قديم 10-25-2010, 07:50 AM
المشاركة 11
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخي أيوب
سلام الله عليك

من الواضح أن طه حسين قرأ ما خلف السطور
تحليل جميل لشاعر مالئ الدنيا وشاغل الناس
امض ِ لما بدأت به .. أتابعك

مع الاحترام




...... ناريمان

قديم 10-26-2010, 09:42 AM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاخت نريمان

اشكرك على مرورك وعلى المتابعة ..جميل ان اعرف بأن هذا الجهد يتم متابعته ولا يذهب ادراج الرياح... فالمتنبي مدرسة في الشعر وطه حسين مدرسة في النثر. والاستفادة من قرأتهما قصوى وفي حدها الاعلى.

قديم 10-26-2010, 09:42 AM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أبَنِى أبينا نَحنُ أهلُ مَنَازِلٍ............أبَدًا غُرَابُ البْيَنِ فيها يَنْعَقُ
نَبْكي على الدُنيا وما من معَْشَرٍ.......جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَم يَتَفَرَقّوا
أين الاكاسرةُ الجَبابرَة الالىَ.....كنَزَوا الكنوز فما بَقِينَ ولا بَقُوا
مِنْ كلَّ من ضاقَ الفَضَاءُ بجَيْشه...حتى ثوَىَ فَحَوَاهُ لَحْدٌ ضََّيقُ
خُرْسٌ إذا نُودُوا كأن لمْ يَعْلَمُوا...... أنَّ الكلاَمَ لَهُمْ حَلاَلٌ مُطْلقُ
فالموْتُ آتٍ والنّْفُوسُ نَفَائسٌ....... والمُسْتَغِرُّ بما لَدَيهِ الأحمَقٌ
والمَرْءُ يَأمُلُ والحيَاةٌ شهية ......والشَّيْبُ أوْقَرُ والشبيبةٌ أنزَقُ
ولقَدْ بكيتُ عَلَى الشَّبابِ ولِمتَّى ...مُسْوَدَّةٌ ولِمَاء وَجْهِي رَوْنَقُ
حَذَرّا عَلَيْه قبلَ يومِ فِرَاقه ........حتى لَكِدْتُ بماء جَفْنى أشْرَقُ

يقول طه حسين ..هل رأيت ما في هذه الأبيات من حزن؟ ألحظت البيت الأول منها كيف يمثل اطمئنان الشاعر إلى هؤلاء الذين يتحدث إليهم لأنهم بنو أبيه ليسو عجما؟ أرأيت أنه يسجل أن القحطانية أهل منازل ينعب فيها غراب البين أبدا، فالهجرة من طبعهم ، والغربة مفروضة عليهم؟
ثم أرأيت كيف مضى الشاعر في هذه الشكوى مفلسا في سذاجة توشك أن تكون عامية بل هي أشبه بالوعظ منها بالفلسفة؟ ولكن الذي ينبغي أن نفكر فيه هو أن هذه الفلسفة الساذجة أصل لهذه الشجرة التي ستنمو وتمتد أغصانها حتى تملأ شعر المتنبي مواعظ وحكما وأمثلا.
والذي ينبغي أن نفكر فيه أيضا هو أننا نكاد نحس في هذه الأبيات بدء التفكير الفلسفي الحزين عند هذا الفتى، وأن هذا التفكير الفلسفي إنما يأتي من رجوع الفتى إلى نفسه أولا والى قومه ثانيا. فهو يرى نفسه غريبا مشردا، سيء الحال ، وهو يرى قومه بعد ذلك غرباء مشردين، قد تسلط عليهم من كان ينبغي أن يتسلطوا هم عليهم، واستأثر بالأمر دونهم من كان ينبغي ألا يكون له من الأمر شيء، والطباق كما ترى في هذه الأبيات، هو القوام الفني لشعر الشاعر لا يعدل عنه ولا يكاد يعدل به أداة فنية أخرى.

وأنظر إلى آخر هذه الأبيات، والى بكاء الشاعر على الشباب، وهو في ريعان الشباب، والى تعليل الشاعر لبكائه هذا على شباب لم يفارقه، بل لم يكد يستقبله بالخوف من مفارقته التي ليس منها بد.

قديم 10-31-2010, 10:05 AM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إن كنت ظاعنة فإن مدامعي.........تكفي مزادكم وتروى العيسا

يرى طه حسين أن الدموع التي يسفحها المتنبي من الغزارة بحيث يستطيع القوم أن يأخذوا منها ما يملأ مزادهم ليشربوا في أثناء السفر وما يكفي لري الإبل في أثناء السفر أيضا...وطه حسين يرى في هذا البيت الكثير من التكلف والمبالغة غير المنطقية ويتساءل طه حسين هل أن المتنبي سأل نفسه إن كانت دموعه تصلح لشرب صاحبته الحسناء ؟ وهل هي من العذوبة بحيث تلائم هذا الجسم الغض البض وتبعث فيه الجمال والحياة؟.

قديم 11-03-2010, 09:29 AM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
حاشى لمثلك أن تكون بخيلة..........ولمثل وجهك أن يكون عبوسا

ولمثل وصلك أن يكون ممنعا.......... ولمثل نيلك أن يكون خسيسا


يقول طه حسين " لست ادري بأي امرأة أراد المتنبي أن يشبب في هذين البيتين، وما أرى إلا انه كان يشبب بمن لا يحسن التشبب بها من النساء، فالمرأة التي ترتفع عن البخل، ويرتفع وصلها عن التمنع، ليست خليفة بالشعر إلا حين يقصد إلى هجائها ولكن المتنبي لا يقف عند مثل هذا التفكير، بل لا يكره أن ينقض هذين البيتين، فيصف صاحبته بالدال الذي يمنعها من أن تتكل، والخفر الذي يمنعها أن تمس فيقول:

خود جنت بينى وبين عواذلي.....حربا وغادرت الفؤاد وطيسا

بيضاء يمنعها تكلم دلها.........تيها ويمنعها الحياء تميسا




فهي ارفع من البخل، ووصلها ارفع من الامتناع، ولكنها مع ذلك من الدل والتيه، ومن الخفر والحياء، بحيث لا تستطيع أن تتكلم، ولا أن تميس، فهي بخيلة كريمة، وهي ممنعة مبتذلة، وهي حيية وقحة.
وقد وجد الشاعر عندها آخر الأمر دواءه من كل داء، فاعرض عن الأطباء، وهانت عليه صفات زعيمهم العظيم:

لما وجدت دواء دائى عندها ............هانت على صفات جلينوسا


ويظهر أن هذه الفتاة التي لا يكره المتنبي أن يرويها بدموعه ، والتي جمعت النقائض من صفات النساء، قد شغلت فتانا حقا، فأنسته التخلص إلى الممدوح، وإذا هو يقتضب الكلام اقتضابا، ويهجم على ممدوحه هجوما لا رفق فيه ولا ظرف فيقول:

أبقى زريق للثغور محمدا........أبقى نفيس للنفيس نفيسا


يقول طه حسين " فانظر إلى هذه النفنفة، أو إلى هذه الفسفة، أو إلى هذه النسنسة التي من تكرار النفيس ثلاث مرات في شطر واحد. واعذر محمد بن زريق إذا ضاق بصاحبه أولا، وبهذا التكرار ثانيا، ويما سيأتي من السخف ثالثا، فلم يعط الفتى إلا عشرة دراهم ، ولم يزده إلا بعد أن شفع إليه الشافعون وزاد المتنبي في المدح.

قديم 11-07-2010, 03:02 PM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بَشرٌ تصور غاية في آية.................تنفى الظُنون وتُفسد التقييسا
وبه يُضنُّ على البَريةِ لا بها................وعليه منها لا عليها يُوسى
لو كان ذو القرنين أعملَ رأيَهُ.........لما أتى الظُلماتِ صِرَن شُموسا
أو كانَ صادفَ رأسَ عازر سيفه........في يوم معركة لأعيا عيسى
أو كان لُجُّ البَحر مثلَ يمينه.............ما انشق حتى جاز فيه موسى
أو كان للنيران ضوءُ جبينه............عُبدت فكان العالمون مجوسا

لا يظن طه حسين أن هذه الأبيات تحتاج إلى شرح أو تعليق فمن السهل استنتاج أن المتنبي اغرق في المبالغة وأسرف في تجاوز الحدود الدينية والذي يعتقد طه حسين انه جاءه من قرمطيته.

قديم 11-07-2010, 03:03 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إني لأعلمُ واللبيبُ خَبيرُ ....أنَّ الحياةَ وإنْ حَرَصتُ غُرُور



يقول المتنبي إن شعر المتنبي الذي قاله في التنوخيين كثير ، يعظم حظه من الجودة ، وينتهي أحيانا إلى الروعة، وفيه البشائر بنضج الشاعر، والطلائع المنبئة بنبوغه/ وفيه على ذلك ما يدل على أن حياته مع التنوخيين قد أثارت في نسفه آمالا وأماني ، وخيلت إليه انه قريب من غايته، وكانت حياة راضية على كل حال.

ثم يقول طه حسين أن المتنبي ذكر في شعره 3 من التنوخيين أولهما محمد بن إسحاق التنوخي وقد ذكره راثيا له باكيا أو متباكيا ومبكيا عليه، كأنه لم يعرفه، ولم تتصل المودة بينه وبينه، وإنما مات قبل أن تطول إقامة المتنبي في اللاذقية وقد رثاه بالرائية التي مطلعها هذا البيت

إني لأعلمُ واللبيبُ خَبيرُ ....أنَّ الحياةَ وإنْ حَرَصتُ غُرُور


وهي قصيدة عادية لا خطر فيها ولا غناء، يقول طه حسين، ولكنها أرضت أهل الميت فاستزادوه فزادهم على الوزن والقافية هذه الأبيات التي يقول في أولها:

غاضت أنامله بحور...وخبت مكائده وهن سعير


وكأن أسرة أخرى كانت تنافس التنوخيين في اللاذقية، فأشاعت أن أبناء عم الميت لم يحزنوا عليه وأنهم قد شمتوا بموته، فلجئوا إلى أبى الطيب يسألونه أن ينفى عنهم هذه الشماتة، فقال على الوزن والقافية :
ألآل إبراهيم بعد محمد.....إلا حنين دائم وزفير

قديم 11-09-2010, 04:22 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
كأن بنات نعش في دجاها.......خرائد سافرات في حداد


يرى طه حسين أن في هذا البيت تشبيه رائع بديع يخلب المتلقي بلفظه ومعناه! ولكن الشاعر ليس فارغ البال ليصف رهبة الليل، وجمال النجوم، وإنما هو مثقل بهمومه، معجل عن التفكير في جمال الطبيعة، وعن تصوير هذا الجمال إلى التفكير في معاقرة المنايا:

أفـــــــكرُ في مُعاقَرَةِ المنايا.........وقَوْدِ الخَيلِ مُشرِفةَ الهَوادي
زَعيمٌ للقنَا الخَطىَّ عـَزمى ..........بسَفْكِ دمِ الحواضِرِ والبَوادي
إلى كم ذا التخــلُفُ والتَواني.......وكم هذا التمادي في التمادي
وشَغْلُ النَفس عن طَلَبِ المعالي...ببيْعِ الشعرِ في سُوق الكَساد
وما ماضي الشبَابِ بمُسترد............... ولا يَوْمٌ يَمُرُ بمُستعادِ
متى لَحَظَتْ بياض الشيبِ عَيْنى.... فقد وَجَدَتْهُ منها في السوادِ
متى ما ازدَدْتُ من بَعدِ التَناهي.... فقد وقَعَ انتِقاصي في ازدِيادي


فهذا الشعر يعبر عن نفسه ويعلن إلى قارئه أو سامعه ما فيه من جمال وروعة وما فيه من قوة وحزم وما فيه من تحرق إلى الخروج من هذه الحال التي ضاق بها الشاعر أشد الضيق، كما انه يعلن إلى قارئه أو سامعه أن عقل صاحبه قد نضج وبلغ أشده وأصبح قادرا لا على التفكير المستقيم فحسب، بل كذلك على استخراج المعاني الدقيقة وتصويرها في ابرع اللفظ وأرقاه.

قديم 11-15-2010, 01:02 PM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لولاكَ لم اتركِ البحيرة والـ....ـغور دفيءٌ وماؤها شَبم
والموجُ مثلُ الفُحُولِ مزبدة...... تَهدرُ فيها وما بها قطم
والطيرُ فوقَ الحَبابِ تحسبَها...فُرسانَ بُلقٍ تخونها اللُّجُمُ
كأنها والرياحُ تضربُها.........جيشا وغى: هازِمٌ ومُنهزم
كأنها في نَهارِها قَمَرٌ................حَفَ بهِ من جنانها ظلم
ناعِمة الجمم لا عظام لها........... لها بنات وما لها رحم
يبقر عنهن بطنها أبدا................ وما تشكى وما يسيل دم
تغنت الطير في جوانبها .........وجادت الأرض حولها الديم
فهي كماوية مطوقة ...................جرد عنها غشاؤها الادم
يشينها جريها على بلد.................... تشينه الادعيا والقزم

يقول طه حسين ...في هذه القصيدة تظهر قدرة المتنبي على الوصف وبراعته في تصوير الطبيعة إذ يصف في هذه الأبيات البحيرة بحيرة طبرية.

قديم 11-15-2010, 11:51 PM
المشاركة 20
حاتم الحمَد
مؤسس ومدير شبكة ومنتديات منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الأريب أستاذنا أيوب صابر

تحية طيبة لك ولغزارة علمك

موضوع قيم طرحته هنا ، موضوع يتناول

تلك الدراسة التي نشرها طه حسين

ـ عفى الله عنه ـ عن المتنبي

سائرا في الوصول إلى نتائجها

على طريق القراءة التحليلية

لنماذج من شعر المتنبي.

وفقت كثيرا أستاذي أيوب في تسليط

الضوء على هذا الموضوع القيم.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المتنبي - قراءة طه حسين لنماذج من اشعاره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مع المتنبي-1- صبحي ياسين منبر الشعر العمودي 2 07-10-2014 09:51 PM
ديوان أحمد بن حسين الجعفي المتنبي أبو الطيب د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-13-2014 10:36 PM
المتنبي يسترد أباه .. دراسة في نسب المتنبي - عبد الغني الملاّح د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:32 PM
سعدي الدين الشيرازي دعوة للتعرف عليه وعلى اشعاره ايوب صابر منبر الآداب العالمية. 4 01-17-2013 10:47 PM

الساعة الآن 09:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.