احصائيات

الردود
40

المشاهدات
14072
 
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية

زياد القنطار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
385

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Sep 2014

الاقامة
سوري ...أعمل في سلطنة عمان

رقم العضوية
13217
10-07-2014, 10:49 PM
المشاركة 1
10-07-2014, 10:49 PM
المشاركة 1
افتراضي سكتةٌ ..وإيقاع جديد
سكتةٌ ..وإيقاع جديد

لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة. أتدثرُ خرقي البالية معلناً هزيمتَهُ بهزيمةِ برودتهِ, وأفجِّرُ بصمتهِ الحياة بكسرةِ رغيفٍ أتلذذ بمداعبتها. يُطرِبني أنينُ جُزئها المكسور تحت وطأة أصابعي. تئنُ , وأكسرُ, ويستقيمُ اللحنُ وأطربُ. يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررهُ, ويعجٍّل جوعي اكتمالها. وتبدأ أسناني عزفها المنفرد بما تبقى منها, لحن وداعٍ على مذبحِ الجوع..!

عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...

الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا.

أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!

خارجاً بدأ العزف السمفوني ..أبواب تفتح وتغلق وتجرَّد من سلاسلها. ما تبقى في رئتي من هواء أدفعه في حنجرتي استعداداً لانخراطي في جوقة الغناء الأوبرالي, وهنا لايهم نوعية الصوت وعربه ونقاوته، أنت مشارك شئت أم أبيت. مساحات صوتك, قراره, وجوابه, يتحكم بهما الزمن الفاصل بين جلدة سوط وأخرى..!!

أردفت كومة العظام فوق قدميَّ تجاسرت بخوفي, وبوقفتي كما كل يوم خلف ذلك الباب. أستعد للقاء أدرك كامل تفاصيله!!!!

نشز اللحن وتجاوزني (المايسترو) وسكتة أوقفت العزف والصوت, وبدأ لحن ما ألفته...!! إيقاع الباب...وقع الخطى..وسلاسل ترسل نغمة أقل ما أعرف عنها أنها ليست نغمتي ..احتضنها الصدى ولم تلامس أذني.

بصوته الذي نُزع منه الرعب هذه المره ..ناداني ...!! يا سعيد...أجبت بأدبي الذي تعودت وبنفس نغمتي والمقام... حاضر... قالها بغصة لا أظنها إلا حسداً تجمع في لهاته...إفراج...

لملمت دفاتري وما سلّم الفأر من كتبي. وبدمعتين احتضنت إحداهما خوفي القادم, وأخرى تقاسمتها زوايا المكان، وفرحي المأسور, وبما أن الخير والشر تباع أفرجت عن ذلك المعطف الذي سجنته بحقيبتي طوال تلك السنين...لففت به ما تبقى من جسدي وأطلقت عنان قدميَّ أو أطلق عنانهما فكلا الأمرين سواء, فاختبار الإرادة ما زال يتلمس خطاه الأولى.

أدرت ظهري لكل ما سوف يصبح خلفه ماض. أحث الخطى، أنشد توافقية توازنها في هذا الفضاء المنزوع الأبواب, وعند ذلك الباب الذي لطالما توافدت صوره إلى مخيلتي, ولم تستطع أن تقارب صورة تحصينه, أطبق براحة كفه على ما تبقى من كتفي, وإذا بعيني قبالة عينيِّه.

تذكَّرت المرة الأولى عندما حاولت مجرد محاولة النظر إليهما....أرعبني ما احتضنتهما من عنف وقسوة, فأشحت طرفي مرغماً ليكون أول مشاهد مسرحية عقابي في بواكير رحلتي..العجيب أن الأمر مختلف في لحظتي هذه..!!!؟؟
القسوة والعنف اختبأا خلف قلق تاه في تلك العينين, حاولا جاهدين أن يفرا من بريق ومض في عينيَّ لم تعهداه من قبل!؟؟

احتضنني وخلته الوداع..!! همس في أذني...مبروك عليك سجنك الكبير.!!؟؟ خلَّصت عظامي من بين يديه, وعلى تلك الشفتين ارتسمت ابتسامة خبيثه أردفها بقهقهة فجرت صمت المكان..!!

بجبروته الذي أيقنت أنه يستجمع فتاته أحاط بجسدي وقذفه خارجاً. سمعت سكتة الباب خلفي...إذاناً ببدء إيقاع من نوع جديد ...


هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-08-2014, 04:54 PM
المشاركة 2
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هي الحياة ... سجن و سجان ...

سينفونيات آن لها أن تتوب . .

و نشاز يصم اﻵذان ...

مهما كانت الابواب و الاقفال ف الحقيقة نسبية دائما

أ. زياد

لا حرية لجسد من طين في هذه الدنيا ...

فدروبه مليئة بالثقوب التي -ﻻ ينفك- يسقط فيها

و لا يتعلم!

نص فاخر بلغته و تصاويره ... بورك اليراع

صافي الود

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 10-08-2014, 06:27 PM
المشاركة 3
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقد
صار العالم أكثر فظاظة
وسوءا
وغدرا
مما يتحمله قلب فنان
أو شاعر
أو حتى انسان
على درجة الانسانية

استاذ / زياد القنطار
هنا
تكاملت كل عناصر القصة
وهي تعبر عن لحظة الحدث
وان كانت ومضتها الخاتمة
أحسست معها بالباب
وهو يغلق !!
تحياتى أيها القدير
وكن بألف خير

قديم 10-09-2014, 02:54 AM
المشاركة 4
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نعم سيدتي الحقائق نسبية ,وستبقى الخطى عابرة للدروب رغم ثقوبها الحكمة في النهوض وسطوع حقيقته
الأستاذة جليلة ماجد ,خالص التحايا وكل التقدير لمرورك ولثناء جاد حرفك به .جزيل الشكر

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-09-2014, 03:13 AM
المشاركة 5
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ حسام الدين بهي الدين ريشو .
لو تبادلت وإياك الأدوار ,لأثارت في خاطري سكتة الباب ذات التساؤل .إنما اعتقدت أو في حالة الخلاص تلك ,وفي مخاض ولادتها أن الإيقاع الجديد قد يفتخ الأبواب لما بعد سكتة الباب .
أثمن عاليا ملاحظتك وأثمن هذا المرور المشبع بالإحاسس الذي ينزفه حرفك أين مرّ...خالص تقديري

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-09-2014, 08:35 AM
المشاركة 6
مها مطر مطر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ســـوف أبكــي
من صميــم فــــؤآدي
على أيــــآمٍ مضـــت

وانثـــــــر الزهور

في بسآتيـــــــن المحبة

لأقطف من البسمة الأمــــل... سلمت يداك يا أخوي

قديم 10-09-2014, 09:13 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه المعزوفة تنتمي الي أدب السجون حيث يسكن الوحي.

واضح ان النص وصف لأحداث يوم من ايام سجين لكنها كتبت باسلوب يجعل المتلقي يحتار في أبعادها ونمطها الفني . فهي اقرب الي المعزوفة الموسيقية ، او الخاطرة الفلسفية التي يعبر فيها القاص باسلوب التداعي الحر عن مشاعر بطل القصة ضمن بيئة السجن حيث يصبح للأشياء معنى اخر وطعم اخر وقيمة مختلفة حتى ان صوت انكسار كسرة خبز تصبح اقرب الى معزوفة موسيقية .

هناك في غرفة السجن حيث العزلة والوحدة والالم تعصف بالقلب والعقل يصبح لشعاع نور يعبر من ثقب الباب طعم اخر ولصوت عصفور يحلق في الجوار معنى اخر للحرية ويصبح الدماغ قادر على توليد نص بأبعاد لها قدسية من نوع ما .

نحتاج الى التعمق في تحليل هذا النص فادب السجون يأتي في المرتبة الثانية بعد أدب الأيتام من حيث الروعة والعمق والتأثير والاسلوب. *

قديم 10-09-2014, 01:22 PM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سكتة و إيقاع
قرأت النص القوية بلاغته ، فاللغة هنا نوتات موسيقية تشكل في الأخير معزوفة تقاسيمها مشبعة بالألحان التأملية ، هذا النص لايعتمد على الحبكة و تطور الحدث لكن يقدم وصفا لحالة بتعابير مشبعة بالشعرية ، فالنص قريب من تجسيد لانفعالات البطل الموغلة في صخب الصمت و الحيرة و الرفض ، فالصراع في النص داخلي في الغالب مما يؤشر أنه نهل من الخاطرة الحظ الأوفر .
بطل النص شخصية كتومة صامتة ، فهو يوظف العين والأذن بقوة ، ويترك الباقي لقلمه ، فلسانه يكاد يكون في إجازة رغم الكم الهائل من التفاعل و التجاوب مع كل الحركات والسكنات ، سماه السجان سعيدا سخرية وهو يعلم أنه لن يستطيع الاندماج مع مجتمعه بعد ما عايشه في السجن من مذلة و قهر و تفكك روابطه بالحياة واهتزاز ثقته بالغير ، و ربما الكاتب من اقترح هذا الاسم المناقض تماما لهوية البطل الغارقة في نوع من السلبية . يكاد يحضرني أن البطل معتقل رأي .
لست أدري عندما وصلت إلى المعطف في النص كيف جاءني أن هذه هي اللفظة المناسبة للعنوان . رغم أن سكتة ، و إيقاع جديد ، عنوان موفق جدا .

الأستاذ الفاضل والأديب الرائع زياد القنطار
كل التقدير والاحترام .

قديم 10-10-2014, 03:37 AM
المشاركة 9
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخت مها مطر مطر .
للقادم إشراقة فرح تحتضن الابتسام ,ولصباه وشوشة الآمال ,ونبقى مابقينا على قيد أمنية .
لمرورك خالص التقدير والاحترام

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-10-2014, 05:14 AM
المشاركة 10
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ أيوب صابر .
على أهبة شوق , أترقب أن تفتح أبواب النقد على مصراعيها على نصي .وتضعه تحت الضوء ..أنتظر بشغف الاستجابة لدعوتك ولوقفة ثانية أرتجي منها الإفادة .....خالص التقدير والمودة

هبْني نقداً أهبك حرفاً

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سكتةٌ ..وإيقاع جديد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قلب من حديد عبدالله الطليان منبر القصص والروايات والمسرح . 1 07-01-2018 12:56 AM
عضو جديد حيدر الناصر المقهى 1 04-16-2017 05:22 AM
من جديد جميلة محمد منبر القصص والروايات والمسرح . 3 08-11-2012 06:58 PM

الساعة الآن 07:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.