشرقي (الهندوسية،والبوذية، والطاوية) فمن الشائع أن المتصوف يدخل تجربة الذوبان الكلي مع الله، أو روح العالم، ويستطيع المتصوف أن يصرخ أنا روح العالم، أو أنا الله.

وبذلك انتهى عصر الفلسفة القديمة، واختفى الفلاسفة العظماء مع ولادة السيد المسيح عليه السلام، وظهور الديانة المسيحية، حيث قدم الفكر اللاهوتي، الذي سيطر على كثير من القلوب والعقول خلال حقبة العصور الوسطى، إجابات لاهوتيه لكثير من الأسئلة، لكن الإجابات ظلت غير شافية، وظل العقل البشري يسأل هل تسبق الدجاجة البيضة؟ ومن أين تأتي الفكرة؟

قديم 08-08-2010, 03:32 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
أوراق ساخنة (2) : الفكر وسيلة النهوض الحضاري

من يغوص عميقًا في تاريخ الحضارات، وتطور الوعي والثقافة والمعرفة يجد أن النهوض الحضاري كان دائمًا ملازمًا، لا، بل نتيجة حتمية للنشاط الفكري والعكس صحيح، فقد كان النهوض الحضاري يتراجع عبر العصور بشدة وحدة في ظل غياب النشاط الفكري الفلسفي.

ففي العصور القديمة، وحين نشط الفلاسفة الإغريق في استعمال العقل ووسيلته التفكير، وغاصوا في أعماق عقولهم ونفوسهم، وحاولوا التوصل إلى المعرفة من خلال البحث والتفكير، بهدف التوصل إلى إجابات لكل الأسئلة الوجودية التي كانت تشغلهم: مثل من أين جاء الإنسان؟ ولماذا يموت ؟ وما أصل الأشياء؟ نجد أنالحضارة ازدهرت بشكل لافت، وواضح لا يمكن إنكاره، حتى أن آثارها ما تزال قائمة إلى يومنا هذا، وهي بمنزلة اللبنة الأساسية في البناء الفكري الإنساني المتراكم.

والمدقق يجد أن الحضارة والإنجازات الحضارية قد ارتفع شأنها، بعد أن أسس أفلاطون أكاديميته، ليتم تدريس الناس أساليب التفكير والبحث، ومساعدتهم على الوصول إلى الحقيقة، حيث اعتقد أن الأسرة لا يمكنها أن تقوم بعملية التربية والتعليم القائمة على تفعيل العقل.

لقد كان نتاج تفكير تلك العصبة من الفلاسفة الأفذاذ هو بحق الأساس الحقيقي لجميع العلوم في جميع المجالات، وقد ظلت الحضارة مزدهرة طوال المدة التي استمر فيها النشاط الفكري والفلسفي الذي امتد من حوالي (600سنه قبل الميلاد)، إلى بداية ما يسمى بالعصور الوسطى، حيث يلاحظ المدقق في تاريخ الثقافة والمعرفة أن أوروبا غرقت في عصر ظلامي أطلق عليه اصطلاحًا العصور الوسطى، وهي تمتد من العام (400 بعد الميلاد) تقريبًا إلى عام (1200 بعد الميلاد). والملاحظ أن بداية عصر الظلام يتزامن مع قوة وسطوتها، الكنيسة ونفوذها في الدولة، حيث أصبحت هي السلطة الحاكمة والمشرعة.

وقد سادت الكنيسة التي كان ينظر إليها على أنها (مملكة الله) من خلال فكر القديس أوغسطينوس تحديداً، حيث شملت أفكار القديس اوغسطينوس جوانب متعددة مثل إن في الدين حدودًا لا يمكن للعقل تجاوزها، وأن الدين المسيحي فيه سر إلهي لا يمكن إدراكه إلا بالإيمان وحده.

وبالنسبة للقديس أوغسطينوس فإن الشر يأتي من عصيان البشر لله، كما أن القديس أوغسطينوس يلغي حق أي إنسان في انتقاد الله حول مفهوم تخليص بعض البشر من الهلاك، وليس كلهم، لذلك فإن الحياة عنده، وبالتالي عند المسيحية هي قدر محتوم، كما أن التاريخ عنده ضروري لتربية الإنسان، وإلغاء الشر.

المهم أن القديس أوغسطينوس ابتعد في أطروحاته،ونظرياته اللاهوتية عن الفلسفة الإغريقية، على أساس أنه لا حاجة للتفكير ما دام الإيمان اللاهوتي موجودًا، رغم أنه لم يرفض الفكر المثالي الأفلاطوني، الذي تحدث عن الأفكار الأزلية، لكنه رفض النهج الأرسطي في التفكير، واستخدام العقل، وكأن الكنيسة تبنت أفكاره، وقد كان مؤثرًا جدًّا في الفكر المسيحي في تلك القرون.

وعلى إثرسيادة هذه الأفكار المسيحية الأصولية، أغلقت الكنيسة أكاديمية أفلاطون، وأصدرت من بين إجراءات تربوية وتعليمية وتنظيمية وتشريعية قانون البركة، بمعنى أن الكنيسة أصبحت ممثلة الله على الأرض، في مملكة الرب تمنح البركة، وما إلى ذلك، وتقدم التعليم اللاهوتي على التعليم الفلسفي الأكاديمي القائم على العقل بدل الإيمان.

والملاحظ أن هذه الإجراءات، وسيطرة الكنيسة، والأخذ بنظرية الخلق والإيمان الموحى به، بدون الحاجة للتفكير واستخدام الفلسفة والفكر على الطريقة الأرسطية، لا بل محاربة الفلاسفة وتكفيرهم، هو الذي أدى إلى الانحدار الحضاري، وهو الذي أغرق أوروبا تحديدًا في عصر الظلام الطويل،
والدليل على ذلك هو بزوغ عصر الحضارة الإسلامية خلال تلك الحقبة الزمنية، فقد أقدم المسلمون الأوائل الذين توسعت دولتهم إلى شمال أفريقا وإسبانيا على المعرفة بجميع فروعها عملاً بتعاليم دينهم الذي يحض على التفكير والتبصر والتفكر، ولم يجدوا تناقضًا بين التفكير الفلسفي والإيمان، فانكبوا على الفلسفة و العلوم الإغريقية التي وجودها في مدينة الإسكندرية ونهلوا منها بشغف منقطع النظير، وأضافوا إليها، فتطورت العلوم على أيديهم تطورًا مذهلاً.

في العصور الوسطى ولد الإسلام، وانتشرت الثقافة الإسلامية، وبعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم عام (632 م)، كان الإسلام قد انتشر بلغته العربية في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وإسبانيا، وقد أتاح ضم العرب المدينة الهللينية (الإسكندرية) إليهم الاطلاع على العلوم اليونانية، فعملوا على ترجمتها وتطويرها.

والمعروف أن المسلمين والعرب قد لعبوا طوال العصور الوسطى دورًا مهيمنًا في مجال الرياضيات، والكيمياء، وعلم الفلك، والطب، والفلسفة، وفي مجالات كثيرة أخرى حيث تفوقت الثقافة العربية الإسلامية على المسيحية. ومن المعروف أيضا أن الكندي الذي عرف باسم فيلسوف العرب توفي عام (870م)، وكان قد كرس جهوده لتحقيق هدفين: أولهماالإحاطة بكل ما قاله الأوائل، وثانيهما إتمام ما لم يتمه الأوائل، ووضع كل ذلك باللغة العربية. و في المغرب ظهر ابن باجة بفلسفته الأخلاقية، وقد تأثر به ابن طفيل الذي جاء بعده، واشتهر كثيرًا بكتابه (حي بن يقظان). وكان أهمفلاسفة المغرب هو ابن رشد الذي درس فلسفة المشرق، والفلسفة الإغريقية على السواء، ودافع عن الفلاسفة في كتابه تهافت التهافت. كما ترجمت أعمال أبن رشد لاحقًا إلى كثير من اللغات، وترك الأثر الأكبر على الفلسفة الأوروبية. كما أن الفيلسوف العربي ابن خلدون أسس علم الاجتماع من خلال مقدمته الشهيرة التي بنت عليها الحضارة الإنسانية جميع مفاهيم علم الاجتماع الحديث وأسسه كلَّها.

وبينما كانت أوروبا ترزح تحت ظلام الكنيسة، متأثرة بالأصولية الدينية التي سعت لتعطيل العقول على اعتبار أن السبيل الصحيح للوصول إلى الحقيقة هو الإيمان الكنسي، كانت شعلة العلم بمختلف فروعه تشع وترتفع في بلاد العرب والمسلمين، ويبدو أن المسلمين، وبخاصة عرب إسبانيا قد عَرفوا التقليد الأرسطي ومارسوه طوال القرون الوسطى، وهو الذي ساهم في إنجازاتهم العلميةالمميزة واللافتة، ولا شك في أن موقع إسبانيا الجغرافي ساهم في نقل العلوم والحضارة والتأثير الإسلامي إلى باقي دول أوروبا بعد انحسار سيطرة الكنيسة.

أما البلاد التي ظلت تحت تأثير المسيحية، فلم تشهد تحولاً على الثقافة والتطور الحضاري إلا بعد ولادة القديس توما الإكويني، الذي تبنى الفكر الفلسفي الأرسطي، في العام (1225م)،وكان له تأثير كبير في الفكر المسيحي، كونه ثاني أكبر باحث وفيلسوف عرفته المسيحية في تلك الفترة. وواضح أن القديس توما الإكويني حاول التوفيق بين الإيمان والفلسفة، واعتبر أن كليهما يوصلانإلى الحقيقة، وهو ما شكل خلخلة في سلطة الكنيسة والأصولية المسيحية، حيث بدأ النهوض متزامنًا مع ضعف سلطة الكنيسة.

كما يبدو أن القديس توما كان من بين الذين تأثروا بإنجازات الفكر الإسلامي ونهضته، حيث يبدو أن بعض علماء العرب قد زاروا أوروبا في تلك الفترة، أي في آواخر القرن الثاني عشر بدعوة من أمرائها، وأثروا في علمائها، ومن بينهم توما الإكويني الذي تأثر بفكر الفلاسفة المسلمين المبني على النهج الأرسطي أصلاً.

لذلك أعيد اكتشاف بعض كتابات أرسطو في أوروبا، وشيئًا فشيئًا راحت تترجم من العربية إلى الإغريقية واللاتينية، مما أحيا الاهتمام بالعلوم الطبيعية، وبالعلاقة بين الإيمان المسيحي والفلسفة الإغريقية. وعلى إثر ذلك بدأ في أوروبا ما يسمى بعصر النهضة الذي عادت فيه أوروبا لتصبح مركزًا للحضارة، وتطورالعلوم، حيث ازدهرت الفلسفة ومناهجها، وانتعش التفكير العقلي البعيد عن الإيمان اللاهوتي، وظهر من أكد على أهمية التفكير، حتى أنه ربطه بالوجود، فقال " أنا أفكرإذًا أنا موجود".

لكن في المقابل بدأ التفكير والبحث يخبوان لدى العرب والمسلمين تحت تأثير كتابات الأصولية الإسلامية وفكرها، وتحديدًا فكر الإمام أبو حامدالغزالي الذي تقمص بشكل أو بآخر، من حيث يدري أو لا يدري، دور الكنيسة في العصورالوسطى، وكان له تأثير مشابه لتأثير القديس أوغسطينوس، من حيث رفضه للتفكير بأسلوب الفلاسفة العقلاني، حيث ظن أن الحقيقة لا بد أن تصل للإنسان عن طريق الإيمان بالوحي والإلهام، على اعتقاد أن العقل يوصل إلى الضلال، وقد ضمن تفكيره ذلك في كتاب تهافت الفلاسفة" الذي هاجم فيه الفكر الفلسفي، وطريقة الفلاسفة في التفكير.

هذا ليس تشكيكًا في نية هذا العالم الموسوعة وقصده، فلاشك في أنه كان مندفعًا في سعيه لتجنيب الناس طريق الضلال الذي كاد أن يقع فيه هو نفسه، كما يقول في كتابه "المنقذ من الضلال". لكن منهجه كان له عظيم الأثر في تعطيل عقول الباحثين والعلماء المسلمين الذين أصبح ينظر إليهم كزنادقة، وربما تم تكفير بعضهم لتجاوزه في تفكيره وآليات بحثه ما اعتبر مسلمات إيمانية وخطوطًا حمراء لا ينبغي تجاوزها.

لذلك نجد أن ابن رشد، الذي حاول الرد على ما ورد في طرح الغزالي في كتابه "تهافت الفلاسفة" يمثل نهاية المفكرين الإسلاميين العقلانيين العظماء، وبداية الانحطاط الفكري والحضاري الإسلامي الذي ما يزال ممتدًّا إلى أيامنا هذه. بينما تطورت مناهج التفكير، وتعددت مدارسه في أوروبا، وانعكس ذلك على جميع جوانب التطور الحضاري، والإنجازات التي ما كانت لتحصل لولا التحرر الفكري الذي سمح بولادة مناهج البحث الحديثة والتطور العلمي الهائل.

وكمثال يمكن من خلاله التدليل على خطورة التفكير الأصولي في العصر الحديث، ما ارتكبته تلك العصابة التي آمنت بالمسيحية الجديدة، وظنت أنها يوحى لها، وأنها تمثل إرادة الرب على الأرض، ومكلفة بتحقيق العدالة السماوية، وذلك من خلال ماارتكبته هذه العصبة من جرائم بحق الإنسانية، لاحتلالها بلاد الرافدين، وشن حرب عالمية مدمرة تعددت أضرارها، وارتكاب جرائم فظيعة بحق الإنسانية، تجاوزت فيها كل الشرائع، والقوانين، والأصول الإنسانية والأخلاقية.

وقد أدت هذه الحماقة إلى دمار هائل في منجزات حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الإنسانية ككل، ولم يقتصر أثرها المدمر على ما ألحقته من دمار في الشرق الأوسط، وإنما أدت إلى أضرار هائلة على مستوى العالم والمجتمع الأمريكي نفسه، وأدت إلى الانهيار المالي الكبير الذي أصبح يشكل عائقًا أمام التطور الحضاري الإنساني، وخلق مجاعة لا سابق لها، و لا أحد يعرف أين ستقف آثاره المدمرة التي أدت حتى الآن مثلاً إلى انهيار كثير من البنوك والشركات الكبيرة ، مما زاد في حجم البطالة، وسيكون له أثر مدمر على جميع مجالات الحياة لعدة أجيال قادمة.

كل ذلك يؤكد، على أهمية الابتعاد عن الأصولية الدينية المثالية، بكافة أشكالها ومناهجها، وبدلاً من ذلك دعم وتبني وإعمال العقل والفكر الذي هو وسيلة التفكير العقلاني، وإعادة إحيائه، والعمل بمناهج الفلسفة والتفكير، من أجل النهوض، والتقدم الحضاري، وتحقيق نهضة لا سابق لها. وإن ذلك يدعونا، نحن العرب والمسلمين، إلى إعادة النظر في موقفنا من العقل والتفكير الفلسفي ومناهج العلوم الطبيعية، والتوقف الفوري عن اعتبارها خروجًا عن الأصول الدينية، لا بل واعتبار ذلك تعطيلاً للعقل، وهو أمر لم تناد به شريعتنا السمحة أبدًا، لاسيما وأن ديننا قد حثنا في كثير من تعاليمه على التفكير والبحث.

ولذلك كله يمكن القول، أن الفكر والتفكير هما وسيلتنا للنهوض من جديد، وعليه لا بد من إحياء مناهج الفلاسفة على اختلافها، فالتفكير ومناهجه تعمق الإيمان، والعقل هو الوسيلة لتطور الوعي والثقافة والمعرفة، وبذلك نسمو وتسمو الحضارة الإنسانية.

قديم 08-10-2010, 07:26 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
أوراق ساخنة (3): فلنهدم مدارس التجهيل ونشيد مدارس التفكير



المتعمق في التراث الفكري الإنساني يجد أن هناك علاقة بين الوضع الثقافي والفكري السائد، ومناهج التعليم وأساليبه وآلياته ومخرجاته، فحين يكون الجو الفكري متحررًا، ويتم التعامل مع المتلقي على أساس أنه ذلك العنصر المهم والإنسان المتميز، وأن العقل والتفكير صفات مميزة للإنسان عن الحيوان يتوجباحترامها واستثمارها، يكون التعليم مزدهرًا، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الثقافة والتعليم، وبالتالي على التقدم والنمو والحضارة، ويمكن القول إن العكس صحيح حيث يتأثر التعليم سلبًا في حالة سيطرة الأيديولوجية الأصولية المنغلقة، على نمط الحياة، فتتعطل العقول والتفكير المبدع، وهو ما يؤثر سلبا على النظام التعليمي والفكري، وبالتالي يتأثر الإبداع والإنتاج الحضاري سلبًا
.


ذلك ما يظهر جليًا في استعراض الوضع التعليمي منذ إنشاء أول أكاديمية في التاريخ إلى يومنا هذا، مقرونًا بنمط التفكير السائد، ومدى الحرية الفكرية، وهو ما يشير أيضًا إلى أهمية الاستفادة القصوى من تجربة التاريخ، وما يجب عمله من أجل أن يكون التعليم حافزًا مهمًّا للإبداع والتقدم الفكري والحضاري.

وتظهر أي نظرة تحليلية معمقة لهذا الجانب من الحياة الثقافية والفكرية، بأن الفيلسوف الإغريقي الكبير أفلاطون، كان أول من اقترح تأسيس رياض الأطفال والمدارس، وذلك بناء على استنتاجاته الفلسفية المهمة، ومنهاجه الفلسفي الذي يقوم على إعمال العقل وتفعيله بالتفكير، ويعتبر أفلاطون

ثاني أكبر الفلاسفة الإغريق العقلانيين، بعد سقراط، الذين اعتبروا العقل العنصر الأهم في الوصول إلى المعرفة. والعقلانية تعرف على أنها مذهب فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي، كما يرى هذا المذهب ضرورة إخضاع كل شيء في الوجود للعقل بهدف إثباته، أو نفيه، أو تحديد خصائصه، وقد رأى سقراط الذي يُعتبر المؤسس الحقيقي للمذهب العقلي بأن المعرفة الحقيقية تأتي من الداخل.

وطور سقراط منهاجًا لتفعيل العقل يقوم على أساس إعطائه الانطباع بأنه يريد أن يتعلم من محدثه، ولا يريد تعليمه، كما فعل السفسطائيون الذين كانوا يعتبرون أنهم يمتلكون المعرفة (علماء ومثقفون)، ويعملون على تلقينها للآخرين، وكان سقراط يبدأ بطرح الأسئلة متظاهرًا بأنه لا يعرف شيئًا، ثم يرتب الحوار بشكل يجعل المحاور يكتشف شيئًا فشيئًا ما يفكر فيه. وكان سقراط يتظاهر بعدم المعرفة ليجبر الناس على التفكير، وكأنه كان يلعب دورالجاهل، وكان لا يتوقف عن الاهتمام، وطرح الأسئلة للوصول إلى المعرفة الحقيقية، وكان يعتقد بأن كل الناس قادرون على اكتشاف حقائق فلسفية شرط أن يستعملواعقولهم، وقد مثل منهاج سقراط ثورة حقيقية في التفكير، والتعلم، واستنباط الافكار، وتوليدها، ورفع من شأن العقل، إلى حد أنه اتهم بإدخال آلهة جديدة، وقد حكم بالإعدام لذلك، حيث قتل بالسم بتهمة إفساد الناشئة.

أما أفلاطون، وهو أحد تلامذة سقراط، فيعود له الفضل في أنه أنشأ أكاديمية خارج أثينا، في حديقة كانت تحمل اسم البطل الإغريقي أكاديموس، ومن هنا أسميت " أكاديمية"، ومن يومها عرف العالم الأكاديميات، والمواضيع الأكاديمية، وقد درست أكاديمية أفلاطون، الرياضيات، والفلسفة، والرياضة البدنية، وكان التدريس يمثل صراعًا بين الأفكار، والجدل، وكان الحوار الأدبي الأسلوب المفضل لدى أفلاطون.
ويرى أفلاطون أن العقل وحده، يمكننا من المعرفة الحقيقية. وأكد أفلاطون على أن الرياضيات يمكن أنتقدم لنا معرفة أزلية حقيقية، وهو يعتقد بأن مشاهداتنا لا تسمح لنا بأن نرى إلا تفسيرات غامضة، لكن ما نراه في داخلنا بفضل العقل يقودنا إلى المعرفة الحقيقية. ويعتقد أفلاطون أن مقر النفس الخالدة هو العقل، وأن النفس ليست مادية، وهي تستطيع أن ترى عالم الأفكار الذي آمن به أفلاطون، حيث يرى أفلاطون أن النفس كانت موجودة في عالم الأفكار قبل أن تأتي لتسكن الجسد، وعنده أن هذه النفس تحاول استذكار الأفكارالأزلية التي تعرفها من عالم الأفكار.

من هنا تأتي أهمية إعمال العقل، ليرى الصورة الحقيقية للأفكار، واعتقد أفلاطون بضرورة أن يتعلم الأطفال في المدارس كيف يضبطون رغباتهم، وينمّون شجاعتهم، وأن يستخدموا عقولهم ليصلوا إلى الحكمة.
وقد رأى أفلاطون أن تربية الأطفال شيء أخطر من أن يترك لتقدير كل عائلة أو أسرة بمفردها، وذلك لأنه لا يمكن أن تعلم الأسرة الأطفال ما يجب أن يتعلموه من أجل الوصول إلى المعرفة، القائمة حسب رأيه على استنباط الأفكار بوساطة العقل، وكي تنتج المدارس فلاسفة يمتلكون الحكمة، ليكونوا جديرين بحكم المدينة الفاضلة. المهم أن أفلاطون أدرك خطورة أن ينحصر التعليم في العائلة، لأن مثل هكذا عملية تعليمية تورث الطفل ما لدى الآباء من معلومات أو مهن في أطر تقليدية محصورة، فيظل المجتمع أسير محدودية التفكير غير القائم على المعرفة الحقيقية والحكمة، ويظل ضحية العادات والتقاليد التي تقتل الإبداع والأفكار، ويظل لسان حال الأطفال يردد "هذا ما وجدناعليه آباءنا". وقد كان لأفلاطون غرض آخر من تأسيس المدارس أكثر سموًّا ومثالية، ويتمثل ذلك الغرض في تعليم الأطفال كيف يفكرون، وكيف يستخدمون عقولهم، ليكونوا جديرين بالعيش في المدينة الفاضلة التي تخيلها، وظن أنه لا يمكن إلا أن يحكمها ويديرها الفلاسفة المتنورون الذين أصبحوا قادرين على تشغيل عقولهم، لأنهم هم الذين يرون الأمور على حقيقتها، وهو ما يؤكد أهمية دور المدارس والتعليم عنده.

وعلى اثر ذلك ازدهرت الحضارة وترك الإغريق أرثا حضاريا مهولاً ظلت البشرية تنهل منه عبر العصور والى عصرنا الحاضر رغم انه تعرض للإهمال والمقاومة والرفض في فترات زمنية وصفت بالظلامية كانت السيطرة فيها للمؤسسات الدينية ممثلة بالكنيسة في العصور الوسطى والتي رفضت الأخذ بالعقل كوسيلة للمعرفة وحاربت التفكير العقلي.
وفي تلك العصور اشتد صراع الكنيسة مع الفلاسفةالعقليين، لأنهم ظلوا على قناعاتهم أن العقل هو مصدر كل معرفة واعتقاد ديني، بينما آمنت الكنيسة بأنه لا يمكن للعقل أن يصل إلى بعض الحقائق الموحى بها. وبعد اتساع نفوذ الكنيسة وسلطتها، وتعمق تأثيرها ونفوذها، على مختلف جوانب الحياة، أمرت في العام (529م) بإغلاق أكاديمية أفلاطون في أثينا، و ظهر أمر منح البركة الذي اعتبرأول قانون كهنوتي، ولذلك يعتبر العام (529م) رمز وضع الكنيسة يدها على الفلسفة الإغريقية، وهو ما يعني سيطرة الأصولية الدينية على مقاليد الأمور بما في ذلك التعليم والفكر والتأويل، وتزامن ذلك مع سيطرة الكنيسة على المدارس، التي أصبحت تدار وتوجه من خلال الأديرة. وقد ظلت الكنيسة والأديرة تسيطر على التعليم والمدارس لمدة أربعة قرون منذ اغسطينوس حيث بنيت أول جامعة غير مرتبطة بالكاتدرائيات في العام (1200م) زمن القديس توما الإكويني، ومثل ذلك بداية تحرر الفكر في أوروبا التي كانت تخضع للمسيحية ومن ثم بزوغ عصر النهضة.

ولنا أن نتخيل ما تكون عليه الثقافة والفكر، إضافة إلى نظام الدراسة في تلك المدارس، في ظل مثل تلك السيطرة للكنيسة، وما طبيعة المناهج التي كانت تدرس في ظل تلك الأفكار الأصولية القائمة على مثل تلك المبادئ الدينية، التي تعمقت في تطرفها في ظل غياب الفلسفة العقلية، والمدارس الأفلاطونية، والمناهج البحثية...يمكننا أيضًا أن نتخيل ما كان عليه دور المعلم والمتعلم في ظل تلك الأفكار عن الإنسان، وكيف كان ينظر إلى الطالب متلقي العلم... ذلك لأن الكنيسة تبنت فكرة أن الوحي أغنى الناس عن كل أراء البشر وبخاصة في شأن الدين، لاعتقادهم أن ما جاء به الوحي يحتوي على كل ما كان يحتاج إليه الإنسان من التعليم والإرشاد.

لا شك أن مثل ذلك الجو الأصولي القائم على فكرتي تمرد البشر، والعقاب الذي فرضه الله على الإنسان كنتيجة لتمرده، أثرت في طبيعة الفكر والثقافة إلى حد بعيد، ومثل إلغاءً للعقل ودوره في الثقافة والمعرفة والعملية التربوية على وجه الخصوص... وهذا مثال آخر كيف كان ينظر للإنسان في ذلك العصر بناء على ما ورد في سفر أيوب (( إلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي؟ هو أعلى من السماوات ، فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من الهاوية، فماذا تدري؟ أطول من الأرض طوله، وأعرض من البحر ...أما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان ) سفر أيوب(11:7 -12).

ولا شك في أن ذلك شكل تراجعًا كبيرًا في تسخير العقل من أجل الوصول إلى المعرفة، مما أثر سلبًا على الإنتاج الإبداعي، وبالتالي حدث التراجع الحضاري الإنساني في تلك الفترة الزمنية المظلمة، ولذلك فإن الليل الطويل الذي دخلته أوروبا في ما يسمى بالعصور الوسطى، عصر الظلام، والذي امتد ألف سنة، ما هو إلا نتيجة مباشرة لذلك الجو الظلامي الذي خلق تخلفًا في مختلف المجالات، بعد أن تم تعطيل العقول، ومحاربة المفكرين، والفكر المستنير بشتى الوسائل، وربما تكفير المفكر، ومعاقبته إذا خرج في أطروحاته عما تقوله الأفكارالدينية.

ولكن وبينما غرقت أوروبا في تلك الظلامية على كافة الأصعدة، ازدهرالتعليم والتعلم في المجتمع الإسلامي، إثر ولادة الإسلام عام (632م)، فلم يجد المسلمون تناقضًا بين الفكر الديني وأفكار الفلاسفة العقلانيين...حتى أن المسلمين الأوائل هم الذين حافظوا على تراث المفكرين الإغريق، بعد تشديد الكنيسة قبضتها، وتكفير الفلاسفة ونبذهم، وهم الذين ترجموا كتب الفلاسفة الإغريق وعلومهم، وعملوا على تطويرها.
ولا شك في أن ذلك القبول للفكر الفلسفي العقلاني، والمنهج الأرسطي والأخذ به، أثر بدوره بصورة إيجابية على النظام التعليمي في الإسلام ككل، من حيث المناهج، والتعليم، ودور المعلم، وبالتالي ازدهرت العلوم وتطورت بشكل مذهل. ولم يتراجع التعليم في البلاد الإسلامية، كما أن العلوم، والبحث العلمي، والتقدم الحضاري ظلت مزدهرة في البلاد الإسلامية في العصور الوسطى، إلى أن برز أئمة مسلمون تبنوا أفكارًا أصولية من حيث رفضهم للفلسفة، ومنطق الفلاسفة العقلانيين ومناهجهم.


وبالتالي أثرت أطروحات هؤلاء الأئمة سلبًا على النشاط العقلي والفكري والفلسفي في العالم الإسلامي، فتراجعت العلوم، وتراجعت الحضارة، بعد عصر ابن رشد، وهي ما تزال في تراجع في المجتمعات الإسلامية، نظرًا لاستمرار انتشار وتأثير وسيطرة ذلك التفكير الأصولي وتأثيره وسيطرته، وأثر ذلك بالتالي على مختلف مناحي الحياة، وعلى رأسها النظام التعليمي، ومناهجه والذي هو المحرك الأساس لتأهيل العلماء والباحثين.

وفي المقابل عادت أوروبا لتستعيد زمام المبادرة في تصدرالتطور الحضاري، والتقدم العلمي والنهضة، بعد تخلصها من سيطرة الكنيسة المطلقة، والعودة إلى الأخذ بمناهج البحث والتفكير العلمية العقلانية، وقد ساهمت أعمال ابن رشد تحديدًا في تلك النهضة، وساعدت في إحياء الفكر الفلسفي العقلاني في أوروبا، حيث أعيد اكتشاف بعض كتابات أرسطو بمساعدة الفلاسفة المسلمين، مما أحيا الاهتمام بالعلوم الطبيعية، وأثر من جديد في النظم التعليمية في أوروبا وأدى إلى نهضة غير مسبوقة قائمة على كم هائل من الاختراعات المبدعة التي ما كان للعقل البشري أن ينتجها لوظلت الكنيسة هي المسيطرة.

ومن الأدلة على ذلك، مثلاً، ما حصل من رفض الكنيسة لاستنتاجات كوبرنيكس عن دوران الأرض حول الشمس، وعودة الكنيسة لرد اعتبار العالم جاليلو الذي كفرته، وكادت أن تنفذ فيه حكم الإعدام، لولا أنه تراجع عن أفكاره ظاهريًّا في المحكمة، لإنقاذ نفسه، ليخرج مرددًا " لكنها تدور، لكنها تدور"، وقد جاء رد اعتباره بعد أربعمائة عام من تاريخ إصدار الحكم ضده، وبعد أن أثبت العلم الحديث صحة استنتاجاته العلمية بشكل قطعي.

لا شك في أن المتأمل والمتعمق في ما سبق يرى أهمية دور العقل والتفكير في المعرفة، وأهمية دور المفكرين العقلانيين في التطور الحضاري، ويرى بجلاء خطورة سيطرة المؤسسات الأيديولوجية ضيقة التفكير، وعلى التعليم والمناهج التعليمية.

وفي ظل تراجع التطور والحضارة في البلاد الإسلامية، وفي المقابل النهضة والتقدم الهائل في البلاد الغربية، لا بد من إعادة النظر في كل ما يتعلق بالفكر والتفكير والمناهج والعملية التعليمية، وربما إعادة إحياء المدارس على الطريقة الأفلاطونية، وهي المدارس التي تأخذ بتفعيل الأنشطة العقلية، ولا بد إذن من إعادة الاعتبار للعقول، ووضع مناهج تقوم على تنشيط التفكير، وتوليد العقول، مع ضرورة إخضاع كل ذلك للتجارب العلمية والبحثية والميدانية والحسية، ولا بد من إصلاح الوضع التعليمي في البلاد التي تشهد تراجعًا في التفكير، وأن يؤخذ بالاعتبار في ذلك دور المعلم، والإداري، والمبنى الدراسي، والفصول، والمنهاج، والكتاب، وطريقة التقويم، والامتحانات، وغيرها من الأمور التي تشتمل عليها العملية التعليمية، وجعلها تتمحور حول تحرير العقول، وأهم من ذلك حفظ كرامة الإنسان المتعلم والباحث، ومنحه الفرصة للبحث والتعمق في طرح الأسئلة في جو حر، يمكن الإنسان من الإبداع بدون خوف وهذه هي الضمانة الوحيدة لتحقيق مزيد من التقدم لما فيه خير الإنسانية.


قديم 08-10-2010, 07:39 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
يعطيك ألف عافية أخي أيوب
وبارك الله فيك

أتابعك




.....ناريمان

قديم 08-11-2010, 04:18 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاخت ناريمان شكرا لمرورك الكريم

كنت على امل ان تمري هنا وربما في مرحلة لاحقة تبدين رأيك في جدوى طباعة الكتاب حيث ان هذا ما انوي فعله خلال مدة قصيرة.

مع خالص التحية

قديم 08-11-2010, 04:22 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أوراق ساخنة (4): ما سر الطاقة الإبداعية؟

كنت في السادسة عشرة حينما بدأت بكتابة بعض المحاولات الإبداعية مثل القصائد والخواطر، وكنت منكبًا على القراءة، يحركني دافع قوي لا أعرف كنهه ولا طبيعته، ولا مصدره، ولا سره. إلى أن وقع بين يدي كتاب للكاتب الروسي الكبير ليو توليستوي، وبينما كنت أقرأ عن سيرته الذاتية...عرفت أنه فقد الأم وهو صغير... ولم يشاهد صورة والدته أبدًا. ولقد كان لتلك المعلومة وقعا شديدًا على نفسي، فأنا أيضًا فقدت والدتي وعمري سنتان، ولم أشاهد صورتها أبدًا. وقد ربطت فورًا بين موت الأم، وذلك الاندفاع نحو القراءة والكتابة الإبداعية، ووجدتني أسأل سؤالاً سيطر على ذهني منذ ذلك الحين: هل هناك علاقة بين اليتم والإبداع؟
وخلال السنوات التي تلت، وجدت نفسي منكب على الكتب، أحاول أن أجد إجابة لهذا السؤال. وتعمقت في البحث، فوجدت أن الاهتمام في هذه السمة الإنسانية قديم، قدم الفلسفة اليونانية، وأن بعض الفلاسفة الإغريق حاولوا تقديم تفسير لسر الإبداع.
ولقد وجدت بأن هناك من سلم بأن الإبداع سمة لا يمكن فهمها، والبعض الآخر اعتقد أنها سمة غريزية تولد مع الإنسان، وآخرون اعتقدوا أن الإبداع هو أمر موروث، وقد كان الاهتمام منصبًا على المنتج الإبداعي أكثر من مصدر الإبداع عبر التاريخ.
وتبين أن محاولات فهم السمة الإبداعية ظلت عاجزة عن تقديم تفسير شاف ومقنع، حتى بعد الثورة الفكرية والعلمية العظيمة، التي تلت ولادة علم الفيزياء، حيث بدأ العلماء يتعاملون مع سمات الشخصية على أساس أنها شكل من أشكال الطاقة التي لا تفنى ولا تستحدث، ولكنها تتحول من حالة إلى أخرى.
ووجدت أن أعظم العلماء الذين تحدثوا عن هذه السمة المهمة، وتعاملوا مع الدماغ على أساس أنه نظام طاقة، وهما فرويد و إدلر، لم يربطا بين الموت والطاقة الإبداعية إلا بطريقة غير مباشرة عند فرويد.... وبينما ظن إدلر أن الإبداع هو تعويض لفقدان أحد الحواس compensation theory ، اعتقد فرويد، بأن الإبداع عبارة عن إحباطات جنسية تتحول لاحقًا إلى طاقات إبداعية، وحتى أن أهمية الموت في العملية الإبداعية بالنسبة لفرويد تكمن في ما يخلفه الموت من إحباط جنسي.
ولكن مزيدًا من البحث أظهر أن أعدادا أكبر من المبدعين كانوا بالفعل أيتاما، ولذلك قمت على تحليل حياة بعض هؤلاء المبدعين وأدبهم، ضمن متطلب أكاديمي للدراسات العليا، محاولاً إيجاد صلة بين فجيعة اليتم، والقدرة الإبداعية والتدليل على ذلك. وقد تمكنت من إيضاح تلك الصلة عند بعض المبدعين بشكل مقنع...فتعمق الشعور لدي بأن الموت يشكل عاملاً مهمًا في العملية الإبداعية، إن لم يكن الأهم، واستمريت في البحث، ورصد حياة مزيد من المبدعين، وقد ظهر جليًّا لي كلما تعمقت في البحث أن أعدادا كبيرة منهم أيتام فعلاً.
وحينما وقع بين يدي، ومنذ مدة قصيرة ،كتاب آخر للكاتب الأمريكي مايكل هارت، وهو بعنوان "الخالدون المائة"، هذا الكتاب الذي وفر فرصة استثنائية لفحص النظرية إحصائيًا، أخضعته للدراسة كعينة بحثية غير متحيزة هدفت من ورائها، معرفة نسبة الأيتام من بين هؤلاء الخالدين المائة حسب تصنيف هارت الذي أقامه على أساس الأثر لهؤلاء في التاريخ. وتبين بأن ثلاثة وخمسين من العباقرة الخالدين، بين أفراد العينة المذكورة، الواردة أسماؤهم في الكتاب المذكور هم فعلاً من الأيتام المسجل يتمهم وأن طفولة خمسة وأربعين منهم...طفولتهم غير معروفة، ولذلك استنتجت، وبموجب القاعدة المنطقية أنهم على الأغلب أيتام كونهم يمتلكون طاقات إبداعية في أعلى حالاتها، أي أن 98% من أفراد العينة المذكورة فعلاً أيتام. وهو ما أكد الافتراض بأن اليتم هو السبب الأساس والأهم وراء الدافع الإبداعي، ليس ذلك فقط، وإنما أكدت الدراسة أن اليتم يؤدي إلى الإبداع في أعلى حالاته، وأصبحتُ على قناعة لا تتزحزح بأن الموت أو على الأصح (فجيعة اليتم) هي الأعظم تأثيرًا في تحفيز الطاقة الإبداعية، وأن أعلى حالات الإبداع في التاريخ، في كل المجالات، بما فيها القيادة الفذة، تأتي من أثر اليتم على الشخصية، ولكنها ليست الدافع الوحيد، وإنما هي الأعظم من ضمن سلسلة الفجائع التي يمكن أن تصيب الطفل، فتتولد في ذهنه تلك الطاقة المهولة التي يمكن أن تتحول إلى طاقة إبداعية في حالة توافر عناصر أخرى مهمة مثل: التعليم، والقدوة الحسنة، وربما أحيانًا المصادفة..الخ .
مع ذلك، ورغم تعدد الأدلة والشواهد القائمة على أساس أساليب البحث العلمي، وتحديدًا البيانات الإحصائية والتحليلية، والتي لم تترك مجالاً للشك أن الخالدين العباقرة عبر التاريخ هم في أغلبهم، وبحد أقصى أيتام، ظلت آليات تأثير الفجائع، وعلى رأسها اليتم، في الشخصية أمرًا غامضًا بالنسبة لي، وإلى أن وقع بين يدي دراسة حديثه للدكتور أحمد توفيق من الأردن، بعنوان "أيقظ قوة عقلك الخارقة"، وهو كتاب مهم جدًا ، يشبه الدكتور أحمد توفيق فيه عقل الإنسان بمولد قوي...مولد يفوق في طاقته وقوته أعظم الشلالات... ويوضح بأن المخ، وعلى الرغم من قلة وزنه، وصغر حجمه يحتاج من الأوكسجين إلى حوالي 20% من احتياجات الجسم البشري ...وهو مركز إعجازي لكثير من الأنشطة الحيوية... وتُجري فيه تفاعلات غاية في التعقيد ...وأن الخلايا المخية تملك القدرة على توليد طاقة شبه كهربية نتيجة لتفاعلات كيماوية معقدة تحدث داخل الخلية، وهذه الشحنة شبة الكهربية التي لا يعرف كنهها، أو تفسيرها حتى الآن، هي سر الحياة نفسها، باختفائها وعدم سريانها من خلايا مخ الإنسان إلى بقية أعضاء جسمه تختفي الحياة نفسها فيه. ولكن الدكتور أحمد توفيق يؤكد على أنه رغم التقدم الهائل الذي أحرزه الطب والعلوم فلا يزال المخ من الأسرار المعقدة أمام العلماء وتفسيراتهم، وكلما تفتح لهم باب في أسرار عمل المخ ظهرت أبواب أخرى أكثر غموضًا وتعقيدًا، ولكن شيئًا مهمًا يتضح يومًا بعد يوم هو أن المخ يسيطر على جميع أوجه النشاط الإنساني الإرادي، واللاإرادي، والمعنوي، في أثناء النوم أو في أثناء اليقظة علمًا بأنه يعمل بنسبة (5%) من طاقته فقط.
عندما تعرفت إلى هذه المعلومات عن قدرة المخ... أصبحت على قناعة أكبر بأن فجيعة اليتم هي العامل الأهم في تحفيز طاقة الدماغ، وبشكل مهول... وإذا ما توافرت الظروف الملائمة فإن مالك هذه الطاقة يتحول إلى عبقري مبدع حتمًا في مختلف المجالات، وحتى إن لم يُكتب لهذه الطاقة أن تخرج بشكل إيجابي مبدع، فإنها حينما تخرج بشكل سلبي يكون ظاهراً ومدوياً.
وفي ظل غياب أي تفسير علمي حتى الآن لأثر فجيعة الموت على دماغ المبدع، وأخذاً بما أصبح مسلمات علمية، بأن الدماغ، مثل القلب، عبارة عن جهاز طاقة...فإنني أجد بأن الفجيعة تقوم مقام الطاقة التي تقذف بها ذرات اليورانيوم، فتتحول ذرات اليورانيوم ذات الطاقة الكامنة والمحدودة جدًّا بتدخل تلك القوة الخارجية، إلى القنبلة الذرية.
وهذا ما أراه يحصل في الدماغ، وبغض النظر عن آليات حدوثه التي لا بد من تمحيصها ودراستها بوسائل علمية مخبرية، فإن الفجيعة، وبمجرد حدوثها تؤثر في الدماغ بصورة مهولة، وتتشكل فيه طاقة استثنائية تعادل طاقة المفاعل الذري، وهذه الطاقة تتناسب طرديًا مع طبيعة الفجيعة، وتوقيت وقوعها، وكثافتها، أو ربما تكرار حدوث فواجع أكثر عددًا في حياة الإنسان المبدع، وتكون العملية الإبداعية ما هي إلا ترجمة لتلك الطاقة التي تشكلت في الدماغ بطريقة مجهولة حتى الآن ...قد تكون كهربية أو هرمونية أو غير ذلك...
ولذلك نجد أن نسبة الذكاء، والقدرات العقلية الإبداعية، تختلف من شخص إلى آخر، ولكننا نجد بوضوح أن مجموع الظروف الحياتية لها تأثير كبير على القدرات الذهنية للإنسان....ومن هنا نستنتج بأن عددًا من العوامل التي تقوم بعمل الفجيعة، أو يكون لها وقع الفجيعة على الدماغ، هو في الواقع لا حصر له، وحيث أنه يصعب في كثير من الأحيان قياس الأثر أو ملاحظته في الكثير من هذه العوامل، وبناء على البيانات الإحصائية المتوافرة لدينا من خلال عينة "الخالدون المائة"، أصبح لا بد من التسليم بأن فجيعة الموت (اليتم) هي أعلى وأقوى الفجائع على الإطلاق...وهي لذلك تنتج أعلى حالات الإبداع في كل المجالات... وتقل السمة الإبداعية حدة كلما قل أثر الفجائع...ورغم ذلك يكون لها أثر مشابه، فنجد مثلاً كُتابًا نجحوا في كتابه مجموعات شعرية، وهم ليسوا أيتاما، أو ربما أصبحوا قادة، أو علماء... ولكننا نجد أن كل عبقري سواء كان أديبًا، أو عالمًا، أو قائدًا كرزميًا كان له دور بارز وخالد في التاريخ...هو بالضرورة يتيم...وأن كل ما امتلكه من قدرات سواء على التعبير، أو التفكير، أو التأثير السحري الكرمزي... ما هي في الواقع إلا مخرجات لتلك الطاقة المهولة.. التي تولدت في دماغه كنتيجة لإصابته بفجيعة اليتيم.
وقد أظهرت الدراسات التحليلية والقائمة على البيانات الإحصائية أن اليتم قبل الولادة، يشكل أعلى حالة من حالات الفجيعة، وهذه الشريحة من الأيتام تمثل أعظم الخالدين عبر التاريخ على الإطلاق. ويقل تأثير الفجيعةويختلف المجال الإبداعي كلما تقدم المصاب بها في السن، ويظل لها أثر كبير إلى حين اكتمال النمو العقلي لليتيم، والمتعارف عليه أنه يكتمل في سن الحادية والعشرين.
وأيضا يلاحظ أن المخرجات الإبداعية متقاربة من حيث المجال، والعمق، والتعقيد، والأثر، والديمومة، بين الأيتام الذين أصبحوا أيتاما، ضمن الفئة العمرية الواحدة، كما يبدو أن لكثافة الطاقة المتولدة في الدماغ، كنتيجة لتلك الفجيعة، الأثر الأعظم في الإبداع ...مع عدم استثناء العوامل الأخرى الكثيرة المؤثرة... لكن يظل للطاقة المتولدة الأثر الأعظم حتمًا، وذلك بناء على المعطيات التي أظهرتها الدراسة الإحصائية والتحليلية للعينة المذكورة، فنجد مثلاً أن أعظم المخترعين من بين أفراد العينة أصيبوا بفجيعة اليتم في سن ما بين 17-21 سنة...بينما نجد القادة الدكتاتوريين الثوريين...الذين أراقوا كثيرا من الدماء، مثل: هتلر، ونابليون، وستالين، و الإسكندر الأكبر الخ...هم أيتام ما بين 11-16 سنة...ونجد أن الأيتام في سن الثامنة علماء أفذاذ مثل دارون وكلارك ماكسويل، ونجد أن الأيتام في سن مبكرة، متعددي المواهب،ونجدهم مفكرين، وفلاسفة وعلماء وقادة أفذاذًا، يبحثون بشغف عن الحقيقة، وكنه الحياة... ويقدمون تصورات تجيب عن الكثير من التساؤلات الوجودية... فتخرج منهم كثير من النظريات الفكرية والفلسفية والعلمية....مليئة بالحكمة والإدهاش..تحاول تقديم تفسير وإجابات دنيوية وإلى ما بعد الموت.
وقد أظهرت هذه الدراسة البحثية، التي أجريتها حول الموضوع، شواهد عظيمة تؤكد على صحة الاستنتاج بأن الموت يقع في أعلى سلم المؤثرات لخلق طاقة إبداعية مهولة في الدماغ، وهو ما سيترك أثرًا عظيمًا على جميع مجالات الفكر والعلوم، وفهم الشخصية ونظرياتها وسماتها.
لكن، لا بد من التحقق علميًا من هذه الاستنتاجات والفرضيات النظرية... وإن أثبتت البحوث ألمخبريه العلمية صحتها، وقدمت تفسيرًا علميًّا لجميع عناصرها، وخفاياها، وطبيعتها، وقدمت شرحًا وفهمًا عليمًّا لما يحدث في الدماغ كنتيجة لفجيعة اليتم...سواء كان ذلك التفسير كهربيًّا أو هرمونيًّا أو كهرومغناطيسيًّا، أو غير ذلك، فإن القدرة على التحكم في هذه الطاقات سيصبح ممكنًا... وسيصبح بالإمكان صناعة العلماء والمبدعين والقادة في كل المجالات...كما سيصبح بالإمكان فهم سمات الشخصية الإنسانية بصورة أفضل والتحكم في السلوك البشري ككل.. ومن المهم إعادة النظر في كثير من المسلمات التي أقيمت على افتراضات خاطئة، وعليه لا بد من إعادة كتابة التاريخ.
وهذه دعوة لكل العلماء، وعلى رأسهم الأيتام، الخبراء في مجالات الدماغ بأن يقوموا على إخضاع هذه الافتراضات لمزيد من البحث والتحقق العلمي، وأنا على يقين بأنه لن يطول الزمن الذي يخرج علينا فيه عالم عبقريُّ فذُّ، يؤكد صحة هذه الافتراضات، وما تبعها من استنتاجات، سيتم نشرها عما قريب في كتاب يتحدث تفصيلا عن نظرية تفسير الطاقة الإبداعية، وسوف يتمكن العلماء عما قريب من تقديم فهم، وشرح مقنع ومثبت علميًّا يشرح آليات تأثير الفجيعة على الدماغ، وسوف تُظهر هذه الأبحاث دون شك أن سر الإبداع في أعلى حالاته يكمن في أثر فجيعة اليتم، وعندها ستبدأ البشرية تاريخًا جديدًا...وتصبح إعادة كتابة التاريخ ضرورة ملحة بادرت فيها هنا وأطلقت لها العنان ضمن هذه السلسلة من المقالات والمقولات الساخنة.

قديم 08-11-2010, 05:45 PM
المشاركة 9
عادل بشير
المهندس اللطـيـف

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الصديق ايوب

احيي فيك روح المثابرة والابداع

لك الود

المهندس اللطيف
adel010101@yahoo.com
قديم 08-14-2010, 04:07 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
المهندس اللطيف الاخ عادل بشير


اشكرك على مرورك الكريم ،،


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: فلنهدم أصنام القرن الحادي والعشرين- كتاب الفته
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حضارة القرن الحادى والعشرين سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 2 11-05-2020 12:48 PM
حصَاد القرن المنجزات العلمية والإنسَانية في القرن العشرين د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-20-2014 01:48 PM
أوروبا في القرن التاسع عشر والعشرين د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-02-2014 10:13 PM
رحلة الدراما عبر العصور من القرن الخامس ق.م حتى القرن العشرين - محمد حمدي إبراهيم د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 03:21 PM
الاستنساخ كارثة القرن الواحد والعشرين الدكتور سيد نافع منبر الحوارات الثقافية العامة 1 12-28-2011 09:36 PM

الساعة الآن 11:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.