احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2492
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
04-13-2013, 04:10 AM
المشاركة 1
04-13-2013, 04:10 AM
المشاركة 1
افتراضي السياســـــــــــــــــــــــــة
السياسة فن الممكن ، هكذا نسمع أو هكذا يراد لها أن تكون ، السياسة لا تحتمل الحقيقة الواحدة لأنها متى فشلت في تحقيق المراد انهارت وأصبحت متجاوزة ، السياسي مرن جدا يضع من الخطط الكثير ويستعمل خلالها المناورة ، متى استشعر أن مشروعه يتهدده الفشل استبق ترميمه بالخطة البديلة ، فتتجدد مشاريعه في صيرورة متناغمة ، السياسي لا يعادي بل يتسع صدره لكافة أشكال النقد والانتقاد ، بهذه التصورات المجتمعية وهذا التفاعل يجدد منهجيات عمله ، السياسي لا يتصلب في مواقفه ولا يطلق أحكام قيمة مباشرة ، لأن المصلحة والحقيقة تتغيران عبر الزمان ، فما تراه اليوم صالحا قد يكون غدا أتفه البدائل ، السياسة ممارسة و تفاعل و تحمل مسؤولية و اتخاذ القرار بحكمة ودراسة ، و لا يمكن تعلم السياسة وأنت بعيد عن الممارسة السياسية وملامسة تناقضات التركيبة المجتمعية بجماعاته الضاغطة .
في الصراع السياسي لا يلعب السياسي بكل أوراقه ، و لا يكشف عن كل أسلحته ، فتراه يهادن ويناور ويستغل نقاط ضعف الخصم ، دون الغلو في التشهير به وجعله الحلقة الأقوى ، السياسي إنسان مواكب لكل المستجدات ،وإلا فاته نسق التفكير والتوجه المجتمعي ، السياسي لا يغلق الأبواب ، لا يتسرع و لا تكون لاءاته معلنة ، لأن كشف الخطة هو بداية الهزيمة ، السياسي يعمل على مستويين ، الإيجابي وذلك بالتفاعل الإيجابي و التعامل مع الأحداث وتقديم الحلول والتسريع بالأثر الإيجابي الواضح على الكتلة الناخبة و المؤسسات والحلفاء و الدول الصديقة . والسلبي وذلك باستعداده الدائم لجر الخصوم إلى الوقوع في الأخطاء و التجسس على كل حركاتهم ومشاريعهم و قراءة خططهم و استكشاف نواياهم من خلال سلوكياتهم وأعمالهم و تجمعاتهم .
السياسة ليست مكانا للسذاجة و حسن النية والصداقة و الأخوة ، السياسة صراع طاحن هي صراع وجود وليست مكانا للأخلاق و تعلم الفضيلة ، فللسياسة مفاهيمها الخاصة و لا تسقط عليها المفاهيم المجتمعية ، السياسي افتراضا يؤمن بالدولة والقانون والمؤسسات ، وإن كان يناضل لتغيير وتبسيط المساطر وفق ما تقتضيه المرحلة ، السياسي داخل حزبه يناضل من أجل تحسين الأداء الحزبي و يقوي بما يستطيع جناحه ، لكن عندما يتخذ القرار يكون ولاؤه للحزب كما للدولة ليس فيه لبس ، و لا مجال للتراجع بل يحتمل التجديد والتقويم ، وإلا كشف عن ضعف أثناء الصياغة .


قديم 04-15-2013, 10:14 AM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الكريم / ياسر علي

بداية .. أود أن أعبر عن إعجابي برشاقة أسلوبك في كتابة هذه المقالة ، والتي جاءت منسجمة

بحرفية عالية مع الموضوع لغةً وصياغة ...

أما عن رأيي الشخصي في السياسة .. فأقول بكل تواضع : إنه وعلى مدى التاريخ لم يكن هناك

شيء اسمه السياسة .. بل كان هناك دوماً قوي و ضعيف ...


هذا احترامي وتقديري ...

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 04-16-2013, 02:39 AM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السياسي والجمعوي


كلاهما يعملان للصالح العام ، كلاهما يخضعان للمساءلة الشعبية والقانونية ، كلاهما يضع التنمية نصب عينيه ، ككلاهما يتكاملان ، كلاهما يخضعان للمؤسسة ، كلاهما يروجان لمشروع ، كلاهما يتفاعلان مع المجتمع ، كلاهما يساهمان في حلحلة المشكلات ، كلاهما ديمقراطيان ، كلاهما يسيران ميزانيات ، كلاهما يعبئان المجتمع ويؤطرانه ، كلاهما متطوعان ، كلاهما يخضعان لدولة القانون .
الجمعوي إنسان يختار تخصصا معينا للتنمية ، كالحقوق ، الثقافة ، الخدمات ، السكن ، الفلاحة ، البنيات التحتية ، الرياضة ، المهن ..... و تكون قرارات الجمعية ملزمة للأعضاء وفق ما تسمح به الميزانية و وفق قانونها الأساسي ، واستشارية بالنسبة لبقية مرافق الدولة .
السياسي خبرته تطال كل أنواع الجمعيات ، فيكون لزاما عليه تعرف التنمية بمفهومها الشامل ، وتكون برامجه تتجسد فيها الأوليات التي ينشدها المجتمع المدني ، قراراته تكون ملزمة لكل القطاعات في نفوده الترابي ، شريطة أن لا تكون مخالفة للقانون .السياسي يشارك في الحكم والسلطة عكس الجمعوي ، يكون هدف السياسي هو الوصول إلى مركز صنع القرار " السلطة التشريعية " وتنفيد القرار " السلطة التنفيدية ". أما الجمعية فهي تمارس مهام تنموية ومجموعة ضاغطة تخرج بملتمسات وتوصيات للهيئات السياسية المنتخبة .
كل من السياسي والجمعوي يكون شخصية مرنة غير متعصبة مالكة لمهارات التسيير و قدرات القيادة ، فقط للجمعوي مجال أرحب من الاستقلالية ، لأنه لا يخضع للحزب ، والسياسي يخضع للمؤسسة الحزبية وقراراته متزنة سواء في الحكم أو في المعارضة .



شكرا للأستاذ عمر مسلط على المداخلة .

قديم 04-29-2013, 12:35 AM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشعبوية



لم يحدث أن تبوأت الشعبوية ما وصلت إليه في الأعوام الأخيرة ، إن تحدثنا عن الصحافة المكتوبة خاصة وحتى المرئية منها والمسموعة فالملاحظ هو سيطرة الشعبوية على منتوجاتها ، فالبرامج الأكثر مشاهدة والجرائد الأكثر مبيعا والأعمدة الأكثر قراءة شعبوية بامتياز ، حيث تغيب فيها الرؤية العلمية العملية الأكاديمية ، بل تضرب الأخماس في الأسداس ، إن كانت المقاولة الإعلامية لديها من الأسباب ما يجعلها تنحو منحى الشعبوية وقد تحررت الصحافة من قيود التوجيهات الحزبية و تفتح الفضاء مولدا قنوات عديدة ، وانتشر الفضاء الإليكتروني في وجه العموم وكل يمارس الإعلام حسب قدراته ومفهومه و حتى نزواته ، فتأسس جمهور إعلامي جديد ينتج ويستهلك هذا الكوكتيل الشعبوي ، فإن هذا التغيير الإعلامي أثر بشكل رهيب على السياسة والاتجاهات السياسية ، فأصبحت محورة الكلام "بفتح الميم وتسكين الحاء" و الاجتهاد في الهزل ، و ترميم الخطاب ببعض الزلات اللسانية و تلوينه برشات عبثية ميزة التجمعات الخطابية السياسية .
احتراف الأسلوب الشعبوي انعكاس صارخ لما يموج في المجتمع ، والأغرب هو عدم الرضا من الجميع عن هذه الشعبوية المفرطة ، خصوصا أنها أنتجت جيلا ثائرا بلا مؤسسات ثورية ، بل جيلا يمارس الثورة بأساليب شعبوية ، غير مؤطرة ولا تستند إلى رؤية واضحة ومؤسسات صلبة ، في الوقت ذاته نرى الجميع يمارس ويستحسن هذا الأسلوب الذي تنسجه الألسن بسلاسة ومرونة وتستقبله الآذان بحفاوة ، وتصفق له الأيادي والرؤوس صاعدة هابطة إعجابا بكبير الشعبويين ، علما أن الخطاب الشعبوي رغم طول مدته ، واستفاضة عرضه ، لا يحتوي جملا مفيدة ولا سياسة رشيدة ولا منطقا سليما ، بل أحلام واعتراضات و سخرية ومزيج من كل ألوان الطيف يدغدغ العواطف ، ولا يحرك العقل ، فينتهي العرض لتحس بانشراح وتعود إلى المضمون فتجده غائبا ، مع استهلاك الخطاب الشعبوي نفقد كثيرا من نسق التفكير فتتملكنا الشعبوية وننخرط في الدوامة مع الخائضين .
المميز أن أغلب الأحزاب " على الأقل في بلادي " اختارت كفاءات شعبوية لإدارة هذه المرحلة الحساسة في تاريخ الشعوب ، هذه الفترة الانتقالية التي ينبغي أن تؤسس لمرحلة نمو و تنمية و تحقيق قفزات ومعجزات لتدارك الهوة بيننا والشعوب المتقدمة .
ترى هل الشعبوية المقرونة بالعشوائية تستطيع أن تمنحنا ما نصبو إليه أو تهوي بما تبقى من الآمال و تجعلنا هدفا سهلا لكل قوى الاستكبار العالمي .


قديم 05-02-2013, 02:45 AM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حب الأوطان



كل من ارتاد المدارس نال قسطا من التربية على القيم والتربية على الاختيار ، و في بلادنا حتى قسطا من التربية على التدين ، كل من ارتشف معين التعلم لابد أن يقف على تاريخ بلاده فيتملكه زهو حضارتها الفانية ،ويعيش انتصارات أجداده الأولين فيترسخ فيه حب الوطن ، فيبغي له العز والشموخ واسترداد مكانته بين الأمم ، كل من ارتاد المدارس نفخت فيه الثورية بعضا من روحها ، فيثور على ما تجاوزه الزمن من أعراف يراها تعرقل نبوغ الأوطان ، كل من تنعمت عليه المدارس بتنويير عقله ونقله من ظلمات الجهل إلى نور العلوم تتعالى في وجدانه جدة صراع الأجيال . لكن قليلون من تعلموا في المدارس صناعة مجد الأوطان ، و قليلون من بحثوا خارج حجرات الدرس عن أسباب الرقي ومستلزمات الحضارة ، قليلون من اختاروا بناء الوطن وإلا لبلغت أوطاننا ما لم تبلغه الأمم .
لا يكفي الحب العذري مع الأوطان ، أن تحب الوطن في قلبك محمود ، أن تحبه وتناضل من أجل رفعته هو ما ينتظره منك ، أن تنتقد أمر مستحب ، أن تنتقد ذاتك و تعلمها البناء هو ما يبغيه الوطن ، أن تحب من يعمل و ينشط في سبيل الوطن شيء جميل ، أن تكون من يعمل ويكد ولا ييأس هذا ما ينتظره الوطن ، أن تحب نفسك وتقويها شيء مرغوب ، أن تتنازل عن أنانيتك وتكون في خدمة البلاد والعباد هذا ما يتمناه الوطن ، أن تطالب بحقوقك وتنالها شيء رائع ، أن تنجز واجباتك وتتطوع هذا ما يقوي الأوطان ، أن تتمتع وتلهو وتلعب شيء حسن ، أن تحب الاجتهاد والجد والإبداع وتستمتع بها هذا ما تريده الأوطان .
الوطن يحبنا ما دمنا في أرضه نترعرع ، ومن خيراته نأكل ، وبلغته نغرد وهواءه نستنشق ، وتكرم علينا بنعم لا حصر لها ، ولكن لنسأل أنفسنا ماذا قدمنا للوطن ؟ ماهي هديتنا إليه في عيد ميلاده ، ماهي علاجاتنا ومواساتنا لأمراضه ، ما مقدار تعاطفنا معه وهو من يشفق على حالنا و يبرنا ولو عاملناه بالعقوق ، أخاف أننا من الذين يقولون له ، قلوبنا معك وسيوفنا عليك .

قديم 05-04-2013, 12:22 AM
المشاركة 6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العزوف السياسي



المجتمعات المتحضرة يشارك أهلها في تسيير حاضرهم وصياغة مستقبلهم ، ولعل نظرة بسيطة إلى العالم المتخلف تفيد بما لا يدع مجالا للشك انتشار ثقافة السلبية السياسية بشكل غير مبرر ، مما يسهل انتشار ثقافة عدم المحاسبة والتسيب ، فالسلبية السياسية تتجلى في عدم الانتماء الحزبي ، عدم الانخراط في العمل الجمعوي التطوعي المشتغل في صلب التنمية وليس فقط العمل الخيري على أهميته وإن كانت طريقة تدبيره تصب في خانة توسيع ثقافة الريع والتواكلية ، وقد قال الصينيون قديما لا تعطيني سمكة ، بل علمني كيف أصطاد ، ومن مظاهر العزوف السياسي الانخراط في الجماعات السرية التي غالبا ما تعمل على زعزعة الاستقرار و عرقلة المشاريع بدل التفاعل المنطقي مع الأحداث ، بل أكثر من ذلك فكل التنظيمات السرية تراهن على المدى البعيد وهذه السياسة اليوم غير ناجعة لأن العلوم يتسارع نموها و كلما راهنت على الزمان ازدادت الهوة بيننا وبين التنمية والتقدم اتساعا وازدادت المطالب استفحالا مما يهدد الاستقرار السياسي للدول ، فلا مفر من انخراط الجميع في الفعل التنموي والسياسي إن ابتغينا فعلا الوصول إلى بر النهضة .
إن التربية السياسية في البلدان المتخلفة عموما والمنبنية على الحرية الفكرية والمبادرة ، تكاد تكون غائبة إن على مستوى الأسرة أو المدرسة بل أكثر من ذلك فهما تعلمان العزوف السياسي ، وعدم الانخراط في الهيئات المجتمعية التي هي حلبة الفعل السياسي ، مما يتيح الفرصة للمنتفعين و البرغماتيين لتوظيف السياسة لأغراضهم الخاصة . انتشار السلبية السياسية في هذه البلدان أدى إلى شيخوخة الأحزاب السياسية إن على مستوى أطروحاتها أو مناهجها وحتى مواردها البشرية ، مما يوغل هذه البلدان في أزمات عديدة نظرا لعدم احترافية أهلها للفعل السياسي والتنموي وضعف خبراتهم وتجاربهم في تدبير الأزمات وخير دليل على هذه المعضلة ، هو حتى في الدول التي انتفضت باحثة عن الديموقراطية والتنمية ، لم تستطع تدبير مراحلها الانتقالية بشكل مقبول سلس ومرن ، ومن غير المستبعد أن تشهد نفس الفشل الذي شهدته محاولات النهوض منذ الاستقلال .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.