احصائيات

الردود
9

المشاهدات
5146
 
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي

عمر مصلح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
346

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Aug 2013

الاقامة

رقم العضوية
12309
11-06-2013, 10:29 PM
المشاركة 1
11-06-2013, 10:29 PM
المشاركة 1
افتراضي "جمهورية العوانس"
جمهورية العوانس

مسرحية من فصل واحد
عن قصة قصيرة للقاص الكبير عبدالستار ناصر
إعــداد: عبدالستار ناصر & عمرمصلح
إخراج: عمر مصلح

ألشخوص:
ألعانس رقم (1) ؛ من عائلة دُمِرَت أثناء إحدى الحروب
ألعانس رقم (2) ؛ مرتبكة, مترددة
ألعانس رقم (3) ؛ مخطوبة لشاب, استشهد في معركة
ألعانس رقم (4) ؛ متسلطة
ألعانس رقم (5) ؛ مفجوعة بهجرة حبيبها الذي اختفى فجأة
ألعانس رقم (6) ؛ جميلة, مغرورة
ألعانس رقم (7) ؛ غير مبالية
ألرجل ؛ وسيم, أعرج
ألزمان : منذ أول حرب وإلى الآن.
ألمكان : فضاء يشي بأنه مقبرة قديمة, أو أطلال.
خشبة المسرح والصالة مظلمتان تماماً, يستمر الإظلام بعد رفع الستارة, لمدة دقيقة كاملة مما يحدث تململ واستفسارات هامسة بين الجمهور عن مدة الصمت والعتمة التي عمَّت المكان.
توقَد شمعة من على يسار المسرح تحملها العانس رقم (1)
ألعانس رقم (1): هذا يكفي.. يكفي هذا.. لابد من شيء يظهر.. لابد من شيء يحدث, ألصمت هكذا.. جريمة
توقَد شمعة ثانية تحملها العانس رقم (2)، وهي جالسة في الصالة بين الجمهور.. تردد أثناء مسيرها, وهي متجهة نحو الخشبة
ألعانس رقم (2): يكفي هذا.. هذا يكفي.. ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة
ألعانس رقم (1) تكرر جملة (لابد من شيء يظهر)، بالتناغم مع العانس رقم (2) التي تكرر ( ألمشكلة أننا جميعاً في مشكلة ) حتى تلتقيان على الخشبة وتضع العانس رقم (2) يدها على كتف العانس رقم (1), ويستمر التناغم بين الجملتين إلى أن تصعد العانس رقم (3) على الخشبة.
تظهر العانس رقم (3) من عمق الصالة ( من خلف الجمهور ) حاملة شمعة بيدها، وهي تردد ( كثر الموتى.. والباقون تأكلهم المنافي ) وبالتناغم مع العانستين (1) و (2) إلى أن تقف على يمين الخشبة.
ألعانس رقم (3) : ذهب الرجال.. كثر الموتى, والباقون تقلهم القطارت إلى المنافي, يغسلون الأرصفة بالدموع.. يجرجرون الخطى بعكازات مثلومة، يحملون جوازات سفر ملغاة.
ألعانس رقم (2): جئنا في وقت لا يشبه الوقت.. رُسِمنا على الصفحة الخطأ من تقويم هذا الزمان.
ألعانس رقم (1): وُلِدنا سهواً
تدخل العانس رقم (4) من عمق خشبة المسرح, وهي تحمل شمعة
ألعانس رقم (4): من قال أنها مشكلة ؟.
من قال أنهم مهمون؟.
ألعانس رقم (3): شهداء, أسرى, مفقودون, مهاجرون, عاطلون، مغيبون, مغدورون.. أهذا قَدَر الرجال, وأشباههم يرفلون بالنعيم!.
ألعانس رقم (5) جالسة في وسط المسرح متبرقعة بالسواد.
ألعانس رقم (5): قطاري الجميل فات.. وما زلت صغيرة
أثناء حوارها تتحرك العوانس بحركات توحي بالضياع.
صمت.. ثم يختفين خلف ستار أبيض شبه شفاف، وهن يثرثرن بشيء أشبه بالنواح المنغّم.
تظهر العانس رقم (7) وهي تردد أغنية (( هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول )).. ثم يخفت صوتها تدريجياً.
ترتفع أصواتهن من خلف الستار الأبيض، وهن يرددن تراتيل منغمة، وبعدة لغات ( عربية، كردية، سريانية، مندائية، أزيدية ).. ثم يقفزن بحركة واحدة إلى الكواليس اليسرى للخشبة, ترافق هذه الحركة ضربة صنج عالية. وبصوت واحد خافت, متهدج ( رجل ؟!. إنه رجل!. )
ألعانس رقم (3): ربما عاد من هناك
ألعانس رقم (2): إنه وسيم.. ثم تردد مع نفسها (( هُمَّة بيهم واحد مو حلو؟. ))
ألعانس رقم (1): كل الأنبياء رجال.. ولكن هل كل الرجال أنبياء!.
ألعانس رقم (3): لا أظنه يعود بهذه السرعة.. فالرحلة طويلة.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات.. المستحة زِيْنة, والخجل مطلوب ))
إظلام خفيف مع بقعة ضوء على العانس رقم (6)
ألعانس رقم (6): منذ سنوات، وأنا أسمع الأخبار.. أليوم لا شأن لي بشيء.. أغلقت التلفاز، أحرقت الجرائد، وكسرت المذياع... أنقذني يا إلهي.
بقعة ضوء على العانس رقم (2)، وهي تضع رأسها بين بيديها
ألعانس رقم (2): يا رب أنقذني من جنوني.. أُريد.. أُريد أن أقول شيئاً.. شيئاً مهماً.
باقي العوانس يتحركن حركة متشابهة، وهن مقرفصات على الأرص يميناً، وشمالاً.. ويرددن على إيقاع حزين ( لماذا.. لماذا.. لماذا ).
ألعانس رقم (5) للعانس رقم (3): ربما يعود.. ولكن ليس بهذه السرعة.. ألغريب أن الشهداء يعودون، والمهاجرين تأكلهم المنافي، تمصهم, ولن يعودوا.. لقد فات قطاري الجميل، وما زلت جميلة.
يرتفع الـ "رامب" رويداً رويدا، فيظهر الرجل وظهره للجمهور, ثم يدخل، بين هالة من وجد، وهيام، واستنفار، وترقب... .
وسيماً به عَرَج بسيط في ساقه اليمنى، يبدو عليه الخوف كمن جاء هارباً من شيء ما.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((هذا مو إنصاف منك غيبتك هلگد تطول))
ألعوانس.. يقتربن من الرجل ويحطنه على شكل حدوة حصان
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, ومازلت صغيرة.
ألعانس رقم (2): رجل!!. إنه رجل حقيقي.
ألعانس رقم (3): كان يحبني كثيراً.. خطبني ذات ربيع، قبل أن ينخره الرصاص.
ألعانس رقم (1): كنا نقصف كل يوم.
ألعانس رقم (4): ((عيب يا بنات ))، من يكون هذا ( تشير إلى الرجل ) كي نخبره بكل أسرارنا
ألعانس رقم (6): ربما نتعرف عليه غداً.. ربما يكون غداً أجمل.
ألعانس رقم (7): تردد أغنية "وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا, وغداً ننسى ولا نأسى على ماضٍ تولى"
ألرجـل: كل يوم أسمعها حتى صارت حياتي, غداً.. غداً.. غداً
ألعانس رقم (2): غداً هو يوم أجمل.
ألعانس رقم (5): إنه شيء نسيته تماماً.. قطاري الجميل فات, وما زلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): غداً؟. أنا لم أقرر ذلك.
ألعانس رقم (3): غداً صار حياتي.. يا رب اجمعني وإياه هناك.
ألعانس رقم (1): كان ( غداً ) معجزة، وحين يتحقق.. ترقطه المدافع.
أما السماوات.. فتتلبد "بالأباتشي"، رغم الأدعية والنذور.
ألعانس رقم (6): غداً.. بداية بداياتي.
ألعانس رقم (7): ألشهداء يأتون غداً.. هكذا أخبروني.
ألعانس رقم (3): حبيبي أجمل الشهداء.. غداً سوف أراه، وبعد غدٍ يراني.
ألعانس رقم (4): أليوم.. غداً.. بعد سنة.. لايهم.. أنا لا أحب القادم.. منذ طفولتي.
ألرجـل: يكفي.. ما هذا الذي أنا فيه!. سجن آخر أم مصح عقلي.. أم ماذا!!.
ألعانس رقم (2): أيها العزيز التائه.. من أين أتيت؟.
يقترب الرجل منها
ألرجـل: جئتكم هارباً من نفسي، ربما من سجني.. من ولعي بما كنت أحب.. أنا لا أدري كيف أتيت, ولماذا وقع اختياري على هنا.
يخفت الضوء تدريجياً مع بقعة ضوء على العانس رقم (3)
ألعانس رقم (3): هل نهضت من بين الشهداء؟.
ألعانس رقم (4): أم هارباً من القضاء؟.
أجل أنت هارب.. أما من سجن أو من مصح عقلي.
ألرجـل: ألرجولة تأمرني بالصمت, والشهداء رفضوني, والقضاء لا يطالبني.
ألعانس رقم (4): لماذا أنت هنا؟.
ألرجـل: وأنتن..!. لا أفهم لماذا أنتن هنا!. ماهذا المكان الذي أنا فيه؟!.
إظلام - يتكرر صدى الكلام، مختلفاً قليلاً عما جاء على لسان الرجل، وعلى شكل صدى متكسر- بأصوات "باص، و تينور، وملوَّن، وطبيعي":
ألشهداء أمروني بالصمت.. ألصمت لي والكلام لهم.. ألقضاة رفضوني.. لماذا أنتن هنا؟. لا أفهم أي شيء عن أي شيء!.
ترافق الحوار الداخلي هذا.. تقاسيم حجاز على درجة الـ "ريْ" بآلة الكمان.
تتبعها حركة بشرية بطيئة، على تقاسيم الصَبا، على درجة الـ "لا"، وتراتيل.
ألحركة تشير إلى رغبة مكبوتة في أجساد النساء، وتتخذ شكلاً دائرياً.. ثم تعود الأضاءة على العوانس بالتتابع.
ألعانس رقم (4): لماذا لايرحل هذا الرجل من هنا؟.
ألعانس رقم (2): لا أريدك أن ترحل.. إبق هنا.. معنا.
ألرجـل: من سجن إلى سجن.. لافرق بين ما هربت منه، وما جئت إليه.. كلها سجون.. حتى أحلامي صارت بعض سجني.. والأمنيات سجاني.
ألعانس رقم (6): ماذا دهاك!. أية بلوى جئت بها.. أية بلوى أنت!.
ألرجـل: كلها سجون, جئت هارباً كي أنقذ نفسي من نفسي..
ألعانس رقم (2): إبق معنا, وستنقذ نفسك.
ألرجل (غير مبال بما سمع): كل واحدة منكن صارت سجاني ( يشير بسبابته إليهن ) تحكمني، تأخذني من عنقي إلى الجحيم مرة، وإلى الفردوس مرة.. وأنا الوحيد في هذا العالم... ( يصمت ) يدور حول نفسه بما يشبه الرقص.
ألعانس رقم (4): كذاب.. أنت كذاب, نحن لانفكر بأعرج كذاب مثلك.
ألرجـل: ألكذب!!. ألصدق!!. لا معنى لهما.
ألعانس رقم (6): لم أفقد جمالي بعد قلبي هو الذي...
تقاطعها ألعانس رقم (3): مات.. أجل حبيبي قد مات، لقد فجعني قرة عيني.
ألعانس رقم (1): يقصفوننا كل يوم، وكل يوم نقول غداً.. سيهجعون.
هل تفهم كيف يصبح الرصاص أليفاً كالقطط؟.
ألرجل ( دون انفعال ): لم نعد نفرّق بين الرصاص والأصدقاء، كلهم يأتون متى يشاؤون، ثم يحرقون المكان برحيلهم.
ألجو العام على المسرح لايوحي بمعقولية الأشياء، (فأعطيتُ) فرصة للمثل لأخراج المشهد.
ألعانس رقم (2): أنا أخاف الأصدقاء.
ألرجـل: لا أحد يفهم ما أقول.. ألرصاص، والرجال يأتون بسرعة ويذهبون بسرعة.. ألرصاص يتناثر في كل مكان, وكذلك الرجال.
ألعانس رقم (1): قصفونا في الليل، قصفونا في الظهيرة، قصفونا في الصباح، قصفونا ونحن نحلم، قصفونا في الفراش.. في الحمام، وفي وقت الصلاة.. قصفونا ونحن تحت القصف.
ألعانس رقم (4): والغريب أننا لم نمت بفعل الصواريخ.. لم نمت بفعل الرصاص.. أننا نموت من شدة الحب.
ألعانس رقم (2) تقترب من الرجل، وهو يوشك أن يغادر المكان، حزيناً.. فتمسكه من كتفه، وتطوق عنقه بذراعيها.
ألعانس رقم (3): إلى أين؟. نحن لايغادرنا غير الشهداء
ألعانس رقم (5): يفارقنا الموتى والمهاجرون.
ألعانس رقم (3): أين تريد الذهاب في هذه الساعة؟. كن شقيقي.. لأسمعك حكاية شقائي.
ألعانس رقم (2): لم نشبع منك بعد ( يدفعها برفق ) تعال.. تعال..
ألعانس رقم (7): تردد أغنية ((وين رايح وين، وين الوعد وين))
ألعانس رقم (4): غبية.. غبية فعلاً.. لاأدري كيف تحب امرأة رجلاً تافهاً كهذا!.
ألعانس رقم (5) توجه حوارها للعانس رقم (4): خاتم الخطوبة مازال معي، ولا أريد امتلاك أكثر من خاتم.. لو كان أخبرني برحيله لأعطيته إياه.. عسى أن يؤجل ذله يوماً آخر.
يهبط الرجل جاثياً يتضرع أمامهن كمن يبكي
ألرجـل: يا آنساتي، يا حبيباتي.. ماذا جرى، دعوني أفهم الحقيقة.. لا أريد أن أعود إلى سجني ثانية، شبعت من الهوان والأنتظار ( يقعد أرضاً، ويسائلهن الواحدة تلو الأخرى ) سأذهب حسناً، ساذهب الآن.. أليس هذا حلاً معقولاُ؟.
دعوني أعود إلى سجني القديم، إنه أرحم بكثير أو.. أو.. أو اتركوني أفهم مايدور في هذه الرؤس العجيبة.
ألعانس رقم (6): وهل ستفهم ما نحن فيه؟.
ألرجـل: وهل ستفهمن يوماً ما أنا فيه؟.
ألعانس رقم (2): دعنه يرحل، أتركوه يرحل ( تقترب منه، وتمسح جسدها بجسده، وتكرر بدلال غريزي مفضوح ) هيا ارحل، لا تمنعونه من الرحيل.
ألعانس رقم (6) ( تشير إلى هيأته بإصبعها السبابة، من الأعلى إلى الأسفل)
لا أريد أن أجن من أجل رجل, لقد رفضت ألفاً قبلك، فمن تكون أنت؟!.
(ثم تهوي كطائر جريح وهي تكرر)
لقد رفضت ألف رجل.
ألعانس رقم (5): كلهم هاجروا, كلهم هجرونا، كانوا أكثر من حبات الرز, كانوا برائحة العنبر.. فلماذا هاجروا، ولماذا هجرونا!.
ألعانس رقم (3): قالوا أن الشهداء يعودودن بعد حين, حبيبي بينهم, حبيبي معهم، لكنه بَعُدَ منذ سنين.. لِمَ يتخلف بعض الشهداء عن عادات جميلة كهذه؟.
ألرجـل محدقاً بالعانس رقم (3): نحن نسمع.. نسمع ولا نرى، كل واحد منا يقول ما يشتهي، لكن الحقيقة ستبقى آخر مانفكر فيه.. ألحقيقة تأتي متأخرة تماماً.
ألعانس رقم (4): لاشيء يحدث, لا أحد يجيء. (تنظر) إلى العانس رقم (5)، والذين هاجروا كانوا أذكى منا.. لو كنت رجلاً لما فعلت غير ما فعلوا.
ألعانس رقم (7): تردد ((وين رايح وين))
ألعانس رقم (5) ( بصوت منكسر ): ألذين هاجروا لهم رائحة الأمس.. رائحة لم نعد نشمها.
ألعانس رقم (1): كثرت الأخطاء، لاندري بعد اليوم أي خطأ نحن فيه.
ألعانس رقم (5): ألخطأ الأول أنهم تركونا وهاجروا.. ألخطأ الحقيقي أنهم هجرونا، ونحن في عز صبانا.
ألرجـل ( بحركة تشير إلى عجز أو خوف من شيء):
ألهجرة أفضل من الموت، فالجسد لا يحتمل أكثر من حرب واحدة.. إنهم على حق، إنهم أفضل مني.
ألعانس رقم (5): إنهم على حق، إنهم على حق.. كلمة الحق لم أعد أنطقها جيداً ( تهوي أرضاً).
ألرجـل: أي عذاب أنا فيه.. أي عذاب إنساني أرى!!!.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا في عز صباي.
تقترب العانس رقم (2) من الرجل، وتمسح ظهرها بظهره، وبقية العوانس ينظرن إلى المشهد، والرجل يتطلع إليهن واحدة فواحدة، وهو يشعر بحقيقة المأزق الذي هو فيه.
ألعانس رقم (4): يا للرجال من قساة وكذابين.
(حلم اليقضة ينتاب العوانس.. حالة تأخذ شكل الواقع، والرجل في كل حلم لكل عانس، وخشبة المسرح تبدو ضبابية، والحوارات في هذا المشهد متشنجة وهستيرية)
ألعانس رقم (1): ألرجل شتاء، دجنته الحروب.
ألعانس رقم (2): عندما يأتي يعود، لكنه دائماً هنا ( تشير إلى قلبها).
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل, وهو مازال فيه.
ألعانس رقم (6): حصان جامح، يحلو له الصيف.
ألعانس رقم (3): ألرجل هدف للرصاص.. درع بشري، لنموت كَمَداً.
ألعانس رقم (4): لا أحب الشتاء، ولا أحب الصيف.
ألعانس رقم (7): لماذا تأخروا هكذا.. تردد (( طالت غيبتك يا اسمر علينا)).
ألعانس رقم (6): ما الفائدة، ليالي قبل الأربعين قد ولَّت
ألرجـل: خذلونا في عز صبانا، ماتركوا فضة إلا وفضوها، ولا ذهباً إلا وذهبوا به، ولا ضيعة إلا وأضاعوها، ولا عرضاً إلا وعرَّضوا به.
ألعانس رقم (2): لم يعد الكلام ينفع، فالجريمة كاملة، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ألعانس رقم (6) بحالة من حالات الرقص المحموم، وهو أقرب للطيران، كمن يريد أن يهبط من قمة عالية نحو الأرض.
ألعانس رقم (6): أنا أحتاج إلى رجل يعذبني كثيراً, أكثر قسوة من أبي وجدي، أريده أن يعذبني كل يوم، وكل ساعة، فقد مللت هذا الصمت السخيف.. أريده أن يضربني كثيراً, يأمرني بحزم وشدة.
ألعانس رقم (7): تردد ((أريد الله يبين حوبتي بيهم))
ألرجل ( بكثير من الهلع، والأنكسار): لا ( حوبة ) لنا.. لقد مرت السنوات، ونحن ننتظر هذه ( الحوبة ) التي لا ( حوبة ) لها.. إننا نهلك ساعة بعد ساعة ولا مصير لنا غير المسلخ.. مسلخ الحياة التي صارت ( حوبة ) للقصابين.. نحن خرافهم الجميلة الساكنة المسكونة بالرعب, ( يصرخ) خراف ليس إلا.
ألعانس رقم (7): ((أريد الله على الفرگه يجازيهم ، كلما عذبوا حالي ساكت ما..)) ( تسكت ثم تقول بخوف ) نعم لاشيء سوى السكوت, هذا هو المصير الأخير، ألسكوت من ذهب.
ألعانس رقم (1): نحن أصلاً من ذهب.
ألعوانس جميعاً يرددن: ألسكوت من ذهب.. نحن مصنوعون من ذهب.
ألعانس رقم (4): (( ما أريد أسمع هيچي حچي، ناس ما تستحي)).
ألعانس رقم (6): أحب الحصان الجامح.
ألعانس رقم (1) ( تعدو مسرعة نحو الرجل): ألا تدري أنهم كفوا عن القصف.. ألأستاذ المبجل حفظه الرب يقول.. أنها مجرد نيران صديقة.
ألعانس رقم (4) ( تنظر إلى الرجل بود واضح، وتصرخ بالأخريات): ألا تخجلن من أنفسكن؟!. دعنه يرتاح ( وكأنها تشير إليه بأن يهتم بها فقط).
ألرجل ( ينظر إليها ثم يبتعد قليلاً ويخاطب الجميع ): أجمل ما في الكون امرأة لا تستحي من الحقيقة.
ألعانس رقم (7): تردد ((گلبك صخر جلمود، ماحن عليَّ))
ألرجـل: يا إلهي.. ماذا جرى حقاً في هذه السنوات!.
ألعانس رقم (3): دعونا نسأل الشهداء.
ألرجل ( مستمر ببوحه الهيستيري، وهو جالس على الأرض كأنه يصلي):
أنا أريد أن أفهم و "الحروب عليها السلام لاترد السلام".
ألعانس رقم (4): ألمعرفة ورطة
ينهض الرجل، ويقترب من وجوه العوانس، واحدة تلو الأخرى، وفي كل اقتراب يسمع كلمة أو عبارة وهو يدور
ألرجل: ألورطة معرفة.
ألعانس رقم (5): فات قطاري الجميل، وأنا مازلت صغيرة.
ألعانس رقم (4): هلا أمرتني بشيء ( تقولها بدلال لا يناسبها).
ألعانس رقم (1): لابد من شيء يظهر.. فالمسكوت عنه "يتفرعن"
ألعانس رقم (2): مازلت أخاف ( غداً)
تمتد أصابع الرجل العشرة إلى العانس رقم (2) ثم إلى العانس رقم (4) ثم إلى بقية العوانس حيث يصبح داخل حلقة، يرفع يديه عالياً، يرقص بحزن أشبه برقصة زوربا، والعوانس يتحركن ما يشبه حركة الدراويش ويرددن ( لماذا، لماذا، لماذا ).
يسطع الضوء رويداً رويدا
ألرجل: لا أريد هذا الضوء، ألضوء يوجعني، لا أحب العيش بنور كهذا.
تهطل من سقف المسرح أوراق أشجار خريفية أثناء حوار الرجل، تتخللها همهمات وأناشيد حربية، تعقبها ملابس نسائية للنوم وللسهرة، وتعلو من خلف الكواليس أصوات العوانس أنفسهن (صوت مفخَّم): ألضوء هنا جريمة، أعتدنا العتمة، في الظلام يُعرف الأنسان أكثر، في العتمة..
ألرجـل (مقاطعاً): لم أشعر برجولتي في الضوء ولا في العتمة، هذه إرادة الحروب، هناك فقدت رجولتي, هكذا، وبكل بساطة.. ألرصاصة انتخبت هذا المكان تحديداً.. أجل الرصاصة, فالله رؤوف رحيم, ولا يجهض كبريائي بهذه الطريقة، ماذا تردن من رجل ليس برجل، أنتن نساء بمعنى الكلمة، إلا أن الضوء جريمة.
بصوت جميع العوانس: ألظلام ستر وعافية
ثم يتوارين خلف الكواليس، وترافق الحركة أصوات منبهات قطارات وبواخر وزجاج يتكسر.
ألرجل: إفتحوا الأبواب، دعوني أدخل، دعوا أختكم الثامنة أن تدخل، دعوني أخرج من سجني الكبير لأدخل سجناً لافرار منه.. أنا العازب الوحيد في هذا العالم.. رجل مع إيقاف التنفيذ.
"ستار"



قديم 11-06-2013, 10:43 PM
المشاركة 2
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

سيدي القدير عمر مصلح
عنوان ملفت للنظر
هي مسرحية تحتاج الى قراءة متعمقة
حتى اعيش في اجواء النص

لذا امنحني الوقت للقراءة
تقديري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 11-06-2013, 11:36 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


تحية للأستاذ عمر و الأستاذ عبد الستار ناصر .

المسرح أبو الفنون ، قوته التشخيص و الحركة الميمية ، إضافة طبعا للحوار المعبر . إذا كانت الرواية للكتابة للقراءة ، والأسلوب ، و الشعر جوهره الإلقاء و النظم ، فالمسرح تمثيل بالدرجة الأولى .
قبل التمثيل لا بد من اختيار فضاء مناسب ، يضع الجمهور في المكان و الزمان و الحقبة ، الديكور والإنارة عاملان حاسمان في نجاح العمل المسرحي ، لذلك أكاد أرى الأشخاص أمامي هنا يتحركون على الخشبة ، أكاد أتحسس المشهد كاملا وهنا قوة كاتب السناريو المسرحي .
المقبرة ، تعبير صارخ عن الفناء ، تعبير عن انسداد الآفاق ، تعبير عن المصير الصادم ، تعبير عن نهاية الآمال ، تكاد تكون الأطلال تحمل نفس التعبير و الصورة لم تتغير كثيرا ، فقط الأطلال تفيد أن الحياة كانت هنا بمعنى أدق ، و تفيد الحنين إلى الماضي و استرجاع الأمجاد ، تعبّر عن عدم مجاراة الجيل الحالي لما قدمه الأقدمون ، تعبر عن الإفلاس في التجديد .

بداية النص بالظلام و انعدام الإضاءة ، إقحام مسرحي للمتلقي في الجو العام ، الذي يشير إلى ظلمة الآفاق ، و استفزاز حواسه .
اختيار الأشخاص غلب عليه الطابع النسوي ، هنا ليس فقط لأن النص يتناول العنوسة كظاهرة اجتماعية ، رغم أنها ليست إلا مجرد قنطرة للتعبير عن الوجع الحقيقي وإن كانت تمثل تمظهرا من تمظهرات الخلل العام الذي تواجهه الأمة .
المرأة هنا تعبير عن الخصوبة تعبير عن الحياة ، تعبير عن الرغبة في التواجد ، تعبير عن الوطن . حتى اختيار أولئك النساء لم يكن اعتباطيا فيكاد يمثل الفسيفساء العامة للأمة ، الحالة الاجتماعية ، والحلالت الوجدانية للأفراد ، و الإثنيات ، والتوجهات السياسية.

سأكتفي بهذا القدر
وأترك النص مفتوحا للجميع

تحياتي لكم أستاذي




قديم 11-07-2013, 05:34 PM
المشاركة 4
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

على خشبة المسرح وهنا خشبة مسرح الحياة بكل ما تحمل من تفاصيل تجدس الواقع جليا امام العيون رغم ان الظلام يحل في كل مكان
الحوار الصامت والظلام والعوانس تنتشر على الخشبة وبين الجمهور وكل منهن لها حكاية والف حكاية
عوانس في جعبتهن المزيد
فكانت من خشبة المسرح أن تستفز شعورهن ليبدا الحوار القصف الذهني فما عليك عزيزي القارئ او المشاهد للمسرحية إلا ان تدرك عمق الحوار لتكتشف ما بعن من أسرار ومن وجع ينوح كحمائم تحولت البى بوم يبحث عن خراب في غربة للروح وفقدان للذات
وتبدأ العانس رقم (1) وحتى العوانس اللذين يشاهدون المسرحية بالكلام بالبكاء حتى الغير مبالية منهن تروي بصمت ما بها من وجع

وتنتقل الاضاءة للكشف من جديد عن رجل أفقدته الحرب رجولته ربما كان حلم العوانس جميعهن
فقد خرج من سجن الى سجن وكلاهما موت سواء كان سجن صغير أم كبير

الاصوات والاضاء والصدى جعلت القارئ يعيش في اجواء النص ويتمنى ان لا تنتهي المسرحية
فالزمان لم يكن مجهول الهوية إنه زمن القصف ومقبرة التاريخ التي دغنت الكثير من الأحلام
من الشهداء من الواقع من الفقد
وتلك الرقصة وتحلق العوانس حول الرجل كانت في قمة الابداع ليسلط الضوء من جديد
وتتساقط اوراق الخريف وكأن العمر يمضي نحو النهايات نحو الحزن في مقبرة المكان المقفر
ومن ناحيتي شبهت المكان بمقبرة خرج العوانس من قبورهن يندبن الحياة

لي عودة


[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 11-08-2013, 10:53 PM
المشاركة 5
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

سيدي القدير عمر مصلح
عنوان ملفت للنظر
هي مسرحية تحتاج الى قراءة متعمقة
حتى اعيش في اجواء النص

لذا امنحني الوقت للقراءة
تقديري
[/tabletext]
سيدتي البهية
قد يبدو العنوان مستفزاً.. اول وهلة
لكن بمجرد ولوجك نفق المسرحية، ستقفين على حقائق
تضع الحياة على حافة دمعة.
بانتظار هطولك المعافى.

قديم 11-08-2013, 11:18 PM
المشاركة 6
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي


تحية للأستاذ عمر و الأستاذ عبد الستار ناصر .

المسرح أبو الفنون ، قوته التشخيص و الحركة الميمية ، إضافة طبعا للحوار المعبر . إذا كانت الرواية للكتابة للقراءة ، والأسلوب ، و الشعر جوهره الإلقاء و النظم ، فالمسرح تمثيل بالدرجة الأولى .
قبل التمثيل لا بد من اختيار فضاء مناسب ، يضع الجمهور في المكان و الزمان و الحقبة ، الديكور والإنارة عاملان حاسمان في نجاح العمل المسرحي ، لذلك أكاد أرى الأشخاص أمامي هنا يتحركون على الخشبة ، أكاد أتحسس المشهد كاملا وهنا قوة كاتب السناريو المسرحي .
المقبرة ، تعبير صارخ عن الفناء ، تعبير عن انسداد الآفاق ، تعبير عن المصير الصادم ، تعبير عن نهاية الآمال ، تكاد تكون الأطلال تحمل نفس التعبير و الصورة لم تتغير كثيرا ، فقط الأطلال تفيد أن الحياة كانت هنا بمعنى أدق ، و تفيد الحنين إلى الماضي و استرجاع الأمجاد ، تعبّر عن عدم مجاراة الجيل الحالي لما قدمه الأقدمون ، تعبر عن الإفلاس في التجديد .

بداية النص بالظلام و انعدام الإضاءة ، إقحام مسرحي للمتلقي في الجو العام ، الذي يشير إلى ظلمة الآفاق ، و استفزاز حواسه .
اختيار الأشخاص غلب عليه الطابع النسوي ، هنا ليس فقط لأن النص يتناول العنوسة كظاهرة اجتماعية ، رغم أنها ليست إلا مجرد قنطرة للتعبير عن الوجع الحقيقي وإن كانت تمثل تمظهرا من تمظهرات الخلل العام الذي تواجهه الأمة .
المرأة هنا تعبير عن الخصوبة تعبير عن الحياة ، تعبير عن الرغبة في التواجد ، تعبير عن الوطن . حتى اختيار أولئك النساء لم يكن اعتباطيا فيكاد يمثل الفسيفساء العامة للأمة ، الحالة الاجتماعية ، والحلالت الوجدانية للأفراد ، و الإثنيات ، والتوجهات السياسية.

سأكتفي بهذا القدر
وأترك النص مفتوحا للجميع

تحياتي لكم أستاذي



كما تفضلتم أيها المتألق
ألمسرح عالم يجمع كل الفنون تحت لوائه، لذا فهو أداة توصيل باذخة..
وعلى المخرج أن يؤلف النص ثانية، ويوظفه في مكان يخضع لقوانين الأسلوبية..
وبما أن النص، يحتوي على رمزية عالية، رغم لبوسه الواقعي..
قررت أن أخلق جواً غرائبياً نوعا ما، كي أمعن بتوصيل الفكرة للمتلقي.
إضافة إلى الإضاءة، وباقي المؤثرات.
لكن المهمة التوصيلية الأكبر، كانت بجعل الجمهور من ضمن ساحة العرض، لا التفرج.
حيث أجلست الممثلات بين الجمهور، وخارج صالة العرض، وعلى الخشبة.
أما الشموع فقد أدت وظيفتها بشكل رائع، حيث كنت أجلس في الصف الأخير من الصالة، وأراقب العرض.. فإذا بي أنسى للحظات، بأني خالق هذا الفضاء.
وأوجعتني روحي، حتى شعرت بعنوستي، فكتبت على إثرها نصاً شعرياً أسميته "عنوسة مضجع".
فقضية العنوسة التي استشرت في بلد الحضارات والأنبياء والجمال..
ونحن نغرد خارج سرب الغضب.. جديرة بالتأمل، وإجهاد الفكر، لوضع عهر السياسات والحروب والمكائد والعَوَز، على الطرقات، لتداس بأقدم الحلول.
أرجو أن يكون العمل قد تمكن من مداعبة مشاعرك الشفيفة.
مع وافر امتناني لمرورك الأنيق.. أيها الأنيق أبداً.

قديم 11-08-2013, 11:41 PM
المشاركة 7
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

على خشبة المسرح وهنا خشبة مسرح الحياة بكل ما تحمل من تفاصيل تجدس الواقع جليا امام العيون رغم ان الظلام يحل في كل مكان
الحوار الصامت والظلام والعوانس تنتشر على الخشبة وبين الجمهور وكل منهن لها حكاية والف حكاية
عوانس في جعبتهن المزيد
فكانت من خشبة المسرح أن تستفز شعورهن ليبدا الحوار القصف الذهني فما عليك عزيزي القارئ او المشاهد للمسرحية إلا ان تدرك عمق الحوار لتكتشف ما بعن من أسرار ومن وجع ينوح كحمائم تحولت البى بوم يبحث عن خراب في غربة للروح وفقدان للذات
وتبدأ العانس رقم (1) وحتى العوانس اللذين يشاهدون المسرحية بالكلام بالبكاء حتى الغير مبالية منهن تروي بصمت ما بها من وجع

وتنتقل الاضاءة للكشف من جديد عن رجل أفقدته الحرب رجولته ربما كان حلم العوانس جميعهن
فقد خرج من سجن الى سجن وكلاهما موت سواء كان سجن صغير أم كبير

الاصوات والاضاء والصدى جعلت القارئ يعيش في اجواء النص ويتمنى ان لا تنتهي المسرحية
فالزمان لم يكن مجهول الهوية إنه زمن القصف ومقبرة التاريخ التي دغنت الكثير من الأحلام
من الشهداء من الواقع من الفقد
وتلك الرقصة وتحلق العوانس حول الرجل كانت في قمة الابداع ليسلط الضوء من جديد
وتتساقط اوراق الخريف وكأن العمر يمضي نحو النهايات نحو الحزن في مقبرة المكان المقفر
ومن ناحيتي شبهت المكان بمقبرة خرج العوانس من قبورهن يندبن الحياة

لي عودة


[/tabletext]

سيدتي البهية
على مقربة من موت.. أنختُ راحلتي
فقرأت في عينيه الخامدتين، ماينبئ عما هو أكثر بلاءً، وبشراسة ذئب..
فالموت اسم، ومسلَّمة.. على أي حال.
لكن العنوسة، هي عربيد تربى في مقبرة بنتها أيادِ آثمة..
فتعالت على الموت، أو علَّمته فنون القهر.
فحاولتً استجماع كل ممكناتي، للتشهير بمسببيه، وإعلان نتائجه على الملأ.
فأسقطت الخريف على الرؤوس، ونثرتُ الجمال من مكان منيف.. على أرض لوثتها الآيدلوجات، ومتطلبات الحياة، في العصر الحجري الحديث.
سيدتي..
سأردد ذات الأغنية التي ترنمت بها إحدى شهقات روحي
"أريد الله يبيِّن حوبتي بيهم"
فتأملي قوة رجل، لايملك إلا الندب.
دام الجمال مزهواً بك أيتها المعمَّدة بالنقاء.

قديم 11-09-2013, 04:35 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لأنني من المدافعات عن حرية المرأة و كيانها المستقل استفزني عنوان يحتوي مفردة العوانس و توقعت أن أجد نصا يكرس المجتمع البطريركي و تذكرت على الفور " ترويض الشرسة " لشكسبير و لكن تعودت أن يكون العنوان مخاتلا و يخفي في ثناياه الكثير
و العنوان احتوى على مفردتين متضادين (جمهورية ) مما يوحي بديمقراطية و حرية و (العوانس) مما يشير إلى مجتمع أبوي لا يعترف بالمرأة ككيان إلا من خلال ذكر يلحقها باسمه
و لكن الدخول في مفاصل النص يقول بأن هذه المسرحية هي بمثابة بيان رقم أول لثورة على مجتمع لا يحترم هذه المرأة و ثورة على اقتتال بني الانسان و ما يخلفه من دمار و فقد و قيم سلبية بينما ليس له ايجابية بالمطلق
و المرأة هي سر الكون ففيها تكمن بذرة الحياة و يبقى الرجل عاجزا عن هذا بالمطلق .. إذا لا وجود له دون هذه الانثى
هن سبع نساء و رجل واحد في دلالات لا تخفى على القارئ فالمرأة هي مركز الخلق و الخصوبة و الرجل واحد لا يقدر على التنوع الذي تستطيعه المرأة
سبع نساء ، سبع سماوات .. أرضين سبع .. سبع عجاف .. سبع حصاد، سبع حرث، سبع خطايا و سبع فضائل ، سبعة أيام لخلق الكون استخدام الرقم سبعة كان ذكيا جدا بحيث يحيل القارئ إلى انثيالات و انزياحات عميقة
و أحاطت هؤلاء النسوة بجوانب متعددة للمرأة في رمز إلى المضحية كأم يسوع و المنتظرة كبينلوبي و المتسلطة كالليدي ماكبث و المترددة كأوفيليا .. الخ
و كان تحريك الشخصيات على الخشبة في طريقة دائرية غير هادفة إلى شيء سوى أن تنقل للمتلقي التردد و الحيرة و التيه الذي يعيش به مجتمع كامل حطمته الحرب و الفقد و الانتظار لرجل أتى في نهاية المطاف عاجزا و من أجل هذا أغفل الكاتب أسماء الشخصيات ليعطيها أرقاما و كأنه اعلان لفقدان الامل في أي تغيير .. إذا ما نفع الاسماء ؟ نحن نسير نحو عالم نصبح فيه مجموعة من المرقمين ينتظرون نهاية ما كما يقول الياس كانتي في مسرحيته " المرقمون "
في أرض يباب كهذه مر عليها طائف العقم ليس ثمة ضوء يلوح في الأفق
أ. عمر مصلح
مع نص مسرحي متألق سعدت أن أكون هنا
ينشر في مجلة منابر ثقافية مع التقدير
تحيتي لك دوما

قديم 11-11-2013, 01:02 PM
المشاركة 9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 11-11-2013, 09:39 PM
المشاركة 10
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
لأنني من المدافعات عن حرية المرأة و كيانها المستقل استفزني عنوان يحتوي مفردة العوانس و توقعت أن أجد نصا يكرس المجتمع البطريركي و تذكرت على الفور " ترويض الشرسة " لشكسبير و لكن تعودت أن يكون العنوان مخاتلا و يخفي في ثناياه الكثير
و العنوان احتوى على مفردتين متضادين (جمهورية ) مما يوحي بديمقراطية و حرية و (العوانس) مما يشير إلى مجتمع أبوي لا يعترف بالمرأة ككيان إلا من خلال ذكر يلحقها باسمه
و لكن الدخول في مفاصل النص يقول بأن هذه المسرحية هي بمثابة بيان رقم أول لثورة على مجتمع لا يحترم هذه المرأة و ثورة على اقتتال بني الانسان و ما يخلفه من دمار و فقد و قيم سلبية بينما ليس له ايجابية بالمطلق
و المرأة هي سر الكون ففيها تكمن بذرة الحياة و يبقى الرجل عاجزا عن هذا بالمطلق .. إذا لا وجود له دون هذه الانثى
هن سبع نساء و رجل واحد في دلالات لا تخفى على القارئ فالمرأة هي مركز الخلق و الخصوبة و الرجل واحد لا يقدر على التنوع الذي تستطيعه المرأة
سبع نساء ، سبع سماوات .. أرضين سبع .. سبع عجاف .. سبع حصاد، سبع حرث، سبع خطايا و سبع فضائل ، سبعة أيام لخلق الكون استخدام الرقم سبعة كان ذكيا جدا بحيث يحيل القارئ إلى انثيالات و انزياحات عميقة
و أحاطت هؤلاء النسوة بجوانب متعددة للمرأة في رمز إلى المضحية كأم يسوع و المنتظرة كبينلوبي و المتسلطة كالليدي ماكبث و المترددة كأوفيليا .. الخ
و كان تحريك الشخصيات على الخشبة في طريقة دائرية غير هادفة إلى شيء سوى أن تنقل للمتلقي التردد و الحيرة و التيه الذي يعيش به مجتمع كامل حطمته الحرب و الفقد و الانتظار لرجل أتى في نهاية المطاف عاجزا و من أجل هذا أغفل الكاتب أسماء الشخصيات ليعطيها أرقاما و كأنه اعلان لفقدان الامل في أي تغيير .. إذا ما نفع الاسماء ؟ نحن نسير نحو عالم نصبح فيه مجموعة من المرقمين ينتظرون نهاية ما كما يقول الياس كانتي في مسرحيته " المرقمون "
في أرض يباب كهذه مر عليها طائف العقم ليس ثمة ضوء يلوح في الأفق
أ. عمر مصلح
مع نص مسرحي متألق سعدت أن أكون هنا
ينشر في مجلة منابر ثقافية مع التقدير
تحيتي لك دوما
في ترويض النمرة اشتغال آخر، كما تعلمين أيتها الغالية
أما هنا فاشتغلنا على موضوعة العنوسة كونها قضية تزلزل عروش الجمال..
فالحروب والحصارات والعَوَز الناجم عن تحطيم رؤوس الأموال على مؤسسات استهلاكية..
سببت هذه الآفة الكوارثية.
أما العنوان فهو أصلاً للقاص الكبير عبدالستار ناصر، حين أطلقه على قصة، وكانت تتمحور حول الرغبة الجنسية من وجهة نظر فرويدية.
وحين فكرت بمسرحة القصة، ضغطت عدد الاناث إلى سبع شخصيات، لما لهذا الرقم من قدسية في أغلب الأديان.
( ألسماوات، طبقات الأرض، السبع المثاني، عجائب الدنيا، أيام الأسبوع، ألجمرات، أشواط الطواف، مراحل تكوين الإنسان، ألوان الضوء المرئي، ألوان الطيف الرئيسية، .. .إلخ.)
وكل شخصية لها أسبابها، واعراضها النفسية الناجمة عن هذا الشعور المقيت، كما تفضلتم بالإشارة إلى اوجه الشبه مع شخصيات شغلت عالَم الدراسات النفسية والاجتماعية.
وما الجمهورية إلا إشارة إلى روح التحرر والانعتاق.
أي ان مقاربتكم وقعت على المعنى إسماً وروحاً.
حقيقة توقفت عند مداخلتك أيتها الأنيقة كثيراً، كونها تحتاج إلى مد مساحات واسعة من الحوار، لما تحتويه من رؤية ناقدة مبصرة، وعمق استدلالي كبير.
وأعجبتني جملة "بيان رقم واحد"
هذا يعني انها ثورة لا انقلاب، وتغيير أسماء فقط.. وهذا ينم عن وعي هائل.
أما وقوفك على عدد النساء والرجل الواحد.. فأقول معضداً، نعم .. مع إضافة سيميائية لقهر الرجال الحقيقيين، وما تولده الحروب.
ومن هنا كان من الضروري الإجهاز على آثام الواقع الدامي، بعد تعريته أمام من يرى بعين المصلحة المجردة.
من ناحية أخرى.. لم يعد للإسم معنى ولا دلالة، طالما المسمى فقد شرعية الأمل.
لذا بات حري بأن نلغي الإسم ونعتبر الشخصية رقماً، سيكون شاهداً على المتسببين.
أما إخراجياً، فقد اشتغلت النص على أنه كارثة تشمل المعني والمجتمع، بتوزيع الممثلات على كل خارطة المسرح.. خشبة وصالة، وبين الجمهور وخلفه وأمامه.
أما التشكيلات الحركية، التي كانت حواراً سيميائياً مجاوراً للحوار المحكي، فهي مدروسة تماماً.
لك الشكر سيدتي.. لوضعك أصابع الرحمة على مكامن الوجع.
وامتنان لنشرك النص في مجلتكم الغراء.
محبتي.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: "جمهورية العوانس"
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
عودة حساب "البريك" على "تويتر".. ويتهم 3 فئات بالتسبب بإغلاقه علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-13-2013 12:28 AM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.