احصائيات

الردود
0

المشاهدات
1897
 
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان

أحمد النجار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
170

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2007

الاقامة

رقم العضوية
3671
04-17-2012, 12:12 AM
المشاركة 1
04-17-2012, 12:12 AM
المشاركة 1
Post مُتْ قاعداً !!!!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




مصطبةٌ قديمةٌ كان يسابقُ الشمسَ إليها ونادِرأً ماتسبقهُ إليها الشمسُ, سُجادةٌ وإبريقُ شاي وبَعضُ الذكرياتِ كان يحملُهَا مَعهُ إلى هاتيك المصطبة, يفرشُ سجادتهُ القديمة ويسكبُ بعضاً من الشاي في كوبِه وبعضاً من الذكرى ويبدأ باحتساء الشاى والذكرى , وتُشرقُ الشمسُ فترى أنه قد سبقها فتكتفي بأن تُشرقَ عليه هو !!!!

لحظاتٌ وتدبُ في الحي الحياة,بعضهم يمرُ من أمامه فيسلمُ عليهِ والبعضُ لايفعلُ لأنه اعتادَ على رؤيتهِ فأصبحَ لايراه !!!!

إذا مرَ موظفٌ من أمامه تذكرَ وظيفتَهُ وتَذكَرَ محاولاته الفاشلة في التمديدِ وقولَ المسؤولِ لهُ : أتُريدُ زَمنكَ وزَمن غيرك ؟!! فيرسلُ تنهيدةً ضاحكة مُحادثاً نَفسه :ومن أخذ زمني أنا ؟!!!

ومن ذلك الحينُ غدتْ وظيفتهُ الوحيدة مُسابَقةُ الشمسِ على المصطبة!!!!

إذا مرتْ عليه امرأةٌ تذكرَ أنهُ لم يتزوجْ,مع أنه فَعلَ كل مايفعلهُ المتزوج ولكنه لم يتزوج!!!

إذا مرَ عليه طفلٌ تمناه طِفلَهُ , يمسك يده, يؤدبه, يحن عليه...

ثم يأخذُ سُجادتَهُ وإبريقَه ويتركُ المكانَ للشمسِ, وبعدَ بُرهةٍ تفعَلُ الشمسُ مِثله فتنصرف ...

*

*

*

ذات بدايةٍ وعلى مصطبته رأي سيارةً كبيرةً تُفرغُ أغراضها أمام منزلٍ قديم تركه ساكنوه منذ زمن ونزلت منه أسرة كاملة , بينهم فتاة جميلة تضج أنوثة وتخفق بالجمال ....

رفع رأسه جهة الشمس ليتأكد أنها مكانها وأنها ليست تلك الفتاة !!!
دخلَ الجميعُ إلى المنزل .. وعادَ لتقليب الشاي والذكرى وعاد لترك المصطبة .. والرحيل ...
.
.
.
كل يومٍ وفي الصباح كانت الفتاة تخرجُ من أمامه ويظل يرقبها حتى تختفي وينتظرها وحتى تعود
لم تكن الفتاة تنظرُ إليه ولاتكترث به ولاحتى تشعر به .. .ومرت الذكرى ....
.
.
.

ذات فرحٍ خرجتْ الفتاة من بيتها ...وقفتْ أمامَ البابِ, نظرتْ جهة موظف المصطبة وأرسلت بسمة ناعمة ساحرة!!! شعر برجفة تعتريه وبشعورٍ غريب يتملكه !!!واختفت الذكرى والشمس والمصطبة !! لم تبق إلا هاتيك البسمة التي لن تقوى الشمس يوماً على أن تسبقه إليها ......

وانطلقت الفتاة وكأنها لم تفعل شيئاً !!!عاد إلى بيته ...نظر إلى المرآة لأول مرة منذ زمن !!!رأي أنه قد اشتعل شيبا .....كذاك أحلامه !!!!!رأى جسمه قد ترهل ... كذاك قلبه !!!ثيابه مهلهلة ....كذاك نفسيته !!!!

وفي اليوم الثاني نفس الفتاة ...ونفس البسمة ...ونفس النظرة إلى المرآة !!!

قرر أن يطفئ الشيب بالسواد .....فرتب لحيته وشاربه ..وشعره...... وأغرقَ كل مابيضَ منه بالسواد !!! قرر أن يلبس جديداً جميلاً زاهياً ففعل .. , كان وفي كل يوم يخرج مبكراً من منزله

يسبق الشمس إلى تلكم المصطبة ...بسجادة جديدة ....وكوبٍ واحدٍ من الشاي ....ولم يعد يُحضر الذكرى معه !!!وينتظر البسمة وتأتيه أحلى بسمة ...وما أن تغادر الفتاة حتى يُخاطُبُ أحلامه : سأتزوجها ......ويتذكر عمره فيقول :أن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل

*


*

ذات قتلٍ خرجت الفتاة من بيتها وأرسلت نفس البسمة إلا أنها كانت تلك المرة مصحوبة بإشارة خفيفة !!!!لم يعلم معنى تلك الإشارة !!!!ظل في حيرة من أمره !!!حتى عبرت الفتاة الشارع ومرت بجواره ونظرت نحوه وكررت نفس الإشارة ...وابتعدت !!!


فكر ماذا يصنع ؟؟!!ماذا تُريد؟؟!!!وماهي تلك الإشارة ؟؟!!وقال في نفسه :اتبعها ...اخشى أن تعتقد أني أتجاهلها فتتجاهلني...فيتجاهلني ما تبقى من زماني ...وأحلامي ....قام من على مصطبته ليدركها ....تحرك خلفها ...مر بجواره شابٌ جميلٌ يعمل في المحل الذي خلف مصطبته تماماً وتجاوزه ومشى بجوار الفتاة حتى دخلا في شارع فرعي صغير ..تسمر الرجل في بداية الشارع .... ...ينظرُ ليموت .....مر الشابُ بجوار الفتاة وتحدث معها دون أن يلتفت إليها وأخذ منها كيساً صغيراً وأمسك يدها واحتضنها بيده وانصرف مسرعاً ...!!!


( كل البسمات كانت لذاك الذي لايسابق الشمس على مجرد مصطبة !!!)

ارتجف الرجلُ رجفةً قويةً تصبب عرقاً كاد أن يسقطَ على الأرض عاد إلى منزله وترك السجادة وكوب الشاي والمصطبة ...

في اليوم الثاني

احتلت الشمس - ودون منافس - المصطبة


وجدت كوباً من الشاي وسجادةً ولم تجِدَ مُنافسها على المُصطبة


قتلته أحلامه .....



فلا حلمٌ



ولاذكرى



ولاشمسٌ



ولامصطبة !!!



.

.

.



أحمد النجار



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.