احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2407
 
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية

عبدالأمير البكاء is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
342

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة
العراق / النجف الأشرف

رقم العضوية
8844
09-05-2011, 04:40 PM
المشاركة 1
09-05-2011, 04:40 PM
المشاركة 1
افتراضي شرُ البليةِ لا يُضحك
قصة قصيرة
شرُ البليةِ لا يُضحك
قال لي مسترشدا : جئتك بأمر عويص , بات يؤرقني ويقض مضجعي , فلم أجد أحداً غيرك ابثه همومي التي اُعاني , وقبل أن تعظني وترشدني بآيات قرانية كريمة وأحاديث نبوية شريفة في طاعة الوالدين وحبهم فاني اقول لك جازما أني احفظ كل ماستذكره لي عن ظهر قلب , وأعمل به عملا لا يضاهيني به احد غيري , احب والدتي حد الهوس , واحترمها واطيع امرها مهما صعب تنفيذه , ولم يكن ذلك الا طاعة لله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم , وتعويضا لها عما خسرت من عزٍ ُاسري يوم فقدتْ والدي وانأ لم ابلغ الخامسة من عمري , فأحاطتني جزاها الله خيرا –ومنذ الصغر- بالرعاية والحنان المضاعف تعويضا عن حرماني الأبوي الذي عانيته صغيرا , فلم تبخل عليه يوما بشيء رغبته بل كانت تتخطى كل المصاعب والسبل لنيل مطلبي وإن كان عزيزا , فتقدمه لي مع ابتسامة تخفي وراءها عناءاً ورَهَقاً عظيمين , فصرتُ محط َّحسد وغيرة أقراني في الشارع والمدرسة , حتى صارتْ صفة (المدلل) اول اسمائي وابرزها حين مناداتهم لي ... لم تتزوج رُغم شبابها وكثرة خاطبيها ، وحاجتها الماسة الى رجل في البيت يحميها ويُلجم أفواه المتقوِّلين , فكانت تعتذر للخاطبين بانها لن (تكسر هيبة) وحيدها بزوج يذله ويهينه , وكبرتُ وكبرتْ معي طموحاتي الشبابية في نيل الشهادة الجامعية الرفيعه المتميزة , والاقتران بزوجة صالحة تعين والدتي الصامدة التي أنهكها درب تربية وحيدها المدلل , وتخرجتُ في كلية الهندسة بأعلى الدرجات , ماجعلني المفضل في التعين عند اغلب الشركات وبراتب يليق بإعالة والدتي والزوجة التي ساقترن بها برفاء ورفاه .. كان شرط والدتي يوم فاتحتها برغبتي بالزواج أن هي التي تختار لي الزوجة التي سأقترن بها , فكانت موافقتي فورية حين اشترطت هذا الشرط رغم علمي الراسخ بان اختيار شريكة العمر هو من أبسط حقوق الرجال حين يقدمون على الزواج ، ولم تكن موافقتي الفورية جائية من فراغ ، بل لسببين مهمين جدا , كان اولهما هو تلبيةً لرغبة والدتي التي لم ترفض لي طلبا او رغبة مذ وعيت , وثانيهما هو التخلص من عبء اللوم والتقريع من قبلها فيما لو صدرتْ من زوجتي إساءة لها او تصرف غير مقبول , فأكون حينها في حِل من امري حيال اختيارها هي وليس انا , واختارتْ والدتي ابنة خالتي زوجة لي , تلك الفتاة التي يختزن صندوق ذاكرتي (الاسود) مواقف لها معي سيئة مؤلمة ايام الطفولة ، اذ كانت لا تفتأ تعيرني بيُتمي وهي تجلس في حضن ابيها مبتسمة شامتة بي , فاضطر حينها الى الهرب من بيت خالتي باكيا رغم عشقي العارم لخالتي وزوجها واولادهما , وقبلتُ بالعرض مضحيا مقابل تضحياتٍ جمة سبقتني بها والدتي منذ الصغر , وتزوجتُ من ابنة خالتي زواجا خاليا من العاطفة والتوافق والرغبة الجسدية عند كلا الطرفين . لم (تُصبّحني) والدتي في صباحية العرس ككل العرسان , اذ لم اجدها عند الصباح في البيت فعرفت حينها انها هي الاخرى قد باتت ليلة تعسة مؤلمة كما نحن كنا , اذ لم تـُطق النوم من دوم وحيدها الذي تعودته وهو يودعها بـ(تصبحين على خير)بعد ان يملأ غرفة نومها مرحا وضحكا كلما أوَتْ الى فراشها , ومنذ تلك الليلة البائسة (اليابسة) ووالدتي تختلق المرض تلو الاخر كلما اختليت بزوجتي في غرفة نومي ! فلا يهدأ عويلها ونشيجها وشكواها الا بعد مغادرتي غرفة نومي فزعا والجلوس معها ساهرا الى الصباح مواسيا , رغم علمي الراسخ والأكيد بان ما تشكو منه وتعانيه هو الالم النفسي المحض كأغلب النساء اللواتي يتزوج ابناؤهن , فينتابهن القلق والغيرة من تلك الانسانة (الطارئة!) التي دخلت حياتهن فجأة (فسرقتْ) منهن جُل اهتمام اولادهن الذين ربّيْنهم بالدموع والآلام منذ الصغر , لم تستمر والدتي على اختلاق الامراض طويلا , فأبدلته باللوم والسب والتقريع المر لزوجتي لأتفه الاسباب , بعد أن عرفتْ أني صرتُ اختلس كل ليلة ساعة او ساعتين لآوي الى فراشي للنوم فقط بدلا من الكرسي الخشبي المحاذي لسريرها ! لكن سكوتنا على تقريعها لنا , واعتذارنا عن كل خطأ لم نرتكبه زاد من يأسها في تحقيق ما تصبو اليه , فقررتْ تفريقنا عن بعض بطلب (رسمي) مصحوب بالبكاء والشكوى , بان يكون نومي بغرفتها بدلا من غرفتي عقوبة لزوجتي (العاقة!) كما تنعتها دائما , فوافقتُ فورا مداراة لوضع والدتي الجديد الحرج ولأن المودة والرحمة لم تـُجعَل بيني وبين زوجتي بعد , وبقيتُ على هذه الحال شهرا كاملا أقتنص فيه بعض السويعات يوميا لتغير ملابسي في غرفتي او للحديث مع زوجتي بأمور عامة , تكون غالبيتها اشارات وإيماءات خبرْنا معانيها ورموزها ، وذلك خوفا من استفزاز والدتي ذات الإنصات عالي التردد!
الى أن جاء اليوم الذي حسمتْ فيه والدتي أمر علاقتي بزوجتي , فخيرتني – بعد مقدمة طويلة في بيان فضلها عليَّ في تربيتي وتضحياتها من اجلي – بين أن اختار تطليق زوجتي وقطع علاقتي بها نهائيا , واما أن اخرج من البيت لنسكن في بيت بعيد عنها ! وحين سالتها عن الجرم الذي ارتكبته زوجتي بحقها , أجابت : أن لا جرم ارتكبتْ زوجتك بل لا أنا ُاطيق رؤية امرأة اخرى تشاركني الاهتمام بك وبشؤونك مهما كانت قرابتها مني وقربها من نفسي ! فبقيتُ أعيش في دوامة لا ألوي على شيء منذ أن خيرتني والدتي ذنيك الخيارين ، لذا فاني جئتك ياسيدي لترشدني الى الطريق الاسلم للتوفيق بينهما , لان الابتعاد عن والدتي والعيش مع انسانة لا احبها لهو الموت بعينه , وأن تطليق امرأة لا ذنب لها , لا معي ولا مع والدتي يعني ارتكاب جريمة بحقها لا تسامح معها ولا غفران , فارجوك ياسيدي أن تدلني على ايجاد حل لمأزقي هذا فأكون لك من الشاكرين .
اشعلتُ السيجارة الثامنة من علبة سجائري وقلت له: يا اخي الكريم لم تكن مشكلتك هذه فريدة من نوعها في مجتمعنا العربي الإسلامي , بل يوجد منها المئات بل الألوف وبمختلف الأشكال والمسميات , وبما أن والدتك عافاها الله ليست كبيرة السن وجميلة فان حلّالي مشكلة والدتك موجودون وبكثرة , لكني قبل أن اشرح لك بنود الحل الناجح والناجع سوف اعرض مشكلتك هذه على إخوة لي وأخوات في المنابر الثقافية علـّي أجد من يُسعفنا بحل يريح كل الاطراف ويسعدهم .


قديم 09-11-2011, 11:58 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والله أيها الصديق . . فقد وضعتنا أمام أحجية مالها من حل . .
ولكن لا شك أن الإنسان لايمكنه ترك أمه غاضبة منه وعليه أن يراضيها (ويقنعها) أن تقبل بزواجه . .
ويحببها في الذرية القادمة والتي ستعوضها عن (فقدانها) لابنها الذي صار رجلاً وماعاد صغيراً . .

عزيزي . .
تقبل مني التحية والتقدبر . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 09-16-2011, 11:46 AM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعودنا اجتماعيا أن نلاحظ آثار الغيرة على الأم التي اعتادت أن تكون الشخص الأول و ربما الوحيد الذي يعتني بابنها ثم في لحظة واحدة تنتقل منها هذه " السلطات" إن صح التعبير إلى شخص آخر لتبدأ علاقة غير طيبة بين الطرفين " الكنة و الحماة " مهما حاول الطرفين إخفاءها و القول أنها غير موجودة .. و مع هذا تبقى الأزمة في ذروتها لمدة قصيرة ثم تبدأ بالنزول بفعل التعود و بتغليب عاطفة الأمومة التي لا ترتجي إلا الخير لابنها
لكن هناك العلاقة تتخذ منحى مرضيا حين يكون هذا الابن محور اهتمام الأم الوحيد بفعل وفاة الأب أو التفريق ما بين الأب و الأم .. في هذه الحالة تصب الأم كامل اهتمامها على ابنها و هذه الرعاية في حقيقة الأمر ذات وجه سلبي كبير التأثير بحيث يكون الابن مسلوب الشخصية و الإرادة أمام إرادة أمه في كل محاولة تمرد تشهر في وجهه تفانيها و خدمتها له و خوفها عليه و هؤلاء يسمون في علم النفس " مستنزفو الطاقة " لأنهم في هذه الحالة يمتصون الغضب على التسلط الذي يمارسونه على حيوات أبنائهم بتغليفه بداعي الرعاية و التفاني مما يجعل المرء أمامهم مشلولا تماما و غير قادر على التمرد أو حتى إبداء الرأي
شخصية هذه الأم التي ذكرت هنا في القصة هي حالة مدرسية في علم النفس و ناقشها الروائي العالمي " نجيب محفوظ" في روايته " السراب " و ذكر أقصى ما يمكن أن يقود هذا التسلط المغلف بالرعاية إلى أمراض نفسية و جسدية و اجتماعية
قبل أن نعرض لهذه الأم فكرة إشغالها بالعناية بشخص آخر " زوج مثلا" علينا تبصيرها بمدى ما تلحقه من اذى نفسي بابنها و من ظلم بإنسانة لم تقترف ذنبا لأن هذه الأم في الحقيقة قد لا تكون مدركة لحجم الأضرار التي تسببها ..و هذا طبعا يكون ضمن عيادة الطب النفسي" و العلاج النفسي ليس وصمة بحال من الأحوال فكلنا في وقت معين نحتاجه"
أ. عبد الأمير البكاء
هذا رأيي الشخصي في القضية التي طرحتها و هو طرح متميز حتما
تحيتي لك دوما


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.