![]() |
|
المشاركات 324 |
+التقييم 0.06 |
تاريخ التسجيل Jul 2011 |
الاقامة |
رقم العضوية 10158 |
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذي العزيز عبد الله باسودان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركك المولى العدل أستاذي الكريم للكتابة في هذا الموضوع القيم ( العدل ) .
إنَّ هذا الموضوع كما أرى بحاجة إلى تفصيل أكثر , أرجو المساهمة فيه من قِبَلِ كلٍّ من لديه القدرة والرغبة .
وأستميحك عذراً بالسماح لي بأن أكتب ما ورد في ذهني حول الموضوع , وشكرا ً سلفا ً :
( العدل )
*********************
من أبرز الميادين التي اقتحمتها مسألة العدل منذ صدر الإسلام هو " الميدان الإجتماعي " أي على المستوى التطبيقي للعدل عند عامة الناس .
ومن الجدير به ملاحظة أنَّ من الأفكار البديهية للإنسان المسلم وجوب كون زعيم الأمة وإمامها عادلاً وكذلكَ القاضي وشاهد المحكمة وشاهد الطلاق أو الرجوع , وإمام الجمعة والجماعة , كلُّ أولئكَ يُشترطُ فيهم أن يكونوا عدولا ً .
وقد أحسَّ المسلم بالمسؤولية دائماً تجاه المناصب الحسّاسة التي لابدَّ أن تُشغلَ من قِبَلِ العدول . وكانت كلمة الرسول الأعظم محمد ٍ ( صلّى اللهُ عليه ِ وآلهِ وسلَّمَ ) :
( أفضلُ الجهادِ كلمة عدلٍ عند إمام ٍ جائر ) , على كلِّ لسان .
إنَّ الخيطَ الأساس الذي يربُطُ مسألة العدل في المجتمع الإسلامي علميّا وعمليّاً يُمكنُ البحثُ عنهُ بالدرجة الأولى في القرآن الكريم . إنَّ هذا الكتابَ العظيمَ هو الذي بذرَ فكرةَ العدلِ في قلوبِ النّاسِ وأرواحهم ثمَّ سقاها ونَمّاها فكريّاً وفلسفيّاً وعمليّاً واجتماعيّاً . إنَّهُ هو القرآن الذي طرحَ مسألةَ العدلِ والظلمِ من حيْثُ مظاهرها المختلفة :
العدل التكويني
العدل التشريعي .
العدل الأخلاقي .
والعدل الإجتماعي .
والفرآن يُصرِّحُ بأنَّ نطامَ الوجود مبنيٌّ على أساسِ العدل والتوازن على أساسِ الإستحقاق والقابليَّة .
من الآيات الكريمة التي تعتبرُ الفاعليَّةَ الإلهيَّةَ والتدبير الإلهي قائما ً على أساسِ العدلِ :
شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ18
آل عمران .
أو أنَّ العدلَ هو المعيار للهِ سبحانه في موضوع الخِلْقةِ :
وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ7
الرحمن .
وعلَّقَ على هذهِ الآيةِ الرَّسول ُالأععظمُ محمدٌ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ بقولهِ :
" بالعدلِ قامتِ السَّماواتُ والأرضُ ".
واهتمَّ القرآنُ الكريم إهتماما ً بالعدلِ التشريعي , أي مراعاة أصلِ العدل في النظام الإعتباري والتشريع القانوني . وقد صرَّحَ هذا الكتاب المعجز بأنَّ الهدفَ من إرسال الأنبياء وبعثة الرُّسُل (عليهم السلام ) , إنَّما هو قيام النِّظام البشري , وإرساء الحياة الإنسانيَّة على أساسِ العدلَ والقسط :
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ25
- الحديد .
__________________________________________
للموضوع بقيَّة تأتي لاحقا ً بإذن الله ِ تعالى .
حميد
عاشق العراق
22 - 2 - 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم عبد الله باسودان
تحية بعطر الإيمان لشخصكم الطيِّب
شكرا ً لك أستاذي لكلماتك الحلوة , فهي الدافع الأساس للكتابة في هذا الموضوع القيِّم .
***************************************
تتمة ما بدأتهُ في المشاركة السّابقة :
من البديهي أنَّ تأسيس الأنظمة الإجتماعية على أساس العدل يتوقف على أن يكون النظام التشريعي والقانوني عادلا ً أولا ً , ثمَّ العمل به في مرحلة التنفيذ ثانيا ً .
وإضافةً إلى ذلك فإنَّ الأصلَ الكلّي الذي نسبهُ القرآنُ الكريم إلى كلِّ الأنبياء ( عليهم السلام ) بخصوص التظام التشريعي , ولا سيَّما في الشريعة الإسلامية , هو :
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ29
- الأعراف .
وفي مكان آخر يقول سبحانه :
ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ282
- البقرة .
والقرآن الكريم يسمّي الإنسانَ الأخلاقي بأنَّهُ " صاحب عدل " وفي عدة موارد وعند الحديث عن المرافعة والحكم و عّمَّنْ يكونُ صالحا ً للإعتماد على قولهِ يذكر القرآن " صاحب العدل " ويقصد يهِ منْ كانَ مِنء حيثُ التَّربية ُ الأخلاقية و الرّوحيّة صالحا ً للإعتمادِ عليهِ :
يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ95
- المائدة .
أو يقولُ سبحانهُ :
وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ2
- الطلاق
*********************************************
للموضوع بقيَّة تأتي لاحقا ً بإذن الله ِ تعالى .
حميد
عاشق العراق
26 - 2 - 2013
ماهو العدل ؟
السؤالُ الأولُ الَّذي يَرِدُ إلى الذِّهنِ ويتطلَّبُ إجابةً دقيقة ً واضحة هو :
ما معنى العدل ؟ وما معنى الظُّلم ؟
لاستعمال كلمة العدل لدينا أربعة موارد :
أ. المورد الأول :
يُقصدُ بالعدل في هذا المورد كونُ الشَّيْء موزونا ً , فإذا نظرنا إلى محموعة ٍ فيها أجزاء مختلفة تهدفُ إلى هدفٍ خاص فإنَّهُ لابدَّ من توفِّر شروطٍ معيَّنة لذلك من حيثُ المقدار اللازم من كلِّ جزء ومن حيثُ كيفيَّة ارتباط تلك الأجزاء ببعضها ,
وباجتماع هذه الشُّروط جميعا ً تستطيع تلكَ المجموعة أن تبقى وأن تُعطي الأثرَ المطلوب منها وأن تفي بالخطَّة الموضوعة لها .
فمثلاً أيُّ مجتمع يريدُ لنفسهِ البقاء والإستقرار فإنَّهُ لابدَّ أنْ يكون متعادلاً , أي يكونُ كلُّ شيْء فيهِ موجوداً بالقدر اللازم و ليس بالقدر المساوي ,
وكل مجتمع متعادل يحتاج إلى فعّاليات متنوعة , منها اقتصادية وأخرى سياسيّة وثالثة تربوية ورابعة قضائيَّة وخامسة ثقافيَّة ...... ,
ولابدَّ من تقسيم هذهِ الفعّاليات بينَ أفراد المجتمع واستخدام أفراد لها بالقدر الضُّروري .
فالتَّعادل الإجتماعي يفرضُ النَّظرَ بعين الإعتبار إلى ميزان الإحتياجات لتخصيص ميزانيَّة مناسبة وصرف قوَّة لازمة .
وهنا تبرزُ مسألة " المصلحة " مصلحة الجميع التي فيها بقاء ودوام " الكل " وهنا يبرز الإهتمام بالأهداف الكلِّيَّة . فيصير " الجزء " وسيلة فقط وليسَ لهُ أيُّ حساب مستقل .
ومثل هذا يكون التَّعادل الفيزيائي : فالسَّيّارة مثلاً قد صُنعت لهدفٍ معيَّن ولحاجات خاصَّة , ولهذا فهي إذا أريدَ لها أن تكون صناعة متعادلة فلا بُدَّ لها أن تركَّبَ من كلِّ مادَّة بقدر ما تفرضهُ الضُّرورة ويوجبهُ الإحتياج .
وكذلكَ التَّعادل الكيميائي . فالعالم كلُّهُ متعادل وموزون ولو لم يكُنْ كذلك لمْ تقُمْ لهُ قائمة ولمْ يوجدْ نظامٌ ولا حساب ٌ ولا مسيرٌ معيَّنٌ ,
وقدْ جاءَ في القرآن الكريم : ( وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . ) الرَّحمن7
.
وذكر المفسِّرون عند تناولهم هذه الآية أنَّ المقصودَ بها هو كونُ العالم قد روعيَ في بنائهِ التَّعادل , فاستفيدَ من كلِّ شيْء ومن كلِّ مادَّة بقدرِ ما يلزم , وقد قيسَت الفواصلُ بدقَّة ٍ متناهية .
وجاءَ في الحديثِ النَّبوي الشَّريف : " بالعدلِ قامت السَّماوات والأرض " .
والطَّرفُ المقابل للعدلِ بهذا المعنى إنَّما هو اللا تناسب وليسَ هو الظُّلم .
************************************************** ****************
للكلام بقيَّة تأتي لاحقا ً بإذن اللهِ تعالى .
حميد
عاشق العراق
2 - 3 - 2013
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
انكسار الغيم | هشام الصباح | منبر شعر التفعيلة | 16 | 03-22-2021 09:22 PM |
في مرافئ العدم | حسن شرف المرتضى | منبر الشعر العمودي | 8 | 04-10-2013 03:04 AM |
رسالة من وراء الغيم | حسام الدين بهي الدين ريشو | منبر البوح الهادئ | 10 | 09-17-2012 01:57 PM |
العدل | عبدالله باسودان | منبر الحوارات الثقافية العامة | 1 | 07-30-2011 11:32 AM |