احصائيات

الردود
0

المشاهدات
3653
 
ديمة زيدان
من آل منابر ثقافية

ديمة زيدان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Dec 2011

الاقامة
jordan

رقم العضوية
10731
02-26-2012, 04:50 PM
المشاركة 1
02-26-2012, 04:50 PM
المشاركة 1
افتراضي اخي احمد النجار قصصك ألهمتني لأكتب( نساء لا تعرف الخيانة)
(استوقفتني قصصك وغصبا عاد قلمي ليجمع الاوراق رغم الهجر وذلك لانشغاله برسم المخططات الهندسية ولكن قصصك اعادت اليه الروح والعشق للكلمة وهذه القصة جانب اخر لتصورك عن العلاقة الزوجية ارجو ان يتسع صدرك لها)

نساءٌ لا تعرف الخيانة


أحضرت له فنجان القهوة.
بخبث استرق النظر إليها دون أن تستشعر هي ذلك، تمتم بكلمات غير مفهومه.

- ماذا قلت.

جاهد لسانه وشفتاه لينطق بكلمه نهاه دوما قلبه عن النطق بها، فعقله يكرهها أيضا، لكنه عصى و أخيرا قالها:

- شكرا.

ببرودة وعدم اكتراث.

- عفوا

امتعض لبرودتها ،عض على شفته، و أنب ذاته، وقسى عليها أيضا ، رغم أنه بنظري لا يحق له ذلك ،فأولا وأخرا هو الذي عصاها .

همت بالمغادرة، وبدأت عيناه بعمل المسح الضوئي المعتاد، تبدآن من أخمص القدم إلى أعلى الرأس، ثم عودة إلى أخمص القدم، فوق ، تحت ، تحت ، فوق ، إلا أن أغلقت الباب.


عاد الى شروده ، غاص في فكره.

- ما بالها اليوم على غير عادة ، ممممممممممم الشعر مختلف ،المكياج ، اللبس ، كل شيء مرتب وانيق .
ثم يا إلهي !!!!!! ما قصة الابتسامة، لقد استجمعت قواي الليلة الماضية لإبكائها، لقد بذلت الجهد الكافي لإتعاسها ، لكنها لم تبكي.
اندست هادئة في الفراش، لم اسمع ترنيمة المساء الممزوجة بالأنين.
آه اذن هذا هو السبب، وأنا الذي كنت أتسأل لماذا لم استطع النوم ليلة أمس ؟!!!!
لقد اعتدت النوم على صوت بكائها.


( صمت قليلا، واستمع لذاته، فإذا به يعقد الحاجبين ، ساكنا لا يتحرك ،كمن يستمع لاحدهم وهو يهمس بأذنه يخبره سرا خطيرا، تتغير معه ملامح الوجه ،كلما اشتدت عليه خطورة السر. )

ليأتي دوره في الحوار الذاتي :

- مهلا، مهلا، مهلا.
يا ويلي لم أكن أتكبد عناء فيما مضى، حتى كانت تتلوى تحت قدمي مستصرخة بأن أتوقف، أي كارثة حلت بي ، ماذا سيحل بي؟!!!!!!! .

لا ألم إذن لا طاعة.
لا خوف إذن لا هيبة.

يا ويلي ما هذا ............. ثورة ...........تغيير .

تـ .......تـ ...... ـغـ .......يـ ...........ر.


انتفض من مقعده، أشعل سيجارة، بدأ يجول بأركان الغرفة، كمحقق يقوم بتجميع خيوط القضية عله يصل لشيء، دون جدوى لم يهتدي لسر الابتسامة، تلك الجريمة التي يعاقب عليها القانون، فقط قانون عماد.


نسي القهوة ، غادر المكان ، أغلق الباب بقوة ، تتعثر الأفكار، تتبعثر الصور، كلما تعثرت قدماه على الطريق الوعر ، يضيق الزقاق ثم ينفرج كأفكاره تماما، تلوح بباله فكره فيبددها ليأتي بأخرى ليبقى على السؤال المُلح.

ماذا سيقول له :

ساقته قدماه نحو المقهى، جذب المقعد، وبعث برسالة (sms).

- احضر فورا، الأمر طارئ.

حاصرته نظرات جميع من حوله، استهجانا واستغرابا من حاله.
يهز الطاولة باهتزاز قدمه، يتمتم كعادته، يمسح عرقه، ينظر إلي ساعة، فيعاود التمتمة من جديد، بقي على هذا الحال بالسياق نفسه، دون تغير، حتى مرت الدقائق الثلاثون، فجاءه يلهث.





- ما الأمر يا رجل؟!!!!!!!.

- ابتسمت يا صديقي إنها تبتسم.

- مــــــــــاذا ؟! كيف ؟ متى ؟ أين؟!!!!!

- أرأيت ؟! هل الأمر خطير لهذه الدرجة أيجب علي أن أقلق؟!!!!!.

- ماذا فعلت لها؟!!!!!! ألم نتعاهد يا رجل؟!!!!! ، بعد أن أخضعناهن لتجاربنا، لاستقصاء حقيقتهن، ألم نستخلص حقيقة واحده؟!!!!!!!!
سعادتهن تعني التمرد ، التمرد يعنى طاعة اٌقل، عدم طاعة انتقاص من الرجولة ، إذن فالنتيجة أنت لست رجل .
أليس هذا هو المنطق ؟!!!!!! ، من يبكي من ؟!!!!!!، الرجال لا يبكون، المرأة هي التي تبكي، إن ضحكنا تساوينا، لكن البكاء يميزنا، وحده البكاء يقدر أن ينتزع تاء التأنيث.

متى ابتسمت ؟

- لا أذكر تحديدا.
- تذكر.
- نعم ، نعم، تذكرت، أمس، عندما أوصلتها إلى العمل، سمعنا بالمذياع أغنية ( عاز علي النوم طيفك على بالي ، عاز علي النوم طيف على بالي ، غير الصلاة والصوم ما يصبر حوالي) ابتسمت وقتها نعم ، نعم ، لقد ابتسمت .
- يا ويلي تجرع طعم الخيانة إذن ، قلت لي: عاز علي النوم ، مممممممممم ، آه لابد أنها الخيانة.

- لا لا لا يمكن .
- اذن اتبعها ، راقبها.
- فليكن.


عاد إلى منزله مثقلا بأفكاره ، حاول أن يخفى توتره، لكن بلا جدوى، انها تعرفه حق المعرفة، لكنها تجاهلت توتره، وأخذت تغدو وتروح أمامه، دون أن تنبس بحرف، حتى استطاعت أن تجمع جميع السيناريوهات الممكنة لما سيحدث ، نطقت أخيرا:

- أستأذنك بزيارة صديقتي ؟
- أمممممممممم؟
- مرام، ستسافر أريد توديعها؟
- حسنا اذهبي.

يا ألهي لم يكن هذا السيناريو تحديدا بالحسبان، ارتبكت ، وأصابتها عدوى التمتمة، أتشكره لموافقته، هي لم تعهده سلسا ، ولكنها أثرت الصمت كالعادة، أما هو ارتسمت على ملامحه مزيج من المشاعر الإنسانية المختلطة ، غضب ،حقد ،رغبة في الانتقام، وذكريات ممزوجة بسواد تارة، وبألوان قوس قزح تارة ، وصور متداخلة عما سيكون حاله في المستقبل.

غادرت فتبعها، مالت على المنعطفات فمال معها ، اختبأ بين ثنايا الشارع ، استعار الوجوه من المارة، استرجع في عقله أغنية (غير الصلاة والصوم ما يصبر أحوالي) فبدأ يتمتم :
- حسنا يا أمل، سنرى من هو الذي تستعينين بالصبر والصلاة لملاقاته.
- أهذا هو منزل مرام أيتها الساقطة!!!!! ،حسنا لقد وقعتي ، ولكن لا لن ادخل الآن، سأدعك تتعري أمامه كما تتعرى الأشجار وقت الخريف، وأنا من سأنتزع عنك ثوب الطهارة والعفة وقسما أني سأبعثر أجزائك وأنثرها كل على رصيف.

مرت عشر دقائق لم يحرك بها ساكنا، إلا أن تمكن من حشد ما بداخله من رجولة، واستجمع قواه مهاجما الباب ، محطما له، فإذا به يقع في مركز دائرة من البشر، يشكلون حلقة لا يشاركه مركزها غير أمل زوجته.
أومأت للحضور بان يهدؤوا، أشارت له، ونظرت إلى امرأة أربعينية وقالت:
- زوجي عماد.
- أهلا بك يا سيد عماد، ارجو ان تهدأ، وان نستغل وجودك معنا ، توقفي يا أمل، هذه اللحظة مهمة ، أتستطيعين أن تخبريه ما أخبرتني به؟!!!!!!! ، هذا باعتقادي مهم لك.

نظرت أمل إليه : أترغب أن تسمع؟.
بعد أن كان الجميع يسمع صوت زفيره وشهيقه، هدأ من روعه، وهز رأسه موافقا .

نظرت إليه مباشرة ، وأبرقت عيناها .

نظرت للحضور وقالت: انحنى لرقته.

كم أهواك وأنت رقيق،
منذ زمن لا تفارق مخيلتي
وطعم شفتيك في شفتي
ففيهما زهر ورحيق.

تراودنا الاحلام،
انت فقط في حلمي،
تكون لي حبيبا ورفيق.
انت فقط في حلمي،
تكون فيه رقيق.
يا ليت من حلمي لا استفيق.
يا ليتني لا استفيق.
فأنت فيه تعيدني إلى صغري،
أراك فيه ممسكا بيدي،
فما أروعك وأنت رقيق.

لا
لا تزح بصرك عني ، أتستعجب من آهاتي!!!!!
أتهرب من نظراتي إذا أطلت بك التحديق !!!!!!

فلا تعجب، ولا تهرب.
ففي حلمي فقط في حلمي.

أهوى أن أبحر بعينيك، ففيهما من الحب بريق.
وكم أهوى يداك عندما تخطو على جسدي بعبارات العشق،
لا أجد لها الآن وصفا دقيق.
ويا ويلي، فيا ويلي،
إن داعبت أناملك أجفاني،
فانك تشعل بوجداني،
نارا وحريق.


كم أهواك أنت كما أنت الآن رقيق.
فقط في حلمي
أتذكر ذاك السور العتيق.
فقط في حلمي
أرانا نسير عليه كأطفال صغار ،
يتقاذفون الكرة الأرضية بين أصابعهم ،
لا يكترثون بقوانين الزمان والمكان،
لا يبالون بما يليق و ما لا يليق.

فقط في حلمي
نتغزل بالقمر، بالنهر، بالزهر، بلا خوف ولا وجل.
فقط في حلمي
نجلس هناك، فيحلو لك أن تجلسني على ركبتيك، لتقول لي:
هاك أقلامي،
وخرائط حبي وأحلامي،
فمن بعد الملقى ودعت آلامي،
فارسمي يا عمري لي الطريق.
لترسمي يا عمري لي الطريق.

آنذاك ضحكنا
لعبنا

فغزلت قصائدك من خيوط شعري.
و تموجت يداك على موج خصري.
فانحنيت طالبا يدي أمام باب قصري.
كأمير ذو مجد عريق.

حبيبي أرجوك
بل أتوسل إليك
أن تبقى أنت كما أنت الآن رقيق.
فقسما أني ببحر هواك غريق.

بدأ صوت التصفيق يعلو إلا أن قاطعته أمل بقولها:
- أقدم لكم أروع زوج عرفته، بل ارق واحن زوج.

استيقظ مذعور من هول المفاجأة ، ولكنه كمتهم هاله أن تلتصق به التهمة، فقاطعها سريعا مدافعا عن نفسه.
: - لا انا لست رقيق، انا رجل ، ما هذه الخزعبلات .
نظر إلى المرأة التي سمحت لأمل بالحديث.
- ماذا يتعلمون هنا تحديدا؟!!!!!!!ا، الكفر، العصيان، مؤامرة، لابد أنها مؤامرة.

- نعم إني أعلمهم الحياة، إن كانت بنظرك مؤامرة فلتكن.
سيد عماد جميع من حولك هم أناس يحتضرون ، بمن فيهم زوجتك ، ونحن نعلمهم كيف يودعون الحياة بابتسامة ، نحن نحقق لهم الشعور الذي حرموا منه ، نحن نعلمهم كيف يحلمون، كيف يتخيلون الحياة التي أرادوها ولم يحصلوا عليها ، عل الله يمنحهم السكينة، عله يمنحهم إياها في دار غير هذه الدار.

في هذه اللحظة انهار عماد:
- الآن فهمت.
وبدأ ينتحب و يغني بأعلى صوته، ناظرا إليها:
غير الصلاة والصوم ما يصبر أحوالي.
غير الصلاة والصوم ما يصبر أحوالي.

فدعوه يبكي، وإني أعدكم، أني لن اذكر اسمه في قاموس الرجولة، فليكن هذا سر بيننا، ذلك أن الرجال لا يبكون.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اخي احمد النجار قصصك ألهمتني لأكتب( نساء لا تعرف الخيانة)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النجار العجوز و المنزل مصطفى معروفي منبر القصص والروايات والمسرح . 12 05-24-2021 10:39 AM
حبيب النجار أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 11-26-2015 07:58 PM
دلالة اللواصق التصريفية في اللغة العربية - أشواق محمد النجار د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-05-2014 02:13 PM
كيف لكتاب الحب أن تدوسه أقدام الخيانة ؟ ! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر البوح الهادئ 12 04-01-2012 07:03 PM
نتيجة امتحانات الثانوية العامة والتقدُم لمكتب تنسيق القبول بالجامعات لعام 2011 محمد صلاح جمالى منبر مختارات من الشتات. 0 07-22-2011 12:41 AM

الساعة الآن 02:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.