قديم 06-11-2014, 09:20 AM
المشاركة 191
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابن عثيمين
ولد الشيخ محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين ببلدة السلمية بالخرج سنة 1270هـ وفيها نشأ عند أخواله ودرس على الشيخ عبد اللّه بن محمد الخرجي ثم درس على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق [بالأفلاج] ثم رحل إلى الخليج، وفي قطر درس على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع ثم على أحمد الرجباني في عُمان.

وربطته صلات وثيقة بآل ثاني أمراء قطر، وآل خليفة أمراء البحرين. وفي آل خليفة نظم أقدم شعره الفصيح.

وحين فتح الملك عبد العزيز الأحساء وفد عليه ابن عثيمين ومدحه ببائيته المشهورة.

وحين استقرت الأحوال في نجد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله عاد ابن عثيمين إليها واتخذ من حوطة بني تميم- موطن آبائه- مقرًا له تنطلق منه قصائده في

الملك عبد العزيز وابنه سعود فتصله الهبات، وفي سنة 1356هـ هجر ابن عثيمين قول الشعر وأقبل على العبادة إلى أن توفي رحمه اللّه سنة 1363 هـ.
يعد ابن عثيمين الرائد الأول للشعر الحديث في جزيرة العرب شأنه في ذلك شأن البارودي في مصر، وذلك أنه لم يقنع من الشعر بما في أيدي معاصريه بل رجع إلى الشعر القديم يستظهر عيونه ويحاكي فحوله حتى بلغ بشعره من التجويد ما جعله يشبه أشعار الأقدمين.

وإنك لتجد في شعره من غريب اللفظ مالا تجده إلا فيِ شعر الجاهليين وأمثالهم ولعل منشأ ذلك نوع الثقافة التي تثقف بها، حيث أقبل على كتب الأدب واللغة ككتَاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وكتب الجاحظ، ودواوين الشعراء الأقدمين ونحو ذلك، تدل على ذلك ألفاظه وأساليبه ثم الشروح والتعليقات والمقدمات التي كتبها لقصائده.

أضف إلى ذلك الرسالتين اللتين رد بهما على من عاب شعره، ثم إن شعره يدل دلالة واضحة على اتساع ثقافته، وأنه كان ذا إلمام بعلوم اللغة والدين فأما علوم اللغة فشاهد ذلك ما أشرنا إليه إلى ما في شعره من دلائل الأصالة والفصاحة والرصانة. وأما علم الدين فشاهدها ما تضمنه شعره من إشارات إلى الكتاب والسنة وبعض المسائل الفقهية.

غير أن ثقافته العلمية الغزيرة لم تصبغ شعره بصبغة النظم التعليمي بل صهرتها بوتقة شاعريته في فنه فجاءت كالأزاهير في الرياض الغناء.


أغراض شعره:
توفي ابن عثيمين رحمه الله ولم يجمع شعره فبقي مبعثرًا حتى نشط له الشيخ سعد ابن رويشد فجمع ما جمع منه فصنفه في ستة فصول هي:
1- مدح الملك عبد العزيز.
2- مدح ولي العهد، الملك سعود.
3- مدح الأمير محمد بن عيسى آل خليفة.
4- مدح الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني.
5- متفرقات وفيه قصيدة واحدة.
6- الرثاء.


ثم وضع لكل قصيدة عنوانا وعلق على ما لم يعلق عليه الشاعر. مما يغلب على الذهن احتياجه لذلك، ثم أخرجه في مجموعة سماها [العقد الثمين من شعر ابن عثيمين].
وصدره بترجمة للشاعر ثم طبعه في 518 صفحة من القطع الكبيرعلى نفقة آل سليمان. ثم أعيدت طباعته مرتين آخرهما على نفقة آل سليمان ويوزع بالمجان. ويمكن أن يقسم الديوان إلى ثلاثة أغراض رئيسية:
1- المدح. 2- التهنئة. 3- الرثاء.
ولما كان بناء القصيدة عنده يسير على نمط الأقدمين، فإن أغراضاً كثيرة تتداخل في شعره كالوصف والحكمة والنصح والإرشاد ثم النسيب. وإليك تفصيل هذه ا لأغراض:


1- المدح:
ولم يمدح ابن عثيمين مرتزقاً بشعره، وإنما مدح لمكرمة أسديت إليه فكافأ عليها بالمدح، أو لخلال حميدة أعجب بها في الممدوح، ولذا نجد مدحه مقصوراً على أربعة رجال كما سبق.
وهو في مدحه يعنى بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة، ويهتم بالنصح والإرشاد، وجل شعره في هذا الميدان.


2- التهنئة:
وهو فرع للمدح ومتمم له ولكن بعض القصائد تنمي إليها لكونها الباعث على النظم، كتهنئته للملك عبد العزيز بعودة ابنيه سعود ومحمد من الخارج.


3- الرثاء:
ولم يرث ابن عثيمين إلا عالماً أو أميراً صديقاً أو أديباً وذلك لأنه لم يكن من المرتزقين بشعره، وإنما تبعثه إلى الرثاء دوافع نفسية وشعورية وعلاقات علمية واجتماعية.


4- الوصف:
وهو فن كبر نصيبه في شعر ابن عثيمين حيث وصف فيه الإبل والخيل والسحاب والمطر والجبال والقفار والمفازات والأسفار.
وهو وصف فيه دقة وتقصٍّ وتصميم بديع لمدركات الحس والشعور فيما وصف.

5- النسيب:
وهو نوع من الغزل قد يكون صادقا وقد يكون ادعاءً غير أن ابن عثيمين نهج فيه- فيما يبدو- نهج السالفين في اتخاذهم إياه وسيلة إلى الغرض المقصود.
6- وهناك أغراض أخرى:
كالحكمة والنصح والإرشاد والفخر وتأتي مبثوثة في ثنايا شعره، ولعل ابن عثيمين نظم في غير هذه الأغراض لأن الذي وصلنا من شعره قليل جاء في النصف الأخير من حياته بل بعدما جاز الخمسين عاماً ومن غير المعقول أن يكون شاعر متمكن مثل ابن عثيمين ثم لا يقول في أكثر من نصف حياته شعرا،
أما الهجاء فقد ذكر الشيخ ابن رويشد نصا يفيد زهده فيه تورعا وترفعا لا عجزاً.


من قصائده

1. قصيدة في رثاء العالم العلامة الشيخ/ سعد بن حمد بن عتيق

أَهكَذا البَدرُ تُخفي نورَهُ الحَفرُ *** وَيُفقَدُ العِلمُ لا عَينٌ وَلا أَثَرُ
خَبَت مَصابيحُ كُنّا نَستَضيءُ بها *** وَطَوَّحَت لِلمَغيبِ الأَنجمُ الزُهُر
وَاِستَحكَمَت غُربَةُ الإِسلامِ وَاِنكَسَفَت *** شَمسُ العُلومِ التي يُهدى بها البَشرُ
تُخُرِّمَ الصالحونَ المُقتَدى بهمُ *** وَقامَ منهُم مقامَ المُبتَدا الخَبَرُ
فَلَستَ تَسمَعُ إِلّا كان ثمَّ مَضى *** وَيَلحَقُ الفارِطُ الباقي كما غَبَروا
وَالناسُ في سَكرَةٍ من خَمرِ جَهلِهِمُ *** وَالصَحوُ في عَسكَرِ الأَمواتِ لَو شَعَروا
نَلهو بِزُخرُفِ هذا العَيشِ من سَفهٍ *** لَهوَ المُنَبِّتِ عوداً ما لهُ ثَمَرُ
وَنَستَحثُّ منايانا رَواحِلُنا *** لِمَوقِفٍ ما لنا عَن دونهِ صَدَرُ
إِلّا إِلى مَوقِفٍ تَبدو سَرائِرُنا *** فيهِ وَيَظهَرُ لِلعاصينَ ما سَتَروا
فَيا لهُ مَصدراً ما كانَ أَعظَمَهُ *** الناسُ مِن هو لهِ سكرى وَما سَكِروا
فكُن أخي عابِراً لا عامِراً فَلَقد *** رَأَيتَ مَصرَعَ من شادوا وَمن عَمَروا
اِستُنزِلوا بَعد عزٍّ عن مَعاقِلِهم *** كَأَنَّهُم ما نَهَوى فيها وَلا أَمَروا
تُغَلُّ أَيديهِمُ يومَ القِيامةِ إن *** بَرّوا تُفَكُّ وفي الأَغلالِ إن فَجروا
وَنُح على العِلمِ نوحَ الثاكلاتِ وَقُل *** وَالهفَ نفسي على أَهلٍ لهُ قُبِروا
الثابتينَ على الإيمانِ جُهدَهُمُ *** وَالصادِقينَ فما مانوا وَلا خَتَروا
الصادِعينَ بِأَمرِ اللَهِ لَو سَخطوا *** أَهلُ البَسيطَةِ ما بالوا وَلو كثُروا
وَالسالِكينَ على نَهجِ الرَسولِ على *** ما قَرَّرَت مُحكَمُ الآياتِ وَالسوَرُ
وَالعادِلينَ عن الدُنيا وَزَهرَتِها *** وَالآمرينَ بخيرٍ بعدَ ما اِئتُمِروا
لَم يَجعَلوا سُلَّما لِلمالِ عِلمَهُم *** بَل نَزَّهوهُ فَلَم يَعلُق بهِ وَضَرُ
فَحيَّ أَهلاً بهِم أَهلاً بِذِكرهِمُ *** الطَيّبينَ ثَناءً أَينَما ذُكِروا
أَشخاصهُم تَحتَ أَطباقِ الثَرى وَهُمُ *** كَأَنَّهُم بَينَ أَهلِ العِلمِ قَد نُشِروا
هذي المَكارمُ لا تَزويقُ أَبنِيَةٍ *** وَلا الشُفوفُ التي تُكسى بها الجدُرُ
وابك على العَلَمِ الفَرد الذي حَسُنَت *** بِذِكرِ أَفعالِهِ الأَخبارُ وَالسِيَرُ
مَن لم يُبالِ بحقِّ اللَهِ لائِمَةً *** وَلا يُحابي امراءً في خدِّهِ صَعَرُ
بَحرٌ من العِلمِ قد فاضَت جداوِلهُ *** أَضحى وَقد ضَمَّهُ في بَطنهِ المَدرُ
فَلَيتَ شِعريَ مَن لِلمُشكِلات إِذا *** حارَت بِغامِضِها الأَفهامُ وَالفِكَرُ
مَن لِلمَدارس بِالتَعليمِ يَعمُرُها *** يَنتابُها زُمرٌ من بَعدِها زُمَرُ
هذي رُسومُ عُلومِ الدينِ تَندبهُ *** ثَكلى عَليهِ وَلكن عَزَّها القَدرُ
طَوَتكَ يا سَعدُ أَيّامٌ طَوت أُمَماً *** كانوا فَبانوا وَفي الماضينَ مُعتَبَرُ
إِن كان شَخصُكَ قد واراهُ مُلحِدهُ *** فَعِلمُكَ الجَمُّ في الآفاقِ مُنتَشِر
وَالأُسوَةُ المُصطَفى نَفسي الفِداءُ لهُ *** بِمَوتهِ يَتَأَسّى البَدرُ وَالحَضَرُ
بَنى لكُم حمدٌ يا لِلعَتيقِ عُلا *** لم يَبنِها لكمُ مالٌ وَلا خَطَرُ
لكنَّهُ العِلمُ يَسمو من يَسودُ بهِ *** عَلى الجهولِ وَلو من جدُّهُ مُضرُ
وَالعِلمُ إن كان أَقوالاً بلا عملٍ *** فَلَيتَ صاحبهُ بِالجَهل مُنغَمِرُ
يا حامِلَ العِلمِ وَالقُرآنِ إِنَّ لَنا *** يَوماً تُضَمُّ بهِ الماضونُ وَالأُخرُ
فَيَسأَلُ اللَهُ كلّاً عَن وَظيفَتهِ *** فَلَيتَ شِعري بماذا منهُ تَعتَذِرُ
وَما الجَوابُ إِذا قالَ العَليمُ أَذا *** قالَ الرَسولُ أَو الصَدّيقُ أَو عُمَرُ
وَالكُلُّ يَأتيهِ مَغلولَ اليَدينِ فمن *** ناجٍ وَمن هالكٍ قَد لَوَّحَت سَقَرُ
فَجَدِّدوا نِيَّةً لِلَّهِ خالِصَةً *** قوموا فُرادى وَمَثنى وَاِصبِروا وَمُروا
وَناصِحوا وَاِنصَحوا مَن وَليَ أَمرَكمُ *** فَالصَفوُ لا بُدَّ يَأتي بَعدهُ كَدرُ
وَاللَهُ يَلطُفُ في الدُنيا بِنا وَبكُم *** وَيومَ يَشخَصُ مِن أَهوالهِ البَصَرُ
وَصَفِّ رَبِّ على المُختارِ سَيِّدِنا *** شَفيعِنا يَومَ نارُ الكَربِ تَستَعِرُ
محمدٍ خيرِ مَبعوثٍ وَشيعَتِهِ *** وَصَحبِهِ ما بَدا من أُفقِهِ قَمَرُ



2. حين فتح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الأحساء مدحه ابن عثيمين ببائيته المشهورة:
عز والمجد في الهندية القضب = لا في الرسائل والتنميق للخطب
نقضي المواضي فيمضها حكمها أمما = إن خالج الشك رأى الحاذق الأرب
وليس يبنى العلا إلا ندى ووغى = هما المعارج للأسنى من الرتب
ومشمعل أخو عزم يشيعه = قلب صروم إذا ما هم لم يهب
لله طلاب أوتار أعدلها سيرا حثيثا بعزم غير مؤتشب
ذاك الإمام الذي كادت عزائمه تسمو به فوق هام النسر والقطب
عبد العزيز الذي ذلت لسطوته شوس الجبابر من عجم ومن عرب
ليث الليوث أخو الهيجاء معرها= السيد المنجب ابن السادة والنجب
قوم هم زينة الدنيا وبهجتها وهم لها عمد ممدودة الطنب
لكن شمس ملوك الأرض قاطبة عبد العزيز بلامين ولا كذب
قاد المكانب يكسو الجو عثيرها سماء مرتكم من نقع مرتكب
حتى إذا وردت ماء الصراة وقد صارت لواحق أقرب
من السغب
قال النزال لنا في الحرب شنشة تمشي إليها ولو جثيا على الركب
فسار من نفسه في جحفل حرد وسار من جيشه من عسكر لجب
حتى تسور حيطانا وأبنية لولا القضاء لما ادركن بالسبب
لكنها عزمة من فاتك بطل حمى بها حوزة الإسلام والحسب
فبيت القول صرعى خمر نومهم وآخرين سكارى بابنة العنب
في ليلة شاب قبل الصبح مفرقها لو كان تعقل لم تملك من الرعب
القحتها في هزبع الليل فامتخضت قبل الصباح فألقت بيضة الحقب
كانوا يصدونها نحسا مذممة والله قدرها مزاجة الكرب
صب الإله عليهم سوط منتقم من كف محتسب لله مرتقب
في أول الليل في لهو وفي لعب وآخر الليل في ويل وفي حرب
الله أكبر هذا الفتح قد فتحت به من الله أبواب بلا حجب
فتح تورج هذا الكون نفحته ويلبس الأرض زي المارح الطرب
فتح به أضحت الإحساء طاهرة من رجسها وهي فيما مركا لجنب
شكرا بني هجر للمقرني فقد من قبله كنتم في هوة العطب
قد كنتم قبله نهبا بمضيعة ما بين مفترس منكم ومستلب
روم تحكم فيكم رأى ذي سفه إحكام معتقد التثليث والصلب
وللأعاريب من أموالكم عبث يمرونكم مرى ذات الصفر في الحلب
وقبلكم حين نجد واستطير به فماذه بشفار البيض واليلب
شوارد قبيتها صدق عزمته فظللن يرفسن بعد ألوخذ والخبب
ملك يؤود الرواسي حمل همته لو كان يمكن أرقنه إلى الشهب
ويركب الخطب لا يدري نواجذه تفتر عن ظفر من ذاك أو شجب
إذا الملوك استلانوا الفرش وأتكئوا على الأرائك بين الخرد العرب
ففي المواضي وفي السمر اللدان وفي الجرد الجياد له شغل عن الطرب
يا أيها الملك الميمون طائره اسمع هديت مقال الناصح الحدب
اجعل مشيرك في أمر تحاوله مهذب الرأي ذا علم وذا أدب
وقدم الشرع ثم السيف أنهما قوام ذا الخلق في بدء وفي عقب
هما الدواء لأقوام إذا صعرت خدودهم واستحقوا صولة الغضب
واستعمل العفو عمن لا نصير له إلا الإله فذاك العز فاحتسب
واعقد مع الله عزما للجهاد فقد أوتيت نصر عزيزا فاستقم وثب
وأكرم العلماء العاملين وكن بهم رحيما تجده خير منقلب
واحذر أناسا أصاروا العلم مدرجة لما يرجون من جاه ومن نشب
هذا وفي علمك المكنون جوهره ما كان يغنيك عن تذكير محتسب
وخذ شوارد أبيات مثقفة كأنها درر فصلن بالذهب
زهت بمدحك حتى قال سامها الله أكبر كل الحسن في العرب
ثم الصلاة وتسليم الإله على من خصه الله بالأسنى من الكتب
المصطفى من أروم طاب عنصرها محمد الطاهر بن الطاهر النسب
والآل والصحب ما ناحت مطوقة وما حدا الرعد بالهامر من السحب

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-11-2014, 09:21 AM
المشاركة 192
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
زكي قنصل
قال جورج فارس رباحية الحمصي عنه:
( وُلِدً زكي قنصل في الأرجنتين عام 1916 من أبوين سوريين من مدينة يبرود في محافظة ريف دمشق ، وفي عام 1923 عاد إلى يبرود مع أهله وتلقّى مبادئ القراءة والكتابة في بيروت مدة ست سنوات سافر بعدها إلى البرازيل مع أهله عام 1929 ثم انتقلوا جميعاً مع أخيه الياس الذي سبقهم إليها بنفس العام إلى بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين .


حمل زكي ( الكشّة ) فور وصوله وانطلق يجول الشوارع والأسواق ليبيع قطع القماش التي يحملها على كتفه ، وكان يحمل معه كتاباً يعكف على مطالعته أثناء استراحته . فدرس اللغة العربية والإسبانية على نفسه حتى أتقنهما وأصبح بمقدوره نظْمَ الشِعر فيهما ، فترك تجارة الكشّة وانضمّ عام 1935 إلى أسرة تحرير ( الجريدة السورية اللبنانية ) التي كان يُصدرها موسى يوسف عزيزة وكان شقيقه الياس رئيساً لتحريرها . في عام 1939 ترك العمل في الجريدة بسبب خلافه الفكري مع صاحبها وأسّس مع شقيقه الياس محلاً تجارياً صغيراً في إحدى ضواحي العاصمة بوينس آيرس ، لكنه لم ينجح في أعمال التجارة حيث اهتمامه كان منصبّاً على الشِعر والأدب ، فعمل أخيراً موظّفاً في السفارة السورية بالأرجنتين حتى وفاته .

في عام 1950 تزوّج من فتاة سورية اسمها ( وردة ) ورُزِقَ منها طفلة أسماها ( سعاد ) لكنها توفّيت في الشهر الثامن من عمرها . فرثاها بديوان صغير الحجم أسماه ( سعاد ) صدر عام 1953 ، ولاقى هذا الديوان شهرة واسعة نظراً للعواطف الجيّاشة التي أضافها على القصيدة الطويلة التي احتلّته بالكامل ، ثم رُزِقَ بعدها طفلاً واحداً أسماه ( عمر ) تعبيراً عن حبّه وتقديره لصديقه الشاعر عمر أبو ريشة ( 1910 ـ 1990 ) .

بالرغم من غربة الشاعر زكي قنصل التي امتدّت خمسة وستين عاماً فقد بقي متعلّقاً بوطنه ، يحنّ إليه ويتذكّر فيه طفولته وصباه حتى أتيح له أن يزوره أربع مرّات في أعوام : 1968 و 1984 و 1986 و 1992 حيث قوبل في هذه الزيارات بكل حفاوة وتكريم على الصعيدين الرسمي والأدبي ، فأقيمت له أمسيات شعرية في يبرود وفي عدد من المحافظات السورية كما احتفت به الصحافة السورية وأجرت معه لقاءات شرح فيها نظرته إلى الشِعر ، وموقفه الثابت من الشعر الحديث الذي كان حرباًً عليه .

في عام 1986 خلال زيارته للوطن أشرف على طبع المجلّد الأول من أعماله الشعرية الكاملة في منشورات وزارة الثقافة ، لكن المشروع توقّف عند هذا المجلّد إلى أن تبرّع الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجة بطبع أعماله الكاملة على نفقته في ( جدّة ) في ثلاثة مجلّدات فاخرة سنة 1995 .

توفي شاعرنا ببوينس آيرس في الرابع عشر من شهر تموز عام 1994 إثْرَ انفجار في الدماغ ، وبوفاته انطفأت آخر شمعة في سماء المهجر الجنوبي وفقدته ( الرابطة الأدبية ) التي تأسّست سنة 1949 في منزل الشاعر جورج صيدح وكانت تضم الياس وزكي قنصل وعبد اللطيف اليونس وجواد نادر وسيف الدين الرحّال وجبران مسوح وملاتيوس خوري وغيرهم والتي لم تدم سوى سنتين حيث عاد بعدها صيدح إلى وطنه فانحلّت الرابطة وبدأ أجل الأدب العربي يغيب في الأرجنتين .

حصل زكي قنصل على جائزة ابن خلدون للشعر في اسبانيا عام 1989 وعلى جائزة جبران خليل جبران العالمية في استراليا عام 1991 وعلى جائزة مجلة الثقافة الدمشقية من سوريا وعلى جائزة إذاعة ( bbc ) العربية بلندن . كما أن المجلات والصحف السعودية مثل ( مجلة الفيصل ـ مجلة المنهل ـ المجلة العربية ـ جريدة المسائية ـ جريدة الرياض ) نشرت له معظم قصائده وأجرت معه لقاءات وحوارات عندما زار السعودية بدعوة من وزارة الإعلام عام 1992 .

كان زكي قنصل شاعر العروبة والوطنية والقومية في المهجر الجنوبي ، فقد غنّى أمجاد الأمة العربية وتغنّى بمفاخرها ، وعبّر عن مشاعره نحوها بصدق وإيمان وعفوية ، له القدرة الفائقة على تطويع اللغة واللعب بالقوافي . كان غيوراً على لغة الضاد ، حريصاً على إحيائها في المهجر ، تميّز شعره بصفاء النبرة ، وجزالة الألفاظ ، وعزوبة الجرس ، والعاطفة الصادقة ، والخيال المرهف الشفّاف .

أعمـــاله :

1 ـ ديوان شظــايا 1939

2 ـ مسرحية نثرية : الثورة السورية 1939

3 ـ ديوان سعــاد 1953

4 ـ مسرحية نثرية : تحت سماء الأندلس 1965

5 ـ ديوان نـور و نـار 1970

6 ـ ديوان عطش وجوع 1974

7 ـ ديوان ألوان وألحان 1978

8 ـ ديوان هــواجس 1981

9 ـ ديوان في متاهات الطريق 1984

10 ـ ديوان سداسية الوطن المحتلّ

11 ـ ديوان أشــواك ( خُماسيّات من الهجر ويضم 215 خماسية )

12 ـ ديوان شعري أنـا

13 ـ ديوان شـذى جروحي

14 ـ ديوان زكي قنصل الجزء الأول 1986 دمشق ـ وزارة الثقافة .

15 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لزكي قنصل ( 3 مجلدات في 1600 صفحة ) 1995: الناشر

عبد المقصود خوجة ـ جدة ـ المملكة العربية السعودية .

مقتطفـــات من أعمــاله :

1 ـ قال في قصيدة : من قبر تاريخي طفل الحجارة يُخاطب الغاصب المحتل :
أطلق رصاصك ... لا أخاف النـارا إني أردّ لك الرصــاص حجارا
صدري على الغضب الرهيب طويته وعلى الندى ... فعليك أن تختارا
هذا التّــراب أدوســه وأبوسـه لن يستحيــل لغاصبيه وِجـارا
بحجــارتي ، لا بالمـدافع والقنـا سأزود عن عرضي وأمحو العارا
بحجارتي ســأذبّ عن حــرّيتي وأردّ عن حرماتــها الأظفـارا
بحجارتي سأحيل عُرسـك مأتمــاً وأرُمّ من آمــالنا مـا انهــارا
بحجارتي سـأخطّ قصّــة مولدي كي لا تُـزَوِّرَ عني الأخبــارا
لا لاحتـلالك ، لا لسلطتــك التي تتجاهـــل الأعمار والأقـدارا
اليــوم قد أردى ، وقد أردى غدا لكننـي سأخــلف الأحــرارا
بالعزم أبني ـ والرجا ـ مستقبلي وبصحة الإيمـان أحمــي الدارا


2 ـ قال في قصيــدة : أرض الرسالة عندما حلّ ضيفاً على المملكة العربيــة

السعودية بدعوة من وزارة الإعلام سنة 1992 :
الحمد لله استجــاب لمطـــلبي فعقلت في أرض الرسالة مركبي
جاء البــريد مضمـخاً بولائكـم فنعمت منه بالأريـج الأطيــب
ما كنت أحـلم أن سأبلغ عندكــم شأوا يعز على النسور الجــوب
طالت مراحل غربتي يــا رب لا تجعل ضريحي في تراب أجنبـي
أني اغتسلت من الذنــوب فلفّني بجميل عفوك وأرض عن متقرب
لم يبــق لي ناب أذود به العـدا أو مخلب ، فلقد تقطّع مخلبــي
سبعون من عمري مضت في حرقة أوليس لي من مخرج أو مهـرب
إني أحب النــاس دون تفـاوت لكـن أقـربهم إلى قلبـي أبـي
مهما يك لبـلد الغـريب محبّبـا فالشـرق غير الغـرب للمتغرّب
لولا فـراخ يفرحـــون لعودتي وابن أكـاد أقـول غيـر مهذب
أخفي تبـاريحي كرامــة عينهم وأضـل غصّـات الفؤاد المتعب
لأنخت في بلــد السعود مطيّتي وحلفـت أني لن أعـود لمكتبـي
ولقلــت للأيام لســت بخائف ما تضمرين فسالمي أو فاغضبـي
أنا من قلوب عشيرتي في مأمـن من كان في كنف الشَرَى لم يطلب
الآن ألقى وجــه ربّي راضيـاً فرحاً ، وأنسى كل ضيم حلّ بـي


3 ـ وقال في قصيدة : لولا الجمــال
قالو تُحب الشّقرَ ؟ قلت واشتـهي لو متّ في حضن الجمال الأشقرِ
والسّمرَ ؟ قلت وكيف لا يُغرينني وقصائدي من وحي خدٍّ أسـمرِ
والحمر ؟ قلت وهبتهنّ حشـاشتي روحي فدى الورد الندي الأحمرِ
والصّفر ؟ قلت قلائــد ذهبيـة تزهو على صدر الأصيل الأصفرِ
والسّود ؟ قلت وكيف أنزعهنّ من قلبي وهنّ حلاوة العيش الطّـري
لا لـون إلاّ فيه حسْـن ظاهـر للعين ، متصل بحســنٍ مضمرِ
سبحان من خلق الخمائل متعـة للناظرين على اختــلاف الأشهرِ
لولا الجمــال لما ترنّم شاعـر يا قلب سـبّح للجمـال وكَبِّـــرِ


4 ـ وقال يرثي ابنته سعاد :
طويتُ بساط الشّراب وودّعت عهد الشّـباب
فلا يُغرينّي رجــاء ولا يخدعنّي ثـــواب
كتاب الحياة فصـول وهذا ختام الكتـــاب
أأضحك بعـد سعـاد ويروي غليلي سحـاب؟
كفـرتُ إذاً بثـراها وأرخصت أغلى شراب


ثم يعود إلى رشده فيقول :
إن الذي أعطي استردّ عطاءه يا ليته استأنى فما أعطاني
ما أبخل الساقي تغصّ بكأسه وتعود منه بحرقة الظمآن


5 ـ وقال يوصي ولده عمر :
يا ابني طريق المجد محفوف الجوانب بالخطر
فحذار أن ينهاك عن غمراته ناهي الحــذر
إن القناعة في الرجال لمن علامات الخــور
ما أنت من لحمي ومن روحي إذا خفت القدر


6 ـ ومن حسناته في الغـزَل قوله :
حديثك أم رقرقات النـدى تهادت على قلبيَ الظامئ
وصوتك أم دندنات النسيم على وجنة الجدول الهانئ
سأنساك لولا اختنـاقة آه ورفّة حفن على الشـاطئ
ولولا اختلاجـة حلم نديّ على برعمَيْ صدرك الناتئ


7 ـ وفي الخماسية السابعة والعشرين من ديوان ( أشواك ) تمنّى فيها أن تكون وفاته على ثرى وطنه فقال :
وطني وما وطني سوى أهزوجةٍ يحْدو بها الحادي ويشدو الشّادي
أغْليْتُ ألاّ عند ذكرك مدمــعي وحسبتُ إلاّ عن هواكَ فـؤادي
روحي وما ملكتْ يدايَ بغَفــوةٍ شِعريةٍ في ظـلِّ أكــرم زادِ
ماتتْ على شفتي أنغامُ الصبـا وكبا بمضمار الرّجاء جــوادي
لمْ يبق من أمسي ومن أحلامـهِ بالعَـوْدِ إلاّ أن تكونَ وســادي


لكنّ رغبته لم يُقدّر الله لها أن تتحقّق .* أ.هـ

قلت: و زكي قنصل وشاح من طراز رفيع.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-11-2014, 09:21 AM
المشاركة 193
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رشيد أيوب
رشيد بن نصر الله أيوب* ، شاعر و وشاح لبناني مهجري، ولد في لبنان بقرية بسكنتا** بجبل لبنا في عام 1288 هجر الموافق لعام 1871 ميلادي ، ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، و شارك مع زملائه في تكوين الرابطة القلمية *** ، واستمر إلى أن توفي عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي ، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما نظمه من شكوى عنت الدهر.
من شعره:

- قصيدة يقول فيها :

ما أنسَ لا أنسَ إذ جاءت على حَذّرٍ = خوف الرّقيبِ وقالت خفّفِ الشكوَى
فقلتُ من أين لي صبرٌ ولي كَبِدٌ = من نار حبّكِ إن جنّ الدّجى تكوى
ما كنتُ أشكو الهوَى لولا مقاطعةٌ = تُشجي فشكوايَ عندي المنّ والسلوَى
ثم انثنينا إِلى رَوضٍ وقَد لعبَت = يدُ النّسائِمِ فِيه كَيفما تهوَى
هُنَاك بتنا ولا مأوى يُحَجّبنَا = حتى جعلنَا لنا من حبّنَا مأوَى

- و قوله:

سأجمعُ ما تَكسّرَ من فُؤادي =وأحملُ ما بصدري من معانِ
وأرحلُ عن ربوعكِ يا سُليمى =إلى دنيا تصحّ بها الأماني
فأنفخ في سماءِ الحبّ نايي =وأنشدُ ما بنَفسي من أغاني
وأشربُ من عصير الروح خمراً =يحول شعاعها دون العيانِ
فإن جاءت همومُ الدهر يوماً =تُفَتّشُ في مكاني لا تراني

_

- له موشح أقرع ( هي دنيا):

هيَ دنيا لا تقل ماذا دهاها = مثلما قد نشر الدهر طواها
ذكّرتنَا عندما الناعي نَعاها = رُبّ دارٍ بالغضا طالَ بلاها
عكف الرّكبُ علَيها فَبَكاها
خمدت نيرانها في محشرٍ = بعدما قد أومضَت من أشهرٍ
فهي في عرف الوَرَى من أعصرٍ = درست إِلاّ بقايا أسطُرٍ
سمح الدهرُ بها ثمّ محاها
يا بلاداً كم فتاةٍ وفتىً = يبعَثُ الشوقَ إِليها زَفرَةً
يا رَعى الرّحمنُ فيها بُقعَةً = وقَفَت فيها الغواني وَقفَةً
ألصقت حرّى حشاها بثراها
مُهجَتي خلّفتَها ذائبَةً = في ربوعٍ أصبَحَت سائِبَةً
ناحَتِ الوُرقُ بها دائِبَةً = وبَكَت أطلالها نائِبَةً
عن جفوني أحسنَ الله جَزَاها
خُلفاءَ الشرقِ عَنّا بنتُمُ = وَوَهى الإسلامُ لمّا هنتُمُ
لم يَكُن مني الجفا بل منكمُ = كنتُ مشغوفاً بكم إِذ كنتُمُ
شَجَراً لا تبلغ الطيرُ ذراها
دولةً للعرب مدّت طَولَهَا = في زمَانٍ قد تحاشى صَولَها
ونمت والغربُ يخشى هَولَهَا = لا تَبِيتُ الليلَ إِلاّ حَولَهَا
حَرسٌ ترشح بالموتِ ظُبَاها
يومَ كان العدلُ من أركانها = ولها عطفٌ على أوطانها
تستَمِدّ العزمَ من فتيانها = وإِذا مُدّت إِلى أغصَانها
يدُ جانٍ قُطعت دون جناها
كم بساحات العُلى قد مرَحت = قبلما الأتراك فيها سَرَحَت
عصبَة ثوب الخمول اتّشَحَت = فترَاخى الأمرُ حتى أصبَحَت
هملاً يطمعُ فيهَا مَن يَراهَا
قد قضَيتُ العمرَ لا أطلُبُهَا = نائِياً في غربتي أندُبها
فميَاهُ الذلّ لا أشربها = تخصبُ الأرض فَلا أقرَبها
رائداً إِلاّ إِذا عَزّ حماها
إنّني أرجو إِلَيهَا عَودَةً = يومَ تُمسي في حماها دولةً
إن حَمَتها مَلأتها صَولَةً = لا أراني الله أرعى رَوضَةً
سهلة الأكناف من شاء رعاها
________

* هكذا أورد نسبه معجم البابطين ** وردت في موسوعة ( أدب adab ) سبكتنا و هو خطأ و الصحيح ما أثبتنا من أنها ( بسكنتا) ، و هي بلدة ميخائيل نعيمة كما ذكر محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابة ( قصة الأدب المهجري).
*** قصة الأدب المهجر ، لمحمد عبدالمنعم خفاجي.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-11-2014, 09:22 AM
المشاركة 194
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالرحمن بدوي
ولد الدكتور عبد الرحمن بدوي بقرية شرباص- دمياط في الرابع من فبراير عام 1917, ويعتبر أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشدة تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.أنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة. وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، وهي مدرسة اشتهرت بأنها لأبناء الأثرياء والوجهاء. إلتحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934، وتم إبتعاثه إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.
بعد إنهائه الدراسة تم تعينه في الجامعة كمعيد ولينهي بعد ذلك دراسة الماجستير ثم الدكتوراه عام 1944 من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد في ذلك الوقت. عنوان رسالة الدكتوراة الخاصة به كان: "الزمن الوجودي" التي علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "أشاهد فيلسوفا مصريا للمرة الأولى". وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة فؤاد في ابريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949. ترك جامعة القاهرة (فؤاد) في 19 سبتمبر 1950، ليقوم بإنشاء قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس، جامعة إبراهيم باشا سابقا، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى. عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا مارس 1956 - نوفمبر 1958
غادر إلى فرنسا 1962 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها. وكان قد عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، (1947-1949) في الجامعات اللبنانية، (فبراير 1967 - مايو 1967) في معهد الدراسات الاسلامية في كلية الاداب، السوربون، بجامعة باريس، (1967 - 1973) في بالجامعة الليبية في بنغازى، ليبيا، (1973-1974) في كلية "الالهيات والعلوم الاسلامية" بجامعة طهران، طهران و(سبتمبر سنة 1974-1982) أستاذا للفلسفة المعاصرة والمنطق والاخلاق والتصوف في كلية الاداب، جامعة الكويت، الكويت. أستقر في نهاية الأمر في باريس.
في عام 2000 نشر مذكراته في كتاب ضخم من جزئين، وصل عدد صفحاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكان لنشر الكتاب صدى ضخم لدى الكثير من المثقفين المصرين وذلك لأن بدوي هاجم الكثير ممن أعتبرهم المثقفين العرب رموزا للفكر. كما هاجم بقوة النظام المصري وحكم جمال عبد الناصر موجها انتقادات شتى. وعلق على حجم المشاركة في تشييع جنازة جمال عبد الناصر بأن هذا "أمر عادي ولا يمت بصلة إلى وجود علاقة حب بين المصريين وعبد الناصر"، مشيرا إلى أن "هذه هي طبيعة شعب هوايته المشي في الجنازات".

توبته:
كتب الشخ أحمد بن عبدالرحمن الكوس * :
( ... كان يؤمن بالالحاد وهو مذهب الوجودية الذي اتخذه مذهبا له ومعنى الوجودية: الخروج من الشيء، وجاء في المعجم الوسيط: أي: فلسفة ترى ان الوجود سابق على الماهية، ويذهب سارتر الى انها: تقوم على الحرية المطلقة التي تمكن الفرد من ان يصنع نفسه، ويتخذ موقفه كما يبدو له تحقيقا لوجوده الكامل.
ويذهب بدوي الى ان الله تعالى ليس موجودا وان وجوده ليس حقيقيا، وان الله غيب ويقول: انا موحد وفي توحيدي حيوية الوثنية، بل انا وثني، وفي وثنيتي صفاء التوحيد...
وقد حاول ربط الوجودية بالصوفية التي تقوم على الحلول والاتحاد وهي لها نزعات فلسفية يونانية ونصرانية، لذلك درس الصوفية وألف حولها العديد من الكتب والدراسات ودعا الى وجودية عربية.
في آخر حياة بدوي اهتم بالبحث في القضايا الاسلامية والعقيدة الاسلامية والفرق والقرآن وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الاسلام على الرغم من مذهبه الوجودي.
ثم بفضل الله تعالى رجع الدكتور عبدالرحمن بدوي الى الاسلام وقد بلغ من عمره 85 عاما حيث كان في باريس ثم مرض هناك ورجع الى بلده مصر حيث مكث اربعة اشهر قبل وفاته، ومما يدل على توبته اللقاء المشهور الذي اجراه الصحافي المشهور صلاح حسن رشيد والذي نشر في مجلة الحرس الوطني في السعودية، حيث ظل ستين عاما في مذهب الوجودية معاديا للاسلام حيث قال: «لا استطيع ان اعبر عما بداخلي من احساس الندم الشديد، لأنني عاديت الاسلام والتراث العربي لأكثر من نصف قرن، اشعر الآن انني بحاجة الى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق، لكي اعود من جديد مسلما حقا، انني تبت الى الله وندمت على ما فعلت..».
كان هذا الملخص الذي استفدناه من رسالة للدكتوراه للدكتور عبدالقادر بن محمد الغامدي بعنوان: (عبدالرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي ومنهجه في دراسة المذاهب عرض ونقد)أ.هـ

توفي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو عام 2002 ميلادي ،عن عمر يقارب 85 سنة. حيث كان قد عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر بسبب إصابته بوعكة صحية حادة, إذ سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس وأتصل طبيب فرنسي بالقنصلية المصرية بأن أمامه شخصًا مريضآ يقول إنه فيلسوف مصري يطلب مساعدتهم.

______________
* في مقلة له بعنوان (
توبة د.عبدالرحمن بدوي من الوجودية والإلحاد) في جريدة الوطن الكويتية في تأريخ 20 - 3 - 2010 ميلادي .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-14-2014, 01:39 AM
المشاركة 195
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رياض المعلوف
( رياض بن عيسى إسكندر المعلوف [شاعر مهجري متميز بفلسفة الحزن ]* ولد في مدينة «زحلة» (شرقي لبنان)، وفيها توفي.
ينتمي إلى أسرة المعلوف الشهيرة باهتمامها بالثقافة والأدب، التي قدمت للشعر العربي عددًا غير قليل من الشعراء.
عاش في لبنان، ومصر، وسورية، وفرنسا، وأمريكا، والبرازيل.
تلقى تعليمه المبكر في عدد من مدارس زحلة، ثم انتقل إلى المدرسة اللعازرية بدمشق، وبعدها التحق بمدرسة الفرير الجميزة ببيروت متتلمذًا على الشاعر إلياس أبوشبكة.
أنهى دراسته الثانوية بمدرسة عينطورة - قضاء كسروان - لبنان.
درس الحقوق بالمراسلة بمعهد بباريس.
أتقن العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والبرتغالية، والإسبانية.
تلقى دروسًا في الموسيقى بمعهد عينطورة، وعزف على الكمنجة مع أوركسترا المعهد.
رافق والده إلى مصر (1933) وأتاحت له علاقات والده أن يلتقي كبار مثقفيها وأدبائها آنذاك، وقصد باريس وقضى فيها مدة انتقل بعدها إلى نيويورك مرافقًا الشاعر شارل قرم واجتمع بشعراء الرابطة القلمية (1939) وأقيم له عدد من الاحتفالات والندوات ألقى فيها قصيدته الشهيرة «شلالات نياجرا»، وقد اضطرته ظروف الحرب العالمية إلى البقاء في المهجر، فانتقل إلى البرازيل (1939) وعمل بالتجارة مع شقيقه شفيق المعلوف، ثم عاد إلى لبنان (1945) منفقًا وقته في رعاية المكتبة المعلوفية حتى لقب بحارسها، واهتم بنشر مؤلفات والده التاريخية.
انتخب عضوًا في العصبة الأندلسية بسان باولو، وكان عضوًا في عدد من المؤسسات والهيئات الثقافية، منها: نادى القلم الدولي بالريودي جانيرو، ومجمع إقليدس داكونيا الثقافي ببونتا كروسا، ورابطة الصحافيين والكتاب اللاتين بروما.
دعي للمشاركة في عدد من المؤتمرات والمهرجانات الأدبية: مؤتمر الشعر العالمي بدعوة من حكومة بلجيكا (1952) حيث ألقى شعره بالفرنسية، ومؤتمر الشعر العربي بالإسكندرية (1962)، ومؤتمر الشعر بمونتريال (1978)، ومؤتمر المربد الشعري بالعراق (1987).
مثل بلاده في مهرجاني مؤسسة علي بن أبي طالب بطهران (1987، 1990).
أسهم في تأسيس منتدى النهضة الزحلية،والندوة الزحلية، وأسس المجلس الثقافي لزحلة والبقاع.
ربطته علاقات بعدد من كبار مثقفي العربية، في مقدمتهم: عباس محمود العقاد، وطه حسين، وخليل مطران.

الإنتاج الشعري:
- له عدد من الدواوين الشعرية، منها: «الأوتار المتقطعة» - المطبعة العصرية - القاهرة 1933 (مطولة شعرية من عشرة أناشيد برسوم فنية لقيصر الجميل)، و«خيالات» - دار الطباعة والنشر العربية - سان باولو 1945 (مع لوحات فنية له والرسامة جيل لايل)، و«زورق الغياب» - دار المكتبة العصرية للطباعة والنشر - بيروت 1955 (مع رسوم له وللرسام الروسي كوروليف)، و«أشواك وبراعم» (رباعيات وثلاثيات شعرية) - دار الجبل - درعون - 1982، و«وكأنما في شعرها قمر» - طبعة محدودة صدرت عن الكوخ الأخضر - زحلة 1985، و«غمائم الخريف» - المطبعة السريانية الأرثوذكسية بدير العطشانة - بكفيا 1974، و«نفحات الرياض» - منشورات الكوخ الأخضر - زحلة 1994، و«همسات شعرية» - ديوان (مخطوط). وكذلك له قصائد تغنى بها عدد من مطربي لبنان وملحنيه، منها: قصيدة «عودة القمر» تلحين الأخوين رحباني، وغناء فيروز، وقصيدة «لبنان» التي لحنها وغناها وديع الصافي، كما تغنى بقصائده عدد من المطربين العرب، وله عدد من الدواوين الشعرية باللغة الفرنسية، منها: «تلاوين» - دار ألبير ميسان - باريس 1939، و«غيوم» - سان باولو 1943 (مع مقدمة بالبرتغالية لمينوتي دل بيكا) ونشر الديوان في ترجمة إنجليزية - دار المستقبل - الأرجنتين 1947 - ترجمة: ج.ت. سدلر، ونشر في ترجمة أسبانية بواسطة: يوسف الغريب، و«حبات رمال» ، و«الفراشات البيضاء» مجلد واحد - بيونس آيرس 1945 (مع رسوم لعدد من الفنانين: كيناكا لامارتين، بللالي، دييكس)، و«مسامير العاج» , - نشر المجلة العصرية - باريس 1948، وقصائد (مع رسوم للشاعر وللإسباني بللالي، والإيرلندي فرنندس دييكس)، و«العصفور الأعمى» , - قدم للمسابقة الشعرية الفرنكفونية - باريس ونال لقب مميز.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من الأعمال الإبداعية والأدبية، منها: «شعراء المعالفة» - المطبعة الكاثوليكية - بيروت 1962، و«صور قروية» - دار الكتاب اللبناني - بيروت 1968، و«ريفيات» - دار النهار للنشر - بيروت 1975، و«الشاعر فوزي المعلوف» - المطبعة البولسية - جونيه 1979، و«شاعر عبقر، شفيق المعلوف» - دار زحلة 1991، وله عدد من الأعمال المخطوطة، منها: حكايات جدتي وهواجسها - وزعت منه عدة نسخ خطية 1986، ولبنانيات من قلب الماضي - وزعت منه عدة نسخ خطية 1986، وله عدد من الأعمال النثرية باللغة الفرنسية، منها: «الديارات النصرانية في الإسلام» - نشر جريدة الأوريان - بيروت 1950، و«شعراء الخمرة والمرأة عند العرب» - باريس 1951، و«مغامرات شاعر حطم قلبه الحب» - منشورات الكوخ الأخضر - زحلة 1986.
شاعر وجداني أخلاقي، كتب عن الأم، ورثى الأخ، ووشح أشعاره الحنين إلى الوطن وتمجيده، انشغلت تجربته بالأغراض التي تخدم العاطفة الإنسانية وتكشف عن تذوق الإنسان للطبيعة في مهدها اللبناني وأينما أدركتها عين الشاعر (نياجرا)، والكون بكل ما يحويه من علاقات كامنة بين الإنسان والطبيعة، اعتمدت قصائده العروض الخليلي والقافية الموحدة، وجاءت في أسلوب محكم ولغة منتقاة، واهتمام بالصور الجزئية، وخرجت بعض قصائده عن الإطار التقليدي فجاءت معتمدة نظام المقطوعات متغيرة القوافي. في قصيدته «الله والشاعر» يتجلى إيمانه ورحابة شعوره الديني، أما رباعياته عن المغترب فإنها تمثل محورًا أساسيًا في تكوينه وتلوينه الشعري، كما انعكست خبرته بالموسيقى في غير قطعة.
منحته وزارة التربية والتعليم اللبنانية الوسام اللبناني الفضي (1939)، وحصل على جائزة جريدة الأنوار البيروتية للشعر عن قصيدته «إطلالة من الشباك» (1993)، ومنحه الرئيس اللبناني (إلياس الهراوي) وسام الأرز برتبة ضابط (1997)، وحازت قصيدته «الحب» على جائزة إذاعة لندن التي بثتها مرات ونشرتها في مجلة «هنا لندن العربية»، ولقب بشاعر الكوخ الأخضر، وأقامت له الندوة الزحلية مهرجان تكريم بقاعة المحاضرات الكبرى بالكلية الشرقية، حضره شارل الحلو رئيس الجمهورية السابق، وبمشاركة نخبة من الأدباء والشعراء.)**

قلت: و رياض المعلوف هو آخر شعراء العرب المهاجرين خلال القرنين التاسع عشر و العشرين الميلاديين.

يتبع إن شاء الله!

_
* هكذا نعته محمد عبدالمنعم خفاجي في ( قصة الأدب المهجري).

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-14-2014, 01:40 AM
المشاركة 196
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمر خلوف
هو عمر بن علي خلوف ، أديب عروضي سوري ، من مواليد مدينة حماة في عام 1955 للميلاد، حصل على شهادة البكالوريوس في الطب البيطري ، له نشاط كبير في المنتديات الأدبية في مجال العروض و تسهيله للنشء ،و له مساهمات شعرية. و هو مقيم بالمملكة العربية السعودية. تعرفت على نشاطه لأول في رابطة الواحة الثقافية لمالكها سمير العُمَري في حدود 2008 للميلاد.
من مؤلفاته:
_ كتاب ( كن شاعرا).
_ كتاب ( البحر الدبيتي)

من شعره:

1. قصيدة (كيف نمضي ):
كيفَ تمضي ولَمْ يُوافِ اللقاءُ
إنّ عهدي بمَنْ أُحبُّ الوفاءُ
كيفَ تمضي بمُهْجتي ؟ .. وفؤادي
باتَ يسري بساحَتَيْهِ الخَواءُ
أجَفاءً ؟‍ يضيقُ للهَجْرِ صدري
وأنا البّرُّ ليسَ مني جَفاءُ
لا وعينيْكَ .. ما هَجَرْتُ ولكنَّ
شراعي جَرَتْ بهِ الأنواءُ
أنا إنْ بتُّ في البلادِ غريباً
فسِوانا رغْمَ الثَّوى غرَباءُ
طارَ للبيْنِ والوداعِ فؤادي
فاستطالتْ أمامَهُ الأمداءُ
*
*
أينَ تمضي ، وهلْ لأُنسِكَ عَوْدٌ
ينتشي منهُ خاطرٌ مسْتاءُ ؟
أينَ ذاكَ الحديثُ والأدبُ الجمُّ
وأينَ البشاشةُ الغَرّاءُ ؟
أينَ ذاكَ الصفاءُ يُضفي جلالاً
وسناءً .. وأينَ منكَ الضياءُ ؟
أَانْطوى ذلكَ الشروقُ ؟‌‌ ولمّا
أمْ لشمسٍ بعدَ الشروقِ انطفاءُ ؟
ما خبا ذلك الشعاعُ بعيني
لا ولا غامَ منكَ فيها الرُّواءُ
*
*
كان ظنّي بأنْ تقولَ رثائي
يا سخيَّ العَطاءِ أينَ الرّثاءُ ؟
إنْ تكنْ ضاقتِ الحياةُ بِحُرٍّ
فمنَ الخُلْدِ منزِلٌ وثَواءُ
وعزائي ذِكْرٌ بهِ أتغنّى
طابَ منهُ الشذى ورفَّ البَهاءُ

2. قصيدة ( ملحمة النور):

ضمّي جناحَيْكِ، هذا الحبُّ ما نَضَبا
وسَلسِلي الخيرَ هَدْياً أثْمَرَ العَجَبا
هاتي من الحبِّ أسراراً مُعَتَّقَةً
وأهْرقيها طيوباً تُسْكِرُ الحِقَبا
هاتي طيوبَكِ، ما التاريخُ يُنكِرُها
إذا تَنَكَّرَ للتاريخِ مَنْ كَتَبا
واهْمي على الكونِ ماشاءَ الهوى عَبَقاً
وأمْطِريهِ.. فخيرُ الحبِّ ما انسَكَبا
ودثّري مقلتي بالنور مؤتَلِقاً
وهَدْهِدي قلبيَ المحرومَ والعَصَبا
******
يا قِبْلةَ الكونِ أرواحاً وأفئدةً
تَهْوي إليكِ أفانينُ الهُدى طَرَبا
وتوأمَ الشمسِ تاريخاً وملحمَةً
بالنورِ تَخفِقُ، جَلَّ النورُ ما وَهَبا
صَبَتْ مآذِنُكِ البيضاءُ فاتّخَذَتْ
سبيلَها للعُلا تمضي بهِ سَرَبا
على جبينِكِ رشَّ الصبْحُ قُبلَتَهُ
وفي إزارَيْكِ صلّى الفجْرُ مُنْسَكِبا
ومنْ عيونِكِ هَزّتْتني فُجاءَتُها
كادتْ مفاتِنُكِ الغرّاءُ أنْ تَثِبا
******
إنّي أتيتُكِ .. جَفَّ الشعرُ في شَفَتي
وبُحَّ قافيةً عذراءَ واغتُصِبا
إنّي أتيتُكِ .. شقَّ الصوتُ حَنجَرَتي
وأشعَلَ القَهْرَ في أنحائها لَهَبا
وجئْتُ تحملُني الأوهامُ نِضْوَ ضَنىً
قلباً تكسّرَ بالآلامِ واضطرَبا
ومُهجَةً أسلَمَتْ للآهِ بسمتَها
ومُقلةً أرَّقَتْ من حزنِها الهُدُبا
على مآقيَّ أحلامُ النبيِّ غفَتْ
وفي عروقِيَ صوتُ الحقِّ قد رَسَبا
بكَتْ خيولِيَ فرساناً لها، نزلَتْ
عن صهوةِ المجدِ، تنضو العزَّ والغَلَبا
بكَتْ سيوفِيَ سِفْراً من ملاحِمِها
أخْنى عليهِ زَمانٌ بالخَنا نُكِبا
******
إنّي أتيتُ.. طيوفُ الحقِّ قد ذَبُلَتْ
على عيونِيَ أبراداً لهُ قُشُبا
زادي من الأمسِ ما تحلو مَواسِمُهُ
بيتٌ من الشعرِ آخى الغيمَ فانسَكَبا
وفارسٌ صاغتِ الأفلاكُ جبهتَهُ
وساعدٌ بمِِدادِ الشمسِ قد خُضِبا
******
يا شامةَ الأرضِ أنداءً وذَوْبَ سَنًى
مدّي لقلبيَ من فيضِ الهُدى سَببا
مدّي يدَاً بَلْسَماً سِرُّ المسيحِ بها
تستنقِذُ المجْدَ والحُلْمَ الذي سُلِبا
ألقي على الأرضِ ظِلاًّ تسْتَفيءُ بهِ
لقدْ تَهَتَّكَ سِتْرُ الأرضِ فانتُهِبا
وأترعي مُقَلَ الأيامِ فَيْضَ رؤىً
من بعدِ ما شرِبَتْ أهدابُها النَّصَبا
وبلّلي تربةَ الأرواحِ، كم صرَخَتْ
جذورُها ظَمأً تستمطِرُ السُّحُبا

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-14-2014, 08:49 AM
المشاركة 197
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نزار قباني
هو أبو توفيق نزار بن توفيق بن أبي خليل خليل قباني ، شاعر سوري حداثي مشهور ،ولد في 21 مارس من عام 1923 للميلاد و توفي في 30 أبريل من عام 1999 ميلادي ،و جده ابو خليل قباني هو رائد المسرح العربي ،صل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1944 .

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .

وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .)
و من المحطات الهامة في حياة نزار و التي أراها ساهمت في انتشاره هي قصيدة ( قارئة الفنجان ) و التي غناها الفنان المصري عبدالحليم حافظ صاحب الجمهور العريض فامتدت شهرة نزار قباني من الخليج إلي المحيط، ثم جاء الفنان العراقي كاظم الساهر ليجدد العهد بشعر نزار قباني ، و غالب شعر نزار بين عهر و كفر.
و نزار بين محب مفرط في حبه و بين كاره مفرط في كرهه و كذا شأن الشعراء الجريئين المجاهرين بالخير و الشر، و لقد جاهر نزار بما يخشى عليه في آخرته و بما يذم به في الحياة الدنيا.
و من شواهد ضلال هذا الشاعر ما قدمه الشيخ ممدوح بن علي الحربي في كتابه ( السيف البتار في نحر الشيطان نزار) بقوله:
( ...

من صور استهزاء نزار قباني بالله : ادعاؤه بأنَّ الله تعالى قد مات وأن الأصنام والأنصاب قد عادت، فيقول :
(من أين يأتي الشعر يا قرطاجة..
والله مات وعادت الأنصاب)[الأعمال الشعرية الكاملة (3/637)]
كما يُعلن ويُقر بضياع إيمانه فيقول :
(ماذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعتِ إيمانك مثلي، بجميع الآلهة)[المصدر السابق (2/338)]

كما يعترف نزار قباني بأن بلاده قد قتلت الله عز وجل فيقول:
(بلادي ترفض الـحُبّا
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
وحوّل صخرها ذهبا
وغطى أرضها عشبا..
بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الربا..)(يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 620]

وهنا يعترف نزار قباني بأنه قد رأى الله في عمّان مذبوحاً على أيدي رجال البادية فيقول في مجموعة (لا) في (دفاتر فلسطينية) صفحة 119:
(حين رأيت الله.. في عمّان مذبوحاً..
على أيدي رجال البادية
غطيت وجهي بيدي..
وصحت : يا تاريخ !
هذي كربلاء الثانية..)

أما هنا فيذكر نزار قباني بأن الله تعالى قد مات مشنوقاً على باب المدينة، وأن الصلوات لا قيمة لها، بل الإيمان والكفر لا قيمة لهما فيقول في مجموعة (لا) أيضاً في (خطاب شخصي إلى شهر حزيران) صفحة 124:
(أطلق على الماضي الرصاص..
كن المسدس والجريمة..
من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.
لم تبق للصلوات قيمة..
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة..)

أما عن استهزائه بالدين ومدحه للكفر والإلحاد فيقول:
(يا طعم الثلج وطعم النار
ونكهة كفري ويقين)[الأعمال الشعرية الكاملة (2/39)]

كما أن نزار قباني قد سئِمَ وملَّ من رقابة الله عز وجل حين يقول :
(أريد البحث عن وطن..
جديد غير مسكون

ورب لا يطاردني
وأرض لا تعاديني)[(يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 597]
ويعترف نزار قباني بأنه من ربع قرن وهو يمارس الركوع والسجود والقيام والقعود وأن الصلوات الخمس لا يقطعها !! وخطبة الجمعة لا تفوته، إلا أنه اكتشف بعد ذلك أنه كان يعيش في حظيرة من الأغنام، يُعلف وينام ويبول كالأغنام، فيقول في ديوانه (الممثلون) صفحة 36-39:
الصلوات الخمس لا أقطعها
يا سادتي الكرام
وخطبة الجمعة لا تفوتني
يا سادتي الكرام
وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام
أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
وهكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة..
أعيش في حظيرة الأغنام
أُعلَفُ كالأغنام
أنام كالأغنام
أبولُ كالأغنام
وكما يصف نزار قباني (الشعب) بصفات لا تليق إلا بالله تعالى فيقول في ديوانه (لا غالب إلا الحب) صفحة 18:
أقول : لا غالب إلا الشعب
للمرة المليون

لا غالب إلا الشعب
فهو الذي يقدر الأقدار
وهو العليم، الواحد، القهار...
كما أن للشيطان نزار قصيدة بعنوان (التنصُّت على الله) ينسب فيها الولد لله ويرميه بالجهل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فيقول في صفحة 170 :
ذهب الشاعر يوماً إلى الله..
ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع..
نظر الله تحت كرسيه السماوي

وقال له: يا ولدي
هل أقفلت الباب جيداً ؟؟..)

و يقول الحربي في موضع آخر :
( ...
كما يدعي نزار قباني أن الله عز وجل يغني ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 135:
آهٍ.. يا آه..
هل صار غناءُ الحاكم قُدسيّاً
كغناء الله ؟؟.

وهنا يثبت نزار قباني المنحدر من سلالة الشياطين أن الله عز وجلله رائحة، تعالى الله وتنزه عن ذلك، فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 455:
الاقتراب من ناديا تويني صعبٌ..
كالاقتراب من حمامةٍ
مرسومةٍ على سقف كنيسة..
كالاقتراب من ميعاد غرام..
كالاقتراب من حورية البحر..
كالاقتراب من ليلة القدر..
كالاقتراب من رائحة الله.. )
و يضيف الحربي عنه :
( ...
كما أن نزار قباني يُصرح بلا خجل ولا خوف من الله تعالى بأن هناك مِن الكائنات والمخلوقات مَن قدَّمت استقالتها الجماعية إلى الله !! وذلك بعد موت الشاعرة اللبنانية ناديا تويني فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 462:
ولأن ناديا تويني كانت جزءاً من سفر العصافير
وسفر المراكب
ورائحة النعناع
وبكاء الأمطار على قراميد بيروت القديمة
فلقد قدَّمت كل هذه الكائنات
استقالتها الجماعية إلى الله...
لأنها بعد -ناديا تويني- تشعر أنها عاطلة عن العمل.

ومن صور زندقته وجراءته على دين الله تعالى: جعله الزنا عبادة، وتشبيهه إياه بصلاة المؤمن لربه وخالقه كما ينقل ذلك منير العكش في كتابه ( أسئلة الشعر ) في مقابلة أجراها مع نزار قباني صفحة 196حيث يقول :
(كل كلمة شعرية تتحول في النهاية إلى طقس من طقوس العبادة والكشف والتجلي…
كل شيء يتحول إلى ديانة
حتى الجنس يصير ديناً
والسرير يصير مديحاً وغرفة اعتراف
والغريب أنني أنظر دائماً إلى شِعري الجنسي بعينيْ كاهن، وأفترش شَعر حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاة، أشعر كلما سافرت في جسد حبيبتي أني أشف وأتـطهـر وأدخل مملكة الخير والحق والضوء..
وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولاً جنسياً ؟ )

ومن صور استهزائه وسخريته بالجبار جل وعلا: وصفه بأن له حُجرةً قمرية يدخل فيها، يقول الملحد:
(يكون الله سعيداً في حجرته القمرية)
[مجموعة الأعمال الشعرية (2/188)]

ويتمادى نزار قباني بوصف ربه وخالقه سبحانه وتعالى بكل صفات النقص والاستهزاء والعيب واصفاً إياه بأنه سبحانه: خالف كتبه السماوية، وأنه انحاز إليه بصورة مكشوفة عياذاً بالله تـعالى، وزعمه أن لله بيتاً يذهب إليه، تقدس ربنا وتنـزه، وأنه صديق لله، فيقول:
(حين وزع الله النساء على الرجال
وأعطاني إياك
شعرت أنه انحاز بصورة مكشوفة إليّ
وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها
فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة
ألبسـني الحرير وألبسهم القطن
أهدى إليَّ الوردة وأهداهم الغصن
حين عرّفني الله عليك ذهب إلى بيته
فكرت أن أكتب له رسالة.. على ورق أزرق
وأضعها في مغلف أزرق.. وأغسلها بالدمع الأزرق أبدأها بعبارة : يا صديقي، كنت أريد أن أشكره..
لأنه اختاركِ لي..
فالله كما قالوا لي لا يستلم إلا رسائل الحب
ولا يجاوب إلا عليها..
حين استلمت مكافأتي، ورجعت أحملك على راحة يدي، كزهرة مانوليا..
بُستُ يد الله، وبُستُ القمر والكواكب واحداً واحداً)

و يقول الحربي:
( ...
(لأنني أحبكِ، يحدث شيءٌ غير عادي، في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته)[المصدر السابق (2/442)]


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-14-2014, 08:50 AM
المشاركة 198
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
( نزار قباني 2):
ومن نماذج كفره العفن تشبيهه الخالق بالـمخلوق فيقول :
(إلهٌ في معابدنا نصليه ونبتهل
يغازلنا وحين يجوع يأكلنا …
إلهٌ لا نقاومه يعذبنا ونحتمل

إلهٌ ماله عمر إلهٌ اسمه الرجل).
و في موضع آخر يقول الحربي عن قباني:
( ... كما يرفض الشيطان نزار أن يتلقى الأوامر من ربه ومولاه جلَّ في علاه بقوله:
(لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى..
لأني من الله.. لا أتلقى الأوامر)[قصيدته (سيبقى الحب سيدتي) صفحة 140]

وهنا يبدأ الشيطان نزار مرة أخرى بالاستهزاء من الله تعالى وأنبيائه الكرام، فيقول:
(وطن بدون نوافذ..
هربت شوارعه.. مآذنه.. كنائسه..
وفر الله مذعوراً..
وفر جميع الأنبياء)[قصيدته (هل تسمعين صهيل أحزاني) صفحة 188]
كما يتخذ نزار قباني إلـهه هواه فيقول:
(هو الهوى.. هو الهوى..
الملك القدوس
والآخر القادر)..) أ.هـ




و هذه الزندقة الواضحة و التهتك الفاضح قامت عليه مؤسسات سياسية و ثقافية و اجتماعية تدعمه و تروج له تارة باسم الحضارة و تارة باسم الحداثة و ثالثة باسم الفن ، و حقيقة الأمر كفر و عهر.

و من الناحية الفنية فشعر نزار قباني أشبه بالنثر منه بالشعر لولا الوزن .

أصدر نزار قباني عدة دواوين ، طبعت في كتاب باسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني).
من شعره:
_ قصيدة (أصهار الله

1
إلا دعا الناس إلى المسجد ..
يوم الجمعه ..
وقال في خطبته العصماء
بأنه من أولياء الله ...
وأصفياء الله ..
وأصدقاء الله ...
2
لهذه المدينة المقهورة ،
المكسورة ،
الحزينه ...
إلا ادعى ، بأنه الممثل الشخصي ،
والناطق باسم الله ..
فهل من المسموح ،
أن أسأله تعالى ..
هل أنت قد أعطيتهم وكالةً
مختومةً .. موقعه ؟ ..
كي يجلسوا على رقاب شعبنا
إلى الأبد ....
هل أنت قد أمرتهم
أن يخربوا هذا البلد ؟
ويسحقونا كالصراصير ،
بأمر الله ..
ويضربونا بالبساطير ،
بأمر الله ...
فإن سألت حاكماً منهم
من الذي ولاك في الدنيا على أمورنا ؟
قال لنا : يا جهله ..
أما علمتم أنني ..
أصبحت صهر الله ؟؟
3
أريد أن أصرخ:
هل أنت عينت وزير المال ؟
إذن .. لماذا انفجر الفقر ؟
لماذا انفجر الصبر ؟
لماذا ساءت الأحوال ؟
وأصبح الصحن الرئيسي هو الزباله ...
وأصبح العصفور في بلادنا ..
لا يجد النخاله ...
فهل غلاء الخبز ..
شأنٌ من شؤون الله ؟؟
وهل غلاء الفول ؟. والحمص ..
والطرشي ..
والجرجير ..
شأنٌ من شؤون الله ؟...
وهل غلاء الموت، والأكفان،
شأنٌ من شؤون الله ؟
إذن لماذا يأكل الكبار كافياراً
ونحن نأكل النعال ؟
إذن .. لماذا يشرب الضباط وسكياً
ونحن نشرب الأوحال؟
إذن.. لماذا لا يفرق الفقير في بلادنا
بين رغيف الخبز .. والهلال ...
إذن.. لماذا في بطون أمهاتهم
ينتحر الأطفال؟...
4
أريد أن أسأله تعالى.
هل أنت قد علمتهم
ويغسلوا دماغنا ..
ويستبوا نساءنا ..
ويركبونا بدل الحمير والخيول ..
أريد أن أسأله تعالى
هل أنت قد أمرتهم ؟
أن يكسروا عظامنا ..
ويكسروا أقلامنا ...
ويقتلوا الفاعل والمفعول
ويمنعوا الأزهار أن تنبت في الحقول ؟؟.
5
أريد أن أسأل:
يا الله ..
هل أنت قد أعطيتهم
ليشتروا فرساي .. والمملكة المتحدة
ويشتروا بابل.. والحدائق المعلقه
ويشتروا الصحافة المرتزقة ...
هل أنت قد أعطيتهم شكاً على بياض ؟
ليشتروا التاج البريطاني .. والقصور ..
ويشتروا النساء في الأقفاص ، كالطيور
والقمر الأخضر في سماء نيسابور ؟؟
6
أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقاً؟..
يصبح صهر الله ؟؟
أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقاً؟..
وهل من قاتلٍ لشعبه
يصبح صهر الله ؟؟

- قصيدة (

أشهد أن لا أمرأه إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنت ..
2
أشهد أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
3
أشهد أن لا امرأة ً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنت ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ً
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت
4
أشهد أن لا امرأة ً
تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سرتها
مركز هذا الكون
أشهد أن لا امرأة ً
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنت ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنت ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ً
إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي علي
إلا أنت ..
5
أشهد أن لا امرأة ً
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنت ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ً
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنت ..
6
أشهد أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهد أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهد أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
8
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهد أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله
9
أشهد أن لا امرأة ً
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهد أن لا امرأة ً
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت
10
أشهد أن لا امرأة ً
مارست الحب معي بمنتهى الحضاره
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ً
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثاره
أشهد أن لا امرأة ً
إلا أنت ..

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-15-2014, 01:01 PM
المشاركة 199
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أبو مسلم البهلاني
هو الشاعر أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي العماني ، ينحدر من سلسلة عريقة النسب ، حيث كان جده عبدالله بن محمد البهلاني قاضيا في أيام دولة اليعاربة على وادي محرم ، كما أن أباه الشيخ سالم بن عديم البهلاني كان قاضيا للإمام عزان بن قيس _ رحمه الله _ الذي كان إماما لعمان سنة 1285هـ إلى 1287هـ.
ولد الشاعر سنة 1273هـ في قرية محرم موطن آبائه ، وهي من أعمال ولاية سمائل التي اشتهر أهلها بالشعر والأدب والفقه
غادر الشاعر عمان إلى شرق أفريقيا - زنجبار - وكان سفره إليها سنة 1295 هـ في زمن السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار ؛ حيث كان والده سالم بن عديم البهلاني قاضيا للسلطان المذكور في زنجبار ، بعد وفاة الإمام عزان بن قيس
بقي الشاعر في زنجبار خمس سنوات ثم رجع إلى عمان سنة 1300هـ ، ثم عاد إلى زنجبار مرة ثانية سنة 1305هـ ، حيث بقي هناك حتى وافته المنية ، في شهر صفر سنة 1339هـ / 1920م.
انصب جل شعره في مجالين مجال التسابيح و الاذكار و مجال التحريض على الثورة ضد الظم و الاستعمار .

قلت : و هو إباضي المذهب صوفي الطريقة يؤمن بعقيدة ( وحدة الوجود) .و للإباضية و المتصوفة احتفاء كبير به و بشعره.
و أبو مسلم يدعي أن شعره من قبيل الوحي أو الإلهام الإلهي على طريقة أتباع وحدة الوجود من كل مذهب:
( صرّح أبو مسلم البهلاني في مطالع الأشعار/ الأذكار في أكثر من موضع أنها إلهام رباني جرى على لسانه، أو هبة من الله تعالى أخرجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة. وقد يثير هذا الأمر إشكالاً حول المسؤولية الفنية والفكرية لهذا الشعر، ونسبة أبي مسلم هذه الأشعار إلى الإلهام يدل على أنه نظمها في حالة روحية وفكرية وشعورية استغرق فيها في الذكر إلى الحد الذي جعله يحسّ أنها إلهام، وهذه بعض أقواله في نسبة شعره إلى الإلهام: قال في حديثه عن شروط الذكر الأول: “فإن مفيض النور جل جلاله وتقدست أسماؤه ببركة أسمائه وصفاته أفاض على لسان عبده العاجز منظوماً يحتوي أسماءه الحسنى الواردة بها السنّة المطهرة، ثم على ما ورد به القرآن العزيز مِمَّا زاد على الوارد به أصح الأحاديث النبوية. ولفيض شعابه بالأنوار والأسرار والبركات لما تمّ بوهب الله وهدايته سميته الوادي المقدس”(، وقال في شروط الذكر الثالث “قال أبو مسلم: نزلت بقضاء الله وقدرته نازلة لم أجد للخلاص منها سبيلاً حتى تداركني الله برحمته ولطفه، فوهبني هذا الذكر بأن أخرجه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة إجراءً على لساني”.
وليس شعر أبي مسلم وحده هو الفيض الرباني، بل كذلك رأى شعر سلفه من أهل الطريقة فهو يرى أن ما صدر عن الشيخ “القطب الجليل العارف بالله سعيد بن خلفان الخليلي” من شعر أو نثر “برهان قاطع على أن علمه كشفي وهبي لا يطيق أداءه إلاّ من أكرمه الله بالوصول، وأقامه مقاماً رفيعاً من المدد والفتح، ومن جملة ما أفاضه الله عليه هذه القصيدة الجليلة …) *

و المعجم الصوفي الداعي لوحدة الوجود و وحدة الشهود ماثل بجلاء في شعر أبي مسلم البهلاني:
( ...

من شعره ومن هذه المصطلحات: “الجمع” في قوله:
هو اللهُ باسمِ الله في كل لحظة بأسرار سِرّ الجمع جمع تشتتي
و”الفناء” في قوله:
هو الله باسم الله شاهدت اسمه فتاهت بأفناء الفناء أنيّتي
و”الشهود” في قوله:
هو الله باسم الله أنسي شهوده ولو غيبته العين متّ بوحشتي
و”المحق” و”المحو”(:
هو الله باسم الله محق إرَادتي مرادي وإثباتي لمحوي بغيتي
وقد جاء في التوسل إلى الله تعالى بهم قوله:
بالسادة الأبدال بالأقطاب بالسادة الأفراد بالأحباب
وبرجال الغـيب بالأنْجاب بالنقبـاء الطهر بالأطـياب
بالسـادة الأوتـاد بالغـوث الأبـر
ومن فكر الصوفية الذي يتجلى لدى أبي مسلم “الحقيقة المحمدية” وأجدها في قوله:
فلا كمال لمخلوق وليس به بل إنما فاض منه الفيض للفطر
لا عرش لا فرش لا كرسيّ لا ملك لا إنس لا جنّ لم يمدده بالخَير
أب لكل وجود أصل مبدئه منه، ومنه مداد الأنفس الطهر ) **

من شعره الوجودي :
_ قصيدة (خمرة الله) :

نصبت لهم من نير الذكر معلما = وبوأتهم من أنفع الذخر مغنما
وصيرت نفسي خادما ً لطريقة = بها هام أهل الله في الأرض والسما
فيا لرجال الحب والكأس مفعم = هلم اشربوا هذا المغنى ترنما
عصرت لكم من خمرة الله صفوها = فموتوا بها سكراً فما السكر مأثما
لقد هام أهل الاستقامة قبلنا = بها فانتشوا بين الخليقة هيما
تراهم سكارى ينشر الجمع فهمهم = ويطويه نور الفرق في أبحر العمى
ملأت لكم دني شرابا مروقا = وحركت أوتاري فأنطقت أعجما
وغنيت في شرب هم الرسل كلهم = تقدم إلى باب المليك مقدما"
من كمثلي وذا الشراب شرابي = والنبيون كلهم ندماني
هام قبلي به الخليل وموسى = ثم عيسى وصاحب القرآن
هذه حالتي وهذا مقامي = فاعرفوني وانكروا عرفاني
بنور وجهك يا نور السموات = أشعل مصابيح عرفاني بمشكاتي
واملأ بحبك قلبي واجتذب رمقي = من بين أبحر أوهامي وغفلاتي
هذا النار وذا الوادي المقدس = فاخلع النعيلين والذلة فالبس
واجد أنت هدى أو قبساً = لا تجاوز أن هذا الليل عسعس
طرق الله نصبَ عيني واسرا = رأساميه أبحري وسفيني
ما الذي صدني عن الله إلـ = ا سوء أمارتي وسوء يقيني
رب غوثاه جلها ظلمات = بؤت فيها بصفقة المغبون
أنت نور الأنوار نور يقيني = في حياتي الدنيا بنور مبين

- مخمسات بعنوان ( أوجه باسم اللّه وجه شهودي) :
أوجه باسم اللّه وجه شهودي
لعز جلال اللّه رب وجودي
تسابيح اخلاصي له وصمودي
سموط ثناء في سموط فريد
__
بكل لسان قد بثثن وجيد
وحب له في لب قلبي وقشره
وخوف يوازيه رجاء لبره
وشكر ومن لي أن أقوم بشكره
وحمد تغص الكائنات بنشره
إذا نشرت منه أجل برود
-----
وشوق يذيب النفس لا عج حره
ووقفة مضطر أسير بفقره
واخلاص سر نوره حشو سره
وذكر له تحيا النفوس بذكره
ويبعث قبل البعث من هو مودي
----
صرفت مرادي فيه طوعاً لصرفه
حقيقة ذكري أنني عين ظرفه
حباني به طيباً عرفت بعرفه
تعطرت الآفاق من طيب عر
فه فما مسك دارين يشاب بعود
-----
يبشر بالزلفى كريم مقامه
ويستغرق الأسرار سكر مدامه
يصب حيا الأنوار صوب غمامه
ويزري بنور الشمس نور ابتسامه
إذا ما تجلى في صحائف سود
-----
تجردت من نفسي فلم يبقَ لي أنا
وطارت هوى روحي بأجنحة الفنا
لمن هو أهل المجد والعز والغنى
لمن هو أهل الحمد والمدح والثنا
لذي الفضل والألاء خير مفيد
------
لمن وحدته المبدعات سواجدا
لمن عرفته الموجدات حوامدا
لمن مجدته الممكنات صوامدا
لمن سبحته الكائنات شواهدا
بتوحيده واللّه خير شهيد
-----
لمن سخر الأشياء في الأرض والسما
لمن كان بالمخلوق أحفى وأرحما
لمن بسط النعماء منا وتمما
أعاد وأيدى من أياديه أنعما
فيا أنعم المولى بدأت فعودي


__________________
*من مقالة بعنوان ( الخِطَابُ الإِلَهِيُّ فِي شِعْرِ أبي مُسْلِمٍ البَهْلانيِّ ملامِحُ وظَوَاهر)للدكتور / مأمون فريز محمود جرَّار ،وردت في موقع : تادارات موقع الدراسات الإباضية

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-16-2014, 01:28 AM
المشاركة 200
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سعدي يوسف
ترجم لنفسه في موقعه بقوله: (سعدي يوسف ولد في العام 1934، في ابي الخصيب، بالبصرة (العراق)، أكمل دراسته الثانوية في البصرة. يحمل ليسانس شرف في آداب العربية.
عمل في التدريس والصحافة الثقافية ، تنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية.
نال جوائز في الشعر:
جائزة سلطان العويس،
وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية.
وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ .
عضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".
عضو الهيئة الإستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine
عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال Banipalللأدب العربي الحديث .
مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999 ميلادي)
قلت:
و هذا الدعي سعدي شاعر ملحد ذو نزعة شيعية رافضية بغيضة و من زندقته قصيدته المسماة ( عيشة بنت الباشا):
و التي تطاول فيها على زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين الصديقة بينت الصديقة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها و عن أامها و ابيها حيث يقول _ عامله الله بما يستحق _:

طِلْعَت الشُمّيسهْ
على شَعَرْ عيشهْ
عيشه بنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرْخاشةْ !

*

لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ . تقولُ لي : سعدي !
أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ … والصبايا ؟
كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟
أنتَ العليمُ بأنني ، بنتٌ لتاسعةٍ ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى.
لكنهم
جاؤوا
وقالوا: ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ …
(كان وجهي وجهَ طفلتكم ، وليس من معنىً لتطريةٍ … )
أجابوني:
النبيُّ أرادكِ !

*

طِلْعَت الشمّيسةْ
على شعَر عَيشة
عيشة بنت الياشا
تلعبْ بالخرخاشة ْ

*

وعائشةُ، الحـُـمَيراءُ …
الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ، والشَّعْرُ أحمرُ .
يا عطاءَ الله !
كان محمّدٌ ، ما بين رُكعته ، وتالي رُكعةٍ ،ينوي يُباشرُها
وأحياناً يرى ما بين ساقَيها ، صلاةً …
هكذا
ذاقتْ عُسَيلَتَهُ
وذاقَ محمدٌ ، دبِقاً ، عُسَيلَتَها …
هيَ مَنْ هيَ : الـحَوّاءُ
عائشةُ الحـُمَيراءُ ،
الجميلةُمثل إيرلنديّةٍ …
صنمُ النبي ّ !

*

طِلْعَت الشمّيسة
على شَعَر عيشة
عيشة بنت الباشا
تلعبْ بالخرخاشة …

*

لكنّ عائشةَ الجميلةَ ، سوفُ تُعْلي أن ناعمَ شَعرِها سيظلُّ أحمرَ
سوف تُعْلِنُ أنها ، أبداً ، محاربةٌ …
لقد قهرتْ نبيّاً في السريرِ
وهاهي ذي ، على جملٍ ، تقاتلُ .
إن عائشةَ الـحُمَيراءَ
النبيّةُ
بعدَ أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء …

*

طِلعت الشمّيسة
على شعَر عَيشةْ
عيشةبنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرخاشة !


و قام المنافقون و الملاحدة ممن هم على شاكلته بالدفاع عنه ، أما أهل الإسلام المحبون لله و لكتابه و نبيه و آله و صحبه فقد عبروا عن صادق غضبهم ، و من هذا الموقف الكريم الصادر في بيان رابطة شعراء بلا حدود و نصه:
(
تعلن منظمة شعراء بلا حدود عن سحب اسم الشاعر العراقي الطائفي سعدي يوسف من قائمة الفائزين بلقب أفضل مئة شاعر عربي ضمن (مبادرة منظمة شعراء بلا حدود لاختيار أفضل مئة شاعر عربي) لسنة 2013 ، وذلك لقيامه بنسج قصيدة رخيصة فنيا وأخلاقيا ، يسيء فيها لأم المؤمنين السيدة عائشة إساءات بالغة ، تؤشر على نفسه المريضة وطائفيته البغيضة، وهو ما تم استهجانه من أبناء الأمة ومثقفيها على اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم ..
إننا إذ نتألم لهذا الفعل الشيطاني البغيض لنؤكد على عدم استحقاقه لمثل هذا اللقب ، مع أننا في منظمة شعراء بلا حدود لا نخلط الفن والأدب بالتوجهات والعقائد ولن نفعل هذا، ونربأ بأنفسنا عنه، إلا أن إساءته هذه تعد مما يحط من منزلته ويدني من مكانته ، هذا وقد تم سحب اللقب بناء على موافقة معظم أعضاء لجان التحكيم .
رئيس منظمة شعراء بلا حدود
محمود النجار) أ.هـ


سنتكمل سيرته قريبا ، إن شاء الله تعالى!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 01:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.