احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3803
 
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية

زياد القنطار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
385

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Sep 2014

الاقامة
سوري ...أعمل في سلطنة عمان

رقم العضوية
13217
10-06-2015, 02:38 AM
المشاركة 1
10-06-2015, 02:38 AM
المشاركة 1
افتراضي الحذاء اللامع
[justify]طقطقة مقص الشجر تجفل الدوري ,ويصفق أغصان المرجان بجناحيه ,تحملانه ليحط هناك ,على سنديانة تتوسط الحديقة شاخ الزمن ومازالت أغصانها تميل على أصوات ساكنيها .
ــ قاتل الله نصل هذا المقص فقد أصبح العمل به متعباً .
ــ أيقول قائل : إن الأغصان بلينها قادرة أن تثلم هذا النصل وتترك به هذه الندوب ..!!؟؟
يباعد بين نصلي المقص ,يتلمسهما ,وبابتسامة مواسية ارتسمت على شفتيه ,يقرر معها أن يستبدله من الغد , أفزع شروده دوري تخلف عن الركب , فأطبق المقص على إحدى أصابعه . يسقط المقص من بين يديه ,ويدس إصبعه الجريح في قبضة يده الأخرى ضاغطاً على جرحه مهرولاً باتجاه غرفة العم أسعد ,يستنجده معقماً وقطعة قماش يلف بها إصبعه ريثما يلحق بالمستشفى , يأخذ العم أسعد إصبع أسد يتفحصها, ويطلق قهقهة مدوية .
ــ أهذا هو جرحك الذي تستغيث من ألمه ..؟
.يالهذا الجيل ,ياللينه وقلة حيلته .!!\
انظر إلى إبهامي هل تراه يا أسد ..؟؟
يوم أخذ ذاك الحجر رأسه متآمراً مع الحجر الذي تحته ,على الفور تناول والدي براحة كفه تراباً ناعماً من حديقة بيتنا , ووضعه على الجرح فطهره بطهر ذاك الثرى , قصَّ من باقية ثوب يستر جسده قطعة , ولف إبهامي بها وأكملت وإياه سور بيتنا ,وأنت وسيدتك تسوران الحديقة بمرجان لا يحمي حتى من عيون المارة .
يعض أسد على شفتيه من الألم ,يهم بالخروج مسرعاً ليلحق بالمستشفى ..
يقهقه العم أسعد من جديد ,ويناديه :
ياأسد ..نسيت أن أقول لك أن والدي ألزمني أن أبول على جرحي قبل أن يضع التراب عليه ..يقطب أسد شفتيه ممتعضاً , يهمسها في داخله (خَرِف ) ويسلم للريح قدميه , تشيعه قهقهة العم أسعد .
على موعد وفنجان قهوتها مع الصباح ,لم يحصل أن باغتها بمخدعها يوماً ,تباكره بآخر صبحات أعوامها الأربعين, ولمّا تزل تتفقد جمالها الحاضر بمرآتها الصغيرة التي ترافقها في كل صباح إلى حيث كرسيها وطاولتها.
يقترب أسد من طاولتها بفنجان القهوة الذي تعودته من يديه ,ولطالما أثنت على مذاقه ,يضعه على الطاولة بصوته الهادئ:
ــ صباح الخير .
ــ صباح النور .
تتنبه لإصبعه الملفوف ,ترفع عينيها متسائلة فتلتقي بعيني أسد وكأنها المرة الأولى .ترتعد .! صوت ينادي بداخلها ما أشبههما بعيني خالد .! تنزل نظارتها الشمسية هرباً من اللحظة ,وتتابع الاطمئنان عليه, يغادر, تتابع خطواته ,تتفقد حذائه الذي خالطه طين الحديقة . مازالت تمقت الحذاء اللامع في أقدام الرجال ..!!!!!
ترفع نظارتها ,وتمسح عينيها بطرف منديل كأنها تمسح منهما قلق اللحظة والتقاء عيني أسد ,تأخذ رشفة من فنجانها تسبل معها الأجفان ,فيجفل شرودها صوت نغمة رسالة على جوالها ,تفتح الرسالة تقرأ...
ـــ رقم التحويل (8111973) ادفعي المبلغ لمتعهد البناية الجديدة . (فيصل)
تهمس لروحها .. ليتك عنونتها بصباح الخير ,وأقفلتها بأحبك أو أشتاقك وليذهب كل مابينهما إلى الجحيم .
تأخذ رشفتها الثانية ,تصحو معها الذاكرة وترحل بها إلى بوابة المدرسة ,إلى ذاك اليوم لحظة اقتراب خالد منها ليدسّ بيدها مزقة من دفتره لم تحفل بغير كلمة أحبك, فكانت أغنى من كل سطور الدنيا وبات لمعان عيني خالد في تلك اللحظة يرتسم في مخيلتها كلما قرأتها من جديد .
عندما بدأت عرَّافتها بقراءة فنجانها ذلك اليوم ,لم تكن مواصفات العريس الذي بشرت بقدومه, تتوافق مع مواصفات خالد , فسمرة خالد ,وأنفه الدقيق , وشعره الأجعد , وطوله وتناسقه لم تحضرجميعها في فنجانها ,سخرت يومها من جهل تلك العرافة وأشفقت على اللواتي يستمعن إليها بشغف وترقب .
يوم قدوم فيصل زوجها لخطبتها ,لم تقف على الشرفة لتتبين وسامة وأناقة به , إنما دفع بها القلق أن تصدق عرافتها ,وتجدب بصدقها الأحلام ,ويغرَّب خالداً إلى ذاكرة الأيام .
بسيارته الفارهة وقف فيصل أمام منزل والدها , بحيث يراه الجميع ,شرع بمسح حذائه , وتفقد أناقته ولم ينس أن تسبقه رائحة عطره, تصافح أنوف مستقبليه قبل أن تتصافح الأيدي ,وهذا ماتندرت به والدتها عندما غادرهم تاركاً بيد أبيها ـ الحاج محسن ـ مغلفاً كان مابداخله كفيلاً بأن يخرس الألسن إلا عن الموافقة, رغم تذمر الحاج محسن من جرأته ونظراته المتفحصة لجسد ابنته ,
يومها أحست أنها عارية أمامه , مجاهدةً أن تستر حتى يديها, أرادت أن تختبيء ,أن تلوذ , أن تهرب, كانت نظراته التي تفيض بالاشتهاء تبعث فيها ارتعادة مازالت تحسها كلما اقترب منها في زياراته الخاطفة ,وما أن يغادر حتى تشعر بأمانها الذي تفتقده بين يديه . ما أصعب أن تكون الوحدة أماناً ....!! تهمسها تنهيدة قادمة من عمق روحها .
تباغت الشمس وجنتيها ,تخلي مكانها وتعود لغرفتها .وقفت أمام مرآتها تتفقد جمالها كعادتها , تشتاق هذا البريق في عينيها , لم يحدث أن رأتهما بكل هذا اللمعان منذ زمن بعيد.. لم تنكر حضوره, سرَّها الأمر بقدر قلقها وأسعدها هذا التوقد المفاجيء .
في صباح يومها التالي لم ينته أسد من وضع فنجان القهوة على طاولتها حتى بادرته قائلة:
_هل لديك محاضرات اليوم ...؟؟
_نعم لدي محاضرة واحده ..تنتهي عند التاسعة .
_إذاً ستلاقيني بمكتب التحويلات في تمام العاشرة , سأستلم مبلغاً كبيراً ولا أريد أن أكون بمفردي ...
كانت تكلمه وتتفحض وسامته ويفاعته التي لم تنتبه إليهما من قبل, وأدركت أن أسداً قرأ في بريق عينيها صفحة حرمان أرادت أن يتوقف أو يمر عليها .
كان العم أسعد قد كفل أسداً عند فيصل صاحب المنزل وزوج السيدة ,فأسد طالب نجيب كما قال العم أسعد وهو يقدمه للأستاذ فيصل , لم يسعفه الحظ في الحصول على سكن جامعي ,وهو طالب الهندسة الزراعية ,فتشفعت له قربته بالعم أسعد عند الأستاذ فيصل , وأفرد له غرفة بحديقة المنزل مقابل إشرافه عليها .كان لقاءه الوحيد بالأستاذ فيصل قبل سنتين عندما أتى بزيارة قصيره لإنجاز بعض الأعمال المعلقه .وأطربه ثناء سمعه منه عن اهتمامه بحديقة المنزل ,وخصص له راتباً شهرياً أعانه في رحلة دراسته ليقف هذا العام على أبواب التخرج .
كان أسد على الموعد في مكتب التحويلات, استلمت السيدة روعة المبلغ , وضعته داخل الحقيبه, وأعطتها لأسد وخرجا إلى حيث سيارتها , أراد أن يعتذر ويذهب ,لكنها أصرت أن يرافقها ,وأمام أحد المقاهي ركنت سيارتها وأومأت لأسد بالنزول, تبعها إلى طاولة اختارتها بجانب النافذه , وأشارت إليه بالجلوس وهو مازال مأخوذاً بدهشته ,عاجلته بالسؤال بإحساس الأنثى الذي أيقن ارتباكه :
ــ هل ستعود إلى القرية بعد انتهاء دراستك .؟؟
ــ نعم ياسيدة روعة, فلي أهل ينتظرون العودة بفارغ الصبر .
ــ مبتسمة ..!! الأهل فقط ؟؟ أما من أحد آخر ينتظر عودتك ..؟؟
ــ كلا ياسيدة روعة لا أحد .
ــ تضحك ...نعم نسيت ربما هي هنا وتدرس معك في ذات القسم ..؟؟
ــ ولا هنا ياسيدتي ...
ــ أيعقل يا أسد مع كل هذه الوسامة أن لايكون أحد بانتظارك ,سمعت أن الحياة في الجامعة لها نكهتها ,ولا مشكلة بالتعارف والحب والصداقة, وكلها أبوابها رحبة ,فلما أوصدت بوجهك إن كنت تصدقني .
ــ ياسيدتي.. الحب لا يأتي من الأبواب الخلفية ,والفقر يوصد أبواب الحلم الأمامية ,فأنا ما أوسعت أحلامي لتبقى على مقاسي .
ــ تبتسم ,,,أنت لست وسيماً وحسب وتفلسف الأمور أيضاً ,هل تعلم يا أسد الحب يأتي بالغنى كل الغنى فلا ترجمه بفقر لن يسعفك غناك الذي تنتظر عيش لحظة حب حقيقية .
ــ لكن ياسيدتي .....
ــ لكن يأ أسد......
تصمت تتعلق عيناها بعيني أسد ,تسأله مباغتة..
ــ أتراني جميلة يا أسد..؟؟
تحاول عيناه الفرار, يتعلثم, يدور لسانه بانعقاد ريقه .
ــ جججج جميلة وفاتنة أيضاً .
ــ وبقانون النساء أنا أصغرك بسنوات ..مقهقه بحيث تثير انتباه من حولها .
تتابع ..
- أتدري .,؟ كل هذا المال الذي تحمله بين يديك لايساوي أن تحتضن حبيباً للحظة ,وبدونه يرافقك الصقيع أين كنت .
_والحرمان ياسيدتي له سطوته .
_الحرمان ليس أن تقفر جيوبك يا أسد ,الحرمان أن تصحو على روح تريد أن تهجر جسدك عند كل سانحة, لتنفلت من عقال يأسرها تستغيث ولا من مجيب .
يرفع عينيه ,تنفلت دمعة من عينيها ,يمسحها بكفه تمسك يده تضغط عليها ,تأخذ منه حقيبة النقود , تهمسه ,أنتظرك اليوم في الساعة الثانية عشرة ليلاً في داخل المنزل ,لا تتأخرسأترك الباب مفتوحاً ..!! تشيعها نظراته وذهوله إلى حيث غابت ,وبقي متسمراً في كرسيه , تعصف برأسه الأسئلة وتبقى الإجابات حائرة ..لماذا الآن ....؟؟ لمَ انتظرت كل هذا الوقت ..؟؟ في كل صباح كنت ألتقيها , كان يلفتني جمالها ,وأختلس منه نظرات تطول أحياناً ولم يحدث أن التفتت يوماً ,أو رفعت نظرها والتقت منَّا العيون ...أيكون..!؟ أيعقل..!؟ أيحدث أن..!؟ لالا ...ولكن لمَ لا.؟ أنا صحيح كذبت عليها ولكن لي تجربة مع الأنثى وأستطيع أن أقيس عليها ...ولكن ..!؟
نعم قالتها اعترفت بوسامتي ,ورأيت في عينيها ما لاينكر حرمانها .وإعجابها ..لايعجز الأنثى أن توصل رسالة تريدها أن تصل ...
كلما اقترب الموعد كلما تزاحمت الأسئلة ,ولم ينس أن يتفقد العم أسعد غير مرة ليطمئن على اسغراقه بنوم عميق ,ولكن ماذا لو حدث أن قام وتفقده ؟؟ .صحيح أنه لم يفعلها ,ولكن من يدر ..تقترب عقارب الساعة من الموعد ,يخرج متسللاً من غرفته ,تهجره الأسئلة ,وخلا حلمه إلامن جسد ستلفه يداه, سكنت الدنيا من حوله ولم يبق إلا قرع طبول الرغبة في أذنيه, كلما اقترب كلما زاد قرعها ,لم يلمحها اليوم منذ أن تركته بالمقهي ,ربما تتفرغ لزينتها لتستقبله عروساً بكامل أناقتها , فاردة شعرها, يموج ثوبها الرقيق على جسدها, قد يكون أصفرا أحمرا ,نعم اللون الأحمر أكثر جمالاً على ذلك الجسد , ,ستنتظرني خلف الباب قالت ستتركه مفتوحاً ,تحضنني وأحملها بين ذراعي أضعها على السرير ..
هاهي يده تلامس قبضة الباب وهو في غمرة نشوته حرّكها للأسفل ..دفعه ليدلف مسرعاً إلى داخل المنزل ,اصطدم وجهه بالباب..,
أطفأت شمعتها عند رأس سريرها قاربت بين ساقيها وصدرها تتقي برده ,ليباكرها الصباح بفنجان قهوة من يد العم أسعد ............
[/justify]


مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة ... شبكة منابر ثقافية في نسختها الأولى


هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-07-2015, 02:24 PM
المشاركة 2
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عصفوران وشجرة سنديان وجرحان
وأغصان لينة تركت في حد الحديد ندوب
وسوران احدهما من صخر وأخر من أغصان
وشيء خامد وأخر مكروه له لمعان
وزيارات خاطفه لها اثر عميق
وبريق لم يرى منذ زمن بعيد
الأستاذ العزيز زياد القنطار
نص رائع ساحر مليء بالحركة كله حياة
ونهاية مذهله لها روح تتكلم معنا وتخبرنا عن نتيجة الصراع
هاهي يده تلامس قبضة الباب وهو في غمرة نشوته حرّكها للأسفل ..دفعه ليدلف مسرعاً إلى داخل المنزل ,اصطدم وجهه بالباب..,
أطفأت شمعتها عند رأس سريرها قاربت بين ساقيها وصدرها تتقي برده ,ليباكرها الصباح بفنجان قهوة من يد العم أسعد
أطفأت شمعتها عند رأس سريرها قاربت بين ساقيها وصدرها تتقي برده ,ليباكرها الصباح بفنجان قهوة من يد العم أسعد ............

قديم 10-11-2015, 12:49 AM
المشاركة 3
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلاٍ بالأستاذ عبد العزيز .
خالص شكري لذائقتك ,,وامتناني للوقوف على النص ,وإطراء أثمنه ..
دائماً مني خالص التقدير والمودة

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-12-2015, 12:15 PM
المشاركة 4
عبير المعموري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تحية طيبة أ.زياد
سرد رائع يدفع القارئ على المتابعة ليرى مايكشفه السطر الاخير منه.
دمت متألقأ..كاتبا وناقدآ..
نقديري
عبير المعموري

حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!
عبير المعموري
قديم 10-12-2015, 12:30 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كأنها مدخل لرواية يا صديقي
سعدت كثيرا بهذا السرد الرشيق
تحيتي لك

قديم 10-14-2015, 01:31 AM
المشاركة 6
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة عبير المعموري .
دائماً أحمل جميل مرورك الباذخ , وأثمن لك متابعة تسعدني وأعتز بها ,,,
مني خالص الاحترام والتقدير

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-17-2015, 11:03 AM
المشاركة 7
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة ريم بدر الدين.
لبس أسعد من حرف ،تمر عليه ذائقتك.
مني،دائماً خالص التقدير

هبْني نقداً أهبك حرفاً

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحذاء اللامع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحذاء اللادغ .!!!! ق.ق.ج محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 4 03-21-2021 03:08 PM
الخروج من الحذاء .. ( قصة قصيرة )* محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 09-20-2015 11:41 AM
في الحذاء رسالة صبحي ياسين منبر الشعر العمودي 0 12-28-2014 04:21 PM
الإبداع اللامع في آية قصيرة محمد معمري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 11-20-2011 09:25 PM

الساعة الآن 09:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.