احصائيات

الردود
23

المشاهدات
31037
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.41

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
07-08-2011, 11:52 PM
المشاركة 1
07-08-2011, 11:52 PM
المشاركة 1
افتراضي ما سر العبقرية؟
ما سر العبقرية؟


من الواضح أن سمة العبقرية قد شغلت الإنسانية منذ فجر التاريخ، وذلك بصفتها احد أهم سمات الشخصية الإنسانية، وقد كان الفلاسفة الإغريق أول من حاول تقديم تفسير لسمة العبقرية واستمرت المحاولات عبر التاريخ ليومنا الحاضر، لكن ورغم كل هذا التراث المتراكم من المحاولات نجد من يرى بأن العبقرية هي سر الأسرار، وهي لغز، وشيء غامض، وما تزال تستعص على التفسير...وأن كل ما قدم من محاولات تفسيريه إنما يشكل وصف لبعض تجلياتها عند بعض العباقرة الأفذاذ.
فهل صحيح أن العبقرية هي سر الأسرار؟ وهل صحيح أنها شيء غامض؟ ولغز لا يمكن فهمه؟ أم أن التطور العلمي والتراكم الحضاري وتطور وسائل البحث عن المعلومة يجعلنا قادرين على تقديم تفسير لسر العبقرية؟ وما هو سر العبقرية إذا وما هو منشأها؟
في الواقع أن التطور الحضاري والفكري والمعرفي الإنساني وتوفر وسائل الاتصال والبحث عن المعلومة إضافة إلى مجموعة كبيرة من التطورات العلمية خاصة في مجال علم النفس وتشريح الدماغ البشري بشكل عام، ومن ثم بحثي المتواصل على مدار أربعين عاما في سر الإبداع، تجعلني أتحدث بثقة عن إمكانية تقديم تفسير للغز العبقرية هذا، وكشف سرها منشأها في إضافة مهمة لهذا الجهد الإنساني المتراكم عبر السنين.
لكن دعونا أولا أن نستكشف ما قاله الآخرون تاريخيا عن العبقرية وسرها...وبماذا عرّفوها!
يُعرف البعض العبقرية على أنها عملية لجوء للخلق والإبداع للحافظ على التوازن، ويرى البعض الآخر بأن العبقرية هي أعلى مستوى من مستويات الذكاء، وآخرون يرون أنها أعلى مستوى من مستويات القدرات العقلية، بينما يرى البعض الآخر أن العبقرية ما هي إلا قدرات عقلية تعتمد على الإدراك والتركيز والتحليل.
وبينما يرى البعض أن منشأ العبقرية يرجع إلى سرعة الانتقال في العمليات العقلية، يرى البعض الآخر، ومنهم ديفد بروكس، أن منشأ العبقرية ليس الذكاء وإنما العمل الدءوب حيث يمضى العبقري ساعات عديدة في التدريب على مهنته أكثر من الناس العاديين..وبحيث تصبح القدرة على العطاء العبقري عادة أكثر منها طبيعة، أو قدرة، أو سمة عقلية أخرى غير مفهومة.
أما الفيلسوف شوبنهور وهو واحد من ثلاثة فلاسفة كبار حاولوا تقديم تفسير للعبقرية حسب ما ورد في كتاب " اللاشعور" للدكتور على الوردي، فيرى بأن العبقري "يختلف عن الشخص العادي بشي واحد وهو قلة تقيده بما يتقيد به عامة الناس في اندفاع في سبيل الحياة، وتنازع على البقاء"، وفي رأيه "إن إرادة الحياة هي الدافع الرئيس الذي يدفع الفرد العادي نحو أعماله وأفكاره المتنوعة..ولذلك فهو ينظر في الأمور من خلال هذه الإرادة، أما العبقري فهو يسمو عن ذلك ويحاول أن يفهم الحياة على أساس موضوعي بحت" وبناء عليه فأن العبقرية عند شوبنهور هي "الموضوعية الخالصة في الفكر، والتي تمثل تلك القوة التي تجعل صاحبها يهمل مصالحه ورغباته وأهدافه وينبذ شخصيته لمدة معينة بحيث تكون فيها أداة خالصة للمعرفة والنظر في الكون نظرا نقيا".
أما الفيلسوف الثاني ، توينبي ، فيرى أن "الفرد العادي إنسان محافظ يميل إلى التمسك بالعادات الموروثة، أما العبقري فهو على النقيض من ذلك يحب الابتداع والثورة على التقاليد". ويرى توينبي بأن العبقري" إنسان يشعر بأنه مكلف برسالة، وكثيرا ما يحب الفناء في هذه الرسالة ومن اجلها، بحيث يصبح العاشق الولهان الذي لا يعرف في الدنيا إلا إياها، وهو مقلق للنظام الاجتماعي مهدد لكيانه، إذ هو يسعى من اجل أن يحوله من حال إلى حال، ولا يبالي إن نال في سبيل ذلك ما ينال".
أما الفيلسوف الثالث، برجسون، فيرى "أن الإنسان بطبيعته يميل إلى موافقة الجماعة التي ينتمي إليها ..أما العبقري فيشعر انه ينتمي إلى البشرية جمعاء، ولذا فهو يخترق حدود الجماعة التي نشأ فيها ويثور على العرف الذي يدعم كيانها...انه يخاطب الإنسانية كلها بلغة الحب وكأنه إنسان من نوع جديد"...والعبقري عند برجسون "إنسان فيه نزعة من التصوف ذلك انه عندما ينغمس في ساعة الإبداع يغيب عن وعيه ويدخل فيما يشبه الوجد الصوفي أو الغيبوبة...وهو عند ذلك يتحد مع الدفقة الحيوية الكبرى التي تُسير الكون ويستشف من الحقيقة المطلقة ما لا يستطيع أن يستشفه المنغمسون في همومهم المحدودة ".
ونجد أيضا بأن علم النفس قدم مساهمة مهمة في محاولات كشف سر العبقرية، لكنه عجز حتى الآن عن تقديم تفسير شافي لهذه السمة الإنسانية. وقد اثبت علم النفس أن الإنسان العبقري لا يتميز بتركيبة نفسية خاصة، بقدر ما يتميز بتشغيل خاص لهذه التركيبة النفسية، حيث يرى علم النفس أن العبقري إنسان مثله مثل بقية البشر، لكن استعداده النفسي مختلف، وهو يتميز بطاقة هائلة على الحركة، والإبداع، قياسا مع الإنسان العادي، كما يمتاز بحب الخروج على المألوف، وهو لا يخشى أن يصدم المجتمع، ويرى علم النفس بأن ألامتثالي الخاضع للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع لا يمكن أن يكون عبقريا..ولذلك فأن أهم سمة من سمات الإنسان العبقري هو خروجه عن المجتمع والشذوذ عن المألوف. وبينما يرى عالم النفس ادلر بأن الإبداع تعويض عن نقص ما في الشخصية، يرى عالم النفس سجموند فرويد "بان العبقرية والجنون يلدان من رحم واحد أي أنهما يصدران عن اللاوعي السحيق للفرد، ذلك اللاوعي الذي يمثل قارة مظلمة ومجهولة، وهي تشبه البركان العميق الكامن تحت طبقات الأرض أحيانا يقذف بالعبقرية وأحيانا يقذف بالهذيان". أما كيركغارد فيرى بأن المرض هو السبب الأساسي لكل اندفاعه إبداعية، وهو يعتقد بأن الإبداع هو الذي أشفى نفسه من أوجاعه وهمومه. ويؤيد عالم الطب النفسي الكبير ايسكيورول بأن هناك علاقة بين العبقرية والمرض حيث يقول " إن الشخصيات الكبرى في التاريخ هي شخصيات مرضية". بينما يرى عالم نفس آخر اسمه لولوت بأن العبقري شخص ممسوس أو مسكون في الداخل من قبل شيطان العبقرية، وهذا ما يتقاطع مع التسمية العربية لهذه السمة الإنسانية حيث كان العرب يعتقدون أن للعبقرية علاقة بواد اسمه عبقر يسكنه الجن. لكن الغالبية العظمى من الدراسات تربط بين العبقرية والجنون، ويدلل أصحاب هذه النظرية على ذلك بأن الكثير من العباقرة كانوا قد أصيبوا بالجنون وبأن العباقرة أشخاص غريبي الأطوار ومعقدو الشخصية، وأنهم يختلفون عن البشر العاديين وان تركيبتهم النفسية غير طبيعية.
أما عالم الانتروبيولجي، هوارد جاردنر، فيعتقد أن منشأ العبقرية له علاقة بالوراثة، رغم أن البيئة تلعب دورا اكبر في إظهار العبقرية في وقت ما، أو ساعة ما، أو ظرف ما، وهي في نظره الأكثر تأثيرا في ظل ثقافة ما. أما أديسون فهو يرى بأن العبقرية 1% الهام و99% عرق وجهد وكفاح.
ويشكل جهد علم التشريح ودراسة الدماغ الحلقة الأحدث في هذه السلسة الطويلة التي حاولت كشف سر العبقرية..وقد أُجريت هذه الدراسة التشريحية تحديدا على دماغ العبقري، اينشتين أبو النظرية النسبية. وتشير هذه الدراسة إلى أن عقل اينشتين يحتوي على نسبة اكبر من الخلايا المناعية، التي تحيط بكل خلية عصبية تغذيها وتمدها بالطاقة اللازمة لعملها، أي انه كلما زادت نسبة هذه الخلايا المناعية في أجزاء معينة من المخ زادت قدرة الإنسان على التفكير والتخيل والاستنتاج وسرعة رد الفعل، ووجد العلماء أن وزن الدماغ عنده اقل من الوزن العادي، كما أن سمك القشرة أقل من المعدل الطبيعي عند الرجال العاديين، كما أن السطح الخارجي للمخ يتمتع بعمق ملحوظ، وهو اعرض بنسبة 15%، يضاف إلى كل ذلك بأن المادة الدبقة المعروفة باسم Astrocytes موجودة بنسبة عالية في دماغه... ولكن العلماء الذين قاموا بهذا العمل المهول يعترفون بأن هذه الدراسة لم تقدم استنتاجا حاسما يدل على مواطن العبقرية في المخ... ليظل سر العبقرية إلى يومنا هذا سرا يستعصى على الباحثين والعلماء والدارسين.
وعلى الرغم من الاختلاف في النظريات التي تحاول تفسير العبقرية نجد أن هناك إجماع إلى حد ما على صفات الإنسان العبقري: فهو كائن لا اجتماعي، يميل إلى العزلة والوحدة والهامشية والعناد، ويستغرق في الصمت والتأمل وكثرة التفكير والتحليل، سارح الذهن، واسع الخيال، وفي الغالب يكون كثير الحركة وكثير التساؤل، وغالبا ما يعاني من قلة النوم، ويتمتع بإرادة قوية، ويتصف بالمثابرة والرغبة الكاسحة في التفوق، وهو في حالة بحث دائم عن الحقيقة، وينظر للأمور بطريقة مختلفة. والعباقرة متطرفون في عاداتهم على عكس الناس العاديين أو المتوازنين، وهم حتما شخصيات قلقة وحساسة إلى درجة المرض أو التطرف الأقصى وهم غير انقياديين. وغالبا ما يصدم العبقري الناس من حوله ويلاقي صعوبات جمة من قبل المحيط السائد وكثيرا ما يمضى وقت طويل قبل الاعتراف به وأحيانا يستغرق ذلك وقتا طويلا جدا حيث لا يحدث الاعتراف إلا بعد موتهم بسنوات طويلة. ويرى علم النفس أن العبقري وحده يعرف بقيمته منذ البداية ولكنه لا يستطيع إقناع الآخرين بها فورا بمن فيهم عائلته الشخصية أحيانا.
ونجد أن أهم ما قيل في العبقرية يتلخص في الإجماع على أنها تمثل قوة سرية تدفع العبقري لان يكمل مهمته وان يواظب على مسيرته، ويندفع للأداء وكأنه محملا برسالة كونية أو مسئولا عن تنفيذ مهمة عليا تتجاوزه وهو مستعد لان يضحي بحياته من اجلها.
فما سر العبقرية؟ وما هو منشأها؟
طبعا من الواضح بأن كل الطروحات السابقة عجزت عن تقديم تفسير حقيقي لمنشأ وسر العبقرية، لكن من الواضح أيضا بأن مركز العبقرية ومنشأها هو الدماغ. ولا شك أن الإنسان العبقري هو إنسان يمتلك دماغ يعمل بصورة استثنائية وفوق عادية، وهنا نجد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية بحيث يولد مخرجات عبقرية؟ وذلك قبل أن نتطرق إلى الشق الآخر من الموضوع كيف تحدث العبقرية، أي ما هي آلية ولادة الأفكار أو المخرجات العبقرية في الدماغ؟
ولجواب هذا السؤال الأول: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية وبحيث تولد مخرجات إبداعية؟ أقول، لقد مكنتنا وسائل البحث الحديثة عبر الانترنت من الوصول إلى والتعرف على كم هائل من المعلومات خلال دقائق معدودة، ولا شك أن المعلومات وفرت استنتاجات غاية في الأهمية، فيما يتعلق بموضوعنا هذا تحديدا. فحينما ندرس سيرة حياة الأشخاص الذين اتفق الجمهور على أنهم عباقرة عبر التاريخ نجد أنهم في معظمهم، إن لم يكن جميعهم، قد تعرضوا في طفولتهم لمآسي مهولة، ونجد أيضا أن معظمهم أيتام تحديدا، وكثيرا منهم تكررت المآسي التي لها علاقة بالموت والمرض في حياتهم اللاحقة بشكل ملف للانتباه. وفي ذلك طبعا مؤشر بأن السر في عمل أدمغتهم بصورة استثنائية لا بد أن يكون له علاقة ومرتبط بمآسي حياتهم وما تجلبه هذه المآسي من الم وما ينتج عن ذلك الألم من اثر في كيمياء الدماغ وبالتالي زيادة استثنائية في نشاط الدماغ!! وهو في نفس الوقت السبب نفسه الذي يكمن وراء تلك الصفات المشتركة التي يتصف بها العباقرة والتي يجمع الباحثون عليها كما هو مشروح آنفا.
أما كيف يؤثر الألم والناتج عن صدمة اليتم في خلق العبقرية، من خلال دفع الدماغ للعمل بطريقة استثنائية، فهذا هو مربط الفرس هنا، وهو الجديد الآخر الذي نقدمه في كشف سر العبقرية، وتفسير منشأها، ولو أن هذا الطرح يظل نظري، إلى أن يتم التأكد من دقته أو نفيه بصورة مخبرية علمية، وذلك رغم الشواهد التحليلية والإحصائية وحتى العلمية التي ترجح صحته وتجعله أكثر قبولا من كل ما سبقه من طرح وتفسير لمنشأ العبقرية؟
وفي هذا الصدد، يبدو أن عقل الإنسان، هذا الكون الذي يُجمع العلماء على انه ما يزال مجهولا وغامضا ويعمل بطاقة 5% من قوته المهولة فقط، يشتمل في ثناياه على مخازن المعرفة المطلقة التي تولد مع الانسان، وهذه المخازن تكمن فيما اصطلح عليه العقل الباطن المحجوب عن العقل الظاهر الواعي بحجاب يشكل سدا منيعا أمام خروج هذه المعرفة ويضبطها ويمنع تفلتها نظرا لما تملكه من قوة وقدرة على الإذهال تفقد الإنسان توازنه إذا ما خرجت بصورة غير منضبطة وبما يتجاوز قدرة الأنا العليا على الاستيعاب والتبرير. ويبدو أن هذا العقل الباطن يتكون من شقيين: واحد يمثل الخير وكل ما تمثله الكلمة ويرتبط بها، وهو مصدر الإبداع بكافة مستوياته، وآخر يمثل الشر، وكل ما تمثله الكلمة وما يرتبط بها، وهو مصدر الجنون بكافة مستوياته. ويبدو أن مخازن المعرفة هذه تتفاوت في عمقها، ولو افترضنا هنا جدلا وعلى سبيل التبسيط أن العقل يتكون من عشرة مخازن من مخازن المعرفة فقط، لقلنا أن منشأ الإبداع في ابسط حالاته ينبع من المخزن الأول، والذي هو الأقل عمقا، بينما نجد أن المخرجات الإبداعية تكون أكثر قيمة ووزن، كلما تعمق منشأها ضمن مخازن المعرفة العشرة المذكورة، وتصبح أكثر قيمة ووزن وتعقيد ورمزية وكودية كلما تعمق منشأ الإبداع أكثر فأكثر، فتكون المخرجات الإبداعية من المخزن رقم خمسة مثلا، ذات وزن وقيمة أكثر خمس مرات من تلك التي تتولد من المخزن رقم واحد. وتصبح هذه المخرجات عبقرية، فذة، مدهشه، ومزلزلة، إذا ما كان منشأ الفكرة أو المخرجات الإبداعية عميقا جدا ضمن هذه السلسة...وهكذا حيث تتشكل لحظة الوجد والتي تمثل حالة انكشاف هائلة من المعرفة والقوة المخزنة في ثنايا العقل الباطن إلى الحد أن البعض يظن أن ما يحدث هو عبارة عن حالة توحد مع العقل الكوني. وكلما تعمق مصدر المعلومة أو الفكرة أو المخرج الإبداعي، كلما كانت الفكرة أكثر عبقرية وقيمة ووزن، ولو أن مصدر المخرجات الإبداعية كان مخزن المعرفة الأكثر عمقا على الإطلاق فالأرجح أن هذه المخرجات إلا بداعية ستكون كاملة المواصفات، وتمثل انعكاس للمعرفة المطلقة في أعلى صورها وتكاملها.
أما فيما يتعلق بالآلية التي يحدث فيها تفعيل مخازن المعرفة من خلال إحداث ما يشبه الخلخلة في الجدار الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن للسماح بولادة وخروج الأفكار والمخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالها وأنواعها، فذلك مرتبط بشكل وثيق بوزن وطبيعة المصيبة وتوقيتها وأثرها في الطفل.. ويمكن القول ومن واقع الدراسات الإحصائية والتحليلية التي قمت على إجرائها، أن اليُتم والذي قد يفجع الطفل من سن ما قبل الولادة إلى سن 21 عام هو أهم العوامل التي تؤثر على الدماغ وتزيد في نشاطه. ويلاحظ من خلال وزن وقيمة المخرجات الإبداعية اللاحقة، أن الأثر يكون أعظم كلما كان اليتم أبكر من حيث التوقيت: فنجد أن أعظم الناس عبقرية على الإطلاق هم أيتام قبل الولادة مثل نيوتن، يليهم في العبقرية من تيتم في السنة الأولى مثل جان جاك رسو على سبيل المثال لا الحصر، ثم السنة الثانية... وهكذا. وذلك على الرغم أن تراكم المآسي في حياة طفل تيتم في السنة الخامسة من عمره مثلا، قد يجعل من دماغه يعمل بطريقة أعظم وأكثر نشاطا مقارنة مع طفل آخر تيتم في السنة الأولى ولم تتكرر المآسي في حياته بنفس كثافة ما حدث لابن الخامسة، فتكون المخرجات الإبداعية أعظم عند من تيتم في الخامسة، وذلك كنتيجة للمؤثرات التي تزيد من نشاط الدماغ وتعمل على تحفيزه.. وهنا لا بد من التنويه بأن زمن وقوع اليتم يبدو مهما جدا في طبيعة المخرجات الدماغية، فبينما نجد أن من تيتم في السنة الأولى يميل إلى الإنتاج الفكري والفلسفي وفي نفس الوقت لديه القدرة على الإنتاج في مجالات متعددة، نجد أن الأيتام من السنة الرابعة وحتى العاشرة يبدعون في مجال الدراسات العلمية مثل الرياضيات والهندسة ومن ثم البيولوجيا وبعد ذلك الفلك في سن العاشرة، بينما نجد أن الأيتام في سن المراهقة غالبا ما يصبحون قادة أفذاذ كرزميون لكن مع ميل شديد للقتل الجماعي الذي لا يرحم مثل هتلر وستالين ونابليون وغيرهم من القادة الذين تيتموا في سن المراهقة، بينما نجد أن الأيتام ما بين السابعة عشرة والحادي والعشرين هم في اغلبهم مخترعون ومكتشفون، مثل جوتنبرغ وجميس واط والاخوين رايت، وهو ما يشير إلى أن توقيت الصدمة يكون له تأثير على قطاعات مختلفة من مخازن المعرفة والقدرات في الدماغ حيث يبدو أن لذلك علاقة بمستوى النمو والنضوج في الدماغ، ولذلك نجد بأن الأثر يكاد يكون معدوما بعد سن الحادي والعشرين والتي يكتمل فيها النضوج العقلي.
وفي عودة للحديث عن الآلية التي تجعل الدماغ يعمل بنشاط اكبر فذلك يرتبط بزيادة حادة في كيمياء الدماغ التي تتناسب طرديا مع مدى وقوة الصدمة التي تصيب الطفل وتوقيتها، حيث يبدو أن هذه الزيادة في كيمياء الدماغ تؤدي إلى تولد طاقة تتناسب في قوتها طرديا مع وزن المصيبة وقوة أثرها، وكلما كانت المصيبة أعظم كلما كانت كيمياء الدماغ أكثر دفقا، وبالتالي تتولد طاقة أعظم، وكلما كانت هذه الطاقة أعظم كلما أدى ذلك إلى جعل مصدر الفكرة الإبداعية أو المخرجات الإبداعية أعمق ضمن قطاعات ومخازن المعرفة الأكثر عمقا في دماغ الإنسان.
أما فيما يتعلق بالكيفية التي تتولد فيها الطاقة وما طبيعتها وما إلى ذلك من التفاصيل فلا بد أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات، فمن ناحية قد يؤدي الدفق الكيماوي إلى زيادة في الخلايا الدماغية كما أشارت الدراسة التشريحية على دماغ اينشتاين وقد يكون أمر آخر... ولكن على الأغلب وهذا ما أرجحه وبناء على مجموعة من المعطيات لا مجال لذكرها هنا، أجد بان الطاقة المتولدة هي طاقة البوزيترون حيث أن زيادة الدفق الكيماوي تجعل من بيئة الدماغ مكانا صالحا لحدوث ارتطام وتصادم بين المادة ونقيضها وهو ما يعرف (بالانفجار البوزيتروني) فينتج عن ذلك الارتطام طاقة هائلة لا محدودة في قوتها وطاقتها، لكنها تتناسب طرديا مع قوة ووزن وتوقيت المصيبة، وكلما زادت نسبة هذه الطاقة المتولدة كنتيجة لمثل هذه الانفجارات البوزيترونية، كلما كانت القطاعات الدماغية التي تحتوى على المعلومة أو المخرجات الإبداعية أعمق.
وبذلك يمكن الجزم هنا بأن سر العبقرية ومنشأها يكمن في دماغ يعمل بطاقة البوزيترون الهائلة وذلك كنتيجة لمرور صاحبها بمجموعة من المآسي المرتبطة بالموت وعلى رأسها اليتم. وفي الغالب نجد أن العباقرة هم أشخاص تيتموا في سن مبكرة جدا، و/أو تكررت المآسي في حياتهم، بحيث يظل مستوى الدفق الكيماوي في أدمغتهم عاليا جدا ومتجددا، وبحيث تظل هذه الأدمغة بيئة صالحة لحدوث مزيد من الانفجارات البوزيترونية المهولة والمولدة لمزيد من الطاقة اللانهائية وغير المحدودة، مما يؤدى إلى خلخلة الحجاب الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن مصدر المعرفة والقوة المعرفية المطلقة، وبالتالي تؤدي إلى تنشيط قطاعات عميقة جدا من مخازن المعرفة في أدمغتهم ، فتتولد من هذه القطاعات مخرجات إبداعية عبقرية، فذة، ومدهشة للغاية...وتتدفق هذه المخرجات الإبداعية بصورة سحرية، مذهله، ولا واعية ومخيفة في أحيان كثيرة حتى للمبدع نفسه، لان مثل هذه الولادة تكون مصحوبة بإحساس أشبه ما يكون بفقدان للسيطرة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن العبقري شخص ممسوس، أو أن شيطان للشعر والإبداع يسكن في ثنايا الدماغ وهو المسئول عن لحظة الإلهام الشعري مثلا..بينما يظل البعض يعتقد بأن لحظة الإلهام سر لا يمكن فهمه كونه يفوق قدرة العقل الواعي على التصور والاستيعاب...
ومن هنا فأننا نجد بأن الكثير من الأعمال العبقرية تُرفض جملة وتفصيلا، وأحيانا يعاقب أصحابها لأنها تشكل بعبقريتها تهديداً للوضع السائد، ولان العقول العادية التي تحاول دائما الإبقاء على سلطة فكرية تمثل السائد والمألوف في إطار فلسفة تبريرية يتفق عليها، وبهدف تحقيق التوازن النفسي للإفراد والمجتمع على حد سواء، لا تستطيع تقدير قيمتها ووزنها لحظة ولادتها، وإنما يتطلب الأمر مرور زمن قد يطول، وقد يطول جدا، لمعرفة عبقرية المُخّرَجْ الإبداعي أو حتى يتمكن المخرج الإبداعي نفسه من أن يأخذ حيزا له ضمن الفلسفة السائدة من خلال التحول الذي يجري فيما اصطلح عليه الأنا العليا، والذي يمثل مركزا لتلك المثل والأطر التبريرية والفكرية السائدة والمألوفة...ولذلك ربما يكون الزمن هو المقياس الوحيد للعبقرية.
ولو أننا قمنا على دراسة تفصيلية لسير حياة فئة الأشخاص الذين اتفقت العقلية الجماعية للبشرية على عبقريتهم عبر السنين، لوجدنا أنهم وبنسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير أنهم أيتام.. كما أن حياتهم كانت عرضة للكثير من المآسي التي يكون معظمها مرتبط بتجربة الفقد والموت.


قديم 07-11-2011, 08:45 AM
المشاركة 2
اسماعيل عشا
فـارس الكلمـة
  • غير موجود
افتراضي
لا شك أن المصائب والنكبات مفاتيح يقظة عقلية ونشاط دماغي ملحوظ ولكن في
المقابل هناك الكثير من الايتام وممن نكبوا في حياتهم عاشوا حياة لا معنى لها
بالمفهوم الابداعي العلمي والادبي ..وهم حولنا بالالاف
ثم من ناحية أخرى الحب الشديد لشيء ما أو الشغف به أو حتى الكره الشديد
لشيء ما قد يكون نوع من الابداع الفكري ..
مقالة مثيرة ومتميزة لكاتب مبدع وعبقري لا شك تحياتي لك اخي الكاتب المبدع
ايوب .. معك انا دوما ...

قديم 07-11-2011, 10:27 AM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذ أيوب صابر على موضوعك المفيد..
بوركت ، وبورك المداد
.

قديم 07-14-2011, 02:30 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ اسماعيل عشا

اشكرك على مرورك ..نعم هناك الكثير من الايتام الذي يحملون في عقولهم طاقات غير محدودة منها ما يضيع هدرا ومنا ما ينقلب الى شرور بسبب سوء معاملة المجتمع وعدم حصول اليتيم على فرصة يتأهل فيها ليكون مبدعا فذا....

المهم ان كل الدراسات الاحصائية تشير بأن العباقرة جميعهم يشتركون في تجربة اليتم وقد سمعت مثلا ان الشيخ راتب النابلسي وهو يتيم قد اجرى بحثا عن 70 صحابي ولم يعثر على عامل مشترك لديهم سوى اليتم والموت.

ان سر الحياة يكمن في الموت دون شك...والمهم هو اكتشاف آلية التأثير الذي يقع على الدماغ( كيمياء الدماغ وطاقة البوزيترون) كنتيجة لصدمة اليتم ومن ثم تطوير آليات لتحفيز الدماغ على ان يعمل بطاقة اكبر فتتحقق مخرجات اعجازية مذهلة...وهذا ما اعمل عليه ضمن بحثي...هذا من ناحية.

ومن ناحية اخرى وحيث اننا اكتشفنا العلاقة بين العبقرية واليتم صار لا بد من الاستثمار في عقول الايتام فهي مصادر طاقة غير محدودة، واذا ما تم التعامل مع اليتيم على اساس انه (مشروع عبقري) وتم توفير كافة الامكانيات لتأهيله فهو حتما سيتحول الى انسان عبقري يولد مخرجات عبقرية مذهلة.

ولا بد انك اطلعت على بحثي حول العلاقة بين اليتم والشخصات الخالدة ( اعظم مائة شخصية في التاريخ) المنشور هنا في منبر الدراسات، والذي اظهر بدون شك ان اليتم عامل مشترك اعظم لديهم، وهو يتعدى عامل الصدفة ولو توفرت معلومات كاملة عن طفولتهم جميعا لتبين انهم جميعهم قد عاشوا ايتاما حتما.
هنا، على الرابط ادناه، يمكنك الاطلاع على نتائج الدراسة الاحصائية حول العلاقة بين اليتم والعبقرية والخلود.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=20

قديم 07-16-2011, 08:38 PM
المشاركة 5
محمد سالم العمرى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الفاضل أيوب
ينتهج هذا الطرح في مقالتك بعدا دلاليا يؤشر على مجمل الأطروحات التي صيغت حول وضع تعريف ابستمولوجي لمنحى العبقرية في الذات الأنسانية .. غير انه _ أي المقال_ يحمل تأشيرا يمثل الدافع أو المسبب للنتاج العبقري وإذا أمكننا الأتفاق حول أن هذا الطرح يشكل وجهة نظر لا حكما قيميا فيمكننا الأستدراك بشواهد تاريخية تنتمي في سياقها لغير الوجهة التي إقترحها مقالك المستنير مع أنني أتفق تماما مع أن النتاج العبقري في مجمله نابع عن عوامل نقص تعتري الشخص كالتشوه الخلقي والأمراض المزمنة والأحساس المفرط بالعجز وعدم القدرة على التفاعل الأجتماعي وما إلى ذلك..وتأكيدا سيكون من بينها عامل الحرمان الأسري المتمثل بفقد الوالدين.
ولعل منهجية كارل غوستاف يونغ في تفسير النتاج العبقري والتي تقسم الدماغ إلى أربع محاور
هي : الوعي واللا وعي والأحساس والشعور وأن النتاج العبقري أو ما يسميه بالحالة المتجاوزة للتفكير ناتج أصلا عن حالة تداخل وتشابك بين هذه المحاور وبهذا فأنه يؤطر الفعل الخلاق بماهية قدرة الشخص على فتح قنوات إتصال بين هذه المحاور.
ليس هذا تحليل لمقالتك أو إستدراكا عليها بقدر ما يؤكد أهمية الموضوع وضرورة دراسته من جوانب عدة.
دمت رائعا كما أنت وتقبل مروري المتواضع.

لي أن أكذب كما أشاء
ولك أن تصدق ما تريد
قديم 07-18-2011, 08:35 PM
المشاركة 6
د. محمد حسن السمان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سلام الله عليكم
الأخ الفاضل الأديب الكبير الاستاذ أيوب صابر
كان لي شرف قراءة مقالتك الموفقة " ماسر العبقرية ", ويزداد إعجابي بأعمالك , يوما إثر يوم , اسمح لي هنا , أن أتقدم إليك بتحية إعجاب .

تقبل تقديري واحترامي

أخوك
د. محمد حسن السمان

قديم 07-18-2011, 09:56 PM
المشاركة 7
حاتم الحمَد
مؤسس ومدير شبكة ومنتديات منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رائع ما تنثر هنا من عظيم الفوائد أخي أيوب

كيف لا تكون مواضيعك مفيدة وأنت صاحب نظرية فذة

سيكون لها واسع الانتشار بعون الله تعالى.



لك جل التقدير أيها الكريم.

قديم 07-19-2011, 11:07 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس من الاستاذ محمد سالم العمري:
"ينتهج هذا الطرح في مقالتك بعدا دلاليا يؤشر على مجمل الأطروحات التي صيغت حول وضع تعريف ابستمولوجي لمنحى العبقرية في الذات الأنسانية .. غير انه _ أي المقال_ يحمل تأشيرا يمثل الدافع أو المسبب للنتاج العبقري وإذا أمكننا الأتفاق حول أن هذا الطرح يشكل وجهة نظر لا حكما قيميا فيمكننا الأستدراك بشواهد تاريخية تنتمي في سياقها لغير الوجهة التي إقترحها مقالك المستنير مع أنني أتفق تماما مع أن النتاج العبقري في مجمله نابع عن عوامل نقص تعتري الشخص كالتشوه الخلقي والأمراض المزمنة والأحساس المفرط بالعجز وعدم القدرة على التفاعل الأجتماعي وما إلى ذلك..وتأكيدا سيكون من بينها عامل الحرمان الأسري المتمثل بفقد الوالدين.
ولعل منهجية كارل غوستاف يونغ في تفسير النتاج العبقري والتي تقسم الدماغ إلى أربع محاور
هي : الوعي واللا وعي والأحساس والشعور وأن النتاج العبقري أو ما يسميه بالحالة المتجاوزة للتفكير ناتج أصلا عن حالة تداخل وتشابك بين هذه المحاور وبهذا فأنه يؤطر الفعل الخلاق بماهية قدرة الشخص على فتح قنوات إتصال بين هذه المحاور. ليس هذا تحليل لمقالتك أو إستدراكا عليها بقدر ما يؤكد أهمية الموضوع وضرورة دراسته من جوانب عدة. دمت رائعا كما أنت وتقبل مروري المتواضع"
- اشكرك على هذه المداخله المهمة.
- طبعا كان لا بد من التعريج على كل ما طرحه الاخرون حول مفهوم العبقرية حتى يتعرف المتلقي على ذلك التراث قبل الانتقال للحديث عن التفسير الجديد للعبقرية.
- فيما يتعلق بكون المقال وجهة نظر..هو حتما ليس وجهة نظر كونه خلاصة دراسة احصائية على عينة محددة ومحايدة ( الخالدون المائة كتاب مايكل هارت وهي منشورة في منبر الدراسات النقدية) وهذا الاسلوب من البحث اصبح مقبولا ومعتمدا منذ زمن بعيد على انه اسلوب علمي يمكن الاعتماد عليه في التوصل الى استنتاجات ترتقي الى مستوى الاستنتاجات العلمية التجريبية ولذلك هو حتما لا يمثل وجهة نظر.
- ربما ان كل ما سبق هذا التفسير للعبقرية يمثل وجهة نظر بما في ذلك طرح ( كارل يونغ) الذي اعتمد في تفسيره للابداع والعبقرية على نظرية الحجرات الوراثية archtypes والتي لا دليل عليها وعلى صحتها، وهي مجرد اجتهاد حاول ان يأتي بجديد مغاير لاستاذه فرويد الذي هو ايضا بنى نظريته في التحليل النفسي على افتراضات لم تقم على اسس علمية ولا حتى احصائية وانما مجرد انطباعات ذاتية ومن هنا نجد بأن فرويد قد أخطأ في تحليل مريضته Ann O واعتبر ان مرضها النفسي نتج عن الخلل في العلاقة الجنسية مع والدها الذي توفي وعمرها 8 سنوات ولم يخطر في ذهن فرويد ان السبب الحقيقي هو الموت بذاته وصدمته واثر تلك الصدمة على كيمياء الدماغ، وليس ما نتج عنه من خلل في العلاقة الجنسية المفترضة ( عقدة الكترا) بحد ذاته وما يتركه الموت من اثر في زيادة حدة الطاقة في ذهن الذي تصيبه مصيبة الموت. بينما نجد ان ادلر وهو تلميذ اخر من تلامذة فرويد كان اقرب الى فهم سر الابداع والعبقرية من خلال طرحه لنظرية التعويض ولكنه على ما يبدو اقتصر في بحثه ونظريته على الاعاقات الجسدية والحواس ولم يدرك اثر اليتم الذي يؤدي حتما الى اعلى حالة من حالات الابداع وهو الانتاج العبقري وفي ذلك يكمن سر العبقرية.
ومن هنا اعود للتأكيد بأن المقال لا يمثل وجهة نظر وانما دراسة بحثية تعتمد الاسلوب الاحصائي في البحث والخلاصة هي نتيجة لتحليل تلك المعطيات الاحصائية.

ونجد ان احد الفلاسفة المعاصرين وهو الفرنسي ميشيل انفري قد سخر وقت طويل لدراسة طروحات فرويد وخلص الى نقض هذه الطروحات من خلال كتابه "افول صنم" وخرج بنظرية بديله تقول ان الابداع يعود الى كيمياء الجسد، ولكن ما قدمته انت من شواهد ظاهرة للعيان ( عوامل نقص تعتري الشخص كالتشوه الخلقي والأمراض المزمنة والأحساس المفرط بالعجز وعدم القدرة على التفاعل الأجتماعي وما إلى ذلك..وتأكيدا سيكون من بينها عامل الحرمان الأسري المتمثل بفقد الوالدين) يشير الى عدم صحة نظرية ميشل انفري ايضا، ولو دققنا لوجدنا ان ستيفن هوكنكس Stephen William Hawking مثلا صاحب نظرية الثقوب السوداء، والذي يعتبر معاق بنسبة 100% ولا يعمل فيه الا عقله.. يخرج علينا كل عام بنظرية اكثر عبقرية واذهال مما سبقها من استنتاجات.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%81%D9%86_%D9%87%D9%88%D9%83% D9%8A%D9%86%D8%AC

وهذا مؤشر بأن طرحي القائم على ان الابداع ناتج عن ازدياد حاد في كيمياء الدماغ وليس كيمياء الجسد وما يتبع ذلك من زيادة في نشاط لدماع... هو البديل الموضوعي والاحدث في مجال تفسير العبقرية وكما هو مشروح في المقاله اعلاه.

واخيرا اسعدني مرورك وتفاعلك مع الموضوع.. وقد اغناه فعلا. شكرا جزيلا..

للاطلاع على الدراسة الاحصائية حول العلاقة بين اليتم والابداع في اعلى حالاته (العبقرية) انقر هنا لطفا:


وهنا ايتام مبدعون:


قديم 07-20-2011, 07:00 AM
المشاركة 9
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صباح الخير أستاذ أيوب صابر..

لدي تساول أو ظن أفكر فيه إليك اوجهه >>

هل الذكاء الحاد جدا يأد العبقرية في ذات الشخص

لأوضح اكثر لأني قد لا أستطيع توصيل فكرتي بمعنى >> هل الذكي يخاف من المجازفة سواء كانت بالفكر او بالعمل او حتى بالجنوح نحو شيئ ما !!

أستاذ أيوب..

قد اكون عجزت عن شرح تسأولي فالعذر لك ومنك .









خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 07-23-2011, 11:51 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
د. محمد حسن السمان

اقتباس من د. السمان" سلام الله عليكم
الأخ الفاضل الأديب الكبير الاستاذ أيوب صابر
كان لي شرف قراءة مقالتك الموفقة " ماسر العبقرية ", ويزداد إعجابي بأعمالك , يوما إثر يوم , اسمح لي هنا , أن أتقدم إليك بتحية إعجاب . تقبل تقديري واحترامي
أخوك
د. محمد حسن السمان "

- انا الذي له الشرف ان تتفضل بقراءة مقالتي وان تُعلق عليها بهذه الكلمات الجميلة التي هي في الواقع وسام اتشرف به.

واريد هنا ان انتهز الفرصة واشكر منابر ثقافية والاخت ريم بدر الدين على انها عرفتنا عليك.

د. السمان ...انت مكسب حقيقي للمشتغلين في الادب... دام حضورك وشكرا جزيلا.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ما سر العبقرية؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسرار العبقرية ياسَمِين الْحُمود منبر الحوارات الثقافية العامة 11 03-30-2021 05:04 AM
Starry Night) O) .. العبقرية المريضة O العنود العلي منبر الفنون. 27 02-27-2020 03:59 PM
هل يمكن اكتساب العبقرية؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 162 05-11-2018 10:20 PM
الجنون نهاية العبقرية خالد البلوشي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 10-10-2014 09:52 PM
العبقرية ....؟ خالد بن الوليد منبر الحوارات الثقافية العامة 5 09-05-2013 02:27 PM

الساعة الآن 11:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.