احصائيات

الردود
9

المشاهدات
3997
 
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع

نزهة الفلاح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
267

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Oct 2013

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
12445
02-13-2014, 03:28 AM
المشاركة 1
02-13-2014, 03:28 AM
المشاركة 1
Arrow جزار وعينيه رادار...سلسلة ساخرة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

وصل الجزار صابر الملقب من أبناء الحي بالرادار إلى دكانه في مسجد الحي، المطل على حارة في حي شعبي..

فتح دكانه وعينيه تدوران في رأسه كالعادة وكأنها تمسح الحي مسحا صباحيا أوليا قبل المسح الشبكي الدقيق لكل صغيرة وكبيرة باهتمام كبير وتدقيق خطير..

بدأ يعلق اللحم، وعينيه في رقبته، فهو يعرف أين يضع اللحم جيدا لكنه لا يود أن يفلت أحد المارين من راداره العجيب

تراءى له غير بعيد قشر موز ملقى على الأرض، فقال في نفسه وقلبه يرقص فرحا: ترى من ستسقطين اليوم يا قشور الموز اللزجة؟

ومضت دقائق مر شاب يجري في عجلة نحو مدرسته، فخبطته قشور الموز بالأرض خبطة انفجر لها الجزار ضحكا.. قام الشاب بسرعة يلعن العين السحرية التي تراقبهم طول اليوم، رفع رأسه فإذا ببيوت الحارة شغلت راداراتها من النوافذ..

التفت صابر عائد إلى دكانه، ففوجئ بالقطط قد فازت ببعض اللحم فانطلق كالمجنون يضربها وهي تفر منه وكأنها تقول له: ضحكنا عليك وأكلنا اللحم

بقلم: نزهة الفلاح



قديم 02-14-2014, 03:10 AM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السخرية ، نقد ضاحك لظواهر تسود في المجتمع ، قد يبدو عجيبا أننا نحب و نستلطف المواقف الساخرة التي يأتي بها البليد و حتى الأبله ، لكن في الوقت ذاته لا نريد أن ننعت لا بالبلادة و لا بالبلاهه .
الأدب الساخر فن رفيع ، هو قريب من المتلقي ، خفة ظله تعطيه مكانة قريبة في النفس ، يقبل عليه القارئ بصدر رحب و يمرح بين أحضانه بيسر .
الكاتبة متعددة المواهب نزهة الفلاح نحن عطشى للضحك المفيد و الأدب الجميل و المستملحة الهادفة فمرحبا بهذا النوع الأدبي الجميل .

تقديري





قديم 02-14-2014, 06:14 AM
المشاركة 3
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

الحلقة الثانية:



جهز الرادار الكراسي والطاولات، وأشعل الشواية ليبدأ مرحلة الشواء المسائية التي يرتفع فيها الدخان عاليا ورائحة الشواء تدغدغ الأمعاء الجائعة..


بعد لحظات سمع صراخا وشتما وسبابا يخترق الآذان..

فترك كل شيء مستسلما لفضوله ومسلما له كل أسلحة العقل، وجد جاره أبو عصام بقال الحي في شجار مع بائع أنابيب الغاز، فغر فاه لحظات ثم أفاق فهب إليهم يحاول إصلاح ذات البين، فخبطه البقال خطأ على رأسه بعصا خشبية، تاهت بها عصافير عقله وزاغت عيناه الماهرتان في الجاسوسية..

نفد بجلده وسار متمايلا إلى دكانه، وجلس هنيهة يلتقط أنفاسه، ثم تنبه فجأة وكأن دبوسا وخزه، وسار بسرعة نحو الشواء الذي أصبح في خبر كان، وقد قامت النار بواجبها تجاهه فأحالته إلى سواد ...

بكى حظه العاثر ونظر إلى المرآة لاعنا عيناه الجاحظتين كجحوظ فضوله، وصفع وجهه يربيه لعله يفيق من راداريته التي ضيعت عمره في تتبع أعمار الناس..

هل الزبائن وقد وضع لحما جديدا..انغمس في عمله وهات وهاك ..

بقي وحيدا أخيرا وقد شارفت الحادية عشرة ليلا على الحلول، لاحظ حركة غريبة في الحي، شمشم بحاسته التفقدية، لم ير شيئا... انشغل باله وارتفع التحدي داخله..

لابد ألا يفوتني شيء، لن أنام الليلة من القلق، ماذا أفعل لفضولي الذي يوجع رأسي ولا يرفع عني سكاكين الحيرة..هكذا خاطب نفسه..

قام من مكانه متكاسلا، وهم بإغلاق الدكان، فمر أمامه شبح شاحنة متراقصا أسال لعاب فضوله فساحت عيناه ثانية وخرجت من الدكان وعادت أخيرا وفي شبكيتها الخبر اليقين..

بقلم: نزهة الفلاح



قديم 02-14-2014, 06:18 AM
المشاركة 4
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي


السخرية ، نقد ضاحك لظواهر تسود في المجتمع ، قد يبدو عجيبا أننا نحب و نستلطف المواقف الساخرة التي يأتي بها البليد و حتى الأبله ، لكن في الوقت ذاته لا نريد أن ننعت لا بالبلادة و لا بالبلاهه .
الأدب الساخر فن رفيع ، هو قريب من المتلقي ، خفة ظله تعطيه مكانة قريبة في النفس ، يقبل عليه القارئ بصدر رحب و يمرح بين أحضانه بيسر .
الكاتبة متعددة المواهب نزهة الفلاح نحن عطشى للضحك المفيد و الأدب الجميل و المستملحة الهادفة فمرحبا بهذا النوع الأدبي الجميل .

تقديري




أستاذي الفاضل ياسر علي حياك الله
إضافة مثرية منك، بارك الله فيك
وأسأل الله أن يروق الجميع وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
بورك فيك


قديم 02-15-2014, 06:14 AM
المشاركة 5
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

الحلقة الثالثة:

مرت شاحنة مسرعة تقتحم سواد الليل تتستر بلباسه.. لكن عينا صابر الرادار كانتا لها بالمرصاد..

خرج من الدكان وهو يقاوم برودة الجو، بعد أن سكنت حركة الحارة، وأخرج عينيه مدققا في اتجاه الشاحنة، موقنا بحدسه الترقبي أن هناك أمرا جللا يحاك في ليل..

وقفت الشاحنة أخيرا على بعد مئة متر تقريبا، بالقرب من بيت أبو شادي..

أقفل الدكان بخفة عجيبة، مستعدا لمتابعة المشهد..

ثم اختبأ في مكان قصي نسبيا، فرأى رجلين يُنزلان الطوب والرمل..

صبر على اكتشافه رغم تعبه، فلم يسمى صابرا عبثا.. وفهم أن أبو شادي يضيف بناء غير مرخص فوق السطح..

فرح بالغنيمة وانسحب إلى بيته قرير العين، فرحا بانتصار فضوله ونجاح عينيه وصدق حدسه، فشكرهم جميعا على إخلاصهم لمهمته المصيرية في حياة الحارة، وفن الجاسوسية والاستطلاع الحاراتي العظيم..

رن جرس المنبه مع الثامنة صباحا، فقام صابر في نشاط، وتناول فطوره في شهية وخرج بسرعة غير ملتفت لزوجته التي بدأت سمفونية النكد الصباحية..فقد رحل بإحساسه من خانة الالتفات للدغها اليومي، إلى الاستمتاع بالمحصول الجاسوسي الذي يشبع كتاكيت فضوله ويغذيهم بالأخبار الطازجة..

وصل لدائرة الحي، وانحنى هامسا في أذن أهم رجل على الإطلاق في تلك الدائرة، رجل لا تفوته كبيرة ولا صغيرة، شغله الشاغل معرفة من سكن ومن رحل ومن تزوج ومن طلق ومن أكل ومن جاع ومن اغتنى ومن افتقر ومن اعتلى ومن وقع ومن ضرب زوجته ومن خلع نعله..

قام الرجل بسرعة وشد صابر من ذراعه ثم انطلقا إلى بيت أبو شادي لمعاينة البناء، وما إن وصلا مدخل الحارة حتى اعترضهم هذا الأخير هاشا باشا وسلم على كل منهما بورقة بقيمة عشرة دولارات..

امتعض الرجل وانتفخت أوداجه أما صابر فقد انسحب في صمت بعد أن أدى مهمته بأمانة منقطعة النظير وإخلاص لا يكاد يطير مع الأوراق الخضراء التي يشمها فيسعد وإلى صندوق الادخار يسير..

فجأة وفي غمرة اللحظات الجميلة سمع صراخ الرجلين، فساحت عيناه من جديد وسحبت معها رجليه فاصطدم بعمود من حديد..

بقلم: نزهة الفلاح



قديم 02-15-2014, 10:52 AM
المشاركة 6
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة نزهة
أمام هذا الجمال يكون الصمت عنواني

لك تقديري

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 02-21-2014, 06:08 PM
المشاركة 7
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

الحلقة الرابعة:

انسحبت عينا صابر لفحص سبب الشجار وحيثياته، لكنه اصطدم بعمود حديدي بقوة زغللت عينيه، وشتتت أفكاره لكنه لم ينس الهدف وقام مترنحا وما إن وصل إلى المكان حتى اكتشفت أذناه اختفاء الصراخ، وأيقنت عيناه أن العمود ضيع وقته الثمين وانتهى الحدث وهو لا يعلم شيئا..

أمسك رأسه من صداع الفضول، وحسرة التأخر، وذهب إلى دكانه بخفي حنين..

علق اللحم بحذر خشية غدر القطط به ثانية.. ثم جلس يسمع للمذياع وبرنامج استشارات قانونية وزواج وطلاق وصراع أراضي ويستمتع بسماع التفاصيل المملة لقصص الناس ..

وفي غمرة انغماسه ومتعته الصباحية، ظهر رجل طيب السمت، لامع الحذاء، مصفف الشعر، طويل القامة، أسود اللباس..

استشف من وجهه أنه ليس من الحارة ولا من الحي..

تساءلت عيناه، فقام مسرعا ومرحبا بالزبون، الذي فاجأه بسؤاله عن فتاة من الحارة وأهلها لأنه يفكر بالزواج بها ..

فغر صابر فاه وحك رأسه بسبابته مفكرا..

أيقول الحقيقة، أم يريح رأسه من المشاكل، ويعمل بالمثل الشعبي: سبق الميم ترتاح..( يعني لا يعرف لا يرى ...)

لكن عيناه أزَّت لسانه أزَّا فانسحبت المخاوف وصدر القرار الصابري بالجواب على السؤال بالتفصيل الممل..

أخبره أنها فتاة لعوبة، رغم أنها تظهر طيبة وعفيفة ولكن لا يغريه صمتها ولا مسكنتها، وأن أمها سليطة اللسان وأبوها مسحور مغلوب على أمره جبان، وإخوتها لئام وليس معهم أمان..

شكره الرجل وانصرف مطأطأ الرأس مخذول القلب مجروحه بين نار تعلقه بالفتاة وبين ما عرفه عنها..

نفض صابر بسرعة عجيبة الأمر من حساباته فهناك ما ينتظره.. أخبار الناس والقانون..

مضى اليوم مملا ولا جديد يذكر، وحل المساء جالبا معه مفاجأة من العيار الثقيل..

جهز شوايته وبدأ بالعمل، لكنه لم يلبث طويلا حتى فطن لأمر يمنع الدخان من الانطلاق في حرية إلى سماء الحارة، وانكمشت عيناه في محجريها بعد أن وعى القلب خطورة الموقف، وكادت السيالة العصبية أن تصل للكلي لإفراز الأدرينالين.. لولا شذرات من الزجاج أصابته ..

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 02-21-2014, 06:11 PM
المشاركة 8
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الأديبة نزهة
أمام هذا الجمال يكون الصمت عنواني

لك تقديري
الأستاذة القديرة والعزيزة فاطمة حياك الرحمن
هذا فضل من الله ونعمة
بارك الله فيك ورضي عنك


قديم 02-23-2014, 04:35 AM
المشاركة 9
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

الحلقة الخامسة:

وقع الجزار أرضا بما جنت عيناه ولسانه، وقبل ذلك جحظت عيناه من المفاجأة، إنهم إخوة الفتاة التي سأل عنها ذلك الشاب في النهار..

وقف الشبان الثلاثة وقد أمسكوا العصي بحرفية وكسروا الدكان فوق رأسه، بعد أن بلغهم الخبر من حيث لا يعلم ولا يجد مفر...

التف حوله كل الحي وقد شغلوا راداراتهم وأطلقوا سراح آذانهم، لتدقق وتتحرى، وتأتي لهم ولو برأس الخيط وسبب الحدث..

هاجت الأصوات، بين كركبة المنتقمين وذبذبة أعين الفضوليين ومشاعرهم..

وصابر الرادار كسير العين محتار، دمه مشرشر في الأرض أنهار..

وبعد أن تم الانتقام لأجل الفارس الهمام الذي ضيعه صابر النمام، انسحب الشباب اللئام وتركوا صابرا وأهل الحارة يضربون أخماسا في أسداس وكثرت الأفهام والتحليلات للحدث من الصغير والكبير والعاقل والسفيه وحتى خوفو في الأهرام، تيقظ ليفهم سر الشجار الذي أيقظه بعد أن نام..

دقت الثانية عشرة ليلا، فانسحب الجميع إلى بيته وكأن سندريلا والأمير قادمين من بلد الأوهام..

أما صابر فقد لحقت به زوجته وصرخت بأعلى صوتها وندبت حظ زوجها الطيب الذي لا يملك سوى لسانه وهو يصارع الموت الزؤام..

وصل أخيرا شرطي من دائرة الحي بعد أن علم بالخبر من قط ضال فاز بهبرة لحم محشوة بالزجاج المكسر..ويغني ما أحلى اللحم وقد لهى عنك البشر..

فرد الشرطي عضلاته وقال في زهو لزوجة الجزار: ماذا هناك يا امرأة، ما الذي جرى وطرى ومن فعل هذا يا ترى؟

أجابته الزوجة في خمول ناتج عن تأخر النجدة لساعات، وقد أصابها الملل والتبلد ونسيت أن زوجها في خطر : لا أعلم، ثم تساءلت مستنكرة في بطء محاكٍ لبطء الإسعاف: ترى أين الإسعاف؟

فقال بتعجب غريب وكأنه من المريخ: ألم تصل بعد؟

تمالكت الزوجة أعصابها وزوجها راقد بين الحياة والموت والدكان قد تحول إلى كومة قطع مشوهة لا يعلم منها إلا نوعها من حديد وزجاج، أما اللحم فقد صار كفتة بصلصة عجيبة مجهولة المصدر..

فجأة وعلى حين غرة، انكمش الشرطي ورحل عن زهوه، وكأنه رأى من هو أعلى منه رتبة..

دس أحدهم في جيبه ورقة خضراء لم تستطع الزوجة تمييز قيمتها...

ثم تسلل في هدوء ولسان حاله يقول: لم أسمع ولم أر ومن خاف نجا ولعظامه حفظ وماء وجهه خسر..

لقد وصل شقيق الفتاة الأكبر وفتوة الحارة الأشقر الذي يهابه القاصي والداني والكل يسميه الرجل الخطر..

نظر إليهم في عجب وقال للزوجة في غضب: لو أن زوجك أمسك لسانه وعينيه وما خاض في عرض أختنا ما ضرب ولا تضرر..

أخبريه أن ينسى ما فعلنا به وألا ينبس ببنت شفة عند الشرطة وإلا حرمناه من راداره الذي أهلك به غيره..

ثم هم بالانصراف وقال بحزم تأكيدا وتأكدا: بم ستخبريه؟

وماهي إلا لحظات حتى سمع صوتا بعيدا كأنه في بئر مهجورة يردد:

من هي بنت شفة؟

بقلم: نزهة الفلاح


قديم 02-27-2014, 05:21 AM
المشاركة 10
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

الحلقة السادسة:

انبعث صوت عميق بين الركام، متسائلا من هي بنت شفة..

فالتفت الشاب مستغربا، وزوجة صابر أيضا في ذهول..

إنه صابر أفاق متغلبا على كدماته ومتحديا للزجاج الذي انكسر والدكان الذي تحطم على جسده.. ومنتصرا لقوته الخارقة: فضوله الغالي الذي يشغل وقته الخالي..

فقد رنت في أذنه كلمة بنت شفة، فظنها فتاة وصارع الحدث للفوز بالمعلومة لغرابة الاسم على أذنه التي تعرف أسماء لا تعد ولا تحصى..

ضحك الشاب من غبائه، وانصرف يضرب كفا بكف وكأنه رأى مشهدا كوميديا..

عكَّز صابر على كتف زوجته وقام وقد تغيرت خريطة وجهه وعيناه تغير شكلهما قليلا وكأنهما يتعاملان بمرونة مع الأحداث ليغيرا سياستهما ويبتعدا عن الضرر دون التفريط في المهمة السامية والمراقبة الصارمة..

أخيرا أُقفل الدكان وغاب صابر أياما عن الجزارة ليتعافى مما جرى، وترتاح الحارة من سم عينيه ولسع لسانه ودقة راداره وشساعة ذاكرته واستيعابها لتفاصيل دقيقة في حياة أهلها وأبنائهم وأحفادهم وحتى أصدقائهم وربما مدارسهم..

مضت الأيام وهو في فراشه بعد أن منعه الطبيب من الحركة لمدة عشرين يوما، لكي تلتئم الجروح..

يصابر وبجاهد ويفرك عينيه بين الفينة والأخرى، لأنهما تؤلمانه من السكون والملل وقلة العمل..

قدمت له زوجته صابرة الطعام، وقد رسمت 111 فوق أنفها، ورفعت رأسها والاحتجاج باد على محياها..

سألها في استغراب: ما بك يا امرأة؟ ما الخطب؟

أشاحت عنه بوجهها وقالت وكأن ضرسها يوجعها: صرت قليل الكلام، عبوس الوجه، مقطب الجبين.. ترى لم تعد تحبني؟

تظاهر بالصمم وكأنه لم يسمعها، وحول وجهه إلى الجهة الأخرى، وتصنع النوم، ثم تلاحقت نغمات شخيره..

غضبت الزوجة وقامت إلى المطبخ، ثم أتت بإناء به ماء بارد..

لم يشعر إلا وتبللت ملابسه وفزع من فعلها غير المتوقع ورد فعلها السريع..

نظر إليها في امتعاض وقال: بعدد الملابس التي أرتديها، والأثواب التي بللتيها والتي لا شك أنك ستغسليها وستأتي لي بغيرها وتبدليها، أحبك يا صابرة يا بنت أمها..وسأحبك مدى الحياة ولكن بشرط..

نظرت إليه الزوجة في استغراب وقالت: وما الشرط يا أبا حسام..

رأسي يؤلمني، وأعاني من الأرق، ولن أجد أحدا مثلك يعينني عزيزتي..

تساءلت الزوجة في اهتمام..

فأجابها صابر وعينيه تنطقان رجاء:

أريد أخبار الحارة بالدقيقة والثانية لكل الأيام الماضية بعد الأحداث الدامية والحرمان الإجباري من دكاني الحبيب وهوايتي اليومية..

دخل ابنه فجأة وقبل أن تفكر والدته في الأمر، وقال في حماسة: جئتك يا أبي بكل الأخبار والتفاصيل، ثق أن جهدك لم يضع سدى، وأن وراءك رجل لن يسمح لرأسك أن يوجعك يوما، ولا لعينيك أن يحزنا ولا لعقلك أن يتوقف من الحيرة..

وما دمت ابنك فلا تخف لن يفلت مني أحد أبدا، أو يستأثر بيت بأخباره وأسراره..

وبدأ يسرد الأحداث والوالدين ينصتان في اهتمام بالغ ..

ونام صابر يومها في سلام واطمئنان واستسلمت عيناه للنعاس بامتنان..

بقلم: نزهة الفلاح



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: جزار وعينيه رادار...سلسلة ساخرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواقف ... ساحرة .. وأخرى ساخرة .. الجيلالي محمد المقهى 16 06-08-2019 12:43 AM
حصار القسطنطينية (717-718) أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-07-2015 07:25 PM
رادار إحساسي تنبّه باكرًا أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 10-24-2014 08:30 PM
زوجة المفتش / سلسلة ساخرة مباركة بشير أحمد منبر القصص والروايات والمسرح . 6 08-04-2014 05:58 PM
يمين مدح ..... يسار ذم سها فتال منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 11-26-2011 10:50 PM

الساعة الآن 06:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.