قديم 02-25-2011, 11:36 PM
المشاركة 11
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





باب الحث على الطلب

قال بعض الحكماء: عليكم بالرحل والإرتحال ونصب البدن واحتياض الغمرات واستهال الوعور، واجتراء أودية الرغبة لارتياد المنفعة وطلب المعيشة، فان الحازم لا يدع لدعة نفسه ومصلحة شأنه مصعداً الا صعده، ولا موطأ إلا ألتمسه، ولا مرجماً إلا رجمه، ولا مضيقاً إلا سلكه. وأنشدني بعضهم:



زحزح همومك بالمهرية النجب .... واقذف بنفسك في الآفاق واغترب


حتى تنال غنى من وجه مطلبه .... وتستريح من الترداد والطلب


وقال بعض الحكماء: لا تدع الحيلة في التماس المال بكل مكان. فان الكريم محتال والدني عيال. وكان يقال: اتعب يومك لراحة غدك. قال الله تعالى حثاً على الطلب: فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله. ومدح قوماً بالطلب. فقال: وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله. وقال عمر بن الخطاب: اقبلوا على ما يصلحكم من أمر دنياكم فإنه قوام وجوهكم وبلاغ إلى آخرتكم:



فسر في بلاد الله والتمس الغنى .... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا


ولا ترض من عيش بدونٍ ولا تنم .... وكيف ينام الليل من كان معسرا


وفي الأمثال: أطلب تظفر. وفيها قال شاعر:


ولا تقعدن بمضيعة ذلولاً .... ولكن ألق دلواً في الدلاء


تجيء بملئها ماءً وطوراً .... تجيء بحمأة وقليل ماءٍ


وفيها: كلب جوال خير من أسد رابض. وكان يقال: من غلا دماغه صائفاً غلت قدره شاتياً. ولبعض الأعراب:



ألا خلني أمضي لشأني ولا أكن .... على الدهر كلا إن ذا لشديد


أرى السير في البلدان يغني معاشراً .... ولم أر من يجدي عليه قعود


إذ ما الفتى لم يبغ إلا لباسه .... ومطعمه فالخير منه بعيد


آخر:


الوكر من آلة الفراخ ولا .... يوكر سبط الجناح هدار


أجدل ذو مخلبين مندمج .... يدمى له منسر وأظفار


فبالسرى والدجى وهاجرة .... والعيس تحت الظلام أوطار


ومهمهٍ لا يرام جانبه .... عسكره بالمنون جرار


إذا تجاوزت منه مسبعةً .... لاقتك مجهولة وأوعار


لا يألف الدهر وهو آيته .... حر أبي نمته أحرار


آخر:


رأتني قليل النوم غير مسهد .... أخا أملٍ عالٍ وهم مخالف


وقد سمعت لي منطقاً ذا أصالة .... وقد حمدتني في الأمور العواسف


وقد راعها مني جمال وبهجة .... وعلم بأنباء القرون السوالف


وقد عجبت أن لا تراني مومراً .... ولا ذي تلاد مستهل الطرائف


لأكسب مالاً أو يقال: ابن حرةٍ .... سقته صروف الدهر كأس المتالف


وقع عبد الله بن طاهرٍ: من سعى رعى ومن نام رأى الأحلام. قال الكسروي: أخذه من توقيع لأنوشروان:



ليس للحاجات إلا .... من له وجه وقاح


ولسان ذا فضولٍ .... وغدو ورواح


قال بعض الحكماء: إني لأسعى في الحاجات، وإني لا أيأس منها. وذلك الإعذار لئلا أرجع على نفسي بلوم. قال عمرو بن عتبة: من لم يقدمه الحزم أخره العجز. وقال بعض الحكماء: الروح في الحركة وهي مفتاح الدرك، وداعية النجح. والكسل مغلاق الدرك وداعية الحرمان.

وقيل لبزرجمهر: بم ادركت ما أدركت؟ قال: ببكورٍ كبكور الغراب، وصبر كصبر الحمار وحرص كحرص الخنزير. وقيل لد غفل: بم بلغت ما بلغت؟ قال: بقلب عقول ولسان سؤول. عروة بن الورد:



ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً .... من المال يطرح نفسه كل مطرح


ليبلغ عذراً أو يصيب غنيمةً .... ومبلغ نفس عذرها مثل منجح


وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه عن ربه عز وجل: (يا ابن آدم احدث سفراً أحدث لك رزقاً. عبيد الله في الحديث: سافروا تصحوا وتغنموا:



ولن يريح هموم النفس إذ حضرت .... حاجات مثلك إلا الرحل والجمل


وقيل لأبي الأسود: مالك كثير الجولان وأنت كبينر السن؟ قال: لئلاً أكون جليس المرأة
وجليس البيت: لا تشاء العنز تبول علي إلا بالت.


فصل

لعبيد الله: ليس فضل السعي بزائد في مقسوم الرزق ولكن الله جعل له سبيلاً إلى إزالة العتب عن النفس ودركا في الاستسلام لغلبة القضاء والقدر، إذ كان على المرء ألا يقبل على نفسه ذلا. وليس عليه أن يزيل عنها قدراً حتماً. وهذا شبيه بقول الشاعر:



على المرء ألا يرام الضيم أنفه .... وليس عليه أن يساعده القدر



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 11:40 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




باب ذم التواني والتسويف

كان يقال: العجز وطيء أي لا تكره صعوبة الحزم وتختار وطأة العجز. ولبعضهم: نكح العجز التواني فولدت بينهما الندامة. وقال أكثم: لا أحب أن أكفى أمري كله. قيل: ولم ذلك؟ قال: أخاف عادة العجز. وقال حكيم لولده: إياك والعجز والتواني في الأمور فتقذفك الرجال خلف أعقابها.

وكان الغريض مترفاً منعماً لنفسه. فسأله بعض إخوانه أن يمشي معه في حاجة فقال له: لولا أن يراني عدوتي- ولم ترني منذ حين لمشيت معك. قال: ومن عدوتك؟ اقل: الشمس. لا وحياتك ما وقعت علي منذ سنة. وكما أن الإبطاء عند القدرة مذموم فكذلك العجلة قبل الفكرة مذمومة.

وقد مدح رجل من العرب رجلاً سئل عنه، فقال: إنه والله ما يكفكف من عجلة ولا يدفع في ظهره من بطءٍ. وكان يقال للحاجة آفتان الاستعجال بها قبل وقتها والتأني فيها حتى تموت. وفي عهود بعض القضاة: وأمره أن يتجنب خصلتين هما آفتا القضاء وسبب تودير الحقوق: العجلة قبل إثبات الحجة، والانتظار بالفصل بعد وضوح الدلالة وقيام البينة. وانشدني محمد بن عيسى:



فلا تطمع لأمر إن تدانى .... ولا تيأس من الأمر السحيق


ولا تعجل فتسبق ما يرجى .... ولا تنظر فتقصر عن حقوق


وكان إياس بن معاوية يتمثل:


وأوقف عند الأمر ما لم يبن له .... وأمضي إذا ما شك من كان ماضيا


وقيل لبزرجمهر: أمن الاجتهاد ما هو شر من التواني؟ قال: نعم. ما كان في غير حينه. قال بعض الحكماء: آفة الطلب في تيمم أوقاته. بلغنا أن رجلاً من العرب طلب الأدب حيناً فأعياه فتركه، فبينا هو في بعض الطريق يسير إذ مر بصخرة ملساء فتأملها فإذا الذر يدب عليها فمن كثرة دبيبه كان أثر في الصخرة. ففكر فقال في تفكره: مع صلابة هذا الصخر وخفة هذا الذر أثر فيه هذا الأثر فأنا حري أن أدوم على الطلب وأجد في الأدب فلعلي أصير فيه رأساً. فراجع الإكباب على الأدب فلم يلبث أن خرج فيه مبرزاً. ولأبي العتاهية في ذمسوف وما أشبهها:



لا يشغلنك لو وليت عن الذي .... أفنى القرون ولا لعل ولا عسى


وفي الحديث: أن رجلاً دخل المسجد والنبي صلى الله عليه جالس.قال له: يا فلان أما جمعت؟ قال: أما رأيتني يا رسول الله جمعت معك. قال صلى الله عليه: رأيتك آذيت وآنيت أي أخرت المجيء. لم تزل تسوق حاجتي حتى خرجت من آوانها إلى آواني لو أسعفتني بها فيه ما كان لها علي كثير أثر ولا من نفع، ولو أسعفتني بها في أول طلبتها لكان في ذلك صون لوجهي عن سؤال أحدٍ سواك. وسبق منك إلي بارع عرف وجميل اصطناع قل ما سبق السابقون إلى أفضل منه. فقد قطعت الآن لساني عن الاحتجاج عنك فجعلت ذنبك وقايةً له عن الاحتجاج عنك. وبحسبي ما لحقني من إساءتط بعد إحسانك. وزال عني عن معروفك ما قد كنت أعده لي عتاداً ومن محذوري حرزاً حريزاً.


يتبع
.
.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 11:43 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




باب ذم العجلة

وفي الأمثال: رب عجلة تهب ريثاً، يقول:رب عجلة يراد بها صلاح الأمر فتفسده حتى لا يصلح إلا بعد مدة طويلة فكأنها كانت ريثاً. وهذا قريب من قول بزر جمهر: إن شراً من التواني الإجتهاد في غير حينه:



الخرق شؤم والأناة سعادة .... فاستأن حلمك في أمورك تسلم


والرفق يمن والأناة سعادة .... فتأن في رفقٍ تلاق نجاحا


وفي الأمثال: الرفق يمن والخرق شؤم. أنشدني عبد السلام:



ولا تعجل بأمر الشك حتى .... تبين والظهور لها بطون


ولا تعجل بأمرك قبل حين .... فعند الحين تنقطع الظنون


قال بعض الحكماء: إياك والعجلة فإنها خرق والخرق شؤم. وعليك بالأناة فإن يمن. وكان يقال: الزلل من العجل:



وإذا هممت بأمر شر فاتئد .... وإذا هممت بأمر خير فاعجل

وليس من هذا الباب ولكنه ظريف:


قد يدرك المبطئ من حقه .... والنجح قد يسبق جهد الحريص

وهذا المعنى من باب المقادير وقد ذكرناه فيه. وكان يقال فيه: إن من الحزم والأناة التثبت، وإن العجلة لا تزال تورث أهلها حسرةً وندامة. قال: وأنشدت:



اصبر على مضض الإدلاج بالسحر .... وبالرواح على الحاجات والبكر


السائر في هذا المعنى قول الشاعر:


تأمل ولا تعجل بأمرٍ تريده .... فإن للفتى من أمره ما تأملا


ولعبيد الله: من عجلت إلى مدحه فلما كشفته اضطررت إلى مقته. ابن جدعان:


ربما عاجل يخالف نجحاً .... وبطيء يصيب يوماً نجاحا


قال بعض البلغاء: العجول مخطئ وإن أصاب. فكيف إذا أخفق؟ وقال: العجلة من الشيطان. لا تغرنك إصابتك مع العجلة، ولا يسوءنك إخطاؤك من التأني والرفق. فإنك إذا عجلت فأصبت وافقت إصابتك قدراً لا محيص عنه. ولو لم تعجل لبلغت المراد كما بلغته لما عجلت، وغن كان ما أردت متعذراً في حال الرفق فهو مع العجلة اشد تعذراً، لأن العجلة رهق والتؤدة تأمل وبصيرة.



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 11:46 PM
المشاركة 14
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



باب اختيار المأمول

قال النبي صلى الله عليه: (إذا طلبتم الحوائج فعليكم بحسان الوجوه. فأخذ معناه شاعر فقال:


لوجه المرء ذي الخلق المصفى .... على ما ثم من خير دليل


كما قال الرسول رسول ربي .... وقد صدق الإله والرسول


عليكم بالحوائج فاطلبوها .... إلى من وجهه حسن جميل


آخر:


حسن ظني إليك أسعدك الله .... دعاني فلا عدمت صلاحا


ودعاني إليك قول رسول الله .... إذ قال مفصحاً إفصاحا


إن طلبتم حوائجاً عند ثوم .... فتنقوا لها الوجوه الصباحا


ولعمري لقد تنقيت وجهاً .... ما به خاب من أراد النجاحا


وقال ابن عباس: لا تطلبن إلى أعمى حاجةً ولا تطلبنها بالليل من البصير. فإذا طلبتها فاستقبلها بوجهك. فإن الحياء في العينين. عطاء بن ميسرة قال: الحوائج من عند الشبان أسهل منها عند المشايخ. ثم تلا هذه الآية من قول يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم). وقول يعقوب: ( سوف أستغفر لكم ربي). وكان ياقل: لا تنزل حوائجك بالجيد اللسان ولا بالمتسرع إلى الضمان فإن العجز مقصور على التسرع ومن وثق بجودة لسانه ظن أن في فصل بيانه ما ينوب عن عذره وأن وعده يقوم مقام حجته. قال وهب نب منبه: مكتوب في التوراة: يا ابن آدم لا تسأل الناس، وغن كنت لا بد فاعلاً فسل معادن الخير ترجع مغبوطاً؟ ومحسوداً. ولا تسأل معادن الشر فترجع مغلوباً محسوراً. ابن حازم:



لا تسألن المال عند امرئ .... أصاب اليسارة من كده


ولكن سل المال عند امرىءٍ .... إذا أورث المال عن جده


كان يقال: أبو كبسة أقوم مسنان. يقول: لا تستقرض رجلاً حديث عهد بالنعمة. إنه سيء الاقتضاء قليل النظيرة مستكثر للقليل يخشى من الفقر الذي جرب وعرف. وتقول العامة في كلامها: لا يلتمس الحوائج عند من لا يأكل من مائدة أبيه.

وفي شبيه بهذا المعنى قول العجاج في رجل مدحه:


في معدن الملك القديم الكرس .... ليس بمقلوع ولا منحس

أي في معدن الملك الذي قد توارثه آخر عن أول. ولو كنت إذ أفنيت أيامي في التردد إلى فلان ووقفت أملي عليه قدمت للروية في الاتياد وأصبت مطية النجح ما أكدى مطلبي، ولا أخطأت فراستي. ولكني وردت عليه بغير بصيرة فكانت عاقبة أمري خسراً، أو أكسبني ذلك نقيصة وذماً. فتبارك الله رب العالمين.



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 11:48 PM
المشاركة 15
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


باب الإهداء إلى من يلتمس فضله



إنما يجتلب الدر ممن ليس بضامر على الخرز، ويلتمس المعروف من طلق الوجه واليدين. وقد حضرني مما رجوت أن يصلح لك كذا فأجبت أن أجعله تذكرة لي في خزانتك، وسبيلاً إلى إحسانك إذ أعيت الوسائل عندك إلا بك، وسهل عليك استدعاء الإحسان منك بيسير الرغبة إليك.


فلا زلت غلاباً على المكرمات محظوراً عن النائبات منصوراً في نوازل المهمات بقدرة من لا يعجز قدرته شيء، ولا يخفى من علمه إحسان محسن وهو فعال لما يشاء.

إنما تمتد الآمال أيدك الله نحو معادن الكرم وأهل خصوصيات السؤدد وعموميات العوارف.


وهذا أعزك الله يوم احببت أن تكون لي عندك فيه تذكرة أستدعي بها منك زيادة في التقديم والإيثار والمبسط والإيناس، إذ كنت لا أنبو عن إلقاء مقاليد الأمل، والإتكال بعده لله عز وجل. وأنت حري بقبول ذلك ممتناً علي، ولي شاكر ومصطنع طائع.







يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 11:51 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





باب ارتجاع الهدية ممن أملت منه فضلاً فلم تنل ذلك

للبحتري:



فإن لم تنيلوني التي قد تقدمت .... مواعيدكم فيها وآثاركم عندي


فردوا قوافي التي سار ذكرها .... بأقطار أرض الله في القرب والبعد


وشرخ شباب قد نضوت جديده .... كما جرد السيف اليماني من الغمد


وما أنا والتقسيط أن تلزمونني .... وبكيت قبلي خلة القوم أو بعدي


سبيلي أن أعطي الذي تسألونني .... وحقي أن يجدي علي ولا أجدي


فردوا القوافي السائرات بذكركم .... وما حزتموه من ثناءٍ ومن حمد


وقد كان من حقي وتكلفي الشقة إليك وتجشم هراقة ماء وجهي بمسألتك ما يوجب على مثلك من الرؤساء والكرماء ألا يخيب معه ذمامي ولا يبطل من جدواك حظي، فأنا الآن أرض من إحسانك برجوع تحفتي إلي إذ كنت لا أستنكف في تجملي من القول فيها، ولا أخجل عن ذكرها لمن يسألني عنها من إخواني، لأنها كانت مني على سبيل متاجرة لا مكاثرة، وأن القضاء والقدر ليحولان بين العباد وبين الإرادات، وليس إليه شيء من المشيات:



سبيل من ضن بما لديه .... أن يعرف الحق الذي عليه


ولا يبيح سب والديه .... لما تحرى قلع ما ضغيه


فإنما المرء بأصغريه لو كان طول مقامي بباب فلان مما نفعني في رفع شر عني أو اجتلاب خير ما ساءني ما تكلفت من المشقة، وألزمت نفسي من الكلفة، وأنطقت به لساني من الشبهة والد لسه والمدح التي ليست بخلسة فالآن إذ عاد أملي بائراً لا ترجى عمارته، وظني مخلفاً لا يوصل بحقيقته فرد مدحي السائرة وتحفتي المستحقرة المتصغرة أولى وأحق في ذلك على من هجن نفسه بالبخل وشانها بالمنع.





الموسوعة الشعرية - ديوان العرب - أخبار النحويين


طبع الكتاب لأول مرة في مصر سنة 1981
بتحقيق د. محمد ابراهيم البنا





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-26-2011, 11:13 PM
المشاركة 17
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذة رقيّة ، فهذه الدرر من تلك الدر ، موضوعات رائعة .سعدت بكلماتك التي يجب أن تسطر بماء الذهب .
في هذا الأدب ما في نبضات القلب ،.........وقلمي عاجز..

بوركت وبورك المداد
والحرف .
تحية وتقدير

قديم 02-28-2011, 10:54 PM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذة رقيّة ، فهذه الدرر من تلك الدر ، موضوعات رائعة .سعدت بكلماتك التي يجب أن تسطر بماء الذهب .
في هذا الأدب ما في نبضات القلب ،.........وقلمي عاجز..

بوركت وبورك المداد
والحرف .
تحية وتقدير





أخي القدير المربي الفاضل
أ.عبد المجيد جابر

أعذب الأمنيات على تفاعلك المجدّ
والرائع في منابر الخير وتواصلك
تحية ملؤها الود والتقدير
دمت بألف خير




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-28-2011, 11:03 PM
المشاركة 19
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
رقيتي الغالية
سلام عليك

الأمل والمأمول من أمهات الكتب القديمة الغزيرة بجميل المعاني وأبيات شعر الحكمة
وهو من أجمل ما قرأت من الكتب وهو يشبه إلى حد كبير كتاب
( المستطرف في كل فن مستظرف ) للأبشيهي ..
أشكرك جداً منقول موفق ورائع كأنت





تحية لقلبك ... ناريمان

قديم 03-01-2011, 11:49 PM
المشاركة 20
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رقيتي الغالية


سلام عليك

الأمل والمأمول من أمهات الكتب القديمة الغزيرة بجميل المعاني وأبيات شعر الحكمة
وهو من أجمل ما قرأت من الكتب وهو يشبه إلى حد كبير كتاب
( المستطرف في كل فن مستظرف ) للأبشيهي ..
أشكرك جداً منقول موفق ورائع كأنت





تحية لقلبك ... ناريمان





سلام الله على نحلة منابر
نسمتي الناعمة أ. ناريمان

نعم غاليتي عند قرائته يشعر المرء
بمتعة القراءة وفحوى مضمونه
وكلّما عاد إليه ينتابه إحساس
أن عليه العودة لقرائته مرات ومرات
غاليتي عبورك كوشاح ماسي
ينير ظلام حروفي
يمتد شهيق كلماتك
حتى يصل مدائن الروح
سلام على قلبك أينما كنتِ
تحيتي ومودتي
معطرة بالياسمين الدمشقي





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأمل والمأمول .. الجاحظ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجاحظ أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 01-06-2024 01:57 AM
بين همسات الأمل وواقع الألم../إلهام القبيلي ناظم مرشد سلطان المجعشي منبر البوح الهادئ 0 11-29-2021 08:15 AM
رسَائل الجاحظ د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 1 06-19-2014 02:14 PM
رسَائل الجاحظ د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-27-2014 12:16 AM
المناهج النقدية الحديثة الواقع والمأمول عمر مسلط منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 8 02-25-2012 11:14 AM

الساعة الآن 02:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.