احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1592
 
عمر عيسى محمد أحمد
من آل منابر ثقافية

عمر عيسى محمد أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
20

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
May 2014

الاقامة

رقم العضوية
12929
01-11-2020, 09:48 AM
المشاركة 1
01-11-2020, 09:48 AM
المشاركة 1
عاجل ( قصــة قصيــرة ) العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !
بسم الله الرحمن الرحيم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
( قصــة قصيــرة )


العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !

[justify] قالت يا ولدي أنت راحة قلبي .. وواحة أملي في صحراء الحياة .. وقلبي لا يحتمل أن يفتقدك لحظة من ساحة العين .. وأعلم يقيناً أن لك طموحاتك الخاصة في تأسيس حياتك وبناء عشك .. غير أني أم تمثل بحراً من الحنان .. وعندي سطوة أمومة طاغية تغطي شغاف قلبي .. فلا أرى في الدنيا سواك .. وأعلم يقيناَ مقدار حدودي في مدارك .. ومع ذلك عجزت أن أقف عند حدي الذي يدعك وشأنك .. وهذه الليلة هي ليلة العمر تتمناها كل أم لفلذة كبدها .. وتتمنى أن تكون أسعد ليلة في حياة ابنها .. غير أني خالفت سنن الأمهات في هذه الليلة .. حيث وجدت نفسي لا تقبل شريكة في حياة ابني .. وتلك نفسي غارقة في رمضاء الهموم وهجير المآل .. أحتضن علامات الموت بطيئاَ وأفقد راحة البال والحال .. وذاك قلبي يعيش في أتون الأحزان .. ناضلت كثيراً وأنا أقاوم هواجس نفسي بالصبر والنصيحة .. ثم جادلتها وطالبتها بالتعقل والتصرف كالأخريات من الأمهات .. ثم حاورتها بكل زوايا الأمومة التي تعني المودة والحنان .. ولكن غلبتني نفسي بفيض من الأنانية .. ونازعتني بقوة وهي تقول : كيف تشاركي أخرى في حياة ابنك ؟.. وأخيرا غلبتني الحيلة فخرجت إلى الشارع أركض كالمجنونة .. وهرولت إليك أنادي وأجاهر باسمك .. وأنا أركض غير آبهة بتساؤلات المارة الحيارى .. حتى وقفت عند باب غرفتك وأنت في اللحظات الأولى مع شريكة حياتك ( عروسة الليلة ) .

..................... كانت تلك كلمات أم لأبنها في ليلة زفافه .. وقد وقفت خارج باب الغرفة التي تم زفاف الابن والعروسة إليها قبل نصف ساعة من الزمان .. حيث ليلة العمر التي يتمناها كل عريس وعروسة .. وكانت اللحظات بين العروسين في مراحل التعارف الابتدائي .. حيث مراحل التأملات والإعجاب .. والتي تكون عادة بالصمت والنظرات والتقديس .. دون أن تكون للشفاه كلمات مفهومة بالمعنى .. إلا أن طرقات الأم الشديدة لباب الغرفة أزعجت قدسية تلك اللحظات السعيدة .. وأربكت عوالم التحليق في الخيال .. فأسرع الابن العريس يلبي نداءات الأم المضطربة ليفتح لها باب الغرفة .. ولكنه قبل أن يفتح الباب طمئن قلب عروسته بأن لا تنزعج كثيراً .. وهو يقول لها : ( تلك هي أمي التي أعرفها جيداً ) .. فهي كعادتها إذا قررت قراراً لا تعرف التريث والصبر .. ولا تحدها موجبات الأصول .. كما لا تهمها قدسية الطقوس والعادات .. ولا يمنعها الحياء أن تفعل ما تشاء .. وهي الآن في لحظة من لحظات الجنون لديها .. كان العريس بتلك الجمل القليلة يريد من العروسة أن تعرف شيئاَ عن طبائع أمـه .. وهي دروس قد تفيدها في مستقبل أيامها .

...................... ومن هنا تبدأ قصة تلك الأم .. حيث بدأت حياتها عادية مثل غيرها .. كانت تتمنى عش زوجية سعيدة .. وحياة عائلية كريمة وهنيئة .. خطوات حياتها توالت بقدر مرن وميسر .. والحظ جانبها كثيراً فلم تنتظر طويلاً في مشوار العزوبية .. حيث تقدم إليها من كان في نيتها .. ونالت توفيقاً عجيباً في شريك حياتها .. كان مثالياً بالمعنى .. وطيباً ومخلصاً .. عاشت معه اسعد لحظات عمرها .. ولم تجد منه يوماً ما يعكر حياتها الزوجية بالشوائب والخلافات .. ثم رزقهما الله بولد .. وهو ذاك الولد الوحيد الذي مثل ثمرة فؤادها .. لقد عاشت مع زوجها وولدها لسنوات قليلة سعيدة .. ثم كانت الفاجعة حين مات زوجها في حادثة سير مؤلمة ومؤسفة .. كانت المودة قوية بين الزوج والزوجة .. ولذلك حزنت الزوجة كثيرا بفقدان زوجها .. ثم وجدت العزاء في ابنها الوحيد الذي كان يشبه أبيه في الملامح والصفات الطيبة .. كان الصغير في الثالث من العمر حين مات الأب .. وقد تعلق قلبها بولدها بعد موت الأب بطريقة مغايرة للأمهات .. حيث ذلك النوع من المحبة الجنونية .. خرجت الأم من نكستها بعد سنوات من الصبر والحزن الشديد .. ثم رضيت بحكم القدر المكتوب في الأزل .. وذلك رغم أن قلبها ظل متعلقاً بالماضي وبالذكريات مع زوجها .. وكانت تجد العزاء في ابنها الوحيد الذي أصبح يمثل الترياق الشافي لمشوار الماضي .. كما يمثل الترياق الشافي لمشوار الحاضر.. وقد.أبت نفسها أن تخوض تجربة زواج جديد في مشوار الحياة .. فظلت وحيدة ومخلصة لزوجها الراحل .. وصبرت عن مرارة الماضي واكتفت بالذكريات .. ونذرت أن تهدي حياتها لولدها الوحيد .. فعاشت أيامها سعيدة مع رفقة الابن الحبيب .. حتى اجتاز الابن مشوار الطفولة .. ثم دخل مشوار الصبا والشباب والرجولة .. وبدأت الأم تبحث لولدها عن حياة زوجية سعيدة .. شأنها في ذلك شأن كل أم تريد لولدها النقلة النوعية في الحياة .. غير أنها في قرار نفسها كانت مترددة في تنفيذ تلك الفكرة .. فكيف لها أن تقبل بأخرى تشاركها وتنازعها في فلذة كبدها ؟؟ .. في داخلها كان يجري جدل عنيف .. فالعقل كان يؤيد المنطق والسنة المفروضة .. ولكن العاطفة الجياشة فيها كانت ترفض تلك الفكرة جملة وتفصيلاً .. وأخيراً تحت إلحاح التقاليد والأعراف وافقت في قرار نفسها أن تواكب السنة المتبعة .. فحكمت على ابنها بأن يبحث عن شريكة حياة ويتزوجها فوراً .. وعليه وافق الابن على قرار الأم دون نقاش أو اعتراض .. وكان يحب أمه ويقدسها كثيراً حيث هي الأم وليس سواها .. فأطاعها في قرارها وفي خطواتها .. وذلك رغم علمه جيداً بطبائع أمه .. وهي الأم التي تتصف بالمحبة الجنونية المقرونة بالأنانية الشديدة المفرطة .. وهو الابن الذي يبرها ولا يرفض لها طلباً .

....................... وقفت هنالك أمام غرفة العروسين .. وقد تجمع نفر من المعارف حيث جلبت الانتباه بنداءاتها وصيحاتها .. ثم طرقت الباب بعجالة وبشدة .. وحين خرج إليها الابن حكمت بشروط عجيبة .. حيث طلبت من ابنها أن يعود معها فوراً للمنزل .. كانت تتكلم وهي تفقد المنطق والسيطرة على عواطفها .. وكانت تعاني نوعاً من الهستيريا .. فأجتهد البعض من المعارف في إقناعها بالعدول عن شرطها .. ولكنها في تلك اللحظة كانت بكماء صماء عمياء بهماء لا تعقل ولا تفكر .. ولا تقبل مداخلات الآخرين .. كما لا تسمع إطلاقاً نصائح الناصحين .. وفوراَ أدرك الابن المرحلة العاطفية التي فيها الأم .. وهو يعرف طبعها جيداً .. فقال لأمه : ( لك السمع والطاعة يا أمي الحبيبة ) .. ثم أمسك بيدها وذهب معها إلى دارها .. والحضور من الناس في دهشة شديد وذهول .. وهنالك في الدار جهزت سرير الابن بجوار سريرها كما كان يحدث في الماضي .. وطلبت منه أن ينام في سريره بجوار سريرها .. فأطاعها في كل أوامرها حتى أنه رقد في سريره وهو ما زال يلبس ملابس الزفاف بالكامل .. وما زالت الأحذية في أقدامه .. فرقدت إلام في سريرها .. وقد بدأت وكأنها نالت مرامها .. وغمرها نوع من السعادة والفرحـة الطاغية .. ثم بعد لحظات انتفضت فجأةَ من سريرها كالمجنونة .. وهي تصيح وتوبخ نفسها وتقول بالصوت العالي : ( ما هذا الذي فعلته أنا ؟؟!! ) .. وكيف يحدث ذلك ؟؟ .. وأي أم أمثل أنا ؟؟ .. وهل يعقل أن أحرم ولدي من ليلة عمره ؟؟ .. ثم أخذت تبكي بحرقة شديدة .. وقامت من سريرها لتشد بيد ابنها وتأمره بأن يعود فوراً لعروسته .. وحاول الابن أن يهد من روعها ويقول لها : يا أمي العزيزة توقفي قليلاً .. وخذي أنفاسك ولا تكوني قاسية على نفسك .. فأنا أريد أن أكون معك للحظات لأطمئن عليك .. وبعد ذلك سوف أعود لزوجتي .. ولكنها كعادتها أصرت وأقسمت بالله بأنها لن تسمح له بالبقاء لحظة أخرى في منزلها .. فأخذت بيده تشده بقوة ثم قادته مرة أخرى حتى وصلت به أمام غرفة العروسة .. وهناك فاضت عيونها بدموع حارة .. ثم ودعته بعد أن طبعت قبلة صادقة فوق جبينه .. وقالت له : يا بني كم كنت لي ابناَ باراَ وطائعاً .. وكم كنت لك أماَ قاسية وجافية !!.. أنا أطلب منك الآن العفو والسماح .. فقال لها : أمي العزيزة أنا أعرف قلبك الطيب جيداً .. وأنا ملك قلبك فكيف تطلبين السماح من ابنك ؟؟ .. ثم طبع قبلة بدوره فوق جبين أمه . فودعته وانصرفت .. ووقف هنالك للحظات يراقب ملامح الأم الطيبة وهي تختفي عن شاشة البصر .. ثم دخل على عروسته وهي ما زالت في انتظاره .. وقد سمعت كل حرف دار بين الأم وابنه .. كانت هي العروسة الحسناء الجميلة التي بدت كالبدر في ليلة القدر .. تتلألأ بزينة الجمال .. ثم كانت ليلة العمر التي جمعت أعز قلبين بوفاق الحلال . [/justify]


ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


قديم 01-11-2020, 11:56 PM
المشاركة 2
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ( قصــة قصيــرة ) العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !
مساء الخير،

لفتني العنوان الغريب و غير المنطقي،
كلّ الأعداد الفردية لا تقبل القسمة على 2 !!

تقديري.



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!


قديم 01-14-2020, 07:04 PM
المشاركة 3
عبدالحكيم مصلح
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ( قصــة قصيــرة ) العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !
أعجبني العنوان وما خلفه من تساؤلات حول القصة والحبكة والنهاية . جميل ما خطه قلمك.
تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن.

قديم 01-19-2020, 10:54 AM
المشاركة 4
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ( قصــة قصيــرة ) العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !
قصة جميلة استاذي عمر

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 02-14-2020, 08:15 PM
المشاركة 5
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ( قصــة قصيــرة ) العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !
العنوان ملفت كثيرا سيدي وكذلك الكلمات المتراصة بجمال في النص
سررت للمرور من حرفك أستاذ عمر عيسى محمد أحمد
شكرا لك .. مع أجمل المنى


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ( قصــة قصيــرة ) العدد الفردي الذي لا يقبل القسمة على اثنين !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القسمة والنصيب (قصة قصيرة) داما احمد منبر القصص والروايات والمسرح . 4 05-01-2020 10:12 PM
قشــة في كومــة إبــر/إبــرة في كومة قش عبد الله المنصور منبر البوح الهادئ 63 04-02-2016 01:41 AM
تحميل كتاب ثانى اثنين مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 1 10-07-2014 08:25 AM
بدال الواحد .. اثنين عبيد بن محمد منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 5 11-13-2011 10:39 PM
قصـــص قصيــرة.. رقية صالح منبر القصص والروايات والمسرح . 12 11-15-2010 12:49 AM

الساعة الآن 08:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.