احصائيات

الردود
13

المشاهدات
6447
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
07-11-2011, 06:59 PM
المشاركة 1
07-11-2011, 06:59 PM
المشاركة 1
افتراضي الرد على فتوى قبول الدية فى قتل المتظاهرين
الرد على فتوى قبول الدية فى قتل المتظاهرين


تناثرت مؤخرا واحدة من الفتاوى والدعاوى المستفزة التى يُستخدم بها الدين لغرض فى نفس يعقوب ,
وأشباه هذه الدعوات التى ألفناها مؤخرا من بعض المنتسبين إلى السلفية ـ والسلفية منهم براء براءة الذئب من دم بن يعقوب ـ ومن آخرين لا هم لهم إلا تطبيق نظرية خالف تعرف ,
وما يهمنا حقيقة هو تدارس تلك المودة واللهفة التى يبديها بعض منسوبي التيار السلفي فى مصر للنظام السابق وللشرطة التى كانت عصاه الغليظة فى القتل والترويع , وهى مودة لا يمكن بأى تفسيرها إلا على وجهين ..
إما أنها تطبيق عملى لنظرية الإستبداد وحب العبودية التى شرحها المفكر الكبير عبد الرحمن الكواكبي والتى فسرت دفاع المظلومين عن الظالم بخلل نفسي فى طبيعة المقهورين واستمرائهم لتلك العبودية ,
وإما أنها كاشفة عن حقيقة الشائعة التى أطلقتها ضدهم بعض القوى من أنهم كانوا أداة فى يد الدولة لا أكثر ولا أقل , وأنهم ما اتخذوا الدين عبر الفضائيات إلا وسيلة للتكسب ..

وما يؤلمنا حقيقة أن هؤلاء المنتفعين الذين ظنهم أناس أهل دعوة وفقه , جاءت أحداث الثورة لتفضحهم فضيحة عظيمة مثلت صدمة كبري لجماهيرهم , ومثلت صدمة أكبر لعلماء المنهج السلفي الحقيقي الذين جاهدوا وكانوا فى مقدمة الثائرين والداعين للثورة , وأيضا لشباب المنهج السلفي وكتّابه والمدافعين عنه ضد افتراءات العلمانية والغرب ,
وذلك بعد أن مثل هؤلاء الدعاة نقطة مطعن بالغة القوة على الدين الإسلامى كله بأقوالهم ومواقفهم شديدة الخنوع التى سمحت لهم بمساندة النظم القمعية ضد الشعوب المنتفضة لنوال حريتها , وانكشفت على الفور أسطورة دعاة الفضائيات الذين ما فتئوا يدعون الناس لقول الحق فلما جاء موعد الإختبار كان السقوط مريعا ..
ورغم الموقف المخزى الذى اتخذوه من الثورة ومساندتهم نظام مبارك بكل قوة حتى سقوطه المدوى , ورغم أنهم باعوا مبارك تماما بعد سقوطه وفوجئنا ببعضهم يروح ويجيئ ويتاجر بالثورة ودم الشهداء دون أدنى حياء وهو الذى كان قبلها بأيام يتهم الثوار بالعمالة والفوضي والخروج عن الحاكم ..
ورغم أنهم استخدموا الدين ـ بمنتهى الوصولية ـ مطية للظهور الإعلامى وجعلوا من أكبر آيات الجهاد وأكثرها مثوبة جعلوها من أكبر الموبقات عندما تناسوا حديث النبي عليه الصلاة والسلام (أكبر الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) فجعلوها من أكبر المعاصي !!!
رغم كل هذه الفضائح التى أثقلت ضمير الأمة , إلا أنهم لا زالوا يثبتون فى كل يوم أن الإفتقاد إلى فضيلة الحياء فعلا يهدم أى شعور لدى المرء باحترام نفسه تطبيقا لحديث النبي عليه الصلاة والسلام
( إنه مما بلغ الناس من كلام النبوة الأولى , أنه إن لم تستح فاصنع ما شئت )
ففي ظل انتهاكات الشرطة الرهيبة التى عانى منها المتظاهرون وفى ظل الأحداث المزلزلة التى تطوف بالوطن نتيجة التأخر فى محاكمة قتلة الشهداء , خرج علينا بعضهم بدعوة غلفوها بغلاف إسلامى لإنقاذ رقبة سفاحى حبيب العادلى من القصاص العادل وذلك بدعوتهم لأهالى الشهداء لقبول الدية فى شهداء الثورة !!!

والمرء يحتار حقيقة فى فهم التركيبة النفسية لهؤلاء الناس ,
فبغض النظر عن أن هذه الدعوة لا اعتبار لها شرعا ولا حتى قانونا , ولا يمكن أن يقول بها عالم درس أساسيات الفقه , إلا أن مصدر الحيرة الحقيقي هو السؤال عن هذا الغرام الذى يشعر به أولئك الدعاة تجاه جهاز الشرطة لدرجة مناصرة نظامه قبل وأثناء الثورة , ثم المناداة بإنقاذهم من حق القصاص بعد الثورة !!
هذا بالإضافة لمدى الوقاحة فى اختيار التوقيت , فليت أنهم قدموا دعوتهم تلك بعد صدور أحكام الإعدام الواجبة ضد هؤلاء السفاحين الذين ترصدوا الثوار ببنادق القناصة وقتلوهم بدم بارد مباشرة فى القلب والصدر والرأس , وليت أنهم تقدموا بها بعد أن مثل كل المتهمين وكل القناصة للمحاكمة ,
بل تقدموا بها فى ظل تواطؤ حكومى أشعل غضب الجماهير للذروة عندما ماطلت المحاكم فى تلك المحاكمات ولم تقدم النيابة المصرية حتى اليوم عُشر المتهمين الحقيقيين من وزارة الداخلية , ولم تقدم قناصا واحدا من بين ثلثمائة قناص يتبعون وزارة الداخلية مارسوا عملهم ضد المتظاهرين بشهادة الشهود وبتوثيق ملفات الفيديو المصورة , وليس هذا فقط بل إن كافة القيادات التى تم تقديمها للمحاكمة خضعت لها وهى فى مناصبها الرسمية بجهاز الشرطة ؟!
وفى ظل هذا الجو المحتقن والشعور الكاسح بالظلم لدى أهالى الشهداء يخرج هؤلاء ليقترحوا عليهم الدية !!

ونعود للتأصيل الشرعى لهذه الفتوى أو هذا الإقتراح الذى يثير الأسي بقدر ما يثير من السخرية فى الواقع !!
فالدية فى هذا الموقف لا تجوز لا بالشرع ولا حتى بالقانون الوضعى ,
ونبدأ بالقانون الوضعى لسهولة القاعدة فيه ,
حيث أن القوانين الوضعية تأخذ بنظرية العقد الإجتماعى التى ألفها المفكر الفرنسي جان جاك روسو ومنها استقت أوربا نظرية القانون وعملت به , وتقوم هذه النظرية على أن الدولة تتكون من شعب يقطن وطنا معينا وسلطة توافقيه جاءت بإرادة هذا الشعب وتمثل الدولة أمامه ,
ووصف جان جاك روسو طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن الطبيعى أنها علاقة عقد إجتماعى يؤدى فيه المواطن حق الدولة فى الضرائب وفى الإلتزام بالقوانين التى تقرها الحكومة فى مقابل أن تضمن له الدولة حق المعيشة بأمان ,
ومن لوازم هذا العقد فى الجانب الجنائي ـ وهو موضوعنا ـ أن عقاب المجرم على أى جريمة تجاه أى مواطن فى الدولة هو حق أصيل للدولة وليس للفرد ,
بمعنى أن الفرد هنا لا يملك العفو عن مرتكب الجريمة حتى لو كان هذا الفرد هو المجنى عليه وحتى لو أبدى استعدادا للتنازل عن حقه ,
وقد رتب القانون الوضعى الحق فى الجريمة الجنائية إلى شقين ,
حق للفرد يتمثل فى إمكانية حصوله على التعويض المدنى نتيجة الجريمة , وفى حالة القتل يكون حق التعويض ثابتا لورثته , وذلك فى إثر حكم قضائي نهائي بات فى الشق الجنائي
وحق للدولة يتمثل فى احتفاظها وحدها بمعاقبة القاتل بحكم قضائي لا يتأثر بتنازل أهل المجنى عليه عن حقهم المدنى ,
والتطبيق المباشر لهذا الكلام معناه أن القانون الوضعى لا يقر مبدأ الدية من الأساس فى أى جريمة من الجرائم , لأنه يحتفظ للدولة بحق محاكمة وإدانة المجرم أو القاتل وتطبيق هذا الحكم بغض النظر عن موقف المجنى عليه .. ويقر فقط حالات التنازل عن القضية فى الجنح وليس فى الجنايات ,

أما فى الشريعة الإسلامية ,
فقد أقرت مبدأ الدية فى ظروف معينة كحكم اختياري محفوظ لولى الدم وحده يشمل جريمة القتل بالخطأ أو الجريمة شبه العمدية والعمدية بشرط أن تكون الجريمة فى تكييفها الشرعي جريمة قتل ,
وهذه هى النقطة الفارقة ..
وفى غير ذلك فالقصاص واجب لا شك فى ذلك يقوم به القاضي ــ ممثل الدولة ـ إلا أن يعفو ولى الدم أو يقبل بأخذ الدية , لأن الشريعة الإسلامية جعلت لولى الدم حقا أصيلا فى تطبيق القصاص وذلك فى قوله تعالى
( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا )
هذا كما سبق القول فى خصوص جريمة القتل ..

ولكن السؤال هنا ..
هل ما حدث من قتل للمتظاهرين السلميين على يد سفاحى وزارة الداخلية عمدا ومع سبق الإصرار يمكن أن يتم تكييفه فى إطار جريمة قتل ؟!
كلا بالطبع ..
فجريمة القتل كما عرفها الشرع وعرفتها أيضا القوانين الوضعية هى جريمة شخصية .. نكرر جريمة شخصية سواء كانت جريمة عمدية أو شبه عمدية أو على سبيل الخطأ ..
ومعنى أنها جريمة شخصية أنها تتمتع بنوع ما من التوصيف بين القاتل والمقتول , ويمثل هذا التوصيف دافعا للقتل أو الشروع فيه حسب التكييف القانونى للجريمة ,
أما قتل المتظاهرين من قناصة الداخلية بالعشرات , وبلا أدنى مبرر أو سبب أو سابق معرفة أو وجود أدنى عذر ـ قد لا يكون سببا للبراءة ـ لكنه يصلح كدافع للقتل , فهذه ليست جريمة قتل بل هى فى عرف الشريعة الإسلامية ( إفساد فى الأرض ) وهو تطبيق مباشر يستحق حد ( الحرابة ) لا حد القتل قصاصا
ويسميه القانون الحديث ( البلطجة والإرهاب )
والفارق الدقيق بين جريمة القتل العادية ـ التى توجب حد القتل ـ وبين الإفساد فى الأرض ـ الذى يوجب حد الحرابة ـ هو توافر الدافع للقتل من عدمه
فإن توافر دافع للقتل عند القاتل أيا كانت ملابسات هذا الدافع , فهى جريمة قتل تجوز فيها الدية بشروطها ..
أما عدم توافر الدافع فهو يخرج بالجريمة من جريمة قتل عادية إلى إفساد فى الأرض يستوجب إحدى العقوبات الثلاث التى حددتها الشريعة ويصبح القصاص فيه واجبا على الإمام أو من يقوم مقامه وهنا لا يمكن تطبيق نظرية الدية بأى حال من الأحوال وتحت أى مبرر ..

هذا فضلا على أن الدية فى شأن قضية قتل المتظاهرين بالذات , غير مسموح بها لأسباب واقعية تعود إلى طبيعة الجريمة فضلا على موانعها الشرعية
فالدية تستوجب قبول ولى الدم وهو ما يتعذر فعله أصلا لكثرة الضحايا وعدم اتفاقهم , وحتى لو حدث المستحيل وتم تجميع كافة أولياء الدم وقبوا الدية فى القتلي ,فهناك القتلى مجهولى الهوية , وهناك القتلى الذين ليس لهم ولى للدم وبالتالى تعود الولاية لولى الأمر فى الدولة وهنا لا يكون من حق الحاكم ( ولى الأمر ) قبول الدية لأنه ليس وليا أصيلا وبالتالى يستوجب القصاص بلا بديل
وهذا هو ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام مع الدهماء الذين قتلوا الراعى ونهبوا ماله فأمر بهم فسُملت أعينهم وقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف ثم نبذوا أى تركوا فى الشمس حتى ماتوا .. تطبيقا لحد الحرابة
ولما سبق يكون الحديث عن الدية فى معرض هذه الجريمة حديث خرافة يمكن القول به نظريا مع استحالة تطبيقه عمليا ..
يتبع ...


قديم 07-11-2011, 07:00 PM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولهذا عندما جاء أئمة الإسلام لتفسير آية الإفساد فى الأرض .. وهى قوله تعالى ..
( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )
وهذه الآية توضح الفارق بين جريمة القتل كفعل فردى وبين القتل إفسادا وإلحادا وإستحلالا للدم بلا مبرر
وهى قرينة الآية الكريمة ..
(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)
فى تفسير تلك الآيات لم يذكر المفسرون حرفا واحدا عن الدية , ولا تناولها الفقهاء فى معرض أحكام الإفساد فى الأرض إطلاقا وهى الجريمة الثابتة فى شأن قتل المتظاهرين حيث أنه قتل عمد لسفح الدماء بلا مبرر وبلا أدنى وازع واقترن هذا بنهب الأموال وترويع الآمنين لتصبح الجريمة مكتملة الأركان فى هذا الشأن
ولنعرض لما قاله بن كثير مثلا فى تفسيره ولنركز على المثال الذى ساقه هذا المفسر العظيم فى شرح تلك الآيات ..
يقول فيها بن كثير فى تفسيره ..
( والصحيح أن هذه الآية عامة في المشركين وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات ، كما رواه البخاري ومسلممن حديث أبي قلابة - واسمه عبد الله بن زيد الجرمي البصري- عن أنس بن مالك : أن نفرا ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام ، فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها وألبانها؟ " فقالوا : بلى . فخرجوا ، فشربوا من أبوالها وألبانها ، فصحوا فقتلوا الراعي وطردوا الإبل . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليهوسلم فبعث في آثارهم ، فأدركوا ، فجيء بهم ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمرت أعينهم ، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا .)

والمتأمل فى المثال السابق يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام طبق حد الإفساد فى الأرض ولم يطبق حد القتل لأن الجريمة كانت بلا مبرر حيث أن هؤلاء الدهماء قتلوا الراعى بلا معرفة مسبقة ولا أى مبرر ثم سلبوا ماله وطردوا إبله وأفسدوا فى الأرض لمجرد الرغبة فى ذلك دون أدنى دافع أو مبرر
فما بالنا بالله عليكم عندما نقارن هذه الجريمة بجريمة قتل ألف متظاهر على الأقل لا جريمة لهم إلا أنهم ضجوا من النهب المنظم لمواردهم المسلوبة وهتفوا لنيل حقوقهم بلا أدنى سلاح فكان جزاؤهم على أيدى عصابة نظام مبارك أن قتلهم بدم بارد وبأسلحة فتاكة قاصدا إلى ترويعهم وإلى مد شريان الحياة لنظامه الناهب واستمراره فى الحكم بلا أدنى شرعية
ناهيكم عن توافر أركان جريمة ( الإفساد فى الأرض ) على نظام مبارك وزبانية الداخلية أنفسهم قبل حتى أن يقتلوا متظاهرا واحدا من متظاهرى ثورة يناير المجيدة , وذلك يتضح من خلال استرجاع سياستهم الأمنية التى جعلت من الإسلام والتدين هدفا لها ,
فأى إفساد فى الأرض عند الله أعتى من أن يكون صاحب اللحية أو مؤدى الصلاة غير آمن فى سربه ولا على أهله , ويمارس شعائر دينه فى الخفاء كمان لو كان يرتكب الموبقات , وذلك خوفا من بطش الأنظمة التى تترصد المساجد وتترك حانات الخمور وأوكار الدعارة بل وتمنحها تراخيص رسمية أيضا .. وتعتبرهم من فنانى الدولة ووجوهها الإعلامية الرائدة !
وأى إفساد فى الأرض عند الله أكثر من أن تكون إسرائيل حليفة استراتيجية لنظام سياسي يدعى أن دينه الرسمى هو الإسلام , وتشترك سياسات نظام مبارك مع نظام أولمرت ونتياهو فى حصار وتجويع أطفال وعجائز المسلمين فى غزة باعتبارهم إرهابيين ومفسدين فى الأرض؟!
ليس هذا فقط ,
بل تصدر أحكام الإفراج عن الجواسيس الإسرائيليين والذين كانوا يُعاملون فى السجون معاملة الأشقاء , فى نفس الوقت الذى تمتلئ به معتقلات الداخلية بعشرين ألف معتقل لا ذنب لهم إلا أن قالوا ( ربنا الله ) !
ولم يشأ مبارك فى أواخر أيام حكمه أن يترك أدنى فارق بينه وبين إسرائيل ففتح المعتقلات والمحاكم الإستثنائية لرجال المقاومة الإسلامية ( حماس ) واعتبرهم من الإرهابيين المطلوبين ولفق لهم التهم المفتعلة لخدمة السياسة الإسرائيلية ولم يعد باقيا له إلا استبدال النسر فى العلم المصري بنجمة داوود حتى يتم تغيير اسم مصره إلى مصرائيل !

أفبعد هذا كله ..
وبعد ما فعله هامان وفرعون وجنودهما ..
يأتى إلينا شخص يدعى الإسلام ويدعى الإنتساب للسلف الصالح لكى يفتى أو يدعو للعفو عن قتلة الشهداء , ولقبول دية يعلم هو وغيره أنها من أموال الشعب المنهوبة لا من أموال هؤلاء السفاحين ..
وكم صدقت نبوءة نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال :
( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس , بل يقبضه بقبض العلماء , حتى إذا لم يعد عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا .. )

وكما ظهر من بين المنتسبين للسلفية أمثال هذه الآراء , ظهر للأسف الشديد مثلها فى مؤسسة الأزهر الشريف ,
ولو صدقت جريدة اليوم السابع فيما نقلته عن أحد أساتذة الثقافة الإسلامية لكانت كارثة ! , فقد نسبت إليه القول بأن الشهداء ليس لهم قصاص ولا حتى دية ! ,
لماذا ؟!
لأن الشهداء ـ حسب رأى الأستاذ الجامعى ـ لم يحدث أن طالب أحد فى تاريخ الإسلام ـ على حد زعمه ـ بالقصاص أو الدية بحقهم ,
ورغم أن هذا القول لا يحتاج ردا أصلا لما فيه من الخلط المريع إلا أنه ينبغي الإيضاح لمن فات عليه إدراك هذا ,
فالأستاذ الجامعى المنسوب للأزهر الشريف , جمع مفهوم الشهادة فى بوتقة واحدة وتعامل مع شهداء الحق شهداء الثورة المصرية كما يتعامل مع شهداء الحروب الإسلامية ـ وهم بالفعل لا قصاص لهم ولا دية ـ ونسي أو تناسي أن شهداء القتال والزود عن دين الله فى مواجهة العداء الخارجى وفى ساحة وميدان قتال , يختلف جذريا عن الشهادة فى سبيل الله فى مواجهة الظالم من المسلمين ,
فالشهادة أنواع ومرتبة على نحو حصري حسب ترتيب الأفضلية ,
أعلاها الشهادة فى سبيل الله وتنقسم ما بين الأعلى درجة وهى كلمة الحق فى مواجهة سلطان جائر , بنص حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) , وحديث آخر ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى حاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله )
والقسم الثانى هو الجهاد فى سبيل الله جنديا فى قتال ضد أعداء الإسلام لنشر الدعوة أو الزود عن أرض الإسلام والمسلمين ,
ثم تتابع درجات الشهادة بعد ذلك فيأتى شهيد القتال فى سبيل الأرض , ثم شهيد الدفاع عن ماله وأرضه وعرضه فى مواجهة غاصبين , ثم شهداء الإبتلاء بالطاعون أو الحريق أو ما سواها مما حددته نصوص الأحاديث النبوية واعتبرت الموت بسببه للمسلم الموحد شهادة فى سبيل الله ,
وبدون شك فإن الأنواع السابقة منها ما يستوجب القصاص ومنها ما لا يستوجبه ,
فشهيد القتال والحرب لا قصاص له ولا دية لأنه مات فى ميدان قتال , وكذلك شهيد الإبتلاء بالمرض ,
أما الشهادة فى سبيل الله فى وجه حاكم أو ظالم أو صاحب فتنة أو غاصب فلا شك أنه يستوجب القصاص بلا جدال ,,

فلو أخذنا بوجهة نظر القائل بعدم وجوب الدية والقصاص للشهيد لوقفنا عاجزين عن تفسير القصاص فى حالة شهداء الصحابة الذين بشرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالشهادة نصا فلقوا حتفهم بالقتل وتم القصاص من قاتليهم وهم الخلفاء الثلاثة الراشدين عمر وعثمان وعلىّ رضي الله عنهم وقال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام وهو واقف معهم على جبل أحد
( اثبت أحد .. فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان )
وكان معه أبا بكر وعمر وعثمان , وأما على رضي الله فقد بشره بالشهادة بحديث منفصل ونبأه بوسيلة قتله وصفة قاتله أيضا ..
وقد تم القصاص من أبي لؤلؤة المجوسي فى دم عمر رضي الله عنه , ونادى الصحابة جميعا بقصاص عثمان رضي الله عنه ولم تقم الفتنة على الخلاف فى وجوب القصاص وإنما قامت على الخلاف فى أصحاب الحق بالقصاص هل هو خليفة المسلمين علىّ أم ولى الدم معاوية رضي الله عنهم جميعا ,
وتم القصاص كذلك من عبد الرحمن بن ملجم الحميري الذى قتل عليا رضي الله عنه ,
فهل كان القصاص من قاتلى الخلفاء الثلاث قصاصا غير مشروع باعتبارهم شهداء ـ حسب نظرية الأستاذ الجامعى ـ أم يا ترى كانت صفة الشهادة للخلفاء الثلاثة غير متوفرة فى نظره ؟!

وليس هذا فقط ,
بل إن على بن أبي طالب رضي الله عنه أشعل حربا كاملة على الخوارج فى موقعة النهروان للقصاص من قتلة عبد الله بن خباب رضي الله عنهما , والذى قتله الخوارج هو وزوجته بالعراق , ولما طالب علىّ زعماء الخوارج أن يدفعوا إليه قتلة خباب رفضوا ذلك , فحاربهم فى النهروان وانتصر عليهم قصاصا لدم هذا الشهيد الجليل
كذلك ما اختلف أحد من العلماء على أحقية القصاص ـ بغض النظر عن إمكانية تطبيقه ـ من الخليفة المأمون فى قتله العلماء فى فتنة خلق القرآن وعلى رأسهم محمد بن نوحالذى كان أحد خمسة رفضوا اتباع المأمون فيما أمر به , وكذلك فى أحقية القصاص من الخليفة الواثق لقتله العالم الجليل أحمد بن نصر الخزاعى عندما نهاه عن القول بخلق القرآن ورفض موافقته على ذلك
والتاريخ الإسلامى حافل بأمثلة القصاص من الظالمين الذين قتلوا من نادى بالحق فى وجوههم , وهى الحالة التى تنطبق على من كل من خرج هاتفا بالحق فى وجه الحكام المعاصرين , فكان جزاؤه القتل والترويع ..

نسأل الله تعالى أن يتبصر أولى الأمر من القائمين على الدعوة أو النصح أو العلم ,
فليست الخطورة فيما يقولون أو يروجون له من بعض نظريات وآراء صادمة وحسب , بل الكارثة الأكبر أنهم يبدون هذه الآراء الشاذة وهم يتحدثون باسم الإسلام واسم السلف الصالح , وهو ما يستغله العلمانيون ومن تابعهم على ذلك فى غزل الإتهامات المختلفة والإفتراءات العديدة التى يوصم بها التيار الإسلامى بأكمله ,
هذا ناهيك عن استغلال التيارات البدعية المختلفة كالشيعة مثلا , لهذه الأمور كى يهتفوا تملقا للشعوب فى ثوراتها , وطعنا فى أهل السنة ومن يمثلهم مستغلين أمثال هذه الآراء للترويج لمذهبهم وأطماعهم ..
والله المستعان

قديم 07-25-2011, 03:57 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب المفكر محمد جاد الزغبي المحترم

والله إنها لمصيبة أن يتكاثر من يدعي العلم والعلم منه براء . .
وفي نفس الوقت أن يقل عدد العلماء الثقة التي يمكن للمسلم اتباعهم بقناعة راسخة . .
كم أنت جميل وكم أن مناقشتك راقية . .
نحن فعلاً وفي حال دائم نحتاج إلى علمك الذي تشفعه بالدلائل من الكتاب والسنة والسلف الصالح . .
لا أملك إلا أن أحييك وأشد على يدك وأدعو لك بالخير . .

تقبل من أخيك الدعاء بالتوفيق وزيادة الصبر على المحن والقناعة . .
وأن كل ما نفعله في حياتنا مرصود لوجه الله تعالى . .
هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون الموحدون . .

دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 07-25-2011, 05:49 PM
المشاركة 4
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك وعليك أخى الكريم
وهذا الامر بالذات أمر محبط بشدة
فقد خاب ظننا بالكثير من شيوخنا الذين وقرنهم وحسبناهم على ما رأينا من ظواهرهم ,
ففوجئنا والله بكلام يندى له الجبين , مثل هذه الفتاوى وفتوى أن الشهداء فى الثورة ليسوا بشهداء !!
تخيل ..
عالم يكلف نفسه ليقيم الدليل على عدم اعتبار شخص ما شهيدا رغم كونها فى علم الغيب وهو ـ كمسلم ـ مطالب بالدعاء له بالفضل لا سيما فى تلك الحالة ,
فمن أين له الجزم بأن هؤلاء ليسوا شهداء لست أدرى

وهذا إن أثبت شيئ فقد أثبت أن ما يسمى بالتيار الإسلامى بكافة صنوفه لا هم إلا العراكات وافتعال المعارك التى لا تجلب لهم صداعا مع السلطات ..
وهذا يثبت أن الدين ليس فلان ولا علان
وليس تيارا بمسمى أيا كان
بل هو مستقل باسمه عن كافة المسميات , وبالإخلاص وحده يرتفع شأن معتنقيه

قديم 07-25-2011, 11:25 PM
المشاركة 5
أسامة المهدي
ابـن النيـل
  • غير موجود
افتراضي
أستاذنا الموقر

زادك الله من علمة وفضله ،
لتنفع به أهلك وأخوتك في الدين وفي الوطن ، خاصة في هذه الأوقات التي يختلط فيها الكلام بالكلام ، ولا يبين لنا الصواب مما هو غيره

وإني لأنتهز هذه الفرصة لأسـأل عن أمر قرأت عنه خبرا في إحدى الصحف يييد بأن بعض المنشورات يتم توزيعها في مترو الأنفاق بالقاهرة ، وجاء فبها بحسب ما نشرته الصحيفة:
"..... فالواجب على شعب مصر هو (السمع والطاعة في المعروف للمجلس العسكري) ولذلك تبرير "لأنهم ولاة الأمر في هذه الفترة الانتقالية باتفاق الأئمة الأعلام على مدار الزمان، والحكماء والعقلاء والأوفياء - خطوط حمراء تحت صفة الوفاء"
وأيضا :"..... فمن أطاع المجلس الأعلى فقد أطاع رسول الله، ومن عصاهم فقد عصى رسول الله" مستشهدا بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم-:"من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله،ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني".
وكذلك :"........ من أراد أن يقوم بدور الناصح الأمين للمجلس الأعلى فبالأدب والاحترام، مشددا على أن يكون ذلك "سراً دون إعلام أحد من الناس" ....... "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له".

ولأهمية هذا الموضوع في الظروف الراهنة ونظرا للتداخل بين ما هو ديني وما هو سياسي ، نرجو أن تبين لنا الأمر فقد اختلطت الأمر ولا نريد أن نغامر بديننا أثناء ممارستنا لما نراه ونعتقده أمرا سياسيا

ولكم جزيل الشكر والتقدير



ولي بين الضلوع دم ولحم . . . هما الواهي الذي ثكل الشبابا


يشرفني زيارتكم مدونتي الموسيقية
www.sama3eyat.blogspot.com
قديم 07-26-2011, 07:46 PM
المشاركة 6
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
د رتب القانون الوضعى الحق فى الجريمة الجنائية إلى شقين ,
حق للفرد يتمثل فى إمكانية حصوله على التعويض المدنى نتيجة الجريمة , وفى حالة القتل يكون حق التعويض ثابتا لورثته , وذلك فى إثر حكم قضائي نهائي بات فى الشق الجنائي
وحق للدولة يتمثل فى احتفاظها وحدها بمعاقبة القاتل بحكم قضائي لا يتأثر بتنازل أهل المجنى عليه عن حقهم المدنى ,
والتطبيق المباشر لهذا الكلام معناه أن القانون الوضعى لا يقر مبدأ الدية من الأساس فى أى جريمة من الجرائم , لأنه يحتفظ للدولة بحق محاكمة وإدانة المجرم أو القاتل وتطبيق هذا الحكم بغض النظر عن موقف المجنى عليه .. ويقر فقط حالات التنازل عن القضية فى الجنح وليس فى الجنايات ,

أما فى الشريعة الإسلامية ,
فقد أقرت مبدأ الدية فى ظروف معينة كحكم اختياري محفوظ لولى الدم وحده يشمل جريمة القتل بالخطأ أو الجريمة شبه العمدية والعمدية بشرط أن تكون الجريمة فى تكييفها الشرعي جريمة قتل ,
وهذه هى النقطة الفارقة ..
وفى غير ذلك فالقصاص واجب لا شك فى ذلك يقوم به القاضي ــ ممثل الدولة ـ إلا أن يعفو ولى الدم أو يقبل بأخذ الدية , لأن الشريعة الإسلامية جعلت لولى الدم حقا أصيلا فى تطبيق القصاص وذلك فى قوله تعالى
( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا )
.................................................. .................................................. ......................

الاخ والاستاذ الفاضل محمد بعد التحيه :


اقرك على ما قدمت بالدليل والبرهان القاطع , واضيف بعد اذنك بأنه في القانون الوضعي والمتمثل بقانون العقوبات والاصول الجزائيه وان اختلفت المسميات من بلد لاخر الا انها تصب في نفس القناه , اقول في قانون العقوبات هناك نص صريح على التعويض عن الحق المدني او ما يسمي الحق الشخصي المتمثل بالتعويض عما اصاب اهل المجني عليه من ضرر معنوي وادبي ومادي من جراء الجرم الذي لحق بالمجني عليه , وهذا لا يقلل من شأن الحكم على الجاني بالعقوبه المقرره سواء بالقتل العمد او حتى بالخطأ - الحق العام -, وان كان سبباا بالتخفيف بالعقوبه , وفي بعض الدول تعاقب باعدام القاتل في القتل العمد ,

ويجوز لاهل المجني عليه اسقاط حقهم الشخصي عن المتهم , وهذا لا يمنع من عقوبه الفاعل بالجرم المنسوب اليه , ولا تنسى عادتنا كعرب بما يسمى بالعطوه وعطوة الحق , التي تخفف من العقوبه امام المحاكم .

وفي الشريعه الاسلاميه موضوع الديه وارد في القتل الخطأ وايضا لا يعفي المتهم من العقوبه بل قد يخفف حسب وصف الجرم ,

اما في ما اشرت اليه وعن الشهداء في الثورات العربيه الحديثه جدا - والخاص بشعبنا الابي بمصر الشقيقه , فالوضع مختلف واتفق معك تماما , بأن تطبق العقوبه الاشد على المحرض - وهو الآمر بالقتل وبضرب المتظاهرين السلميين- وبمن نفذ وبكل من ساهم من قريب او بعيد في قتل متظاهر - ولهم الحق بالتعويض المادي والادبي عما فقدوا بالاضافه للعقوبه المقرره , والتعويض هنا - لا يمثل تعويضهم عما فقدوا بل هو جزء من القصاص المادي للفاعل
الذين نحسبهم عند الله شهداء ولا نزكي على الله احد

اكتفي راجية ان يتسع صدرك لمداخلتي

تحياااتي لشخصك الكريم

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 07-27-2011, 02:46 PM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]
أهلا بك أخى الفاضل أسامة المهدى
وجزاك الله خيرا ..

والذى أقوله بالنسبة للتيار السلفي ـ وينبغي التفرقة بين التيار السلفي كأشخاص والذى به الكثير من العيوب والملاحظات وبين المنهج السلفي الذى هو منهج كل مسلم على وجه الأرض ـ هذا التيار فى المجال السياسي به عيوب ترقي إلى درجة خلق الفرعونية لدى أى حاكم , والمشكلة أن هذا يتم باسم الدين وباسم الإسلام
رغم أن الإسلام هو دين الصدع بالحق فى وجه الظالم .. والتاريخ الإسلامى أمامنا مليئ بالنماذج الشارحة لذلك فضلا على أن الدعوة الإسلامية هى بالأصل كانت هتافا بالحق والوحدانية تجاه دنيا الشرك والمصالح السياسية , وهى دعوة كل نبي ورسول من المرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم
وهذه المشكلة أو العيب المركزى فى الشأن السياسي لدى التيار السلفي يكمن فى أنهم يطبقون فقط آيات الطاعة ويتجاهلون أى آية أو تشريع يطالب بالجهاد فى وجه الظلم , ويتجاهلون أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق , وهذا فى مجال المعاصي التقليدية فما بالك بسياسات الظلم والنفعية التى تهدر مصالح البلاد والعباد وما بالك بالخيانة والتواطؤ مع اليهود والصليبيين تجاه المسلمين وهى الأفعال المقرونة اليوم بسائر حكامنا ..

ومن الغريب أن يدعى أتباع التيار السلفي المعاصر أنهم يتبعون بن تيمية وأحمد بن حنبل , ورغم ذلك يتجاهلون جهاد هذين العملاقين ضد سياسات الحاكم التى أضرت بالتشريع فى أمور أهون بمراحل من الجرائم التى ارتكبها حكامنا اليوم

خلاصة القول أن سؤالك يمكن إجابته فى ضوء معرفة هذا العيب , حيث تقول
وإني لأنتهز هذه الفرصة لأسـأل عن أمر قرأت عنه خبرا في إحدى الصحف يييد بأن بعض المنشورات يتم توزيعها في مترو الأنفاق بالقاهرة ، وجاء فبها بحسب ما نشرته الصحيفة:
"..... فالواجب على شعب مصر هو (السمع والطاعة في المعروف للمجلس العسكري) ولذلك تبرير "لأنهم ولاة الأمر في هذه الفترة الانتقالية باتفاق الأئمة الأعلام على مدار الزمان، والحكماء والعقلاء والأوفياء - خطوط حمراء تحت صفة الوفاء"
وأيضا :"..... فمن أطاع المجلس الأعلى فقد أطاع رسول الله، ومن عصاهم فقد عصى رسول الله" مستشهدا بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم-:"من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله،ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني".
وكذلك :"........ من أراد أن يقوم بدور الناصح الأمين للمجلس الأعلى فبالأدب والاحترام، مشددا على أن يكون ذلك "سراً دون إعلام أحد من الناس" ....... "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له".
وأنت هنا على حق فى السؤال ..
لأن صاحب هذا الكلام يخلط ـ كالعادة ـ بين الأحكام , وعن عمد لأن مثل هذا الخلط لا يمكن أن يقع فيه العلماء والدعاة المنسوب إليهم هذه التصريحات
فكما خلطوا بين القصاص فى الجرائم الفردية وبين القصاص فى جرائم الساسة والإفساد فى الأرض
هنا نجدهم خلطوا بين النصيحة فى مواجهة الحاكم والتى يجب أن تتم فى السر وبين الصدع بالحق فى وجه الحكام إذا مالوا عن الحق وحرية التعبير عن الرأى
فالنصيحة إنما تكون فى غير أمور الضرر بالرعية , وحال توفر العلاقة التى تكفل لصاحب النصيحة أن يؤيديها بالسر فى وجه الحكام
أما فى حالتنا اليوم مع الحكام الذين هم بطبيعة الحال لا يمكن الوصول إلي مراكزهم فضلا على الوصول إليهم على انفراد حتى يمكن أن نؤدى النصيحة فى السر , فهذا الحال لا يمكن فيه القول بوجوب النصح فى السر
( ولعلك تذكر مصير من حاول الوصول إلى قصر أو موكب أى حاكم للنصح أو الشكوى وكيف كان مصيره على أيدى الحرس )
هذا أمر

والأمر الأكثر أهمية أن النصيحة لا تكون بصدد السياسات العامة فى البلاد كما أنها لا يمكن أن تعنى الحجر على الرأى وحصره فى وجوب النصح السري وإلا ما عرف الناس الحق من الباطل , كما أن الخبراء من العلماء والمفكرين سيصمتون عن توجيه أى نقد أو توجيه لسياسات الدولة فى الصحف ووسائل الإعلام طالما حصرنا الأمر فى النصح السري فحسب
فهنا كما قلنا وقع خلط بين ضرورة بيان الحق من الباطل ـ وبالحرية المسئولة المكفولة بكل الشرائع السماوية ـ وبين أمر النصح الذى لا يتوفر إلا لرموز المجتمع ممن يملكون سلطة الدخول على الحاكم والإنفراد به

ولو أن الأمر فى الإسلام يقتصر على النصح فقط وفى السر فلماذا قبل عمر بن الخطاب هتاف المرأة أمامه علانية عندما قالت ( ليس هذا لك با ابن الخطاب ) وذلك فى مسألة المهور التى أراد عمر تحديدها ..
فتقبلها عمر بل وأشاد بها قائلا كلمته الشهيرة ( أصابت امرأة وأخطأ عمر )
وكل هذا على ملأ من الناس
كذلك عشرات العلماء مثل بن حنبل وبن تيمية واجهوا السلطان بكلمة الحق علانية , لأن هذه الأمور التى تفرق بين الحق والباطل تتعدى مسألة النصيحة إلى مسألة وجوب الجهر بالحق ,

ونأتى لقولهم أن هذا الأمر لابد أن يتم بالأدب والإحترام !!
وهذتا شبيه بما يفعلونه عندما نهتف بتخطئة أى داعية نرى منه موقفا خاطئا أو جرما حقيقيا يتسبب فى تضليل الناس ,
فهم يعتبرون مجرد قولنا أن هذا الداعية أو ذاك أخطأ أو وقع فى نفاق السلطان أو أن كلامه لا يقره الإسلام , يعتبرون هذا من نوعية الخوض فى سير العلماء !!!
ولعمرى لو صح ذلك لما سلم من علماء المسلمين عالم واحد إذ أنهم جميعا ردوا على بعضهم البعض وبأعنف اللهجات والأقوال ,
وينبغي أن نفرق بين عنف اللهجة التى يستدعيه الموقف , وبين الشتائم أو السباب التى تعتبر حقا من التجاوز ,
فالنقد طالما أنه خلا من ألفاظ السب والإنتقاص والتخوين فهو نقد مقبول مهما حوى من قوة اللفظ وشدة المعنى ..
وهذا أمر من أوجب الواجب إذ يه بيان الحق من الباطل ,
وأصحاب هذه الأقوال مغرضون يهدفون كعادتهم إلى تقرير عصمة للحكام حتى لو لم يقولوها صراحة ويعتبرون قولنا للحاكم بأنه أخطأ أو أجرم فيه نوع من عدم الطاعة !!
وهذا قمة التلبيس على الناس والله المستعان

[/justify]

قديم 07-27-2011, 02:48 PM
المشاركة 8
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة القديرة والزميلة الفاضلة هند طاهر ..
أسعدنى إضافتك المميزة للموضوع من جانبه القانونى ..
ونأمل أن تزيدينا دوما بتلك المشاركات الفعالة ,
شكرا جزيلا لك

قديم 08-01-2011, 02:59 AM
المشاركة 9
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحقيقة ,

بحاجة دوما لجهودك هذه أستاذنا
لأن لمسة الصدق في هذا الزمن نادرة بجانب الغثاء الذي نراه

نحتاج أن نسمع الحق دوما ,
ونسأل الله أن تكون من أهل الحق
وبه يكون واجبا عليك مثل هذه الإيضاحات .. سننتظرها منك دوما
حتى نفهم حقيقة ما يدور بمثل تحليلاتك واجتهاداتك ونتمنى أن تتضافر الجهود
الشيء الذي يثبت نفسه ,
أن الواحد فينا لو جرد نفسه من أي تبعية لأي أحد سواء عقلية أو شخصية أو غيرها
لأدرك الحق وحده ببعض التأمل والإنصاف

عافانا الله من الفتن , ونسأله العون

قديم 08-04-2011, 12:22 AM
المشاركة 10
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك , وشكرا جزيلا لثقتك
نسأل الله تعالى أن يبين لنا الحق من الباطل ويجعل هذا فى سبيله دائما


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الرد على فتوى قبول الدية فى قتل المتظاهرين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مطر الجدب صهباء محمد بندق منبر البوح الهادئ 1 11-05-2016 12:59 PM
(( فتوى مهمة لكل من يحمل موبيل )) منى شوقى غنيم منبر الحوارات الثقافية العامة 11 07-17-2014 08:19 AM
فتوح مصر وأخبارها كتاب الكتروني رائع عادل محمد منبر رواق الكُتب. 2 02-19-2011 09:05 AM
فتوى للعز بن عبدالسلام عبدالسلام حمزة منبر الحوارات الثقافية العامة 4 08-22-2010 03:22 PM

الساعة الآن 12:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.